تتواصل الاستعدادات لدى جميع الأطراف المعنية بالانتخابات البرلمانية المقبلة في إقليم كردستان بدورتها السادسة، والتي ينتظر أن تمهّد لمرحلة هامة في مستقبل الإقليم، في ظل تحديات سياسية واقتصادية متصاعدة، حيث يترقب الشارع الكردستاني ما ستفرزه صناديق الاقتراع من تغييرات في الخارطة السياسية وتوزيع القوى، وانعكاس نتائجها على مسار إدارة الحكم، وتحقيق تطلعات المواطنين.
ومن المقرر إجراء التصويت الخاص لانتخابات برلمان كردستان يوم 18 من شهر تشرين الأول المقبل، فيما تقام عملية التصويت العام يوم 20 من الشهر ذاته.
أرقام وإحصاءات
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، اتمام استعداداتها بشأن انتخابات برلمان إقليم كردستان. كذلك تأمين مختلف المتطلبات والمواد اللوجستية اللازمة الخاصة بالاقتراع.
وأفادت بأن 1190 شخصاً قد ترشحوا لخوض انتخابات برلمان كردستان، مشيرةً إلى تسجيل 136 قائمة انتخابية للمشاركة في هذه الانتخابات. وبحسب إحصائيات المفوضية، يحقُّ لـ 2,899,578 شخصاً المشاركة في انتخابات برلمان الاقليم بعد حصولهم على بطاقاتهم البايومترية.
وسيشارك 2,683,618 ناخباً في الانتخابات العامة، في حين سيُشارك 215,960 ناخباً في عملية التصويت الخاص، وفي الوقت نفسه، أعدّت مفوضية الانتخابات 1,431 مركز اقتراع، تشمل 1,266 مركزاً للتصويت العام، و165 مركزاً للتصويت الخاص.
وستراقب أكثر من 12 مؤسسة مختلفة وست قنصليات لدول الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وألمانيا وبريطانيا وفلسطين، الانتخابات البرلمانية الكردستانية.
تحديات عديدة
وفي ما يخص الحملة الانتخابية وحجم التحديات امام الحملات الانتخابية، قال الرفيق هيوا عمر، مرشح الحزب الشيوعي الكردستاني: ان حملته "تسير بثبات، حيث يجري التثقيف ببرنامجنا الانتخابي والأهداف التي نسعى الى تحقيقها في حال فزنا بثقة الناس واصواتهم في الانتخابات".
وأضاف عمر في تصريح لـ"طريق الشعب": "اننا نركز في حملاتنا الانتخابية على التأكيد بأن كردستان للجميع، وليست ملكا للأحزاب السياسية المتنفذة، التي تحتكر السلطة والثروات والمشاريع التجارية الضخمة، بينما يعاني غالبية ابناء اقليم كردستان من الحرمان والفقر والبطالة"، مبينا أن "اكثر المتضررين اليوم هم المواطنون من ذوي الدخول المحدودة، الذين يعانون من التهميش والاقصاء، بموازاة تفاقم نسب الفقر والبطالة، حيث يبحث الالاف من الشباب عن فرص عمل تضمن لهم حياة حرة وكريمة".
وواصل عمر القول بان "كل هذا يجري في ظل ثنائية فشل الادارة وشلل البرلمان، وسط التدخلات الحزبية، والتصرف بالمال العام دون اقرار الموازنة منذ سنوات. وضعنا برنامجا يهدف لمعالجة الازمة الشاملة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتعزيز اسس العيش المشترك في اقليم كردستان، وضمان الحقوق السياسية والاجتماعية، ومنع التدخلات الحزبية في العمل الحكومي، الذي يجب ان يتم على وفق الكفاءة والمهنية وتحت اطار القانون والدستور".
ونوّه بأن هناك انتهاكات عديدة تتمثل بإساءة استخدام المال العام في الدعاية الانتخابية وكسب الداعمين، واستغلال معاناة الناس والمؤسسات الرسمية في الترويج للدعاية الانتخابية، لكسب اكبر قدر ممكن من الاصوات الانتخابية، على حساب الكفاءة والنزاهة والمهنية.
الاستعدادات؟
وقال د. عماد جميل رئيس الفريق الإعلامي للمفوضية، ان الأخيرة على اتم الجاهزية من مختلف النواحي، سواء من ناحية إكمال أجهزة العد والفرز وبرمجياتها وأجهزة التحقق التي تحتوي على سجل الناخبين، او جهوزية محطات الاقتراع والخطة الأمنية لتأمين هذه المراكز، علاوة على جهوزية المواد اللوجستية الخاصة بالاقتراع.
وأضاف جميل في حديث مع "طريق الشعب"، ان "المفوضية باشرت تدريب كوادرها لإدارة عملية الاقتراع والبالغ عددهم 41 ألفا"، مبينا ان "المفوضية بموازاة ذلك تراقب وترصد وتتابع المخالفات عبر 173 فريق رصد فرعي خاص بها، واللجان الرئيسة الثلاث في مقرات مكاتب المحافظات دهوك وسليمانية وأربيل".
وبيّن، أنّ "عدد الناخبين الذين سيشاركون في الانتخابات ما يقارب 2 مليون و899 ألف ناخب، ومنهم 215 ألف عدد ناخب في التصويت الخاص من القوات الأمنية. بينما بلغ عدد مراكز الاقتراع 1400 مركز و7000 محطة".
وذكر ان "حملة المفوضية لرفع مستوى الوعي تتواصل لحث الناخبين على المشاركة في الانتخابات، وتحديث البطاقة الانتخابية والتثقيف بالية التصويت".
وخلص الى القول: ان "لقاءات المفوضية وتنسيقها مع الجهات والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بالشأن الانتخابي مستمرة، وهناك تسجيل لمراقبة دولية بدأ منذ فترة وبنسب عالية".
1600 مراقب
من جانبه، قال المنسق العام لشبكة شمس المعنية بالشأن الانتخابي، هوگر جتو ان "إقليم كردستان بحاجة ماسة الى هذه الانتخابات المهمة، كونها تعطي الشرعية للمؤسسات كالبرلمان والحكومة وباقي المؤسسات الأخرى، وهنا تكمن اهميتها".
وأضاف جتو في حديث لـ"طريق الشعب"، أنّ الشبكة تواصل استعداداتها على قدم وساق لمراقبة الانتخابات وسيرها ونزاهتها وعدالتها، مشيرا الى ان تحالف شبكات المراقبة المكون من 6 جهات تتعاون مع بعضها لمراقبة مدى تطبيق القوانين والانظمة واجراءات المفوضية، لضمان سير العملية ونزاهتها.
وتابع، انه "يجري العمل من قبل الشبكة على تدريب وتجهيز المراقبين، وهناك تعاون عالي المستوى مع المفوضية في مسألة التسجيل واعطاء المعلومات والبيانات والاستجابة لما نطرحه من قضايا"، مبينا ان عملية المراقبة ستتم بواسطة 1600 مراقب في عموم محافظات اقليم كردستان.