اخر الاخبار

يبدو أن استشهاد السيد حسن نصر الله سيشكل مرحلة جديدة في الصراع، فالأسئلة المطروحة الآن تتعلق بكيفية رد حزب الله وتحديد مسار الأحداث في الأيام المقبلة، والتي قد لا تقتصر على لبنان وفلسطين وحدها، انما قد تمتد الى بعض دول منطقة الشرق الأوسط ومن بينها العراق.

وأعلن حزب الله اللبناني، أمس السبت، استشهاد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، إثر غارة جوية لدولة الاحتلال استهدفت المقر المركزي للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وجاءت العملية في سياق التصعيد الصهيوني المستمر بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وعزى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، أمس السبت، باغتيال السيد حسن نصر الله.

وقال السيد السيستاني في بيان، "تلقّينا ببالغ الأسى والأسف نبأ استشهاد العلامة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نـصر الله وكوكبة من إخوانه في المقاومة اللبنانية الشريفة وعشرات المدنيين الأبرياء في المجزرة المفجعة التي اقترفها جيش العدو الإسرائيلي في ضاحية بيروت العزيزة".

وأضاف، "لقد كان الشهيد الكبير انموذجاً قيادياً قلّ نظيره في العقود الأخيرة، وقد قام بدور مميز في الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي بتحرير الأراضي اللبنانية، وساند العراقيين بكل ما تيسر له في تحرير بلادهم من الإرهابيين الدواعش، كما اتخذ مواقف عظيمة في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم حتى دفع حياته الغالية ثمناً لذلك".

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على عدة مناطق في لبنان، بما في ذلك الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء وإصابة عدد كبير من المدنيين. في المقابل، تواصل صواريخ حزب الله استهداف مستوطنات شمال فلسطين المحتلة ردًا على هذا العدوان.

من جهته، شدد المرشد الإيراني علي خامنئي، في بيان رسمي، على أن الاحتلال الإسرائيلي "أصغر من أن يلحق ضرراً كبيراً بالبنية القوية لحزب الله".

وأضاف خامنئي أن ما ارتكبته إسرائيل في لبنان يكشف عن "شراسة الكلب الصهيوني المسعور" و"غباء قادة النظام الغاصب"، مشيرا إلى أن قتل المدنيين لا يمكن أن يدمر المقاومة.

العراق يعلن الحداد

وعلى الصعيد الرسمي، وصف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اغتيال نصر الله بأنه "جريمة تؤكد تعدي" دولة الاحتلال "كلّ الخطوط الحمر". وأكد السوداني على موقف العراق المبدئي الداعم للشعبين الفلسطيني واللبناني، معتبرًا أن استهداف الضاحية الجنوبية يعكس "رغبة إسرائيل في توسعة الصراع".

كما أعلنت الحكومة الحداد العام في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام، حدادًا على استشهاد نصر الله ورفاقه.

واحتشد مئات المتظاهرين قرب المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق، منددين بالجرائم الصهيونية المتواصلة.

وطبقا لمقاطع فيديو تناقلتها وسائل الإعلام فان المتظاهرين حاولوا دخول المنطقة الخضراء لاقتحام السفارة الأمريكية.

المحلل السياسي داوود سلمان، يصف اغتيال نصر الله بأنه "عملية اغتيال استراتيجية"، تتطلب ردًا انتقاميًا بنفس الحجم، مردفا أن العدو الإسرائيلي يسعى لتحقيق أهداف بعيدة المدى، ولن يتوقف عند نقطة معينة.

ويقول سلمان لـ"طريق الشعب"، أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى حرب شاملة غير معروفة الحجم أو المدى، وستكون مدمرة بلا شك.

تحديات مصيرية

وفي تحليل سياسي للأحداث، قدم الباحث في الشأن السياسي فراس إلياس رؤيته حول مستقبل حزب الله بعد استشهاد نصر الله.

وأوضح إلياس، أن حزب الله تمكن في السابق من تجاوز الصراعات مع إسرائيل بأقل الأضرار، إلا أن اغتيال نصر الله يشكل تحديًا أكبر للحزب. وتساءل إلياس عن كيفية تعامل الحزب مع هذا الواقع الجديد، مشيرًا إلى أنه كان قد ألزم إسرائيل بخطوط حمراء، لكن الوضع الآن أصبح أكثر تعقيدًا.

وتناول إلياس مسألة خلافة نصر الله، مسلطًا الضوء على هاشم صفي الدين، رئيس المكتب التنفيذي للحزب وصهر الجنرال الإيراني الراحل قاسم سليماني، بوصفه المرشح الأبرز لتولي القيادة. وأوضح أن صفي الدين سيواجه تحديات كبيرة، أبرزها الرد على إسرائيل ومواصلة الحرب، إلى جانب التعاطي مع الأوضاع الداخلية في لبنان.

وفي ختام تحليله، شدد إلياس على أن حزب الله سيستمر بعد نصر الله، لكنه أكد أن "سياسة الصبر الاستراتيجي التي انتهجتها إيران وحلفاؤها أضرت بهم كثيراً". وأوضح أن الصبر الاستراتيجي، إذا لم يترافق مع فعل عسكري على الأرض، قد يتحول إلى هزيمة استراتيجية، مستشهدًا بتاريخ الحروب العربية الصهيونية كدليل على ذلك.

عملية "النظام الجديد"

وفقًا لمصادر اسرائيلية، فقد نفذت العملية التي أطلق عليها الكيان الصهيوني اسم "النظام الجديد" بينما كان كبار قادة حزب الله داخل المقر، حيث كانوا ينسقون العمليات ضد دولة الاحتلال. وأسفرت الغارة عن استشهاد السيد حسن نصر الله، إلى جانب عدد من قيادات الحزب، من بينهم قائد المنطقة الجنوبية علي كركي، وقائد فيلق القدس الإيراني في لبنان، عباس نيلفوروشان.

وفي بيان له، نعى حزب الله أمينه العام، مشيرًا إلى أنه "حقق أغلى أمانيه بالاستشهاد على طريق القدس وفلسطين"، وأكد الحزب في بيانه مواصلة الكفاح ضد العدو الصهيوني، وإسناد المقاومة في غزة وفلسطين، والدفاع عن لبنان وشعبه.

عرض مقالات: