اخر الاخبار

 جماهير شعبنا الأبي الحر،،
 نساء السودان الصامدات،، 
في هذا اليوم الذي نحيي فيه ذكرى إنطلاق شرارة ثورة ديسمبر المجيدة من مايرنو والدمازين، نستحضر تضحيات بنات وأبناء وطننا الذين خرجوا طلباً للحرية والعدالة والسلام، وهتفوا بصوتٍ واحد من أجل دولةٍ مدنيةٍ ديمقراطية تُصان فيها الحقوق وتُحترم فيها كرامة الإنسان. لذلك لن نتوقف عن المطالبة بالعدالة الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي إرتُكبت — جرائم لا تسقط بالتقادم.
فرغم مرارات الحرب الجارية الآن، لن يطوي النسيان فظاعة فض الإعتصام وقمع المواكب.
لقد كانت النساء — وما زلن — في مقدمة الصفوف، صانعاتٍ للأمل، ومجسّداتٍ لإرادة شعبٍ لا ينكسر.

وفي هذا السياق، لا بد من التأكيد على أن ثورتنا كانت إنتفاضة على نظامٍ أمعن في إذلال النساء ونزع مكتسباتهن التاريخية، مستغلاً ذلك كأداة للهيمنة والسيطرة. قاومْنا وإنتصرْنا للثورة، لكن النساء تعرّضن مجدداً للتهميش خلال الفترة الإنتقالية، ففشلت في تحقيق أهدافها، وكانت النتيجة المأساة التي نعيشها اليوم — حربٌ تُعاد فيها ذات الأساليب التي ثُرنا ضدها.
وليس هذا موقفاً ناقصاً أو طرحاً موارباً، بل قراءة واجبة للحقيقة كما هي: إن الأزمة الحالية هي حصيلة مباشرة لإقصاء النساء وتجاهل جذور الاختلالات البنيوية في الدولة والمجتمع. وإن فتح هذا النقاش ليس خياراً، بل مسؤولية تاريخية علينا جميعاً، لأنه الطريق الوحيد نحو بناء مستقبلٍ عادلٍ لا يُهمَّش فيه نصفُ المجتمع.

تأتي هذه الذكرى وبلادنا ترزح تحت حربٍ طاحنة أنهكت المواطنين وهددت وحدة السودان ومستقبله، وفرضت على النساء أعباءً مضاعفة نتيجة النزوح والصراع من أجل البقاء اليومي وحماية الأسر والمجتمعات. إنه نضال مستمر، ومستمد من جذوة ديسمبر التي لم تنطفئ.

وإنطلاقاً من مسؤوليتنا التاريخية، نتوجّه بهذا البيان إلى جماهير الشعب السوداني والعالم:

 أولاً: حول الذكرى ومسؤولية الوفاء لها :
إن ثورة ديسمبر ليست حدثاً سياسياً عابراً، بل عهدٌ بين الشعب وتضحيات شهدائه وجرحاه ومفقوديه. والوفاء لهذا العهد يقتضي الدفاع عن قيم الثورة — الحرية والسلام والعدالة — ومقاومة الحرب بكل أشكالها، والوقوف إلى جانب النساء والمهمشين ومشروع الدولة المدنية الديمقراطية.

 ثانياً: الممرات الإنسانية – ضرورة عاجلة لا تحتمل التأجيل .
 يدعو الإتحاد النسائي إلى: 
▪فتح ممرات إنسانية آمنة وفورية في كل مناطق القتال تحت إشراف منظمات دولية مستقلة.
▪ضمان وصول الغذاء والدواء والمساعدات للمدنيين دون تعطيل أو إستغلال سياسي.
▪حماية النساء والأطفال من العنف والإبتزاز والإنتهاكات التي تفاقمت في ظل الحصار وإنهيار الخدمات.
إن الممرات الإنسانية حقٌّ وليست مِنّة، وتأخيرها جريمة في حق المدنيين.
فالأزمة الإنسانية اليوم تشمل معظم أنحاء البلاد، حتى المناطق التي تبدو آمنة نسبياً لكنها تعاني غياباً كاملاً لشروط الحياة الأساسية.

 ثالثاً:  سُبل ضمان وتسهيل الحياة الزراعية
في بلدٍ يعتمد على الزراعة كعمود إقتصادي ومعيشي، دمّرت الحرب مواسم كاملة وعرضت آلاف الأسر للجوع والفقر.
 لذلك نطالب بـ: 
▪حماية المناطق الزراعية ومنع تحويل المزارع إلى ثكنات عسكرية.
▪توفير المدخلات الزراعية الضرورية للمزارعين والمزارعات.
▪دعم مبادرات النساء الريفيات في الإنتاج والأمن الغذائي.
▪تمكين المجتمعات المحلية من الوصول الآمن إلى الأراضي والمياه.
إن دعم الزراعة هو دعم للحياة نفسها.

 رابعاً : وقف الحرب – والمسار السياسي المطلوب :
إن هذه الحرب لا رابح فيها إلا الخراب.
 ولذلك يدعو الاتحاد النسائي إلى: 
وقف فوري وشامل ومستدام لإطلاق النار يضمن حماية المدنيين وعودة الخدمات الأساسية.
منع تدفق السلاح لطرفَي الحرب.
إن وقف الإمداد بالسلاح هو الوسيلة الأكثر فاعلية للضغط من أجل إنهاء الحرب وحماية الأرواح، وهو واجب على المجتمع الدولي والإقليمي.
إطلاق عملية سياسية مدنية شاملة لا تحكمها البنادق ولا صفقات الحرب، تعالج جذور الأزمة لا مظاهرها، وتحقق السلام العادل المستدام، وتُبعد العسكر عن السياسة، وتُحل المليشيات، وتُحاسب على الجرائم، وتحافظ على وحدة البلاد، وتضمن مشاركة النساء كشريكات كاملات في صناعة المستقبل.
ولتكن ذكرى ديسمبر دافعاً للصمود وإسترداد الوطن.

 ختاماً: 
 نحن في الاتحاد النسائي السوداني نؤكد ونعلن بوضوح:
▪لا للحرب… نعم لإرادة الشعب، وكسر أبواب الوصاية والنهب والسلطة العسكرية.
▪نعم لإستعادة مسار الثورة والتغيير.
▪مع المقاومة السلمية في كل حي.
▪مع كل خطوة تبني سلطة مدنية ثورية.
▪مع وقف الحرب من جذورها والقصاص للشهداء.
▪لا شرعية لحرب ضد الشعب.
▪وإن صوت النساء هو صوت السلام.
وسيبقى نضالنا مستمراً من أجل وطن آمن حرّ، تُصان فيه كرامة الإنسان، وتزدهر فيه طاقات بناته وأبنائه.

في ذكرى إنطلاقة شرارة ثورة ديسمبر، نجدد العهد:
#الثورة_ثورة_شعب
#السلطة_سلطة_شعب
#العسكر_للثكنات
#الجنجويد_ينحل
#لا_للحرب.. نعم لوطنٍ يعبر نحو الحرية والعدالة

 اللجنة التنفيذية للإتحاد النسائي السوداني
 
 السبت ١٣ ديسمبر ٢٠٢٥م