اخر الاخبار

تؤرق ازمة الكهرباء العراقيين في كل عام، وبرغم التحسن الذي شهدته ساعات التجهيز في موسم الشتاء الاخير، فقط اخذت تتراجع مؤخرا مع ارتفاع درجات الحرارة التي فاقت 40 مئوية، إذ أعلنت الوزارة خسارة نحو 1000 ميغاوات من الطاقة الكهربائية في المحطات الجنوبية، بسبب انحسار الغاز الإيراني المورد للبلاد.

وعود بصيف افضل!

وكان وزير الكهرباء زياد علي فاضل تعهد في الايام القليلة الماضية بأن يكون التجهيز خلال موسم الصيف الحالي أفضل من العام الماضي. وقال إن “ملف الكهرباء يحظى بمتابعة من قبل رئيس الوزراء من خلال توفير تخصيصات مالية مناسبة منذ نهاية العام الماضي”، مضيفاً أن “هناك خطة آنية وجولات ميدانية لمتابعة المحطات والشبكات وخطوط النقل والمحطات الثانوية”.

ورجح فاضل “الوصول إلى انتاج 24 ألف ميغاواط”.

وأكد، أن “هناك استقراراً في ساعات التجهيز حالياً بسبب اعتدال درجات الحرارة، فضلاً عن قيام الوزارة بوضع خطة حقيقية لإكمال صيانة 98 في المائة من المحطات التوليدية قبل الموسم الصيفي، وتمكنا من إضافة ما يقارب من 3500 ألف ميغاواط خلال العام الحالي مقارنة بالماضي، إلى جانب توفير قوات طوارئ لحماية البنى التحتية للأبراج”.

واقع مزرٍ

وقال حمزة جبار (مواطن من سكنة منطقة الأمين شرقي بغداد) ان “وزير الكهرباء وعد في وقت سابق بفصل صيف افضل، وكهرباء اكثر استقرارا، لكن مع اول ايام الصيف، لاحظنا ان الواقع يناقض تماماً مع ما جاء في تصريح الوزير”.

وأضاف، ان تعهدات الوزارة بتحسن ساعات التجهيز تبدأ قبل كل موسم صيفي، لكنها لا تصمد مع أول يوم لارتفاع درجات الحرارة.

وتساءل جبار في حديثه مع مراسل “طريق الشعب”: “ما هو التقدم الذي تحقق في البلاد بعد 20 عاما على التغيير؟ فحتى الان نحن نفتقد الخدمات الاساسية التي تلامس حياتنا”.

وأضاف المواطن، “سمعنا كثيرا عن عقود مع شركات المانية وامريكية، وعن ربط كهربائي مع السعودية، بينما لا يزال الواقع مزريا”.

وزاد المتحدث بسخرية، ان “الحكومة جعلتنا بمواجهة مع أصحاب المولدات في الشهر الفائت عندما تحسنت ساعات التجهيز، لكننا سنقدم له اعتذارا رسميا في شهر حزيران، وندفع له أي مبلغ يحدده لسعر الامبير الواحد”.

لستم اهلاً للمسؤولية

عبد العزيز عمار (مواطن آخر من منطقة الكرادة)، تساءل أيضا: “اين مصير الاموال الضخمة التي صرفت على هذا القطاع؟ وما فائدتها؟ فنحن لم نزل نعاني من تردي التيار الوطني الكهربائي، والذي عادة ما يبرر بقطع ايران للغاز المستورد منها”.

وقال عمار لـ”طريق الشعب”، إن “من غير المعقول ان لا تجد الحكومات المتعاقبة منذ العام 2003 وحتى الان حلاً لأزمة الكهرباء”.

استبشروا خيراً ولكن..

أما المواطن علي سمير من سكنة قضاء الحسينية شمالي بغداد، فيجد ان “الكهرباء كانت مستقرة في الشهرين الماضيين، وكانت ساعات الاطفاء قليلة جداً، ونحن بدورنا عولنا على ذلك كثيراً واستبشرنا خيراً، لكن مع قدوم فصل الصيف شهدنا تراجعا ملحوظا في ساعات التشغيل”.

وقال سمير لـ”طريق الشعب”، ان ما يحدث “سببه عدم استثمار الغاز الطبيعي الذي يحترق مع النفط يوميا، فلو تم تخصيص هذه الاموال التي يتم رصدها لشراء الغاز من ايران، لأجل استثمار الغاز المحترق وتطوير البنى التحتية في قطاعات الإنتاج والتوزيع الكهربائي، لكان الحال مختلفا عما هو عليه اليوم. وبكل تأكيد لن نكون بحاجة الى شراء الغاز لتشغيل الطاقة الكهربائية”.