اخر الاخبار

من معالم سياسة العراق الخارجية

على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، اجرت مينا العريبي حواراً لحساب صحيفة (ذي ناشيونال) الناطقة بالإنكليزية، مع وزير الخارجية د. فؤاد حسين، توقع فيه أن تصبح المواجهة العسكرية مع داعش ضرورية، وأن المجتمع الدولي يدرك بشكل متزايد الحاجة إلى التحرك ضد نجاح هذه الجماعة المتطرفة بإعادة تجميع صفوفها، في ظل ما يشهده الشرق الأوسط من متغييرات كبيرة، وخاصة منذ سقوط النظام السوري في كانون الأول الماضي، وما يتطلبه ذلك من تنسيق أكبر بين البلدان في المنطقة.

ترقب حذر

ونقلت الصحيفة عن الوزير إشارته إلى أن حكومته تتابع التطورات المعقدة في سوريا عن كثب، وإنها تأمل في التنسيق معها رغم أن رئيسها الجديد كان مسجونًا لديها بسبب نشاطه مع الجماعات المتطرفة. ويأتي هذا الإهتمام جراء شعور العراق بأن التهديد الرئيسي القادم من جارته الغربية يتمثل في داعش، ولا يمكنه الانتظار حتى يعيد الإرهابيون تنظيم أنفسهم مرة أخرى.

وأكد د. حسين على أن بغداد تراقب بدقة وادي حوران، الذي يبدأ من درعا في سوريا وينتهي بالأنبار في العراق، وتعمل مع الأردن لمواجهة هذا التهديد، ويتوقع أن تجري أيضاً محادثات حوله مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لاسيما بعد إن عززّت داعش مكانتها في سوريا وجهزت نفسها بالأسلحة التي خلفتها لها قوات نظام الأسد، وأصبحت مجهّزة بشكل أفضل ومنظّمة بشكل أرقى بعد أن عاد اليها العديد من قادتها وكوادرها من الخارج، مشيراً إلى أن داعش منظمة تقوم على مهاجمة المجتمعات الأخرى، ويجب أن تُبتدأ بالقتال لتُهزم.

نريد سوريا ديمقراطية

وبينما كان متردداً في اقتراح الكيفية التي ينبغي للحكومة السورية الجديدة أن تخطط بها انتقالها السياسي، أشارت الكاتبة إلى أن الوزير شدّد على أهمية أن يتم تمثيل جميع المجموعات في البلاد، بما في ذلك الأكراد والعلويون والمسيحيون والدروز وغيرهم، لأن الطريقة الوحيدة لحل هذه المشاكل هي وجود نظام ديمقراطي. وأعرب عن قلقه إزاء صمت الحكومة الجديدة فيما يتعلق بتفاصيل الانتقال للديمقراطية.

قمة يُدعى لها الجميع

وحول القمة العربية المزمع عقدها في بغداد في أيار المقبل، ذكر المقال بأن العراق سيدعو أحمد الشرع لحضورها فاستضافة القمة تعني جمع كل زعماء الدول العربية، والتركيز على إيجاد حلول لأحدث التطورات في المنطقة، كالقضية الفلسطينية والعلاقات بين الدول العربية ومع دول الجوار، إيران وتركيا، فضلاً عن السياسة الأميركية تجاه المنطقة، وخطر تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة، مذّكراً بمقترح العراق إنشاء صندوق لدعم إعادة إعمار غزة، ومطالباً بطرح بديل لخطة ترامب بدل الاكتفاء برفضها، والإجابة على العديد من التساؤلات، من الذي سيبني غزة؟ ومن سيقود غزة؟ وأي نوع من السلطة سيكون هناك؟

العراق والولايات المتحدة

وحول الوضع الداخلي، نقل المقال عن الوزير تقديره بأن على العراق أن يتعامل مع سياسة "الضغط الأقصى" التي تنتهجها إدارة ترامب تجاه إيران، والتي تضمنت عدم الموافقة على استثناء استيراد بغداد للغاز الإيراني من العقوبات، وهذا سيؤثر سلباً على حوالي 30 في المائة من الطلب على الطاقة في العراق.  وفيما ذكر الوزير بأن التوتر بين واشنطن وطهران يؤثر على العراق بشكل مباشر أو غير مباشر، نوّه إلى أن سياسة واشنطن للضغط الأقصى تتضمن اتخاذ تدابير ضد الجماعات المسلحة العراقية المتحالفة مع إيران، مما يقلق بغداد للغاية، ويدفعها للدعوة إلى قراءة التغييرات الكبرى في الشرق الأوسط وسياسات الإدارة الجديدة ليتجنب الجميع أوقاتا عصيبة. واختتم الوزير تصريحاته بالتأكيد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وخضوع الجميع لمسؤولية الحكومة.

عرض مقالات: