اخر الاخبار

لعبت خيام الاعتصام دورا كبيرا في ادامة زخم الانتفاضة من خلال تقديمها الدعم اللوجستي للمنتفضين من طعام وشراب وعلاج، ووفرت مناما للشباب المطالب بحقوقه المشروعة. نحاول، هنا، أن نسلط بقعة ضوءٍ على الخيمة العراقية التي تم نصبها في اللحظات الأولى من الانتفاضة.

نصب الخيمة ودورها

يقول بلال رضا، احد المحتجين الفاعلين في حراك تشرين بساحة التحرير، لـ”طريق الشعب”، “قمنا بنصب الخيمة العراقية تحت نصب التحرير، يوم 27 من تشرين الأول في العام 2019، وكانت هي اول خيمة يتم نصبها في هذا المكان ( تحت نصب الحرية) نتيجة لخطورة الوضع الأمني وتساقط الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع في هذا الموقع”.

ويضيف رضا، ان “الخيمة العراقية ملاذ آمن للمنتفضين الهاربين من الدخان والرصاص؛ إذ آوت داخلها الجرحى والمختنقين وقدمت لهم كل الوسائل العلاجية وأسعفت عددا لا يحصى من المتظاهرين في ظل القمع الشرس الذي مارسته الحكومة والجماعات المسلحة”.

وحول توزيع الأدوار وإدارة الخيمة، يوضح رضا ان “الأدوار توزّع بشكل متساو وبطريقة عملية، وكان هناك من هو مسؤول عن التنسيق مع المتبرعين للحصول على الأدوية، حيث يتم جلبها وخزنها داخل الخيمة، ومن ثم يبدأ التصرف بها حسب الحاجة”، مشيرا الى ان خيمتهم “زودت خطوط الصد بالعلاج والمعدات حيث يجلس هناك عدد كبير من الاطباء والممرضين الماهرين وشباب المجموعة الطبية المعنيين بمعالجة الحالات الخطيرة والمعقدة والذين فتحوا خطا مباشرا للتواصل مع شباب الخيمة”.

توفير الطعام

من جانبه، يبيّن الناشط عبدالله محمد، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “عملية توفير الطعام كانت تشكل تحديا كبيرا لشباب الخيمة العراقية، الذين اخذوا على عاتقهم توفير وجبات الطعام من خلال إيصال مئات الوجبات يوميا للمتظاهرين المرابطين على جسري الجمهورية والسنك وفي ساحة الخلاني، ومن ثم يتم التوزيع بشكل عكسي نحو ساحة التحرير ومقترباتها”. 

ويضيف محمد ان “الكثير من المتبرعين يثقون بالشباب المتواجدين في الخيمة، لهذا كانت تصلنا تبرعات من قبل العوائل العراقية على شكل وجبات طعام او مواد غذائية وماء”، مبينا ان تجربته في الخيمة العراقية اضافت له الكثير، بعد ان ساهمت بشكل كبير في زيادة الوعي السياسي والاجتماعي من خلال اختلاطه بعدد من الشخصيات الوطنية التي كانت تتواجد في الخيمة. 

الدور السياسي والثقافي

ويتحدث حسن عباس عن الدور الثقافي الذي لعبته الخيمة العراقية من خلال تنظيمها عددا من الندوات الثقافية والسياسية والاجتماعية وبحضور مميز من النساء والرجال، الفتيات والشباب، الشيوخ والأطفال، مشيرا الى ان “الخيمة كانت رمزا من رموز الساحة ومعلما احتجاجيا رائعا تجسد على ارض الواقع بافعال لا حصر لها”. 

ويشير عباس الى ان “الخيمة قدمت شهداء من ابرزهم الشاعر علي اللامي واخرين قرر القتلة معاقبتهم بجريرة وقوفهم بوجه نظام المحاصصة والفساد”، مبينا ان “الخيمة تحولت الى ورشة سياسية وثقافية واجتماعية ستبقى في اذهان من اشرفوا على ادارتها وحموها وخدموها، لان تكون بيتا للعراقيين”.

وتابع ان الخيمة العراقية كانت مركزا لاستقطاب الشباب وكبار السن على حد سواء، واشرف عليها عدد من الناشطين من اصحاب الخبرة والممارسين للعمل السياسي والنقابي والمهني، معتمدين على قوة الشباب واندفاعهم لتخليص الوطن من براثن الجهل والطائفية والفساد.

وتقع هذه الخيمة تحت نصب الحرية في ساحة التحرير. وكانت عبارة عن مخزن كبير للأدوية ومياه الشرب ووجبات الطعام، توزع المواد بشكل مركزي على الشباب المحتجين.