اخر الاخبار

في 23 كانون الثاني ١٩٨٤ رحل الشاعر المناضل معين بسيسو، الذي ملأ الدنيا صخباً ثورياً بقصائده الحماسية الهادفة. توقف قلبه الكبير عن الخفقان وصوته، صوت الشاعر الأممي الغزير بكتاباته في الشعر، والمسرح، والأدب والسياسة دفاعاً عن الشعب والثورة والأحرار في كل العالم. غاب معين بسيسو وبقيت كلماته وأشعاره حاضرة تشكل نبراساً هادياً لكل القابضين على الجمر والمصرين على حمل الراية، وعلى الانحياز للعمال والكادحين والفقراء وكل المناضلين من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. 

وفي الذكرى الأربعين لرحيله يتذكره محبوه ورفاقه وأصدقاؤه الشعراء والأدباء، كما كل الوطنين والأحرار في العالم أجمع، ويفتقده شعبه الفلسطيني واللاجئون الفلسطينيون الذين يتذكرونه وهو يقود المظاهرة الكبرى لإسقاط مشروع التوطين في منتصف الخمسينيات ويهتف مرفوعاً على الاكتاف “لا توطين ولا إسكان يا عملاء الأمريكان”. كما يتذكره الفدائيون الفلسطينيون واللبنانيون خلال أيام الحصار الـ ٨٨ لعاصمة المقاومة بيروت حين وقف معهم على المتراس بكلماته المطرزة بالرصاص، فكان صوته أقوى من أصوات المدافع، وتتذكره رمال شاطئ غزة وهو فتيّ ثائر تتطاير خصلات شعره على جبينه.

يتذكره الأحرار والتقدميون الذين ناضل إلى جانبهم في سوريا والعراق ومصر، كما يتذكره التقدميون والأحرار من الكتاب والشعراء والأدباء في العالم أجمع وهو الذي أمضى إلى جانبهم سنوات طوال في الزنازين دفاعاً عن حقوق شعبنا كما عن حقوق العمال والكادحين، الفلسطينيون يفتقدونه وهم يعيشون في ظلام مدلهم، وغزة الجريحة تئن تحت وطأة العدوان، وكأنها كما رآها بسيسو في قصيدته “المدينة المحاصرة”، مردداً بصوته الراعد:

هذي هي الحسناءُ غزةُ في مآتِمها تدورْ، ما بينَ جوَعى في الخيامِ وبين عَطشى في القبورْ، ومعذَّبٍ يقتاتُ من دمهِ ويتعصرُ الجذورْ، صورٌ من الإذلالِ فاغضبْ أيها الشعبُ الأسيرْ، فسياطُهمْ كتبتْ مصائِرنَا على تلكَ الظهورْ

ستنهض غزة وهي ما زالت تذكره وتحفظ روح التحدي التي زرعها وهي قطعاً لن تخيب ظنه.

«مقتطفات»

غزة في 23/ 1/ 2024

عرض مقالات: