اخر الاخبار

إلى / سلام مكي

-1-

نعرفُ جيدا

متى تجلسُ الحياة على مؤخرتِها

ومتى تستنشقُ ما تبقى من الريحِ

ومتى تأكلُ السماءُ نجومَها

حينَ تصحو

وحينَ نكونُ فريسةً

نقودُ الأجوبة! من عنقِها

كي نليقَ بهذا الشذوذِ الوقتي .

-2-

ينامُ طفلًا على الخريف

الأم هنا محطةُ عبورٍ

تفرشُ طفلَها

نرمي لها نقودَ أفواهِنا ( الله ينطيج ) وننصهرُ

فمتى تتعافى أحلامُنا من الموتِ ؟

وأسلافُنا من الخلاصُ ؟.

-3 -

نقصُ رأسَ غيمةٍ ما

فيلدغُها طائرٌ وحشيٌ بمنقارِهِ

تدنو فندنو

مثل ارتطامِ غيمتينِ

ونتدحرجُ من الآخرةِ  بضوءٍ طويلٍ ،

الحياةُ تعلمنا كيفَ تضيعُ الأسئلةُ

وكيفَ تنمو وكيفَ تقفزُ

وكيف نلمعُ مثلَ حبلٍ مخيفٍ

فمن ينقذُ الحبلَ من المشنقةِ  ؟.

-4-

لن نخطأ بالطرقِ مرةً أخرى

لا روما هنا كي نحتطبَ الطُرق

لا عناوينَ جاهزةٌ للطهو

لا سماءَ نعضها لكي نفتحَ من الشمسِ ذكرى

لا ثمارَ  يذكرُها الربُّ

لا عرباتٍ  قديمة

فمتى نصحو من المصائبِ الخافرةِ ؟ .

-5-

في الكنائسِ الباردةِ

يفرشُ القديسُ عباءتَهُ للصلاةِ

تارةً يدهنُ لسانه بالدعاءِ

وأخرى يخبزُ عقلهُ بالسكينةِ عذرا بالسكين

آه كم من الهروب به عرفنا رغوة بطونهم

وكم عرفنا إن الضياعَ لقمةُ يتيم

يسرقُها الكاهن حين يضحك

وهو واقف بين جثتين

فإلى متى نبقى  نزخرفُ خطاباتهم بالسعالِ ؟

-6-

نلسعُ الزنزانة بأصابعنا فتطيرُ ،

الخيالُ واسعٌ في هذا الشتاءِ القارصِ،

صورةٌ صغيرةٌ لضحكتِنا الرائبةِ ،

شقيٌ هذا الحارس العتيد

يرفعُ نظارتَهُ إلى الأعلى

فتصابُ صحراءُ رؤوسنا بالنحولِ ،

مادام هناك ثعلبٌ في قلبِهِ

فلن يدع ما تبقى منا بالنهوض ،

جملةٌ واحدةٌ تختصرُ هذا الصراخ

أين كنا نحن ؟

حين باعَ الجلادُ سياطَهُ

وحينَ قرأ حركةَ الفئرانِ

وهي تزورُ بعضها بعضًا من تحتِ أقدامنا  .

عرض مقالات: