اخر الاخبار

تعاني نساء الصم والبكم من قلة فرص العمل ومحدودية المراكز التعليمية الخاصة بحالات العوق الذي تعانيه هذه الفئة، الأمر الذي تسبب بعدم قدرة الكثير منهن على الاندماج المجتمعي، فضلا عن قلة رواتب الرعاية الاجتماعية التي تمنح لهن والغاء رواتب المُعين المتفرغ لمرافقيهم على الرغم من حاجتهم اليه.

راتب المعين المتفرغ

تقول سعاد علي وهي أم لثلاث بنات وولد وحيد، جميعهم يعانون من الصم والبكم الولادي لـ «طريق الشعب» إن «وزارة العمل والشؤون الاجتماعية قررت أخيرا، الغاء رواتب المُعين المتفرغ لحالات الصم والبكم، تحت تصور أنهم ليسوا بحاجة اليه»، مشيرة إلى أن أبناءها يعانون من صعوبة الاندماج المجتمعي بسبب صعوبة التواصل معهم الأمر الذي تسبب باعتكافهم في المنزل.

وتلفت إلى أن «رواتب الرعاية الاجتماعية التي تحسب إليهم 250 ألف دينار شهريا لكل فرد، لا تكفي لسد متطلبات المعيشة اليومية».

وتحاول الشابة أماني عزت والتي تعاني من الصم والبكم الولادي من الترويج عن موهبتها في صناعة باقات الزهور وعلب الهدايا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتقول لـ»طريق الشعب» التي تواصلت معها عبر تطبيق الرسائل الخاص بالفيسبوك إن «نساء الصم والبكم هن الأكثر معاناة بسبب قلة فرص العمل التي توفر لهن».

وترى أن حالات الصم والبكم من الرجال هم في حالة أفضل من الناحية المادية من المرأة التي تعاني الصم والبكم بحكم تمكنهم من العمل في مهن مختلفة كحدادين ونجارين وحتى في البناء، اما المرأة من النادر أن تحظى بفرصة عمل مناسبة مع الإعاقة التي تعانيها.

الاندماج المجتمعي

وعن المؤسسات التعليمية الخاصة بحالات الصم والبكم تفيد أن «أعداد حالات مصابي الصم والبكم كبير وانهم بحاجة ماسة إلى جعل لغة الاشارة الخاصة بهم لغة يتقنها جميع المواطنين، بغية تمكينهم من الاندماج المجتمعي».

وتشدد أماني إلى أن أبرز معاناتهم تكمن في ضعف التواصل مع الآخرين جراء عدم فهمهم إلى لغة الاشارة التي يعتمدها مصابي الصم والبكم في التواصل مع الآخرين.

وحول دور مواقع التواصل الاجتماعي تجد أماني أنها باتت متنفسا جيدا للكثير من مصابي الصم والبكم، الا ان الكثير خاصة من فئة النساء يعانون من التهميش الاسري.

في السياق تذكر الناشطة وداد فرحان الطائي لـ»طريق الشعب» أن «حالات الصم والبكم طاقات اقتصادية تعاني من التهميش الحكومي الشيء الكثير وهم كحال باقي فئات المجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن حالات الصم والبكم يختلفون عن باقي الفئات الاخرى بتمكنهم من العمل والتعلم حال تلقيهم الرعاية المطلوبة».

واشارت إلى أن «الكثير من نساء الصم والبكم نجحن في تربية ابنائهن وادارة الشؤون المنزلية، بل وان الكثير منهن يتكلفن برعاية المرضى، لا انهن للأسف الشديد يتعرضن إلى اشد انواع التهميش سواء من قبل المجتمع المنتج الابرز لحالات التنمر فضلا عن بعض الأسر التي تعتكف عن ظهور حالات ذوي الاحتياجات الخاصة بهم إلى المجتمع».

الدور التعليمية

وتلفت إلى أن «الدور التعليمية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة من حالات الصم البكم ليس بالمستوى المطلوب ولا تتناسب مع أعداد الحالات، خاصة بعد تعرض البلد إلى الحروب والامراض والتي زادت من حالات الاعاقة للصم والبكم»، منبهة إلى ضرورة ان تلتفت الجهات الحكومية عبر توفير دور رعاية تعليمية خاصة بهم، فضلا عن الاستفادة من طاقاتهن.

وبينّت أن» فقدان السمع والنطق لا يكون عائقا أمام العمل والتعلم».

وبأنامل مبدعة تحاول العديد من نساء الصم والبكم اثبات تواجدهن في المجتمع عبر العمل على الرغم من التحديات الكبيرة التي يتعرضن لها، ففي جمعية الصم والبكم للخياطة يصنعن بأيديهن منتوجات محلية لتعوض النقص الذي يعانون منه.

ويقول مدير الورش في الجمعية علي راشد سلوم في تصريح طالعته «طريق الشعب» إن دائرة الرعاية الاجتماعية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تسعى إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم والعوق الفيزيائي بالمجتمع عبر العمل» مضيفا « وبسبب محدودية الامكانيات التي خصصت إلى الوزارة لم يجر استحداث مشاريع عمل لاستيعاب امكانيات المواطنين من الصم والبكم وللاستفادة من طاقاتهم الانتاجية».

فقد قامت الدولة بتأسيس الجمعية الانتاجية للمعوقين بموجب قانون الرعاية الاجتماعية المرقم 126 لسنة 1980 من مجلس إدارة يشرف عليها ويتألف ثلثاه من المعوقين والثلث الآخر من الموظفين الذين يتم ترشيحهم من قبل دائرة الرعاية الاجتماعية للعمل في الجمعية وتضم الجمعية خريجي معاهد التأهيل ويتم اختيارهم وفق اختصاصات الجمعية سواء في مهنة الخياطة أو النجارة أو المهن الأخرى.

عرض مقالات: