سيادة العراق في خطر لماذا لا أحد يعترض؟
تحت هذا العنوان كتبت السيدة شهناز إبراهيم أحمد، عقيلة رئيس الجمهورية العراقية، مقالاً في مجلة (نيوزويك) الأمريكية، أشارت فيه إلى أن الأزمة التي تعيشها الحدود الشمالية مع تركيا، تهدد من جديد بتعطيل المنطقة، التي شهدت قدراً كبيراً من عدم الاستقرار منذ وصول صدام حسين إلى السلطة في عام 1979، بعد أن وردت في الأسابيع الأخيرة، تقارير مؤكدة عن نزوح جماعي للبحث عن الأمان من جانب القرويين، هرباً من الهجمات العسكرية المتصاعدة التي تشنها تركيا المجاورة على المناطق الحدودية.
انتهاكات سافرة
واعتبر المقال ما تقوم به القوات التركية من إنشاء نقاط تفتيش ودوريات على الأراضي العراقية في كاني ماسي وجبل متين وقرى كاني باز ودارجال وبيلاف وبليزاني.، تحت ستار مطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين تتهمهم بالإرهاب، انتهاكات صارخة للقانون الدولي.
ونقل المقال عن فرق صناع السلام (CPT) وصفها لما يجري بالحوادث غير المنعزلة، حيث قامت أنقرة بشن أكثر من 800 هجوم على إقليم كردستان حتى الآن، فيما يحذر الجنود الأتراك، القرويين الكرد والآشوريين من قذائف الهاون وإطلاق النار المستمر، طالبين منهم إخلاء منازلهم خلال 24 ساعة أو مواجهة الإزالة القسرية والقصف، كما سبق وحدث لأكثر من 500 قرية في جميع أنحاء إقليم كردستان.
احتلال صارخ
وذكر المقال بأن بغداد قد دعت أنقرة مراراً وتكراراً إلى وقف مثل هذه الإجراءات الأحادية الجانب التي تهدد أمن العراق وتنتهك سيادته، غير أن التطورات الأخيرة لا تبدو مجرد عمليات توغل مؤقتة عبر الحدود، بل هو احتلال، حيث يعّرف القانون الدولي احتلال منطقة ما أو أجزاء منها، أثناء نزاع مسلح دولي، وقوعها تحت السيطرة المؤقتة لقوة أجنبية، حتى لو لم تكن هناك مقاومة مسلحة لتلك القوة.
وذّكر المقال بتصريح الرئيس التركي عن اقتراب أنقرة من إستكمال سيطرتها على منطقة من شأنها أن «تحل بشكل دائم» القضايا الأمنية على طول الحدود بحلول الصيف، وقيام الجيش التركي بعد ذلك بشق طريق عسكري جديد بطول 9 كيلومترات في منطقة برواري بالا في دهوك، وذلك ليربط القواعد والمخافر العسكرية التركية في العراق مع محافظة هكاري في تركيا، في سيناريو مشابه لما يجري في شمال سوريا، وهو الأمر الذي يلغي أي سبب يجعلنا نتوقع أن تكون لتركيا طموحات أقل في شمال العراق.
الشفافية والرد
وأكد المقال على أن الشعب العراقي، الذي ضحى بعشرات الآلاف من أبنائه دفاعاً عن حرية وسيادة بلاده، يريد أن يعرف كيف ولماذا ومن أعطى الإذن لجارته بإقامة نقاط تفتيش وتمركز مئات القوات في دهوك، وما هو الموقف من عبور أكثر من 300 دبابة عسكرية ومئات الجنود الأتراك إلى داخل العراق.
ودعا المقال كل من الحكومة الفيدرالية والإقليمية لرفض لا لبس فيه للاحتلال التركي والوجود العسكري غير الشرعي والتهجير القسري للمواطنين الآمنين، وأن تُخضع المنطقة لسيطرة القوات العراقية الرسمية، وتطهرها من الغرباء، فاستمرار هذه الحكومات في تقاعسها أو ربما تواطؤها سيطعن بشرعيتها.
كما أكد المقال على حاجة بغداد وأربيل للتنسيق الكامل لمنع استمرار وتأبيد الإحتلال، والتحرك العاجل والمدروس مع المجتمع الدولي لحل المشكلة الكبيرة هذه، إضافة إلى الحوار مع الولايات المتحدة التي ترى ما يحدث وتصمت تجاهه، وهو صمت يبدو مريباً جداً.