قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تعليق على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن روسيا، إن روسيا ليست نمرا بل دب وليس هناك "دببة من ورق".
جاء ذلك بعد أن شكك ترامب عبر منشور على منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أمس في قدرات روسيا العسكرية والاقتصادية ووصفها بأنها "نمر من ورق" زاعما أنها "تقاتل بلا هدف" على مدى ثلاث سنوات ونصف في أوكرانيا، وأن كييف قادرة على استعادة "جميع أراضيها في حدودها الأصلية" بدعم من أوروبا والناتو.
وقال بيسكوف في حديث لإذاعة "أر بي كا" الروسية اليوم: "روسيا صورتها مرتبطة بالدب، ولا وجود لدببة من ورق".
وأضاف بيسكوف أنه لا يمكن الاتفاق مع كل ما يصدر عن ترامب، لكنه شدد على أن الرئيس الأمريكي يظهر إرادة سياسية لإيجاد سبل لتسوية الأزمة الأوكرانية، وهو ما ترحب به روسيا ورئيسها شخصيا.
وأشار بيسكوف إلى أن ما يحدث في أوكرانيا هو عملية عسكرية خاصة، أما ما يحدث حول روسيا بشكل عام فهو حرب، مؤكدا أن "روسيا حتما ستنتصر في الحرب".
وأوضح الناطق باسم الكرملين أن روسيا تتقدم في العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا بحذر لتقليل الخسائر، وأن تحركات القوات الروسية على الجبهة مدروسة جيدا، مضيفا أن أعداد المتطوعين للمشاركة في العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا مرتفعة.
وأشار إلى أن القوات الأوكرانية تتكبد خسائر فادحة، وأن الديناميكيات على الجبهة تظهر أن من لا يريد التفاوض الآن سيكون وضعه أسوأ بكثير غدا، إذ تتقدم القوات المسلحة الروسية بثقة على طول خط المواجهة بأكمله.
وذكّر بيسكوف بأن بوتين عرض مرارا حل الأسباب الجذرية للنزاع في أوكرانيا سلميا، لكن أوروبا والولايات المتحدة ردتا برفض قاس.
وأشار بيسكوف إلى أن فلاديمير زيلينسكي لا يحتاج إلى مفاوضات أو تسوية، بل جاء إلى نيويورك ليتسول المال والأسلحة لمواصلة سفك الدماء.
واعتبر أن محاولة كييف مهاجمة موسكو قبل لقاء زيلينسكي وترامب في نيويورك تندرج في سياق حملة العلاقات العامة، مؤكدا أن موسكو محمية بشكل محكم بأنظمة الدفاع الجوي.
المفاوضات مع أوكرانيا
وتطرق بيسكوف إلى المقترحات الأوكرانية المتعددة بشأن مكان محتمل للقاء بوتين وزيلينسكي، مشيرا إلى أن كييف بدأت بالمراوغة بعد تصريحات بوتين حول استعداده لقاء زيلينسكي في موسكو.
وصرح بيسكوف بأن سويسرا والنمسا لم تعدا محايدتين بحكم الأمر الواقع بالنسبة لروسيا، وتابع متسائلا لماذا لا يأتي زيلينسكي إلى موسكو إذا كان منفتحا على الحوار بالفعل؟
ولفت بيسكوف إلى أن كييف لم ترد بعد على الاقتراح المتعلق بتشكيل مجموعات العمل في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وأنها لم تبد أي رغبة في ذلك، مؤكدا مع ذلك أن هذا المقترح لا يزال مطروحا على الطاولة.
الاقتصاد الروسي
وبشأن الوضع في الاقتصاد الروسي والذي وصفه ترامب بالكارثي، قال بيسكوف إنه تم إعادة بناء الاقتصاد الروسي في كثير من النواحي لتلبية احتياجات العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، مؤكدا أن جميع احتياجات القوات المسلحة الروسية يتم تلبيتها بسهولة وبالفائض.
وأشار إلى أن مشروع الميزانية في الفترة من 2026-2028 جاء متوازنا، وأمن جميع الالتزامات الاجتماعية في روسيا وسيتم الوفاء بها بالكامل، كما أن الاستقرار الاقتصادي الكلي في روسيا مضمون بالكامل.
العلاقات الروسية الأمريكية
وتطرق بيسكوف أيضا إلى العلاقات الروسية الأمريكية، مشيرا إلى أنه من مصلحة الطرفين إخراجها من سباتها وتحسين العلاقات الاقتصادية.
وأضاف أن استئناف التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا والولايات المتحدة مفيد للأعمال التجارية الأمريكية وترامب يدرك ذلك تماما.
واعتبر بيسكوف أنه من الخطأ انتظار تقدم فوري في إزالة الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة، وأشار إلى أن بوتين وترامب يدافعان عن مصالح بلديهما، لكنه أوضح أن بوتين وترامب بشكل عام على علاقة جيدة وقد عرفا بعضهما البعض لفترة طويلة، وأنهما يعاملان بعضهما البعض باحترام ودفء.