اخر الاخبار

خلال سبعينيات القرن الماضي، صنّفت منظمة اليونيسكو العراق ضمن المراتب الأولى عالميا في جودة التعليم ومحو الأمية، لكنه بدل التقدم، وضعه التصنيف الأخير، ضمن أكثر البلدان معاناةً من انتشار الأمية، بنسب تتجاوز 47%.

ولا تزال ظاهرة الأمية تتفشى في البلاد؛ فبالرغم من نسبها المتفاوتة إلا أنها تنتشر بين فئات النساء بشكل أكبر، والتي يعزوها البعض إلى عوامل اقتصادية وانتشار الفقر والبطالة.

وتعرف الأمم المتحدة، الأمية بالمفهوم العام على أنها عدم القدرة على قراءة وكتابة جمل بسيطة بأي لغة. وبحسب الإحصاءات التي صدرت من نقابة المعلمين العراقيين فإن عدد الأمية تجاوز عتبة 10 ملايين، فيما صرحت الأمم المتحدة بوجود أكثر من 11 مليون أمّي في البلاد.

انخفاض في نسبها

ويذكر المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، ان “نسب الأمية خلال هذا العام تقدر بـ12 بالمائة”، ملوحاً بأن نسبة الفتيات منها 18 بالمائة، كما تتراوح نسب الأمية عند النساء في الأرياف 22 بالمائة”.

ويؤكد الهنداوي في تصريح لـ”طريق الشعب”، أنّ “النسبة العامة للأميّة انخفضت من 20 بالمائة إلى 12 بالمائة”.

وعن نسب الالتحاق بالدراسة الابتدائية في عموم البلاد، يشير الى ان النسبة وصلت إلى 94 بالمائة، اذ التحق أكثر من مليوني تلميذ بالدراسة الابتدائية، إلا أنها تنخفض في الدراسة المتوسطة لتصل إلى 60 بالمائة، في وقت يُقدر فيه عدد سكان العراق بأكثر من 40 مليون نسمة.

الهروب من المدرسة والسبب؟

وتبين أشواق البياتي، وهي تدريسية في إحدى مدارس محو الأمية في جانب الكرخ، ان “المدارس الخاصة بمحو الأمية، تكون صنفين؛ الأولى للرجال والأخرى للنساء. ولا توجد مدارس مختلطة”.

وتتحدث البياتي لـ “طريق الشعب”، عن بعض الأسباب التي نقلتها عن طلابها، ومنعتهم من إكمال الدراسة، قائلة: ان “الظروف الاقتصادية كانت السبب الأول والرئيسي في عزوفهم عن الالتحاق بالدراسة، إضافة إلى العرف الاجتماعي السائد في وقتها المتمثل بفكرة ان المرأة مكانها البيت، ويجب قبولها بالزواج المبكر”.

وتشير إلى سبب آخر يتمثل بهرب العديد من الأطفال ـ تحديدا الذكور ـ من المدارس لمساعدة أهاليهم في تدبير لقمة العيش.

وتلفت إلى وجود محفزات ساهمت في عودة العديد من الطلبة إلى الدراسة، منها: تقديم مساعدات لكل دارسة تشمل مساعدات مالية وغذائية ومنزلية، إضافة الى إعطاء أولادهن دروسا للتقوية بمدارس محو الأمية بشكل مجاني، وإشراكهن في دورات تدريبية في العديد من المجالات منها الخياطة والحلاقة وغيرهما”.

وتجد البياتي أن “الحد من الأمية، هو أحد اهم أسباب تقدم الأمم وتطورها، إضافة إلى التخلص من الفقر والحد من مشكلة النمو السكاني”.

تعليم إلزامي

وتصف الناشطة العراقية مرح علي، ظاهرة انتشار الأمية بين فئات النساء بـ”الظاهرة الخطرة”، ملوحة بان النسب تزداد تحديدا لدى الفئة العمرية بين 10 - 20 عاما”.

وتعد علي خلال حديثها لـ “طريق الشعب”، أن “الأوضاع السياسية وما خلفته من أزمات اقتصادية واجتماعية وأمنية، ساهمت في تفاقم نسب الأميه”.

وتؤشر الناشطة سبباً آخر في ارتفاع نسبة الأمية بين النساء، يتمثل في “ظاهرة الزواج المبكر المنتشرة بدرجة كبيرة في المجتمع، حيث أجبرت العديد من الفتيات على الزواج المبكر وترك الدراسة، ما زاد من نسب الأمية”.

وتشدد على ضرورة اعتماد التعليم الإلزامي، حيث يتم إلزام انتساب الأطفال إلى المدرسة وحضورهم خلال المراحل التعليمية المنصوص عليها قانونيا، إذ يعتبر التعليم إلزاميا للجميع لاكتساب المعرفة وزيادة الوعي المجتمعي العام، مشددة على ضرورة “جعل التعليم مجانيا في المراحل الأساسية، وتخفيض التكاليف للدراسات العليا”، لأن تخفيض هذه التكلفة “يعطي فرصا متكافئة لكل الطبقات الاجتماعية في التعليم والمشاركة السياسية والاجتماعية”.