اخر الاخبار

شارك ما يزيد على 50 فنانا في المعرض التشكيلي السنوي، الذي أقامه الحزب الشيوعي العراقي، السبت الماضي، في مناسبة الذكرى الـ91 لتأسيسه.

وحضر حفل افتتاح المعرض جمهور واسع من الفنانين والمثقفين ومتذوقي الفنون التشكيليةـ وكان بينهم الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ورفاق اخرون في قيادة الحزب،

وافتتح الاحتفال الرفيق مفيد الجزائري ملقيا كلمة الحزب في المناسبة (ننشرها في مكان آخر منهذه الصفحة) ثم قام الرفيق رائد فهمي بقطع الشريط في بوابة المعرض فتدفق الحضور من خلالها الى القاعة الكبيرة التي ضمت الاعمال الفنية المعروضة. وكان بضمنهم طبعا الفنانون من مبدعيها، والذين عبر العديد منهم عن اعتزازهم بالمشاركة في المعرض، وبدور الحزب الداعم للحركة الثقافية والفنية الإبداعية في العراق.

مشاركة فنية واسعة

فقد تحدث الفنان الدكتور جواد الزيدي، وهو احد أعضاء اللجنة التحضيرية للمعرض، عن نوعية المشاركة في هذه الدورة فقال: يشترك في هذا المعرض فنانون محترفون لهم تجاربهم الخاصة، وتم انتقاء الأسماء بدقة على مستوى النحت والخزف والرسم. وشارك ايضا بعض فنانينا من خارج العراق، منهم سعد علي من اسبانيا وسلام الشيخ من سويسرا والفنانة انسام الجراح من بريطانيا، وهذا شيء مهم جداً بالنسبة لهذه الدورة من المعرض. ولأول مرة يشارك الدكتور ثامر حسن وهو طبيب باطني شارك بعمل جميل.

واضاف الزيدي ان "أعمال النحت في المعرض شغلت حيزاً كبيراً بالمقارنة مع السنوات السابقة، حيث عرض اكثر من 20 عملا لأسماء فاعلة في حركة النحت العراقي". كما تحدث عن "مشاركة نسبة كبيرة من النساء والشباب، اذ شارك الكثير من الفنانات خاصة الشابات في معهد الفنون، وقد شاركن بأعمال ترتقي الى مستوى الاعمال الاحترافية".

يرتقي بالفن العراقي

وعبّر الفنان سلام الشيخ، وهو فنان تشكيلي عراقي يعيش خارج البلاد، عن اعتزازه بالمشاركة في المعرض السنوي للحزب في مناسبة الذكرى الـ91 لتأسيسه، وقال ان الفنانين التشكيليين العراقيين يشاركون في هذا المعرض "للتعبير عن مشاعرهم بالدرجة الأولى ومشاعر شعبهم".

وقال ان "هذا المعرض جاء حافزاً للارتقاء بالفن التشكيلي العراقي، لما له من منزلة عالية ضمن الفنون العالمية".

وتحدث الشيخ عن الاعمال المشاركة، وقال انها "في الغالب تتناول هموم الانسان وما يحيط به ويضغط عليه. فهي اعمال واقعية يعبر فيها الفنانون عن مواقفهم ورؤيتهم".

 وأشار الى ان هناك تنوعا غزيرا في المعرض، مما يشكل أحد عناصر قوته.

كما تحدث عن لوحته التي يشارك بها في المعرض، والتي تعبر عن استحالة امتزاج الدم بالنفط. وتساءل: "لماذا تُهدر الدماء من اجل النفط؟ هذا شيء لاانساني". وأوضح ان لوحته "عمل اختزالي بحت وجاءت بلون الدم والنفط على مساحة بيضاء".

جمع فناني الداخل والخارج

الفنانة المغتربة أيضا انسام الجراح عبرت كذلك عن سرورها بالمشاركة في المعرض والاحتفال بعيد الحزب الشيوعي وارتباطه بالأرض والوطن، ووصفت أجواء المعرض بانها "رائعة، وقد جمعت فناني الوطن وفناني الشتات".

ودعت الجراح الى "تكرار مثل هذه الفعاليات لإنهاء التباعد بين الفنانين المغتربين والفنانين داخل الوطن".

وعن عملها المشارك في المعرض قالت انسام الجراح انها انتجته "من خلال إعادة تصنيع المواد التالفة، بهدف إيصال فكرة جمالية وإنسانية. وهو عمل لم تتدخل فيه فرشاة او اكريليك او زيت او قلم، وهو انطلق من فكرة مثل ما يبدأ الجنين في رحم الام حتى ولادته، وتعبر الفكرة عن أوضاع المرأة بالذات، نظراً لكثرة المشاكل التي تواجه النساء في المجتمع، وما يهمني هو ان تصل الفكرة وان تتأمّن الحلول".

نحت يعبر عن الانسانية

اما النحات تحسين الجابري الذي سبق ان شارك عدة مرات في هذا المعرض السنوي، فعبر عن اعتزازه بالحزب الشيوعي العراقي وبيّن انه "يستحق منا الاحترام لما قدمه من اجل اقامة عراق ديمقراطي جديد، فذلك شيء من العرفان لهذا الحزب".

ووصف الجابري طبيعة عمله المشارك في المعرض قائلا "اثارتني كمية الجرائم التي ابتلي بها الانسان في غزة ولبنان واليمن، كونه يتعرض الى الإبادة، وقد تناولت في منحوتتي الانسان مشبها اياه بشجرة الزيتون. فهو حتى حين يفارق الحياة لا يفنى، اذ تمتد جذوره عميقا في الأرض، لينهض من جديد. كما وثقت فيها حقيقة ان الجرائم يمكن ويجب محاسبة مرتكبيها".

واشتكى تحسين الجابري في حديثه لـ"طريق الشعب" من غياب الدعم الحكومي للفن العراقي والفنانين. وأضاف: "حين تصل الى أي بلد فانك تتعرف عليه من خلال فنونه التي تكشف المدى الذي وصل اليه في الحضارة والتقدم. لكن الحال في العراق غريب، حيث لا ادري لماذا لا يجري تسليط الضوء على الاعمال الفنية والفن عموما، ولا يقدم له الدعم، وهو الذي يبقى في النهاية خالداً"

مشاركة شابة

وتحدثت أيضا الفنانة التشكيلية الشابة صباح فؤاد وقالت ان مشاركتها في المعرض جاءت  لايصال فكرة عبر الفن التعبيري. وقالت لـ"طريق الشعب" موضحة "انها اول مشاركة لي في معرض فني، وقد تكون فرصة لي للبروز في عالم الفن".

توظيف الاساطير

اما مشاركة النحات صارم داخل، فهي الخامسة في معرض الحزب السنوي، حيث تحدث عن مشاركاته قائلا "اركز في عملي على كيفية توظيف الاساطير العراقية القديمة في الفن التشكيلي، من خلال مجموعة رموز اعمل على استخدامها في اشكال نحتية، وهي الشمس والمشحوف والفالة والنخلة، وأضعها في نسق جمالي يتضمن قيما تعبيرية عالية من وجهة نظري طبعا". وتابع: "استخدمت البرونز بملمس خشن، وكأن هذه الاشكال ولدت بعد معاناة قاسية، فدائماً ما يعبر الملمس الخشن عن الظروف الصعبة والقساوة".