اخر الاخبار

كلمة اللجنة المركزية في مهرجان الشهيد سلام عادل

الحضور الكريم..   الرفيقات والرفاق الاعزاء

ونحن نلتقي معكم في مهرجان الشهيد سلام عادل الرابع، من اجل الاحتفاء بشهيد الشعب والحزب، القائد الفذ الذي اعطى بصموده الأسطوري، واستشهاده البطولي، درساً بليغاُ للمناضلين من اجل الحرية والعدالة، وحلق عالياً مثل النجم كما حلق من قبله الثوريون في سماء البلد، كاشفاً في الوقت نفسه عن مدى همجية ودناءة جلاديه ومصيرهم الحتمي في مزبلة التاريخ.

نستذكر اليوم سوياً شهيدنا (الأسطورة سلام عادل)، وبحق نال هذا اللقب، فهو كان معذباً لسجانيه، في صبره وصموده وقوته، وفي الوقت ذاته صار امثولة حية لرفاق حزبه وغيرهم من المواطنين المخلصين لقضية الشعب.

لا احد منا يعتقد ان الشهيد الذي قدم نفسه للشهادة، وبدون تردد، يمكن تكريمه بكلمة او كتاب او فليم وثائقي، نعم لا يمكن ذلك، وخصوصاً اذا كان الشهيد هو قائداً للحزب الشيوعي العراقي، والذي بعبقرتيه  وتفانيه وتقديمه الغالي والنفيس، مع غيره من الشهداء الميامين والمناضلين السائرين على دربهم، وصل حزبنا الى عيده الثامن والثمانين، حيث فشل الطغاة في تقديراتهم، بأنهم في إعدام القائد سلام عادل ومن قبله القائد فهد ورفاقه قادرون على انهاء الحزب الشيوعي العراقي.

أيها الاحبة..

تمر بلادنا في مرحلة بالغة التعقيد والخطورة، نتيجة للصراع الدائر بين القوى المتنفذة بعد ان افرزت نتائج الانتخابات كتلاً سياسية لم تستطع أي منها، ان تحقق الفوز الذي كانت تتحدث به. وهذه الانتخابات عكست ازمة هذه المنظومة والقوى التي تديرها، وهي تقف اليوم عاجزة عن حل المشاكل العالقة فيما بينها، فكيف بها، ان تحل مشاكل البلد الغارق بالأزمات، وها هي أوضاع الناس تزداد سوء يوماً بعد يوم بفضل نخبة سياسية تعمل لمصالحها الذاتية الفئوية فقط، دون الالتفات الى مطالب الناس الحقة ومعيشتهم الصعبة.

ان ما يجري الان في تأخير تشكيل الحكومة واستخدام كل الأساليب التي تعطل ذلك، عبارة عن محاولة جديدة فاشلة جرى تجريبها سابقاً، وكانت نتائجها شعب يئن تحت سوط الأوضاع المعيشية الصعبة والعوز والفقر ونقص الخدمات وفشل التعليم وسوء الوضع الصحي.. ناهيكم عن آلان المشاكل المعقدة والتي لا يسع المجال لذكرها.

لقد طرح حزُبنا الشيوعي، في مؤتمره الحادي عشر، جملة من الحلول المناسبة للخروج من هذا المأزق الخطير، ومنها مشروعه الذي اطلقنا عليه قدماً نحو التغيير، وهو ( أي هذا المشروع) خلاصة لنقاشات أعضاء الحزب ومناصريه، استمرت أيام عدة قبل واثناء المؤتمر، لغرض تقديم الحلول التي تخرج البلد من هذه الحالة، نريده ان يكون بلداً مدنياً ديمقراطياً، يعيش شعبه تحت ظل القانون والعدالة الاجتماعية.

لقد اكد حزبنا على أهمية ان تتشكل الحكومة المقبلة، وفق خيار الأغلبية السياسية، وتستند في برنامجها الى مشروع سياسي تتبناه القوى المشكلة لها، وان لا تتخلى عنه سواء في الإخفاق أم الإنجاز، مقابلها قوى معارضة يتاح لها مراقبة عمل الحكومة ومساءلتها، وعلى القوى المتنفذة ان تتذكر بأن الشارع العراقي لا يزال يغلي، وهو المعارض الحقيقي لأي مشروع يريد العودة الى الوراء وإبقاء الوضع كما هو عليه دون تغيير حقيقي.

