اخر الاخبار

حين يثور شابٌ ضد الطغيان الجاثم على صدره لسنوات، حين تصرخ امرأةٌ شريفةٌ من شدّة الجوع والفقر، حين يساندُ شيخٌ أهله ويهتف بالخلاص من المتسلّطين الأوغاد، حين تُغلق منافذ الأمل بوجه الناس، وهم يرون استهتار المتحكّمين يعلو فوق رؤوسهم.

طلبة يطالبون بالتعيين تجرفهم ألسنة الماء الساخن، فتياتٌ بلا عمل يجرجرهن عتاةٌ قساة، فقراء حلمهم حياة كريمة يُقمعون، منتفضون بسطاء يوذّرهم قنّاصٌ مجرم.

وفي الجانب الآخر؛ طبقةٌ متنعّمةٌ تبصق على رؤوس البسطاء، وبرودٌ يفوق الجليد زمهريراً، ينمو ويتبجّح بتمكّنه من الشعب، وقضائه على مطالبه المستحقّة.

من قال إنَّ الثورة تموت؟!

الثورةُ جذوة حقيقيةٌ لن تخبو..

وتشرين موقفٌ ضد كل متجبّر ظنَّ "أن احدا لن يقدر عليه".

مع تشرين دائماً، تشرين التي عشتُها صادقاً وسأظل أعيشها.

لشهداء تشرين، للجرحى والمخطوفين والمغيّبين، لدمائهم الزكية ورؤوسهم التي حفرتها الدخانيات وقلوبهم التي ثقّبها الرصاص الحيّ، للحَمام الذي اغتيل على نصب الحرية، للأصلاء الذين كان كل همّهم أن ينالوا أمنية بسيطة مفادها: (نريد وطن)

سيستمر هذا الشعار، ويصنع بالإصرار هذا الوطن الذي ينمو رغم المستحيل. وستحمل الآفاق بشرى الخلاص من كل عنيد.

تحية وسلام لمن شادوا وأشادوا ورددوا صوت الجواهري العتيد:

سينهض من صميم اليأس جيلٌ

مريـدُ البـأسِ جبـارٌ عنيدُ

يقـايضُ ما يكون بما يُرَجَّى

ويَعطفُ مـا يُراد لما يُريدُ

لقد نهض هذا الجيل عام ٢٠١٩ وقبله واستمر، وسيظل مستمراً بالنهوض.