بغداد – واشنطن
هل حانت ساعة الاختبار؟
نشر موقع " ذي نيو ريجن" الأمريكي مقالاً حول العلاقة المتوقعة بين العراق والولايات المتحدة بعد عودة دونالد ترامب إلى السلطة، ذكر فيه بأن واشنطن تراقب عن كثب التطورات في بغداد، وهي لا تتورع عن استخدام العقوبات الاقتصادية كأداة فعالة ضد المختلفين معها من الدول والكيانات.
تأهب مشوب بالحذر
وأشار المقال إلى أنه ومع اقتراب يوم العشرين من هذا الشهر، موعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض، يتجه الانتباه إلى خطط الإدارة الأمريكية الجديدة للشرق الأوسط، وتحديدا العراق، حيث يتوقع محللون، وبناءً على تصريحات ترامب السابقة وموقفه الحازم تجاه إيران، أن تكون طهران وحلفاؤها في حالة تأهب حذر، خاصة في ظل التوترات الأمنية والاقتصادية التي تجتاح العراق حاليا.
وعلل المقال الزيارات العديدة التي قام بها رئيس الحكومة لدول الجوار، بالحاجة للحوار مع قادتها حول هذا الأمر، ومناقشة القضايا الأمنية والعلاقات الثنائية وسبل تعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة وإن المراقبين يرون بأن واشنطن تفرق بين موقف الحكومة العراقية ومواقف بعض الفصائل المسلحة، وإنها تشارك دولاً عديدة، الرأي بضرورة تقديم دعم كبير للحكومة، لاسيما في خطواتها لتقليص نفوذ هذه الفصائل وحصر السلاح بيد الدولة ومنع حدوث أي تهديد للسلم المجتمعي.
اتصالات غير معلنة
وفيما عدا الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس الحكومة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعيد إعادة انتخابه، والذي أعرب خلاله ترمب عن رغبته في العمل بشكل إيجابي مع بغداد والالتقاء برئيس الوزراء العراقي لتعزيز العلاقات الثنائية و"دفع أولوياتهما المشتركة"، فإن الأخبار المسربة تحدثت عن مبعوثين نقلوا رسائل بين الرجلين، تعلقت بنزع سلاح وحل الجماعات المسلحة التي لا تعمل تحت مظلة القوات الحكومية بما في ذلك قوات الحشذد الشعبي ودعم الإدارة الجديدة في سوريا.
ولم تتعرض بغداد للضغط في هذه الرسائل فقط، بل تلقت أيضاً تحذيراً من طهران بعدم الإصغاء لما فيها ومن ينقلها وبذل المزيد من الجهود للحفاظ على الحشد الشعبي وتعزيزه بشكل أكبر، وهو ما يؤشر لرغبة في التركيز على هذه المؤسسة كقوة أيديولوجية رسمية بديلة عن الفصائل، حسب تصور الكاتب.
تعاون استراتيجي
وذكّر المقال بإتفاقية الإطار الاستراتيجي، التي وقعتها بغداد مع واشنطن في عام 2008، وما تضمنته من أحكام، كان من بينها تنظيم وجود القوات الأمريكية في البلاد وبنود تتعلق بتعزيز التعاون بل والحماية الدولية في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية. ويبدو صعباً معها فرض عقوبات أمريكية على العراق وتركه مكشوفا أمام المجتمع الدولي الآن، خاصة وأن أي تغيير في العلاقة بين البلدين سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد العراقي، وفق مراقبين.
وساطة من جديد
ونقل المقال عن مصدر سياسي مقرب من الحكومة العراقية بأن زيارة رئيسها مؤخراً إلى طهران حملت أبعاداً استراتيجية تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن القضايا الإقليمية والدولية الحساسة، إضافة لنقل رسائل خاصة من الولايات المتحدة إلى القيادة الإيرانية، تناولت قضية دعم إيران للفصائل المسلحة واستهداف القواعد الأميركية في العراق وسوريا، مع تحذيرات واضحة من أي تهديد مباشر للمصالح الأميركية في المنطقة والأمن الإقليمي ككل. واعتبر المقال ذلك جزءاً من الجهود الدبلوماسية لتجنب التصعيد العسكري، خاصة في ظل شك كبير من لجوء ترامب إلى العمل العسكري ضد إيران أو العراق.