اخر الاخبار

الصفحة الأولى

انطلقت من ساحة الفردوس والتأمت في ساحة التحرير حشود كبيرة تحيي عيد العمال العالمي وسط بغداد

بغداد – طريق الشعب

إحياءً لعيد العمال العالمي في الاول أيار، احتشدت أعداد غفيرة صباح أمس الأربعاء في ساحة الفردوس، حاملة الأعلام العراقية والرايات الحمراء واللافتات والشعارات التي مجّدت المناسبة، وطالبت بإنصاف الطبقة العاملة وتفعيل الصناعة الوطنية، والتأكيد على أهمية انفاذ قانوني العمل والضمان الاجتماعي، وتوفير العدالة الاجتماعية وصيانة حرية العمل النقابي.

وانطلقت المسيرة الكبرى من ساحة الفردوس على امتداد شارع السعدون المؤدي إلى ساحة التحرير، بمشاركة واسعة من أحزاب وقوى وطنية ونقابات ومنظمات وتجمعات عمالية وحضور لافت لشخصيات ديمقراطية ومواطنين.

وتقدمت المسيرة آليات حملت مكبرات الصوت ورددت أغاني وعبارات احتفت بالتاريخ المجيد للطبقة العاملة العراقية والنضالات والتضحيات التي سطرتها على مدار حوالي تسعة عقود، فيما جرت الإشارة أيضا إلى الدور المدمر للفساد وسوء الإدارة وسلوكيات نهج المحاصصة في إدارة البلاد وتعطيلها الإنتاج الوطني وتمسكها بالاعتماد على واردات النفط في توزيع الرواتب، واستغلال هذه الظاهرة من أجل الكسب السياسي والانتخابي.

وأكدت شعارات وهتافات المسيرة على أهمية مغادرة هذا النهج الكارثي والتوجه نحو تفعيل القطاعات الإنتاجية وانعاش الاقتصاد وتوفير فرص العمل ورعاية مصالح العمال وحفظ حقوقهم مع سائر أبناء الشعب العراقي.

وفي ساحة التحرير، تحت نصب الحرية، تجمع المشاركون في المسيرة، وألقيت كلمات في المناسبة، كانت أولاها للجنة المنظمة لمسيرة الأول من أيّار، القاها العامل سلام عادل. وكلمة أخرى للاتحادات والنقابات العمالية العراقية القتها النقابية كوريا رياح. وكلمة أخرى لمنتسبي شركات وزارة الصناعة والمعادن القاها غالب كاظم. (نصوص الكلمات منشورة على الصفحة الثامنة).

فترة عصيبة يعيشها العمال

وقال الناشط العمالي مصطفى قصي «يمر علينا عيد العمال العالمي ونحن نعيش فترة عصيبة جدا تتمثل بغلاء الأسعار وصعوبة توفير العيش الكريم».

وأضاف قصي في حديثه مع «طريق الشعب»، انه «برغم كل هذا، إلا أن الحكومة ماضية في التحول نحو اقتصاد السوق المفتوح»، محذرا من ان «هذا التوجه سيلقي بتبعاته وعواقبه الوخيمة على الطبقة العاملة».

وأشار الى أن «ملامح الخراب بدأت بالظهور منذ توجهت الحكومة لاعتماد وصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي أثبتت فشلها في كل دول العالم، وجعلت من العمال يقاسون العوز والحرمان والشقاء».

وانتقد الناشط «ضعف إنفاذ قانون العمل العراقي لضمان ابسط حقوق العمال، الذين يعمل الكثير منهم لساعات طويلة وفي العطل الرسمية أيضا، مقابل أجور لا تسد الرمق»، مبينا أنه «برغم عدم التزام السلطات بتشريع قانون جديد للتنظيم النقابي في مختلف القطاعات وبضمنها القطاع العام، الا ان البرلمان يتجه لاقرار مسودة قانون العمال والموظفين الحرفيين، في محاولة لإقصاء حق الموظفين في التنظيم النقابي».

يوم لإعلاء المطالب المشروعة

بدورها، قالت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال العراق كوريا رياح، إن «الأول من أيار هو مناسبة مهمة يجتمع فيها العمال والنقابيون والاتحادات النقابية في العراق للمطالبة بتنفيذ مطالبهم المشروعة».

وأضافت رياح خلال حديثها مع «طريق الشعب»، أن «مطالبنا تتمحور حول توفير المعيشة الكريمة والضمان الاجتماعي والصحي وقانون تقاعد عادل للعمال»، مشددة على ضرورة تأمين الحريات للعمل النقابي.

مسيرة لدعم الحركة العمالية

أما الناشط العمالي محسن ساچت، فتحدث إلى «طريق الشعب» قائلا ان «عيد العمال العالمي يمثل فرصة ثمينة للتعريف بدور ومساهمات العمال في المجتمع وأهمية الحفاظ على حقوقهم من أجل تطور البلاد وتقدمها».

ومضى ساچت بالقول: أن «مسيرة الأول من أيار تدعم وتساند الحركة العمالية وتهدف إلى رفع وتيرة التضامن معها، فبرغم الجهود التي يبذلها العمال إلا انهم ما يزالون مهمشين، ولا ينالون العناية الحكومية والمؤسساتية».

فيما اكدت القيادية في الاتحاد العام لنقابات عمال العراق سميرة ناصر، ان الأول من أيار يشكل مناسبة لجميع عمال وفلاحي العالم، وهو فرصة لكل العاملين ولكل إنسان يبذل جهدا مقابل اجر معين، لأن يطالب بحقوقه».

وقالت ان «الحادثة التي خلدت هذا اليوم، حين انتفض العمال من اجل حقوقهم، يجب ان تكون حافزا لنا في مواصلة هذه المسيرة الحافلة بالنضال».

**************************************************************

راصد الطريق.. أواعدك بالوعد واسكيك يا كمون!

خمسة أشهر مضت على إعلان الحكومة دخول قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال في القطاع الخاص حيز التنفيذ، بعد أن صوت مجلس النواب عليه في أيّار من العام الماضي.

ورغم الهالة الإعلامية الكبيرة التي رافقت اعلان دخول القانون حيز التنفيذ، إلا انه فعليا لم يتم إنفاذه حتى الان، بسبب عدم صدور تعليمات تنفيذه من قبل مجلس شورى الدولة.

الإعلان عن دخول القانون حيز التنفيذ يجب أن يكون بمثابة خطوة نحو الأمان الاجتماعي والاستقرار المالي للعمال، لكن عندما لا يُترجم هذا الإعلان إلى واقع ملموس، يُطرح السؤال: ما الذي يعيق العملية؟ هل هي البيروقراطية، أم نقص الإرادة السياسية، أم التحديات الاقتصادية؟ أم ماذا؟

عندما تُعلن الحكومات عن تطبيق قوانين جديدة، خاصةً حين يتعلق الأمر بقوانين تمس حياة المواطنين اليومية ومستقبلهم، مثل قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، يكبر الأمل عند المواطنين ويتشبثون به، لكن عندما يتأخر تنفيذ هذه القوانين بشكل غير مبرر، يتحول ذلك الأمل إلى خيبة، والثقة إلى شك. وعليه فإن الحكومة مطالبة بأن تتخذ خطوات فورية لتصحيح هذا الوضع، وان تعلن صراحة أسباب التأخير.

نذكّر بأن القيمة الفعلية للقوانين التي على الورق تكمن في تطبيقها بشكل يخدم المجتمع ويحمي حقوق أفراده.

وهنا تتحمل الحكومة المسؤولية الكاملة عن مثل هذا التأخير، فهل من اعلان عن ذلك في عيد العمال؟

**************************************************************************

الاحتجاجات تتواصل مطالبة بفرص العمل والخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد، حيث رفع المتظاهرون شعارات تندد بغياب فرص العمل والخدمات.

وشهد قضاء الدير في محافظة البصرة وقفة احتجاجية حاشدة، حيث تجمع العشرات من المواطنين مطالبين بإقالة القائم مقام بسبب ما وصفوه بـ”سوء الخدمات” و”الإهمال الإداري”.

المحتجون رفعوا شعارات تندد بالوضع الخدمي المتردي في القضاء، مشيرين إلى نقص حاد في الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والرعاية الصحية.

********************************************************************

الصفحة الثانية

مركز حقوقي: 100 ألف عراقي هجروا مناطقهم بسبب التغير المناخي

بغداد ـ طريق الشعب

قال رئيس المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، امس الأربعاء، إن التغيرات المناخية دفعت أكثر من 100 ألف عراقي إلى النزوح من مناطق سكناهم خلال الأعوام الماضي.

وأضاف الغراوي، في بيان، إنه منذ العام 2016 وحتى العام الماضي نزح أكثر من 100 ألف، أي بمقدار 15% من السكان الذين كانوا يقيمون في تلك المناطق المتضررة، بمعنى نسبة 1 إلى 10 أشخاص.

وتابع، أن العراق تم تصنيفه كخامس أكثر البلدان عرضة للانهيار المناخي، حيث يتأثر بارتفاع درجات الحرارة، وعدم كفاية هطول الأمطار، وتفاقم حالات الجفاف وندرة المياه، والعواصف الرملية والترابية المتكررة والتصحر، والفيضانات.

وأضاف أن هناك أيضاً تدهور الأراضي الزراعية وارتفاع ملوحة التربة فيها ومما يزيد من تفاقم هذه المشكلة أن سياسات المياه في البلدان المجاورة أدت إلى تقليص مصادر المياه الحيوية. في حين يعمل النمو السكاني السريع، والتوسع الحضري، والاستخدام غير الفعال للمياه في القطاعين الزراعي والصناعي، على رفع الطلب على مزيد من المياه.

وأوضح الغراوي، أن أعلى المحافظات التي شهدت نزوحاً مناخياً للسكان هي ميسان والبصرة وذي قار وواسط ومع اشتداد التغيرات البيئية والمناخية فإن المؤشرات كافة تؤكد أن نسبة النزوح المناخي في هذه المحافظات سيزداد.

**************************************************************

الاحتجاجات تتواصل فرص العمل والخدمات أبرز مطالبها

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد، حيث رفع المتظاهرون شعارات تندد بغياب فرص العمل والخدمات.

البصرة

وشهد قضاء الدير في محافظة البصرة وقفة احتجاجية حاشدة، حيث تجمع العشرات من المواطنين مطالبين بإقالة القائم مقام بسبب ما وصفوه بـ”سوء الخدمات” و”الإهمال الإداري”.

المحتجون رفعوا شعارات تندد بالوضع الخدمي المتردي في القضاء، مشيرين إلى نقص حاد في الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والرعاية الصحية.

وأعرب أحد المشاركين في الوقفة عن استيائه قائلاً: “نعاني من تجاهل مستمر لمطالبنا. الخدمات هنا تتدهور يوماً بعد يوم ولا نرى أي تحسن. القائم مقام لم يف بوعوده وحان الوقت لتغييره”.

وطالب المحتجون بتدخل عاجل من الحكومة المركزية لحل الأزمة وتحسين الخدمات، مؤكدين أنهم لن يتوقفوا عن التظاهر حتى يتم الاستجابة لمطالبهم.

وتظاهر جمع من أهالي أبي الخصيب جنوب البصرة، مطالبين بالخدمات وإنجاز عدد من المشاريع المتلكئة وتوفير فرص العمل للشباب الخريجين والعاطلين.

وقال أحد ممثلي تنسيقية تظاهرات أبي الخصيب علي المحمداوي، إن هناك العديد من المشاريع المتلكئة منذ سنوات التي باتت وبالاً عليهم.

وأضاف، أن توفير الخدمات من أبسط حقوقهم، لا سيما المستشفيات والمدارس وتبليط الشوارع والمياه الصالحة للاستخدام وغيرها أسوة بقية الأقضية والنواحي في البصرة.

وأوضح، أن تظاهرتهم سلمية وسيتوجهون إلى أعضاء مجلس المحافظة لعرض تلك المطالب.

وجدّد أهالي منطقة الجزر الأربعة في قضاء شط العرب شرق البصرة التظاهر، مطالبين بتغيير مسار السكة الحديدية البصرة - الشلامجة عن منطقتهم، ما يهدد منازلهم بالإزالة.

وقال عدد منهم، أنه تم تبليغ جميع الجهات المعنية لكن دون جدوى، مبدين رفضهم لأي تعويض من قبل الحكومة، وأشاروا إلى أنه من غير الممكن عبور سكة القطار من مناطقهم في (باب الهوى والجويمة)، مطالبين بتغيير مسار سكة القطار إلى منطقة بأخرى.

بغداد

وتجمع العشرات من قراء العدادات والمقاييس التابعين لوزارة الكهرباء أمام بوابة الوزارة في بغداد، مطالبين بتحسين ظروف عملهم والتثبيت على الملاك الدائم.

المتظاهرون الذين يعملون على قراءة العدادات وتسجيل استهلاك الطاقة في المنازل والمؤسسات، رفعوا لافتات تطالب بإنهاء العمل بنظام العقود والتحول إلى نظام الخدمة الدائمة، مشيرين إلى أنهم يعملون في هذا المجال منذ سنوات دون الحصول على حقوق كاملة أو ضمانات وظيفية.

وصرح أحد المتظاهرين، قائلاً: “نحن نعمل في الحر والبرد. نقوم بجمع البيانات التي تعتمد عليها الوزارة لتحصيل الأموال، لكننا ما زلنا نعمل بدون أي استقرار وظيفي”، مطالبا بـ”التثبيت والحصول على حقوقنا كاملة”.

ودعا المتظاهرون “الحكومة ووزارة الكهرباء إلى الاستجابة لمطالبهم وتحسين ظروف عملهم”، مؤكدين “أهمية دورهم في الحفاظ على استمرارية توفير الطاقة وتحصيل الإيرادات اللازمة للوزارة”.

ذي قار

ونظم العشرات من موظفي دوائر الكهرباء في محافظة ذي قار، وقفة احتجاجية في مبنى مركز تدريبي الكهرباء، وسط مدينة الناصرية، رفضا لإشغال المبنى من قبل مجلس المحافظة.

وقال مسؤول الوحدة القانونية في المركز محمد رسول، إنهم يرفضون المحاولات المتكررة من قبل مجلس المحافظة للاستحواذ على المبنى، كونه المركز الوحيد الخاص بتطوير الكفاءات الإدارية والفنية والقانونية ويقدم خدماته لجميع المؤسسات الحكومية، والذي سيسبب خسائر مادية في ظل عدم وجود جدوى اقتصادية لتأجير المبنى لأي جهة كانت، والذي سيحرم جميع الكوادر من التدريب والتطوير.

**********************************************************************

اتحاد نقابات عمال العراق يرفض مقترح قانون التنظيم النقابي للعمال

بغداد ـ طريق الشعب

اعرب اتحاد نقابات عمال العراق عن استغرابه من طرح مسودة مقترح “قانون التنظيم النقابي للعمال والموظفين الحرفيين في العراق” مرة أخرى ضمن جدول أعمال مجلس النواب العراقي، يوم الإثنين الماضي.

وذكر الاتحاد في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان “مسودة مقترح القانون طرحت خلال الجلسة وتمت القراءة الأولى بشأنها، تزامناً مع أجواء انعقاد مؤتمر العمل العربي وبحضور مدير عام منظمة العمل الدولية”.

وأشار الاتحاد الى انه “سبق له مع مجموعة من اتحادات ونقابات عمالية مستقلة أن رفض هذه المسودة جملة وتفصيلا، كونها مخالفة لمعايير العمل الدولية ولا تنسجم مع اتفاقية العمل الدولية رقم (87) لسنة 1948 والتي انضم اليها العراق عام 2017 والتزم بتكييف أوضاعه القانونية بموجبها”.

وذكّر الاتحاد، الحكومة بالتزاماتها بخارطة الطريق التي طرحتها بعثة الاتصال المباشر في ايار 2023 الماضي، فقد اتفق الشركاء الاجتماعيون في حينها على إعداد مسودة قانون للتنظيم النقابي، يشارك فيها أصحاب المصلحة وفق أسس الحرية والديموقراطية والحق في التنظيم النقابي والمعايير الدولية، في اطار المساعي لاخراج العراق من القائمة القصيرة للدول المنتهكة لحرية التنظيم النقابي”، مشيرا الى ان مجلس النواب يعلم بهذه الأمور سيما وأن البعثة المذكورة قد التقت لجنة العمل ومؤسسات المجتمع المدني البرلمانية عند قدومها الى العراق.

واكد الاتحاد أن “إصرار مجلس النواب على طرح هذه المسودة ومحاولة تمريرها خلافا للسياق المتفق عليه، غير آبه للالتزامات التي تعهدت بها الحكومة أمام منظمة العمل الدولية، سيؤدي إلى تبعات وخيمة تلقى على عاتق العراق وسمعته في المجتمع الدولي من جانب، وعلى الطبقة العاملة العراقية من جانب آخر”.

ودعا الاتحاد “رئاسة مجلس النواب واللجان النيابية المعنية الى سحب هذه المسودة وعدم طرحها ضمن جدول الأعمال مستقبلا وانتظار مشروع القانون المعد من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمشاركة أصحاب المصلحة والمزمع إرساله إلى مجلس النواب مستقبلا من قبل الحكومة، وبخلافه فإننا نحمل مجلس النواب كافة التبعات والآثار الناجمة عن ذلك”.

************************************************************

كل خميس.. حركة الأنصار حركة كفاح مشرف

جاسم الحلفي

التأم في ايام 27ـ29 نيسان 2024، في اربيل، المؤتمر الحادي عشر للأنصار (البيشمركة) الشيوعيين. وفي جو من المحبة التي ألفتها قلوبهم،استذكروا احداث سنوات كفاحهم البعيدة بمرّها وحلوها، وكانوا يتحدثون عنها وكأنها حدثت قبل أيام، وليس قبل اكثر من ثلاثة عقود من السنين.

ويبدو هذا مفهوما، فهي لم تكن ذكريات عابرة بل هي جزء من تاريخ مشرف، صنعته بطولات ومواقف زاخرة بالجسارة، ومسيرة كفاحية اتسمت بالعطاء والتضحية ونكران الذات والجود بالأنفس في سبيل قضية الشعب والوطن. وذلك بالتصدي للدكتاتورية البغيضة والعمل بعزم على اسقاطها، بعد ان جثمت طويلا على صدر الشعب، ودفعت به الى حروب لا مصلحة له فيها.

كانوا جميعا يشتركون في موقف واحد، هو اختيار أسلوب الكفاح المسلح لأسقاط النظام الدكتاتوري الذي حكم البلاد بقبضة بوليسية وأساليب فاشية، وقطع كل الطرق على المعارضة السلمية، بعد ان صادرالحريات وفرض حكم الحزب الواحد، الذي اشعل الحروب وقمع الشعب.

ولم يغب الشهداء عن المؤتمر العتيد، بل كان حضورهم مهيمنا على أجواء المؤتمر ونقاشاته، سواء من خلال استذكارهم، والوقوف احتراما لذكراهم العزيزة، او عبر سرد الذكريات عن المعارك التي خاضوها وحتى استذكار لحظات استشهاد البعض منهم. وتكلل احياء ذكراهم المضيئة بزيارة مقبرة شهداء الحزب الشيوعي العراقي ومقبرة الشهداء المغيبين منهم، في اطراف اربيل. حيث وقف الأنصار مندوبي المؤتمر وقفة تبجيل وأسىً على الراحلين، الذين صنعوا مجدا حقيقيا وهم يقدمون ارواحهم فداء للناس ولحقوقهم.

ومعلوم ان الذاكرة الشفاهية للعديد من الأنصار تختزن المواقف المتنوعة وصور المعارك وحتى الوقائع الطريفة من تلك الايام والسنوات الصعبة، من تلك الحياة الحافلة بالأمل والإصرار على خوض الكفاح من اجل عراق لا يحكمه الفاشست.

ناقش المؤتمرون على طول يومين من العمل الجدي والحوار المثمر هوية رابطتهم، مرورا ببرنامجها ونظامها الداخلي وانجازات هيئتها التنفيذية للفترة بين المؤتمرين السابق والحالي - الحادي عشر. والحق انها كانت إنجازات مشرفة، لم تقتصر على ما هو داخلي، متعلق بأنشطة الأنصار سواء الجماعية اوالفردية الإبداعية، ومتابعة حقوق الأنصار التي لم يقرها الحكم السياسي الحالي لهم، بل كان الجحود هو السائد. حتى ليبدو ان التاريخ المجيد من التضحيات وقيم العطاء والمبادرة والاقدام والتطوع دون مقابل مادي،  بل بروح صادقة في دفاعها عن مصالح الشعب وحقه في حياة حرة كريمة .. يبدو ان هذه القيم الإنسانية السامية تؤرق طغمة الفساد التي كرست الفساد ونهب المال العام والاستئثار بالسلطة وطمس الحقوق، والانانية والذاتية والحزبوية الضيقة.

اوصد النظام بابه على الكفاءات الديمقراطية والوطنية المخلصة وذات التاريخ المشرف في تصديه للظلم والطغيان، فيما اكتظت مؤسساته باعداد كبير من ازلام النظام الدكتاتوري ومرتزقته، الذين استبدلوا الزيتوني بأزياء تناسب الهويات الفرعية التي رسختها طغمة الحكم، ومنهم من صرفت له حقوق باسم الشهداء والسجناء، فيما لا يزال عدد غير قليل من المناضلين الحقيقيين والانصار البواسل، محرومين من تأمين سبل العيش، مقابل اغداق الامتيازات على الازلام والمريدين، الذين فيهم من كان خادما ذليلا للمؤسسات القمعية ومطبلا في جوقات الاعلام، ومُزيّنا قبح النظام وقمع الشعب.

لقد توقف مؤتمر الأنصار عند كل ذلك، ليس من زاوية الحق بإنصاف المناضلين الحقيقيين، رغم حق كل المناضلين الذين كرسوا اجمل سنوات حياتهم للقضايا العامة، بل لمناقشة جوهر مواقف المتنفذين الذين اصبحت السلطة ومنافعها هاجسهم الوحيد. فقد ترسخ تحالفهم مع طغمة الفساد، المنشغلة باتقان نهب موارد البلد وابتكار السطو على المال العام، فيما شوهت الديمقراطية التي بقيت اسما دون مسمى، بعيدة عن جوهرها المتمثل في العدالة الاجتماعية التي لم تجد لها مكانا في قاموس الجشع والانانية والفساد، حيث الفجوة الاجتماعية تتسع بين اثرى الأثرياء وبذخهم المهول وقصورهم الفارهة، وبين القابعين في العشوائيات التي تكاثرت حول المدن، وهم يئنون تحت وطأة الفقر والعوز والحاجة.

وخلص الأنصار في مؤتمرهم الى رؤية مفادها، ان جوهر كفاحهم هو التغيير الهادف الى إقامة النظام الديمقراطي، الذي يؤمن للشعب سبل الكرامة والعزة، ويوفر الحريات ويؤمن الحقوق. وحيث ان طغمة الحكم المستأثرة بالسلطة غير معنية بامور جوهرية كهذه، فان هذه المهمة المشرفة تستحق مواصلة العمل من أجلها مع بقية قوى التغيير، وفي المقدمة منها قوى التيار الديمقراطي والحركات الاجتماعية، وما رفعته انتفاضة تشرين من اهداف وقيم، الى جانب اعتماد الأساليب والوسائل السلمية الممكنة لاحداث التغيير المنشود.

********************************************************************

الصفحة الثالثة

لمناسبة عيد العمال العالمي.. السياسات الخاطئة والفساد أوقفا الانتاج الوطني وراكما مشاكل البطالة وهمشا دور العمال

بغداد – سيف زهير

شهدت بغداد أمس الأربعاء مسيرة عمالية وشعبية كبيرة إحياءً لعيد العمال العالمي في الأول من أيّار.

وطالب المشاركون في المسيرة التي انطلقت من ساحة الفردوس واستقرت تحت نصب الحرية في ساحة الحرير، بتفعيل مؤسسات الصناعة الوطنية وتوفير الحقوق والحريات النقابية وتشريع القوانين التي تساهم في رفل الطبقة العاملة ومغادرة نهج الاقتصاد الاحادي والاعتماد على واردات النفط، على حساب قدرات البلد الانتاجية المعطلة وثرواته البشرية والطبيعية المهدورة، جرّاء سوء الإدارة والمحاصصة والفساد.

يوم وطني مهم

وشاركت في المسيرة جماهير غفيرة وأحزاب قوى التغيير الديمقراطية ونقابات وتجمعات عمالية وشخصيات وطنية ومنظمات مهنية وحقوقية، حملت العديد من الشعارات المطلبية الداعية إلى انصاف الطبقة العاملة وسائر الكادحين من أبناء الشعب العراقي.

ووجّه نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق بسام محي، التحايا إلى عمّال العالم، وخصّ العمال العراقيين بالتهنئة في مناسبة يومهم العالمي، مؤكدا أن الأول من أيار يمثل يوما نضاليا ملهما من أجل تحقيق مطالب العمال بالحريات والعدالة الاجتماعية.

وقال الرفق محي، أنّه بالنسبة للحالة العراقية، فإنه تتزايد الحاجة إلى إيلاء الاهتمام الحقيقي لحقوق العمال، وتمكينهم واحترام حقوقهم وتلبية مطالبهم.

وأوضح محي خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن الطبقة العاملة العراقية “تعاني من مصاعب كثيرة وأزمات متزايدة نتيجة المنظومة السياسية التي تعتمد على المحاصصة والفساد في إدارة شؤون البلاد، حيث أضرت كثيرا بالعمال، وأهدرت فرصة تحقيق مطالبهم المشروعة وتحسين ظروفهم المعيشية والاقتصادية”، لافتا إلى أن “السياسات الخاطئة والفساد أوقف الانتاج الوطني وراكم مشاكل البطالة وهمّشا دور العمال على  أهمية دورهم في بناء البلد. ولذلك يحتفل الشيوعيون وأصدقاؤهم سنويا بهذا اليوم المجيد من أجل التأكيد على حقوق العمال والفئات والشرائح الاجتماعية المختلفة”.

وأضاف نائب السكرتير، أن “تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في بغداد شاركت في المسيرة بنشاط وهمة عاليتين، وكانت هنالك مساهمات من الشيوعيين في المحافظات القريبة مثل ديالى وكربلاء والديوانية وبابل، إضافة إلى قوى التغيير الديمقراطية والتيار الديمقراطي وشخصيات وطنية وديمقراطية وأعداد غفيرة من المواطنين”، لافتا إلى أن “التظاهرة شكلت معلما مهما وتأكيدا واصرارا جماهيريا على تحقيق مطالب العمال بالحريات وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهي لحظة وطنية أيضا لشحذ الهمم نحو الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، وبناء الدولة الديمقراطية المدنية التي ترتكز على اساس القانون والمؤسسات وتحقيق العدالة بما ينسجم مع تطلعات العراقيين”.

الصناعة الوطنية هي النجاح الحقيقي

وفي الأثناء، وصف عدنان الصفار، أمين عام اتحاد نقابات عمال العراق، المشاركة الجماهيرية الكبيرة في المسيرة بأنها “تعبير عن ديدن الشعب العراقي والطبقة العاملة العراقية، وتجسيد لتاريخها النضالي والتضحيات التي قدمتها على مدار عمرها الذي يصل إلى أكثر من تسعين عاما”.

وقال الصفار لـ”طريق الشعب”: إن الاحتفاء بهذه المناسبة في ظل حضور جماهيري لافت “يعكس وعي الشعب العراقي، وحيوية طبقتنا العاملة وحرصها على المضي في النضال والدفاع عن حقوقها وقضاياها الوطنية والطبقية ومصالحها المهنية”، مشددا على “النضال من أجل تطبيق قانون العمل لإنصاف جميع العمال العراقيين وأهمية قانون الضمان الاجتماعي في تلبية حاجاتهم”.

ومضى الصفار بالقول: “نؤكد مجددا دفاعنا عن الحقوق والحريات النقابية المشروعة التي أقرتها مواثيق العمل الدولية وصادق العراق عليها ولكن مع الأسف هناك من يحاول عرقلة هذه المكتسبات والحاق الضرر بالحركة النقابية العراقية من خلال تشريع قوانين جائرة وتعسفية لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها”، مبينا أن “المطالبات التي رفعها المتظاهرون في المسيرة لتفعيل الصناعة الوطنية، هي أساس وحقيقة عمل النقابات وكفاحها من أجل بناء صناعة قادرة تسهم بنهوض البلد”.

وبيّن الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق “وجود ما لا يقل 200 منشأة صناعية قادرة على الإنتاج ولكن يجري تعطيلها بسبب سوء الإدارة والمحاصصة وسباق الهيمنة والفساد ومحاولات خصخصة الشركات الوطنية وإلغاء دورها ليفقد العراق هويته بفقدانه صناعته الوطنية”.

العمل النقابي في القطاع العام

وطالب المتظاهرون بتشريع قانون حرية العمل النقابي في القطاع العام، مؤكدين أهمية صيانة واحترام الحقوق النقابية وعدم التضييق عليها، كما يجري منذ فترة من قبل جهات متنفذة.

ودعا صباح حسن، عضو اللجنة التنسيقية في شركات وزارة الصناعة والمعادن، إلى “تشريع القانون واقرار وتمرير كل القوانين الخاصة بانعاش الصناعة الوطنية وايقاف الاستيراد الهائل للبضائع الأجنبية مقابل ازدياد البطالة المقنعة ومعدلات البطالة بين الشباب”.

وقال حسن لـ”طريق الشعب”، إن تشريع قانون حرية العمل النقابي في القطاع العام أمر مهم جدا لأن “العراق ضمن الدول الموقعة على مواثيق حرية العمل النقابي مع منظمة العمل الدولية”، داعيا الرئاسات الثلاث إلى “تشريع قوانين تلبي طموح العراقيين باحياء الصناعة والزراعة، باعتبارهما أهم محورين لنهضة البلاد”.

*************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

العراق: تحديات أمنية وسياسية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

نشر موقع المعهد الإيطالي للسياسات الدولية (ISPI) مقالاً للأكاديمي إبراهيم مرعشي، حول التحديات التي تواجه العراق منذ سقوط الطاغية صدام حسين، أشار فيه إلى أن الكثيرين كانوا يصفون العراق في عهد صدام حسين بأنه جمهورية للخوف فيما باتوا يصفونه اليوم وبعد عقدين من القضاء على الدكتاتورية بجمهورية الفوضى.

نتائج الاحتلال

ورأى الكاتب بأن قيام الأمريكان، إثر احتلال البلاد، بحل شبكة الشرطة السرية والاستخبارات والوحدات العسكرية التي كانت تحمي جمهورية الخوف الصدامية، وذلك وفق الأمر رقم 2 الذي أصدرته سلطة التحالف المؤقتة في أيار 2003، والتلكؤات التي رافقت بناء قطاع أمني جديد وفعّال جراء الإستقطاب الطائفي والإثني وهيمنة منظومة المحاصصة على السلطة، قد منحت جهات فاعلة غير حكومية وعصابات الجريمة المنظمة والعشائر والأفراد فرصة ممارسة العنف خارج نطاق الدولة.

وعبّر الكاتب عن تصوره بأنه كان من الممكن أن يشكل إصلاح القطاع الأمني وعملية الحقيقة والمصالحة وسيلة أكثر استدامة لتحقيق نزع السلاح وإعادة تأهيل مئات الآلاف من الرجال العاملين لدى تلك الأجهزة الأمنية وإعادة دمجهم في المجتمع العراقي، مشيراً إلى أن الفشل في ذلك ربما وفر الأرضية لتجنيد الآلاف منهم في المنظمات الارهابية التي قاتلت النظام الجديد، كتعبير من البعض عن خيبة الأمل والشعور بالحرمان.

واضاف الكاتب بأن عدم حصر السلاح بيد الدولة وانتشار الفساد والبيروقراطية والمحسوبية وبعض الممارسات الطائفية والعرقية أدت إلى المزيد من التعقيد في تفاصيل اللوحة المعقدة اصلاً.

ماذا يحمل معه الغد؟

وحول استقرار البلاد في المستقبل، أشار المقال إلى أن عدم الاستقرار يوفر بشكل خطير، للجهات العنيفة غير التابعة للدولة، القدرة على فرض ارادتها على الناس. كما يؤدي تفاقم أزمة الجفاف والتغير المناخي إلى تجنيد المزيد من ضحاياها، في صفوف قوى السلاح المنفلت مما يشكل خطراً إضافياً على الاستقرار، مستنتجاً بأن الدولة العراقية القادرة على البقاء لا تحتاج في المستقبل إلى الاستثمار في قطاع أمني محترف فحسب، بل يتعين عليها أيضاً الاستثمار في الإدارة البيئية المستدامة لتجنب النتائج الأسوأ لتغير المناخ.

التحديات في الإقليم 

وحول الأوضاع في كردستان كتب سركوت شمس الدين مقالاً لموقع المجلس الاطلسي، أشار فيه إلى أن مقاطعة الحزب الديمقراطي الكردستاني للانتخابات المقبلة في الإقليم قد تؤدي إلى مأزق انتخابي، لاسيما بعد أن وصل الخلاف بينه وبين الاتحاد الوطني الكردستاني إلى نقطة الغليان.

ورأى الكاتب بأن الانتخابات، ورغم كل ما وجهت اليها من انتقادات، تعّد المصدر الوحيد للوحدة والشرعية في المنطقة، لما ستوفره من حل سلمي للخلافات بينهما، في ظل وجود وكالات أمنية وقوات عسكرية وإدارات مدنية منفصلة في طرفي الإقليم.

وبعد أن عدد المقال أهم القضايا المتعلقة بالانتخابات والتي تختلف حولها الاحزاب السياسية في الإقليم، كعدد المقاعد وعدد مقاعد الكوتا واستخدام البطاقة البايومترية حصراً في التصويت وتدقيق سجل الناخبين، والخشية من تراجع الأداء الانتخابي لبعض الأحزاب الكبيرة وغيرها، حذر من مخاطر عدم التوافق على حل يضمن التطور السلمي الديمقراطي للعملية السياسية في الإقليم، مما قد يجعل مستقبل استقراره السياسي على المحك.

*******************************************************************

عين على الاحداث

من المستفيد؟

تعرض حقل كورمور الغازي في جمجمال إلى هجوم بطائرة مسيرة، مما أدى لمقتل أربعة من عماله وجرح آخرين.

ورغم عدم إعلان أحد مسؤوليته عن هذا الهجوم الثامن على التوالي على هذا الحقل، الذي يوفر 67 بالمائة من الكهرباء في إقليم كردستان، يرى الخبراء بأنه محاولة لإجبار الإقليم على استيراد الغاز وزيادة معاناة مواطنيه من النقص في الطاقة قبيل الصيف وعرقلة النشاط الاستثماري المؤمل منه تطوير الإنتاج، والتأثير السلبي على مساعي حل المشاكل بين بغداد وأربيل، وهي مؤشرات على تورط جهات ذات أجندة سياسية من جهة وعلى فشل استخباراتي وأمني للمسؤولين من جهة اخرى.

بانتظار المزيد

أكدت وزارة الداخلية على نجاح جهودها الاستثنائية في فض 400 نزاع عشائري مسلح وغير مسلح خلال الربع الأول من العام الحالي، تلك النزاعات التي تعّد من أشد مظاهر تهديد السلم والأمن المجتمعي.

هذا وفيما يبارك الناس هذه الخطوات وينتظرون المزيد منها، يرون بأن حصر السلاح بيد الدولة وتجريم استخدامه والحزم في تطبيق القانون على الجميع، ورسم استراتيجية شاملة تتضمن جوانب سياسية واجتماعية وثقافية وتقترن بمكافحة البطالة والفقر والأمية والمخدرات وتحسين حياة السكان في الريف والمناطق الفقيرة، ضمان في الخلاص من هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة والمدمرة ومنع العودة لانتشارها من جديد.

يمكن عيب

تواصل الخلاف بين القوى السياسية التي تدعي تمثيل أحد المكونات العراقية بشأن منصب رئيس البرلمان، حيث شددت إحداها على التمسك بالمنصب ملوحةً بالانسحاب من العملية السياسية، في وقت تسعى فيه القوى الأخرى للحصول عليه، استناداً للزبائنية والتوفيقية التي تدار بها أعلى سلطات البلاد. هذا، وفيما يبقى المنصب الهام شاغراً منذ أشهر، في مخالفة صارخة للدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب، يبدو أن للاستئثار بالمغنم أولوية على مصالح الناس، وأن الاجتماع العلني الموسع الذي عقده رئيس دولة زار العراق مؤخراً، مع هذه القوى المتنفذة، لم ينجح في حل المشكلة أو التقليل من تعقيداتها.

ضجيج بلا حدود

أعلن المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان عن بلوغ نسب التلوث الضوضائي في محافظة بغداد 76 ديسبل، بارتفاع مخيف عن الحد الأعلى المعتمد عالمياً والمحدد بـ 45 – 55 ديسبل. وعزا المركز هذا الارتفاع بالنمو السكاني السريع وانتشار المعامل والورش الصناعية والزيادة الكبيرة في أعداد السيارات وانتشار المولدات الكهربائية إضافة إلى أصوات الطائرات. هذا وفيما يؤكد الأطباء على أن هذه الفوضى تعّد سبباً في فقدان السمع والإصابة بأمراض القلب والسكري واضطراب النوم وضعف الذاكرة وتأخر التعلم في مرحلة الطفولة، يتمنى الناس أن يخصص “أولو الأمر” بعضاً من أوقات عراكهم على المغانم، للبحث في التخفيف من هذه المصيبة.

اختنقنا

تصاعدت وبقوة شكاوى المواطنين من الاختناقات المرورية، التي باتت تشمل أغلب شوارع العاصمة وتمتد من الصباح الباكر وحتى ساعات المساء، مربكة حركة الناس وأعمالهم وقدرتهم على تنظيم أوقاتهم. ويعزو الكثيرون هذا التدهور في الحركة المرورية إلى اعتماد توقيتات جديدة للدوام الرسمي في وزارات ومؤسسات الدولة مؤخراً، مما تغيرت معه فترات ذروة الإزدحام من مرتين في اليوم إلى النهار بأكمله. هذا ويرى الناس بأن حل المشكلة يكمن في إعادة الحياة للنقل العام، وإعمار الشوارع وتطهيرها من التجاوزات وتنظيم عملية استيراد السيارات وترقين السيارات القديمة وتوفير باصات كبيرة لنقل الموظفين والطلبة (الخطوط) بدلاً من السيارات الصغيرة.

*******************************************************************

الصفحة الرابعة

 

وسط واقع صحي متردٍ الإيدز في العراق.. 5 إصابات بين كل 100 ألف نسمة!

متابعة – طريق الشعب

يسجل العراق أقل من 5 إصابات بمرض العوز المناعي المكتسب (الإيدز) بين كل 100 ألف نسمة، وهذا الرقم قليل – حسب وزارة الصحة. فيما تؤكد منظمة الصحة العالمية أن البلاد لا تزال ضمن مناطق التوطن المنخفض لهذا المرض.

ويعتبر الإيدز من الأمراض الخطرة المنتشرة في عموم أنحاء العالم، وإلى الآن لم يتم التوصل لعلاج فعّال يوقف الفيروس المسبب للمرض.

وبين فترة وأخرى تُعلن محافظات عديدة، بما فيها محافظات إقليم كردستان، تسجيل إصابات  بالإيدز، آخرها ما أعلنت عنه صحة بابل يوم الجمعة 26 نيسان الفائت، بتسجيل 27 إصابة منذ بداية العام الجاري. فيما تؤكد صحة النجف أن الفيروس لا تخلو منه أي محافظة.

ولا يبدو النظام الصحي في العراق قادرا على مواجهة هذا النوع من الفيروسات الخطيرة، في الوقت الذي يعاني فيه أزمات متعددة، بين نقص الدواء والكوادر والأجهزة الطبية الحديثة، وقلة المؤسسات الصحية مقارنة بعدد السكان، وعدم تطوير نظام الرعاية الصحية وتحديثه بالشكل الذي يواكب التطور الحاصل في العالم.

متى ظهر المرض في العراق؟

حسب الجهات الصحية العراقية، فإن الإيدز ظهر للمرة الأولى في البلاد عام 1986 نتيجة استخدام عدد من المواطنين المصابين بنزف الدم الوراثي، دواء مستوردا من فرنسا كان ملوثا بالفيروس، ما انتقل إلى 286 شخصاً. إذ تعاقدت وزارة الصحة وقتها مع “شركة ماريو” الفرنسية لتوريد الدواءين “فاكتر 8” و”فاكتر 9”، اللذين يعملان على تخثر الدم لمرضى الهيموفيليا. وحينما تلقى المرضى العلاج في مستشفيات بغداد، سرعان ما أصيبوا بالإيدز، فبدأوا يموتون الواحد تلو الآخر.

واتضح في ما بعد أن الشحنة التي أرسلتها الشركة الفرنسية كانت مُحمّلة بدم ملوّث بالإيدز، فسجل العراق في العام نفسه أول إصابة بهذا المرض، في وقت لم يكن يمتلك فيه أي برنامج خاص بعلاج هذا المرض، فتفشت العدوى بين المرضى الذين نقل إليهم الدم الملوّث.

وقبل 5 سنوات كانت نسبة الإصابات في عموم المحافظات لا تتجاوز 124 إصابة - حسب إحصاءات رسمية - وكانت تلك الإصابات تحت السيطرة، غير أن تراجع الواقع الصحي في عموم البلاد ساهم بنحو متسارع في زيادة الإصابات بدرجة كبيرة.

الصحة تُطمئن

من جهته، يقول المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، أن “العراق يسجل أقل من 5 إصابات بالإيدز لكل 100 ألف نسمة، وهي أرقام قليلة، لكن هذا لا يعني أننا نقلل من خطر الفيروس، بل نحرص على التعامل مع كل حالة مصابة بجدية لمعرفة سبب الإصابة وعلاجها”.

ويوضح في حديث صحفي أن “ما يتداول حول تسجيل أكثر من ألفي إصابة هذا العام غير صحيح، بل هي مجموع 40 عاماً، وستعلن إحصائية عام 2024 في بداية العام المقبل”.

ويؤكد ان “الأرقام المسجلة في العراق هي الأقل في العالم والمنطقة. حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أن العراق كان ولا يزال ضمن مناطق التوطن المنخفض لمرض العوز المناعي”.

ويدعو البدر المصابين بالمرض إلى “عدم التخوف ومراجعة مراكز الاختصاص الحكومية لغرض علاجهم والاستمرار في الحياة بشكل طبيعي. فلا يوجد أي حجر لهم أو أي تخوف من الناحية الأمنية، فالأمر طبيعي”.

البعض لا يعترف بالحقيقة!

وكانت دائرة صحة بابل قد أعلنت الجمعة الماضية، أن “الإصابات المسجلة بالمرض في بابل خلال هذا العام، بلغت 27 إصابة”. فيما يبيّن مدير إعلام الدائرة، لؤي عبد الأمير، أن “أكثر هذه الإصابات جاءت - بحسب ادعاء المصابين - نتيجة السفر ومراجعة مراكز التجميل والأسنان في لبنان وغيرها، وقد تكون نتيجة اتصال جنسي أيضاً، لكن لا أحد يعترف بذلك”.

ويضيف في حديث صحفي أن “الوضع ليس وباءً، ولا توجد حالات خطيرة أو في تزايد، كما أن العلاجات متوفرة في مستشفى الإمام الصادق التعليمي”.

لا تخلو محافظة من الايدز

بدوره، يشير مسؤول إعلام دائرة صحة النجف ماهر العبودي، إلى أن “الإيدز لا تخلو محافظة منه، لكن لا استطيعُ إعطاء إحصائية رسمية إلا بعد التأكد من عدد المصابين المسجلين في دوائر صحة النجف”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا: “أما بخصوص ما تمت إثارته قبل 3 سنوات بانتقال الفيروس عن طريق أكياس الدم، فإن المرض من الناحية العلمية والفسلجية لا ينتقل بهذه الطريقة، ولم يتم تسجيل أي حالة إصابة بهذا الشأن”.

ويتابع قائلا أنه “قبل 3 سنوات كانت هناك مصابة بالثلاسيميا وأصيبت بالإيدز بعد تلقيها الدم في تركيا، حيث تبيّن أن المتبرع لها كان مصابا بالفيروس وجاءت العدوى منه. أما موضوع أكياس الدم فهذا غير موجود إطلاقاً في الحالات المسجلة في المحافظة”.

ويلفت العبودي إلى انه “قبل 6 شهور تم افتتاح مركز لعلاج الايدز في مستشفى الأمل في المحافظة، يضم مختبرا خاصا وعيادة اسنان لمعالجة مرضى الايدز”.

ألفي إصابة في ذي قار!

تنقل وكالة أنباء “شفق نيوز” عن مصدر طبي في ذي قار، قوله أن “إصابات الإيدز الموثقة في سجلات دائرة صحة ذي قار تبلغ 200 إصابة غالبيتها لأشخاص أعمارهم دون الـ45 عاماً، أي ضمن فئة الشباب”، لافتاً إلى أن “هذا الرقم يضرب بـ10 للأشخاص غير المسجلين بشكل رسمي ما يعني وجود 2000 مصاب بالمرض يتجول في المحافظة دون أي علاج”!

ويشير المصدر الذي حجبت وكالة الأنباء اسمه، إلى أن “غالبية الإصابات كانت لأشخاص زاروا جمهورية أذربيجان في وقت سابق، حيث تعتبر هذه الدولة مصدراً للمرض”، موضحاً أن “ذي قار كانت لديها إصابتان فقط مسجلتان بشكل رسمي قبل 15 عاماً، إلا أن الانفتاح على بقية الدول والسفر أدى لهذا الارتفاع المرعب في أعداد المصابين”.

الإيدز في كردستان

أما في كردستان، فقد أعلنت وزارة الصحة في حكومة الإقليم مطلع كانون الأول الماضي، عن تسجيل 72 إصابة جديدة بالإيدز أغلبها من الأجانب، خلال عام 2023.

وقالت الوزارة في بيان صحفي ان الجهات المعنية في الإقليم وضمن برنامج السيطرة لعام 2023، قامت بإجراء 598 ألف فحص لفيروس HIV ، شمل أجانب ومتبرعين بالدم ومقبلين على الزواج وعاملين في أماكن سياحية وموقوفين ومصابين بمرضي الثلاسيميا والتهاب الكبد الوبائي، مبينة أنه تم اتخاذ الإجراءات بحق المصابين، وبالنسبة للأجانب تمت إعادتهم إلى بلدانهم.

*******************************************************************

13 عاما وشباب الهندية ينتظرون إكمال مبنى منتداهم!

متابعة – طريق الشعب

في العام 2011 أحالت وزارة الشباب والرياضة مشروع بناء منتدى شباب قضاء الهندية في محافظة كربلاء، إلى شركة مقاولات لغرض تنفيذه، ما غرس الأمل في نفوس شباب القضاء، الذين تمنوا كثيرا أن يساهم هذا المنتدى في احتضان نشاطاتهم وفعالياتهم، فصاروا ينتظرون إكمال بنائه على أحر من الجمر!

لكن المشروع تلكأ وتوقف، ولم يُنجز من مبناه سوى هيكله الذي أصبح مكبا للنفايات ومأوى للحيوانات السائبة، ناهيك عن الأضرار التي لحقت به كونه غير محمي من عوامل الطقس.

ويضم المبنى غرفا وقاعات مخصصة لألعاب كرة السلة والطائرة وكرة القدم الخماسية. كما يضم مسبحا.  وكان النائب عن محافظة كربلاء زهير شهيد، قد ذكر في حديث صحفي أن كلفة المشروع الذي يقع في “حي الحسين” في مركز القضاء، بحدود 5 مليارات دينار، وان الشركة المنفذة، وتدعى “شركة الوصايا”، تلكأت في التنفيذ، لذلك شرعت وزارة الشباب والرياضة عام 2019 بإنهاء العقد معها.

من جانبه، قال المواطن اياد سماوي، أن “المبنى أصبح وكرا للحيوانات السائبة ومكبا للنفايات”، مشيرا إلى ان “المشروع يقع بالقرب من مدرسة ابتدائية، وان انتشار الحيوانات السائبة في هذا المكان يشكل خطرا على التلاميذ.

لذلك نتمنى على الأقل أن تتم إحاطة المبنى بسياج، لمنع دخول الحيوانات إليه”.

***************************************************************

السرّاجي – أبو الخصيب لا مجارٍ ولا شوارع معبّدة

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي منطقة السرّاجي في قضاء أبي الخصيب جنوبي البصرة، من افتقار منطقتهم لخدمات البنى التحتية، مبينين أن المنطقة لم تشمل بمشاريع الإعمار، ولا تزال بلا شبكة مجارٍ ولا شوارع معبّدة، بالرغم من كون أراضيها طابو صرف. 

ويوضحون في حديث صحفي، ان سكان المنطقة، وتحديدا الذين تقع منازلهم بالقرب من “جامع الحمد”، حاولوا أن يجمعوا أموالا في ما بينهم لغرض تصليح شارعهم، لكن بعض الأهالي رفضوا، لكون ارتفاع منازلهم أقل من الشارع. لذلك يستعرضون للضرر في حال تعمير الشارع، مبينين أن الإعمار يجب أن يتم وفق خطط حكومية مدروسة لا تسبب أي أضرار لمنازل السكان.

ويؤكد الأهالي ان شوارعهم تغرق بمياه الأمطار في الشتاء، وتتطاير منها الأتربة في الصيف، مطالبين الحكومة المحلية بشمول منطقتهم بمشاريع الإعمار، شأن غيرها من المناطق.

**************************************************************

مركز صحي بغدادي  يقدم خدماته في منزل مستأجر!

متابعة – طريق الشعب

منذ 10 سنوات يقدم المركز الصحي في حي الداخلية ببغداد، خدماته في موقع بديل مستأجر. فمبناه الرئيس أعيد بناؤه منذ 10 سنوات، لكنه لم يُفتتح حتى الآن، بسبب عدم تزويده بالطاقة الكهربائية!

أما المنزل، فقد طالب صاحبه إدارة المركز، قبل نحو أسبوع، بإخلائه، الأمر الذي دفع إلى انتقال المركز لموقع بديل آخر، داخل “مركز اليرموك” الصحي!

وأثار نقل المركز من موقع إلى آخر، استياء كوادره وأهالي الحي والأحياء المجاورة. فهذه المؤسسة تقدم خدمات صحية لنحو 30 ألف نسمة من سكان 5 أحياء مجاورة.

وتنقل وكالات أنباء عن أحد موظفي المركز قوله، أن “مركزنا يُعنى بطب الأسرة، وتتوفر فيه لقاحات، ويقدم الرعاية للحوامل، وخدمات طبية مختلفة للأهالي”، موضحا أن “البناية الأًصلية، وهي مؤلفة من 3 طوابق، مُغلقة منذ ما يقارب 10 سنوات رغم اكتمال بنائها وتوفر مستلزماتها. إذ تنقصها فقط محولة كهرباء”. 

ويطالب الموظف الجهات المعنية، بتزويد المبنى الجديد بمحولة كهرباء وافتتاحه “فالمركز يديره 125 منتسبا من كوادر صحية وإدارية وأطباء وصيادلة”.

من جانبه، يقول المواطن ياسين إسماعيل، أن “المبنى الرئيس للمركز، والذي يقع في المحلة 614، مكتمل البناء، لكن افتتاحه متوقف على توفير محولة كهرباء”، مبينا في حديث صحفي أن “المركز يخدم نحو 30 ألف مواطن من سكان المحلات 602 و604 و606 في حي القادسية، والمحلتين 614 و618 في حي اليرموك”.

ويلفت إلى ان “الموقع البديل للمركز في مركز اليرموك الصحي، عبارة عن مخزن، وهذا غير لائق أبدا”! إلى ذلك، تنقل وكالات أنباء عن مصدر في “شركة به رزيار” للمقاولات، العاملة في جباية رسوم الكهرباء، قوله أنه “تم إجراء كشف لمبنى المركز الجديد، لبيان نوع التغذية الكهربائية المناسبة له. وقد توصلنا إلى انه يحتاج إلى محولة سعة 400 kva”.

*************************************************************

مناطق غربي بغداد تعاني العطش!

متابعة – طريق الشعب

تعاني منطقة المحيريجة الثانية، التابعة لقضاء أبو غريب غربي بغداد، شح مياه الشرب. وبالرغم من ارتباط المنطقة بشبكة الإسالة، إلا ان المياه لا تصل إليها بسبب تلكؤ العمل في مشروع خزان المحيريجة الكبير.

ويقسم الخط السريع منطقة المحيريجة إلى جزأين، الأول يصل إليه الماء بنسبة جيدة،  بينما الثاني لا يصله حتى ماء الري – وفقا للأهالي. أما مناطق السميلات والزجالية والزكم التي تقع ضمن ناحية عقرقوف، فهذه لا يصل إليها الماء إطلاقا.

من يمتلك سيارة من أهالي تلك المناطق يقوم بجلب الماء المفلتر من محطات التصفية. أما الذي لا يمتلك سيارة فسيضطر إلى شراء الماء من أصحاب التناكر، بسعر 10 آلاف دينار لكل ألف لتر.

في حديث صحفي، يقول محمد حسن، وهو من سكان المحيريجة الثانية، أن “المياه لا تصل إلى أنابيب الإسالة. وقد ناشدنا مرارا علاج هذه المشكلة، لكننا لم نلق استجابة”.

فيما يقول سيف النعيمي، وهو من سكان السميلات، أن “أهالي السميلات والزجالية والزكم، يعانون منذ 20 سنة انقطاع مياه الشرب صيفا وشتاء”، موضحا في حديث صحفي أن هذه المناطق تضم 5 مدارس خالية من المياه.

ويلفت إلى انه “سئمنا من المناشدات. فنحن في عام 2024 والحكومة عاجزة عن توفير ماء الشرب لمناطقنا”!

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في قسم ماء بوابة السلام، قوله ان “خزان المحيريجة الكبير تمت إحالته للشركة المنفذة وهناك تلكؤ بسيط في العمل، والسبب هو أن الشركة ذاتها تعمل على تنفيذ خزان الدرويشية”.

****************************************************************

مواطنون طالبوا بمعمل لتدويرها النفايات تتراكم  في شوارع العمارة

متابعة – طريق الشعب

طالب مواطنون في مدينة العمارة، الحكومة المحلية بإنشاء معمل لتدوير النفايات، من أجل انتشال مدينتهم من واقعها “المزري”، مبينين ان النفايات تتراكم في الشوارع العامة وأزقة الأحياء السكنية، في حين تعجز البلدية عن حل هذه المشكلة التي تتفاقم باستمرار – على حد قولهم.

وأوضحوا في حديث صحفي، أنهم يأملون إنشاء معمل لتدوير النفايات، مؤكدين أن مشكلة تراكم الأزبال في الطرقات خلفت أضرار صحية ونفسية وبيئية على السكان، في الوقت الذي يُفترض فيه أن تتحول ميسان إلى محافظة عصرية، على اعتبار انها من المحافظات النفطية  البارزة!

وكان مواطنون قد شكوا في وقت سابق من تراكم النفايات قرب كراج العمارة القديم وعلوة الطحين والمخضر القديمة وقرب المدينة الترفيهية.

وطالبوا الجهات المعنية، بالإسراع في رفع النفايات ونقلها بعيدا عن المدينة.

********************************************************************

مواساة

  • تنعى المختصة المندائية للحزب الشيوعي العراقي الشخصية الوطنية الرفيق سلام عودة السليم (أبو اوس)، الذي توفي في هولندا إثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه. 

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق علي طالب حسن التميمي (ابو رقية)، الذي توفي اثر وعكة صحية مفاجئة.

وكان الفقيد مناضلا وفيا لحزبه حتى آخر لحظة في حياته.

له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه وأصدقائه الصبر والسلوان.

*********************************************************

الصفحة الخامسة

 

نقابيون يدعون لتوحيد المطالب واشراكهم في صياغة السياسات والخطط  في عيد العمال العالمي تحديات كثيرة تحيط يئة العمل في العراق

بغداد – تبارك عبد المجيد

أفرزت المتغيرات الاقتصادية التي شهدها خلال السنوات الأخيرة، ضغوطا وتحديات كبيرة على بيئة العمل في العراق، ما ادى الى فقدان الكثير من العاملين لمصادر رزقهم، بينما لم يعد منهم قادرا على تلبية متطلبات المعيشة في ظل تدني مستوى الأجور، في مقابل ساعات العمل الطويلة.

سياسات خاطئة

يقول الخبير الاقتصادي إبراهيم الشمري في مناسبة عيد العمال العالمي، إنّ «مناسبة الأوّل من أيار الموظفين تحمل مفارقة كبيرة: الموظفون ينالون العطل، في حين العامل يذهب إلى العمل».

ويضيف الشمري في حديث مع «طريق الشعب»، أنّ «الحكومة مقصرة في تشريع القوانين التي تنصف العمال. كم أن هناك تقصيرا في تطبيق التشريعات، الأمر الذي أدى إلى تفاقم مشاكل البطالة والفقر، وضعف وإهمال القطاع الخاص الذي يضم غالبية الشرائح العاملة في المجتمع».

ويقترح المتحدث وضع سياسات اقتصادية يشارك في صياغتها العمال وأصحاب الشأن، لتحسين مستوى معيشتهم والارتقاء بوضعهم العام، مشيرا الى أن «عدم تطبيق مؤسسات القطاع الخاص للقوانين والتعليمات النافذة، سبّب ضياعا لحقوق العديد من العمال.

ويدعو الشمري الحكومة الى الزام أرباب العمل بتسجيل عمّالهم في الضمان الاجتماعي، وخلق فرص عمل للعاملين العاطلين، انتشالهم من البطالة.

ويتزايد عدد العمال الأجانب في العراق، وبحسب الإحصائيات، هناك أكثر من مليون عامل أجنبي في البلاد، 7 بالمائة منهم فقط حصلوا على تصاريح عمل من وزارة العمل.

وبحسب لجنة العمل في البرلمان، فإن أكثر من 4.2 مليار دولار تدفع سنويا للعمال الأجانب بالعملة الصعبة يتم تهريبها إلى الخارج، ما كان له تأثير سلبي على القطاع المالي والاقتصاد العراقي.

تحديات لا تنتهي

وتتحدث الناشطة العمالية منار جبار (عضو اتحاد نقابات عمال العراق) عن وضع العامل العراقي في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وانتشار البطالة وارتفاع معدلات الفقر بين الشباب.

وتقول جبار لـ «طريق الشعب»، إن أحد أبرز التحديات التي يواجهها الشباب يتمثل في صعوبة إيجاد فرص عمل، في ظل غياب العدالة الاجتماعية وتزايد متطلبات المعيشة.

وتردف كلامها بأن التحديات لا تنتهي مع الحصول على فرصة عمل، بل تظهر انتهاكات وتحديات كبيرة في بيئات العمل المختلفة، لا سيما القطاع الخاص، مبينة أن تلك الانتهاكات تشمل «قلة الأجور، ساعات العمل المُطوَّلة، الاعتداءات وانتهاك حقوق الانسان والعمل، وغيرها.

وفي ما يتعلق بالسياسات الاقتصادية التي تُعلن عنها الحكومة، تقول جبار إنها تظهر من الناحية الإعلامية كأدوات لتحسين أوضاع العمال، مثل تشريع القوانين أو السعي لتشريعها، لكنها في الواقع لم تسفر عن تحسن ملموس في وضع العمال في البلاد، مطالبة بـ»إعادة تشغيل المعامل المتوقفة منذ سنوات وتفعيل القطاع الزراعي، بهدف تحسين وضع العمال الاقتصادي».

ضغط على بيئات العمل

وعن مساهمة العمّال في رسم السياسات العامة تشير جبار إلى «وجود بعض المساهمات من اتحادات ونقابات العمال في صياغة بعض الاستراتيجيات الاقتصادية»، مردفة «لكنها مساهمات محدودة».

وترى جبار أن «المتغيرات الاقتصادية التي شهدتها البلاد ساهمت بشكل كبير في تدهور مستوى المعيشة وارتفاع معدلات البطالة والفقر، وأيضًا في خلق ضغوط على بيئات العمل».

وتعتبر جبار عيد العمال العالمي «فرصة مهمة لتسليط الضوء على المشاكل والتحديات التي يواجهها العمال، بالإضافة إلى التأكيد على مطالبهم»، مشددة على ضرورة «توحيد المطالب من قبل النقابات والاتحادات العمالية، وترويجها إعلامياً، وتعزيز المشاركة الواسعة في فعاليات الاحتفال بيوم العمال العالمي في الأول من أيار».

تحسين أجور العمال

فيما يقول المتحدث باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، نجم العقابي أن «الحكومة سعت لتشريع عدد من القوانين التي تهدف الى تحسين واقع العمال، مثل الضمان الاجتماعي؛ الذي يستهدف تحسين اجور العمال وفرض عدد ساعات عمل محددة، بالإضافة الى وجود بعض المخصصات والامتيازات، كالضمان الصحي».

ويضيف العقابي في حديث خصّ به «طريق الشعب»، أن «قانون العمل الجديد أنصف المرأة العاملة، وتم تخفيض نسبة العجز الصحي خمس درجات، حيث كان ٣٥ في المائة «، مشيرا إلى «وجود ضمان اختياري في قطاعات العمل غير المنتظمة».

ويؤكد العقابي، ان «جميع القوانين تصب في مصلحة العامل، منها قانون العمل العراقي النافذ رقم ٣٧ لسنة ٢٠١٥».

*********************************************************

1920 – 1958من سفر الانتفاضات والإضرابات العمالية

بغداد ـ طريق الشعب

24 أيار 1920: سقوط أول شهيد عمالي عراقي في بغداد والذي شيعته الجماهير في اليوم الثاني ومنحته لقب شهيد الوطن.

1927: أول إضراب كبير منظم للعمال في بغداد، نفذه عمال السكك في الشالجية، ويعّد باكورة الحركة النقابية العمالية البروليتارية في العراق، وأسفر عن تأسيس أول نقابة عمالية العام 1929.

كانون الاول 1930: إضراب ألف عامل من عمال السكك الحديد لمدة 3 أيام مطالبين بزيادة اجورهم.

5 تموز 1931: انطلاق الإضراب العام في العراق، والذي توسع في مواجهة قمع دموي مارسته قوى الأمن ضد الناس العزّل، وكان من أبرز قادة الإضراب في المنطقة الجنوبية يوسف سلمان يوسف (فهد) وحسن عياش وعبد الجبار حسون. وفي نفس الشهر أضرب 1200 عامل من عمال السكك الحديد للإضراب في بغداد والبصرة، ورافقت الإضراب مظاهرات جماهيرية داعمة له، قمعتها السلطات بوحشية.

1933: قاد العمال مقاطعة في كل مدينة بغداد لشركة الكهرباء الاستعمارية، دامت 20 يوماً.

الاول من تموز 1946: أضرب عمال النفط في كركوك، مدعومين من جماهير واسعة، مرددين شعاراتهم بالعربية والكردية والآثورية والتركية والارمنية، وقد تم قمعهم بالحديد والنار فحدثت مجزرة كاورباغي، التي استشهد فيها العديد من الشهداء.

كانون الثاني 1948: واستجابة لوثبة كانون المجيدة، أعلن العمال إضراباً عن العمل، ورفعوا رايات الوثبة ومضوا بها إلى الظفر بإسقاط معاهدة بورتسموت الإسترقاقية مع المستعمر الإنكليزي.

شباط 1948: أضرب عمال النفط في عين زالة لمدة عشرة أيام محققين مطالبهم المشروعة.

نيسان 1948: أجبر عمال السفن والكهرباء وإسالة الماء وعمال الأرصفة في البصرة السلطات على الاستجابة لمطالبهم خلال إضراب لم يدم سوى يوم واحد. وفي نفس الشهر، أضرب عمال النفط في حديثة والمحطات الأخرى مطالبين بالاعتراف بحق التنظيم النقابي، وحظي الإضراب بمساندة الفلاحين وجميع الكادحين من سكنة حديثة وقراها مادياً ومعنوياً، خاصة بعد تحول الإضراب إلى مسيرة إلى بغداد دامت ثلاثة أيام، وجوبهت للأسف بالإحكام العرفية، فأوقفت المسيرة وتم اعتقال قادة الإضراب ومنظميه، دون ان يتمكن النظام من كسر إرادة العمال.

1949: أضرب عمال بواخر الحفر لمدة ثلاثة أيام، نالوا من خلاله مطالبهم.

شباط 1950: إضراب شركة النفط في البصرة وشركة كري مكنزي في البصرة (الدوكيارد) لمدة تسعة أيام وفازوا بمطالبهم.

1950: إضراب عمال شركة الغزل والنسيج العراقية في بغداد، الذي دام 12 يوماً واستطاع العمال فرض نقابتهم في التفاوض عنهم وفازوا بإلغاء نظام العمل بالقطعة مع زيادة في الأجور اليومية. وقد قامت الحكومة بإحراق مقر النقابة انتقاما منهم.

شباط 1951: اضرب (2000) عامل في شركة نفط البصرة لمدة (13) يوما وفازوا ببعض مطالبهم كما أضرب في بغداد عمال النسيج في معامل فتاح باشا وصالح إبراهيم في الكاظمية والاعظمية لمدة (3) أيام وفازوا بإلغاء قرار تسريح العمال وحققوا زيادة في الأجور.

نيسان 1951: أضرب (400) عامل نسيج في المعامل اليدوية في النجف. كما تم في 14 تشرين الثاني من نفس العام إعلان الإضراب العام تأييداً للشعب المصري في نضاله الوطني. وأضرب جميع عمال النسيج الآلي واليدوي وجميع عمال السكاير في بغداد، كما أضرب عمال شركة كري مكنزي والميكانيك في البصرة تلبية لنداء مكتب النقابات الدائم.

10 كانون الثاني 1952: أغلق المكتب الدائم لمجلس نقابات العمال.

في حزيران 1952: قاد الشيوعيون إضراب العمال العراقيين في قاعدة الحبانية الحربية، واستشهد في الإضراب عامل عراقي وجرح عدد كبير وتم إبعاد 4 عمال من البلاد. ثم أضرب 9000 عامل لمدة ثلاثة أيام في القاعدة البريطانية (الشعيبة) في المعقل في لواء البصرة.

في 23 آب 1952: اضرب (3000) عامل في الميناء (المعقل) لمدة ثلاثة أيام مطالبين بزيادة الأجور وايقاف الفصل الكيفي والانتهاكات وتحسين شروط العمل ولكن السلطات الرجعية وأجهزتها القمعية نفذت مجزرة وحشية في اليوم الثاني ضدهم، قتل فيها ثلاثة عمال وجرح ثلاثة آخرون. وساندت جماهير البصرة المسيرة وكذلك ساندها الحزب الشيوعي العراقي في بغداد، مما ساهم في تحقيق العمال لمطالبهم ماعدا تأسيس النقابة.

شباط 1952: أضرب ألف عامل في الفاو ولمدة ثلاثة أيام فازوا بزيادة أجورهم ورفض طلبهم بالعمل نصف دوام يوم الخميس. كما أضرب 600 عامل في شركة الدخان الأهلية. ونفذ إضراب سياسي دعماً لانتفاضة تشرين.

آيار 1953: أول إضراب بين عمال مشروع مصفى النفط في الدورة، فاز العمال ببعض مطالبهم. وفي نفس السنة أضرب عمال السكك ليوم واحد احتجاجا على تأخير دفع رواتبهم فحققوا فيه مطلب عدم تأخير دفع الرواتب. ثم أضرب عمال اللاسلكي في الميناء لمدة تسعة أيام حتى تحققت اغلبية مطالبهم. وقبيل نهاية العام أضرب عمال نفط البصرة، الذي واجهته الشرطة بالرصاص الحي فجرحت العديد من العمال. واحتجاجاً على القمع، نظم الحزب الشيوعي إضرابا عاما في البصرة، جابهته السلطات بالقمع والاعتقالات والنفي لسجن السلمان الصحراوي. وتضامناً مع المضربين، أعلن عمال مصلحة نقل الركاب إضراباً لمدة أربعة أيام كما قدموا مطالبهم وفازوا بها. وأضرب كذلك عمال شركة تاجريان الهندسية في البصرة تأييداً لعمال النفط وفازوا بمطالبهم الخاصة. وأضرب ايضاً عمال الكوكا كولا لمدة يومين وعمال شركة التجارة والمقاولات (البرزون) في البصرة ليومين وعمال شركة هولواي لأربعة أيام.

في 16 كانون الأول 1953: إضراب عمال السكاير الذي هاجمته الشرطة بالسلاح وأخرجت العمال المعتصمين و جرحت عدداً منهم واعتقلت العشرات وأغلقت المعامل كما احتلت مقر النقابة. وأعاد العمال الإضراب مطالبين بفتح نقابتهم وزيادة أجورهم وانتهى الإضراب بعد منتصف الليل بعد تعهد الوزير بتلبية الشروط. لكن العمال عادوا للإضراب بعد ان نكث الوزير بوعوده، فهاجمتهم الشرطة وقطعت عنهم الماء والكهرباء والطعام، لكنهم كسروا الحصار بالدعم الجماهيري وحققوا مطالبهم.

نيسان 1954: إضراب عمال مطبعة الرابطة للمطالبة بزيادة أجورهم، وإضراب عمال قسم النساجين في شركة صناعة الجوت لنفس الهدف.

نيسان 1955: إضراب عمال القاعدة الحربية في البصرة (الشعيبة) عن العمل مطالبين بإعطائهم (المنحة) أسوة ببقية العمال، وقام القائد الانكليزي بقمعهم. كما أضرب عمال شراكة (دورمن) الانكليزية المتعهدة ببناء جسر الهندية الحديدي.

آذار 1957: إضراب عمال الجص في عكركوف من أجل زيادة أجورهم، وعمال معمل نسيج الوصي احتجاجا على تخفيض أجورهم، وعمال الكونكريت في شركة المنصور.

نيسان 1957: إضراب العمال الزراعيين في المزارع الحكومية ((النموذجية)) في حقول أبوغريب.

آيار 1957: إضراب عمال شركة الغزل والنسيج العائدة للوصي، وعمال (البلوكات) في شركة (زبلن) في تكريت، وعمال معمل الطابوق العائد إلى عبد الحميد عريم في الرمادي.

***************************************************************

الصفحة السادسة

لماذا الأول من أيار؟

ابراهيم العبيدي

كان لظهور عصر التنوير في القرن الثامن عشر أثره على قيام الثورة الصناعية في أوربا، تلك الثورة التي أتت على الأفكار الدينية وانتقلت بالعالم من عصر الأفكار القديمة إلى عصر التصنيع، وتحولت الحياة الاجتماعية من الإيمان بالغيبيات وما لها من تخدير لقوى العالم المادية إلى عالم ينتج الخيرات ويحول الخامات إلى سلع يتداولها الناس، وقد كان لأفكار الاقتصاديين التقليديين أثرها في تكوين الرأسمال وتحوله إلى عدو لدود للقوى البشرية العاملة مستغلا قوة عملها في تحقيق فائض القيمة التي اكتشفتها الماركسية لتتحول أفكارها إلى معين يمد تلك القوى المنتجة بالقوة للدفاع عن مصالحها، وهكذا تشكلت أولى اتحادات العمال، حيث يقول ماركس في كتابه بؤس الفلسفة (ص١٦٧ ، ١٦٨ طبعة بيروت ) إن أولى محاولات العمال ليجتمعوا مع بعضهم كانت بشكل اتحادات، وأن الأحوال الاقتصادية حولت مجموعة سكان القرى إلى عمال، وخلق اتحاد رأس المال لهذه المجموعة حالة عامة ومصالح عامة، وهذه المجموعة بحد ذاتها طبقة ضد الرأسمال، ففي هذا الصراع تتحد هذه المجموعة وتشكل طبقة لنفسها وتصبح المصالح التي تدافع عنها مصالح طبقة. لكن صراع طبقة ضد طبقة يكون صراعا سياسيا، وقد تجسدت أفكار ماركس هذه في حركات العمال الثورية التي بدأت في أوربا الغربية، وقد كانت الشرارة من مدينة برمنجهام والتي تعد أول مدينة صناعية في العالم، تلتها مانشستر مركز صناعة النسيج.

بدأت الحركة العمالية في بريطانيا على يد النقابات ومجموعة سياسية ناشطة أطلق عليها اسم شهداء تولبودل ( artyrs of tolpuddle ) للفترة من العام ١٨٤٨٠١٨٣٨ والتي شكلت بدورها نواة لما عرف بالحركات الجارتية، أو الحركة الميثاقية (chartisim  )  مشتقة من كلمة ميثاق بالإنكليزية، وكانت هذه الحركة تنادي بالإصلاح السياسي تحت راية ميثاق الشعب، وهي أول حركة عمالية حاشدة في العالم،  وكان لانتشار أفكار هذه الحركة وصدور البيان الشيوعي عام ١٨٤٨ الذي جاء فيه ما يحرض العمال على الثورة، حيث جاء في هذا البيان، بيد أن البرجوازية لم تصنع فحسب الأسلحة التي تؤدي بحياتها بل أنجبت الرجال الذين يستعملون هذه الأسلحة، العمال العصريين أو البروليتاريين، ولقد أخذت هذه الحركات تتبلور وتتنظم ليظهر عنها أول أشكال التنظيم النقابي، ولعل الاستغلال الرأسمالي البشع للشغيلة وإنكار دور قوة عملها وما لهذه القوة الإنتاجية من دور مهم في نمو المصانع وتراكم الرأسمال، وفد تشكلت التنظيمات العمالية بفعل عوامل وحدة الظروف الإنتاجية، أو ما أطلقت عليه الماركسية، بالطبقة العاملة، والتي وحدها التنظيم النقابي الجديد الذي رفع العلم الأحمر لأول مرة في التاريخ والذي نال تأييد الحركات الاشتراكية الدولية والذي انتقل بدوره إلى العالم الجديد مع هجرة البريطانيين إلى القارة الأمريكية، وبعد قيام النهضة الصناعية في الولايات المتحدة انتقلت أمراض الرأسمالية إلى هذه البلاد بعد توحيدها والقائمة على الاستغلال الرأسمالي للطبقة العاملة، وكان لطول ساعات العمل وسوء ظروف هذا العمل وقلة الأجور والتي كانت جميعها تحوم حول أجر الكفاف، إذ كان العامل يتقاضى ١.٥ دولار ليوم عمل كامل طوله ١٠ ساعات، وبسبب عدم توفر الضمان الصحي أو الأمن الصناعي، بسبب هذه العوامل مع الانتشار الواسع للفكر اليساري في العالم الجديد، فقد دعا اتحاد نقابات العمال في الولايات المتحدة عام ١٨٨٦ إلى إضراب في الأول من أيار للمطالبة بأن يكون يوم العمل محددا فقط بثماني ساعات، وقد ساهم في هذا الإضراب ما يناهز ال  (٥٠٠ الف عامل )، وفي الثالث من أيار اقتحمت الشرطة موقع الإضراب وقد تم قتل ثلاثة عمال في مدينة شيكاغو حيث تظاهر أكثر من أربعين ألف عامل، وفي اليوم التالي وأثناء التجمع العمالي الحاشد انفجرت قنبلة قتل على إثر انفجارها سبعة من أفراد الشرطة وعدد من العمال المضربين إضافة إلى العدد الكبير من الجرحى، وفي العام ١٨٨٧ تم إحالة عدد من العمال إلى المحاكم، وتم الحكم بالإعدام على أربعة منهم، وفي العام ١٨٨٩ كتب رئيس اتحاد نقابات العمال في الولايات المتحدة إلى مؤتمر الأممية الثانية المنعقد في باريس داعيا إلى توحيد نضال العمال وتوحيد المطالبة بتحديد ساعات العمل، ( وبفعل قوة الحركة الشيوعية العالمية ) فقد قرر المؤتمر الاستجابة لهذه المطالب، وفي عام ١٩٠٤ دعا مؤتمر الاشتراكية الدولية المنعقد في امستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية في جميع أنحاء العالم وخصوصا المنظمات الاشتراكية منها إلى عدم العمل في يوم الأول من ايار من كل عام، والعمل على جعله عطلة وطنية في كل دول العالم. وفي عام ١٩٣٥ باركت الكنيسة هذا اليوم وعدته عيدا مقبولا، وفي الولايات المتحدة تم الاعتراف بهذا اليوم ولكن جعله في يوم الاثنين الأول من ايلول من كل عام وأسمته عيدا للعمل لا عيدا للعمال، وقامت كندا بجعله يوما للعمل أسوة بتصرف الولايات المتحدة، غير أن الشيوعيين والاشتراكيين الأمريكيين ونقابات العمال القطاعية الأمريكية ظلوا جميعا يحتفلون في الأول من ايار على أنه عيدهم الوطني مما دفع بالكونغرس الأمريكي وفي إثر المظاهرات العارمة التي انطلقت في كل من ولاية شيكاغو وسياتل وولاية نيويورك وولايات أخرى، نعم دفعت بالكونغرس لإصدار قرار عام ١٩٥٨ اعتبر فيه هذا اليوم يوم وفاء لذكرى شهداء ولاية شيكاغو،  وأعلن إثر ذلك الرئيس الأمريكي آنذاك الجنرال أيزنهاور،  أن الأول من أيار من كل عام إجازة رسمية .

إن نضال الطبقة العاملة على مدى القرنين الماضيين وبسبب الإسناد الحقيقي والمستمر لحركات العالم الشيوعية واليسارية أن اعترفت أغلب دول العالم بهذا اليوم وجعلته عيدا وطنيا يتمتع به العمال بالإجازة الرسمية، ولهم حق الاحتفال فيه للتعبير عن وحدة هذه الطبقة رغم الحدود الدولية كون ظروف الإنتاج ووحدة المصير هي عوامل عابرة لكل الحدود ولا يوحد هذه الطبقة غير الأماني المشتركة في مستقبل أفضل في ظل رأسمالية لا ترحم الشعوب.

 عاش الأول من أيار في العراق وفي كل الديار.

*******************************************************************

تحية إكبار للعمال في عيدهم الأغر

شاكر القريشي

يحتفل العالم أجمع في الأول من شهر أيار من كل عام بحلول عيد العمال العالمي، حيث يقام تكريما لمساهمات أكثر من ثلاثة مليارات ونصف عامل وهم يكافحون طيلة أيام السنة.

في هذا اليوم العريق ودون أدنى اهتمام من المعنيين يتجه العمال في العراق إلى عملهم اليومي وكأن لا راحة لهم في عيدهم، تواجههم مشاكل جمة من حيث ارتفاع البطالة والحقوق المهدورة من قبل أصحاب القرار، محرومين من الضمان الصحي والاجتماعي بعيدا عن تشريع القوانين التي تليق بتضحياتهم،  فبالرغم من المطالبات المستمرة  والتظاهرات والاحتفالات التي تشهدها ساحتا التحرير والفردوس داخل العاصمة بغداد بيوم العمال العالمي ورفع شعارات تذكر بأهمية دور العامل وضرورة توفير حقوق كاملة له ومناشدتهم بتحسين أوضاعه المعيشية بزيادة الأجور التي باتت متدنية أمام الارتفاع الكبير في أسعار السلع بالسوق المحلية، لكنهم لم يلاقوا سوى استجابة خجولة.

 فيما النقابات والاتحادات العمالية في العراق ما زالت مستمرة في سعيها لخدمة الطبقة العاملة وتحقيق مكاسب العمال خاصة حين رفعت الصوت ولم تسكت عن الاهمال المتعمد بحقهم  من خلال المطالبات المستمرة  والاصرار على نيل الحقوق،  لنجد أنها أثمرت نسبيا حين  بدأت الحكومة بمعالجة أزمة البطالة التي تمثلت بزيادة عدد المشمولين في راتب الحماية الاجتماعية التي قدمتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للعاطلين عن العمل ولكن تبقى هناك أزمة العمالة الأجنبية، الذي تزيد من حجم المعاناة وعدم توافر فرص العمل بوجود قرابة المليون عامل أجنبي يعملون في العراق وأغلبهم لا يمتلكون موافقة رسمية بحسب تصريحات حكومية، لنقول على من يلقى العتب .

فيما يؤلمنا  ما يحدث في غزة اليوم من اضطهاد للعمال والفلاحين نتيجة  الإجراءات العقابية  التي تتخذها إسرائيل ضد الفلسطينيين، خاصة شريحة العمال التابعة  لها، ولم يخيل لنا  أن تصل الحرب إلى هذه الحال وأن تواصل إسرائيل تعنتها بمنعهم من العمل، فمنذ ستة  أشهر ومع دخولها الحرب وإعلانها حالة الطوارئ، أغلقت إسرائيل معابرها وحواجزها العسكرية مع الضفة الغربية، ومنعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن عملهم داخل الخط الأخضر، لتتفاقم بذلك معاناتهم الاقتصادية وخاصة أن ليس هناك بديل للعمل بمناطق الضفة الغربية في ظل التزامات وأعباء مالية كبيرة، ناهيك عن التدمير للأبنية والمستشفيات والتهجير القسري من غزة حتى بات المواطن بلا مأوى ولا غذاء وعلى مرأى من العالم أجمع دون الوصول لحل يحمي شعبا بأكمله من الظلم والجور، دون العتب  على دور المؤسسات الإنسانية ومجلس الأمن والمحكمة الدولية بحماية شعب أعزل من المجازر والإبادة .

ويبقى واجبنا الوطني كنقابات واتحادات بالعراق يحتم علينا مطالبة الدولة بتحسين الوضع الخدماتي للعمال ورفع سقف رواتبهم وتشريع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي، الذي يعد من أهم القوانين التي تسهم بالاستقرار المعيشي والاقتصادي للمواطنين ولا يقل أهمية عن قانون الخدمة المدنية، والعمل على تسهيل منحهم القروض الميسرة لتشجيعهم على انشاء مشاريع خاصة بهم تخدمهم خاصة باعتبارهم شريحة مكافحة ومظلومة وأساسية في بناء المجتمع.

**************************************************************

لمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي الحزب الشيوعي العراقي والطبقة العاملة

غانم الجاسور

بكم نبتدي ...واليكم نعود ..........ومن سيب افضالكم نستزيد

مطارقكم هنً جرس الزمان .......يدقُ...فيسمع حتى الحديد

ومن بينكم سيمدُ.... الكفاح .......جيلُ... عنيدُ..شديدُ...مريد.. (الجواهري)

 

يحتفل العالم وشغيلة اليد والفكر بالأول من أيار عيد الطبقة العاملة، و الاحتفال بهذه المناسبة أمر لا يخص الشيوعيين وحدهم بل يخص كافة أبناء الشعب باختلاف أطيافهم ومستوياتهم الاجتماعية، ويعملون بلا هوادة من أجل إزالة أشكال الظلم والاستغلال والاضطهاد ..خاصة وأن شعبنا وقواه الوطنية والتقدمية بعد التغيير  يمر بأعسر امتحان في عصرنا الحالي، فقد تكالبت قوى الشر والظلام لإعاقة مسيرته الظافرة نحو تحقيق الغد الافضل وسلب مكاسبه وكرامته وتهديد حريته واستقلاليته وسيادته وجره إلى ويلات ومصائب طائفية لم يشهد لها مثيل بالتسلط من الفاسدين والمفسدين والمحاصصة الطائفية التي أكلت الاخضر واليابس.

لقد اثبتت الطبقة العاملة العراقية وطليعتها الحزب الشيوعي العراقي عبر نضالها الطويل انها قلب الشعب النابض والممثل لأرادته والمعبر عن مصالحه وتصميمه على البذل والعطاء دون أية شائبة او أنانية او انتهازية، واستطاعت أن تجسد مواقفها وتطلعاتها بين المبادئ الانسانية ومتطلبات النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية.

ومن هنا كان دورها الريادي في أي مجتمع هو المعيار الحقيقي لمدى سلامة النظام وصحة مسيرته، ولا شك ان اهم السمات التي ميزت الحزب الشيوعي العراقي هو انحيازه الكامل إلى طبقة العمال والفلاحين والمظلومين من أبناء الشعب ولأنه ولد من رحم معاناة الكادحين والفقراء والمحرومين.

لقد تطورت الحركة العمالية في العراق بتوافق تام مع الحركة الوطنية المعادية للاستعمار، ويلاحظ أن التمايز الطبقي بعد ثورة العشرين قد اقترن بظهور شكل من أشكال الوعي العمالي حيث اكتشف العمال أن هناك ما يوحد صفوفهم ويقوي جهودهم أي ما يدعو إلى اكتشاف ذاتهم، وأفضى ذلك الاكتشاف إلى تأسيس أول الجمعيات العمالية والحرفية التي جمعت بين الحرفيين والعمال، وكان من الصعب في تلك المرحلة وضع حد فاصل بينهما،  وكتب لينين متحدثا عن أفضال ماركس وانجلس على الطبقة العاملة (لقد علماها كيف تعرف نفسها ..كيف تكشف ذاتها وادخلا العلم إلى صفوفها ).

وتطورت الحركة العمالية من خلال عملها في المصانع والمعامل ونضجت عدة عوامل إلى دفع العامل العراقي إلى التحرك والمطالبة بحقوقه المشروعة منها التردي المستمر لوضعه الاقتصادي وتدني أجورهم التي لا تسد رمق العامل وعائلته  وظروف عمله القاهرة، وكذلك نمو نشاط الحركة الوطنية المعادية للاستعمار وإلى تنبيه أذهان العمال،  بالإضافة إلى الدور الكبير الذي اضطلعت به ثورة اكتوبر الاشتراكية والتي أقامت أول دولة للعمال والفلاحين في العالم .وهكذا دب الوعي الطبقي والوطني في صفوف الطبقة العاملة وبدأت تتحسس وتشعر بما تعانيه من البؤس والشقاء والاستغلال البشع وحرمانها من كل الحقوق العمالية، وعرفت أن التضامن والتكاتف بين العمال هو الطريق الصحيح إلى تحقيق مطالبهم. واستمرت الاضرابات وعمت مدن العراق وتشكلت لجنة التنظيم العمالي التي تعالج مشاكل العمال  قبل وبعد ثورة العشرين،  فعمال البناء  في النجف وعمال السفن في البصرة والسكك في الشالجية، وأعقبها ظهور ملامح  الطبقة العاملة العراقية لأول مرة كقوة اجتماعية ضمن إطار وطني شامل إبان ثورة العشرين، فقد كان عمال بغداد والحرفيون يشكلون عماد الاجتماعات الجماهيرية التي كانت تعقد في الجوامع وتشكل اهم ذروات الوعي الوطني يومذاك ويعتبر تأسيس الجمعيات العمالية نقطة ضوء مهمة في تاريخ العراق المعاصر حيث اصبح الشعار الذي وحد صفوف العمال هو (يا عمال العالم اتحدوا ).

وتوالت الإضرابات أهمها إضراب عمال الميكانيك وأصحاب المصانع في بغداد، وشمل الإضراب جميع المدن العراقية منها الهندية والكفل. ورفعت عدة شعارات مطلبية من قبل المتظاهرين  هي (الخبز للجياع والأرض للفلاحين والعمل للعاطلين والموت للفاشية المجرمة ).وإضراب عمال كاورباغي تلك الوقفة البطولية بوجه شركة نفط العراق المحدودة وتلتها إضرابات عمال السكك عام (46)وإضراب عمال المطابع،  واستمرت الإضرابات  باعتبارها حقا مشروعا للعمال،  كل ذلك دفعهم  للقيام بها دفاعا عن مصالحهم المعاشية من قبل القوى الوطنية الديمقراطية والشيوعية والحركة الطلابية مما حفز الرفيق( فهد ) بعد عودته من الخارج حيث بدأ نشاطه بإعادة تنظيم الحزب الشيوعي مجددا بعد الضربات المتواصلة من قبل الحكومة الرجعية العميلة، وعلى العمل بكل طاقات الشيوعيين من أجل خلق كوادر عمالية وفلاحية وطلابية من بين صفوف الشيوعيين وتدريبهم على قيادة وتوجيه الجماهير الشعبية كل حسب اختصاصه، وركز الرفيق فهد على عمال المؤسسات الكبيرة كالموانئ والسكك وشركات النفط الأجنبية في كركوك والبصرة وعين زالة وخانقين.. وقد لعبت الكوادر الشيوعية المتقدمة دورا كبيرا بتصدر الإضرابات واستمراريتها بالمطالبة بحقوقها المشروعة، كما دفع الحزب رفاقه إلى المساهمة في المؤتمرات العمالية العالمية لشرح ظروف الطبقة العاملة العراقية.

ومن الإنجازات التي حققتها الطبقة العاملة العراقية عبر سنوات النضال الكثير من المكاسب التي يأتي في مقدمتها اثبات وجودها كقوة اقتصادية اجتماعية سياسية وفكرية وجلب انظار جميع الطبقات والفئات الاجتماعية اليها كقوة لها وزن وثقل اقتصادي وامكاناتها الهائلة المتطورة والتجارب والدروس التي استنبطتها من أحداث تلك المرحلة السياسية بعد اعلان الاستقلال وتحت الوصاية البريطانية ..مما ساعد العمال الواعين  المنتظمين على تطوير أساليب عملهم النضالي اللاحق وتعميق معاداتهم للاستعمار وعملائه الرجعيين حتى أنهم تحولوا بسرعة  إلى قوة محركة أساسية في مجمل حركة التحرر الوطني العراقي.

لقد أثمرت سياسة الحزب الشيوعي العراقي خلال فترة سنين نضاله الطويل في دفع العمال للمطالبة بحقوقهم النقابية والديمقراطية وتحسين أحوالهم المعاشية والنضال من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية الكاملة والتخلص من الاحتلال والغاء المعاهدات الجائرة والمقيدة لحرية الشعب. وقد عمل الحزب بقيادة الرفيق فهد على ربط مصالح الطبقة العاملة في تحقيق مطالبها الخاصة بها مع نضالها الوطني والديمقراطي السلمي ضد الحكومات الرجعية والاحتلال والقوى المتعاونة معها

لقد اثبتت الدلائل والوقائع أن دور الطبقة العاملة وفي شتى الظروف وعلى مدى السنين دورا مميزا يتناسب ودورها المحرك الاساسي في المجتمع مع اهميتها ..فقد حافظت على مستوى الانتاج والبناء والطاقات البشرية وقدمت الدماء الزكية ثمنا من خلال الإضرابات والمطالب العادلة ومن أجل تحرير الانسان من العبودية والاستغلال مؤكدة الثقة العالية بنجاحها في انقاذ مجتمعنا من الفساد والمفسدين وعملائها بعد القضاء على داعش والارهاب وقدرتها على بناء الدولة المدنية الديمقراطية و على قيادة المجتمع وضمان مستقبله  بعد ان ترسخت المبادئ الإنسانية وازدياد دورها قوة وعمقا في بناء المجتمع الديمقراطي الحضاري.

 ألف ألف تحية إلى عمال العالم في عيدهم الأغر والمجد والخلود إلى الشهداء من العمال والفلاحين والحركة الوطنية.

***********************************************************************

الصفحة السابعة

شيوعيو الشطرة يحيّون يوم العمال العالمي

الشطرة ـ احمد طه 

في مركز مدينة الشطرة، احتشد يوم أمس الأربعاء جمع من العمال والشيوعيين واعضاء اتحاد نقابات العمال، ومواطنون للتضامن مع الطبقة العاملة العراقية في عيدها العالمي.

وقرأ الرفيق طالب حسين بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في المناسبة، فيما دعت الوقفة إلى توحيد الجهود والطاقات لبناء عراق ديمقراطي خالٍ من الاستغلال والاضطهاد والعنف وتكريس قيم الحوار.

جاء ذلك بعد أن قام وفد من اللجنة المحلية للحزب في الشطرة صباح اليوم نفسه بتوزيع نسخ من بيان الحزب والحلوى على المواطنين ابتهاجا بالمناسبة.

وتجول أعضاء الوفد على المحال التجارية والأفران وعمال البناء والمخابز داخل المدينة، مقدمين التهاني إلى العمال في عيدهم، ومستذكرين نضالات وتضحيات الطبقة العاملة ضد الاستغلال بجميع أشكاله.

هذا وعبّر الكثير من العمال عن شكرهم وإشادتهم بالجهود التي يبذلها الشيوعيون لاحياء هذه المناسبة العالمية، ولكونه المدافع الامين عن الطبقة العاملة في العراق.

*********************************************************************

في مناسبة 1 أيار مسيرة آلية تجوب شوارع الحلة

الحلة ـ طريق الشعب

انطلقت صباح امس الأربعاء في مركز مدينة الحلة، مسيرة آلية ضمت حوالي 20 مركبة لاحياء ذكرى 1 أيار ـ عيد العمال العالمي.

وبدأت المسيرة من مقر الحزب الشيوعي العراقي الكائن في شارع 40 باتجاه الصوب الصغير والصوب الكبير مرورا بالشوارع الرئيسة والتجارية وشارع الطيارة، والعودة الى نقطة الانطلاق.

وحملت العجلات مكبرات صوت ورفعت اللافتات والشعارات التي مجّدت بالذكرى وبالطبقة العاملة العراقية.

جاء ذلك بعد حملة تعليق اللافتات في مركز المحافظة وعدد من الأقضية والنواحي وزيارة الورش والمحال الصناعية واللقاء بأصحاب المهن بمشاركة اعضاء من الحزب الشيوعي واتحاد نقابات العمال.

********************************************************************

مسيرة عمالية تجوب شوارع البصرة في عيد العمال العالمي

البصرة ـ طريق الشعب

جابت، أمس الأربعاء، مسيرة عمالية شوارع البصرة، احياءً لعيد العمال العالمي في الاول من ايار.

وشارك في المسيرة العشرات من العمال والنقابيين واتحاد نقابات العمال في المحافظة، فضلا عن الحزب الشيوعي العراقي والتيار الديمقراطي، حيث أكدوا جميعا على أهمية تفعيل الصناعة الوطنية وصيانة الحقوق والحريات النقابية.

وتقدم المسيرة عددٌ من العجلات التي حملت لافتات وشعارات تخص المناسبة، اضافة إلى الفرقة الموسيقية التي أحيت الأجواء بأغاني العمال والكادحين في شوارع البصرة، وسط استقبال المواطنين وترحيبهم الحار.

وفي ساحة الأم وسط المحافظة، حيث استقرت المسيرة، القى النقابي سالم محسن، كلمة اتحاد نقابات العمال، جاء فيها: «في الوقت الحاضر يكتسب نضال الطبقة العاملة أهمية وطنية وطبقية رغم ظروفه الشاقة في ظل تفشي البطالة بين العمال والشباب وتوقف المعامل والمصانع ومحاولات فرض الخصخصة على مؤسساتنا الوطنية»، مضيفا «أن طبقتنا العاملة ومعها غالبية الشعب العراقي يدركون جيدا بأن الحل الأمثل للأزمة يكمن في بناء العراق الديمقراطي الحقيقي تحت راية العدالة الاجتماعية».

****************************************************

ميسان تحتفي بعيد العمال ميسان ـ طريق الشعب

إحياءً لعيد العمال العالمي 1 أيار، نظّم الشيوعيون واصدقاؤهم وتنسيقية التيار الديمقراطي في محافظة ميسان، أمس الأربعاء، وقفة تضامنية مع الطبقة العاملة العراقية، رفعت لافتات طالبت برفع الحيف عن اليد العاملة وانصافها.

*****************************************************************

الكوت تستذكر مآثر الطبقة العاملة الكوت ـ طريق الشعب

أحيّا جمع من العمال النقابيين، رفقة عدد من شيوعيي المحافظة وأنصار التيار الديمقراطي، أمس الأربعاء، عيد العمال العالمي 1 أيار.

واستذكرت الوقفة التي نظمت في ساحة العامل، وسط مدينة الكوت، أمجاد وتضحيات الطبقة العاملة العراقية، والظروف الصعبة والقاهرة التي تسود في العراق اليوم جراء استحواذ قوى السلطة والمال والمحاصصة على مقدرات البلاد.

وقرأ الناشط المدني يحيى ناصر حسين، بيان الحزب الشيوعي العراقي، مقدما من خلاله التهنئة إلى عمّال العراق والعالم بعيدهم، مشيدا بدور الطبقة العاملة في الماضي والحاضر من أجل بناء الوطن وتعميره، وترسيخ أسس الحياة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

************************************************************

في النجف.. تظاهرة وجلسة حوارية لإحياء الأول من أيار

النجف - احمد عباس

انطلقت أمس الأربعاء في محافظة النجف تظاهرة حاشدة لاحياء عيد العمال العالمي، فيما طالب منظموها بتعديل سلم الرواتب.

وشارك في التظاهرة التي نظمت في ساحة الصدرين وسط المحافظة، عمال وموظفون دعوا الى تعديل سلّم الرواتب بطريقة عادلة ومنصفة، وايجاد فرص عمل للعاطلين، وتوفير الحياة الكريمة للعمال وعوائلهم.

وعلى هامش التظاهرة، أجرى وفد من اتحاد نقابات العمال في المحافظة زيارات ميدانية إلى الأحياء الصناعية داخل النجف والكوفة والتقى بالعمال وقدم لهم التهاني وباقات من الورد والحلوى بمناسبة يومهم العالمي، فيما وزّع عليهم نسخا من بيان الاتحاد الخاص بالمناسبة.

وفي الأثناء، أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، جلسة حوارية داخل مقرها، تناولت الجانب التاريخي لعيد العمال ودور الطبقة العاملة في حركات الشعوب التحررية والتقدمية، لتقوم لاحقا بتوزيع الورود وبيان الحزب بالمناسبة على عمال المساطر، قبل الالتحاق بالتظاهرة في ساحة الصدرين.

****************************************************************

في لندن.. الشيوعيون العراقيون يشاركون في مسيرة عيد العمال

لندن ـ طريق الشعب

انطلقت أمس الأربعاء في العاصمة البريطانية لندن، من أمام مكتبة ماركس، مسيرة راجلة لإحياء الأول من أيار عيد العمال العالمي، شارك فيها عدد من اعضاء الحزب الشيوعي العراقي المقيمين في بريطانيا.

ورفع الشيوعيون العراقيون أثناء المسيرة لافتات طالبت بدعم نضالات العمال العراقيين من اجل حريات العمل النقابي، فضلا عن التضامن مع شعب فلسطين وطبقته العاملة، قبل أن تتوقف المسيرة في ميدان الطرف الأغر.

*********************************************************************

شيوعيو الديوانية يهنئون العمال بعيدهم العالمي

بغداد – طريق الشعب

شهدت ساحة الراية وسط محافظة الديوانية، أمس الأربعاء، وقفة حضرها جمع من العمال والنقابيين والمواطنين لإحياء عيد العمال العالمي 1 أيار.

وتضمنت الوقفة كلمتين للحزب الشيوعي العراقي، وللتيار الديمقراطي، فضلا عن القاء قصيدة للشاعر الرفيق مالك البرقعاوي وأهازيج وهتافات رددها الرفيق عادل الزيادي مع الحاضرين للاحتفاء بالطبقة العاملة العراقية في يومها العالمي. كما جرى تعليق لافتات بالمناسبة غطت مركز المدينة والأقضية وزينت واجهات مقرات الحزب.

وفي الأثناء، زار وفد من اللجنة المحلية للحزب في المحافظة، اتحاد نقابات العمال لتقديم التهاني بعيد الأول من أيار، وكان في استقبالهم عدد من أعضاء الاتحاد ورئيسه رافد الخفاجي.

واستقبل الخفاجي وفد الحزب بحفاوة، مستعرضا مبادرات ومواقف الشيوعيين الساندة للطبقة العاملة والكادحين من اجل نيل حقوقهم.

وضمّ وفد الحزب كلاً من الرفاق، ميعاد القصير عضو اللجنة المركزية، جواد الخفاجي، قناة عبدالكاظم، وكامل عزره.

***************************************************************

مسيرة راجلة في ديالى تهنئ العمال بيومهم العالمي

بغداد – طريق الشعب

خرجت صباح أمس الأربعاء، مسيرة جماهيرية راجلة في شوارع بعقوبة الرئيسية، مركز محافظة ديالى، لإحياء عيد العمال العالمي 1 أيار، شارك فيها جمع غفير من العمال والفلاحين والشباب والشيوعيين وسط اجواء حماسية وهتافات عالية وترديد لشعارات تخص الطبقة العاملة.

وقبل انطلاق المسيرة، استمع الحاضرون إلى النشيد الوطني العراقي ومن بعده الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الطبقة العاملة العراقية.

واتجهت المسيرة لاحقا صوب ساحة (العنافصة) وسط بعقوبة حيث تجمع عمال المسطر واستمعوا إلى كلمة اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة والتي القاها سكرتير اللجنة الرفيق صالح المصرفي، وجاء فيها: «يجب الانتباه إلى خطورة المحاولات لشق صفوف الطبقة العاملة طائفيا وقوميا وعشائريا بغية إضعاف دورها في الدفاع عن مصالحها الجذرية»، مؤكدا أن «سبب البلاء والمصائب في العراق هو المحاصصة الطائفية التي تنتج أزمات متراكمة وفسادا ماليا واداريا واخلاقيا واستقواء منظومة المحاصصة المتنفذة بالسلاح المنفلت والمليشيات، لتصنع بذلك دويلات عديدة داخل الدولة».

ولفت المصرفي إلى أن «الطبقة العاملة العراقية تدرك جيدا بأن الحل الأمثل للأزمة الخانقة يكمن في تغيير ميزان القوى السياسية والاجتماعية لصالح القوى المدنية والديمقراطية»، مبينا أن «الحزب الشيوعي العراقي يدعم ويتضامن مع مطالب الطبقة العاملة في الحقوق والحريات النقابية وضمان إنفاذ قانوني العمل والضمان الاجتماعي»، مقدما «التهاني الى عمّال شعب فلسطين ودعم نضاله في نيل حقوقه الكاملة وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس».

وجاء بعد كلمة الحزب الشيوعي، كلمة اتحاد نقابات عمال ديالى، القتها النقابية نضال، وكلمة أخرى للتيار الديمقراطي العراقي (تنسيقية ديالى) ألقتها إخلاص جمعة، قبل أن يتم توزيع مئات النسخ من بيان الحزب بالمناسبة.

******************************************************************

الصفحة الثامنة

اللجنة المنظمة لمسيرة الأول من أيار: معا على طريق إنهاء الاستغلال والتمييز والقمع والاضطهاد*

يا عمال وشغيلة بلدنا وكادحيه

شعبنا العراقي العظيم 

الحضور الكريم 

نحتفل اليوم بحلول الأول من أيار -عيد العمال العالمي والعالم يشهد مزيدا من الصراعات والحروب، وتهديدا خطيرا للسلم العالمي، والعمال والشغيلة والشعوب في كل ارجاء المعمورة هم من يدفع الفاتورة الباهظة. فيما هم  جميعا يعانون  من اعباء الصعوبات الاقتصادية والمالية والمعيشية ، إضافة الى زحف رأسمالي متواصل لمصادرة ما حققته الشعوب وجماهير العمال وحلفائهم ومناصريهم  من مكاسب وضمانات اجتماعية وصحية، ومن حقوق مجسّدة في قوانين يجري الالتفاف عليها.

في هذه المناسبة نحيّي عمال وفلاحي كادحي بلدنا وعموم شغيلة اليد والفكر على اختلاف اطيافهم ونتقدم لهم بالتهاني، ونشيد بنضالاتهم وتضحياتهم الممتدة عقودا طويلة في سبيل نيل حقوقهم، بدءا بإضرابات الموانئ والسكك الحديد والزيوت والنسيج، وانتهاء بمساهمتهم في انتفاضة تشرين المجيدة ٢٠١٩.

وبهذه المناسبة المجيدة يسرنا أيضا ان نتوجه بالتحية ونعبر عن الاعتزاز غير المحدود بصانعي الخيرات المادية في العالم أجمع، وهم يحيون هذه المناسبة الأممية الكبرى، ويستذكرون بفخر تاريخهم الحافل ونضالاتهم الباسلة لبناء عالم جديد، تسوده قيم التكافؤ والمساواة بعيداً عن الحروب والهيمنة والتسلط والعولمة الرأسمالية المتوحشة، وعن مصادرة حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، وفي اختيار النظام السياسي الأجتماعي الذي تريده.

اننا اليوم نعلن، من ساحة التحرير ببغداد، ساحة العز والكرامة والإصرار والتحدي، عن كامل تضامننا مع عمال وشعب فلسطيني، ونطالب بإيقاف المجزرة الصهيونية وحرب الإبادة، وندعم نضال الشعب الفلسطيني متعدد الاشكال على طريق نيل حقوقه كاملة وبناء دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة على ارضه وعاصمتها القدس. ونناشد عمال البلاد العربية والعالم وشعوبها ان تقف الى جانب الحق والعدالة وتنتصر للشعب الفلسطيني.

يابنات وأبناء شعبنا

في بلدنا العراق اليوم وبعد ٢١ عاما من تغيير النظام الديكتاتوري واحتلال العراق، ما زال العمال والكادحون يتحملون العبء الثقيل للسياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة، وسوء الإدارة والفساد وتداعيات الازمات الناجمة عن نهج المحاصصة الطائفية والسياسية، والتي عمقت مظاهر الازمة الشاملة التي تمر بها بلادنا، وعجزت عن إيجاد أي حل لإنقاذ العراق مما هو فيه، ولتحسين أوضاع شعبه والحفاظ على استقلاله وسيادته.

ان ما تمر به الطبقة العاملة العراقية اليوم من مصادرة لحقوقها ومكتسباتها، وتشتيت لجهود منظماتها واتحاداتها النقابية، يشير بشكل واضح الى السياسات الليبرالية الجديدة، المتبناة من الماسكين بالسلطة، من اجل إرضاء المؤسسات المالية الدولية وتضخيم أموال أصحاب النفوذ والسلطة، في وقت يعاني فيه عموم العراقيين، وجلّهم من الفقراء والكادحين والمهمشين، من ضنك العيش وسوء وغياب الخدمات، وعدم الشعور بالأمان، وازدياد البطالة والفقر والجريمة وانتشار المخدرات والسلاح المنفلت.

وفيما تواصل طبقتنا العاملة النضال مع قوى شعبنا الوطنية الطامحة إلى التغيير وتحقيق البديل المدني الديمقراطي، فان أوضاع العمال والكادحين عموما تستوجب منا استنهاض كل الجهود الخيرة، الساعية الى رفاتهم، والعمل بشكل جاد وموحد من اجل القضايا الملحة الآتية:

1- نفاذ قانون جديد للتقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، يضمن لهم العيش الكريم ويشمل العاطلين والمعطلين عن العمل وفقاً لمعايير العمل الدولية، ويؤمّن حياة لائقة للمتقاعدين منهم وكبار السن.

2- تشريع قانون الحريات النقابية، الذي يضمن حق العمال في تنظيم أنفسهم بنقابات واتحادات بعيدا عن تدخل السلطات الحكومية وهيمنتها، كما يضمن حقهم في الإضراب والتظاهر والاعتصام، وفي الوقوف بوجه أية تجاوزات على حقوقهم من أية جهة كانت.

واولى الخطوات المطلوبة في هذا الخصوص هي إلغاء القرار المرقم 150 لسنة 1987، وقانون التنظيم النقابي للعمال رقم 52 لسنة 1987.

3- السعي الى تحقيق وحدة عمل الحركة النقابية للطبقة العاملة العراقية، وترسيخ الأسس الديمقراطية في بنائها، كي تعبر عن مصالح العمال المهنية والاقتصادية والاجتماعية، وتدافع عن حقوقهم وحرياتهم الديمقراطية والنقابية.

4- توفير كافة مستلزمات انفاد قانون العمل العراقي رقم ٣٧ لسنة ٢٠١٥ في جميع انحاء البلاد.

5- رفع الحد الأدنى لأجور جميع العاملين، وحماية قدرتهم الشرائية بما يتناسب وتكاليف المعيشة المتنامية باستمرار.

6- ضمان حقوق المرأة العاملة في مختلف قطاعات الإنتاج، والعمل على مساواتها مع أخيها الرجل في فرص العمل والأجور وعدم التمييز ضدها، وإنهاء مختلف أشكال العنف والتحرش بحقها.

7- دعم إنشاء وتطوير المشاريع الإنتاجية والخدمية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، التي تستثمر مزيداً من الأيدي العاملة ولا تحتاج إلى كثير من رؤوس الأموال أو العملة الصعبة. وتشغيل المصانع والمعامل الحكومية المتوقفة عبر الدعم الجاد للصناعة الوطنية وحماية المنتوج المحلي.

8- انهاء ظاهرة عمالة الأطفال عبر توفير الظروف المناسبة لعودة الأطفال الى مقاعد الدراسة ليكملوا تعليمهم.

9- دعم واسناد كادحي الريف والعمال الزراعيين وشمولهم بالتقاعد والضمان الصحي والاجتماعي.

لنعمل معا على تحقيق هذه الأولويات عبر النضالات المتنوعة والمتعددة للطبقة العاملة وحركتها النقابية، وبدعم سائر شغيلة بلدنا، والقوى الوطنية والديمقراطية، وان تحقيق ذلك سيسهم بشكل كبير في تغيير أوضاع العمال، ويحسن ظروف معيشتهم وعملهم الصعبة الراهنة، وبالتالي يزيد من مساهمتهم في بناء البلد واستقلال قراره ورخاء أبنائه، والسير معا نحو تحقيق اهداف شعبنا وكادحيه في العيش الحر الكريم، وبناء بلادنا واعمارها وضمان قرارها الوطني المستقل، وسيادة قيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقة فيها.

 عاش الأول من أيار. عيد العمال الاحرار

عاشت الطبقة العاملة والخلود لشهدائها وشهداء شعبنا البررة

معا على طريق انهاء الاستغلال، والتمييز، والقمع، والاضطهاد، وبناء مجتمع الرفاهية والعدالة الاجتماعية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كلمة اللجنة المنظمة لمسيرة الأول من أيار

*************************************************************************

منتسبو شركات الصناعة والمعادن:  السياسة الاقتصادية الجائرة ستترك آثارها على ملايين الكادحين والمحرومين

اليوم يحتشد أبناء قطاع الصناعة هنا كما احتشدنا في مثل هذا اليوم قبل عام وفي كل عام لنحيي ذكرى الأول من أيار يوم العمال العالمي. أولا؛ نحن نحيي هذا اليوم مع كل عمال العالم في أرجاء المعمورة ‹ كرمز لنضال الطبقة العاملة الكادحة التاريخي بوجه الظلم والاستغلال. وثانياً؛ لنعلن مواصلتنا لما قمنا ونقوم به خلال سنوات في العراق، حين أعلنا نقدنا للسياسة الاقتصادية التي تنفذها الحكومة، ويوم قلنا إن عمال ونقابيي وقادة احتجاجات ابناء قطاع شركات الصناعة لا يدافعون عن مصالح فئة محدودة أو مجموعة› بل أعلنا إن السياسة الاقتصادية التي نواجهها ستترك تأثيرها على الملايين من العمال والموظفين والقطاعات الأخرى والباحثين عن فرص العمل وعموم فئات المجتمع من الكادحين والمفقرين. وأكدنا على ضرورة مشاركة كل الفئات المحرومة والمتضررة من السياسة الاقتصادية في بودقة النضال الموحد الجاري لنيل الحقوق المشروعة لهذه الجمهور الواسع من أبناء الشعب العراقي

تثبت الأحداث والوقائع يوماً بعد آخر إن ما توصلنا اليه وأعلناه هو حقيقة وواقع يتجسد، الا وهو اتساع مساحة الاحتجاج واتساع تجمع فئات العمال والموظفين الذين يشاركون في الاحتجاجات. لقد نجح أبناء الصناعة في الأول من أيار العام الماضي في شد أنظار المجتمع والسلطة الى قضية مطالب الحركة العمالية كافة وأبناء الصناعة خاصة، وتحول الاحتفال بالأول من أيار الى مناسبة نضالية من أجل تحقيق العدالة والتنمية في كل القطاعات المتنوعة أكثر منه مناسبة للاحتفال واداء المراسيم.

إن اتساع القاعدة العمالية التي يقودها أبناء الصناعة مع بقية شرائح المجتمع المدني والمناهضة لسياسات البنك الدولي وصندوق النقد هو مؤشر على تطور الحركة العمالية وتجذرها. وكذلك مؤشر على كون العمال والطبقة العمالية الكادحة يرسمون سياستهم المستقلة والتي تمثل مصالحهم وأهدافهم مما يؤكد استقلاليتهم وقدرتهم على تمثيل أنفسهم كطبقة نضالية لها قادتها ومفكريها ترفض الظلم والتهميش والاستبداد. إن هذه مهمة جدية وهي في نفس الوقت حقيقة واقعة، وهي تمثل تطورا في نضال ابناء الصناعة والملايين العمال والموظفين في بقية القطاعات المختلفة سواء الحكومية والخاصة

لقد وقف ممثلو العمال وقادته النقابيين والناشطين من أبناء الصناعة والتيارات المدنية بوجه الهيكلة والخصخصة وتصفية الشركات والمصانع بحجة عدم الجدوى وتارة أخرى بحجة عقود مشاركة مع شركات غير رصينة وليس لها اعمال مماثلة أدت إلى استنزاف موارد هذه الشركات ومصانعها والدمج السيئ الصيت لأغلب شركاتها وافقار موظفيها وتعطيل العمل في أغلب خطوطها الإنتاجية وبسبب عدم توفير عقود تشغيله لها والاهمال الحكومي المتعمد لها على مستوى الحكومات المتعاقبة. ووزراء المحاصصة الحزبية لا يمتون بصلة إلى قطاع الصناعة الحيوي والعريق، وايضا وقوف أبناء الصناعة وقادتها النقابيين بوجه الفساد المصاحب والذي يعتاش على تدمير الثروة العامة وتحويلها الى ملكيات لمسؤولين ومتنفذين. وهذا أحد أوجه أصالة نضالهم المستمر واعلان عن كونهم يمثلون المجتمع عموما من خلال الوقوف بوجه السياسات الكارثية التي تسببت بآثار اجتماعية طالت الملايين، وتسببت بفقدان فرص العمل وتردي الخدمات وتردي قطاع الصحة وقطاع التربية والتعليم والزراعة والنقل واضافت أعباء شديدة على حياة العائلات من خلال حرمانها من ابسط مقومات الحياة العصرية.

وإذ أعلنا وخلال سنوات ضرورة مشاركة أوسع الفئات وشرائح المجتمع في التوحد والنضال، فإن الفئات المحتجة اليوم والتي تتسع اعدادها يوما بعد يوم، بحاجة الى توحيد تصوراتها عن السياسة الاقتصادية والمصالح التي تدفع الى تبني سياسة الهيكلة والخصخصة المتعمد إلى تهديم قطاع الصناعة الحيوي والإفقار لأبنائه، وبهذا يمكن للحركة الحالية أن تجمع حولها ملايين المتضررين من السياسة الاقتصادية، والتي ستشكل قوة كبيرة ومؤثرة في النضال من أجل تحقيق المطالب والأهداف المشروعة والمعطلة. 

إن التعطيل المتعمد للصناعات، وانتهاج الخصخصة في قطاع التعليم والصحة والخدمات، وافقار الموظفين وخلق تفاوت في مستويات الرواتب والمخصصات بين مختلف القطاعات الحكومية، كلها إجراءات ناجمة عن تبني النيوليبرالية بأبشع اشكالها. إن أبناء الصناعة والطبقة العاملة الكادحة التي تعلن اليوم وقوفها بوجه السياسات الاقتصادية، تعلن مواصلتها النضال من أجل سلم رواتب عادل ومستوى رواتب متناسب مع متطلبات الحياة اليومية. ومواصلتها النضال ضد العامل الاساس الذي تسبب بكل هذه المصاعب والتفرقة الطبقية بين شرائح المجتمع، وهي السياسة الاقتصادية وسوء توزيع الثروات لأبناء الشعب العراقي عامة وأبناء الصناعة خاصة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ابناء شركات قطاع الصناعة والمعادن في الأول من أيار عيد العمال العالمي 2024

************************************************************

الاتحادات والنقابات العمالية العراقية: نضال الطبقة العمالية في الوقت الحالي يكتسب أهمية وطنية وطبقية

يا جماهيرنا العمالية البواسل

يا جماهير شعبنا العراقي الأبي

تستقبل الطبقة العاملة العراقية وكادحي شعبنا، المناسبة التاريخية، عيد العمال العالمي، في الأول من ايار الخالد، كيوم للتضامن ورمزٍ للنضال ضد الاستغلال والقهر الاجتماعي والطبقي، ولنضالها من اجل حقوقها وأهدافها المشروعة.

ومن اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وشكل كفاحها، منذ بدء تكوينها مؤشرات واضحة على قوتها، ودافعت الطبقة العاملة عن نقاباتها وحرية تنظيمها النقابي وتثبيت الديمقراطية النقابية والتشريعات التقدمية.

وتصدت لمفاهيم الهيمنة والأساليب القسرية، وتحويل النقابات والمنظمات العمالية إلى أداة بيد السلطات الحاكمة.

وتؤكد الاتحادات والنقابات العمالية العراقية أن  لنضال عمالنا في الظروف الراهنة يكتسب أهمية وطنية وطبقية رغم ظروف نضالها الشاقة ، وتفشي البطالة في صفوفها ، وتوقف الدورة الاقتصادية وعجلة الإنتاج ،ومحاولة فرض سياسة الخصخصة لمؤسساتنا الإنتاجية الوطنية ، نتيجة الوصاية والهيمنة الاقتصادية للمؤسسات المالية الدولية ( البنك الدولي ، وصندوق النقد الدولي ، ومنظمة التجارة العالمية ) في محاولاتها فرض سياسة الخصخصة المتوحشة لاقتصادنا الوطني بكل فروعه ،وعدم توفير الخدمات العامة ، وعشرات ألاف العمال يعملون بعقود لا ضمان فيها لحياتهم و مستقبلهم ، ومحاربة التنظيم النقابي ومنعه في القطاع العام من خلال الإصرار على إبقاء القرار الجائر 150 لسنة 1987 ، وقانون التنظيم النقابي رقم 52 لسنة 1987 رغم انضمام العراق إلى الاتفاقية الدولية رقم 87 لسنة 1948 الخاصة بالحريات النقابية وحماية حق التنظيم النقابي والمصادقة عليها ،

وتجدد الاتحادات والنقابات العمالية العراقية على مطالبها وحقوق العاملين في قطاعات الإنتاج كافة ، بجعل تطبيق قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال يلبي حاجات ومعيشة عمالنا ويضمن حاضرهم ومستقبلهم ،  وحماية الصناعة الوطنية في قطاعات العمل العام والمختلط والخاص ، والرفض لخصخصة القطاع العام والخدمات العامة وعلى الاستثمار الوطني المباشر لثرواتنا النفطية والدفاع عن حقوق ومكتسبات المرأة العاملة في المساواة في مجالات العمل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنقابية كافة ، وضمان إنهاء كل أشكال العنف ضدها ، وحماية الصناعة الوطنية في قطاعات العمل العام والمختلط والخاص ،  وحل مشكلة البطالة حلاً جذرياً وبدون تأجيل بتشغيل الشركات العامة المتعطلة عن العمل وإعادة الحياة للدورة الاقتصادية .  ومكافحة الفساد المالي والإداري، ومنح العمال المتقاعدين حقوقهم بما ينصفهم ويضمن مستقبلهم.

   وستواصل حركتنا النقابية العمل على توحيد الحركة النقابية العربية الديمقراطية؛ لمواجهة مختلف التحديات المستجدة التي تعترضها ومساندة مسارات التحول الديمقراطي في الدول العربية. ومساندة جميع الشعوب المكافحة من أجل استرداد سيادتها، وتقرير مصيرها، ودعم نضال حركات التحرر العربية والعالمية، والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

أن الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية صاحبة الأمجاد النضالية كانت وستبقى في طليعة قوى شعبنا الحية المناضلة من اجل الغد المشرق. وتؤكد مجدداً دعوتها للمزيد من العمل والكفاح نحو تحقيق قضاياها الطبقية والوطنية ومن أجل حياة حرة كريمة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الاتحادات والنقابات العمالية العراقية

*************************************************************

الصفحة التاسعة

الشيوعي العراقي: حركة الأنصار صفحة مشرقة في سفر الشيوعيين النظالي المشرف

الرفاق والاصدقاء الاعزاء

ايها الانصار البواسل

طابت اوقاتكم، وكلل الفخر والمجد تاريخكم النضالي المشرف.

احييكم بأحر وأجمل التحيات النضالية، واكثرها حميمية بأسم  قيادة الحزب، متمنين لكم النجاح والموفقية في تحقيق اهداف وطموحات مؤتمركم ورابطتكم، ورسم افاق نضالكم القادم المترع بالأخلاص والوفاء لكادحي شعبنا والمحرومين من ابنائه.

لاشك أن الاحزاب الشقيقة في مختلف البلدان، تواجه ظروفاً مختلفة، بعضها غاية في الصعوبة والتعقيد، الأمر الذي يجعل أساليب النضال وأشكاله مختلفة أيضاً، تبعاً لمواقف العدو الطبقي والسياسي، فبعضها ينتهج أساليب سلمية في عمله السياسي ونشاطه الجماهيري عندما تكون الظروف مواتية، وبعضها الأخر يضطر الى إتباع أساليب وأشكال نضالية عنيفة لمواجهة عنف السلطة وشراستها، وسعيها الأجرامي لتصفية حزب الطبقة العاملة بقوة الحديد والنار، كما حصل عندنا في العراق لمرات كثيرة، لاسيما بعد أنقلاب شباط الأسود عام 1963، وبداية الكفاح المسلح إنطلاقاً من قرية (كلكة سماق) في كردستان، حيث التحق المئات من الشيوعيين وبينهم العديد من الضباط بهذه القاعدة الانصارية الوليدة، وساهموا مساهمات جدية وفي غاية الشجاعة في الدفاع عن انفسهم وعن حزبهم، وفي الثورة الكردية، وخاصة في معركة “هندرين” البطولية والكثير من المعارك الاخرى والصدامات العسكرية مع قوات الانقلابيين والجحوش.

وتكرر هذا الارث النضالي بصور أكبر وأوسع تأثيراً بعد الهجمة الفاشية التي قام بها نظام “صدام حسين” على الحزب عامي 1978 – 1979، الذي أغلق بالشمع الاحمر كل نوافذ العمل السلمي، الذي يتوق اليه الشيوعيون، رغم ان هذه النوافذ كانت صغيرة جداً وهامشية، الامر الذي وضع الحزب أمام ضرورة الانتقال الى أسلوب نضالي اَخر، لا يفهم محترفو الاجرام غيره.

ولم تكن المهمة سهلة على الاطلاق، لكن إصرار الشيوعيين على تحدي المستحيل، ذلل أكداس الصعوبات والمشاكل التي كانت سائدة آنذاك، ومكّنهم من ان يخطوا صفحة جديدة في سِفرهم النضالي المشرف، تلك الصفحة المتمثلة بحركة الانصار الشيوعيين التي خاضت على مدى عشر سنوات معارك بطولية ضد قوات النظام وجحوشه، من أجل إنهاء معاناة الشعب العراقي، وبناء عراق مدني ديمقراطي يمثل جميع العراقيين، ويحقق التقدم والازدهار لبلدهم.

وقد أتسمت حركة أنصارنا البواسل بسمات قل نظيرها في حركات الانصار التي أندلعت في أرجاء مختلفة من العالم، سواء ما يتعلق بتمثيلها لموزائيك الشعب العراقي من العرب والاكراد والتركمان وسائر القوميات الاخرى، أو في تركيبتها العمرية والوظيفية حيث شارك فيها شباب بعمر الورود من العمال والفلاحين والطلبة والمثقفين، نساءً ورجالاً أستجابة لنداء حزبهم، تاركين حياة من الاستقرار والاطمئنان في بلدان أوربا وغيرها من الدول التي كانوا يدرسون فيها وقاطعين دراستهم، تلبية للواجب والضمير الحزبي.

ومن ابرز سمات حركتنا الانصارية البطلة واكثرها تفرداً، انها كانت تفتقر الى العمق الجغرافي، لان الاعداء كانوا يحيطون بها من الجهات الأربع، فضلاً عن بعض الذين كانوا يحسبون على جهة الحلفاء!

ومع ذلك كانت شجاعة الانصار وصمودهم الاسطوري إزاء كل هذه التحديات مضرب الامثال ولقيت من التعاطف الشعبي الشيء الكثير.

وفي غمرة كفاحهم البطولي لحماية حزبهم ورفاقهم، ولزعزعة النظام الفاشي وأجهزته القمعية تسلل العشرات والمئات منهم، الى بغداد وبقية المحافظات العراقية، لرفد منظماتنا الحزبية وأبطال العمل السري، بغية مواصلة النضال على جميع الأصعدة.

وكانت حصة الرفيقات في هذا السجل الخالد، كبيرة ومدعاة للفخر والاعتزاز الكبيرين، ولم تقتصر مساهمتهن على الطبابة والمشاركة في الندوات الجماهيرية في القرى والارياف، ولا في إغناء الحياة الثقافية النشيطة جداً للأنصار وحسب، بل تعدت ذلك الى المشاركة في المفارز القتالية، وتقديم التضحيات الغالية، أسوة برفاقهن الذين لم يبخلوا بدمائهم الزكية، وطرزوا بها جبال ووديان وسهول كردستان، وكل أراضي الوطن، فقدموا مئات الشهداء والابطال دفاعاً عن مبادئهم السامية وحزبهم المجيد.

ولابد من الاشارة هنا والاشادة الكبيرة بعمليات الكفاح المسلح التي لجأ إليها الحزب في فترات مختلفة، وخاصة حركة الشهيد البطل “حسن سريع” في 3 تموز 1963، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الاطاحة بزمرة البعث المجرمة، كذلك ما قام به المقاتلون البواسل في الاهوار، والفرق المسلحة في أرياف واسط والناصرية والشطرة والفرات الأوسط التي دافعت عن الحزب وكوادره وأعضائه، وأقضت مضاجع الدكتاتوريات المتعاقبة سواء في أثناء حكم العارفين، أو في زمن النظام الدكتاتوري العفلقي.

لقد ساهمت حركة الانصار الشيوعيين بقسط وافر في إضعاف مرتكزات النظام الدكتاتوري وأجهزته القمعية، ورفعت راية الحزب عالياً في سماء العراق، ليواصل طريقة المجيد دون كلل أو ملل من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.

واليوم وامام التحديات الكبرى التي تواجه الحزب على صعيد تطوير عمله ونشاطه، وتعزيز دوره في الحياة السياسية والمجتمع، وتمتين وحدة الارادة والعمل، فاننا احوج ما تكون لحركة الانصار بما تمتلكه من خبرة متراكمة، وطاقات نضالية كبيرة في دعم نضال الحزب وعمله على مختلف الصعد.

الضيوف والرفاق الاعزاء

واليوم والشعب الفلسطيني الشقيق يكتب ملحمة المقاومة والصمود البطوليين في مواجهة أبشع عدوان صهيوني امبريالي، نؤكد موقفنا الثابت المستنكر اشد الاستنكار للهمجية الصهيونية الامريكية، والراسخ في مطالبته بوقف العدوان والابادة الجماعية للفلسطينيين، وانهاء الاحتلال الصهيوني، واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

المجد كل المجد لشهداء حركتنا الانصارية، شهداء الحزب والوطن، ومجداً خالداً لكل من ساهم في بناء هذا الصرح العظيم.

والنصر الأكيد للشعب لفلسطيني البطل ولقضيته العادلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

***************************************************************

بلاغ صادر عن المؤتمر الحادي عشر لرابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين

تحت شعار (الأنصار الشيوعيون وفاء دائم للشعب والوطن)، عقدت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، مؤتمرها الحادي عشر، في الأيام  27 ــ  28 ــ 29  نيسان  2024.

أفتتح المؤتمر بعزف النشيدين الوطني العراقي والكردستاني، والوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء الحركة الانصارية والوطنية والذين رحلوا عنا مؤخرا.

وألقيت في الحفل كلمات الحزب الشيوعي العراقي، واللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين والحزب الشيوعي الكردستاني، بالاضافة الى كلمة حزب كادحي كردستان وجمعية البيشمه ركه القدامي.

وتلقى الحفل كلمة تهنئة من السيد مسعود البارازني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأيضا برقيات تهنئة من العديد من المنظمات الصديقة، اشادت جميعها بنضالات الأنصار ودورهم الوطني المتميز.

 وأعرب المؤتمرون عن تضامنهم مع نضالات الشعب الفلسطيني في مواجهتهم لوحشية الاحتلال الصهيوني، كما طالبوا بإيقاف الحرب في أوكرانيا وعبروا عن تضامنهم مع رفاقهم المقيمين في أوكرانيا وروسيا. وعرض اثناء الحفل الفيلم الوثائقي القصير (جدارية المطر) للفنانة ايمان خضر، كما تم تقليد بعض الأنصار وعوائل الشهداء بـ(وسام النصير الشيوعي).

وفي اجواء من الالفة وبروح المسؤولية العالية، افتتحت جلسات المؤتمر التي انتخبوا فيها جميع لجان المؤتمر. وبعد ذلك وفي جو مفعم بالجدية وحرية الرأي، باشر المؤتمرون بمناقشة التقرير الانجازي والتقرير المالي وتم اقرارهما مع الملاحظات الواردة من المندوبين. وفي الجلسة التالية تمت مناقشة فقرات النظام الداخلي، وتم اقراره مع الملاحظات والتعديلات.

كما اقر المؤتمر مجموعة من التوصيات والقرارات التي تساهم في تطوير عمل الرابطة المستقبلي. وتوجه بالتحية لكل من ساهم في انجاح اعماله، كما وجه التحية للاول من ايار عيد العمال العالمي. وتوقف عند ذكرى جريمة بشت آشان وحيا بطولات الشهداء. ووقف المؤتمرون دقيقة صمت حدادا على روح الرفيقين باقر إبراهيم/ ابو خولة وعبد العزيز الشعرباف/ أبو نضيلة.

وبشعور عالٍ بالمسؤولية وبحضور قاض منتدب رسميا، وفي أجواء منافسة رفاقية وديمقراطية تم انتخاب سبعة نصيرات وانصار كأعضاء اساسيين، ورفيقين احتياط للجنة التنفيذية الجديدة. واختتم المؤتمر بقراءة البلاغ الختامي واغنية (شباب أنصار حلوين).

عاشت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين

المجد والخلود لشهداء الحركة الانصارية

المؤتمر الحادي عشر لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين

ــــــــــــــ

أربيل

29  نيسان   2024

**********************************************************************

الصفحة العاشرة

في يومهم العالمي.. العمال يَتّحدون ضد جرائم الصهاينة

متابعة ـ طريق الشعب

خرجت تظاهرات في عدة مدن وبلدان العالم في يوم العمال العالمي، رافعة شعارات الدعم والتضامن مع غزة، يأتي ذلك في ظل تعالي الأصوات حول العالم من أجل وقف تسليح “الكيان الصهيوني” بسبب عدوانها على قطاع غزة، وارتكابها لحرب الإبادة فيه.

 

وتحوّلت فعاليات اليوم العالمي للعمال إلى مناسبة لدعم فلسطين واستنكار للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

قمع في فرنسا

وقمعت الشرطة الفرنسية تظاهرة خرجت في مدينة ليون الفرنسية، داعمة لغزة وفلسطين، وذلك خلال إحياء فعاليات اليوم العالمي للعمال، كما خرجت أيضا تظاهرة في لندن بذات المناسبة ودعما لغزة.

وفي لندن رفع المتظاهرون في اليوم العالمي للعمال شعارات الدعم والتضامن مع غزة، كما تجمع عمّال في أثينا اليونانية ومالمو السويدية معلنين دعمهم لفلسطين، كما نظمت تظاهرات أمام وزارة التجارة وشركات تصنيع الأسلحة، اليوم الأربعاء، للمطالبة بوقف تصدير السلاح إلى “إسرائيل”، حيث تجمع متظاهرون في موقع شركة “BAE Systems” في غلاسكو، في عيد العمال، استجابةً لدعوات لعرقلة تدفق الأسلحة إلى “إسرائيل”.

لبنان وتونس

ونظم الحزب الشيوعي اللبناني، مسيرة في بيروت بمناسبة عيد العمال العالمي، حيث جال حشد من المشاركين بمسيرة انطلقت من البرير إلى ساحة رياض الصلح وسط بيروت.

وشارك بالمسيرة حشد من المناصرين والعمال وعدد من الأحزاب اليسارية والشخصيات الوطنية. وقال الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب إن “هذه المناسبة هي لتكريم الشهداء الذين صنعوا هذا العيد عمالا وكادحين من أجل وحدة الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة، ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية وضد الاستغلال الطبقي ومن أجل المساواة بين البشر والاشتراكية، وهو يوم لوقف العدوان الصهيوني على لبنان وجنوبه ومن أجل الانتصار لفلسطين وغزة والضفة الغربية والقدس ولشهدائها ومقاوميها أطفالا ونساء وشيوخا، ومن أجل التنديد بالتهديدات الصهيونية باجتياح رفح البقعة الصغيرة التي يسكنها مليون ونصف مليون فلسطيني”.

وخرجت تظاهرة في ساحة النضال النقابي في تونس وأيضا تجمع عمّال في أثينا اليونانية ومالمو السويدية معلنين دعمهم لفلسطين، بالإضافة إلى إقامة مسيرة مماثلة وحاشدة في بيروت، رفعت مضامين ذات الشعارات.

وفي السياق وجه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، تحية للحركات الطلابية في الجامعات الأمريكية والعالمية، مؤكداً أن الواجب القومي “يقتضي منا اليوم مضاعفة الجهد نصرةً لفلسطين، وسن قانون تجريم التطبيع وتحصين بلادنا من التسرب الصهيوني”.

المغرب

وشارك آلاف المغاربة، في تظاهرات لإحياء ليوم العمال العالمي بالتوازي مع هتافات تضامنية مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مدمر منذ 7 تشرين الأول الماضي.

ونظم عدد من النقابات تجمعات ومسيرات بمدن مغربية دعما للطبقة العمالية، وسط مطالب للحكومة بالاستجابة لحقوق العمال.

وتخللت هذه المسيرات، شعارات داعمة لغزة، ومطالبة بوقف حرب “الإبادة” الإسرائيلية التي تتعرض لها

وتتعالى الأصوات حول العالم، في مؤسسات رسمية وغير رسمية، من أجل وقف تسليح “إسرائيل” بسبب عدوانها على قطاع غزة، وارتكابها لحرب الإبادة فيه.

اعتقالات في تركيا

من جانب آخر، أوقفت الشرطة التركية عشرات المتظاهرين الذين تجمعوا في اسطنبول للاحتفال بعيد العمال والتنديد بسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما دفعت أنقرة بتعزيزات أمنية في محاولة لقطع الطريق أمام أي احتجاجات في ساحة تقسيم الشهيرة.

