اخر الاخبار

لقد انجزنا للتو أعمال مؤتمر حزبنا، ويحق لنا أن نهنئ أنفسنا بنجاحه واقراره الوثائق البرنامجية والتنظيمية والسياسية، بعد نقاشات غنية ومعمقة في اجواء ديمقراطية، اتسمت بالجدية والصراحة والروح النقدية والمسؤولية العالية.

وكان الخيط الناظم لوثائق المؤتمر ومناقشاته ومخرجاته، ولمنطلقه الأساسي، هو السعي الى بلوغ قراءة وتحليل دقيقين وموضوعيين لواقع لبلاد، وتحديد أبعاد ومسببات ازمته الشاملة وسبل مواجهتها. وقد أكدت مداولاته وحصيلته أن نهج المحاصصة الطائفية والأثنية ومنظومتها الحاكمة، تشكل اس االبلاء ومصدر انتاج الأزمات، وأن قطاعات متسعة من الشعب باتت تعي ذلك.

وبحث المؤتمر متطلبات الارتقاء بدور حزبنا في تعزيز وحدة عمل قوى التغيير، واكد أن لدى الحزب إمكانيات وطاقات نضالية كبيرة غير مستنفدة، وان من المطلوب مواصلة وتعميق عملية التجديد والانفتاح، بالتلازم مع حفظ الهوية الفكرية والطبقية للحزب، وبذل جهد اضافي لتوثيق الصلة بالجماهير والدفاع عن حقوقها.

وانصب اهتمام المؤتمر على مهمة إخراج البلاد من أزماتها الخانقة، وخلص إلى اعتماد وثيقة سياسية عنوانها “قدُما نحو التغيير الشامل” تتضمن خارطة طريق لمواجهة التحديات المحيقة بالبلاد، والتي لابد لأي حكومة قادمة أن تتعامل معها لتحقيق التغيير المطلوب.

وهذه الوثيقة يطرحها الحزب على البلد وعلى الشعب وقواه السياسية، وعلى أساسها سيحدد موقفه من أية حكومة قادمة، ويدعو قوى التغيير الى العمل المتضافر والضغط لتحقيق مطالبها المشروعة في الخلاص من منظومة المحاصصة، ومن الفساد والسلاح المنفلت.