اخر الاخبار

يشكو سكان بعض مناطق محافظة ذي قار، من سوء مشاريع الصرف الصحي، التي باتت تعرض حياة الكائنات الحية الى الخطر، بما تسببه من تلوث بيئي وانتشار للأمراض ونفوق للحيوانات.

وبسبب سوء إدارة مياه الصرف الصحي، تتعرض الاهوار اليوم للتهديد من قبل مياه المجاري التي ترمى فيها، واضافة الى التلوث البيئي الذي تسببه.

ودعا محافظ ذي قار محمد هادي الغزي، في 9 ايار الجاري، لأن تراعي الموازنة حجم المشاريع التي تحتاجها محافظته لا سيما الخدمية، مؤكدا أن المحافظة بحاجة إلى 4 - 5 تريليونات دينار لإكمال مشاريع الصرف الصحي فقط.

لا وجود للمشاريع الخدمية

ويسكن مالك محمد، مواطن يسكن في قضاء البطحاء غربي محافظة ذي قار، منذ أكثر من 10 سنوات، ويعاني مع بقية سكان القضاء من غياب المشاريع الخدمية، وتحديدا تلك المتعلقة بمجاري الصرف الصحي.

يقول محمد لمراسل “طريق الشعب”، إنه “في أوقات المطر يتأزم الوضع أكثر، اذ تطفو المياه الاسنة في الشوارع، ويصبح التنقل او الخروج من المنازل صعبا. وفي بعض الاحياء السكنية تصل المياه الى داخل البيوت”.

ويؤكد مالك عدم وجود “أية مشاريع خدمية في القضاء، لاسيما من ناحية اكساء الشوارع او معالجة مياه الصرف الصحي، كونها مشاريع مكملة لبعضها”، مطالبا بتخصيص مبالغ كافية لملف مياه الصرف الصحي في محافظة ذي قار.

وشهد قضاء البطحاء نصب أول محطة مجاري للصرف الصحي عام 2021، لكنها لم تغط الحاجة الفعلية للقضاء؛ اذ ان المشروع لا تكاد تكون له أية أهمية، على حد قوله.

ووجهت محافظة ذي قار بمعالجة مياه الصرف الصحي عبر اتخاذ بعض الإجراءات، منها تحويل المجاري قدر المستطاع وعدم سكبها بالأنهر وتحويلها إلى المبازل كمعالجة لهذه السنة، كونها تجد ان مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي مكلفة وتأخذ وقتا.

زيادة الضرر والتلوث

ويذكر طه الربيعي، ناشط بيئي، أن “رمي مياه الصرف الصحي بكميات كبيرة، وبطرق غير صحية وتدفقها إلى الأنهر، سيزيد من نسب التلوث، بما ينعكس على صحة الانسان وحتى الحيوانات”.

وقال الربيعي انه طالب في وقت سابق الى جانب مجموعة من النشطاء، بتحويل كميات من مياه الصرف الصحي، باتجاه المصب العام بدلا من رميها في الاهوار او ضفاف الأنهار القريبة من المدن السكنية.

وأضاف أن “مياه المجاري تؤثر بصورة غير مباشرة على صحة الإنسان من خلال ما يستهلكه من منتجات حيوانية تعتمد صناعتها على الأبقار والجواميس”، لافتا الى وجود مشاريع كان من المفترض ان تنجز منذ العام 2015”.

وحض في حديثه مع “طريق الشعب”، الجهات المعنية الى “استعمال طريقة (الفاتو تكنولوجي) في تنقية المياه، وهي عملية تتم بواسطة النباتات، وحصرها بأحواض كبيرة ومنع انتشارها مباشرة إلى الهور، وسيرها مع الحوض”.

الاهوار

وتتدفق مياه المجاري الثقيلة من أنابيب الصرف الصحي مباشرة في أهوار الجبايش، بمحافظة ذي قار، ما جعل حياة الأسماك فيها مهددة.

يقول رسول نوري، يعمل في مهنة صيد السمك في الاهوار، إن “محطة مجاري المياه الملوثة الثقيلة الضارة بالبيئة، تصب في الأهوار من دون أي معالجة لها، وهذا ما أثر على الاحياء في الاهوار، اذ شهدت الأسماك نقوقا كبيرا نتيجة للإدارة السيئة لملف شبكات الصرف الصحي”.

ويبين في حديثه مع “طريق الشعب”، أن “أغلب حيوانات الجاموس لا تستطيع اليوم أن تشرب من الأماكن القريبة من أنابيب الصرف، انما تضطر لاجتياز عدة كيلومترات داخل الأهوار، لتجد مياها غير صالحة للشرب”.

ويؤكد أن “مياه الصرف الصحي تسببت في نفوق الكثير من الأسماك، وباتت تهدد كل الحيوانات التي تعيش في الأهوار”.

والى جانب ذلك، يشير نوري الى وجود روائح كريهة متدفقة من مياه الصرف الصحي، تدفع الناس والسياح إلى تجنب المنطقة حاليا.

مراسيم افتتاح

وشهدت مناطق أهوار الجبايش (90 كم شرق الناصرية) مراسيم افتتاح المرحلة الأولى من مشروع الحديقة البيئية لمعالجة وتنقية مياه الصرف الصحي في الاهوار، بحضور وزاري ومحلي.

وقال وزير الموارد المائية عون ذياب خلال افتتاحه المشروع: إنه “يعمل على معالجة مياه الصرف الصحي وتنقيتها باستخدام تقنية الأراضي الرطبة (الفايتوتكنولوجي)”.

وتابع ذياب، أن “اعمال المشروع يجري تنفيذها من قبل مركز إنعاش الأهوار والأراضي الرطبة العراقية، التابع للوزارة”.

وأشار إلى أن “الحديقة البيئية تتكون من أحواض تعمل على تنقية مياه الصرف الصحي باستخدام نباتات الأهوار”.

ونوه إلى أن “تنقية مياه الصرف الصحي باستخدام نباتات الأهوار ذات قيمة بيئية كبيرة، وتسهم في تنقية المياه بكلفة قليلة وكفاءة عالية، ولا تحتاج العملية الى استخدام آليات ومعدات تستخدم في المحطات التقليدية”.

واختتم حديثه بأن “الحديقة البيئية تعد واحدا من اهم المشاريع البيئية التي صممت لإقامتها في اهوار الجبايش”.