التواجد التركي في العراق.. ماذا بعد حل حزب العمال الكردستاني لنفسه؟

لموقع "عين الشرق الأوسط" البريطاني، كتب محمد الأغا مقالاً حول القرار الذي اتخذه حزب العمال الكردستاني بحل نفسه وتفكيك قواه التنظيمية وشبكاته العسكرية، استجابة لطلب رئيسه عبد الله أوجلان، الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في تركيا، أشار فيه إلى تداعيات هذا القرار على العلاقات بين أنقرة وكل من بغداد وأربيل، وذلك لتواجد الثقل الرئيسي للحزب في جبال قنديل العراقية، واستغلال أنقرة لهذا التواجد في إقامة العديد من القواعد العسكرية داخل العراق وشن قواتها مئات العمليات العسكرية في أراضي جارتها الجنوبية.

قضية خارجية

وذكر الكاتب بأن بغداد دأبت خلال العقدين الماضيين على اعتبار مشكلة حزب العمال الكردستاني، المتورط منذ فترة طويلة في صراع مع تركيا، قضية لا تعنيها، ولهذا فقد أثارت أنقرة غضب بغداد عندما شنت عمليات عسكرية ضد قوات هذا الحزب على الأراضي العراقية، في انتهاك فاضح لسيادتها، أو حين وسّعت تركيا نطاق عملياتها الجوية لتشمل السليمانية وسنجار، وأقامت عشرات المواقع العسكرية داخل العراق. وأضاف الكاتب بأن فعاليات سياسية عراقية عديدة قد دعمت موقف الحكومة ووصفت التواجد العسكري التركي بالاحتلال. الاّ أن أنقرة بقيت متمسكة بدبلوماسية متعنتة، هددت ولمرات عديدة، العلاقات الثنائية، مما يبعث قرار حزب العمال الكردستاني بحل نفسه ونزع سلاحه، على التفاؤل بالقدرة على نزع فتيل الأزمة بين البلدين.

هل انتهت الذرائع؟

ونقل المقال عن مستشار الأمن القومي العراقي قوله بأن أنشطة حزب العمال الكوردستاني هي التي وفرت التبرير للوجود العسكري التركي في أراضي بلاده، ولهذا فأن على كل الجماعات المسلحة والقوات الأجنبية مغادرة العراق عند حل المشكلة. وتساءل الكاتب عما إذا كانت خطوة حزب العمال الكردستاني قادرة على المساهمة في تحقيق تمنيات بغداد.

وحول تداعيات القرار على الوضع الداخلي للبلدين والعلاقات الإقليمية، أشار الكاتب إلى أن القرار سيخدم تركيا بشكل كبير، حيث سيخلص نفوذها في العراق من جماعات كانت تستخدمها طهران لتقويض هذا النفوذ، حسب تصور الكاتب، كما سيمثّل خبراً ساراً للاقتصاد التركي، حيث يزيل المخاطر التي كانت تهدد خطوط نقل الطاقة ونجاح مشروع طريق التنمية المزمع انجازه في تعاون عراقي تركي خليجي، وحماية التبادل التجاري بين البلدين والذي تجاوزت قيمته عشرين مليار دولار.

ولم يبد الكاتب تفاؤله من قرب رحيل القوات التركية عن الأراضي العراقية حتى بعد حل مشكلة حزب العمال الكوردستاني، متوقعاً أن تكون أنقرة راغبة في البقاء داخل العراق "لمحاربة داعش أو لموازنة النفوذ الإيراني أو لتعزيز دورها بعد انسحاب أمريكي محتمل"، مما سيعيد إحياء خطاب "الاحتلال" ضدها ويئد العلاقات الجيدة التي ولدت مؤخراً بين الحكومة التركية وأقطاب الحكم في العراق.

على صعيد كردستان

وذكّر الكاتب بما تركته العلاقات بين حزب العمال الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني من تأثيرات سلبية على علاقات أنقرة بإقليم كردستان، وعلى العلاقات بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم، معرباً عن تصوره بأن قرار حزب العمال سيساهم في تسريع التقارب بين الحزبين وبين أنقرة والسليمانية، مستدركاً بالقول بأن الانقسامات التاريخية ومناطق النفوذ، ستظل عوامل حاسمة في السياسة الإقليمية خلال الشهور والسنوات المقبلة.

عرض مقالات: