اخر الاخبار

تصاعدت التوترات في المنطقة بين إسرائيل وإيران بعد حادثة الهجوم الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، والتي أسفرت عن مقتل قادة في الحرس الثوري الإيراني. يشير التصعيد الأخير إلى تجاوز إسرائيل لقواعد الاشتباك المتفق عليها، مما دفع إيران إلى التوعد بالرد عبر فصائل مسلحة تابعة لها.

إيران تجدد التهديد

جددت إيران، أمس الأربعاء، تهديداتها لإسرائيل، بعد الغارة التي استهدفت قنصليتها في العاصمة السورية دمشق.

وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، في مقابلة مع وكالة أنباء “إيلنا”، إن طهران “تتمسك بحقها لتوجيه ضربة لإسرائيل في المكان المناسب”.

ورأى كوثري أن “إسرائيل ارتكبت بالهجوم الذي تعرضت له القنصلية الإيرانية في سوريا انتهاكا واضحا لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1961، وهو عبارة عن غزو لأرض ما، لأن ضرب القنصليات والسفارات هو بمثابة غزو لأراضي دولة ما”.

وأشار إلى حق بلاده بالرد، لكن بالمكان المناسب والوقت المناسب كذلك، معتبرًا أن على إسرائيل ان تتحمل مسؤولية أفعالها.

وأعلن كوثري أن هناك عناصر كثيرة في “جبهة المقاومة” سترد، متابعًا: “إذا لزم الأمر… سنرد بأنفسنا”، وفق “سبوتنيك”.

كذلك شدد على وجوب أن يجتمع الأعضاء الرئيسيون في الأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن، لاتخاذ قرار بشأن هذه القضية، والتعامل بقوة مع مرتكبيها، مؤكدًا أن هذا الهجوم لا يمكن أن يتم دون التنسيق مع أمريكا.

وقال المتحدث باسم الحرس الثوري، رمضان شريف: “سنشهد قريبا ضربات أكثر فتكا ضد إسرائيل وجبهة المقاومة ستقوم بواجبها”، مشيرًا إلى أن جميع المسؤولين أعلنوا قبل أيام، أن الانتقام لشهداء القنصلية الإيرانية في سوريا مؤكد”، حسب وكالة “تسنيم” الإيرانية.

من جهته، عقد المجلس الأعلى للأمن الإيراني، أمس الاول الثلاثاء، اجتماعا بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعد القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق.

وقالت أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن “المجلس اتخذ القرارات المناسبة بشأن جريمة الحرب المتعلقة بالقصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق”، مشيرًا إلى أن قرارات المجلس اتخذت في جلسة حضرها رئيسي تمت مساء الاثنين الماضي.

وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده استدعت القائم بأعمال السفارة السويسرية لديها للتأكيد على مسؤولية الولايات المتحدة في الهجوم على مبنى قنصلية طهران في العاصمة السورية دمشق.

أمريكا: لا علاقة لنا بالحادث

وأبلغت الولايات المتحدة إيران، أن لا علاقة لها بالهجوم على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، في حين توعدت إيران إسرائيل بالرد، واستدعت القائم بأعمال السفارة السويسرية لديها لإرسال «رسالة مهمة» إلى واشنطن باعتبارها «حامية» إسرائيل، كما طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم.

توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالرد المناسب على الهجوم، قائلا «على الكيان الصهيوني أن يدرك أن هذه الجريمة الجبانة لن تبقى دون رد».

وذكر موقع أكسيوس الإلكتروني - نقلا عن مسؤول أميركي لم يذكر اسمه - أن الولايات المتحدة أبلغت إيران أنها «ليس لها أي دور أو علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي على مجمع دبلوماسي في سوريا».

وفي إسرائيل -التي أعلنت أنها لن تعلق على الهجوم- صدرت تعليمات للسفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم لتعزيز إجراءاتها الأمنية في أعقاب الهجوم على القنصلية الإيرانية.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت بيانا تحذيريا للدبلوماسيين الإسرائيليين يقول «نطلب منكم الاستمرار في اتخاذ تدابير وقائية وإيلاء المزيد من الاهتمام خلال العمليات الروتينية».

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن هناك حالة من التأهب بالفعل في سفارات إسرائيل منذ 7 تشرين الأول الماضي، لكن بعد اغتيال المسؤول الإيراني بدمشق محمد رضا زاهدي سيتم رفع حالة التأهب في تلك السفارات.

تداعيات القصف

وركزت صحف ومواقع عالمية في تقارير وتحليلات على تداعيات القصف.

ونشرت صحيفة «الغارديان» مقالا لباتريك وينتور جاء فيه أن إيران تواجه سؤالا إستراتيجيا بشأن مدى قوة الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة في الحرس الثوري الإيراني.

ويقول الكاتب إن طبيعة الهجوم ستثير قلقا لدى طهران من مدى قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على جمع معلومات دقيقة بشأن قادتها.

ووفق «لوموند» الفرنسية، فقد اختارت إسرائيل التصعيد بطريقة غير مسبوقة، محذرة من أن الهجوم الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق يفتح أبواب الكثير من الاحتمالات.

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الباحث السياسي الإيراني في ألمانيا، حميد رضا ميرزاده قوله إن «ما حدث في دمشق يغير كليا قواعد الاشتباك المتعارف عليها بين البلدين حتى الآن»، مضيفا أن طهران اليوم في مأزق بشأن الرد أو عدمه.

واستهدف هجوم إسرائيلي الاثنين الماضي، مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بـ 6 صواريخ، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن 4 مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم.

وحسب وسائل إعلام إيرانية تم تدمير مبنى القنصلية بالكامل كما أسفر الهجوم عن مقتل 13 شخصا بينهم 7 مستشارين عسكريين إيرانيين، و6 مواطنين سوريين.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية أن إسرائيل وجهت ضربة جوية لمبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى تدميره بالكامل ومقتل وإصابة جميع من بداخله.