العراق.. تحسن المكانة وتحدي المتغيرات في المنطقة
لصحيفة "ذي ناشيونال" الناطقة بالإنكليزية، كتب محمد علي حريصي، مقالاً حول المتغيرات التي يشهدها دور العراق في المنطقة، أشار فيه إلى أن العراق قد تجاوز أخيرًا مرحلة العنف إلى مرحلة النفوذ، مستنداً في ذلك إلى تصريح للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، محمد الحسن، الذي أعرب عن تصوره بأن العراق، الذي عانى لعقود من العنف تقلص خلالها دوره الإقليمي، قد تحوّل الآن من ضحية للصراع إلى دولة تستعيد مكانتها المؤثرة في الشرق الأوسط.
إمكانيات متميزة
وذكر الكاتب بأن مشاركة العراق وتأثيره في المنطقة والعالم بأسره سيساعد العراقيين على التعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم مسار هذا التعافي من خلال منحه المساحة اللازمة لمعالجة تحدياته الداخلية والتغلب عليها بشكل مستقل.
ونقل الكاتب عن الدبلوماسي العماني والأممي المخضرم تفاؤله من تطور دور العراق في مواجهة الأزمات، ليس فقط في الشرق الأوسط لوحده بل وفي العالم، لاسيما والبلاد ذات تاريخ عريق وغنية بالثروة المعدنية والنفطية وبالموارد البشرية التي مكنتها من معالجة جروح هائلة سببتها حرب الثماني سنوات مع إيران والغزو الأمريكي في عام 2003 ثم الصراع الداخلي للقضاء على الإرهاب.
إعادة الاندماج
وتحدث المقال عن سعي بغداد لإعادة الاندماج في المنطقة وإصلاح علاقاتها تدريجيًا مع الجيران والموازنة بعناية بين العلاقات بين الخصوم، مثل إيران والولايات المتحدة، وهي اليوم أكثر انسجامًا مع المجتمع الدولي مما كانت عليه قبل بضع سنوات.
وذكر الكاتب بأن ممثل الأمم المتحدة أخبره بأن الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني القادم، تعتبر إحدى أهم أولويات البلاد، التي قد تُعيد تشكيل المشهد السياسي العراقي، خاصة إذا لم يتكرر الصراع السياسي الداخلي الذي حدث بين النخبة الحاكمة بعيد انتخابات 2021، وأدى إلى تأخير تشكيل حكومة جديدة لما يقارب العام.
الانتخابات
وبعد أن أوضح الكاتب الظروف التي جرت فيها انتخابات عام 2021 وفق القانون الذي قسم المحافظات إلى دوائر انتخابية أصغر، ومنح مقاعد للحزب الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في كل منها، مما ساعد الأحزاب الفتية وتلك المدعومة من حركة الاحتجاج، على الحصول على تمثيل في البرلمان، تطرق إلى قيام البرلمان بإجراء تعديلات على القانون، يعتبرها الكثيرون مفصلة على مقاسات الأحزاب الأكبر والأكثر رسوخًا، مما يُصعّب على المستقلين الفوز بمقاعد.
ويبدو إن لممثل الأمم المتحدة رأي مختلف حين لم يبد أي قلق بشأن العملية الانتخابية، لإعتقاده بأن هناك مستوى من النضج السياسي الذي شهده العراق في السنوات القليلة الماضية، مما يجعله متفائلاً من أن الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة وحرة، خاصة مع ما يتمتع به العراقيون من مستوى تعليمي عالٍ يمكنهم من اختيار الأشخاص المناسبين الذين سيمثلون تطلعاتهم وأهدافهم، على حد تعبيره.
وتطرق المقال إلى النقاشات والتحديات الداخلية الرئيسية، ومنها الدور المستقبلي للفصائل المسلحة وتحديات احتياجات النمو السكاني، وتنويع اقتصاد يعتمد بشكل كبير على النفط والغاز، ومكافحة الفساد، وتساءل عما إذا كانت ستترك آثارها على العملية الانتخابية.
وفيما رفض المبعوث الاممي التعليق على هذه التحديات، باعتبارها قضايا داخلية بحتة، اتفق مع الكاتب على اهمية حماية أمن العراق وتجنيبه مخاطر عودة الإرهاب وتحسين الأجواء السياسية بينه وبين النظام الجديد في سوريا.