هل انتهى داعش؟
لصحيفة «ذي ناشيونال» الناطقة بالإنكليزية، كتب عمر محمد وسيرجو ألتونا مقالاً حول أوضاع التنظيم الإرهابي «داعش» وتطوراتها والأخبار المتناقضة التي تنتشر في هذا الصدد، أشارا فيه إلى أن الأغراض الأساسية لقيام «الدولة الإسلامية»، قبل عقد من الزمان، والذي مثّل بلا شك تحولًا كبيرًا في الإرهاب الحديث، كان فرض تفسير محدد للشريعة وشن حملة من الإرهاب المنهجي والقيام ببدء «حملة تطهير» تسهدف إستئصال كل الأشياء التي لا تلتزم بذلك التفسير المتطرف، بما في ذلك ترحيل المسيحيين بالقوة وارتكاب إبادة جماعية ضد الإيزيديين، واعتقال واعدام المسلمين، ممن اعتبرتهم داعش مرتدين لعدم إقرارهم بتفسيرها ذاك أو لأنهم «مبتدعة»، محققة نجاحاً في الوصول إلى هذه الأهداف الشنيعة.
الأسباب والخلفيات
وأشار الكاتبان إلى أن دراسة أحداث العقد الماضي، لا تكفي لتقديم إجابات وافية حول سبب ظهور داعش وتمكّنه من ترسيخ نفسه بسرعة في الموصل والرقة، دون أن يقترن ذلك بفحص عوامل مهمة كالاستقطاب الطائفي الذي ترسخ في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق، والصراع السياسي المستمر في هذا البلد وبعض التأثيرات السلبية لتركيا وإيران وخضوع الشرق الأوسط لتحولات سياسية كبيرة خلال هذه الفترة.
وذكر المقال بأن الموصل قد شهدت تغييرات اجتماعية وسياسية كبيرة، أهمل فيها النظام السابق شكاوى المكونات المختلفة واعتمد على نظام قبلي أثبت أنه أكثر ولاء لنظامه، الأمر الذي خلق المزيد من الفراغات، وأصبحت مظاهر هذه الانقسامات أكثر وضوحا بعد الغزو الأمريكي وتأصل الطائفية في النظام السياسي وتراجع الاهتمام باستقرار المدينة.
ورغم تأخر استيقاظ الموصل من استسلامها المؤسف، فقد بادر سكانها للتعامل بإيجابية مع إعادة الإعمار، سواء من قبل الحكومة أو اليونسكو أو الدول المانحة كالإمارات. غير أن هذا، حسب كاتبّي المقال، لا يلغي بقاء حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي وسعي بعض الأطراف المتنفذة لإسكات أي صوت معارض ونشوب خلافات بين القوى التي كانت حليفة في الصراع ضد داعش، مما يؤخر جهود المصالحة والتعايش البناء، الذي ربما يستغرق الوصول اليه عقودًا من الزمن.
هل ما زالت موجودة؟
وبعد أن استعرض المقال الجهود الوطنية والإقليمية التي تظافرت للقضاء على داعش وتقليص قدراته وتفكيك بنيته التحتية وإضعاف سيطرته الإقليمية وتعطيل هيكل قيادته، ذكر بأن الانتصارات العسكرية دفعت مسلحي التنظيم الإرهابي إلى الاختباء، مما يتطلب التزاماً دولياً مستداماً وإستراتيجيات مبتكرة في مواجهة دعايته ومنع إعادة تأهيل المسلحين السابقين ودعم المجتمعات المتضررة من العنف، لاسيما وأن الجاذبية الإيديولوجية الأساسية لداعش في المجتمعات الضعيفة والمجندين المتشددين لا تزال قائمة.
وأوضح المقال بأن تنظيم داعش هو التنظيم الإرهابي الأكثر دموية في العالم، وفقاً لمؤشر الإرهاب العالمي لعام 2024، وهو لا يزال قادراً على إلهام وتعبئة فروعه في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا، هذه الفروع التي تعمل بدرجة كبيرة من الاستقلالية مع الالتزام بالمبادئ الإيديولوجية الأساسية، ولهذا يجب أن لا ينسى أحد دروس الماضي.
نشاط متنوع وخطير
ولموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، كتب ارون زيلين، مقالاً حول النشاطات الإرهابية لداعش، ولاسيما ماحدث في إيران وروسيا وتركيا وسلطنة عمان، ذكر فيه بأنه وعلى الرغم من مسؤولية ما يسمى ولاية خراسان التابعة للتنظيم، عن معظم نشاطاته الأخيرة، فإن ثلاثة منها كانت مرتبطة بمقاتليه في العراق، حادثتي المانيا وحادثة الكويت، والتي ساهمت قوات الأمن العراقية بالكشف عنها. وبعد أن شرح المقال عمليات داعش الإرهابية وأماكن انطلاقها، دعا إلى تحرك استخباراتي واسع، وتعاون دولي مثمر لإحباط هذه العمليات قبل حدوثها، وفي مختلف الساحات ومنها العراق.