الحفلُ الكريم

ان الأوضاع السياسية المعقدة، والظروف المعيشية الصعبة، وحالة عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني، تتطلبُ العمل الجاد على الاستجابة لمطالب الناس، الذين قالوا كلمتهم في انتفاضة تشرين العظيمة، وما هذه الفعاليات والحركات الاحتجاجية المستمرة بشكل يومي، ما هي الا امتداد للانتفاضة الشجاعة التي، سرعت وسوف تستعجل في انهاء حكم الفاسدين، ناهبي قوت شعبنا المناضل.

ولتحقيق ذلك،  لابدَّ ان تتوحد جهود عمل القوى المدنية والديمقراطية، التي تحمل مشروعاً للتغيير السلمي، اذ، لا خلاص من هذه المنظومة الفاشلة، سوى بتكاتف الجهود، وتطبيق المشروع الوطني الديمقراطي.. مشروع بناء دولة المواطنة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية.. الدولة المدنية الديمقراطية، التي يسودها العدل والقانون بعيداً عن لغة السلاح.. دولة بلا مليشيات او مال سياسي او فاسدين.

أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق

يا من تقفون على أبواب حزبكم، ندعوكم الى تلبية نداء المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، والذي دعا فيه الواقفين خارج صفوف التنظيم، الى العودة لصفوفه، والمشاركة في نشاطه.

ندعوكم ونحن على ثقة تامة، بأنكم ستلبون النداء. وابواب الحزب مشرعة امامكم.

يا أبناء النجف.. نجف العلم والنضال

لقد كان وما زال حزبنا الشيوعي العراقي، منذ ان اعلن  عنه بانيه الشهيد ( يوسف سلمان يوسف " فهد")، حتى يومنا الحالي مع الناس ويدافع عن حقوقهم المشروعة.. وهو سيواصل ذلك، من دون كلل وملل، حتى تحقيق شعاره " وطن حر وشعب سعيد"، وها هو اليوم يعلن عن حملة وطنية لبناء مقر جديد للحزب ، في بغداد.  ونتطلع الى دعمكم ودعم جميع الشرفاء من المواطنين الذين يقفون معنا دائماً كي تتظافر الجهود لبناء هذا الصرح الجديد.. الذي نريده ان يكون بيتاً للعراقيين.

لقد اختار حزبنا مجدداً وكما هو دائماً.. الناس، أبناء شعبنا الكريم، في سبيل تمويل بناء مقره الجديد في بغداد.

 فمن غيرهم نلجأ اليه... ونحن الذين لا نملك سواهم.

عاش شعبنا العراقي حراً كريماً

عاش الحزب الشيوعي العراقي

المجد الخالد للشهيد البطل سلام عادل

المجد لشهداء الحزب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القاها عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق حسين النجار

***************

شهد حضورا شعبيا وسياسيا واسعا.. اختتام مهرجان الشهيد سلام عادل  الرابع في النجف

النجف – طريق الشعب

نظمت محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي، على مدى الأيام الثلاثة الماضية الخميس والجمعة والسبت، مهرجان الشهيد “سلام عادل” الرابع، بعد توقف دام سنتين بسبب جائحة كورونا.

وشهدت فعاليات المهرجان مشاركة وحضورا واسعين من الشخصيات السياسية الوطنية والمستقلين، والحراكات والأحزاب المدنية، من بينها (تنسيقية التيار الديمقراطي، نازل اخذ حقي، البيت الوطني، المؤتمر الوطني، حزب الامة، الحركة الاشتراكية العربية).

افتتاح قاعة الشهيد سلام عادل

واعلن في بداية المهرجان، عن افتتاح قاعة الشهيد سلام عادل، والتي جرى إنجازها خلال الفترة القصيرة الماضية، لتحتضن فعاليات الحزب المختلفة.

وقال سكرتير اللجنة المحلية في النجف الرفيق كريم بلال، ان “انجاز هذه القاعة جرى بجهود ذاتية للجنة المحلية، وبدعم عدد من الرفاق والأصدقاء، وهي صرح ثقافي – سياسي يضاف للمدينة، كونها ستشهد في الأيام المقبلة إقامة مختلف الفعاليات على أرضها”.

من جانبه، قال الرفيق حسين النجار عضو المكتب السياسي للحزب، ان “هذه القاعة لا تخص الشيوعيين وحدهم، فهي منجز لكل النجفيين”. وجرى قص شريط الافتتاح بحضور عدد كبير من أعضاء الحزب ومناصريه في النجف وعدد من المحافظات المجاورة، الى جانب أعضاء اللجنة المركزية وهم “سهاد الخطيب، حجاز بهية، بهجت الجنابي، ظافر مردان، حسين علي، ميعاد القصير”.

افتتاح المهرجان

وبدأ المهرجان بعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة حداد، استذكاراً للشهيد سلام عادل وشهداء الحركة الوطنية والحزب الشيوعي وانتفاضة تشرين.

بعدها قرأ الرفيق كريم بلال كلمة اللجنة المحلية، والتي جاء فيها:

“دأبت محليتنا، محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي على إقامة مهرجان الشهيد الخالد حسين احمد الموسوي (سلام عادل). ونستذكر في المهرجان بطولته ومآثره في خدمة قضايا الشعب والوطن، إذ تمر علينا هذه الأيام الذكرى التاسعة والخمسون لانتصاره البطولي على جلاديه، شهيداً أسطورياً على يد انقلابيي 8 شباط الأسود”.

وأضاف “لم يتخاذل هذا القائد الشيوعي المقدام بل واجه جلاديه بصمود بطولي قل نظيره نستلهم منه الدروس والعبر في التضحية والفداء من اجل المبادئ، المبادئ التي تقودنا لوطن حر وشعب سعيد”.

وختم الكلمة بالقول: “اننا على دربكم سائرون، نناضل اليوم من اجل الخلاص من الطغمة الفاسدة، وتحقيق التغيير الشامل، وصولاً الى بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”.

التيار الديمقراطي: شهيدنا ورمزنا

وقال علي الدرويش في كلمة التيار الديمقراطي في النجف: “ما كان لشهيدنا ورمزنا سلام عادل العمل وفق دوائر معتقدات منغلقة.. بل هو فاعل وطني انساني آثر العمل وفق رؤية وطنية إنسانية. تتفاعل مع الجميع لترتفع قيم الوطن وتعلو مفاهيم التحرر والانعتاق من مخلفات إرث غث غير قابل للتفاعل مع مجريات مرحلته”.

وتابع، “اننا إذ نمر بمرحلة المواجهة الحاسمة بين متطلبات شعبية وسلطات آثرت تقسيم ثروات العراق على أطرافها كغنائم حرب، لا بد من ان ننفتح على اطراف الانفعال الشعبي المطالب بوطن، كما في شعار شباب تشرين (نريد وطن). ننفتح وفق مشتركات وطنية نعمل من خلالها على تحريك الوعي الشعبي ومفردات الثقافة العامة المبينة لحقوق المواطن العراقي وأحقيته بالعيش بكرامة وعدل”.

مدينة أنجبت سلام عادل

والقى الدكتور باقر الكرباسي، عن أهالي النجف، كلمة مطولة بحق الشهيد سلام عادل، جاء فيها:

“منذ نهاية القرن الثامن عشر الميلادي أصبحت النجف مركزاً مزدهراً للحوار الفكري ومحجة لطلاب العلم والمعرفة من اصقاع العالم الإسلامي وكونها مصدر جذب للعلماء والمفكرين وفيها نبغوا؛ فبمكتباتها ومتاجر الكتب فيها ونقاشاتها وحلقاتها الأدبية صارت مع الزمن للعديد من الطلاب والشباب المكان الذي اكتشفوا فيه افقا ثقافيا للنهضة العربية ومفكريها من إسلاميين ومجددين وعلمانيين ويساريين ليتجسد ذلك في نتاجاتهم الشعرية والأدبية والفكرية”.

