اخر الاخبار

واصلت “طريق الشعب” تغطيتها الاستثنائية للذكرى السنوية الثانية لانطلاق انتفاضة تشرين، من خلال تسليطها الضوء على عدد من القضايا المهمة.  نتحدث في هذا التقرير عن الدور الكبير لخيمة ثوار التحرير في العاصمة بغداد، وما قدمته من دعم للمنتفضين، فضلا عن الفعاليات المتنوعة.

دعم كبير 

وحول دور خيمة ثوار التحرير، تحدثت الناشطة كوريا رياح لـ”طريق الشعب”، ان “الخيمة نصبت بتاريخ 26 تشرين الأول، وكانت من اوائل الخيم التي نصبت في ساحة التحرير. وكانت قبلة للشباب والشابات والمنتفضين وطلبة المدارس والجامعات أيضا”.

وتضيف رياح، أن “الخيمة قدمت دعما كبيرا للطلبة والمتظاهرين وحتى الموجودين في الخيم الاخرى، وكانت توزع ما يقارب 400 صندوق مياه يوميا على جميع مخيمات ساحة التحرير والطيران والسنك الساحة، إضافة إلى البطانيات والافرشة والملابس وكانت تأتينا من خلال تبرعات مواطنين وتجار مؤمنين بضرورة تحقيق التغيير”.

فعاليات متنوعة 

وتشيد رياح بدور الشباب في الخيمة رغم ان أعمارهم لا تتجاوز العشرين من شابات وشباب وطلبة أيضاً، موجهة الشكر الى “الأطباء المتطوعين للعمل في الخيمة ودورهم الكبير في معالجة الحالات الخطرة، تمهيدا لنقل الجرحى الى المستشفيات”.

وحول فعاليات الخيمة، تؤكد المتحدثة انها “كانت متميزة ومتنوعة، مثل الندوات الثقافية وحوارات تثقيفية بمطالب الانتفاضة وتحث على استمرار التظاهر، إضافة إلى ندوات تعرف بالحقوق والواجبات، فضلا عن إقامة امسيات شعرية، وعروض عرض فنية وموسيقى، وإقامة احتفالات بمناسبات عدة مثل يوم المرأة العالمي، ولعبت الخيمة دورا مهما في هذه المناسبة”.

وتشير رياح الى ان “إدارة الخيمة كان العمل فيها منظما، وان جو التآخي المحبة هو السائد، وهدفها هو التغيير، وكانت خليطا متجانسا من الاطياف الدينية والفكرية داخل الخيمة، جمعنا العراق ومطلب التغيير والحرية”.

وتخلص كوريا الى ان “تفاعل الجمهور مع الخيمة كان متميزا، والاقبال كان كبيرا، كون موقعنا هو بداية الساحة بجوار النصب وكل الحشود تمر من خلالنا نحو الساحة. كنا نستقبل الوافدين الى الساحة، نقدم لهم الماء والعون والمشورة والوعي ونعرفهم بما هو دورهم في الانتفاضة، وحتى الخيم المقابلة كانت تستمع الى ندواتنا وأغانينا الثورية والوطنية”.

تفاعل متميز

الى ذلك، يقول الشاب احمد سعد وهو احد شباب الخيمة، كانت الأدوار مقسمة في ما بيننا بالتساوي ولكل منا دور يلعبه، وكانت مهمتي هي حراسة الخيمة ليلا اثناء نوم زملائي.

ويتحدث سعد لـ”طريق الشعب”، ان “الخيمة ساهمت في رفع مستوى وعيي الثقافي والسياسي، وكان لها دور كبير في تمديد فترة الاعتصام، ولها دور كبير في اقامة الفعاليات والانشطة والندوات الثقافية والشعرية والقانونية والسياسية”.

ويبيّن سعد، ان “الأجواء داخل الخيمة كانت ودية وعائلية وعملنا من اجل هدف واحد وهو الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد”، مشيرا الى ان “الدافع الأول لتواجدنا في الخيمة هو الإيمان بقضيتنا”.

ويفتخر سعد بان “خيمته كانت من اخر الخيام التي انسحبت من ساحة التحرير”.