اخر الاخبار

تحرص رسل سامي مع أخواتها وأخوتها سنويا، على الذهاب إلى الأسواق لشراء الهدايا وتجهيزات الاحتفاء بوالدتهم، بمناسبة 21 آذار، عيد الأم الذي يتزامن مع أعياد الربيع (نوروز). وتذكر رسل لـ “طريق الشعب”، وهي تهنيء جميع الأمهات بعيدهن، أنها تعجز عن وصف والدتها “فجميع الكلمات تقف عاجزة على التعبير عن محبتي لأمي ولجميع الأمهات العراقيات”.

وتضيف أن “الأم العراقية تستحق الاحتفال بها في كل يوم من العام، خاصة وان ظروف البلاد من حروب وأزمات خلقت جيلا من الأمهات يواجهن أشد المصاعب في الحياة بعد فقدان معيلهن ومعيل عوائلهن، لتكون هي الأم والأب في آن واحد لابنائهن”.

تحديات صعبة

وتصف رسل والدتها بـ “المرأة الحديدية”، وتقول عنها “توفي أبي إثر تفجير إرهابي جبان عام 2007 وكانت أمي حاملا بأختي الصغرى، لتتحمل بعدها مسؤولية تربية خمسة أبناء - ثلاث بنات وولدين – أكبرهم لا يتجاوز 15 عاما من عمره” وتتابع “بعد استشهاد والدي مرت أمي ونحن معها بظروف اقتصادية صعبة، الاّ أنها تمكّنت من العمل كمربية أطفال في إحدى  الحضانات الأهلية، إضافة إلى إكمال دراستها الخارجية للمرحلتين المتوسطة والاعدادية وبعدها الدراسة الجامعية، إلى أن تخرجت وعملت مدّرسة، وهي الآن طالبة دكتوراة في الجامعة المستنصرية”.

وتنبه رسل إلى أن حرص والدتها على اكمال دراستها تزامن مع حرصها الشديد على تربية أبنائها واكمالهم الدراسة، حيث يواصلون الآن تعليمهم الجامعي في مختلف التخصصات العلمية.

قيود قانونية ومجتمعية

وتستقبل مواقع التواصل الاجتماعي بالتهاني والتبريكات، عيد الأم المصادف 21 آذار، والذي يحل هذا العام بشكل مختلف اذ تزامنت التهاني مع المطالبة بإنقاذ المرأة من معاناتها اليومية عبر الإسراع بتشريع قانون مناهضة العنف الأسري وإلغاء النصوص القانونية التي توفر “الحق” بتعنيف المرأة وحتى قتلها.

وتقول المحامية والناشطة النسوية رجاء الجبوري بهذا الصدد لـ “طريق الشعب” إن “المرأة تعاني من الظلم القانوني والمجتمعي منذ عقود، وانه من الإنصاف أن تتم قراءة واقع المرأة والمطالبة بحقوقها بما يسهم توفير فرص متساوية لها مع الرجل في كافة المجالات”.  

وتشير الجبوري إلى “أن هناك عادات اجتماعية وقوانين معمول بها إلى يومنا هذا تقيّد حرية المرأة وتحدد آفاق تطورها، على الرغم من المحاولات التي بذلت من قبل الناشطات ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق المرأة، ومطالبتها مجلس النواب بتشريع النصوص والمواد القانونية التي توفر الحماية الكافية للمرأة وتعمل على تعزيز دورها مجتمعياً وسياسياً “.

المرأة شريكة الرجل

بدورها، حيّت الناشطة تمارة عبد الله جميع الأمهات بعيدهن وذكرت لـ”طريق الشعب” أن “التضحيات التي تقدمها الأم العراقية كبيرة مقارنة مع قرينها الرجل خاصة في تحديها لكل الصعوبات وبذلها المستحيل لتوفير العيش الكريم لعائلتها، سواء في تربية الأبناء ورعايتهم، والدخول إلى سوق العمل وحتى في المشهد السياسي على الرغم من القيود”.

ومن أجل تغيير حال المرأة تقول عبد الله “ان هناك حاجة كبيرة لتوعية المرأة بحقوقها القانونية والمجتمعية وان تكون على موقف واضح وحازم ضد كل الجهات التي تحاول أن تجعل المرأة عدوة لنفسها وأن تستخدم ذلك للتقليل من شأنها عبر نشر الثقافات الطائفية والتي تعمل على تهديم المجتمع”.

وبخصوص الموقف الحكومي في عيد الأم ترى أن الأمهات في العراق لا ينتظرن من الجهات الحكومية ارسال برقيات التهنئة بعيدها، خاصة وان دور الأم تجاوز اقتصاره على الانجاب والتربية وإدارة شؤون البيت، موضحة أن “المرأة اليوم شريكة الرجل في مواجهة كافة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل وتأخذ على عاتقها دوراً أكبر من الذي يقع على عاتق الرجل فهي المسؤولة عن تنشئة مجتمع بأكمله.

عرض مقالات: