اخر الاخبار

* يقولونَ:

لي طبعُ صريفةٍ

ومزاجُ حصيرٍ

وسحنةُ تمرة،

قد يكون هذا صحيحاً،

لأنَ الكرَبَ

والعذوقَ

 والأشواكَ هي في الأحشاء،

رغم ذلك

يزورني الدوريُّ

بين الفينة والفينة،

يأخذُ صوراً لحنجرتي

ويداعبُ الأوتارَ فيها،

رغم ذلك

يقدِّمُ الوحلُ دائماً

مشورتَه الذهبيّةَ لي.

اللعب في الخارج

حين كنتُ طفلاً،

سبعُ سماواتٍ كانت معي،

ولمّا شببتُ

وقفزتُ السّورَ

سقطتْ واحدةٌ،

وحينَ مضيتُ

لألعبَ في الخارج

وشاغبتُ كثيراً

بين الأولادِ

وصعدتُ تلالاً،

سقطتْ أُخرى/

عندما كبرتُ قليلاً

وعملتُ بيديَّ

فقدتُ سماءً،

حين صرتُ رجلاً وتزوَّجتُ،

ضاعت منّي واحدةٌ

في خِضَمِّ الحياة،

حين وقعت الحربُ،

فقدتُ سماءً كبيرة،

وحين هاجرتُ الى المنفى،

فقدتُ سماء الطفولة،

والآن تبقّتْ واحدة صغيرة،

سأقتسمها معكِ كالرغيف.

* استثمار

إبقَ هنا

لا تتحرّكْ،

إبقَ في مكانكَ هذا،

هو الأفضلُ

في هذي الأصقاع،

صحيحٌ ثمة بردٌ

تحت قدميكَ،

وثمّة ثلجٌ

قرب القلب،

ثمة نديفٌ

يطرقُ بابكَ،

ورذاذٌ يتزجَّج،

إبقَ هنا،

لا تتحرَّكْ،

أعرفُ أنكَ مبتردٌ وكئيبٌ،

والناسُ هنا منشغلونَ،

يمرّوُنَ بك سُراعاً،

لا يلتفتونَ

ولا يرمونَ عليكَ النظرة،

فالنظرةُ غاليةٌ

ولا تُنفقُ بسهولة،

استثمرْ صمتَكَ

قطّرْهُ

بأنابيقَ ودوارقْ .

* قرأت الطير

غيري

كان يقرأ في كتاب الطير،

أنا قرأتُ الطيرَ كلّه،

حين حلّقتُ الى جانبه،

كلُّ خفقةٍ

هي درسٌ،

كلُّ رفرفةٍ

هي عِلمٌ وتأصيلٌ للهُويّة،

كنتُ أطيرُ

بمحاذاة الطير

بالشغافِبالولعِ،

طرتُ لأفتحَ الشّهية

وأكتبَ نافذتينِ

لأشرحَ البابَ،

كنتُ كمن يرسمُ الرّيحَ،

كمن يلوكُ الهبوبَ،

طرتُ لأبصمَ الهدف،

وأرفعَ من مستوى السّهام،

لم أقصد بالطيرانِ

الولوغَ والنفاذَ،

بل قصدتُ التجلّي

وتلميعَ الأسافل

_________

لندن

عرض مقالات: