في ظل تزايد الأزمات الاقتصادية والمعيشية في العراق، تتواصل الاحتجاجات في عدة مناطق من البلاد مع بداية شهر أيلول.
فقد جدّد خريجو كليات الهندسة في البصرة تظاهراتهم، مطالبين بتوفير فرص التوظيف بعد تأخر الوعود الحكومية. وفي محافظة ذي قار، خرج المئات من خريجي المهن الصحية في تظاهرات مماثلة مطالبين بتعيينهم.
وفي المثنى، اشتدت الاحتجاجات أيضا مع دعوات لتحسين الخدمات الأساسية، وصرف الرواتب المتأخرة لموظفي الشركات النفطية. وفي إقليم كردستان، اتسع نطاق الإضراب في السليمانية ليشمل عدة دوائر حكومية بسبب تأخر صرف الرواتب، ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها الحكومة في تلبية احتياجات المواطنين وتحقيق الاستقرار المالي والإداري.
دعوة للمتقاعدين
من جانبها، دعت الجمعية العراقية للمتقاعدين، الى تظاهرة كبرى اليوم الثلاثاء، أمام مجلسي الوزراء والنواب في العاصمة بغداد.
وقال رئيس الجمعية مهدي العيسى لـ"طريق الشعب"، إنه "بالاتفاق مع جميع المدافعين عن حقوق المتقاعدين ستقام تظاهرة كبرى للمتقاعدين في بغداد للضغط باتجاه الاسراع بتشريع التعديل الثاني لقانون التقاعد رقم 9 لسنة 2014 وتنفيذ المادة 36 من القانون الخاصة بالتضخم وشمول المتقاعدين المحالين إلى التقاعد قبل عام 2014 أسوة بالمحالين بعده، وزيادة الحد الأدنى للراتب التقاعدي".
ولفت العيسى الى، ان "التجمع سيكون أمام مركز شرطة الصالحية الساعة الثامنة صباحا والانطلاق بمسيرة راجلة باتجاه مجلس الوزراء والنواب".
إغلاق مصفى الشعيبة
وجدّد خريجو كليات الهندسة في البصرة تظاهراتهم أمام مصفى الشعيبة، وقاموا بإغلاق المصفى، احتجاجًا على عدم الاستجابة لمطالبهم السابقة بإيجاد مخرج قانوني لتعيينهم. وأوضحوا أنهم توقفوا عن التظاهر في الفترة السابقة بعد وعود وتطمينات من وزارة النفط، إلا أن تلك الوعود لم تتحقق كما قالوا.
وفي مؤتمر صحفي، قال ممثل المهندسين المتظاهرين، علي الجزائري، إنهم يستنكرون التلاعب القانوني في قضية "سرقة القرن"، حيث يبدو أن المتهمين قادرون على الخروج والسفر، بينما تعجز الجهات المسؤولة عن إيجاد حل لمشكلة تعيين المهندسين.
وأضاف الجزائري، أنهم قدموا مقترحات عديدة لإيجاد آلية مناسبة لشمولهم بالتعيين، لكن دون جدوى، مؤكدًا أنهم سيواصلون التظاهر حتى تحقيق مطالبهم.
مطالبات بتوفير فرص العمل
من جهة أخرى، تظاهر خريجو البصرة المعتصمون منذ ثلاث سنوات، مطالبين بإعلان ملف الـ13 ألف درجة وظيفية. وقال ممثلهم محمد العنزي، إنهم خرجوا اليوم مطالبين بحقوقهم بعد أن لمسوا تهميشا لمطالبهم من قبل رئيس الوزراء، خاصة بعد توجيه محافظ البصرة اللجنة لاستثناء الخريجين المعتصمين، في حين باشر بقية المعتصمين من المحافظات الأخرى الدوام واستلموا الكي كارد الخاص بهم.
وأضاف العنزي، أنهم معتصمون أمام مجلس محافظة البصرة للمطالبة بإعلان الـ13 ألف درجة وظيفية وإنهاء ملف المتظاهرين، محذرًا من أن تأخير صرف الرواتب قد يحولهم إلى عام 2025.
وفي محافظة ذي قار، جدد المئات من خريجي المهن الصحية تظاهراتهم أمام مبنى دائرة الصحة للمطالبة بالتعيين، مؤكدين أنهم من تخصصات التحليلات وطب الأسنان والأشعة والسونار والإدارة والتحليلات الطبية، وهم مشمولون بالتعيين المركزي، لكن لم يتم شمول العدد الأكبر منهم، ما دفعهم إلى التظاهر.
احتجاج على تأخر صرف الرواتب
في سياق ذي صلة، نظم العشرات من منتسبي محطة كهرباء الناصرية البخارية وقفة احتجاجية داخل مبنى الدائرة، مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة من الشهر الماضي. وقال أحد المحتجين في بيان، إنّ الوقفة الاحتجاجية تأتي للمطالبة بصرف الرواتب، محذرا من أن استمرار التأخير قد يؤدي إلى اتخاذ موقف آخر.
من جهة أخرى، تظاهر موظفو الشركات النفطية في المثنى احتجاجًا على قرار مجلس الوزراء الأخير برفع نسبة خزينة الدولة من الشركات النفطية إلى 75%. وأكدوا أن هذا القرار سيؤثر سلبًا على القطاع النفطي، ويحول شركات وزارة النفط من شركات رابحة إلى خاسرة.
في قضاء الوركاء بالمثنى، تظاهر العشرات من الأهالي وسط القضاء، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية وشمول مناطق القضاء بالمشاريع.
وأوضحوا في بيان، أن التظاهرة تهدف إلى تحسين واقع الخدمات، بما في ذلك الكهرباء وتعبيد الطرق، مشيرين إلى أنهم سيستمرون في مطالباتهم حتى تحقيقها.
كما جدد عدد من خريجي المجموعة الطبية والمهن الصحية لسنة 2023 في المثنى تظاهراتهم للمطالبة بإصدار أوامر التعيين الخاصة بهم، مشيرين إلى أن عددهم يتجاوز 1000 خريج من مختلف التخصصات.
توسع الإضراب
وفي إقليم كردستان، توسع الإضراب الشامل في السليمانية ليشمل عددًا من الدوائر بسبب تأخر صرف الرواتب، بما في ذلك دوائر الكهرباء والقضاء وكاتب العدل والبلديات والطابو، بالإضافة إلى التربية.
وأفاد مراسل "طريق الشعب"، أن الإضراب اتسع ليشمل مناطق كرميان ورابرين وسيد صادق وحلبجة، في ظل دخولهم الشهر الثالث من عدم صرف الرواتب.