وأضاف الكرباسي، “كانت النجف من بين المدن التي نشط فيها الشيوعيون بشكل لافت للنظر. سيطروا على الشارع النجفي وعلى الرأي العام فيه، وانضم اليهم مؤيدون كثر من العمال والفقراء والطلبة وبعض المحامين والأطباء والمثقفين، وشهدت قاعدة الحزب الشيوعي في النجف توسعاً ملحوظاً خاصة بعد اعدام قادة الحزب، وبالرغم من العمل السري للحزب الشيوعي الا ان تنظيمه كان تنظيماً جيداً متمثلاً باجتماعات خلاياهم المستمرة وتثقيف أنفسهم بأدبيات الحزب والنظرية الماركسية”.

وتابع الدكتور باقر: “جميل جدا ان نستذكر رجلا مناضلا مثل سلام عادل وهو واحد منّا له فينا قدر ما لنا فيه من محبة واعتزاز. كان سلام عادل يسعى جاهداً لتحقيق عراق ديمقراطي مستقل عن الهيمنة الامبريالية وعن العسكرة المتزايدة للدولة والمجتمع، عبر التسلط الحكومي والطبقية في توزيع الدخل والثروات، عراق الشعب الذي كان يأمل الا تسوده العنصرية ولا يعرف الطائفية والتمييز الاجتماعي وهو عراق المواطن الحر”.

بعد ذلك شهد مسرح القاعة عرضا مسرحيا قدمه المخرج مهدي سميسم ومثّلهُ الرفيق مصطفى حامد، والذي تحدث عن دور الشباب في انتفاضة تشرين.

وفي ختام فعاليات اليوم الأول، جرت قراءات شعرية القاها الشاعر قاسم الياسري ورئيس جمعية الشعراء الشعبيين حسين العذاري، إضافة الى قصيدة للرفيق بهجت الجنابي.

 اليوم الثاني

وفي صباح اليوم الثاني للمهرجان، الجمعة، انطلقت مجموعة كبيرة من المشاركين في ماراثون السلام، من شارع الشهيد سلام عادل وسط النجف، وصولاً الى حي السعد حيث مقر اللجنة المحلية. وقد شاركت فيه فرق من قضاء المشخاب ومركز النجف ورديف نادي النجف الرياضي ومن قضاء الكوفة ـ ناحية العباسية. وفي ختام الركضة قدم أعضاء المحلية وعدد من الحاضرين هدايا رمزية للمشاركين في هذه الركضة.

بعدها وضع المشاركون في المهرجان باقة ورد على قبر الشهيد سلام عادل في مقبرة وادي السلام. وألقى هناك الرفيق صالح العميدي كلمة اللجنة المحلية في المناسبة.

واختتمت فعاليات اليوم الثاني بتكريم عدد من كتاب مجلة الشرارة النجفية، التي تصدرها اللجنة المحلية، بشهادات تقديرية.

فيما زار وفد من نقابة المهندسين الزراعيين، مقر اللجنة المحلية، تمثل برئيسها علي النفاخ وأعضاء الهيئة الإدارية، مقدمين التهاني بافتتاح قاعة الشهيد سلام عادل.

الختام: فعاليات رياضية وفنية وشعرية

وشهد ختام المهرجان، استئناف مباريات دوري السلام لكرة القدم للفرق الشعبية، في مناطق المشخاب والمنطقتين الجنوبية والشمالية.

فيما عرض على قاعة الشهيد سلام عادل، فليم وثائقي عن الشهيد، حضره تابعه جمهرة من الشيوعيين واصدقائهم، من بينهم عضو اللجنة المركزية الرفيقة نسرين حسين. ثم قدم الرفيق عبد الرزاق الحكيم عرضا عن سيرة الشهيد البطولية.

واختتم الحفل بقصيدة الشهيد “سلام عادل” للشاب التشريني حسين العميدي، تبعتها باقة من الأغاني للفنان الشاب حسين فائز. وفي ختام المهرجان جاءت كلمة اللجنة المحلية التي ألقاها الرفيق الدكتور نعمة ياسين، مقدما الشكر للمساهمين والمتطوعين في المهرجان.