اخر الاخبار

خصص المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي، حلقته الأسبوعية من برنامج “يحدث في العراق” السبت الماضي، للوقوف على أوضاع المحافظات الجنوبية في ما يتعلق بعمل الحكومات المحلية  على صعيد الخدمات ومشاريع الإعمار، وبالحراك الاحتجاجي. وقد ضيّفت الحلقة التي حملت عنوان “ المحافظات الجنوبية.. ثروات جبارة ضحية شراهة المتنفذين”، الناشط السياسي أحمد العكيلي، والناشط المدني حيدر الصافي، والكاتب والصحفي علاء كولي. فيما أدار الحلقة عضو اللجنة المركزية للحزب علي صاحب.

المشكلات تتفاقم.. والناس لا تكل من الاحتجاج

المركز: هناك انباء تتحدث عن حملات اعمار وخدمات، بالتزامن مع استضافة كأس الخليج، كمراقب كيف تقيم الاوضاع الخدمية في محافظة البصرة؟

احمد العكيلي: في الحقيقة، الاوضاع السياسية بصورة عامة من خلال الصراعات بين المحافظ والاحزاب المتنفذة تؤثر بشكل مباشر على الاوضاع الخدمية وعلى المواطن، علما ان محافظة البصرة هي اكثر محافظة تمتلك معامل ومصانع وهي مدينة زراعية، وتحتوي على اكبر احتياطي للنفط، بالاضافة الى ميناء بحري مهم. لكن رغم هذا يعاني اهالي البصرة من المشاكل الخدمية؛ منها تجريف البساتين، ايضا ملوحة المياه التي ظهرت مؤخرا بسبب فتح نهر الكارون من قبل الجانب الايراني، وترك مياه البزل تصب في مياه شط العرب،. وايضا النفط فنحن البصريين لم نستفد منه ابدا. اضف لذلك نحن المحافظة الاولى من حيث الاصابة بالامراض السرطانية. الوضعي الصحي بشكل عام منهار، ناهيك عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي. تشكل احزاب السلطة في البصرة امتدادا للاحزاب في بغداد. وبالتالي المركز يهيمن على القرار.. كل هذا يؤثر على حياة المواطنين، الذين يوصلون احتجاجاتهم ضد تردي الخدمات، منذ سنوات. اما ما يخص حملات الاعمار وارتباطها باستضافة خليجي 25، فهي ليست بالمستوى المطلوب: هناك حملات بالفعل، لكن ليس بالمستوى الذي ينتظره المواطن.

 

الخدمات الصحية غائبة تماما

المركز: هل بالإمكان وصف الاوضاع الخدمية والمعيشية التي تعيشها محافظة الديوانية في هذه الفترة؟

حيدر الصافي: لا تختلف محافظة الديوانية في كل شيء عن بقية المحافظات في جنوب البلاد؛ فالمدن تكاد تكون مقابر، لولا ان الناس يمشون بها: خالية من اي نوع من انواع الخدمات، البلدية وغيرها. افضل شوارع الديوانية اشبه بشوارع القرى في الدول الاخرى. اما ما يخص الخدمات الصحية فهي شبة غائبة. الاسباب التي جعلت الديوانية بهذا المستوى كثيرة: اولا وحسب ما تقول الحكومة المحلية ان هناك ضعفا في التخصيصات المالية المخصصة. ثانيا كل الامور اجتمعت في محافظة الديوانية منها الفساد المستشري الذي اصبح عند صغار موظفي دوائر الدولة. هذا الفساد يدل على الغياب التام للدور الرقابي المناط بصحاب القرار في المحافظة. في الوقت ذاته فإن مجلس المحافظة ـ هذه الحلقة البيروقراطية ـ كان لها دور يحد من سلطات المحافظ، يحد من أذرع المحافظ الموجودة في المكاتب، الذين بدأوا يصولون ويجولون باسم المحافظ، او باسم مسؤول معين او حزب معين. 

 

200 الف خريج بلا وظيفة أو فرصة عمل

المركز: كصحفي ومتابع للشأن العام في محافظة ذي قار، كيف تصف الاوضاع الخدمية والاجتماعية في المحافظة؟

علاء كولي:  الناصرية تحتاج الى وقفة كبيرة من جميع النواحي. المحافظة منكوبة بصريح العبارة. المحافظة تعاني مشاكل خدمية كبرى في كل القطاعات، شأنها شأن المحافظات الجنوبية الاخرى. لكن مشكلة الناصرية انها لا تملك ميزة مثل البصرة والعمارة. على سبيل المثال منفذ الشيب في العمارة يمنح المحافظة جزءا من الايرادات. والبصرة كذلك رغم ان ايضا لديها الكثير من المشاكل. لكن محافظة ذي قار في كل قطاع هناك مشاكل كبيرة. هناك مشاكل في ادارة المحافظة، كل المحافظين منذ 2003 الى هذه اللحظة، هم محافظون غير قادرين على تحمل المسؤولية والمواجهة. يتهربون من المواقف، وفي اكثر من مشكلة. هناك زيادة سكانية كبيرة، بينما المحافظة لا يوجد فيها اية خدمات او مشاريع تستوعب تلك الزيادة. العقارات اسعارها مرتفعة برغم الخدمات السيئة. وهذا شيء غير منطقي بصراحة. 

 

المركز: هل تعتقد ان غياب مجالس المحافظات أثّر بشكل او بآخر على السلطة؟

علاء كولي: بالتأكيد، وعمليا نحن كشكل دستوري او شكل النظام في البلد والذي يتكون من رئيس الجمهورية والبرلمان ومجلس الوزراء ووجود مجالس المحافظات مهم جدا. المشكلة ليست بالنظام انما بالأشخاص. ان عدنا الى جذور المشكلة سنجدها بالأشخاص. هؤلاء الاشخاص يأتون عن طريق الانتخابات. هو لا يأتي عن طريق برنامج انتخابي انما يأتي عن طريق حزب متنفذ، يفوز هؤلاء الاشخاص وهم لا يمتلكون اي رؤية سياسية او وعيا، وكل هذا يتراكم. اعتقد ان مجالس المحافظات مهمة متى ما كان هناك وعي سياسي ووعي اجتماعي يعرف ان الشخص المرشح هو شخص فاسد او بعيد عن المسؤولية، وعليه لا يجب ان انتخبه، لكن مجالس المحافظات مهمة برأيي وتقلل من الانفلات.

 

مليون ونصف المليون مواطن في الديوانية 

لا معامل في المحافظة

المركز: الثروات الباطنية في الديوانية اقل من المحافظات الاخرى، وهذا ساهم برفع نسب الفقر بشكل او بآخر. برأيك هل نجحت الحكومة في وضع معالجات على الاقل مستقبلية بخصوص هذا الفقر الهائل، والقضية ليست اليوم انما من سنوات، والاعداد في تراكم مستمر؟

حيدر الصافي: محافظة الديوانية فقيرة جدا بمواردها المحدودة جدا. ليس لها موارد مثل المحافظات النفطية، كما انها ليست محافظة تملك منافذ حدودية او شيئا اخر. الديوانية بحاجة الى دراسة هذه المشكلة دراسة حقيقية. لدينا ما يقارب مليون ونصف مواطن. لدينا اراضي زراعية في المحافظة، لكن لا تزرع بحجة او باخرى. بعض الاراضي التابعة لمتنفذين يستطيعون زراعتها، واخذ الدعم والماء من اجل زراعة الارض، لكن من لا يملك واسطة او حزبا يدعمه، لا يصل الماء الى ارضه. 

من جانب اخر، فإن من يفكر في افتتاح مشروع معين: معمل صغير او متوسط، فإن الاجراءات التي يجب تنفيذها من قبل صاحب المشروع،  تفرض ان يأتي بحوالي 15 موافقة. وكل موافقة يجب عليه ان يذهب الى دائرة معينة: البلدية والماء والكهرباء. بالتالي فإن هذا العمل البيروقراطي لا يصلح الحال. ان الحل الامثل في محافظة الديوانية يقتضي استصلاح الاراضي الزراعية، وافتتاح معامل ومصانع في المحافظة التي لا تمتلك اي معمل.