اخر الاخبار

وقد اثبت مجرى الاحداث ودللت الوقائع الدامغة، أن موقف جماهير شعبنا الواسعة، التي عمل طرفا الحرب جاهدين على تهميش دورها لم يكن ابدا موقف المتحمس للحرب والاحتلال، لذلك لم تُستقبل الجيوش الغازية بالورود والاحضان، لكن الشعب من جانب آخر، لم يقف الى جانب النظام ولم يدافع عنه وعن مؤسساته وبرهن على بطلان ادعاءات النظام المسبقة ان المقاومة ستندلع في كل شارع وتنطلق من كل بيت.

 لقد ظل موقف جماهير الشعب موقفا سلبيا ازاء الحرب وازاء النظام على حد سواء، موقف انتظار مفعم بالتوتر والترقب والقلق مما ستأتي به الأيام، غداة الرحيل المتوقع للدكتاتورية غير مأسوف عليها، وحافل بالأحزان التي تثيرها ذكرى من سقطوا ضحايا للحرب، والهموم التي يبعثها حال الخراب والدمار والفوضى، الذي يعم البلاد في معظمها .

‎لكن هذا الواقع المرير، يشكل من جانب اخر رصيدا لا يقدر بثمن لكل من اختاروا رفض الدكتاتورية، وناضلوا من اجل اسقاطها واقامة بديل ديمقراطي على انقاضها، كما رفضوا الحرب باعتبارها السبيل الأسوأ لإنجاز التغيير. . يشكل أرضاً ملائمة لاعتماد البرنامج الوطني الديمقراطي السلمي في اعمار الوطن واعادة بنائه لمصلحة ابنائه، بعيدا عن الاستبداد والاحتلال والوصاية والحكم العسكري.

وتنهض أمامنا اليوم، ونحن نواجه المنعطف في مسار الاحداث على صعيد البلاد، مهمة التعامل مع نتائج الحرب وثمارها المرة.

لقد ناضلت جماهير شعبنا طويلا ضد الدكتاتورية ومن اجل الحرية والديمقراطية وتقرير مصيرها بنفسها ووفق ارادتها الحرة.

 ‎واذا كان علينا، والنظام الدكتاتوري ينهار أن نتهيأ لاجتثاث مخلفاته، فان من واجبنا كذلك ان نعمل من أجل تصفية اثار الحرب.

‎وهذا يعني في مقدمة ما يعني ان نضع في حسابنا مهمة الانهاء السريع للاحتلال والحكم العسكري في بلادنا، وتسليم السلطة الى ادارة دولية مؤقتة تشرف عليها الامم المتحدة، وتهيء لتشكيل حكومة ديمقراطية ائتلافية انتقالية من ممثلي القوى السياسية الوطنية العراقية، مهمتها الاساسية اعداد الدستور الجديد والتحضير لأجراء انتخابات برلمانية حرة.

‎الا ان من الواجب قبل ذلك وخلاله أن تتحرك الامم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى سريعا، لتنهض بمسؤولياتها استنادا الى ميثاقها، وتعمل على حماية ارواح ابناء شعبنا من المدنيين، والحيلولة دون تعرض حقوقهم الاساسية الى الانتهاك وتامين الاستقرار وتوفير المستلزمات الضرورية والاغاثة والعون الطبي العاجلين لأبناء شعبنا.

‎ان اوقاتا صعبة وعصيبة مازالت تنتظر شعبنا، وهو ينفض عن كاهله الوطأة الثقيلة لثلاثة عقود من الحكم الدكتاتوري وحروبه والحصار الدولي الذي جره عليه وعواقب الحرب الرابعة خلال ٢٣ عاما، المشتعلة حتى الآن..

في هذه المرحلة أيضًا سيقف الشيوعيون مع شعبهم، وفي قلب نضال جماهيره ، يداُ بيد مع القوى الوطنية المكافحة الاخرى، حتى تحقيق هدفه في إقامة الحكم الوطني الديمقراطي التعددي، المعبر عن ارادته الحرة المستقلة،  في عراق فيدرالي موحد.

 

من بلاغ الاجتماع المشترك للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني - العراق

10 نيسان 2003