اخر الاخبار

احتفى نادي أدب الرحلات في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أمس السبت، بالأديب باسم فرات وتجربته في أدب الرحلات، وذلك في جلسة حوارية حضرها جمع من الأدباء والمثقفين وأدارها الروائي حسن البحار. 

وفي معرض حديثه، ذكر فرات أنه بدأ مع الشعر منذ طفولته، ودرس علم العَروض وهو في المرحلة الابتدائية في كربلاء، مؤكداً أنه لم يتوقع يوماً أن يصبح كاتباً في أدب الرحلات.

وبيّن أن الروائية لطفية الدليمي كانت أول من اكتشف موهبته في هذا اللون الأدبي، وانها أصرت على أن يواصل الكتابة فيه منذ أيام إقامته في طوكيو، وصولاً إلى تجاربه في الأكوادور وجبال الأنديز والسودان وغيرها من دول العالم.

وأشار فرات إلى أن اختلاف الأديان وتنوع التاريخ كانا عاملين مهمين ساعداه في كتابة هذا النوع من الأدب، إلى جانب الاستعداد الفطري لمعرفة الآخر، موضحاً أنه استطاع التعايش مع عادات الشعوب وطقوسها وممارسة طقوس العديد من الديانات خلال أسفاره.

فيما لفت إلى أن الرحالة أحمد بن فضلان المولود سنة 877 ميلادية، يُعدّ المصدر الأقدم والأبرز في أدب الرحلات، وانه رغم إهماله عربياً، حُظي باهتمام واسع في شمال أوربا.

وأضاف قوله أن العراق يمتلك أسماء مهمة في هذا الحقل، منها مصطفى شاكر محمود، مؤكداً أن أدب الرحلات يرتبط بشخصية الكاتب وتجربته، وهو ما انعكس على كتاباته باعتباره شاعراً قبل كل شيء.

من جانبه، قدم الناقد د أحمد حميد ورقة نقدية عن تجربة فرات. إذ رأى ان تجربته تُعد واحدة من التجارب العراقية فرادة، لتقاطعها المميز بين الشعر والأنثروبولوجيا وفن الرحلة، موضحا ان فرات يكشف في تجربته عن وعي عميق بالتاريخ والثقافات، وانه يفتح نافذة نادرة على العراق وامتداداته الإنسانية  "فمنذ بداياته الشعرية ضمن جيل الثمانينيات، وحتى رحلاته إلى نحو ستمائة مدينة في تسعٍ وثلاثين دولة، ظل فرات مشغولاً بأسئلة الهوية والانتماء والمعرفة، باحثاً عن معنى الإنسان وسط الخراب والجمال والموت".

وأشار حميد إلى أن "فرات لطالما أبدى اهتماماً كبيراً بالتنوع العراقي الممتد منذ العصور السومرية حتى اليوم"، مبيناً أن "كثيراً من المثقفين يتعاملون مع تاريخ العراق بانتقائية. فبعضهم ينحاز إلى العصر الحديث، وآخر إلى الإسلامي أو العباسي أو ما قبل بابل، بينما يُتناوَل الإرث السومري أحياناً بسذاجة لا تنصف عمقه الحضاري".

وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، وتناولوا أدب الرحلات بوصفه جنساً أدبياً بدأ بالانتشار والرواج على نطاق واسع في العراق والعالم.