عن العلاقات العراقية - الأمريكية
على ضوء المتغيرات الدراماتيكية في الشرق الأوسط، كتب آرون سوبزاك مقالاً لموقع Responsible Statecraft ناقش فيه الخلافات بين خبراء الدفاع الأمريكيين حول اتفاق بغداد وواشنطن الخاص برحيل القوات الأمريكية من العراق، على أساس خطة للانسحاب التدريجي، يتم تنفيذها على مرحلتين، الأولى في أيلول القادم والأخرى في نهاية 2026.
أول الغيث
ونقل الكاتب عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله من أن واشنطن لن تنسحب من العراق، دون أن تضمن نوعاً من العلاقة الأمنية طويلة الأجل مع بغداد، كما هي علاقة الولايات المتحدة بشركائها في جميع أنحاء العالم. وجاء تصريح المسؤول الأمريكي متزامناً مع رأي البعض ومنهم داني ديفيس، الخبير في قضايا الدفاع، الذي صرح بأن جدول الانسحاب البطيء يبقى مشكوكاً به، لأنه يمنح الإدارة الكثير من الفرص لـ"تأخيره" لاحقًا، مما يطمأن القلقين من الإنسحاب ويقلق المطالبين بالإسراع في تنفيذه.
خلاف على الأمر
واشار الكاتب إلى أن بعض الخبراء الأمريكان يعتقدون بأن وجود هذه القوات يشكل نقطة ضعف، ومنهم تايلر كوتيسكي، مدير السياسات في منظمة المحاربين القدامى، الذي دعا إلى تقليل الدور الأمريكي في المنطقة لأن هناك أماكن أخرى أهم وتنتظر دوراً أمريكياً أكثر فاعلية. واتفق مستشار السياسة العامة في أولويات الدفاع، دان كالدويل، من جهته مع هذا الرأي، وأعرب عن تصوره بأن قوات الولايات المتحدة منتشرة في عشرات القواعد المعزولة والمكشوفة في العراق وسوريا والتي يمكن مهاجمتها بسهولة من قبل الساعين إلى معاقبة الولايات المتحدة على دعمها لإسرائيل. كما أبدى نائب مدير معهد كوينسي للشرق الأوسط آدم وينشتاين ذات الرأي حين قال بأن وجود هذه القوات لا يخدم أي غرض استراتيجي مقنع.
وفي قطاع الطاقة
وحول الجهود الكبيرة التي تبذلها واشنطن لتعزيز وجود الشركات الأمريكية في قطاع الطاقة العراقي وسعيها لإبعاد الشركات الصينية والإيرانية المنافسة، لاسيما بعد التقدم الكبير الذي حققه هؤلاء المنافسين في السنوات الأخيرة، كتبت تديبكا بهامبني مقالاً في مجلة "فوربس" الأمريكية، ذكرت فيه بأن ما يحظى به العراق من أهمية يأتي من امتلاكه ثاني أكبر احتياطيات نفطية وفق تقديرات منظمة أوبك وتقديرات البنك الدولي، التي تشير إلى أن لدى العراق 145 مليار برميل من الاحتياطات النفطية أي ما يعادل حوالي 100 عام من الامدادات بمعدل الانتاج الحالي.
منافسة شديدة
ونقلت الكاتبة عن مساعد وزير الخارجية الامريكي، جيفري بيات، انتقاده الولايات المتحدة على تدميرها البنية التحتية، كالكهرباء والنقل وغيرها، اثناء غزوها للبلاد العام 2003، مما جعلها في حالة عجز وتفتقر للقدرة على إعادة البناء حتى الآن.
وأشار المقال إلى أن الصين، التي تشتري 35 في المائة من النفط العراقي، قد نجحت كأحد المشغلين الرائدين لحقول النفط والغاز في البلاد، وهو أمر يُحزن واشنطن التي واجهت ندرة في الشركات الغربية الكبرى التي تتقدم للمشاركة في المنافسة.
وادّعت الكاتبة بأن ما حدث ربما لا يتوافق مع رغبة رئيس الحكومة في جذب الاستثمارات الغربية إلى قطاع الطاقة في بلده، وهو ما دفعه لعقد اجتماعات رفيعة المستوى مع شركات الطاقة العملاقة مثل "جي اي رينوفا"، و"توتال"، و"بي بي"، و"بيكر هيوز"، و"هاليبرتون"، و"هانت"، و"هانيويل، بإشراف وزارة الخارجية الأمريكية، وذلك أثناء زيارته لواشنطن، إضافة إلى اجتماعه لمرتين مع بيات ومدراء في قطاع الطاقة الأمريكي.
وذكر المقال بأن هناك مليار دولار مخصصة اليوم لمساعدة رجال الأعمال الأمريكيين في تحسين القدرة التنافسية لمنتجاتهم المصّدرة إلى الأسواق العراقية، ذهب منها 300 مليون دولار لوزارة الكهرباء العراقية و297 مليون دولار لشركة "ستيلار" لتحويل محطتي طاقة للعمل بالغاز الطبيعي، وزيادة انتاج الكهرباء بحيث تنخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 31 في المائة لكل ميجاوات ساعة يتم توليدها، كما ينتظر استثمار الباقي في هذا المجال.