اخر الاخبار

الانسحاب أجدى

لمجلة "تايم" الأمريكية كتب دانيال ديبيتريس مقالاً حول اتفاق الحكومتين العراقية والأمريكية على سحب قوات التحالف الدولي من العراق، أشار فيه إلى أن هذا الاتفاق الذي طال انتظاره، والذي لا تزال واشنطن لا تستخدم مفردة الانسحاب عند الحديث عنه، سينّفذ على مرحلتين، يترك في المرحلة الأولى 1600 جندي قواعدهم في البلاد بحلول أيلول القادم فيما تنسحب البقية في الشهر الأخير من العام 2026، رغم رفض إدارة بايدن الإعلان عن حجم القوات الأمريكية التي ستبقى في العراق بعد ذلك.

قلق في واشنطن

وتوقع الكاتب أن يقلل الانسحاب على مرحلتين، من قلق بعض المتنفذين في مؤسسات الأمن القومي (كالجنرالات والمشرعين ورجال المخابرات)، الذين يشعرون بالرعب من الانسحاب الأمريكي الكامل، باعتباره أمراً خطيرًا على المصالح الأمريكية، مثل رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب مايك روجرز، الذي غرد قائلاً "إن الانسحاب من العراق بهذه الطريقة يثير القلق بشأن التأثيرات التي قد يخلفها على أمننا القومي"، ومثل المزاعم التي أطلقها الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، القائد السابق للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وأكد فيها على أن رحيل الولايات المتحدة من شأنه أن يتسبب حتما في عودة داعش إلى الظهور لملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب.

مخاوف غير مبررة

وفي إطار مناقشته لهذه المزاعم، ذكر جيبيتريس بأن الولايات المتحدة حققت بالفعل أهدافها في مكافحة داعش في العراق، وقضت على دولته الإقليمية، التي بلغت مساحتها بحجم بريطانيا، وضمت حوالي 8 ملايين شخص، وكسبت حوالي مليون دولار يوميًا من مبيعات النفط في السوق السوداء. وساعدتها في ذلك عزلة الإرهابيين عن وسطهم، ورفض سكان العراق وسوريا لهم، واتفاق كل الدول على أن تدمير هذه المنظمة يمثل مصلحة مشتركة لها، رغم ما بينها من خلافات جيوسياسية حادة.

وأشار المقال إلى أنه ورغم صحة التصور بأن الاحتفال بالذكرى الخامسة للقضاء على التنظيم الإرهابي، لا يعني أن تهديد داعش قد انتهى، خاصة مع تزايد عملياته إلى الضعف مقارنة بالعام الماضي، فإن القدرات العسكرية للعراق هي أفضل بكثير اليوم مما كانت عليه عندما بدأت المهمة قبل عقد من الزمان، حيث يعّد الجيش العراقي بارعاً في التخطيط والتنظيم وإجراء العمليات المستقلة ضد معاقل داعش على طول محيط البلاد، والشيء نفسه يمكن أن يقال عن قوات البيشمركة، إضافة إلى تنسيق أفضل بين بغداد وأنقره، وبينها وبين القوات الروسية في سوريا.

وذكر الكاتب بأن مجريات العمليات الحالية والسابقة تثبت أيضاً وجود إمكانيات جيدة للبنتاغون وذراعه الاستخباري في رصد أية محاولات داعشية للتحرك، دون الحاجة لوجود قوات أمريكية قتالية على الأرض.

هل انتهى تنظيم داعش؟!

واعتبر الكاتب السؤال عما إذا كان تنظيم الدولة الإسلامية قد انتهى تمامًا، غير منتج، مقترحاً أن تتساءل واشنطن عوضاً عن ذلك، عما إذا كان وجود قواتها في العراق سيخدم مصالحها أكثر من سحبها من أراضيه، لاسيما مع ما تسببه من مشاكل أمنية متواصلة، مذّكراً بمجموعة من الهجمات التي تعرضت لها هذه القوات في الأشهر الأخيرة، والتي اشتدت ارتباطاً مع الحرب في غزة، والدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي. وخلص إلى القول بأن المتشبثين بالبقاء، ورفض استبدال التواجد باتفاقية أمنية مشتركة، مخطئون.

عرض مقالات: