عقدت اللجنة العليا للتيار الديمقراطي العراقي اجتماعها الدوري صباح الجمعة 4 تشرين الاول 2024، بحضور عدد من الأمناء العامين للأحزاب السياسية الأعضاء في التيار، إضافة إلى المنسقين العامين السابقين ومسؤولي التنسيقيات في المحافظات والشخصيات المستقلة.
إدانة العدوان الإسرائيلي
وأكد التيار الديمقراطي، في مستهل الاجتماع، موقفه الثابت في إدانة عدوان دولة الاحتلال المتواصل على الشعبين الفلسطيني واللبناني، واعتبر أن هذا العدوان ليس مجرد حملة عسكرية، بل هو جزء من استراتيجية تهدف إلى كسر إرادة المقاومة في المنطقة.
ودان التيار بشدة استهداف المدنيين والبنى التحتية، واصفاً تلك الأفعال بأنها انتهاك صارخ للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، في ظل صمت دولي وصفه بـ”المخزي”.
وأوضح المجتمعون، أن استهداف قادة المقاومة لا يمثل استهدافاً لأشخاص محددين فقط، بل هو محاولة يائسة لإخماد أصوات التحرر والكرامة في المنطقة. كما دعا التيار جميع القوى الوطنية والمدنية إلى توحيد الصفوف لصد تلك الهجمات وإفشال المخططات الإسرائيلية التي تسعى إلى تفكيك المنطقة عبر إشعال الصراعات الداخلية والطائفية.
موقف العراق من التصعيد الإقليمي
وشدد التيار على أهمية أن يلعب العراق دوراً محورياً في الحيلولة دون انتشار نيران الحرب إلى باقي المنطقة، حيث أكد المجتمعون على ضرورة التزام جميع القوى السياسية بالإطار الدستوري في معالجة الأوضاع المشتعلة، وعدم السماح بأية تجاوزات تهدد استقرار العراق. كما دعوا إلى الحزم في مواجهة أي نشاط مسلح خارج إطار الدولة.
في إطار متابعة الوضع السياسي الإقليمي والمحلي، أكد المجتمعون أهمية استمرارية العمل السياسي الديمقراطي كوسيلة لحماية العراق من الانزلاق نحو العنف والتقسيم الطائفي، مشددين على دعم الجهود المدنية لإصلاح مؤسسات الدولة ومحاربة الفساد، مشيرين إلى ضرورة مواجهة التحديات الحالية بحكمة وواقعية.
تقارير التنسيقيات وأنشطة التيار
واستعرض الاجتماع تقارير التنسيقيات في مختلف المحافظات، حيث تمت الإشادة بالجهود المبذولة لتعزيز التواصل مع الجماهير والتعريف بالتيار الديمقراطي. كذلك تمت المصادقة على هذه التقارير مع توصيات بضرورة تكثيف الأنشطة الميدانية في المناطق الريفية التي تحتاج إلى المزيد من التوعية السياسية والمشاركة المدنية.
وناقش الاجتماع تقارير اللجان التابعة للمكتب التنفيذي، حيث تم تسليط الضوء على الإنجازات والتحديات التي تواجه كل لجنة. وأشاد المجتمعون بالجهود المبذولة، خاصة في مجال مكافحة الفساد وتفعيل العمل الجماهيري، وتمت الإشادة بصدور جريدة “صدى الناس” مع التأكيد على أهمية استمرار صدورها وتوسيع رقعة توزيعها.
الانتخابات المقبلة
وتم تخصيص جزء مهم من الاجتماع لمناقشة الاستراتيجية الانتخابية المقبلة للتيار الديمقراطي، حيث أكد المجتمعون على ضرورة توحيد القوى المدنية تحت مظلة “التحالف المدني الديمقراطي” لتحقيق هدف مشترك يتمثل في تعزيز الديمقراطية وبناء دولة قائمة على أسس العدالة والمساواة والشفافية.
واستندت هذه الدعوة إلى قرارات المؤتمر الرابع للتيار، حيث أكد الحاضرون أن هذا التحالف يجب أن يضم جميع القوى المدنية الراغبة في إحداث تغيير حقيقي في العراق.
وحث المجتمعون على التعلم من التجارب الانتخابية السابقة وتجاوز السلبيات لتحسين الأداء في الانتخابات المقبلة، مع التركيز على استخدام وسائل الإعلام الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لتوسيع قاعدة الدعم الشعبي. ودعوا إلى البدء الفوري في التحضيرات اللازمة، بما في ذلك تنظيم حملات ميدانية وورش عمل تدريبية لتطوير قدرات الكوادر الانتخابية، وضمان حضور قوي للتيار الديمقراطي في جميع الدوائر الانتخابية.
الالتزام بمبادئ التيار الديمقراطي
في ختام الاجتماع، تمت مناقشة طلب منظمة “شركاء لدعم المواطنة” للانضمام إلى التيار الديمقراطي. وبعد مناقشات مستفيضة، رحب المجتمعون بالطلب بالإجماع، مؤكدين أن انضمام هذه المنظمة سيسهم في تعزيز جهود التيار لتوسيع قاعدته المدنية، ودعم المشروع الديمقراطي الوطني في العراق.
واختتم الاجتماع بتأكيد اللجنة العليا على التزامها بمبادئ التيار الديمقراطي واستمرار العمل على توحيد القوى المدنية العراقية. كما دعت اللجنة كافة القوى الوطنية إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة التحديات التي تعترض العراق، والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة التي تصب في مصلحة الشعب العراقي ورفاهيته.