ووقعت الصدامات الأولى عندما حاول المتظاهرون اختراق حواجز الشرطة للوصول إلى ساحة تقسيم التي كانت عام 2013 مركز الاحتجاجات ضد الرئيس رجب طيب أردوغان.

ووقعت حوادث أخرى أمام بلدية إسطنبول حيث أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والرصاص البلاستيك ضد المتظاهرين الذين حاولوا اختراق الحواجز التي نصبتها قوات الأمن.

**********************************************************************

متطرفون يهاجمون خيم طلبة الجامعات الأمريكية المساندين للشعب الفلسطيني

لوس أنجلوس ـ وكالات

هاجمت مجموعة مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، الطلبة المؤيدين للفلسطينيين بعنف، وحاولت هدم مخيمهم بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أمس الأربعاء.

وأعلنت شرطة لوس أنجلوس في بيان عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا)، أنه “بناء على طلب من جامعة كاليفورنيا، وبسبب أعمال العنف التي ارتكبت داخل الحرم الجامعي، تدخلت شرطة لوس أنجلوس لتقديم الدعم لشرطة الجامعة واستعادة النظام”.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن صدامات بدأت فجرا بين مجموعات مؤيدة للفلسطينيين ومحتجين متطرفين مؤيدين للاحتلال الإسرائيلي.

وأظهرت مشاهد متظاهرين وهم يضربون بالعصا، ويحطمون حواجز معدنية، فيما يقوم آخرون برش خيام المعتصمين بالمفرقعات.

ومنذ أسبوعين، تتصاعد موجة احتجاجات طلابية في كبرى الجامعات الأمريكية من كاليفورنيا غربا، مرورا بالولايات الوسطى والجنوبية مثل تكساس وأريزونا، ضد الإبادة الجماعية في الحرب التي يقوم بها الاحتلال في غزة، والمطالبة بقطع إداراتها روابطها بمانحين لإسرائيل أو شركات على ارتباط بها.

وفي مدينة تامبا، استخدمت الشرطة الأمريكية الغاز المدمع والرصاص المطاطي لفض اعتصام طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعة جنوب فلوريدا، كما اعتقلت 10 أشخاص على الأقل.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن المتظاهرين وصلوا إلى حرم الجامعة مزودين بدروع خشبية ومظلات وخيام٬ لحماية أنفسهم.

وأظهرت مقاطع فيديو، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، العديد من المتظاهرين وهم يستخدمون المظلات أو لافتاتهم لتجنب التعرض للغاز المدمع.

 وفي السياق ذاته، اعتقلت الشرطة الأمريكية أمس 25 شخصا من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، في جامعة “سيتي كوليدج أوف نيويورك”.

**************************************************************

جرائم انتهاك حقوق الإنسان لا تتقادم كولومبيا: اتهام شركات الموز بتمويل المليشيات

رشيد غويلب

لعبت المليشيات وعصابات الجريمة دورا مدمرا في حياة العديد من بلدان امريكا اللاتينية، وكانت توظف في معارك محتكري السوق، وفي تنشيط تجارة المخدرات، وكذلك كأداة قمع رئيسية ضد القوى الانسانية، وقوى اليسار والسلام والتقدم في هذه البلدان.

وفي منطقة أورابا بشمال كولومبيا، يواجه جميع أعضاء مجالس إدارة شركات الموز الكبيرة الاتهام بتقديم الدعم المالي للمليشيات اليمينية المسلحة.

هذا ما افاد به القادة السابقون في وحدة “أليكس هورتادو” التابعة لمليشيا « قوات الدفاع الذاتي المتحدة الكولومبية» سيئة السمعة، أمام اللجنة الكولومبية للعدالة والسلام. وأكدوا أن شركات الموز دفعت في سنوات 1996 – 2004، ثلاثة سنتات عن كل صندوق موز مُصدر، أي ما مجموعه أكثر من 33 مليون بيزو (قرابة 16 ألف يورو) في حينها إلى المليشيات المسلحة.

أكد قائد الميليشيات السابق راوول إميليو هاسبون ميندوزا، المعروف باسم «بيدرو بونيتو»، هذه الادعاءات، وقام بيدرو بونيتو بذكر أسماء 14 عضوًا في مجلس إدارة شركات الموز. من جانبه وجه المدعي الكولومبي الخاص فيديريكو لوبيرا تهمة «التآمر الإجرامي الخطير» لرجال الأعمال الأربعة عشر، لقيامهم بتشجيع وتمويل جماعات مسلحة غير شرعية. وتندرج هذه الجرائم، في سياق الجرائم التي تنتهك حقوق إنسان، وهي جرائم غير مشمولة بقانون التقادم وما يزال التحقيق فيها ممكنا.

انتهاكات لحقوق الانسان

مقابل الملايين، تعهد قادة الميلشيات في أورابا، وكان أحدهم بيدرو بونيتو، بحماية الشركات وضمان قدرتها على الاستمرار في القيام بأعمال تجارية في منطقة أورابا المحاصرة. وقد تم بالفعل التحقيق مع بعض رجال الاعمال، الذين كان عليهم في وقت سابق ي إعادة الأراضي التي صادرتها الميلشيات.

كان بيدرو بونيتو أيضًا رجل أعمال موز وقام بتنسيق عمليات دفع الأموال إلى المليشيات. وتم تحويل الأموال عبر المؤسسة الأمنية «كونفيغير ببغايو»، التي يرأسها ألبرتو أوسوريو ميخيا وأرنولفو بينويلا مارين، اللذين حكم عليهما بالسجن لمدة أربع وست سنوات على التوالي بسبب صلاتهما بوحدة «أليكس هورتادو» التابعة للمليشيات.

المخدرات في صناديق الموز

في تشرين الثاني 2023، قدمت السلطات الإيطالية معلومات إلى حكومة كولومبيا مفادها أن شركة الموز الكولومبية «باناكول» متورطة في تهريب المخدرات. في ميناء جيويا تاورو بجنوب إيطاليا، بين عامي 2020 و2022، تم اكتشاف ثلاث شحنات من الكوكايين في حاويات باناكول تحتوي على 3,4 طن من الكوكايين جاءت من موانئ أورابا الكولومبية.

وبحسب المحققين، فإن عصابات المخدرات اختارت شركات الموز لأن لديها في الموانئ أرصفة خاصة، مما يسهل تهريب المخدرات. وتعتبر علب الموز أيضًا طريقة جيدة لإخفاء عبوات المخدرات.

شركات الموز هي الرابحة

في عام 2007، أُدينت شركة « تشيكيتا براندز» متعددة الجنسيات في الولايات المتحدة بدفع 1.7 مليون دولار إلى المليشيات الكولومبية. واكتشف المدعون العامون في وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية أيضًا أن شركة «باناكول» هي فرع تابع لشركة» تشيكيتا براندز». وأكد قادة المليشيات السابقون هذا الافتراض: «إن الرابحين الحقيقيين في الحرب في منطقة أورابا هم كبار رجال الأعمال في قطاع صناعة الموز.

لقد دعم 14 رجل أعمال كبار، يجري التحقيق معهم الآن الحملات الانتخابية لمسؤولين من الحزب المحافظ اليميني الذي كان يتزعمه الرئيس ألفارو أوريبي آنذاك (2002-2010).

تعد كولومبيا رابع أكبر مصدر للموز في العالم، ويأتي 60 بالمائة من الموز المصدر من كولومبيا من منطقة أورابا، حيث تلعب شركة باناكول الدور الأرأس.

تجري التحقيقات الآن في عهد أول حكومة يسارية في تاريخ البلاد. وضمن أمور أخرى تنظم قوى اليمين بشقيه المحافظ والمتطرف، وبدعم من أصحاب راس المال وملاكي الأراضي والمليشيات وعصابات الجريمة، تظاهرات تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد وتوفير ظروف مواتية للانقلاب على حكومة الرئيس اليساري غوستاف بيترو.

********************************************************************

الأونروا تطالب بتحقيق مستقل في ممارسات إسرائيل بحق موظفيها

فيينا ـ وكالات

دعا فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الدول إلى دعم إجراء تحقيق مستقل في عمليات القتل والاعتقال التي تعرض لها موظفوها والأضرار التي لحقت بمبانيها، وذلك بمجرد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. واتهمت الأونروا إسرائيل باستهداف منشآتها خلال الحرب المستمرة منذ نحو سبعة أشهر في قطاع غزة، وقالت إن 182 من موظفيها في غزة قتلوا وتعرض أكثر من 160 من مبانيها للقصف، مما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص الفارين من القصف الإسرائيلي. وبعد إحاطة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في جنيف، قال لازاريني إنه يريد أن تدعم الدول إجراء تحقيق مستقل “للنظر في هذا التجاوز الصارخ تجاه الأمم المتحدة كي لا يصبح هذا هو النهج الجديد مستقبلا”.

وردت البعثة الدبلوماسية لإسرائيل في جنيف باتهام الأونروا بالتواطؤ مع حماس، قائلة إن الجماعة الفلسطينية منغمسة داخل البنية التحتية للوكالة.

وقال لازاريني إن إسرائيل منعته من دخول غزة الشهر الماضي، لافتا إلى أنه يعتزم زيارة القطاع مجددا يوم الأحد وعبر عن أمله في أن تسمح له إسرائيل بالدخول.

والأونروا هي أكبر مقدم للمساعدات الإنسانية في غزة حيث يتولى موظفوها البالغ عددهم 13 ألفا إدارة المدارس والخدمات الاجتماعية للاجئين الذين يشكلون غالبية سكان القطاع.

*********************************************************************

اتحاد الشغل التونسي  ينتقد تفرد السلطة في البلاد

تونس ـ وكالات

طالب أمين عام اتحاد الشغل التونسي نورالدين الطبوبي أمس الأربعاء بتحسين أوضاع العمال مشيرا إلى أن الاتحاد لا يشعر بالارتياح إزاء المناخ السياسي في البلاد وذلك في خطاب ألقاه الطبوبي خلال تجمع بمناسبة يوم العمال العالمي، شارك فيه مئات النقابيين والعمال أمام مقر اتحاد الشغل بالعاصمة تونس.

وقال الطبوبي “غير مرتاحين مطلقا للمناخ السياسي السائد، بما طغى عليه من تفرّد وتعنّت وإقصاء وتصفية حسابات، وانتهاكات وضغوط” قائلا إن “مواصلة نهج التفرد في جميع المجالات بما فيها السياسي، لن يفضي إلا إلى الانسداد والمآزق، فضلا عمّا يمكن أن يخفيه من مفاجآت غير محمودة العواقب”.

وأعرب عن “استعداد اتحاد الشغل لتفعيل الحوار الاجتماعي، والحفاظ على أهم مكسب اجتماعي ناضلت من أجله أجيال، ودُوّن في القوانين والتشريعات” متعهدا بأن الاتحاد “لن يدخر جهدا من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، وفرض حقوق التفاوض وتقديم المطالب الاجتماعية وتحسين أوضاع الأجراء (العمال)”.

وحذر من أن “اتحاد الشغل قوي، وعدم الاستجابة لمطالب عماله الشرعية سيدفعهم للتحرك” في تحذير قوي للسلطة بعد فترة من الهدوء بين الرئاسة والمنظمة النقابية.

**************************************************************************

الاحتلال يرفض التماسا لإنهاء الحبس الانفرادي للأسير مروان البرغوثي

متابعة ـ طريق الشعب

قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن المحكمة المركزية في إسرائيل رفضت أمس الأربعاء التماسا من عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني (فتح) الأسير مروان البرغوثي (64 عاما) لإنهاء عزله الانفرادي. وذكرت الصحيفة أن قرار المحكمة الإسرائيلية يعد مؤشرا جديدا على التأييد القانوني الذي تحظى به سياسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في تشديد ظروف اعتقال السجناء الفلسطينيين. وحسب الصحيفة، فإن قاضي المحكمة قبل موقف الجيش الإسرائيلي بأن “الصورة الإعلامية للبرغوثي وهو يحاول إظهار نفسه مناضلا من أجل الحرية لا تتوافق مع مضمون تقارير الاستخبارات”. وأضاف القاضي أن مسؤولي الاستخبارات يرون أن نقل البرغوثي من العزل الانفرادي إلى الأجنحة النظامية في السجن سيساعد في تقوية حركة حماس.

وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت البرغوثي عام 2002، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة (5 مؤبدات و40 عاما) بتهمة “المسؤولية عن عمليات نفذتها مجموعات مسلحة محسوبة على حركة فتح وأدت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين”.

وأعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في فبراير/شباط الماضي نقل البرغوثي من سجن عوفر العسكري إلى العزل الانفرادي في سجن آخر، وذلك في أعقاب معلومات عن “انتفاضة مزمعة في الضفة الغربية”. جاء ذلك في سياق الحملة التي يشنها بن غفير على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وبدء الحرب على غزة، ومنذ ذلك الحين استشهد عدد من الأسرى جراء التعذيب، وفقا لتقارير هيئات الأسرى الفلسطينية.

********************************************************************

جرائم انتهاك حقوق الإنسان لا تتقادم كولومبيا: اتهام شركات الموز بتمويل المليشيات

رشيد غويلب

لعبت المليشيات وعصابات الجريمة دورا مدمرا في حياة العديد من بلدان امريكا اللاتينية، وكانت توظف في معارك محتكري السوق، وفي تنشيط تجارة المخدرات، وكذلك كأداة قمع رئيسية ضد القوى الانسانية، وقوى اليسار والسلام والتقدم في هذه البلدان.

وفي منطقة أورابا بشمال كولومبيا، يواجه جميع أعضاء مجالس إدارة شركات الموز الكبيرة الاتهام بتقديم الدعم المالي للمليشيات اليمينية المسلحة.

هذا ما افاد به القادة السابقون في وحدة “أليكس هورتادو” التابعة لمليشيا « قوات الدفاع الذاتي المتحدة الكولومبية» سيئة السمعة، أمام اللجنة الكولومبية للعدالة والسلام. وأكدوا أن شركات الموز دفعت في سنوات 1996 – 2004، ثلاثة سنتات عن كل صندوق موز مُصدر، أي ما مجموعه أكثر من 33 مليون بيزو (قرابة 16 ألف يورو) في حينها إلى المليشيات المسلحة.

أكد قائد الميليشيات السابق راوول إميليو هاسبون ميندوزا، المعروف باسم «بيدرو بونيتو»، هذه الادعاءات، وقام بيدرو بونيتو بذكر أسماء 14 عضوًا في مجلس إدارة شركات الموز. من جانبه وجه المدعي الكولومبي الخاص فيديريكو لوبيرا تهمة «التآمر الإجرامي الخطير» لرجال الأعمال الأربعة عشر، لقيامهم بتشجيع وتمويل جماعات مسلحة غير شرعية. وتندرج هذه الجرائم، في سياق الجرائم التي تنتهك حقوق إنسان، وهي جرائم غير مشمولة بقانون التقادم وما يزال التحقيق فيها ممكنا.

انتهاكات لحقوق الانسان

مقابل الملايين، تعهد قادة الميلشيات في أورابا، وكان أحدهم بيدرو بونيتو، بحماية الشركات وضمان قدرتها على الاستمرار في القيام بأعمال تجارية في منطقة أورابا المحاصرة. وقد تم بالفعل التحقيق مع بعض رجال الاعمال، الذين كان عليهم في وقت سابق ي إعادة الأراضي التي صادرتها الميلشيات.

كان بيدرو بونيتو أيضًا رجل أعمال موز وقام بتنسيق عمليات دفع الأموال إلى المليشيات. وتم تحويل الأموال عبر المؤسسة الأمنية «كونفيغير ببغايو»، التي يرأسها ألبرتو أوسوريو ميخيا وأرنولفو بينويلا مارين، اللذين حكم عليهما بالسجن لمدة أربع وست سنوات على التوالي بسبب صلاتهما بوحدة «أليكس هورتادو» التابعة للمليشيات.

المخدرات في صناديق الموز

في تشرين الثاني 2023، قدمت السلطات الإيطالية معلومات إلى حكومة كولومبيا مفادها أن شركة الموز الكولومبية «باناكول» متورطة في تهريب المخدرات. في ميناء جيويا تاورو بجنوب إيطاليا، بين عامي 2020 و2022، تم اكتشاف ثلاث شحنات من الكوكايين في حاويات باناكول تحتوي على 3,4 طن من الكوكايين جاءت من موانئ أورابا الكولومبية.

وبحسب المحققين، فإن عصابات المخدرات اختارت شركات الموز لأن لديها في الموانئ أرصفة خاصة، مما يسهل تهريب المخدرات. وتعتبر علب الموز أيضًا طريقة جيدة لإخفاء عبوات المخدرات.

شركات الموز هي الرابحة

في عام 2007، أُدينت شركة « تشيكيتا براندز» متعددة الجنسيات في الولايات المتحدة بدفع 1.7 مليون دولار إلى المليشيات الكولومبية. واكتشف المدعون العامون في وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية أيضًا أن شركة «باناكول» هي فرع تابع لشركة» تشيكيتا براندز». وأكد قادة المليشيات السابقون هذا الافتراض: «إن الرابحين الحقيقيين في الحرب في منطقة أورابا هم كبار رجال الأعمال في قطاع صناعة الموز.

لقد دعم 14 رجل أعمال كبار، يجري التحقيق معهم الآن الحملات الانتخابية لمسؤولين من الحزب المحافظ اليميني الذي كان يتزعمه الرئيس ألفارو أوريبي آنذاك (2002-2010).

تعد كولومبيا رابع أكبر مصدر للموز في العالم، ويأتي 60 بالمائة من الموز المصدر من كولومبيا من منطقة أورابا، حيث تلعب شركة باناكول الدور الأرأس.

تجري التحقيقات الآن في عهد أول حكومة يسارية في تاريخ البلاد. وضمن أمور أخرى تنظم قوى اليمين بشقيه المحافظ والمتطرف، وبدعم من أصحاب راس المال وملاكي الأراضي والمليشيات وعصابات الجريمة، تظاهرات تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد وتوفير ظروف مواتية للانقلاب على حكومة الرئيس اليساري غوستاف بيترو.

**************************************************************

الصفحة الحادية عشر

هيكلة المصارف الحكومية تحذيرات من تبعات الخطوة

متابعة ـ طريق الشعب

تنوي الحكومة هيكلة أكبر مصرفيين حكوميين إلى جانب دمج ثلاثة مصارف تخصصية، استجابة لضغوط ومطالبات صندوق النقد الدولي بإعادة هيكلة المصارف الحكومية.

وتأتي هذا الخطوة في ظل التراجع الذي يشهده القطاع المصرفي الحكومي وعدم مواكبته التطور التكنولوجي، وعدم توسيع إطار تعاملاته المالية ولا سيما مصرفي الرافدين والرشيد الحكوميين، اللذين تعرضا إلى عقوبات دولية خلال تسعينيات القرن الماضي عقب غزو النظام السابق للكويت، ولا تزال حتى الآن مفروضة في التعامل الدولي معهما، خصوصاً في ما يتعلق بقضية الحوالات المالية.

ووافق مجلس الوزراء على التعاقد المباشر مع شركة «إرنست أند يونغ» لدرس موضوع إعادة هيكلة المصرفين، وتقديم توصياتها في شأنهما واقتراح خريطة طريق في هذا الشأن خلال ستة أشهر.

كما أقرت الحكومة التعاقد المباشر من جانب المصرف الصناعي مع الشركة ذاتها لدرس موضوع دمج المصارف الصناعي والعقاري والزراعي في مصرف واحد، وتقديم التوصية المناسبة في شأنه وتحديد المدة الزمنية المطلوبة للدمج وآلية نقل الأرصدة إلى المصرف الجديد.

وتشتمل خطة البنك المركزي الخاصة بإعادة هيكلة المصارف الحكومية، على مرحلتين؛ الأولى تتضمن شطر مصرف الرافدين إلى قسمين: الأول، مخصص للحسابات الحكومية. والثاني سيتحول إلى شركة مساهمة مفتوحة للجمهور والحكومة، بهدف تأسيس مصرف تجاري عالمي. كما سيتم تحويل المصرف الصناعي من مصرف حكومي إلى مصرف شركة مساهمة، ما يفتح الباب أمام تشكيل مصرف تجاري عالمي آخر.

أمّا المرحلة الثانية فتتضمن دمج مصرف الرشيد مع القسم التجاري الجديد لمصرف الرافدين. كذلك دمج المصرف الزراعي مع المصرف الصناعي الاستثماري الجديد. بالإضافة إلى ذلك، سيتم دمج المصرف العقاري مع صندوق الإسكان لتشكيل مصرف واحد يُعرض كشركة مساهمة وطنية حكومية وخاصة.

خطوة بحاجة إلى دراسة

وعلّق عضو اللجنة المالية، معين الكاظمي، على قرار شطر ودمج المصارف الحكومية، مؤكدًا أن الخطوة بحاجة إلى دراسة عميقة، خاصةً في ما يتعلق بمصرف الرافدين، الذي يُعد من أكبر المصارف العراقية.

وقال الكاظمي، انه «يجب على وزارة المالية وإدارة البنك المركزي دراسة مثل هذه القرارات قبل تطبيقها على أرض الواقع»، منوها إلى أن «النظام المالي بحاجة إلى إجراءات جديدة تسهم في دعم القطاع المصرفي في البلاد».

وأضاف «أعتقد أن القرارات الأخيرة للبنك المركزي المتعلقة بدمج وشطر بعض المصارف تأتي ضمن السعي لرفع العقوبات المفروضة على بعض البنوك العراقية، أو لتخفيف الضرر الناجم عن تلك العقوبات».

وأشار إلى أن «هذه القرارات لها فائدة من ناحية ترشيق الموظفين وتقليل الصرفيات، من خلال توحيد الإدارات في فروع تلك المصارف”، مُبديًا “تخوفه من القرارات التي تتعلق بمصرف الرافدين فقط، على اعتبار أنه أكبر مصارف العراق”.

وأوضح الكاظمي، أنه «ليس هناك مخاوف من هذه القرارات، لأن وزارة المالية والبنك المركزي درسا الموضوع بصورة جيدة من جميع النواحي، وإلا فمن غير المعقول أن تُخاطر بقطاع مهم جدًا دون دراسة الإيجابيات والسلبيات».

تنظيف وترتيب موازناتها

من جهته، قال الخبير المالي والمصرفي محمود داغر، أن شركة «إرنست أند يونغ» ستساعد في إعادة ترتيب المصارف الحكومية، فيما شدد على ضرورة إعادة دمج المؤسسات المالية.

وأضاف داغر، أن «المؤسسات المالية التابعة للقطاع الحكومي، سواء المصرفية وغير المصرفية، تعاني مشكلات عدة منها الديون ومشكلات في الموازنات العمومية وتراكمات غير محسومة»، مشيراً إلى أن «رأسمال هذه المصارف غير قادر على مواكبة المتطلبات الحديثة، لذلك ستساعد شركة «أرنست أند يونغ» التي تعد من بين الشركات المهنية الكبرى الأربعة في العالم في عمليات إعادة تنظيف وترتيب الموازنات لهذه المنشآت العامة سواء كانت مصارف أو شركات تأمين».

******************************************************************************

معنيون يحددون عوامل استقرار سعر الصرف

متابعة ـ طريق الشعب

أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة المعقل، نبيل المرسومي، أن الدولار عاود مساره التصاعدي مقابل الدينار، لأن السبب الحقيقي لانخفاضه كان مرتبطًا بمعنويات السوق الجيدة وبالمضاربة على الدولار.

وأشار المرسومي في تدوينة إلى أن «السبب الحقيقي للفجوة بين السعرين الرسمي والموازي لم يتغير، وهو المتمثل بتمويل التجارة مع إيران من خلال الدولار النقدي».

سبب سياسي

من جانبه، علّق المختص في الشأن الاقتصادي باسم انطوان على الانخفاض النسبي في أسعار صرف الدولار أمام الدينار، قبل ان تعاود الارتفاع مجددا.

وقال انطوان في حديث صحفي ان «ارتفاع أسعار صرف الدولار في العراق سببه سياسي واقتصادي، وبالتالي تبقى الأسعار مرهونة بتطورات الساحة السياسية»، مشيرا إلى أنه «يجب تحسين قطاع الإنتاج في البلد حتى يمكن للدينار العراقي أن يسترد عافيته مجددًا وتُغلق الفجوة الكبيرة بينه وبين الدولار».

وأضاف، ان «هناك إجراءات اتخذها البنك المركزي ساهمت في انخفاض قيمة الدولار، لكن الأوضاع السياسية ما زالت تلعب دورا كبيرا في انخفاض قيمة الدينار»، مبينا أن «قطاعات الصناعة والزراعة والنقل والمواصلات لم يجرِ عليها أي تغيير، وبالتالي فإن هبوط قيمة الدولار يبقى وقتيًا وغير مستدام».

وأشار إلى أن «إجراءات البنك المركزي والتحركات الحكومية على المستوى الداخلي والخارجي لا تكفي لخلق بيئة استثمارية جاذبة وغير طاردة”، منوهًا إلى أن “عمليات فقدان الأمن تعمل على طرد الاستثمار، وبالتالي طرد رؤوس الأموال إلى الخارج».

ودعا الخبير الاقتصادي الحكومة إلى «تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحجيم الاستيراد من الخارج، لضمان بقاء العملة الصعبة داخل البلاد»، مردفًا بأن «رفع الرسوم الكمركية سيوفر حماية للمنتج المحلي».

وعاودت أسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي الارتفاع مجددا في الأسواق المحلية بالعاصمة بغداد، حيث بلغ سعر بيع الدولار في محال الصرافة 147 الف دينار لكل 100 دولار.

***************************************************************************

هيمنة الدولار سند العقوبات الأمريكية على شعوب العالم

بشار أحمد

دأب كلُّ من الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول الاتحاد الأوروبي على فرض أنواع من العقوبات على الدول التي تصنفها «مارقة «، عقوبات سياسية واقتصادية. من بين تلك العقوبات... تجميد أموال مودعة في مؤسساتها المالية من قبل عدد غير قليل من دول العالم. تجميد الأموال وسيلة مصرفية لوقف تصرّف الدول بما أودعته من الأموال لدى دول أخرى. منذ خمسينيات القرن الماضي هيمن الدولار الأمريكي كعملة أساس على حركة التجارة العالمية بما في أسواق النفط والغاز والسلع والخدمات، تلك الهيمنة فرضتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة على معظم دول العالم بأساليب قسرية مروجة للنظام الرأسمالي وتصدير» الديمقراطية”، يضاف إلى ذلك التدخلات العسكرية الأمريكية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية لأكثر من سبعة عقود تُرجمت بكوارث الغزو لعدد من دول العالم، ونشر القواعد العسكرية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. كان من بين أهداف الإنتشار العسكري الحفاظ على هيمنة الدولارالأمريكي. سوغّت الإدارات الأمريكية نشر قواعدها العسكرية في العالم بما تُسميه «الحربَ الكونيةَ على الإرهاب...» بحسب بيانات عسكرية، فإن واشنطن تمتلك نحو 800 قاعدة عسكرية في أكثر من سبعين دولة حول العالم. (المصدرـ سكاي نيوز).

في 27 شباط/ فبراير 2024 نشرت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) خبرا نصه:” عرضت «جانيت يلين «وزيرة الخزانة الأمريكية أقوى دعم علني لها حتى الآن لفكرة تصفية ما يقرب من 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في عدد من المؤسسات المالية خارج روسيا واستخدامها لإعادة إعمار أوكرانيا على المدى الطويل. جاء ذلك في في تصريحات للوزيرة الأمريكية في «ساو باولو» بالبرازيل، حيث يجتمع رؤساء وزراء مجموعة العشرين ووزراء مالية المجموعة. وقالت يلين” من الضروري والعاجل أن يجد ائتلافنا طريقة لإطلاق قيمة هذه الأصول المجمدة لدعم المقاومة المستمرة في أوكرانيا وإعادة الإعمار على المدى الطويل»، وأضافت” أعتقد أن هناك مبرراً قوياً للقانون الدولي والاقتصاد والأخلاق للمضي قدماً، وسيكون هذا الإجراء ردا حاسما على التهديد غير المسبوق الذي تمثله روسيا للاستقرار العالمي».

جمّدت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها مئات المليارات من الدولارات من الممتلكات الروسية المودعة في المؤسسات المالية في الدول الأجنبية ردا على غزو موسكو لأوكرانيا. ظلت هذه المليارات غير مستغلة مع استمرار الحرب، التي دخلت الآن عامها الثالث، بينما ناقش مسؤولون من دول متعددة مدى شرعية إرسال الأموال إلى أوكرانيا. يوجدأكثر من ثلثي أموال البنك المركزي الروسي المجمدة في المؤسسات المالية في الاتحاد الأوروبي. (وكالة الصحافة الفرنسية).

 «جانيت لويز يلين» خبيرة اقتصادية أمريكية تشغل منصب وزيرة الخزانة الأمريكية منذ 26 يناير 2021، شغلت سابقًا منصب رئيس المجلس الإحتياطي الفيدرالي من عام 2014 إلى عام 2018. تروّج الآن لفكرة تصفية ما يقرب من 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة واستخدامها لإعادة إعمار أوكرانيا على المدى الطويل، وقالت «أعتقد أن هناك مبرراً قوياً للقانون الدولي والاقتصاد والأخلاق للمضي قدماًفي تنفيذ الفكرة». عن أي «قانون دولي «تتحدث «يلين «و عن أي «مبرر». وعن أي «أخلاق «يتيح لحكومتها التصرّف بأموال إئتُمِنَت مؤسساتها المالية عليها لتجمدها ثم تصادرها و تتصرف بها ؟!؟!. الذي تعتزم الإدارة الأمريكية تنفيذه، كما تروّج له «يلين» يؤكد خطورة بقاء أموال عدد من دول العالم مودعة لدى المؤسسات المالية الأمريكية و الأوروبية.

في 24 نيسان/ إبريل 2024 وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن حزمة قوانين ل «مساعدة «أوكرانيا وإسرائيل وتايوان.، ويبلغ حجم الحزمة 95 مليار دولار، وهي تشمل 61 مليار دولار لأوكرانيا، و26 مليار دولار لإسرائيل. تقول وكالة (نوفوستي  الروسية): تم تخصيص 60.84 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا، من هذا المبلغ، سيتم استخدام 23.2 مليار لتجديد الأسلحة المرسلة إليها من مستودعات البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية)، وسيتم استخدام 13.8 مليار للمشتريات العسكرية للقوات الأوكرانية في السوق المفتوحة، و11.3 مليار دولار لدعم «العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة»، كما تم تخصيص 26 مليون دولار لعمليات التدقيق الحسابي». و تنقل (نوفوستي) عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية «دميتري بيسكوف» قوله شحنات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا لن يغير الوضع على أرض المعركة لصالح كييف».

الدولار...العملة الأمريكية المتداولة محليا ودوليا. قدّر (المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي) في 20 أيلول/ سبتمبر 2023 إجمالي مبلغ العملة المتداولة بحوالي 2.33 تريليون دولار أمريكي. ويقدر ما قد يصل إلى نصف كمية العملة الأمريكية يتم تداولها في الخارج. تشكل حالة عدم اليقين ومتغيرات الواقع السياسي والاقتصادي على الطلب على الدولار خارج الولايات المتحدة. مع ذلك فإن (المجلس) يتابع حثيثا وضع تداول الدولار حول العالم بما يبقي أسعار صرفه متوازنة كي يبعد التخلي عنه كعملة وسيطة أساس في التجارة. 

 بين وزارة الخزانة الأمريكية و(المجلس) تنسيق وثيق بصفتيهما المسؤولين عن إدارة النظام النقدي داخل الولايات المتحدة وخارجها. (المجلس) يمثل سلطة إصدار الدولار في الولايات المتحدة الأمريكية فإنه يُعتبر المسؤول عن ضمان وجود ما يكفي من النقد المتداول لتلبية الطلب العام محليًا ودوليًا. وتمويل الطلب على السلع والخدمات، ومستويات الدخول، وتوفير وتيسير طرق التداول البديلة، فضلا عن موازنة المعروض المتداول من النقد مع الطلب المحلي. (المصدر: موقع المجلس على شبكة الأنترنيت)، غير أن مسؤولية (المجلس) عن ضمان وجود ما يكفي من النقد المتداول لتلبية الطلب العام دوليًا غير متحققة، فطالما تعرضت الدول التي ربطت عملاتها بالدولار الأمريكي لأزمات نقص السيولة ولم يسعفها (المجلس)، الأمر الذي يجبرها على الأستدانة أو خفض سعر صرف عملتها مقابل الدولار، كما حدث في العراق في كانون الأول عام 2020 عندما قرر البنك المركزي العراقي رفع سعر بيع الدولار للبنوك وشركات الصرافة إلى 1460 دينارا، من 1182 دينارا للدولار الواحد، بهدف تعويض تراجع الإيرادات النفطية الناجم عن تدهور أسعار النفط، الأمر الذي شلَّ التضخم العارم الاقتصاد العراقي وتسبب بمعاناة الطبقة الفقيرة وذوي الدخل القليل.

سنويا تُعقد العشرات من المؤتمرات والمنتديات والندوات التي تنظمها مؤسسات مالية لخدمة دول الاقتصادات الرأسمالية الكبرى، تخرج بتوصيات «للحفاظ على قوة واستدامة نمو الاقتصاد العالمي». يمكن القول إن استدامة نمو الاقتصاد العالمي عبارة تعني أكثر مما تعني استدامة ونمو اقتصادات الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا (مجموعة السبع الصناعية)، بينما لا تنال اقتصادات الدول الناشئة من النمو ما يتحقق للدول الرأسمالية. المؤتمرات والمنتديات الدولية هدفها تسويغ توجهات النظم الرأسمالية في العلاقات التجارية مع دول العالم.

لا يعُرف حجم الأموال الأجنبية المودعة لدى المؤسسات المالية الأمريكية والأوروبية، ولكنها تقدر بما يتجاوز تريليوني دولار (التريليون ألف مليار). هذه مداخلة من إحدى الصحف الأمريكية الرصينة: تقول صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية» إن الأحداث الأخيرة في (أوكرانيا و أفغانستان و إيران) تسلط الضوء على «الخطأ في هذا التفكير بوجود الودائع الأجنبية لدى دول أخرى، مضيفة أنه «باستثناء الذهب، فإن هذه الأصول سيؤول التصرّف بها من قبل شخص آخر، شخص يمكنه فقط أن يقرر أنها لا تساوي شيئا «.(بمعنى أن الودائع الأجنبية بالنقد، دولار أو غيره من العملات، لدى المؤسسات المالية الأمريكية و الأوروبية عند تجميدها و مصادرتها تكون الدول المودعة قد خسرتها) «. في عام 2021، قيّد صندوق النقد الدولي أصول أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان إلى الأموال وحقوق السحب الخاصة». كما أكدت العقوبات المفروضة على إيران أن الاحتفاظ باحتياطيات في الخارج لا يمنع وزارة الخزانة الأميركية من اتخاذ إجراء (لتجميدها أو مصادرتها).

حول العالم، هناك 65 دولة تربط عملاتها المحلية بالدولار الأميركي، وتعود جذور هيمنة الدولار الأميركي على النظام المالي العالمي إلى اتفاقية «بريتون وودز» عام 1944، والتي عُقدت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ومعها نشأ كلُّ من «البنك الدولي» و»صندوق النقد الدولي». أُريد لاتفاقية ”بريتون وودز»، تنظيم التجارة العالمية وتحقيق نوع من الاستقرار المالي الدولي، ونصت حينها على «اعتماد الدولار الأميركي» كعملة رئيسية لتحديد أسعار عملات الدول الأخرى، وكان الدولار حينها مرتبطا بالذهب عند سعر 35 دولارا للأونصة. غير أن الذي تحقق، تباعد الهوة بين قوة الاقتصادات الرأسمالية بفعل هيمنة الدولار على التجارة العالمية، مع بقاء الاقتصادات الناشئة ضعيفة تعاني من مختلف الأزمات والتي في مقدمها الأزمات النقدية..

*************************************************************************

بواعث استمرار ارتفاع مستويات الأسعار

إبراهيم المشهداني

تشهد أسواق العراق حاليا موجة عاتية من ارتفاع الأسعار لسلع الاستهلاك وخاصة المواد الغذائية التي تشكل عناصر الأمن الغذائي يضاف لها ارتفاع أسعار الأدوية التي تحتكرها مكاتب استيراد خاصة تقابلها موجة من السخط الشعبي عبر التظاهر الساخط من الطبقات الفقيرة المهمشة غير المقتنعة بالسياسات الحكومية وإجراءاتها المترهلة. وأيا كانت أسباب هذه الموجة سواء كانت محلية او دولية فإن انعكاساتها الضارة تشمل الشرائح الاجتماعية الأكثر فقرا وهي في ذات الوقت تزيد الأغنياء غنى فما الذي يقف وراء هذه الموجة؟ وما هو الموقف الحكومي منها؟

إن هذه الموجة في ارتفاع الأسعار التي  شملت المواد الاستهلاكية الأساسية آخذة في التصاعد ، فإضافة إلى ارتفاع أسعار العقارات التي أمست ظاهرة ثابتة تتصاعد يوما بعد آخر لأسباب عديدة لا حدود لها، فضلا عن  أسعار اللحوم والدجاج وبيض المائدة والأسماك والخضر التي تشكل جميعها السلة الغذائية اليومية التي تعتاش عليها العائلة العراقية، تضاف اليها أسعار الأدوية التي تضاعفت في الفترة الاخيرة والتي تحتكرها وتحدد أسعارها  مجموعة من مكاتب الاستيراد الخاصة، زد على ذلك السياسات الحكومية في رفع أسعار البنزين المحسن بنوعيه وقد تشمل البنزين العادي لاحقا. وفي خطوة هي الأولى من نوعها أعلنت الهيئة العامة للضرائب في العراق توجُّه الحكومة إلى تحصيل الضرائب من 85 جهة جديدة لم تُشمل سابقاً ضمن جباية الضرائب، من بينها شركات سيارات التاكسي والإعلانات والمشاهير والفنادق والمطاعم وغيرها الكثير، مما تزيد من كلف الإنتاج وما يتبعها من رفع أسعار المنتجات والخدمات التي تقدمها في ظل ضعف الرقابة الحكومية.

وينصب الاهتمام حاليا من قبل الأكاديميين والمنظومات المتخصصة في الشأن الاقتصادي، على تحليل العوامل والأسباب التي تقف وراء هذه الموجة من ارتفاع الأسعار التي يمكن تلخيصها بتدهور القطاع الزراعي المعلل بأزمة المياه الناشئة عن مواقف  دول المنبع  ومن غير المؤكد ان تنتقل التفاهمات مع تركيا بعد زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى مرحلة التنفيذ قريبا  دون متابعة حاسمة في المجالين الحكومي والدبلوماسي، وارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب تراجع الدعم الحكومي  واستمرار ارتفاع سعر صرف الدولار  الذي صاحبه بالتبعية انخفاض قيمة  الدينار  وما يترتب عليه ارتفاع الأسعار بشكل عام  وأسعار المواد الاستهلاكية بشكل خاص بسبب استيراد معظمها من الخارج مع تعطل مفاعيل العرض والطلب في تحديد مستوى الأسعار  بمعناها العام والهيكلي، وهنا برز التعامل بطرف العرض من قبل الكومبرادورية التجارية  الهاربة من التقيد بقوانين حماية المستهلك ومنع الاحتكار ارتباطا بضعف دور الرقابة التجارية والرقابة البرلمانية المترهلة بعد كل دورة برلمانية، زد على ما ذكر من أسباب ارتفاع الأسعار على المستوى العالمي بسبب تعاظم الازمات الاقتصادية التي تواجهها الدول الرأسمالية في أوروبا وامريكا ودول الأطراف التي يتعامل معها العراق تجاريا والتي انعكست عليها الحروب في أوكرانيا  وإسرائيل والصراعات  المتفاقمة بين دول الشمال والجنوب، ومما هو جدير بالذكر أن هذا المستوى المرتفع بالأسعار استمر بالاحتفاظ بوتيرته على الرغم من  الانخفاض التدريجي في سعر صرف الدولار في السوق الموازي  بعد التخفيض في سعر الصرف من قبل البنك المركزي.

إن الحكومة مدعوة لاتخاذ منهج مختلف عما سبق بعيدا عن الموسمية، وبهذا الخصوص نقترح من بين أمور عديدة ما يلي:

 1.متابعة حركة الأسعار في السوق باستمرار من حيث وفرة المواد الغذائية المكونة للأمن الغذائي ومستويات أسعارها من خلال مراقبة منحنيات العرض والطلب وتأثيراتهما على حركة السلع والأسعار في مختلف القطاعات والابتعاد عن الاساليب القديمة التي تتمثل بالتصريحات الإعلامية التبريرية والاجراءات السطحية البعيدة عن جذور المشكلة.

2.تفعيل دور اللجان الثلاثية المشكلة من قبل الحكومة والتي تتكون عناصرها من وزارة التجارة / الرقابة التجارية والأمن الوطني ودائرة الجريمة المنظمة وفق تعليمات محددة وواضحة بعيدة عن الاجتهادات الشخصية التي تقلل من عزيمتها في تنفيذ الاجراءات وتراجعها أمام المغريات التي اعتاد كبار التجار على ممارستها وتقديم التقارير اليومية التي تحدد الإجراءات الحكومية والقضائية اللازمة.

********************************************************************

الصفحة الثانية عشر

العاملات في القطاع الخاص ملف مهمل وقانون عمل معطل

بغداد – نورس حسن

رغم مضي 138 عاما على أول إضراب عمالي عالمي، وقرابة تسعة أعوام على تشريع مجلس النواب العراقي لقانون العمل النافذ، ومصادقته على أغلب الاتفاقيات الدولية، فإن معاناة النساء العاملات لاسيما في القطاع الخاص مازالت مستمرة، إذ يسود التمييز بمختلف اشكاله، شروط عملهنّ بحسب ناشطين وناشطات، والذين يشددون أيضا على ضرورة الإسراع بتنفيذ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال لحماية حقوق العاملين في القطاع الخاص.

طرد دون إنذار

وبهذا الصدد، تتحدث المواطنة، إسراء حامد، وهي عاملة في إحدى شركات القطاع الخاص، عن مخالفات كبيرة يرتكبها أرباب العمل بحق العاملات، خلافا للقوانين النافدة. وتقول لـ» طريق الشعب»، إن «العاملات في القطاع الخاص يتعرضن إلى أبشع أنواع الاستغلال عبر فرض أعمال إضافية خارج مهام عملهن الأصلية، ودون تعويضات مالية تذكر، وحال الاعتراض يتم طرد العاملة من عملها دون رعاية لظروفها الخاصة او حتى إنذارات مسبقة لها او منحها تعويضاً مالياً كمكافأة نهاية الخدمة».

وتذكر أن قرار تسريح زميلتها من العمل قد صدر « بعد وضع جنينها، على الرغم من تقديم طلب بمنحها إجازة إلا أن طلبها قوبل بالرفض من قبل إدارة الشركة التي هي بحاجة ماسة للعاملة، ليصدر بعد أيام قرار الاستغناء عن خدماتها بحجة الغياب».

وتفيد في هذا الخصوص أن الشركة التي تعمل لصالحها «تفرض شروطاً تعسفية لقاء قبول المرأة بالعمل منها عدم الارتباط (الزواج) والتفرغ الكامل للعمل، على الرغم من أجور العمل القليلة التي لا تتناسب مع ساعات وطبيعة العمل».

وتنبه إلى أن «غالبية العاملات في القطاع الخاص غير مشمولات بأي شكل من أشكال الضمان الاجتماعي، حيث لم تصدر تعليمات لتنفيذ القانون الجديد، وإن صاحب العمل اكتفى بشمول عاملين من الرجال بالضمان، وذلك للظهور بالإستجابة للقانون أمام فرق تفتيش وزارة العمل حال زيارتهم الشركة».

وتأمل حامد أن تكون مسيرة الأول من آيار هذا العام «مطلبية بضمان حقوق عمال وعاملات القطاع الخاص وعدم اقتصارها على مسيرة تعبر عن الاحتفال باليوم العالمي للعمال لا أكثر».

عقود عمل غير منصفة

من جانبها، تكشف الناشطة في مجال حقوق المرأة، مروة الكعبي، عن انتهاكات أخرى تتعرض لها النساء العاملات في القطاع الخاص وتقول لـ»طريق الشعب»، إن «حاجة النساء إلى العمل كبيرة، إلا أن عدم المعرفة الكافية بضمانات العمل، جعل منهن فريسة سهلة للاستغلال من قبل البعض من أرباب العمل، الذين يفرضون عليهن توقيع عقود عمل تتضمن انتهاكات قانونية كفرض غرامات مالية كبيرة عند اعتراض العامل على طبيعة العمل وساعاته أو الرغبة بترك العمل».

وتؤكد الكعبي أن «نساء كثيرات يقبلن بهذه الشروط بسبب الحاجة الماسة إلى العمل وعدم الدراية بالتبعات القانونية التي تترتب عليها عند التوقيع، وبالتالي هن أسيرات للعقد الذي لا يستطعن دفع ثمن شروطه».

وتحمل الناشطة «لجنة حقوق الإنسان النيابية ولجنتي العمل والمرأة إضافة إلى النقابات العمالية مسؤولية الانتهاكات التي تتعرض لها النساء العاملات في مختلف قطاعات العمل»، مشددة على أن» اللجان البرلمانية المعنية تسعى إلى تعديل قانون العمل من أجل تقليص حقوق العمال فيه، تماشيا مع مصالح أرباب العمل لا أكثر».

من الناحية القانونية

في السياق ذاته تفيد المحامية المتخصصة في الشأن العمالي، سماح الطائي، لـ”طريق الشعب”، أن «قانون العمل يتضمن نصوصا قانونية كفيلة بحماية العاملات بمختلف القطاعات ومنح الحرية الكاملة لعمل التنظيمات النقابية العمالية، إلا أن الجهات التشريعية تحاول الالتفاف على هذا القانون عبر فرض تعديلات قانونية تسلب بموجبها حرية العمل النقابي وتعزز التمييز في عمل النساء»، مشددة على أن قانون العمل النافذ «منح النساء العاملات امتيازات عمل خاصة تنسجم مع طبيعة التزاماتها الاجتماعية وأن ما يجري من محاولات التعديل مخالفة للاتفاقيات الدولية».

وتذكر «إلا أنه على الرغم من الحملات التي نظمتها وتنظمها الاتحادات النقابية ومنظمات المجتمع المدني وواقع حال العاملات، فان الاستجابة من قبل الحكومة بطيئة في تنفيذ بنود القانون».

وتؤكد الطائي «إن عمال القطاع الخاص هم أكثر الفئات مظلومية على الرغم من النصوص القانونية النافدة المعطل تنفيذها عمدا، والتي آخرها قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال الذي لم ترسل تعليمات تنفيذه بعد، لافتة إلى «وجود شكاوى كثيرة تصل إلى محكمة العمل من نساء يتعرضن في مواقع العمل إلى أبشع وسائل الاستغلال والمساومة دون توفير الحماية اللازمة لهن».

وشددت الطائي خلال حديثها على ضرورة « شمول أكبر عدد من النساء العاملات في القطاع الخاص بالضمان الاجتماعي خاصة وان الكثير من النساء يتعرضن إلى ظروف حياة صعبة فرضتها التحديات المختلفة التي تمر بها البلاد وهن بحاجة ماسة إلى العمل».

***********************************************************

عين المرأة.. المرأة العاملة قوة إنتاجية مُعطلّة!

انتصار الميالي

تلعب المرأة دوراً أساسياً في التنمية الإجتماعية والإقتصادية، ويرتبط تحرير المجتمع بتحرير المرأة، وتقدم البلد بتقدمها وبدعم مشاركتها في كافة مفاصل العمل والانتاج، حيث يعد الدور الأكبر للمرأة مؤشراً إيجابياً على تطور البلاد وتنمية اقتصادها.

وقد ساهمت العراقيات في العمل النقابي منذ خمسينيات القرن الماضي وانخرطن في قيادة اللجان النقابية، وكانت هناك وجوه عمالية بارزة خصوصاً بعد ثورة تموز 1958. كما شغلت قضية المرأة الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه وحتى الآن، ولقيت همومها وحقوقها اهتماماً استثنائياً في برنامجه وسياسته وتوجهاته.

وللأسف، يشير آخر تقرير لـ(سي وولد) في شباط 2024 إلى أن العراق يحتل المرتبة الأخيرة عالمياً في نشاط المرأة بسوق العمل، حيث بلغت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة 10.7 بالمائة فقط، وكان هناك 7 بالمائة من النساء عاملات من بين 13 مليون امرأة قادرة على العمل، مما يجعل العراق يحتل المرتبة 195 من بين 195 دولة.

كما تشير البيانات إلى أن هناك عوائق تمنع المرأة العراقية من الحصول على حقوق متساوية في العمل، رغم المجهودات التي تبذلها النساء، وبحسب البيانات فإن نسبة السكان العراقيين في سن العمل (15 سنة فأكثر) تبلغ حوالي 64 بالمائة، مما يعني وجود نحو 28 مليون شخص بسن العمل، ومن بينهم حوالي 13 مليون امرأة، واللاتي يعمل منهن فقط مليون واحدة، اي امرأة واحدة فقط من بين كل عشر عراقيات تحصل على عمل فعلا، في الوقت الذي تحتاج فيه الملايين منهن للحصول على دخل.

عقبات عديدة تمنع النساء العراقيات من المساعدة في إنقاذ الاقتصاد العراقي المتعثر، ولو استخدمت قوة المرأة كمحرك اقتصادي أساسي للحفاظ على تماسكه اقتصادياً وتنموياً، حيث تؤدي الكثيرات مهامهن أفضل من الرجال كونهن يظهرن التزاما وتفانيا أكبر، فضلا عن أن دعم الأسرة يعد عاملا أساسيا في مواصلتهن العمل رغم مخاطره المتعددة. وتسعى النساء للاعتماد على أنفسهن في جوانب الحياة، وخاصة في قطاع العمل، ليساعدن عائلاتهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، وسط دعوات لتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً وقانونياً وسياسياً وقيادياً أيضاً.

وتبدو حظوظ النساء في فرص العمل غير عادلة ولا منصفة، وإن توفرت الفرص تكون وفقاً لقيود وشروط تصل لعزل الكفاءات ومحاربتها، وهذا خلل كون المنظومة قائمة على المحاصصة والمحسوبية، ولا بد من إعادة النظر بالمؤسسات لتكون رصينة.

ومع ذلك، لا تيأس النساء العراقيات من محاولات الانخراط في مهن صعبة يحتكرها الرجال، وسط التحديات ونظرة المجتمع الذكورية لهن، وهذا يحتاج للتعامل مع العادات ومعالجة المفاهيم الخاطئة لتمكين القوى العاملة النسائية بدلا من تعطيلها.

**************************************************************************

غياب الإحصائيات الرسمية لأعداد النساء والأطفال العاملين في المهن الحرة

بغداد – طريق الشعب

تغيب الإحصائيات الرسمية حول نسب عمالة الاطفال والنساء العاملات في المهن الحرة، في ما أكد المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، مؤخرا، على أن هناك أكثر 200 مليون طفل في سوق العمل. وتقول الناشطة النسوية ليلى العميدي لـ»طريق الشعب» إنه «على الرغم من ضرورة مشاركة المرأة في عجلة الانتاج، إلا أن الكثير من النساء يعملن في ظروف عمل غير صحية وغائبة عنها جميع متطلبات السلامة وفي مهن لا تتناسب مع طبيعة المرأة الجسدية، كعاملات الطابوق».

وترى الناشطة أن «الجهات المعنية عاجزة عن تحديد نسب النساء العاملات في المهن الحرة، خاصة وأن الكثير منهن أجبرن على اصطحاب أطفالهن للمشاركة في العمل». وتصف الناشطة فئتي عمل الأطفال والنساء في المهن الحرة بالرمال المتحركة يصعب إحصائها على الرغم من أنها أكثر الفئات التي تعاني التهميش المستمر».

أما رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان، فاضل الغراوي، فيذكر في بيان اطلعت عليه «طريق الشعب، أن «أكثر من 200 مليون طفل في العالم من أعمار 6-17 سنة يعملون في سوق العمل، ويمثل الذكور منهم نسبة 80 بالمائة «، مبيناً أنه «بحسب منظمة الأمم المتحدة، فإن عمالة الأطفال تنتشر في القارة الإفريقية أكثر من غيرها، إذ يصل عدد الأطفال العاملين فيها إلى 72 مليون طفل، تتبعها قارة آسيا والمحيط الهادي، بـ 62 مليون طفل عامل، فيما يتوزع 11 مليون طفل عامل بين الأميركيتين، وهو ما يعادل 5 بالمائة من الأطفال».

***********************************************************************

التحرش الجنسي كابوس يواجه النساء في العراق

زهراء حسن حسين*

كثر الحديث في الأونة الأخيرة عن ظاهرة التعرض لحياء المرأة والتحرش بها، بعد أن تزايدت الشكوى خاصة من النساء العاملات وطالبات المدارس والجامعات اللاتي يتعرضن للتحرش، فيما أكدت التقارير أن 99.3 بالمائة من النساء يتعرضن لخدش الحياء والمساس بالكرامة والتحرش بهن. وعند سؤال النسوة عن مظاهر التحرش أفدن بأنه يجري بطرق متعددة مثل (فرض العمل لساعات إضافية بعد مواعيد العمل، الإصرار على توصيل الأنثى إلى المنزل بعد مواعيد العمل، التتبع، التصفير، معاكسات كلامية، كشف الرجل لبعض أعضاء جسده أو التلميح بها، أو التلفظ بألفاظ ذات معنى جسدي). وتتحمل النساء القسط الأكبر من عمليات التعرض لخدش الحياء والتحرش الجنسي بهن وذلك على الرغم من أن نسبة كبيرة منهن لا تجرؤ على الشكوى بسبب الخوف من الفضائح، الأمر الذي يجعل الصمت أكثر ما تلجأ إليه المرأة في تعاملها مع هذه المشكلة، حيث لا يمر يوم إلا ونطالع أو نسمع عن حادثة أو أكثر من حوادث التعرض لحياء المرأة، سواء داخل البيوت أوفي الشوارع أو في المواصلات وأماكن العمل والجامعات، وباتت هذه العادات ظاهرة تغزو مجتمعاتنا وتلقي بظلال كئيبة على أمن نسائنا وأطفالنا وسلامتهم.

إن جريمة التحرش الجنسي أصبحت تمثل مشكلة اجتماعية بل وتطورت لتصبح ثقافة تكمن خطورتها في قبول المتحرش به لسلوك التحرش الجنسي وعدم المبادرة إلى تقديم الشكوى إلى السلطات التحقيقية خوفا من تداول القصة بين الناس ومن ثم وقوع الفضيحة التي ستلحق بالمشتكي، وتصبح عاراً بسبب المعتقدات والعادات الخاطئة. ولهذا فنحن بحاجة إلى حلول اجتماعية وقانونية للحد من ارتكاب هذه الجرائم، خاصة وان هناك اساليب تعتمدها بعض المجتمعات تساعد على تأمين ارضية خصبة للمتحرش كتربية الذكور على مبدأ الذكورية المطلقة وإلقاء اللوم على المرأة في اعتبارها المذنبة، وأنها هي التي دفعت الرجل للتحرش بها نظرا لسلوكها، وبذلك فإن المرأة تلجأ إلى الصمت عندما تتعرض لمثل هذه السلوكيات غير الاخلاقية.

ومن الأسباب التي تؤدي إلى زيادة التحرش الجنسي، الخوف من رد فعل المجتمع إزاء الضحية الامر الذي أدى إلى عدم التبليغ القانوني، وكذلك عزوف الشهود عن الإدلاء بشهاداتهم ومساندة الضحية خوفا من ملاحقة الجاني لهم عشائرياً، وعليه نوصي بالآتي:

  1. في غالب الأحيان تكون شهادة الشهود هي الدليل الوحيد لإثبات التحرش الجنسي. ولكن خوف زملاء الضحية أو أصدقائها من أضرار قد تصيبهم أو من انتقام المتحرش، كتسريحهم من العمل أو بتطبيق عقوبات تأديبية تعسفية ضدهم تمنعهم من القيام بواجبهم على الرغم من إقرار المشرع حماية قانونية خاصة للشهود إلا انه خصها ببعض الجرائم الخطيرة، لذا نأمل تكريس نفس الحماية لشهود جريمة التحرش والاغتصاب وهي خطوة تشجع الضحية على التبليغ.
  2. كذلك طمأنة الضحية أن معالجة قضية التحرش والاغتصاب (الجرائم الجنسية) تتم بشكل سري بسبب ما تشكله هذه الجريمة من مس بسمعة المراة وشرفها والتأثير على محيطها العائلي، وذلك من خلال تخصيص مكاتب خاصة في مراكز الشرطة مسيرة من قبل شرطيات لتلقي شكاوى القضايا الجنسية حتى لا تنحرج الضحية من أداء شهادتها وبتفاصيل قد تكون مفصلية في الدعوى، وكذلك يجب على كل مؤسسة أو منظمة أو مدرسة أو جامعة ان تضع استراتيجية لمواجهة التحرش الجنسي وان يكون هدفا من أهدافها لحماية موظفيها أو عمالها أو طلبتها أو تلاميذها من آثارها المدمرة على الصعيد الشخصي والمهني والاجتماعي. وكذلك تعزيز المؤسسات العامة والخاصة بأجهزة المراقبة (الكاميرات) في الأروقة وكذلك الأماكن العمومية.
  3. نشر الوعي لمفهوم التحرش الجنسي لمختلف أشكاله لفظيا أو كلاميا أو معاكسات أو صور تهدف إلى المضايقة الجنسية.
  4. إذا اعتبرنا المتحرش مريضا نفسيا، نقترح اخضاعه لعلاج نفسي مكثف بادراج المتابعة النفسية للمتحرش أو المغتصب الجاني خلال فترة عقوبته، فالهدف من العقوبة أساسا ليس إيلام الجاني وإنما إصلاح الجناة وإعادة ادماجهم في المجتمع، لذا نقترح معالجة المتحرشين الذين يعانون مرضا نفسيا بإزالة الدوافع الشاذة الجنسية للجريمة، والأمر بتطبيق هذا الإجراء أيضا على مختلف الجرائم الجنسية خصوصا الشذوذ الجنسي لاسيما وتشكل السجون بيئة خصبة لإنتاج الشواذ الجنسيين.

 واخيرا إن المواجهة الفعالة للتحرش الجنسي لن تكون بمعزل عن تضافر جهود المنظومة القانونية والاجتماعية والدينية والثقافية معا، لأن التحرش الجنسي هو سلوك ينبئ بانحلال أخلاقي داخل المجتمع، فالأمر يتطلب توعية للمجتمع بكل فئاته التي أصبحت جميعها عرضة له بمساهمة الأجهزة القضائية والأمنية والإدارية، وكذلك المجتمع المدني في مكافحة هذه الجريمة، وتعتبر الآليات القانونية من أهم آليات المواجهة، فلن يكون للقانون اي دور اذا لم يكن معلوما للجميع ولم يتم تطبيقه بسبب إشكالات فيه أو قصور في صياغة النص التجريمي وتقديم المساعدة النفسية والمادية للضحية.

ـــــــــــــــ

* محامية عراقية

*******************************************************************

في البصرة «لوندري» لغسل وكي الملابس بكادر عمل نسوي

البصرة – طريق الشعب

على الرغم من تحديات الحياة الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها العديد من النساء، إلا أن الكثير منهن تمكن من فتح مشاريعهن الخاصة، بكادر عمل نسوي. ففي محافظة البصرة تمكنت السيدة البصرية سجى مهدى وبعد سنوات الكد الطويلة براتب عمل قليل خال من أي شكل من أشكال الضمان، من فتح مشروعها الخاص «لوندري» لغسل وكوي الملابس.

وتقول السيدة سجى مهدي إنها «بدأت عاملةً في أحد محال غسل الملابس في البصرة، وبعد ان تمكنت من المهنة، افتتحت مشروعي الخاص الذي بدأ بامكانيات بسيطة. وقد تطور المشروع جراء رغبة الكثير من السيدات التعامل مع كادر عمل نسوي لغسل وكوي الملابس او اي قطع أخرى من شراشف وستائر».

وتفيد مهدي أنها فضلت عمل النساء في مشروعها انطلاقا لدعم المرأة اولا، ولأن المرأة أكثر خبرة في التعامل مع بقع الملابس واستخدامات مساحيق التنظيف المناسبة»، منبهة إلى أنها تحرص في مشروعها على إرضاء الزبون عبر استخدام أفضل المنتجات التي تساهم بازالة البقع وتمنح رائحة منعشة.

وتلفت السيدة مهدي إلى أن «نجاح مشروعها تسبب بزيادة الإقبال ليس من قبل النساء فقط وانما أيضا من قبل الرجال، بسبب دقة العاملات في تنشيف وكوي الملابس، حتى أصبح المشروع داعما للكثير من اصحاب مكاتب بيع منتجات غسيل الملابس، اذ تصلنا الكثير من العروض للتعاون مقابل أسعار مدعومة».

******************************************************************

الصفحة الثالثة عشر

نادل يؤكد مواصلة اللعب رغم مغادرة بطولة مدريد

مدريد ـ وكالات

أقر الإسباني رافائيل نادال، بأنه عاش ليلة مؤثرة على المستوى العاطفي، الأخيرة له في أساتذة مدريد، بعد خسارته أمام التشيكي جيري ليتشيكا في الدور الرابع بمجموعتين نظيفتين 5-7 و4-6، لكنها ليست الأخيرة في مسيرته، مفضلا فضل عدم «إحداث بحر من الدموع» لأن رحلته لاتزال مستمرة. وقال نادال «لقد كنت متأثرا من الناحية العاطفية من الداخل، لكني لم أرغب في سيل من الدموع لأنني لم أنته بعد، لقد كانت ليلة مثيرة للغاية بالنسبة لي ولكن هذا ليس الوقت المناسب لكي أترك نفسي لمشاعري ولا أريد أن أتخلى عن هذا الأدرينالين». وشدد نادال على أنه استمتع خلال الأسبوعين الماضيين على المستوى العاطفي والرياضي وأنه قطع خطوات للأمام.

******************************************************************

كأس آسيا تحت 23 عامًا شنيشل يرسم خطة بلوغ باريس

بغداد ـ طريق الشعب

أكد مدرب المنتخب الأولمبي راضي شنيشل أنه يعلم ما ينتظره في مواجهة تحديد المركز الثالث في كأس آسيا تحت 23 عامًا أمام إندونيسيا.

وسيواجه المنتخب العراقي نظيره الإندونيسي اليوم الخميس على استاد عبد الله بن خليفة بنادي الدحيل عند الساعة السادسة والنصف مساءً بتوقيت بغداد.

وقال شنيشل في المؤتمر الصحفي الذي يسبق اللقاء إن «المنتخب الإندونيسي منتخب متطور، تابعناه جيدًا أعتقد إن كرة القدم في شرق آسيا تتميز بالسرعة وهذا أسلوب خطير بالشقين الدفاعي والهجومي، الفوز في المباراة يتطلب منا أن نوقف خطورة الفريق المنافس وخاصة ثلاثي المقدمة».

وأضاف قائلاً: «سبق وأن طالبت بأن نلعب بملاعب مختلفة عن الملاعب التي خاض عليها المنتخبين العراقي والإندونيسي كون المنتخب الإندونيسي سبق وأن لعب على ملعب الدحيل مباراتين، ولكنه هذا الأمر لا يمكن أن يكون عائقًا بالنسبة لنا، سبق وأن تأهلنا من هذا الملعب للأولمبياد وسنتأهل غداً مرة أخرى».

وتابع شنيشل أن «وصول المنتخب الإندونيسي لهذه المرحلة لم يكن محظ صدفة، سيكون منافسًا قويًا بالنسبة لنا ولكني أثق بجميع لاعبينا بتقديم مباراة كبيرة، أملك شعورا بداخلي بأن اتحادي اليابان وكوريا الجنوبية يريدان تطوير منتخبات شرق آسيا وهذا ما لم ينتبه له أحد في اتحادات غرب آسيا».

وأكمل قائلاً: «أعلم ما سيواجهني من ضغط إعلامي في مواجهة إندونيسيا وفي هذه البطولة بشكل عام، ولكن نحتاج إلى الدعم المعنوي للاعبين، نحن نحاول قدر الإمكان أن نبعد لاعبينا عن مواقع التواصل لأننا لا نعلم من ينتقد وكيف ينتقد، إن كان انتقاده بناءً أو لا، أنا أحترم الجميع وأقدر من ينتقد انتقاداً بناءً».

وفي ذات المؤتمر، قال قائد المنتخب الأولمبي العراقي منتظر محمد «كنوش»: «شعرت بحزن كبير لعدم تمكني من المشاركة أمام اليابان، زملائي قدموا ما عليهم واليابان كان الفريق الأفضل».

وأكمل: «نحن عائلة واحدة ودائماً ما نعود معاً بعد كل انتكاسة، ونعد الجماهير العراقية أن تكون المباراة القادمة هي مباراة التأهل، الاستعدادات على أتم الجاهزية وعلينا أن ننسى ما حدث في المباراة السابقة ونركز على مباراة إندونيسيا وهم فريق مميز وأتمنى الحصول على بطاقة التأهل إلى أولمبياد باريس».

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد قرر تعيين الحكم السعودي ماجد محمد ناصر الشمراني حكمًا لمباراة العراق وإندونيسيا، التي يأمل فيها العراق تحقيق الفوز وضمان التأهل المباشر لأولمبياد آسيا.

***********************************************************************

ليبرون جيمس يزيد الغموض حول مستقبله

لوس انجلس ـ وكالات

قال لاعب كرة السلة الأمريكي ليبرون جيمس أنه لم يقرر مستقبله بعد، ويطلب الصمت بعد قراءة وسماع «تقارير كثيرة» حول خططه بعد خروج فريقه من تصفيات دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين أمام دنفر ناغتس.

وكتب ليبرون على حسابه في موقع «X»، «لقد رأيت وسمعت الكثير من المعلومات حول مستقبلي. قلت ذلك الليلة الماضية وسأقوله مرة أخرى. لا أعرف ذلك حتى الآن لأني أفكر فقط في قضاء الوقت مع عائلتي وأصدقائي».

وأضاف «عندما أعرف، بعد التحدث مع عائلتي ومستشاري ووكيل أعمالي، ستعرفون ذلك».

وختم ليبرون رسالته مطالبًا بالصمت حتى يوضح قراره.

ويمتلك ليبرون، البالغ من العمر 39 عامًا، خيار البقاء مع ليكرز مقابل 51.4 مليون دولار للموسم 2024-2025.

وقال ليبرون بابتسامة في قاعة المؤتمرات الصحفية في بول أرينا في دنفر يوم الإثنين عندما سئل عما إذا كان يفكر في ما إذا كانت هذه قد تكون آخر مباراة له مع الفريق: «لن أرد على هذا، شكرا».

وأضاف ليبرون، في إشارة إلى خططه قصيرة المدى «سأكون مع عائلتي». ثم أوضح أنه سيركز بعد ذلك على الاستعداد لدورة الألعاب الأولمبية في باريس هذا الصيف.

*******************************************************************

ريال مدريد في انتظار هدية كتالونية للتتويج بالليغا

مدريد ـ وكالات

يستعد ريال مدريد، لاحتمالية الاحتفال بلقب الدوري الإسباني يوم السبت المقبل، عندما تقام مباريات الجولة 34 من عمر المسابقة.

وبحسب برنامج «الشيرنغيتو» الإسباني الشهير، فإن ريال مدريد قرر أن يذهب إلى ساحة سيبليس للاحتفال بلقب الليغا، إذا حسمه السبت المقبل.

ويعتلي ريال مدريد صدارة جدول ترتيب الليغا برصيد 84 نقطة، بفارق 11 نقطة عن الوصيف برشلونة، و13 نقطة عن غيرونا صاحب المركز الثالث.

وفي الجولة المقبلة، يواجه ريال مدريد ضيفه قادش، بينما يحل برشلونة ضيفا ثقيلا على جيرونا في ديربي كتالوني مثير.

وحال فاز ريال مدريد بمباراته على ملعب سانتياجو برنابيو، وتعثر برشلونة بالخسارة أمام جيرونا، سيحسم الفريق الملكي اللقب رسميا.

حينها سيصبح رصيد ريال مدريد 87 نقطة، في حين سيحتل جيرونا الوصافة برصيد 74 نقطة، (الفارق 13 نقطة)، قبل 4 جولات من نهاية المسابقة.

********************************************************

دوري نجوم العراق:: الشرطة والجوية «حبايب».. وزاخو يهزم الميناء

بغداد ـ طريق الشعب

في إطار منافسات الجولة الخامسة والعشرين لدوري نجوم العراق، حافظ فريق الشرطة على موقعه في الصدارة على الرغم من تعادله مع منافسه القوة الجوية.

انتهى الشوط الأول بنتيجة 1-1، حيث افتتح القوة الجوية التسجيل بواسطة أيمن حسين من ركلة جزاء في الدقيقة العشرين، ورد الشرطة سريعًا بتسجيل هدف التعادل عبر محمود المواس في الدقيقة الرابعة والعشرين. الشوط الثاني لم يشهد تغييرًا في النتيجة، واختتم اللقاء بالتعادل.

شهدت المباراة طرد كرار عامر، لاعب الشرطة، في الدقيقة الثامنة والثمانين بسبب تراكم البطاقات، مما اضطر الشرطة لإكمال المباراة بعشرة لاعبين. وبهذا التعادل، رفع الشرطة رصيده إلى 56 نقطة في الصدارة، بينما رفع القوة الجوية رصيده إلى 53 نقطة في المركز الثاني. في مباراة أخرى، تغلب فريق النجف على ضيفه الكرخ بنتيجة 3-2. انتهى الشوط الأول بتقدم النجف بهدف، لكن الكرخ عادل النتيجة في الدقيقة الحادية والخمسين عبر جعفر عبيس. أضاف الكرخ هدفه الثاني في الدقيقة السادسة والستين عن طريق حسن محمد حبيب، لكن النجف عادل النتيجة مرة أخرى في الدقيقة الثامنة والسبعين عبر حازم المستوري، الذي سجل أيضًا الهدف الثالث لفريقه في الدقيقة الثالثة والثمانين. وشهدت المباراة طرد يونس غني، لاعب الكرخ، في الدقيقة السادسة والسبعين.

وعلى أرضه، حقق فريق زاخو فوزًا على الميناء بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. انتهى الشوط الأول بتقدم زاخو بثلاثية نظيفة، سجلها فرانك سيدرك وكيجيل ريباس وداراوين. قلص الميناء الفارق بتسجيل كرار جعفر هدفًا في الدقيقة الثانية والستين، وشهد اللقاء طرد هينكاو محمد، لاعب زاخو، للعب الخطر. وتعادل فريق نفط ميسان مع ضيفه القاسم بنتيجة 2-2 في مباراة أقيمت على ملعب ميسان الأولمبي. تقدم نفط ميسان بهدفين في الشوط الأول، سجلهما جعفر ناصر وعلاء الدين الدالي من ركلة جزاء. في الشوط الثاني، عادل القاسم النتيجة بتسجيل هدفين، الأول من ركلة جزاء عن طريق محمد خالد، والثاني عبر أحمد علي.

******************************************************

وقفة رياضية.. وزارة الشباب والرياضة مسؤولة عن الشباب أولاً

منعم جابر

إن المسؤولية الأولى التي تقع على وزارة الشباب والرياضة هي الاهتمام أولا بفئة الشباب ورعايتهم والإشراف عليهم والسعي لتدريبهم ورفع كفاءتهم والمساهمة في تعليمهم وتطورهم. أما في الجانب الرياضي فان الوزارة معنية بالاهتمام والرعاية بمستويات الفئات العمرية ورعاية مستوياتهم وان تشرف على الأندية الرياضية بما يخص الفئات العمرية وكذلك منتديات الشباب والاهتمام بما يخص المستويات الرياضية للأعمار الصغيرة (دون الـ 18 سنة)، لهذا نجد أن واجبات وزارة الشباب والرياضة بما يخص الجانب الرياضي الاهتمام بالبراعم والأطفال بمن لا يتجاوز الـ 18 سنة. وهنا يتحدد واجب الوزارة ودورها الأساس بقطاع الشباب. أما الجانب الرياضي فهي غير معنية برياضة الإنجاز العالي لأن الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية هي المعنية بالاهتمام والرعاية لهذه الفئة، وهنا يتوجب على كل جهة من الجهات الاختصاصية ان تعرف حدودها ودورها وأن لا تتجاوز الحدود المرسومة لها لأن ذلك سيؤدي إلى حصول اشتباك وارباك بالعمل الرياضي وبالتالي الفوضى، لذا أطالب من أحبتي في وزارة الشباب والرياضة معرفة حدودها ودورها وواجباتها ومسؤولياتها من حيث الاختصاص والمسؤولية، فعليها أن تهتم بمنتديات الشباب ومديرياتها من حيث إقامة الدورات والفعاليات والنشاطات التي تساهم في تنمية قابليات الشباب من حيث المعرفة العلمية ودورها في خلق الكفاءات والمبدعين ورسم السياسات والمساهمة، وهذا يتم من خلال تفعيل دور منتديات الشباب وتنشيط فعالياتهم العلمية والإنسانية والفنية بما يضعهم على الطريق الصحيح والمرسوم. فعلى وزارة الشباب والرياضة ومن خلال هذا التحديد للمسؤوليات واجب الاهتمام برعاية الشباب وتوفير مستلزمات تحريك هذا القطاع من خلال إقامة الدورات الفنية والمسابقات الثقافية والأدبية والعلمية والحرص على الحد من الظواهر السلبية والاهتمام بالجانب الصحي ومحاربة الآفات الاجتماعية التي تصاب بها فئات الشباب وفي مقدمة هذه الآفات التطرف والمخدرات، واعتماد الارتقاء بالوعي والمسؤولية وإقامة الندوات الاجتماعية وخلق الحوافز والمشجعات لمحاربة هذه الظواهر المدانة التي تستهدف الشباب كفئة متلقية. وممكن لوزارة الشباب والرياضة إقامة البطولات الرياضية والمسابقات للفئات دون الـ 18 سنة وتشجيع ممارسة الرياضة لغرض إبعاد الشباب من الحواضن التي تشجع الشبيبة على ممارسة العادات المسيئة. إن الدور الرئيس لوزارة الشباب والرياضة هو رعاية الشباب وتطوير قدراتهم وامكانياتهم وثقافاتهم والعمل على ابعادهم عن الأوضاع الشاذة والعادات غير الحميدة، والدفع بهم إلى ممارسة الرياضة والابداع في كل المجالات الفنية والثقافية والعلمية مما يبعدهم عن الأوساط المشبوهة والرديئة وهذا سيؤدي بالشاب والشابة لتجاوز هذه المرحلة وخلق التوجه الصحيح والمناسب نحو مستقبل مشرق. وممكن ان تلعب وزارة الشباب والرياضة أدوارا كبيرة في حث الشباب وتوجههم نحو آفاق العلم والمعرفة وتجاوز هذه المرحلة الحساسة والمهمة في حياتهم للانطلاق نحو غد مشرق، ويتم ذلك من خلال التعاون والاتفاق مع وزارة التربية ومدارسها لغرض إعطاء الجرعات المناسبة للشبيبة بما يحقق لهم النجاح في حياتهم العملية وتنمية قابلياتهم العلمية والفنية والرياضية والأخلاقية مما يساهم من زراعة جيل جدي وناهض لعراقنا المستقبلي الجديد..  ولنا عودة.

***************************************************************

الصفحة الرابعة عشر

والتر بنيامين مذيعاً: .. الفيلسوف عبر الأثير بين 1927 و1933

أحمد نظيف

شاعت شهرة والتر بنيامين، بفضل عمله كفيلسوف ومؤرخ ثقافي وناقد أدبي. لكن المنتج الإذاعي الفرنسي فيليب بودوان يكشف في كتابه “والتر بنيامين على الميكروفون: فيلسوف على موجات الأثير (1927 – 1933)” (منشورات بيت علوم الإنسان)، جانباً غير معروف من النشاط الإبداعي للفيلسوف الألماني، بين عامي 1927 و1933، يتعلق بعمله في الإذاعة، حيث سجل حوالي مئة مداخلة من الميكروفون على هوائيات برلين وفرانكفورت وسعى جاهداً إلى تجاوز الأشكال الصحافية للترفيه، التي كانت تفرضها الإذاعات حينذاك. متوجهاً نحو إعادة التفكير في المواد الصوتية التي تبث على موجات الأثير.

كما يتضمن العمل ملاحق صوتية، من بينها مقتطفات من المسرحية الإذاعية للأطفال  Chahut over Kasperl، والتي بُثّت في إذاعة كولونيا في أيلول 1932.

يقدم الباحث في البداية السياق السياسي الذي شرع خلاله بنيامين في عمله الإذاعي وصولاً إلى عام 1933، عندما وضعت النازية الصاعدة حداً قسرياً للتجربة. في أعقاب حرب عام 1914، ظلت أذهان الناس موسومة بحجم المذابح والدمار، وقبل كل شيء بـ”التقنية” الجديدة للحرب الحديثة لتشهد فترة ما بين الحربين فشل الحركات الثورية في ألمانيا والمجر وإيطاليا وغيرها، وصعود الفاشية، وذلك باستخدام أحدث الوسائل، مثل السينما أو الراديو. وفي مواجهة هذا الخطر، تثبت النخبة المثقفة التقدمية أنها عاجزة. في المقابل، يذكر فيليب بودوان أن بنيامين، من جانبه، شهد، أثناء إقامته في موسكو، تجارب ثقافية سوفياتية، ومناقشات أثرت على الجمهور.

احتفظ بنيامين بفكرة أن الثقافة هي خير يمكن لأي شخص أن يمتلكها، وأنه يجب علينا العمل على التقسيم التقليدي بين المنتج الثقافي والمستهلك. يعتقد فيليب بودوان، أن بنيامين يعرّف الفن السياسي على أنه “سلاح وأداة للصحوة في الوقت نفسه”. كان بنيامين مهتماً على نحو خاص بالتأثيرات النفسية للسينما والراديو على المستمع، ولكن بعيداً عن رفضها على طريقة الفيلسوف هايدغر، فإنه يأخذهما في الاعتبار.

كانت البرامج التي يقدمها الفيلسوف الألماني في الإذاعات عبارة عن قراءات لقصص قصيرة ومؤتمرات حول الكتاب ونقد أدبي، وهذا بلا شك هو السبب وراء عدم ترجمة هذه البرامج - حتى الآن - إلى الفرنسية، كما يقول الكاتب، إذ اعتبر الناشرون أنها لا تمثل إضافة كبيرة الى منجزه الإبداعي. لكن بنيامين يجرب في الراديو أشكالاً متنوعة ومبتكرة للغاية، مثل محادثات للأطفال جمع بعضها في ألمانيا، من دون أن تترجم إلى لغات أخرى. وكذلك النقاش في صناعة الأدب، والذي كان في ذلك الوقت أمراً غير مألوف، فالموضوعات التي يطرحها لا تتعلق بمضامين الأدب ولكن بمشكلات صناعته وتسويقه، أي أسعار الكتب والمقالات الصحافية حول الكتب، وتفضيلات القراء وسياقات الاستقبال، التي تكون فيها الكتب الأدبية ضمن مواسم العرض.

لكن البرنامج الوحيد الذي أعلن بنيامين رضاه عنه، في رسالة إلى غيرشوم شوليم، هو مونتاج لمغامرات كاسبرل (دمية شهيرة في التقليد الجرماني). كان عملاً مبتكراً للغاية في ما يتعلق بالمؤثرات الصوتية قياساً إلى تقنيات ذلك العصر، وقد تمكن من “إعادة إنتاج تقني للأطفال بطريقة ممتعة وجعله في متناولهم”. علاوة على ذلك، يؤكد فيليب بودوان أن حكاية الميكروفون السري المخبأ تحت سرير كاسبرل، التي أضافها بنيامين في النصر، كانت ضمنياً انتقاداً لبعض الممارسات الإذاعية في عهد جمهورية فايمار، والتي كانت تقيد نسبياً بعض الحريات المتعلقة بالنشر والتعبير.

لكن فرادة تجربة والتر بنيامين الإذاعية تكمن في الكم الهائل من الحكايات والقصص الموجهة للأطفال، التي سردها عبر الأثير على مدى ست سنوات.

يقول فيليب بودوان “لقد أذهلنا بالفعل تعدد المواضيع التي تناولها، ومدى براعته في الغش، والذي يعد إحدى خصال بنيامين الأدبية، في تعديل الحكايات وتحويرها وإعادة تشكيلها وقفاً للسياق واللحظة”. ويتساءل بودوان عن العلاقة القائمة بين السرد والاستماع. إذا كانت الذاكرة في تراجع حقيقي، بسبب إعادة الإنتاج الفني، فإن السرد هو محاولة لإعادة بنائها. والأكثر من ذلك، كان بنيامين يهدف إلى “إنعاش شخصية الراوي العتيقة من خلال وسيلة اتصال تقنية الراديو الذي يساهم في اختفائه”. وحتى لو “توقفت عقارب الساعات عام 1933”، فإن هذا الكتاب الجميل يشجع القارئ على عدم التوقف عند هذا الحد.

بعد أسابيع قليلة من وصول النازيين إلى السلطة، عاد بنيامين إلى مقعد المستمع البسيط الذي كان يشغله حتى نهاية العشرينات من القرن الماضي، إلا أن استخدامه المكثف للميكروفون أعطاه يقظة ووعياً سعى جاهداً لتقديمهما إلى جمهوره خلال برامجه الإذاعية العديدة. وخلال فترة المنفى هذه التي بدأت عندما أصبحت النازية أكثر توحشاً، سيصبح الراديو بالنسبة إليه، أكثر من أي وقت مضى، رابطاً أساسياً مع العالم والسياسة. فأثناء إقامته مع صديقه بريشت، في منطقة نائية من الدنمارك، أرسل بنيامين رسالة إلى ماكس هوركهايمر في أيلول 1934 أصر فيها على الحاجة التي يشعر بها للاستماع إلى الأخبار التي تبث على موجات الأثير. ومن المكان نفسه، اكتشف بنيامين، مذعوراً، قبل بضعة أشهر، صوت الفوهرر أدولف هتلر، لأول مرة، أثناء إعادة بث أحد خطاباته. ستظل هذه التجربة علامة خالدة على الرجل الذي ناضل حتى الآن لجعل الراديو أداة للتعليم واكتشاف العالم. وبكل الطرق التي تتعارض مع صوت الراوي الذي كانه بنيامين بالنسبة إلى أطفال برلين وفرانكفورت، فإن صوت هتلر مذهل بالغضب والكراهية التي تسكنه. ينقل فيليب بودوان عن “طغيان الكلام”، للويس غوتييه فيغنال، بأكثر تفصيل غرابة وتفرد صوت هتلر، الذي لا يخلو أيضاً من تناقض روح العصر: “كان يعوي، كأنه يختنق. نحن مندهشون من أن شعباً حساساً للموسيقى مثل الشعب الألماني، ويطلب جودة الأصوات، يمكن أن يسمح لنفسه بالانبهار بصوت هتلر. لقد أظهر هذا الرجل الذكي والحيوي والماكر نفسه في خطبه على أنه رجل مجنون وكانت حالته مرضية، واضحة في خطاباته عن الأزمات العصبية والغيبوبة الجامحة التي كان على ألمانيا وأوروبا والعالم أن يعاني عواقبها الرهيبة”.

وإدراكاً منه لقوة الراديو، قرر هتلر، في اليوم التالي لتعيينه مستشاراً للرايخ، أن يلقي “إعلانه إلى الشعب الألماني” عبر الراديو، وليس أمام الرايخستاغ كما تدعو التقاليد البرلمانية. بالنسبة إلى العديد من المثقفين الألمان، توقفت عقارب الساعات فجأة في عام 1933. ومنذ ذلك الحين، جاء الحجاب ليغطي فترة كاملة من التجارب الفنية والحرية التي كانت تعمل خاصة في استخدام تقنيات وسائل الاتصال الجديدة. لقد جرفت هذه العاصفة حماسة الرجال والنساء الذين رأوا من خلال تطور الوسائط الإذاعية ظهور مجتمع جديد متسامح وعالمي. إن الصحوة التحررية وأداة التعليم الشعبي التي رآها بنيامين وأصدقاؤه في الراديو أفسحت المجال لخطاب الكراهية وتمجيد الروح المحاربة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” – 28 آذار 2024

*********************************************************************

منحة من جامعة إكستر البريطانية باسم الإعلامية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة

كشفت جامعة إكستر البريطانية عن فتح باب التقديم لمنحة الصحافية الفلسطينية الشهيدة «شيرين أبو عاقلة»، حول ماجستير الدراسات الفلسطينية في معهد الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة للعام الأكاديمي 2024/25.

وأشارت الجامعة إلى أنه ستكون هناك فرصة واحدة للتقديم هذا العام، وسيكون الموعد النهائي للتقديم في 30 الشهر المقبل. وأوضحت الجامعة أنه يفضل التقديم للمنحة في أقرب وقت ممكن بعد استلام عرض البرنامج الدراسي لضمان النظر في الطلب لهذه المنحة. وتهدف هذه المنحة إلى دعم الطلاب الفلسطينيين الذين يحملون جواز سفر السلطة الفلسطينية، أو ينتمون إلى أصول فلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، يتم النظر تلقائيا في مقدمي الطلبات لهذه المنحة لمنحة التفوق الدراسي للماجستير في معهد الدراسات العربية والإسلامية، بما في ذلك إعفاء الرسوم الدراسية بالكامل، بالإضافة إلى مبلغ معيشة، الذي يُمنَح للطلاب كمساعدة مالية لتغطية تكاليف المعيشة خلال فترة الدراسة. وأوضحت الجامعة أنه باستثناء أي مكافأة فورية، لن يحصل المتقدم على أكثر من منحة واحدة من جامعة إكستر، وسيُمنَح المنحة ذات القيمة الأعلى إذا كان مؤهلاً للحصول على عدة منح. للتقديم، يجب عليك ملء وتقديم نموذج الطلب عبر الإنترنت ورفع بعض الوثائق. وستُفحَص الطلبات أولاً للتأكد من استيفاء معايير الأهلية، ثم سيتم النظر فيها من قبل لجنة معينة داخل الكلية. وسيُبلغ المتقدمون بنتيجة طلباتهم عن طريق البريد الإلكتروني بحلول 21 آيار المقبل. وتعتبر هذه المنحة تكريما لذكرى شيرين أبو عقلة، الصحافية الفلسطينية البارزة التي استشهدت خلال تغطيتها لاقتحام إسرائيلي في جنين في 11 آيار 2022.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“القدس العربي” – 29 آذار 2024

*********************************************************************

استقالات جماعية من المجلة اليسارية  إعلاميو «غيرنيكا»: إسرائيل مسخ استعماري

«تأسف «غيرنيكا» لنشرها هذا المقال، وقد تراجعت عنه. سيتبع ذلك تفسير أكثر شمولاً». هكذا عنونت المجلة الأدبية الإلكترونية الصغيرة لكن المرموقة «غيرنيكا» صفحتها الرئيسة، ويخشى الآن أنها قد تتوقف عن الصدور بعدما استقال 15 من محرريها المتطوعين احتجاجاً على مقال نشرته المجلة في وقت سابق من هذا الشهر حول الحرب في غزّة، ورآه كثيرون منحازاً إلى السردية العبرية وغير لائق بتراث المجلة التي تميل إلى اليسار. وقال مايكل آرتشر، مؤسس «غيرنيكا»، إن المجلة ستنشر تفسيراً للمسألة في الأيام المقبلة، لكن ذلك لم يحدث إلى الآن. وكتب آرتشر: «الوقت الطويل الذي نستغرقه في صياغة هذا البيان يعكس فهمنا لخطورة المخاوف التي أثيرت، والتزامنا الحاسم بالتعامل معها بشكل موضوعيّ». ومن المستقيلين ناشر المجلة المشارك السابق، مادهوري ساستري، التي وصفت مقال «من حواف عالم محطّم» للكاتبة الإسرائيلية جوانا شين بأنّه «اعتذار للصهيونية، ومحاولة للتخفيف من عنف الاستعمار ووقع الإبادة الجماعية في فلسطين»، داعية على موقع إكس إلى «مقاطعة ثقافية للمؤسسات الإسرائيلية».

وقالت ساستري إن نشر مقال تشين ينتهك روح المجلة «المناهضة للإمبريالية»، مضيفة أنها «تشعر بالخجل الشديد لرؤية هذه المقالة في صفحات «غيرنيكا»، وأعتذر بصدق للكتّاب والقرّاء والمؤيدين الذين يشعرون بالخيانة بسبب هذا القرار المبهم» مطالبة باستقالة رئيسة التحرير جينا مور نجارامبي. وتتحدث تشين في مقالها، الذي ما لبث أن أزيل عن موقع المجلة، عن تجاربها الشخصية (كإسرائيلية) في التعامل مع الفلسطينيين ومحاولاتها المزعومة لجسر الفجوة معهم، ومضت إلى الاستنتاج بأن جهودها لإيجاد أرضية مشتركة بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين تعثرت بعد هجوم السابع من أكتوبر والحرب المستمرة على قطاع غزة، إذ لم يعد ممكناً أن تساعد الأطفال الفلسطينيين للحصول على مساعدة طبية بعد الذي قامت به «حماس» على حد تعبيرها. وأعادت مجلات ومواقع يمينية في الولايات المتحدة نشر المقال، ورأى بعضها أن تصرف المحررين في غيرنيكا أشبه بـ «حرق كتب افتراضي»، و«قمع لحرية التعبير»، و«عداء صريح للساميّة». ودافعت تشين عن «عالمها المحطم»، معتبرةً أن منتقديها «أساؤوا فهم مقاصدها» وأكدت أنها تحادثت بشأن مضمون النص قبل نشره مع جينا مور نجارامبي، لكن أحداً من المحررين لم يتواصل معها منذ إزالته عن الموقع.

وكان عدد من محرري «غيرنيكا» قد أعلنوا استقالتهم منها عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجاً على نشر المقال. وكتبت إبريل تشو، كبيرة المحررين، إن نص تشين «يفشل أو يتجنب عمداً تتبع شكل السلطة ـ في هذه الحالة ـ كقوة استعمارية إمبريالية عنيفة تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم بشكل ممنهج وتاريخي». وذهبت إيشيتا مروة، التي استقالت من منصبها كمحررة للقسم الأدبي في «غيرنيكا»، إلى القول بأن نشر المقال جعل المجلة «ركيزة لاستعمار العرق الأبيض، وتلميعاً للشر الذي يتنكر في زيّ الخير». لكن المستقيلين تعرضوا لانتقادات شديدة من قبل كتّاب وصحف اليمين الأميركي، ونشرت عدة مقالات في نقد خطوتهم، واتهموا بـ «الضمور الأخلاقي». وتعكس أزمة «غيرنيكا» المستمرة توتراً غير مسبوق في المجتمع الأدبي في الولايات المتحدة والغرب عموماً بسبب الحرب التي يشنها الإسرائيليون على قطاع غزة. ويشعر مزيد من الكتّاب والأدباء الذين يمتلكون حداً أدنى من النزاهة الأخلاقية بالحرج من الإبادة الشاملة التي يتعرض لها الفلسطينيون بتغطية صريحة من حكومات الديموقراطيات الغربية، لكن المثقفين المتصهينين يسارعون إلى إشهار سلاح الاتهام بالعداء للسامية في وجه كل من يجرؤ منهم على انتقاد الكيان العبري أو حتى المطالبة بوقف المذبحة المستمرة منذ ستة أشهر.

وكانت «غيرنيكا» غير الربحية قد تأسست في عام 2004 كتعبير لعدد من الفنانين والكتّاب عن مناهضتهم للحرب الأميركية على العراق، وأخذت اسمها من لوحة بيكاسو الشهيرة التي رسمها عام 1937 لإدانة قصف الفاشيست لمدينة غيرنيكا في إقليم الباسك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الأخبار” اللبنانية – 29 آذار 2024

*************************************************************************

«غوغل» تطرد موظفيها المناصرين للفلسطينيين

طردت “غوغل” 28 موظفاً احتجوا على تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية، في أحدث إجراء تتخذه الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا ضد الموظفين المناصرين للفلسطينيين وسط حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال عليهم في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ووجه نائب رئيس قسم الأمن العالمي في “غوغل”، كريس راكو، رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين كلهم اليوم الخميس، أعلن فيها أن الشركة طردت زملاءهم بعدما وجد تحقيق أجرته أنهم متورطون في الاعتصامات التي نظمت في مكتبيها في نيويورك وسانيفيل (كاليفورنيا). وقال كريس راكو في الرسالة الإلكترونية إن الاعتصامات كانت “غير مقبولة، وأعاقت العمل، وجعلت الزملاء يشعرون بالتهديد”. وأضاف: “الغالبية العظمى من موظفينا يقومون بما هو صائب... إذا كنت واحداً من القلة الذين يميلون إلى الاعتقاد بأننا سنتجاهل السلوك الذي ينتهك سياساتنا فعليك إعادة النظر”.

في المقابل، شككت مجموعة “لا تكنولوجيا للأبارتهايد” التي نظمت الاحتجاجات بأن يكون كافة الموظفين الذين طردتهم “غوغل” قد شاركوا في الاعتصامات هذا الأسبوع. وجاء في بيان نشرته المجموعة اليوم الخميس: “هذا العمل الانتقامي الصارخ يوضح أن شركة غوغل تقدر عقدها الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار مع الحكومة والجيش الإسرائيليين الذين يرتكبون الإبادة الجماعية، أكثر من موظفيها الذين يخلقون قيمة حقيقية للمديرين التنفيذيين والمساهمين”.

وكان عدد من موظفي شركة غوغل قد اعتقلوا مساء الثلاثاء، من مكتبيها في نيويورك وسانيفيل، بعد تنظيمهم اعتصامات للاحتجاج على تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية. وأكدت المتحدثة باسم المحتجين، جين تشانغ، أن 9 موظفين اعتقلوا من مكتبي نيويورك وسانيفيل. وقال متحدث باسم “غوغل” الثلاثاء، لصحيفة واشنطن بوست، إن “إعاقة عمل الموظفين الآخرين جسدياً ومنعهم من الوصول إلى منشآتنا يعد انتهاكاً واضحاً لسياساتنا، وسنقوم بالتحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة”. وأضاف أن الموظفين المحتجين “هم في إجازة إدارية، وقطع وصولهم إلى أنظمتنا. وبعد رفضهم طلبات متعددة لمغادرة المبنى، أشركنا جهات إنفاذ القانون لاصطحابهم للخارج، من أجل ضمان سلامة المكتب”.

الموظفون المحتجون كانوا قد أصروا على عدم المغادرة حتى تستجيب الشركة لطلبهم بالانسحاب من مشروع “نيمبس” الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار، وتتقاسمه مع شركة أمازون لتوفير الخدمات السحابية ومراكز البيانات للحكومة الإسرائيلية. واحتشد متظاهرون آخرون أمام مكاتب الشركة في نيويورك وسانيفيل وسياتل.

عارض بعض الموظفين والناشطين مشروع “نيمبس” منذ تدشينه عام 2021، إذ تسمح التكنولوجيا التي يوفرها بمزيد من المراقبة وجمع البيانات بشكل غير قانوني عن الفلسطينيين، وتسهيل توسيع المستوطنات اليهودية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية. وُقّع هذا العقد في نفس الأسبوع الذي هاجمت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد ما يقرب من 250 شخصاً، من بينهم أكثر من 60 طفلاً. ذلك العام، نشر موظفون في “غوغل” و”أمازون” رسالة في صحيفة ذا غارديان البريطانية، عنوانها: “نحن موظفون في غوغل وأمازون. نحن ندين مشروع نيمبس”. وأكد الموظفون الذين لم يكشفوا عن هويتهم، “خوفاً من الانتقام”، أنه “لا يمكنهم دعم قرار شركتيهم بتزويد الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية بتكنولوجيا تستخدم لإيذاء الفلسطينيين”. وأوضحوا: “نكتب بصفتنا موظفين في غوغل وأمازون لديهم ضمير ومن خلفيات متنوعة، نحن نؤمن بأن التكنولوجيا التي نطورها يجب أن تسخر لخدمة الناس في كل مكان والارتقاء بهم”. ودعا الموظفون شركتي غوغل وأمازن للانسحاب من مشروع نيمبس الإسرائيلي، وقطع جميع العلاقات مع الجيش الإسرائيلي، مؤكدين التزامهم أخلاقياً بالتحدث علنا ضد انتهاكات قيم العمل. وكشفوا أن التكنولوجيا التي تعاقدت الشركتان على توفيرها لصالح إسرائيل ستجعل التمييز المنهجي والتهجير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي أكثر قسوة وفتكاً بالفلسطينيين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 18 نيسان 2024

**********************************************************************

الصفحة الخامسة عشر

روايات عراقية جديدة

صدرت مؤخراً عدة روايات عراقية جديدة ابرزها:

- العابد في مرويته الأخيرة/ محمد خضير سلطان. اصدار دار نينوى/ دمشق.

- زمن الارجوان/ امجد توفيق. اصدار الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق.

- توأم البحر/ عواد علي. اصدار: دار الشؤون الثقافية- بغداد.

- حدائق الاهوار والفراشة الامازيغية/ نعيم عبد مهلهل. اصدار: دار الشؤون الثقافية- بغداد.

- يوم عراقي/ جودت جالي. اصدار: دار الشؤون الثقافية- بغداد.

- محنة كورو/ رغد السهيل. اصدار: المؤسسة العربية للدراسات- بيروت.

****************************************************************

هل كان برشت مصلحاً عالمياً؟

د. هيلموت كوبمان

ترجمة: د. بهاء محمود علوان*

ولد برتولت برشت في 10 فبراير 1898 في عائلة تجارية من مدينة أوغسبورك الألمانية، وسرعان ما أسره حب المسرح والانشغال بهِ وبهمومهِ وأبعده عن البيئة التي نشأ فيها، والمهنة التي مارسها في أوائل عمره وتحديداً في سن العشرين. كان برشت منشغلاً بالفعل بكتابة ومراجعة بعض المسرحيات الجريئة وذات الطروحات غير النمطية. في سن 22 كان قد أنهى مسرحياته الأولى (البعل) و(طبول في الليل). وفي سن الرابعة والعشرين، أصبح ممثلاً للدراما في مدينة ميونيخ الألمانية، وبعد عام عمل مع الكاتب الكبير ماكس راينهارت في برلين . وأتيحت له الفرصة من خلال وجوده مع ماركس لتطوير المفاهيم الأولى لـ (المسرح الملحمي).

والمسرح الملحمي قائمٌ على الضد من المسرح التقليدي، وهو يهدف إلى إبعاد الجمهور عن الواقع الخيالي للحدث من خلال التعليقات والسرديات والتأملات. وعلى المشاهد ألا يتعاطف مع الشخصيات التي تصورها المسرحية ويبتعد عن عالمها، وعليه أن يتخذ موقفاً نقدياً عما يدور على خشبة المسرح، كما يتوجب عليه أن ينأى بنفسه عن التعاطف والانغماس مع أحداث المسرحية، وكذلك يتوجب على المشاهد أن يتعرف على الواقع الخيالي للمسرحية وينقلها إلى حالة للمعالجة النقدية بشكلٍ واضحٍ لا يقبل اللبس  .

وفي عام 1933 أضطر برشت بالهجرةِ إلى المنفى. وكتب في كاليفورنيا أشهر أعماله: (الأم الشجاعة وأطفالها)، وهذهِ المسرحية التي كُتبت في العام (1939) تروي وقائع أحداث حرب الثلاثين عاماً  . كما إن التلميحات التي تشير إلى هجوم هتلر على بولندا كانت ظاهرة ولا لبس في هذهِ المسرحية. والمسرحية تتناول الحرب من وجهة نظر الأشخاص الصغار والمعدمين في المجتمع، وليس من منظور دعاة الحرب (الكبار والمتسلطين على رقاب المجتمع): وكان يتعين على الأم الشجاعة أن تدافع عن نفسها وأطفالها في أوقات الحرب الصعبة. وبغض النظر عن مدى ذكائها وخبرتها كونها عاملة ترتزق من جراء الحرب، فإن جشعها للربح كان واضحاً وجلياً على شخصية الأم، هذا الجشع الذي يطغى في أحايين كثيرة على غريزة الأمومة عندها، فهي تكسب الكثير من الحرب، التي يقع أطفالها فيها ضحية لها في النهاية.

في عامي 1940/41، بقي برشت في فنلندا، حيث كان يعمل بشكل مثمرٍ للغاية، وكتب العديد من نصوصهِ هناك. بالإضافة إلى المسرحيات والنصوص التي كانت ترمز إلى الطبقات المترفة من المجتمع، وتسلطها على رقاب الكادحين من الطبقة المعدومة، وما مسرحية (الرجل الطيب من سيزوان) إلا مثالاً واضحاً لتك الرمزية. وكذلك مسرحية (الصعود المقاوم لأرتورو أوي)، كما كتب أيضاً المسرحية الشعبية (السيد بونتيلا وخادمه ماتي) أثناء وجوده في المنفى في شمال أوروبا. وبعد الحرب، ذهب برشت إلى ألمانيا وفي 14 أغسطس 1956 توفي بنوبة قلبية في برلين.

هل كان برشت مصلحاً عالمياً؟ (لقد امتلك برشت هذهِ الخاصية)، كما يقول الباحث الأدبي والأستاذ السابق للأدب الألماني الحديث في جامعة أوغسبورغ، د. هيلموت كوبمان، (على الرغم من بعض جنون العظمة، التي كان يشعر بها برتولت برشت، لكنني لن أستطيع أن أصفه بأنه فاعل خير، بل أنه (رجلٌ تنويري). (لقد أراد برشت أن تحفز أعماله الناس على التفكير، وأراد من المشاهد أن يكون الناقد والمسؤول، كما فعل إبراهام ليسنك في العديد من مسرحياته) .

يضيف كوبمان: (بقدر ما أقدر المقارنة بين برتولت برشت وإبراهام ليسنك)، إلا أنها تبقى مُضلِلة. ويؤكد الأستاذ الدكتور بيرند سوشر، الناقد المسرحي السابق في صحيفة (دويتشه تسايتونك)، وكذلك الناقد أوغست إيفردينك: (إن أسلوب برشت في التنوير مختلف تماماً عن أسلوب ليسنك. وما أراده برشت حقاً هو تغيير الظروف الاجتماعية بشكل لافت للنظر).

أما فيما يتعلق بالطريقة، فيقول كوبمان: (نعم، شكل ليسنك شكلا من أشكال التنوير الخفي، حيثُ يحاول برشت دائماً القيام بذلك بطريقة بائنة وكبيرة، كما هو الطرق بمطرقة خشبية).

وقد لعبت الموسيقى دوراً رئيسياً بالنسبة لبرشت كجزء من فنه، حيث كان يوظفه توظيفاً رائعاً، ليس فقط في بعض الأعمال السياسية حسب، بل حتى في أعماله الدرامية غير السياسية والمبكرة منها تحديداً، والتي نأى بنفسه عنها لاحقاً، مثل (بعل) و(الزفاف)، حيثُ اخترقت الأغاني الحركة الدرامية. والتقى برشت بالملحن كورت ويل. وأنتجا سوية مسرحية (أوبرا القروش الثلاثة.

في قلب مسرحية (أوبرا القروش الثلاثة) تدور معركة (الرجل النبيل) وقاطع طريق لندن السريع (ماكبث)، المعروف باسم ماكي ميسر، ضد (الملك المتسول) الماكر جوناثان بيتشوم وشرطة لندن ونظام العدالة. وهنا تم التحريض على القتال من خلال زواج ماكي ميسر سراً من أبنة بيتشوم وأيضاً من خلال إقامة علاقة مع أبنة رئيس شرطة لندن. وفي اللحظة الأخيرة، كانت هناك نهاية سعيدة لماكي ميسر، المهدد بعقوبة الإعدام حيث تم إضفاء الشرعية على عمليات الاحتيال التي قام بها في النهاية، وتم استبدال ديتريش بشراء الأسهم وتم استبدال اقتحام البنك بتأسيس بنك.

لقد كان مزيج النقد الاجتماعي اللاذع والحكايات البارعة، المدعومة بالموسيقى المتطورة، هو الذي جلب نجاح برشت في عام 1928. بعد ذلك تم تحويل مسرحية أوبرا القروش الثلاثة إلى فيلم في وقت مبكر من عام 1930. بعدها فشلت محاولات برشت لحظر الفيلم: فقد خسر القضية المرفوعة ضد المخرج جي دبليو بابا الفاتيكان. وفي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية تغير الاهتمام بمسرحية (أوبرا القروش الثلاثة) في ألمانيا.

يوضح المخرج بول فيرهوفن من باب المزحة: (بأنه لم يعد لدى القرش أي أسنان في ذلك الوقت). لم يكن الناس في أواخر الأربعينيات قادرين على فعل الكثير مع النكات العدوانية والتجديف التحريضي حول الأخلاق البرجوازية الزائفة. يقول فيرهوفن: (في البدء يأتي الاهتمام بالطعام، ومن ثم يأتي الاهتمام بالروح المعنوية). لم نتمكن من مسايرة الشعار البرشتي بعد انتهاء الحرب. وبالنسبة لنا، لم يكن التركيز مرة أخرى على الصدمة الأخلاقية أبداً. اليوم، عادة ما يكون التأثير الترفيهي لأوبرا القروش الثلاثة في المقدمة، كما هو الحال في الأداء الذي قدمه مسرح ميونيخ فولكسثيتر في عام 1991.

يقول سي بيرند سوشر: (تتحول أوبرا التسول السريعة إلى مسرح ترفيهي موسيقي وممتع حيث يتخلل العمل الكثير من العروض الموسيقية المستوحاة من التراث الشعبي الألماني). ولكن هذا ليس هو الحال مع جميع العروض ولا في كل مكان. ويقول سوشر: (في الغرب وحده، لم تعد هناك فرصة للنقد الاجتماعي لهذه المسرحية). أما في مكان آخر من هذهِ المعمورة، لا يزال هذا المستوى من المسرحية مؤثراً: (قبل عام رأيت أوبرا القروش الثلاثة في موسكو وما زال النقد الاجتماعي للقطعة قائماً. لأنه يمكنك جلب المافيا إلى اللعب والأثرياء الجدد والمتسولين على الساحة. الشوارع موجودة بالفعل هناك ويتم تنظيمها هناك.)

لم يكن لدى برشت رسالة سياسية فحسب، بل كان لديه أيضاً الكثير من وسائل الترفيه. يقول هاينر مولر: (لو لم يذهب برشت إلى المنفى، لكان قد بقي أو أصبح كاتباً ترفيهياً)، كما يوضح كوبمان: (جميع الأعمال التي نربطها بمسرح برشت اليوم تم إنشاؤها خلال مرحلة المنفى. كان المنفى بالنسبة له يعني استمراره في التجربة التي أسسها ونضوج فكرة ملحمية المسرح. وأنه لم يعد لديه خشبة مسرح تقليدية، بل لقد ألقى بنفسه بعيداً جداً في النظرية الملحمية ومنغمساً فيها. لقد كان برشت بالأضافة لكونه مسرحيا كبيراً شاعراً أيضاً، كما كان يتفاعل مع المسرح الأمريكي، وكان يتفاعل مع بيئته. كل ذلك فعله برشت مما مكنه من خلق نظرية مسرحية مثمرة وبنجاح لأفتٌ للنظر). يقول البروفيسور د. هيلموت كوبمان: (ومع ذلك، يمكن لبيرند سوشر الاستغناء أيضا عن الثمار التي حققها برشت في المنفى. وبالنسبة له، وقبل كل شيء، سيبقى عمل برشت الشاعر عملاً رائداً لا يمكن تجاهله، ويبقى برشت بنظريته الملحمية وبما أنتجه التغريب من تأثيرات على العرض المسرح، يبقى ظاهرة تستوجب البحث والدراسة. وهي نظرية أسس لها برشت طيلة حياتهِ العملية على خشبة المسرح. وتبقى مسرحية الأم الشجاعة واولادها جذوة ما قدمه برشت وتجسيداً حياً لمبدأ التغريب على خشبة المسرح، هذهِ المسرحية التي ابتعدت كثيراً من حيث الفكرِ والأداء عن باكورات أعماله مثل مسرحية (البعل) ومسرحية (الإنسان هو الإنسان) وكذلك مسرحية (غابة المدن): لكنني حقاً لا أريد أبداً أن أرى الأم الشجاعة تسحب عربتها عبر أي مرحلة زمنية مرة أخر لقساوتها.

ويؤكد كوبمان أن ما قدمه برشت على وجه التحديد حين كان في المنفى هو ثمرة التجربة الرائدة له وتبقى أعماله في المنفى ذات طابعٍ وأهمية كبرى وهي ثمرة نتاجاته المسرحية.  ويقول (أعتقد أنه يجب علينا أن نكون أكثر استيعاباً لبرشت). لقد كان لمسرحية الأم الشجاعة ودور الأم المركزي فيها لها ذات التأثير الذي لعبهُ (بونتيلا) في مسرحية (السيد بونتبلا وخادمه ماتي). والمسرحيتان تركزان على أننا يجب أن لا نتعامل مع الواقع دفعة واحدة، بل يمكننا أن نجزئ ذلك الواقع، وأن نقوم بعكس تلك الأدوار. هناك قصائد عديدة لبرتولت برشت تسير في هذا السياق وتؤكد على مبدأ قلب الأدوار. لذا، يمكننا أن نقول بأن العالم قد انقلب رأساً على عقب، حين نقوم بقلب الأدوار، أن جميع الأمور لا يجب أن نعدها من المسلمات، بل أنها وحدات صغيرة يمكن استبدالها أو تغيرها. ويقول: (وكما أعتقد بشكل خاص بأن السيد بونتيلا بطل مسرحية (السيد بونتيلا وتابعه ماتي)، يمكننا من رؤية العالم عن طريق رؤية السيد (بونتيلا الحقيقي) والسيد (لونتيلا المخمور)، وفي الدورين يمكننا ان نعد ( بونتيلا) حقيقي وغير حقيقي في الوقت ذاته.

أبدى كاتبان مسرحيان سويسريان اهتماماً خاصاً ببرشت بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة في مفهومه للمسرح الملحمي وهما: ماكس فريش وفريدريش دورنمات. ولكن على الرغم من أنهما استخدما عناصر ملحمية مثل تأثير الاغتراب الشهير، إلا أن موضوعات واسئلة ومشاكل وحلول مسرحياتهم تختلف عن مسرحيات برشت. ركز دورنمات بالتأكيد على الكوميديا، حيث لا يمكن تصوير سوى عالم مثل عالمنا، (عالم غير متشكل في طور الصيرورة، في طور الانقلاب (. ويعرض دورنمات عمله (الفيزيائيون) (الذي تم كتابته عام 1961، وتم عرضه لأول مرة في زيوريخ عام 1962). السؤال الكبير حول مسؤولية العلماء في مستشفى المجانين. ويبدو الجنون المختار ذاتياً لأينشتاين ونيوتن وسالومون هنا على أنه (الشكل الوحيد ذو المعنى للوجود في عالم يتجه نحو زواله). لقد دار ماكس فريش مراراً وتكراراً حول مسألة الهوية وتاريخ الفرد وقابليته للتواصل. هذا الموضوع هو محور مقالته عن السيرة الذاتية، وهي كانت (على عكس برشت)، حيث لمْ يكن دورنمات وفريش محللين اجتماعيين. ولم يكن لديهما أنموذجاً متكاملاً لرؤيتهما للفرد، وهذا يحسب لصالحهما أكثر من ان يكون ضدهما. لكن طريقتهما في ممارسة النقد المباشر موجودة في (في خلفية برتولت برشت)، حسب ما جاء على لسان كوبمان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أستاذ الأدب الألماني الحديث/ باحث وأكاديمي ومترجم خبير / جامعة بغداد.

عن: موقع اكاديميا الألماني.

*****************************************************************

قصتان قصيرتان جداً

زيد الشهيد

خَواء

نهضَت الشمسُ مِن وراءِ كثافةِ بساتينِ النَّخيلِ المُحتشِدة في الأفق، فداهمت المدينةَ جيوشُ الضَّوءِ بسيوفٍ تبرقُ كالتّبِر، وشَرعت تَهمي طلّاً من الصَّحو أيقظَ النائمينَ وسرقَهُم من أنسامٍ باردةٍ كانت تَتعطَّفُ عليهم بوَسنٍ آسر. لكنَّ الفتاةَ المَحجورةَ في غرفتِها المُعلَّقَةِ بالسَّطحَ كانت يَقِظَةً طوالَ الليل [ اليَقظةُ المُستديمةُ سَرقَت مِن وجهِها نضارته. ومِن عينيها أحلاماً طريّةً، جفَّت واستحالت أشباحاً ورؤىً جامدةً بينما ضَمُرَت شفتاها وتشققتا.] ولم تُفاجأ بعيونِ النَّهارِ تَقتربُ مِنها.. وحينَ شقَّ سيفُ الضوءِ حجابَ الزجاجةِ الخضراء للنافذةِ الصَّغيرةِ، المُرتفعةِ قريباً مِن السَّقف دبَّ في وجهِ الفَتاةِ ألقٌ، وبدَت كأنَّها تَستعيد حَيويَّةً فقدتها مِنذُ سنواتٍ.. أزاحت الزّجاجة الشَّفّافة التي تفصلُها عن العالمِ المَحسوس، وأبعدت عنها اطاراً خَشبياً عتيقاً، مُترجِلةً بفستانٍ توشّيه زهيراتٌ دقيقةٌ بهتَت ألوانُها فبدت كما  لو كانت بِلونٍ واحد.. اقتربت من البابِ الموصَد فأشرعته.. غَسلَ الضوءُ الذهبي قامتَها الناحلةَ مُفشياً شحوباً مريراً كرَّست فيه السنواتُ المُنصرمةُ ذبولَ الأمواتِ المنسيين.. أطلَّت من المَمَرِّ – الذي وقفت فيه- على فَناءِ المَنزلِ فسقاها المَشهدُ الداخلي ماءَ الحياةِ واستدارت مُتَّخِذَةً السلَّم نزولاً إلى هُناك... هناكَ وقفَت أمامَ بابِ غرفةٍ موصدة فتذكَّرت أنَّ هذه الغرفة كانت تعودُ لها، وأنَّها تتذكَّر موجوداتها تفصيلاً.. رفعت يَدَها فأزالت الرِّتاجَ ودلَفت. وجد الضوءُ فرصةً للهجومِ فاندفعَ من ورائِها. ولوهلةٍ غَمرَها الذهولُ اذ اكتشفت أنَّ كلَّ شيءٍ لم يتغيَّر: السريرُ وشرشفُه/ المرآةُ البيضويةُ المؤطَّرةُ بالصاجِ المُزخرَف/ صندوقُ تنضيدِ الأفرشةِ/ بِساطُ الأرضِ؛ وحتى شمعةِ تعليقِ الملابس... وعلى الجدارِ فاجأتها صورتان عرفت الأولى لزوجِها، أمّا الثانية فكانت لامرأةٍ بلا ملامح .. تملَّكَها الحزنُ، واستدعت حِرقةً خزينةً كانت كامنةً فدبَّت فيها الحياةُ بغتَةً... تركَت الموجودات خلفَها، واستدارت تغتسلُ بالضّوء؛ وتحرَّكت بإنهاكٍ لا تقوى على مقاومته.. كانت تسعى لنيلِ هواءٍ هرَبَ منها.. رفعت يدَها تَمسكُ عنقَها متوسِلَةً بنسمةٍ تُديمُ لها الحياة... تحرَّكت ساعيةً للخروجِ من صَمتِ الأشياءِ؛ غيرَ أنَّ خطواتِها ثَقُلَت، فانهارت.. راحت تزحفُ.. اقتربت من البابِ الرئيسي.. رفعت يدَها لتديرَ اكرةَ البابِ فارتطمت بقايا اليدِ أرضاً.

خلفَ البابِ/ في فسحةِ الزقاقِ ثمَّةَ صِبيةٌ يلعبون. سألَ أحدُهم صحبَه، مُستفسِراً:

-هل سمعتمُ شيئاً؟!

توقَّفوا يتطلعون بوجوهِ بعضِهم... أخيراً قالوا:

-كلّا، كلّا.. البيتُ مُقفَلٌ من زمان.

حُطام

بعدَ زمانٍ.. زمانٌ عمرهُ سنواتٌ هاربةٌ صرفتْها في الغربةِ والضَّياع عُدتُ إلى بيتنا.. أولَ شيءٍ فعلتُه هو أنّي صعدتُ إلى الغرفةِ العليا استذكِر روحَ أخي الكبير الذي ماتَ دون أنْ أشهدَ لحظاتِ وفاتِه... كان البابُ مُغلقاً يكسوهُ الغبار.. حدَّقتُ بعينِ الطفولةِ في ثقبِ المفتاحِ فتمثَّلَ أمامي شعرٌ أجعد، تصبغهُ الحِنّاء، وتتكسَّر على ثناياه شلالاتُ النّور المُنسكب من مُصباحٍ أصفر يتدلّى من السقف.. وعلى جانبٍ اقتنصتُ وجَهَ أخي مُحمرّاً، وعيناه سائحتان فوق انثيالِ الشَّعرِ الذي استدارت صاحبتُه لتكشفَ وجَهاً دائرياً ذا جَبهةٍ عريضةٍ وخدّين طافحين بالبِشر، وعينين لمحتهما تتَّقِدان وتستقران في وجهِ أخي كأنَّهما تمتصان نضارته... تذكَّرتُ وقتها أنَّي طرقتُ البابَ وأنا لا أفهمُ عَبثي، ولا  أدري إلّا بعدما كَبُرتُ، وصارت حفنةُ من السنواتِ تَملأ جيوبي أنَّ فِعلتي تلك كانت اغتيالاً لسعادةٍ ينعم بها مع فتاته... رأيتُه يفتحُ البابَ وينظر إليَّ ببرود. ومِن ورائِه لَمحتُ الوجهَ الجميلَ يُطوّقه الشَّعرُ الحنّيُّ وابتسامةً تبوحُ بها شفتاها الورديتان.

اليوم، وبعدما صارت حَفنةُ السنوات أكواماً تَملأ جيوبي كلَّها إلّا جيباً واحداً كنتُ أخطو في شارعٍ شُقَّ على انقاضِ بيوتنا التي أزيلت فأزالت معها اعشاشَنا، وساحات مراحِنا وألعابِنا التي لا تنتهي إلا بعيونٍ تنطبقُ تَعبى لا تقاوم النعاس. كانَ ولدي الصغير إلى جانبي يسير، مُمسكاً بيدي. هزَّني هزَّةً مفاجئة فانتبهتُ إليه. أبصرتُه يتطلَّع إلى ركنٍ قريب:

-أهذه مجنونةٌ، يا أبي؟.. سألني بِحيرة الصّغار.

تقفُ امرأةٌ تَخطَّت سنوات كهولتها، مُنحنيةً تتلفَّعُ بعباءةٍ رثّةٍ، موحلةٍ .اكتسحت وجهَهَا الغضونُ، وسالت شُعيراتٌ بيضاء مُشعثة من تحت فوطةٍ متَّسخة تطوِّقُ وجهَها.. اقتربتُ منها. أَخرجتُ قطعةَ نقودٍ من جَيبي.. امتدَّت يدُها، وتهيأ الكفُّ المفتوح لالتقاطِها. لكنَّها... وعلى نحوٍ غَريبٍ انسحبَت.. تَطلعتُ في وجهِها مُستغرِباً: أتراها مَجنونةٌ حقّاً؟!... تفرَّست فيَّ بعينين قلقتين، اتَّسَعتا وكادتا تلتهمانني.. اختلَجت شفتاها وانقبضتا. وكانت على وشكِ التفوّه بكلماتٍ حبيسةٍ، بَيدَ أنَّها طأطأت رأسَها واسترسلت بنشيج مَسموع؛ أعقبَهُ تقاطرُ دمعٍ يشوبه قذىً على دراهمَ كانت تملأ كفَّها العجفاء.

***************************************************************

الصفحة الساسدة عشر

في منتدى أدباء الزبير احتفاء بالشاعر الكبير كاظم الحجاج

متابعة – طريق الشعب

وسط جمع من الأدباء والمثقفين ومتذوقي الشعر، احتفى منتدى الأدباء والكتاب في قضاء الزبير، السبت الماضي، بالشاعر البصري الكبير كاظم الحجاج ومنجزه الإبداعي، في جلسة احتضنتها قاعة «مدارس الرازي» في مركز القضاء.

أدار الجلسة مدير المنتدى الشاعر علي الهمام، الذي تحدث عن أبرز إنجازات الحجاج الأدبية، ومواقفه الإنسانية والوطنية. في حين تناول الواقع الأدبي في الزبير، منوّها إلى انه يعاني الإهمال من جانب الحكومة «إذ لا توجد قاعات خاصة بنا تحتضن نشاطاتنا الأدبية، ولا مخصصات مالية».

وأكد أن «فعالياتنا ومهرجاناتنا، نضطر إلى إقامتها بالتعاون مع بعض المدارس الأهلية والحكومية، في سبيل مواصلة سير عجلة الثقافة والأدب».

المحتفى به، وفي معرض حديثه، ألقى الضوء على بعض محطات حياته العامة والأدبية. فيما تناول بداياته الشعرية التي كانت مع الشعر العمودي.

واستذكر الحجاج قصيدته العمودية «ما ضرّ العنبر لو عطّر»، التي قرأها إبان الستينيات في مهرجان كلية الشريعة – جامعة بغداد التي تخرج فيها، لافتا إلى انه قرأ القصيدة أمام لجنة تحكيم تضم عددا من الشعراء، بينهم الشاعرة الراحلة عاتكة الخزرجي، التي أهدته وقتها مبلغا ماليا من باب التشجيع.

ثم قرأ منتخبات من قصائده، ما ألهب وجدان الحاضرين، الذين صفقوا له طويلا.

وتحدث الحجاج عن مدينة الزبير. إذ يراها «عاصمة من عواصم البصرة، تحمل في داخلها عبقاً أدبياً وثقافياً وحضارياً»، مشيرا إلى ان «الحياة الأدبية في الزبير لها روح خاصة، لأن هذه المدينة تضم شخصيات شعرية وأدبية زاخرة قدّمت القصيدة بطرق مثالية، أمثال محمود البريكان».

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة المحتفى به، بضمنهم القاص علي سمير باني، الذي قال ان «الاحتفاء بالحجاج حالة إيجابية للأجواء الأدبية في الزبير، لما يحمله هذا الشاعر من تاريخ أدبي وإنساني كبير. وهو لا يزال ينشد القصائد الجميلة برغم تقدمه في السن، وهذا أمر مفرح جدا».

وفي الختام، دُعي الحجاج ليقطع كعكة أعدت ابتهاجا بوجوده. فيما سلمه الشاعر الهمام لوح تقدير باسم المنتدى، وآخر أهداه له مدير «مدارس الرازي» نبيل كاطع. كذلك أهداه الرسام شاكر جوني لوحة بورتريه تعبيرية أنجزها خلال الجلسة.

*************************************************************

في تلعفر «رصيف الكتب» يحتفي باليوم العالمي للكتاب

متابعة – طريق الشعب

شهد «رصيف الكتب» في قضاء تلعفر بمحافظة نينوى، الجمعة الماضية، فعاليات منوعة في مناسبة اليوم العالمي للكتاب 23 نيسان، تضمنت معرضا للكتاب وتدريبات على الأداء المسرحي خاصة بالأطفال، فضلا عن معرض رسم على الخشب، وفقرات غنائية وشعرية.

و»رصيف الكتب» مبادرة أطلقها ناشطون وإعلاميون عام 2021 في محافظة نينوى وعدد من المحافظات. إذ يجري اختيار رصيف في شارع عام، وتحويله إلى منصة لإقامة فعاليات ونشاطات ثقافية وفنية، كل يوم جمعة على غرار شارع المتنبي في بغداد. وعلى هذه الأرصفة، يعرض أصحاب المكتبات كتبهم، ويقدم الفنانون والشعراء مواهبهم في أجواء مفتوحة.

وفي سياق فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب، أجرت لجنة «رصيف الكتب» في تلعفر حوارا مفتوحا مع قائم مقام القضاء خليل محسن، الذي أكد أنه ينوي تسقيف الرصيف من أجل تأسيس شارع ثقافي دائم في القضاء.

وفي حديث صحفي، قال عضو لجنة الرصيف كرار الداودي، أن فعالياتهم هذه تستمر أسبوعا، وان من أبرزها عرضا مسرحيا بعنوان «إدامة التفكير» يتحدث عن أهمية الكتاب في عصر التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي.

من جانبه، قال القائم مقام ان إدارته تعمل على تطوير «رصيف الكتب» وتسقيفه ليكون واجهة تلعفر الثقافية إلى جانب البيت الثقافي الذي سيفتتح قريبا.

*****************************************************************

امرأة تحرز المركز الأول

البصرة تشهد سباقا للخيول العربية

متابعة – طريق الشعب

أحرزت الفارسة البصرية فاطمة محمد، المركز الأول في سباق للخيول نظمته أخيرا «أكاديمية فرسان بيت الملا» على مضمارها في قضاء الزبير، بمشاركة 20 فارسة وفارسا. 

وحضرت السباق الفارسة الدولية فوزية رشدي، وممثلو نواد للفروسية من بغداد ومحافظات أخرى، إلى جانب جمع من محبي سباقات الخيول.

وفي حديث صحفي، قال مدير الأكاديمية محمود الملا، أن أكاديميتهم تسعى إلى الارتقاء برياضة الفروسية في العراق، وانها تشجع الشباب على هذه الرياضة كونها تعلم الصبر وتكسر حاجز الخوف، وتحافظ على صحة الجسم، مبينا في حديث صحفي أن هذا السباق الذي بلغت مسافته 42 كيلومترا، خضع لمتابعة لجنة تحكيم اختصاصية.

وأكد أن أبواب أكاديميتهم مفتوحة أمام هواة رياضة الفروسية، وانها جاهزة لتدريب الشباب وصولا بهم إلى مرحلة الاحتراف، لافتا إلى ان السباق تم بجهود ذاتية، ولم يهدف إلى عائد مالي. 

واشترط القائمون على السباق، أن تكون الخيول المشاركة عربية أصيلة، ومسجلة رسميا ودوليا، وان تخضع للإشراف البيطري، وتكون سليمة من الناحية الصحية.

*************************************************************

احياء الذكرى السنوية لرحيل الفقيد الكبير حيدر الشيخ علي

ستقام جلسة استذكار واحياء للذكرى السنوية لرحيل الرفيق حيدر الشيخ علي (ابو بلند) القيادي في الحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني، وذلك يوم السبت (4 أيار 2024) في الساعة الرابعة عصراً، أمام مقبرة شهداء الحزب الشيوعي العراقي، شارع أربيل-كركوك.

**********************************************************************************************

يوميات

  • يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” بعد غد السبت، د. سعيد عدنان ليلقي محاضرة بعنوان “السلطة والثقافة”.

تبدأ المحاضرة في الساعة 11 ضحى، على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

  • يضيّف نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد السبت، الروائي عباس الحداد، ليوقع روايتيه الصادرتين ضمن منشورات الاتحاد “فتاح فال” و”عصا الساحر”، في جلسة تتضمن مداخلات عن تجربته السردية يساهم فيها عدد من النقاد والأكاديميين.

الجلسة التي من المقرر أن يديرها الروائي خضير فليح الزيدي، تبدأ عند الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

*********************************************************************

بجهد ذاتي حارس يحيي حديقة مدرسة في سنجار

متابعة – طريق الشعب

تمكن قاسم خدر، وهو حارس مدرسة تقع شمالي قضاء سنجار في نينوى، من تحويل حديقة المدرسة التي يحرسها إلى مساحة خضراء مزدانة بأصناف من الزهور والأشجار، وذلك بجهد شخصي وبتمويل من الإدارة والطلبة.

وفي حديث صحفي، يقول حارس «مدرسة اليرموك الثانية»، أنه «بهدف زيادة المساحات الخضراء، قمت بغرس شتلات الأشجار والورود في حديقة المدرسة. فالنباتات توفر أوكسجينا نقيا للطلبة».

ويشير إلى ان الجميع يتعاونون في سبيل إدامة الحديقة والحفاظ عليها، بدءا من الطلبة وصولا إلى الإدارة، لافتا إلى ان «مصاريف إدامة الحديقة نجمعها في ما بيننا».

************************************************

«إعدادية بلد» فَرِحة!300 من أصل 400 طالبة حصلن على «الإعفاء»

متابعة – طريق الشعب

احتفلت “إعدادية بلد” للبنات في قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين، الاحد الماضي، بحصول 300 من أصل 400 طالبة من طالباتها في الصفين الرابع والخامس، على الإعفاء بشقيه الكلي والجزئي. 

وأقيم الاحتفال على قاعة منتدى الشباب، وحضرته الطالبات وعائلاتهن إضافة لإدارة المدرسة وكادرها التدريسي.

وقالت مديرة المدرسة نوال عبد الصاحب: “أنا فخورة بطالبات الإعدادية وهن يحققن هذه النتائج المتميزة. فبهذه الجهود الكبيرة التي يبذلها الكادر سنكون في الصدارة”، مبينة في حديث صحفي أن “عدد طالبات الصفين الرابع والخامس 400 طالبة، 300 منهن حصلن على الإعفاء”.

من جانبها، قالت المواطنة هيفاء بهجت، والدة إحدى الطالبات المعفيات، أن “ما حققته ابنتي من إنجاز، لن يتحقق لولا جهود الكادر التدريسي”، مضيفة أن “الحفل الذي نظمته المدرسة أسعدنا. فوجود ابنتي فاطمة بين صديقاتها وهي تجني ثمار جهدها، يجعلني في سعادة غامرة”.

***********************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • ربيع عواد كران البدرى مليون دينار.
  • محسن الخفاجي (للمرة الثالثة) 275 الف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

***************************************************************

أما بعد .. نصيراتنا الشيوعيات

منى سعيد

ما احوجنا الى التوثيق. لا تكفي عشرات الأفلام الوثائقية والدرامية، ولا مجلدات الكتب لضم سرديات ما حدث ويحدث في ساحات النضال، وخلال نشرالموت بالغاز وبسموم الخردل والسيانيد وغيرهما ، لابادة مناضلين صاغوا أبجديات التضحية بألم وفرح وبحب وموت .. ومثلما يقال “آن لنا أن ننصت لفتافيت العظام ، نسمعها وهي تروي لنا كل شيء”.

نصيراتنا الشيوعيات إجتزن المستحيل وخضن معارك ضارية في مواجهة أعتى جيوش العالم شراسة وإمعانا بالإجرام عبر عشر سنوات تقريبا من النضال. وإذا لم يتحقق لكفاحهن النجاح التام ، فحَسبهن إنهن أنجزن ما عليهن من واجب وطني مشرف نفخر به.

قبل أيام شهدت مدينة أربيل انعقاد المؤتمر الحادي عشر لرابطة الأنصار الشيوعيين، تزامنا مع احتفالات حزبهم بالذكرى التسعين لتأسيسه. وكانت فرصة رائعة جمعت العشرات منهم، ممن توافدوا من مختلف بلدان العالم للمشاركة في المؤتمر والفوز بتكريم رمزي قدم لهم في حفل متواضع.

وقد حملت جدران قاعة المؤتمر شعارات عديدة، قرأت في احدها: “النصيرات الشيوعيات مفخرة نضال المرأة العراقية من أجل الحرية والمساواة” . شخصيا حظيت بلقاء البعض منهن على هامش حفل الافتتاح، وتعرفت على بعض من سفر نضالاتهن وقصصهن اللافتة.

 الطبيبة شرمين عبد الكريم (أم هندرين) قالت ردا على سؤالي عن تاريخ وكيفية التحاقها بالحركة الانصارية:

“في العام 1979 كنا أنا وزوجي ندرس في موسكو، وابنتنا “نادية” لم يتجاوز عمرها العامين. حينها سبقنا زوجي والتحق بصفوف الانصار - البيشمركة الشيوعيين في كردستان، تلبية لنداء من الحزب، وانتظرت انا ونادية مدة حتى تمكنا من اللحاق به.

هنا بدأت فصول قصة مغامرات درامية طويلة لا مجال لذكر تفاصيلها الآن.. ذهبنا الى سوريا وتوجهنا الى منطقة الجزيرة بدعوى أننا سوريتين. ثم عبرنا عبر طرق تهريب معقدة إلى تركيا، حيث سكنا عند عائلة ريفية، وهناك أصيبت ابنتي بالملاريا وواجهت الموت، لكنها نجت بأعجوبة من دون علاج ولا دواء كاف. بعدها ركبنا البغال وتوجهنا نحو اقليم كردستان العراقي.

 بعد سنوات من ذلك، في سنة 1987 عشنا احداث ووقائع الهجوم الكيمياوي الاجرامي لقوات النظام على مقر الفوج الثالث لقوات الانصار، الذي ادى الى تسمم ما يفوق 220 من افراده المقاتلين بغاز الخردل (مات البعض منهم وما زال البعض الآخر يعاني حتى اليوم من ضعف البصر وتلف الرئة وضيق التنفس). ولم يكن بوسع المسعفين والمسعفات حينها سوى علاجهم بالماء البارد.

 وحين وجه صدام كل أسلحته نحونا بعد انتهاء الحرب مع ايران في العام 1988 جرى أسْر رفيقات لنا .. بالنسبة لي ولزوجي عبرنا على متن لوري نحو تركيا ثم الى إيران، وفيها مشيا على الإقدام طيلة أيام حتى الحدود مع اوزبكستان. وهناك قطعنا مسافات طويلة حتى توجهنا إلى موسكو.

 وفي النهاية انتقلنا لنستقر في السويد .. صغيرتنا نادية كبرت وتلقت تعليمها هناك، وهي حاليا محامية ناجحة متزوجة وعندها طفلان”.

هذا بتكثيف شديد ما حكته لي النصيرة الطبيبة شرمين عبد الكريم (ام هندرين) عن تجربة مشاركتها في حركة الانصار الشيوعيين خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي. وهي بالطبع واحدة من تجارب كثيرة للشيوعيات الباسلات، اللواتي اخترن الكفاح بالسلاح ضد الدكتاتورية الصدامية المبادة ضمن الحركة الانصارية. ولعلنا نتمكن مستقبلا من رصد وتقديم تجارب اخرى لرفيقات ام هندرين في الكفاح الانصاري المسلح.