اخر الاخبار

الرفاق والاصدقاء الاعزاء

ايها الانصار البواسل

طابت اوقاتكم، وكلل الفخر والمجد تاريخكم النضالي المشرف.

احييكم بأحر وأجمل التحيات النضالية، واكثرها حميمية بأسم  قيادة الحزب، متمنين لكم النجاح والموفقية في تحقيق اهداف وطموحات مؤتمركم ورابطتكم، ورسم افاق نضالكم القادم المترع بالأخلاص والوفاء لكادحي شعبنا والمحرومين من ابنائه.

لاشك أن الاحزاب الشقيقة في مختلف البلدان، تواجه ظروفاً مختلفة، بعضها غاية في الصعوبة والتعقيد، الأمر الذي يجعل أساليب النضال وأشكاله مختلفة أيضاً، تبعاً لمواقف العدو الطبقي والسياسي، فبعضها ينتهج أساليب سلمية في عمله السياسي ونشاطه الجماهيري عندما تكون الظروف مواتية، وبعضها الأخر يضطر الى إتباع أساليب وأشكال نضالية عنيفة لمواجهة عنف السلطة وشراستها، وسعيها الأجرامي لتصفية حزب الطبقة العاملة بقوة الحديد والنار، كما حصل عندنا في العراق لمرات كثيرة، لاسيما بعد أنقلاب شباط الأسود عام 1963، وبداية الكفاح المسلح إنطلاقاً من قرية (كلكة سماق) في كردستان، حيث التحق المئات من الشيوعيين وبينهم العديد من الضباط بهذه القاعدة الانصارية الوليدة، وساهموا مساهمات جدية وفي غاية الشجاعة في الدفاع عن انفسهم وعن حزبهم، وفي الثورة الكردية، وخاصة في معركة “هندرين” البطولية والكثير من المعارك الاخرى والصدامات العسكرية مع قوات الانقلابيين والجحوش.

وتكرر هذا الارث النضالي بصور أكبر وأوسع تأثيراً بعد الهجمة الفاشية التي قام بها نظام “صدام حسين” على الحزب عامي 1978 – 1979، الذي أغلق بالشمع الاحمر كل نوافذ العمل السلمي، الذي يتوق اليه الشيوعيون، رغم ان هذه النوافذ كانت صغيرة جداً وهامشية، الامر الذي وضع الحزب أمام ضرورة الانتقال الى أسلوب نضالي اَخر، لا يفهم محترفو الاجرام غيره.

ولم تكن المهمة سهلة على الاطلاق، لكن إصرار الشيوعيين على تحدي المستحيل، ذلل أكداس الصعوبات والمشاكل التي كانت سائدة آنذاك، ومكّنهم من ان يخطوا صفحة جديدة في سِفرهم النضالي المشرف، تلك الصفحة المتمثلة بحركة الانصار الشيوعيين التي خاضت على مدى عشر سنوات معارك بطولية ضد قوات النظام وجحوشه، من أجل إنهاء معاناة الشعب العراقي، وبناء عراق مدني ديمقراطي يمثل جميع العراقيين، ويحقق التقدم والازدهار لبلدهم.

وقد أتسمت حركة أنصارنا البواسل بسمات قل نظيرها في حركات الانصار التي أندلعت في أرجاء مختلفة من العالم، سواء ما يتعلق بتمثيلها لموزائيك الشعب العراقي من العرب والاكراد والتركمان وسائر القوميات الاخرى، أو في تركيبتها العمرية والوظيفية حيث شارك فيها شباب بعمر الورود من العمال والفلاحين والطلبة والمثقفين، نساءً ورجالاً أستجابة لنداء حزبهم، تاركين حياة من الاستقرار والاطمئنان في بلدان أوربا وغيرها من الدول التي كانوا يدرسون فيها وقاطعين دراستهم، تلبية للواجب والضمير الحزبي.

ومن ابرز سمات حركتنا الانصارية البطلة واكثرها تفرداً، انها كانت تفتقر الى العمق الجغرافي، لان الاعداء كانوا يحيطون بها من الجهات الأربع، فضلاً عن بعض الذين كانوا يحسبون على جهة الحلفاء!

ومع ذلك كانت شجاعة الانصار وصمودهم الاسطوري إزاء كل هذه التحديات مضرب الامثال ولقيت من التعاطف الشعبي الشيء الكثير.

وفي غمرة كفاحهم البطولي لحماية حزبهم ورفاقهم، ولزعزعة النظام الفاشي وأجهزته القمعية تسلل العشرات والمئات منهم، الى بغداد وبقية المحافظات العراقية، لرفد منظماتنا الحزبية وأبطال العمل السري، بغية مواصلة النضال على جميع الأصعدة.

وكانت حصة الرفيقات في هذا السجل الخالد، كبيرة ومدعاة للفخر والاعتزاز الكبيرين، ولم تقتصر مساهمتهن على الطبابة والمشاركة في الندوات الجماهيرية في القرى والارياف، ولا في إغناء الحياة الثقافية النشيطة جداً للأنصار وحسب، بل تعدت ذلك الى المشاركة في المفارز القتالية، وتقديم التضحيات الغالية، أسوة برفاقهن الذين لم يبخلوا بدمائهم الزكية، وطرزوا بها جبال ووديان وسهول كردستان، وكل أراضي الوطن، فقدموا مئات الشهداء والابطال دفاعاً عن مبادئهم السامية وحزبهم المجيد.

ولابد من الاشارة هنا والاشادة الكبيرة بعمليات الكفاح المسلح التي لجأ إليها الحزب في فترات مختلفة، وخاصة حركة الشهيد البطل “حسن سريع” في 3 تموز 1963، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الاطاحة بزمرة البعث المجرمة، كذلك ما قام به المقاتلون البواسل في الاهوار، والفرق المسلحة في أرياف واسط والناصرية والشطرة والفرات الأوسط التي دافعت عن الحزب وكوادره وأعضائه، وأقضت مضاجع الدكتاتوريات المتعاقبة سواء في أثناء حكم العارفين، أو في زمن النظام الدكتاتوري العفلقي.

لقد ساهمت حركة الانصار الشيوعيين بقسط وافر في إضعاف مرتكزات النظام الدكتاتوري وأجهزته القمعية، ورفعت راية الحزب عالياً في سماء العراق، ليواصل طريقة المجيد دون كلل أو ملل من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.

واليوم وامام التحديات الكبرى التي تواجه الحزب على صعيد تطوير عمله ونشاطه، وتعزيز دوره في الحياة السياسية والمجتمع، وتمتين وحدة الارادة والعمل، فاننا احوج ما تكون لحركة الانصار بما تمتلكه من خبرة متراكمة، وطاقات نضالية كبيرة في دعم نضال الحزب وعمله على مختلف الصعد.

الضيوف والرفاق الاعزاء

واليوم والشعب الفلسطيني الشقيق يكتب ملحمة المقاومة والصمود البطوليين في مواجهة أبشع عدوان صهيوني امبريالي، نؤكد موقفنا الثابت المستنكر اشد الاستنكار للهمجية الصهيونية الامريكية، والراسخ في مطالبته بوقف العدوان والابادة الجماعية للفلسطينيين، وانهاء الاحتلال الصهيوني، واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

المجد كل المجد لشهداء حركتنا الانصارية، شهداء الحزب والوطن، ومجداً خالداً لكل من ساهم في بناء هذا الصرح العظيم.

والنصر الأكيد للشعب لفلسطيني البطل ولقضيته العادلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي