اخر الاخبار

إحياءً لعيد العمال العالمي في الاول أيار، احتشدت أعداد غفيرة صباح أمس الأربعاء في ساحة الفردوس، حاملة الأعلام العراقية والرايات الحمراء واللافتات والشعارات التي مجّدت المناسبة، وطالبت بإنصاف الطبقة العاملة وتفعيل الصناعة الوطنية، والتأكيد على أهمية انفاذ قانوني العمل والضمان الاجتماعي، وتوفير العدالة الاجتماعية وصيانة حرية العمل النقابي.

وانطلقت المسيرة الكبرى من ساحة الفردوس على امتداد شارع السعدون المؤدي إلى ساحة التحرير، بمشاركة واسعة من أحزاب وقوى وطنية ونقابات ومنظمات وتجمعات عمالية وحضور لافت لشخصيات ديمقراطية ومواطنين.

وتقدمت المسيرة آليات حملت مكبرات الصوت ورددت أغاني وعبارات احتفت بالتاريخ المجيد للطبقة العاملة العراقية والنضالات والتضحيات التي سطرتها على مدار حوالي تسعة عقود، فيما جرت الإشارة أيضا إلى الدور المدمر للفساد وسوء الإدارة وسلوكيات نهج المحاصصة في إدارة البلاد وتعطيلها الإنتاج الوطني وتمسكها بالاعتماد على واردات النفط في توزيع الرواتب، واستغلال هذه الظاهرة من أجل الكسب السياسي والانتخابي.

وأكدت شعارات وهتافات المسيرة على أهمية مغادرة هذا النهج الكارثي والتوجه نحو تفعيل القطاعات الإنتاجية وانعاش الاقتصاد وتوفير فرص العمل ورعاية مصالح العمال وحفظ حقوقهم مع سائر أبناء الشعب العراقي.

وفي ساحة التحرير، تحت نصب الحرية، تجمع المشاركون في المسيرة، وألقيت كلمات في المناسبة، كانت أولاها للجنة المنظمة لمسيرة الأول من أيّار، القاها العامل سلام عادل. وكلمة أخرى للاتحادات والنقابات العمالية العراقية القتها النقابية كوريا رياح. وكلمة أخرى لمنتسبي شركات وزارة الصناعة والمعادن القاها غالب كاظم. (نصوص الكلمات منشورة على الصفحة الثامنة).

فترة عصيبة يعيشها العمال

وقال الناشط العمالي مصطفى قصي «يمر علينا عيد العمال العالمي ونحن نعيش فترة عصيبة جدا تتمثل بغلاء الأسعار وصعوبة توفير العيش الكريم».

وأضاف قصي في حديثه مع «طريق الشعب»، انه «برغم كل هذا، إلا أن الحكومة ماضية في التحول نحو اقتصاد السوق المفتوح»، محذرا من ان «هذا التوجه سيلقي بتبعاته وعواقبه الوخيمة على الطبقة العاملة».

وأشار الى أن «ملامح الخراب بدأت بالظهور منذ توجهت الحكومة لاعتماد وصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي أثبتت فشلها في كل دول العالم، وجعلت من العمال يقاسون العوز والحرمان والشقاء».

وانتقد الناشط «ضعف إنفاذ قانون العمل العراقي لضمان ابسط حقوق العمال، الذين يعمل الكثير منهم لساعات طويلة وفي العطل الرسمية أيضا، مقابل أجور لا تسد الرمق»، مبينا أنه «برغم عدم التزام السلطات بتشريع قانون جديد للتنظيم النقابي في مختلف القطاعات وبضمنها القطاع العام، الا ان البرلمان يتجه لاقرار مسودة قانون العمال والموظفين الحرفيين، في محاولة لإقصاء حق الموظفين في التنظيم النقابي».

يوم لإعلاء المطالب المشروعة

بدورها، قالت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال العراق كوريا رياح، إن «الأول من أيار هو مناسبة مهمة يجتمع فيها العمال والنقابيون والاتحادات النقابية في العراق للمطالبة بتنفيذ مطالبهم المشروعة».

وأضافت رياح خلال حديثها مع «طريق الشعب»، أن «مطالبنا تتمحور حول توفير المعيشة الكريمة والضمان الاجتماعي والصحي وقانون تقاعد عادل للعمال»، مشددة على ضرورة تأمين الحريات للعمل النقابي.

مسيرة لدعم الحركة العمالية

أما الناشط العمالي محسن ساچت، فتحدث إلى «طريق الشعب» قائلا ان «عيد العمال العالمي يمثل فرصة ثمينة للتعريف بدور ومساهمات العمال في المجتمع وأهمية الحفاظ على حقوقهم من أجل تطور البلاد وتقدمها».

ومضى ساچت بالقول: أن «مسيرة الأول من أيار تدعم وتساند الحركة العمالية وتهدف إلى رفع وتيرة التضامن معها، فبرغم الجهود التي يبذلها العمال إلا انهم ما يزالون مهمشين، ولا ينالون العناية الحكومية والمؤسساتية».

فيما اكدت القيادية في الاتحاد العام لنقابات عمال العراق سميرة ناصر، ان الأول من أيار يشكل مناسبة لجميع عمال وفلاحي العالم، وهو فرصة لكل العاملين ولكل إنسان يبذل جهدا مقابل اجر معين، لأن يطالب بحقوقه».

وقالت ان «الحادثة التي خلدت هذا اليوم، حين انتفض العمال من اجل حقوقهم، يجب ان تكون حافزا لنا في مواصلة هذه المسيرة الحافلة بالنضال».