اخر الاخبار

خطط العراق السياحية بين الواقع والطموح

كتبت كاترين شاير مقالاً على موقع Deutsche Welle الألماني حول اهتمام العراق بالسياحة كجزء من سعيه لتنويع اقتصاده بعيدًا عن النفط، أشارت فيه إلى أن بغداد، عاصمة البلد الذي كان يومًا محفوفًا بالمخاطر، صارت عاصمةً للسياحة العربية لعام 2025، وهو لقبٌ تمنحه سنويًا المنظمة العربية للسياحة، التابعة لجامعة الدول العربية، وذلك في تطور تم تحقيقه بتضحيات شعبه، التي استعاد بها العراق مكانته اللائقة كدولةٍ مؤثرة، تجذب السياح من جميع أنحاء العالم لتستمتع برؤية معالم حضارة غنية، وهو ما أكد عليه رئيس الحكومة في خطابه الذي القاه في الاحتفال بتدشين نشاطات هذا العام المميز.

السياحة والاقتصاد الريعي

وذكر المقال بأن العراق، وكما هو الحال مع العديد من الدول الأخرى المنتجة للنفط في المنطقة، يشعر بالقلق إزاء ابتعاد العالم عن الوقود الأحفوري، ويحرص على تنويع مصادر دخله الوطني وتشجيع المزيد من فرص العمل في القطاع الخاص، بدلاً من قطاع النفط أو القطاع الحكومي.

وأشارت الكاتبة إلى أن السياحة - وخاصةً الدينية منها – تُسهم مساهمة مباشرة بنحو 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، فيما تطمح الحكومة إلى زيادة هذه المساهمة إلى 10 في المائة، لاسيما وإن ذلك لا يعّد طموحًا مُستحيلًا، حيث تمتلك دول مثل مصر وتونس والمغرب والإمارات العربية المتحدة، سياحة مُتطورة بالفعل، تُشكّل ما بين 7 و9 في المائة من دخلها القومي.

وأضافت بأن العراق يستقبل بالفعل ما بين 6 و10 ملايين سائح ديني سنويًا - معظمهم من إيران وتركيا - نظرًا لاحتوائه على بعض أهم المزارات الإسلامية في العالم، فيما يصعب الحصول على أرقام دقيقة للسياحة الثقافية أو الترفيهية نظرًا لاختلاف طرق حساب أعداد الزوار في العراق، رغم أن سلطات السياحة قد أفادت العام الماضي أن 400 ألف سائح دولي قد زاروا البلاد.

خطط طموحة

ونقلت الكاتبة عن خبير سياحي عراقي قوله بأن طموحات العراق السياحية ممكنة جداً، وقد تغطي حتى 30 في المائة من الميزانية العراقية، لأن البلد يمتلك جميع المقومات، حيث يضم ستة مواقع مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وسكانًا محليين يتميزون بكرم ضيافة يكاد ان لا يُصدق، ومعالم طبيعية، وكنوزًا أثرية تعود إلى آلاف السنين، مقدراً عدد زوار موقع بابل بالذات 20000 سائح شهريًا.

وذكر المقال بأن تطوير السياحة الداخلية يشترط تنمية إهتمام العراقيين المتزايد بتاريخهم، ومساعدتهم على استكشاف معالم حضارتهم والمواقع التراثية التي تضمها بلادهم، ومعالجة الثغرات الإدارية، ومنها على سبيل المفارقة قيام السلطات بغلق هذه المواقع التاريخية في عطلة نهاية الأسبوع، التي يمكن للمواطن استثمارها في جولة سياحية. كما لا بد من تطوير برامج تأهيل السائقين والمرشدين السياحيين والآثاريين، وتوفير أسواق الهدايا التذكارية، والسلع التي تجذب السواح.

غياب الرؤية

وأكدت الكاتبة على أهم العقبات التي ما تزال تواجه تطوير السياحة العراقية، كتحذير العديد من الدول الغربية لمواطنيها من السفر إلى هناك، ومعاناة السياح من حرارة الصيف المرتفعة في ظل نقص التجهيز بالطاقة الكهربائية وبعض الصراعات السياسية في المنطقة والتي تلقي بظلالها على سفر مواطني دول الخليج إلى العراق.

ونقل المقال عن خبراء في السياحة قولهم بأن البلاد بحاجة لرؤية محددة للسياحة، كما فعلت السعودية في مشروع 2023 الشهير وما اشتمل عليه من أهداف سياحية، وكذلك وجود خطة حكومية حقيقية واستثمارات كبيرة لدفع عجلة هذا القطاع قدماً، فالسياحة صناعة متكاملة وليست مجرد إرشاد سياحي، حيث تشمل أيضًا الضيافة، الفنادق والمطاعم، ومحلات اللهو البريء والحدائق وملاعب الأطفال ووسائل النقل وغيرها.

عرض مقالات: