اخر الاخبار

يشكل البلاستيك واحداً من أسباب إصابة الإنسان بالسرطان، جراء تلويث البيئة بمركباته العضوية، إذ أن عملية التخلص منها حرقا تفرز أكاسيد الكلور والكربون المدمرة لطبقة الأوزون، كما يصدر عنها مركبات غازية أخرى وأحماض ومركبات سامة عديدة مضرة بصحة الإنسان والبيئة.

وفي ظل هذه المخاطر، يتزايد استهلاك البلاستيك في العراق، بينما لا توجد اجراءات بيئية سليمة للتخلص منها بصورة صحية.

 تحذيرات

يحذر رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي، من خطر التلوث البلاستيكي في العراق، مشيراً إلى أنه يشكل تهديداً للحياة والبيئة ويؤثر على التنوع البيولوجي.

يقول الغراوي في حديث مع “طريق الشعب”، أن “عدم وجود تغييرات ملموسة في السياسة البيئية بالعراق، سيؤدي إلى ازدياد مخاطر البلاستيك على بيئة البلد إلى الضعفين، ما ينذر بكارثة بيئية”، مطالباً باتخاذ إجراءات فعّالة تحد من آثار هذه المادة، من بينها الحد من استهلاك المواد والمنتجات البلاستيكية، والعمل على إعادة تدوير مواد البلاستيك، وغيرها.

ويضيف الغراوي، ان هناك حاجة ملحة لإنشاء معامل تدوير في كافة مدن العراق، وتعزيز السياسة الوطنية المتعلقة بإدارة النفايات وفصل النفايات العضوية عن غيرها. بحسب ارقام وزارة البيئة، فأن العراق يطرح سنوياً نحو 40 مليون طن من النفايات الصلبة، بمعدل 750 - 1.250 كيلو يومياً لكل فرد عراقي، وهو الأعلى في كل دول العالم.

 توعية

يقول مدير عام دائرة التوعية والإعلام في وزارة البيئة، أنعم ثابت خليل، أن “موضوع البلاستيك وتداعياته وكيفية التعامل معه يمثل قضية مهمة؛ فبالرغم من فوائد البلاستيك في البداية كوسيلة ابتكارية للتقدم الاقتصادي العالمي، إلا أنه بمرور الوقت أصبحت آثاره السلبية على البيئة واضحة”.

ويضيف خليل لـ”طريق الشعب”، أنّ “البلاستيك يحتاج إلى عقود ليتحلل بالكامل، ما يعني أن التخلص منه يمثل تحديا بيئيا، ويتطلب إعادة تدوير بنسب معينة في الإنتاج، محذرا من أن حرق البلاستيك يفرز مركبات خطرة.

يشار إلى أن احتراق طن متري واحد من البلاستيك في المحرقة، ينتج عنه ما يقرب نحو طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مع مراعاة إنتاج الطاقة من عملية الحرق، في حين أن تحلل زجاجة واحدة من البلاستيك قد تستغرق مدة 450 سنة.

وبحسب خليل فإن “وزارة البيئة والجهات المعنية تتحمل مسؤولية كبيرة في التصدي لهذا التحدي، من خلال تعزيز عمليات إعادة التدوير وتشجيع استخدام بدائل البلاستيك مثل الأكياس الورقية والعبوات الزجاجية. كما تركز على أهمية التوعية ومحاولة التوقف عن استخدام البلاستيك وتغيير عادات الاستهلاك نحو الاستخدام المستدام والبديل للبلاستيك”.

 مبادرات “خجولة”

يقول الناشط البيئي أحمد علاء، عضو فريق سفراء النظافة، إن “العراق يعاني من تلوث بلاستيكي وكيميائي كبير.

ويضيف علاء لـ”طريق الشعب”، أن “العراق لم يول الاهتمام الكافي لملف البلاستيك وتداعياته السلبية، وبالرغم من وجود وحدات السيطرة النوعية والمراقبة لا تزال المبادرات الحكومية “خجولة”. كمل لم يتخذ المسؤولون إجراءات لازمة لتشجيع استخدام المنتجات الخالية من البلاستيك، مثل القطن والخشب والورق والزجاج.

ويحمل علاء المواطنين جزءا من المسؤولية، حيث يقول أن “اغلب الافراد لا يزالون يرمون عبوات المياه البلاستيك في النهر او الشارع؛ إذ لا يحمّلون أنفسهم مسؤولية الحفاظ على البيئة والنظافة العامة”.

ويذكر علاء أنه شارك في العديد من الحملات التطوعية المتعلقة بتنظيف ضفاف نهر دجلة، لكن ظاهرة رمي الاوساخ والبلاستيك وغير ذلك في النهر، لا تزال مستمرة.

 ثروة وطنية

من جهته، يقول الخبير البيئي أحمد صالح نعمة، أن التلوث البيئي الناتج عن النفايات البلاستيكية في العراق، يمكن ان يكون ثروة إذا تم استخدامها بشكل صحيح وتدويرها للاستفادة منها في مجالات حياتية مختلفة. ومع ذلك، إذا تركت دون معالجة، فإنها تشكل بلاءً بسبب عدم تحللها في الطبيعة لقرون، ما يسبب تلوث التربة والمياه ويؤثر على الحياة البحرية.

ويضيف نعمة في حديث مع “طريق الشعب”، أن “البلاستيك بحد ذاته لا يُعتبر ملوثًا للبيئة بشكل مباشر، ولكن هناك مواد كيميائية تُضاف إليه أثناء عملية التصنيع تتحلل وتتفكك مع مرور الوقت”، موضحاً أنه “عند تعرض قناني المياه لأشعة الشمس، يمكن أن تتسرب المواد السامة إلى داخل المياه بعد تفككها بفعل الحرارة، ما يعني أننا قد نتناول هذه المواد دون أن نشعر عند شرب الماء”.

عرض مقالات: