اخر الاخبار

تتواصل مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لليوم الـ 141 على التوالي، حيث وقعت 8 مجازر ضد العائلات الفلسطينية خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما تهدد سكان القطاع مجاعة في ظل نقص كبير في الغذاء وابسط مستلزمات الحياة وسط حصار جيش الكيان الصهيوني.

حصيلة الضحايا

وأوضحت وزارة الصحة في غزة، أن مجازر الاحتلال خلال الساعات الماضية، أسفرت عن استشهاد 92 فلسطينيا وإصابة 123 آخرين.

وأكدت الوزارة في بيان صحفي أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ويمنع جيش الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

وأشارت إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفعت إلى 29 ألفا و606 شهداء، إلى جانب 69 ألفا و737 إصابة، منذ السابع من تشرين الاول الماضي.

في غضون ذلك، قصفت مدفعية وطائرات الاحتلال مناطق عدة بقطاع غزة، وانطلقت مناشدات قرب منطقة الصناعة غرب خانيونس، بوجود شهداء وجرحى إثر إطلاق النار من دبابات وآليات الاحتلال التي تحاصر مدرسة تؤوي نازحين.

وعلى وقع قصف الاحتلال المستمر، خاضت قوى المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة في عدة محاور توغلت فيها قوات الاحتلال، وأبرزها محور حي الزيتون شرق غزة، ومحور حي الأمل في خانيونس، وسط تصاعد لأعمدة الدخان من منطقة الاشتباكات.

وضع مأساوي

وعلى الصعيد الإنساني، يواجه سكان القطاع وضعا مأساويا فقد أعلنت وزارة الصحة أنّ طفلاً يبلغ من العمر شهرين يدعى محمود فتوح توفي جراء سوء التغذية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

ويروي أبو جبريل (60 عاماً) لوكالة فرانس برس الأوضاع بالقول: «لا خيار أمامنا إلّا ذبح الحصان لإطعام الأطفال، الجوع يقتلنا، لا توجد أية أنواع من الخضروات، ولا طحين ولا مياه شرب».

ويضيف «لدي حصانان كنت أشتغل عليهما في أرضي الزراعية في بيت حانون، دمّروا بيتي وجرفوا أرضي. قرّرت ذبح الحصانين لمساعدة عائلتي وعائلات أقاربي وجيراني في الحصول على الطعام».

فرّ أبو جبريل من بيت حانون القريبة عندما اندلع النزاع. وبات منزله مع عائلته عبارة عن خيمة بالقرب من مدرسة الفالوجا التابعة للأنروا والتي تؤوي نازحين.

لم يخبر جبريل أحداً بقراره ذبح الحصانَين. طبخ اللحم مع الأرز، وقدّمه لعائلته وجيرانه.

ورغم الحاجة، يقول إنّه لا يزال قلقاً بشأن ردّات فعلهم. ويضيف «لا أحد يعرف أنّه يأكل لحم حصان».

يأس مطلق

وأفاد برنامج الأغذية العالمية هذا الأسبوع بأنّ فرقه أبلغت عن «مستويات غير مسبوقة من اليأس»، بينما حذّرت الأمم المتحدة من أنّ 2,2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أنّ النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض، قد يؤديان إلى «انفجار» في وفيات الأطفال في غزة.

ويتم التداول على مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو لطفل يقدّم على انه محمود فتوح، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، نتيجة سوء التغذية، وفق ما قالت وزارة الصحة في القطاع المحاصر. ولم يكن في إمكان وكالة فرانس برس التحقّق من هوية الطفل أو صحة التشخيص من مصادر مستقلة. وفي محاولة لسدّ جوعهم، اعتاد سكان قطاع غزة على تناول بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية غير الصالحة للاستهلاك البشري وحتّى أوراق الشجر.

وتقول امرأة موجودة في المخيم «لا أكل ولا شرب... ولا طحين»، مضيفة «بدأنا نتسوّل من الجيران، ولا أموال في الدار. ندقّ الأبواب في الحارة ولا أحد يعطينا مالاً».

وتتصاعد حدّة التوتر في جباليا بسبب نقص الغذاء وتداعياته، فيما نُظّمت الجمعة وقفة احتجاجية شارك فيها عشرات الأشخاص. وحمل طفل في التظاهرة لافتة كتب عليها «لم نمت من القصف ولكننا نموت من الجوع». ورفع آخر عالياً لافتة كُتب عليها «المجاعة تنهش لحومنا وأجسادنا»، بينما هتف المتظاهرون «لا لا للجوع، لا لا للإبادة الجماعية، لا لا للحصار».