اخر الاخبار

احتفاءً في الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين، وسعيا من “طريق الشعب”، لتسليط الضوء على مبدعي وناشطي الانتفاضة، حاورت الكاتب النجفي احمد الموسوي، عن دوره في الانتفاضة، فبادرته بعدد من الأسئلة: 

• ماذا تعني لك انتفاضة تشرين؟

ـ الموسوي: كانت التظاهرات بالنسبة لي عبارة عن حياة كاملة. لم تكن مجرد مناسبة تستلزَم الحضور في وقت ما، والانصراف في وقت آخر، إنما هي عمل متواصل يبدأ ولا ينتهي، من التنسيق والتشاور مع أصدقاء الاحتجاج في مختلف التنسيقيات، وتهيئة اللوجستيات ومتابعتها، إضافة إلى متابعة آخر الأخبار عن طريق الفضائيات والسوشيال ميديا، والكتابة على الصفحة الشخصية، والظهور الاعلامي في البرامج الاخبارية على الفضائيات والبرامج الحوارية، للحديث عن الاحتجاج والمطالب، وما يتعرض له المتظاهرون من قمع ومنع واعتداءات، وغيرها.

• كيف كنتم تهيئون الشعارات؟

ـ الموسوي: ان تهيئة الشعارات المناسبة وكتابة الهتافات والأهازيج والردات التي يؤديها المتظاهرون المنتظمون على شكل كراديس في الساحة، كل كردوس يهتف بمقطع من الردات، نكتبه على لافتة ترفع أمامهم بسارية، عادة ما ينتهي المقطع بلازمة يشترك فيها مع المقطع أو المقاطع الأخرى. وكان للردات أثر طيب من ناحية تفاعل الجمهور من المتظاهرين أو من عامة الناس، لما تحمله هذه القصائد من قدرة على التأثير تتبع قوة حضورها في ذاكرة المجتمع وفي الضمير الشعبي، كونها ترتبط بطقوس عاشوراء. وكانت باعتقادي فاتحة وتمهيداً لظاهرة المنابر الحسينية المحتجة على الفساد، والتي شهدناها في السنوات القليلة الماضية.

• هل تكتب الردات لمناسبات معينة؟

ـ الموسوي: كثير من الردات كتبت لمناسبات معينة منها مناسبات دينية ومنها أحداث سياسية، بل وحتى أحداث ثقافية، فهناك واحدة من الردات على سبيل المثال ضمنتها ذكراً للأهوار بمناسبة دخولها على لائحة التراث العالمي، وهناك ردات كانت تشيد بالقوات المسلحة أيام عمليات التحرير ضد داعش الإرهابي، وهناك ردات تندب الأئمة من أهل البيت في المناسبات الدينية وتستلهم منهم قيم الثورة والاحتجاج ضد الفساد، والذي بقي - أي الاحتجاج ضد الفساد - هو القاسم المشترك بين كل هذه الردات وفي مناسباتها جميعاً... وكانت بعض هذه الردات والهتافات يتناقلها المتظاهرون في محافظات أخرى ويرددونها في ساحات الاحتجاج عندهم، منتقلة عبر التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت ظاهرة احتجاجية بعد ذلك شهدتها معظم الساحات.

• كيف تنظر الى انتفاضة تشرين؟ 

ـ الموسوي: ان لحظة انتفاضة تشرين هي تتويج لنضال مجتمعي شعبي عصيب امتد لسنوات وبفعاليات احتجاجية مختلفة... وكانت تلك اللحظة بحق تحولاً نوعياً في الحركة الاحتجاجية طالما تحدثنا عنه في لقاءاتنا وفي مضامين الردات، وهي موثقة لدينا، انها لحظة الشعب التي ذكرتها مرة في احدى الردات (حان وقت الشعب مرفوع الأذان... مصدر السلطات، احنه البرلمان).

• هل اختلفت طقوس الانتفاضة عن التظاهرات السابقة؟ 

ـ الموسوي: كانت طقوس الانتفاضة تختلف نوعاً ما عما اعتدنا عليه طيلة التظاهرات الاحتجاجية في السنوات التي سبقتها، فظهرت لدينا مهمات جديدة تتعلق بنصب الخيام وادامتها لوجستياً والتواجد فيها بالتناوب وبأوقات معينة، إضافة إلى اعداد الفعاليات الاحتجاجية المختلفة، وهي بالتأكيد ما جعل الاحتجاج حياة بكاملها وليس مجرد حضور شكلي أو صوت يعلو بالمطالب، فكانت ساحة الاعتصام مدرسة كبيرة تتلقى فيها الدروس مرة وتلقي الدروس فيها مرة أخرى.