طريق التنمية وازدهار العراق
لصحيفة (ذي ناشيونال) الناطقة بالإنكليزية كتب مظفر الجبوري مقالاً أشار فيه إلى أن مشروع طريق التنمية الضخم، والذي من المتوقع أن يكلف 17 مليار دولار، ويربط بين الخليج والبحر الأبيض المتوسط، يعّد مبادرة محورية في استخدام موقع العراق لترسيخ مركزه التجاري، بما يمكّنه من الحصول على مليارات الدولارات، وتغطية برامج التنمية الاقتصادية والازدهار له وللمنطقة بشكل عام.
مستقبل واعد
وأكد المقال على أن دولة العراق التي تتمتع بتاريخ حضاري عريق ومكانة جيوسياسية متميزة في قلب الشرق الأوسط، تريد اليوم تأكيد دورها داخل ممرات التجارة بين الشرق والغرب، وأن يكون لها صوت مسموع بين المتنافسين كأصحاب الممر الأوسط المدعوم من الصين، والممر الشمالي الجنوبي المدعوم من روسيا، والممر الاقتصادي الهندي الأوربي، الذي يربط الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وأوروبا عبر اليونان.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن طريق التنمية "العراقي" الذي يمكن أن يكون طريقًا بديلًا أكثر أمانًا وسرعة للتجارة، يختلف عن بعض منافسيه بكونه يشرك أصحاب المصلحة الإقليميين في المشروع بدلاً من استبعادهم، ولهذا فإن نجاحه قد يضع البلاد في موقع حجر الزاوية للتجارة الدولية، ويساعدها في معالجة التحديات التي قوضت طموحاتها تاريخياً من جهة ويعزز لديها القدرة على تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط من جهة اخرى.
فؤائد المشروع
وشرح الكاتب تفاصيل مشروع التنمية، الذي يشمل إقامة طريق سريع بطول 1200 كيلومتر ونظام سكة حديدية موازٍ يربط دول الخليج بتركيا، وتحديث ميناء الفاو الكبير وميناء أم قصر، في محافظة البصرة.
وأكد الكاتب على أنه ومع حاجز الأمواج القياسي الذي يبلغ طوله 15 كيلومترًا، يرمز ميناء الفاو الكبير إلى التزام العراق بتعزيز قدراته التجارية مع الحد من الآثار البيئية، فيما يمكن أن يوفر هذا الميناء نحو 250 ألف فرصة عمل ويدر ما يصل إلى 4 مليارات دولار سنويا على الحكومة من رسوم عبور البضائع، ويمكن أن يحيي المناطق الريفية ويخفف الضغوط الديموغرافية في المدن الكبرى.
وعلى الصعيد المحلي، سيخدم خط السكة الحديدية للمشروع، 28 مليون شخص، أي حوالي 66 في المائة من سكان العراق، من خلال 14 محطة تقع في مواقع استراتيجية، قريبة من المراكز الحضرية الكبرى، 8 كيلومترات من وسط البصرة، و 15 كيلومترًا من الناصرية و12 كيلومترًا من الديوانية، و 36 كيلومترًا من بغداد.
تحديات كبيرة
وذكر المقال عدداً من التحديات التي يواجهها المشروع ومنها المنافسة القوية مع مشاريع الطرق والموانئ وتعقيدات الجغرافيا السياسية الإقليمية، ولهذا فإن نجاح وجاذبية مشروع طريق التنمية سوف يعتمدان بشكل كبير على قدرات التعاون والبنية الأساسية للدول التي يمر بها، بما في ذلك تركيا وبلغاريا ورومانيا وصربيا وغيرها، وعلى توفر مستوى عال من الموثوقية والكفاءة والسلامة والقدرة على الإستثمار من قبل الجميع سواءً في البنية التحتية القوية أو في الخدمات اللوجستية وبروتوكولات السلامة الصارمة.
واختتم الكاتب مقاله بالتذكير بأن العراق المستقر أمر بالغ الأهمية بالنسبة للشرق الأوسط، ويمكن لهذا المشروع أن يلعب دورًا محوريًا في إعادة تشكيل طرق التجارة العالمية وتعزيز التعاون الإقليمي. كما أن الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد الفوائد الاقتصادية، فهو يجسد تطلعات العراق إلى مستقبل مزدهر، متجذر في التعاون والاستقرار والالتزام بأن يصبح لاعباً حيوياً في المشهد التجاري العالمي.