اخر الاخبار

في سيناريو بات يتكرر سنوياً أثار إعلان وزارة التربية جدول الامتحانات النهائية لطلبة السادس الإعدادي جدلا بين الأوساط الطلابية التي تواصل استعداداتها لأداء الامتحانات النهائية، وسط الكثير من الصعوبات والمعوقات التي تحاول تذليلها الوزارة أمامهم، تتمثل بنقص الأبنية وغياب تكييف القاعات.

وشكا الطلبة من قرارات الوزارة التي وبحسب قولهم تتخذها الأخيرة بمعزل عنهم بصورة لا تراعي ظروفهم، كان اخرها اعلان الجدول الذي غابت فيه فرصة المراجعة بين المواد الامتحانية، واقتصرت العطلة على يوم واحد فقط، عدا مادة الاحياء التي سبقتها عطلة 10 أيام.

إعطاء فرصة للمراجعة

وتحدث سكرتير فرع بغداد لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق عبدالله غالب، عن جملة من الصعوبات التي تواجه الطلبة قائلاً “لا يزال ملف الامتحانات يواجه العديد من الإشكاليات التي تحول دون توفير اجواء امتحانية مناسبة للطلبة، وعادة ما تجري الامتحانات في حين لم يتم اكمال المناهج في المدارس، او يتم وضع جداول امتحانية، كما أعلنت الوزارة أمس، فيها إشكاليات معينة لا تتناسب مع الظرف العام او تعطي فرصة كافية للطالب لمراجعة المادة”. 

وقال غالب حديثه لـ “طريق الشعب”، ان “في مقدمة هذه الاشكاليات تأتي نواقص القاعات الامتحانية، ومعضلة توفير الكهرباء وأجهزة التبريد القاعات”، واصفاً اجراء الوزارة في استخدام ابنية الجامعات بأنه “ترقيعي” اذ انه لا يحل الازمة”.

وأضاف غالب ان “الطالب دائما ما يقع ضحية للقرارات المفاجئة المتعلقة بسير الامتحانات والمناهج المقررة مثل الدمج والحذف والتقليص في أوقات حرجة”، مشددا على ضرورة متابعة الوزارة “للمدارس العراقية في الخارج واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لإيقاف مزاد بيع المعدلات عبر التلاعب بالدفاتر الامتحانية قبل إدخالها الى العراق”.

وشدد على ضرورة “رفع مستوى استعداداتها بشكل أفضل، وإعطاء فرصة للطالب لمراجعة الامتحان”.

«قرارات تجازف بمستقبلنا»

من جهتها، شكت الطالبة في الصف السادس العلمي زهرة عامر “القرار المفاجئ للوزارة”، مبينة أن “السنة الدراسية استأنفت في الشهر 11، وبالتالي لم نكمل مناهجنا حتى الآن”.

وقالت عامر، ان الجدول الذي أعلنته الوزارة “لم يمنحنا وقتا كافيا للمراجعة، إذ أن هناك يوما واحدا فقط. على سبيل المثال: مادة اللغة العربية تتضمن قواعد وأدبا وبلاغة ونقدا، فكيف يمكن دراسة ذلك بيوم واحد فقط؟”.

وتابعت قائلة: “في الجداول السابقة كانت هناك عطلة لمدة يومين للمراجعة، وهذا يتيح للطالب فرصة الدراسة بشكل جيد، خصوصا في مواد الكيمياء والفيزياء والإنكليزي التي لا يمكن دراستها بيوم واحد بشكل شامل”.

وعدت زهرة أن الجدول الحالي “هو دمار لنا، ومجازفة بمستقبلنا، ويجب على المعنيين تدارك الامر”، متهمة الوزارة بأنها “دائما ما تتخذ قراراتها بمعزل عن الطالب، وغالبا ما تشوب هذه القرارات أخطاء تعبث بمصير الطلبة، فمادة الإسلامية تمت اضافتها قبل نصف السنة بأسابيع معدودة، فكيف تتم اعادتها للامتحانات الوزارية؟”.

مطالبة بتعديل الجدول 

احمد محمد، طالب في المرحلة الاعدادية، قال انه “قبل اعلان الجدول بمدة قصيرة كانت التصريحات التي تخرج من مسؤولي الوزارة، تتحدث عن حذف مادة الإسلامية، لكننا فوجئنا باحتسابها ضمن المواد الداخلة في الامتحانات. فيما استمرت تصريحات مسؤولين في وزارة التربية تؤكد على دراسة حذف مادة الإسلامية، وتطمئن الطلبة، حتى صدر الجدول فتبين ان مادة الإسلامية غير محذوفة”.

وأوضح محمد في حديثه لـ “طريق الشعب”، انهم ليس لديهم أي مشكلة في موعد الامتحانات “ولا نطلب تأجيلها، لكن اعتراضنا هو على عدم وجود وقت كاف للمراجعة ما بين امتحان واخر، على عكس السنوات الماضية، حيث كانت هناك فرصة ليومين او ثلاثة بين مادة وأخرى”.

وتطرق محمد الى قيام أحد الكروبات في مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يشترك فيه قرابة 13 الف طالب، باستفتاء الطلبة حول حذف مادة التربية الاسلامية، مؤكدا ان نسبة المشاركة في الاستطلاع بلغت بصورة أولية 2,343 طالبا: ايدت الأغلبية حذف المادة، بحسب قوله.

وقال محمد “سنطلق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف إيصال اصواتنا الى الوزارة، وفي حال عدم الاستجابة لمطالبنا سنخرج بتظاهرة امام وزارة التربية، للضغط من اجل تعديل الجدول”.

وتتلخص مطالب الطلبة، بحسب المتحدث، بـ”حذف مادة الإسلامية وتعديل الجدول عبر اعطاء يومين بين امتحان واخر، اسوة بالسنة الماضية”.

وينتقد الطالب “تخبط الوزارة المستمر”، محذرا من أن ذلك يؤثر على الطلبة الذين يحتاجون الى استقرار نفسي في الظرف الراهن، لأجل اتمام مراجعة المناهج “وبتنا نخشى تصريحات المسؤولين بالوزارة في أثناء ظهورهم الإعلامي، حيث ان الوزارة لم تخرج يوما بقرار يراعي الطلبة”.