اخر الاخبار

استعرض الباحث الاقتصادي منار العبيدي، سيناريوهات ومشاكل قد يواجهها العراق اذا قام بتعيين وزير "روبوت" مدعم بالذكاء الاصطناعي، على غرار الخطوة التي اتخذتها البانيا يوم امس بتعيين اول وزير رقمي عبر الذكاء الاصطناعي والذي اطلق عليه اسم "دييلا".

وأعلنت ألبانيا عن تعيين أول "وزير رقمى" عبر تقنيات الذكاء الإصطناعى، وذلك في إطار مساعيها لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، وتطمح الحكومة من خلال هذه التجربة إلى إحداث تحول جذري في الإدارة العامة، وجعل البلاد نموذجا للحكم الرقمي الخالي من الفساد.

وتحت عنوان "وزير بلا عشيرة ولا محاصصة"، قال العبيدي انه "في ألبانيا، قررت الحكومة أن تجرّب وصفة جديدة لمحاربة الفساد، عبر تعيين وزير من نوع مختلف، لا يحمل جواز سفر، ولا يحتاج حماية خاصة، ولا حتى عنده حساب على فيسبوك، اسمه دييلا، وهو وزير مدعوم بالذكاء الاصطناعي، مهمته مراقبة المشتريات العامة، وضبط المناقصات، والتأكد أن العقود الحكومية تمنح بلا رشاوى ولا محسوبيات".

وأوضح ان "هذا الوزير الروبوت لا يتعب، لا يمرض، ولا يستلم "ظرف أبيض" جوة الميز، والأسوأ بالنسبة للفاسدين: لا يتأثر بالتهديدات من نوع "تعرف ويّامن اندگيت".

وتابع: "اذا جربنا التجربة بالعراق شيصير؟، أول مشكلة راح نواجهها هي الكهرباء، دييلا يشتغل 24 ساعة، بس بالعراق نص النهار "عندنا قطع كهرباء"، فلازم يا إمّا نجيب له خط طوارئ من مولدة، أو نخلي الوزير الروبوت يشتغل بس ساعات الوطنية.

اما المشكلة الثانية بحسب العبيدي هي "المكالمات الهاتفية"، دييلا مصمَّم ليكون محايد، بس من أوّل يوم راح تجيه مكالمة: "حبيبي دييلا، عندنا مشروع جسر، المناقصة انطيها للشركة الفلانية، شنو يعني ما عندك صلاحيات؟! انت تشتغل ويّانا لو ويّا منو؟"

يضيف العبيدي: المشكلة الثالثة هي التوافق السياسي، تخيّل دييلا يدخل مجلس الوزراء، أول سؤال يطرحونه: "هذا الوزير من أي مكوّن محسوب؟! زين داخِل الكوتا النسائية لو لا؟"

ويستطرد: "رابع مشكلة هي التأهيل المحلي، باچر نسمع تصريح: "الحكومة قررت تسوي نسخة محلية من دييلا، رح نسمّيها (دييللة)، والفرق بين النسختين، أن دييلللة تتوقف إذا سمعت كلمة (خالي) أو (عمي)، وتحوّل العقد فورا للجهة المطلوبة".

وختم العبيدي بالقول: "ألبانيا جابت وزير من الذكاء الاصطناعي ليحارب الفساد، إحنا لو استنسخناه، احتمال يتحول عندنا من "وزير بلا فساد" إلى "وزير بلا شحن"، وفي النهاية، بدل ما يحارب الفساد، راح نشوفه على رف الوزارة يلمّ تراب، بانتظار تحديث جديد يعلّمه كيف يتعامل مع المناقصات والعقود".

عرض مقالات: