اخر الاخبار

عقدت قيادة الحزب الشيوعي العراقي، صباح الثلاثاء الماضي، مؤتمراً صحفياً، عرضت فيه نتائج اعمال المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، وموقفه من التطورات السياسية وتشكيل الحكومة.

وفي بداية المؤتمر الذي حظي بحضور اعلامي مميز، عرض عضو المكتب السياسي الرفيق ياسر السالم ابرز نتائج المؤتمر وتقاريره ووثائقه السياسية والبرنامجية والتنظيمية.

وتحدث في المؤتمر، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، قائلاً: ان «الحزب منفتح على اشكال مختلفة من العمل السياسي، وكذلك على قوى سياسية مدنية ووطنية مختلفة، خصوصا بعد تنامي حركة الاحتجاج ودخول اوساط جديدة من شعبنا ساحة الفعل السياسي، وهنالك مؤشرات إيجابية بهذا الشأن».

وأضاف، ان « لحزب يسعى ويعمل خلال الفترة المقبلة ليكون عنصرا فاعلا من اجل توحيد عمل كل هذا الطيف الواسع المتنوع من شعبنا».

وبين فهمي، ان « الحزب توصل الى قناعة بأن منظومة المحاصصة والفساد عاجزة عن تقديم حلول القيام بالإصلاحات الضرورية التي يحتاجها البلد، لذا لا نقول جزافاً ان احزاب وقوى سياسية ترفع شعار ( الاصلاح) لكن لم نشهد في الواقع أي خطوات فعلية».

وقال ان «التوجه نحو اي اصلاح يمر اليوم عبر مكافحة الفساد، وتعزيز بنية الدولة وحكم القانون، ومعناه ايضا حصر السلاح بيد الدولة، وتعزيز مقومات الاستقلال الوطني، وبناء الدولة بعيد عن مفهوم (الدولة الزبائنية)، لكن مثل هذه التحديات تصطدم بمصالح خاصة». واشار الى، ان « الحزب يؤيد أي توجه جدي للإصلاح الحقيقي، مع ثقتنا بأنه لن يتحقق دون وجود الضغط الشعبي».

وتابع، ان «مطالب انتفاضة تشرين أصبحت واقعاً موضوعياً، بل أصبحت حاكمة الى حد كبير، وهي فرضت نفسها على المشهد السياسي بعد 2019»، مؤكداً، ان « ما حققته الانتفاضة من مطالب معمدة بالدم من خلال العدد الكبير من الشهداء والجرحى، جعل القوى السياسية لا تتجرأ على ان تتخلى او تتراجع او تلتف على هذة المطالب، واردف: ان الانتفاضة تلخصت اهدافها بشعار (نريد وطن)، وما يعنيه مكافحة الفساد وتوفير العدالة الاجتماعية، والخلاص من أي شكل من اشكال ثلم السيادة الوطنية، وغيرها من الأهداف التي رفعتها تشرين».

وبين سكرتير الحزب، ان « ازمة تشكيل الحكومة هي احد مظاهر ازمة منظومة الحكم، لأنه لا يمكن لأي حكومة اليوم ان تتشكل دون ان تفتح بابا للإصلاح، ولا يمكنها ان تعيد انتاج منظومة المحاصصة السابقة، والعمل بغير ذلك سيواجه الفشل والرفض الشعبي الواسع». مضيفاً، ان « الانتقال الى حكومة جادة للقيام بالإصلاحات تواجه معوقات كثيرة بهدف إعادة انتاج المحاصصة وان كانت تحت مسميات او عناوين جديدة».

وأكد، ان « موقف الحزب من مساعي تشكيل الحكومة ينطلق من هذه الأرضية وبقدر ما تبتعد عن نهج المحاصصة وتتبنى مطاليب إصلاحية حقيقية و بما تلزم نفسها بخطوات إجرائية زمنية تقترب مما يطالب به شعبنا، كونه لم يعد يكتفي بالوعود». 

وعرض فهمي جانب من نتائج المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، وقال: «ان مؤتمر الحزب الاخير جاء بتجديد مهم، بعد تفحص سياسته السابقة الممتدة خلال مؤتمرين بروح نقدية وموضوعية، وهو ينظر الى التجديد كعملية مستمرة ومتواصلة، احد مظاهرها «التجديد في الشخوص والمسؤوليات».

وبين فهمي ان المؤتمر جدد في الهيئة القيادية بنسبة 42 في المائة فيما وصلت نسبة التجديد في المكتب السياسي الى 55 في المائة، وانخفضت نسبة الاعمار في اللجنة المركزية وهذا ما بدأ في المؤتمر العاشر الذي انعقد نهاية 2016، مشدداً بالقول: ان « هذه الحقائق تدحض التشكيك في ان الحزب الشيوعي ساكن في اوضاعه التنظيمية والجماهيرية».