الصفحة الأولى
الفساد والمحاصصة راكما الفشل طوال عقدين.. سياسيون: التظاهر السلمي سبيل الناس لانتزاع حقوقهم الأساسية من قوى السلطة
بغداد ـ طريق الشعب
يشكّل التظاهر السلمي إحدى وسائل الجمهور للضغط على السلطات من اجل تحقيق مطالب معينة وتوفير الخدمات الأساسية، لكن الجهات المعنية تحاول ان تتحايل على المحتجين بوعود زائفة وإجراءات شكلية، لامتصاص غضب الناس، وضغط الجمهور.
وخلال عقدين من الزمن راكمت قوى السلطة المتنفذة المشاكل والأزمات، بسبب انشغالها بتحقيق مصالحها السياسية والفئوية الضيقة، على حساب الناس، الأمر الذي افضى إلى تفاقم الأزمات على مختلف الصعد، بينما لم تنفك القوى المتنفذة عن منهجها المحاصصاتي.
ملفات منسية
من جهته، قال المنسق العام للتيار الديمقراطي اثير الدباس: ان هناك «الكثير من الملفات الكثيرة المهمة، التي تحتاج الى اهتمام بالغ ومتابعة حثيثة، لكنها للاسف الشديد مهمشة ومنسية».
وأضاف قائلاً لـ»طريق الشعب»، ان قوى السلطة المتنفذة «تعمل على قضم الحقوق المدنية وتهميش العديد من الملفات، وصب كل التركيز على ملفات اخرى تثير الكثير من التساؤلات، ابتداء من حظر اتحاد الطلبة العام من العمل مروراً بالتضييق على الصحفيين وقانون العطل الرسمية. بينما نجد أن هناك قوانين اكثر اهمية بحاجة الى تشريع مثل قانون الخدمة المدنية، وتعديل الملاك وقانون تعديل سلم الرواتب».
واوضح ان «القوى السياسية المتنفذة تعمل وفق ما يخدم مصالحها، سواء على مستوى المشاريع ام القوانين، فيما تهمل قطاعات مهمة مثل المستشفيات والكهرباء والخدمات عموماً».
وأشار الى ان «المواطن وصل الى مرحلة يأس كبيرة، بسبب الفساد والمحاصصة التي افضت الى تراكم الفشل خلال عقدين من الزمن».
مراكمة الفشل
الصحفي المختص بالشأن السياسي علي الحبيب، يقول ان «اهتمامات القوى الحاكمة تنصب على خدمة مصالحها السياسية والشخصية للمتنفذين فيها بالدرجة الأولى، ولا يوجد اهتمام بمصلحة المواطن، الذي وجد خيارا وحيدا أمامه وهو التظاهر».
ويضيف، ان «هذه الآلية أصبحت السبيل الوحيد للضغط على الحكومات المركزية والمحلية، لذلك أصحبت هذه المشكلة متعاقبة منذ فترات طويلة. نشاهد في مجلس محافظة ما مثلاً توجها إلى تخصيص قطع أراض خاصة بأعضاء المجلس، وعدم الالتفات الى حاجة المواطن ومعالجة مشاكله اليومية، وهذا هو الحال بالنسبة لعدد كبير من مجالس المحافظات».
وتابع قائلاً لـ»طريق الشعب»، ان «هذا النهج افرغ المجالس من أهميتها وابعدها عن دورها الحقيقي، بل وجعل الناس يعتقدون بانها حلقة زائدة»، مبينا ان «تجاهل المشاكل والأزمات أسهم في تراكمها، بسبب أن المصالح الشخصية ومراكمة المكاسب هي الغاية الأساسية والهدف من الوصول إلى السلطة عبر الانتخابات، قبل ان تكون خدمة الناس».
وأشار إلى أن «الصراعات في مجالس المحافظات تلعب دوراً واضحاً يعود بالسلب على عمل المجلس؛ مثلا نشاهد في كركوك وديالى أزمة داخل مجلسي المحافظتين. وهناك خلافات في مجلس محافظة ذي قار وانقسامات في داخله. وهذه كلها تولد انعكاسات؛ فالصراعات السياسية ما بين السياسيين في مجالس المحافظات وحتى في مجلس النواب، تسهم بشكل كبير في الاداء السلبي لمجالس المحافظات».
التظاهر.. عرف شعبي
وقال الناشط المدني من محافظة السماوة يعقوب الحساني: إنّ «التظاهر من اجل لفت انتباه المسؤول أصبح عرفاً، وقد رافق كل الحكومات المتعاقبة والى يومنا هذا، حيث ان اي تحرك يجب ان يكون مقترنا بضغط شعبي، ليتحقق ذلك».
وأضاف، أنّ «الفساد والنهج السياسي القائم على الفساد ما بين قوى السلطة المتنفذة، خلق حالة من الركود، وعدم الثقة لدى الناس».
وتابع حديثه مع «طريق الشعب»، بالقول: «إننا نفتقد العمل المؤسساتي. بل ان هذه المؤسسات والملفات الكثيرة المتراجعة يجري توظيفها من اجل زيادة المكاسب، فلو كانت لدينا مؤسسات حقيقية تعمل بمهنية، سنرى إنتاجية وحلولا للكثير من الملفات».
وأردف بالقول: ان «الشارع الاحتجاجي محتقن، وشاهدنا جميعا حجم التفاعل مع الحراك الذي انطلق مؤخراً في العديد من المحافظات تنديدا بمشكلة الكهرباء».
وحذر الحساني من الاستمرار في تجاهل معاناة الناس وسخطهم، وغض الطرف عن الخدمات التي يحتاجونها، وانتظار نزولهم للشارع، مشيرا الى ان ذلك كان سببا رئيسيا في اندلاع انتفاضة تشرين عام 2019.
وقال ان «المواطن لا يحتاج الى التظاهر كي يجبر المسؤول على الالتفات لمطالبه، انما يفترض به معالجتها تلقائياً من دون اية ضغوط».
وخلص الى القول: ان «تنشيط عمل الجانب الرقابي ومكافحة الفساد، هما نقطة شروع حقيقية نحو تفعيل مؤسسات الدولة والتحرك بشكل جاد الى الامام؛ فالأموال التي خصصت الى المحافظات كبيرة جداً، ونحن نحتاج الى من ينفذ ويكون حاسما بقراره ويكافح الفساد».
**********************************************************
كتب المحرر السياسي: في ذكرى انتفاضة حسن سريع منها نستمد العزم على إنقاذ شعبنا ووطننا
لم يكن قد مضى سوى خمسة أشهر على اطلاق مجزرة شباط 1963، التي اسقط فيها العفالقة بتحالف مع الرجعية المحلية والإقليمية وبدعم مباشر من الإمبريالية العالمية، ثورة 14 تموز وحكومتها الوطنية، حتى تحركت في 3 تموز ثلة من فتية العراق، جنودا وضباط صف من ابناء حزبنا الشيوعي العراقي، وبقيادة الشهيد نائب العريف حسن سريع، لإنقاذ الوطن المدمّى من جور الفاشست، الذين اغرقوه بالدم ونهبوا ثرواته، واذاقوا الشعب الويلات وملأوا السجون بالوطنيين والديمقراطيين المخلصين، واغتصبوا الصبايا واقتلعوا العيون وهدموا البيوت فوق رؤوس ساكنيها، ورهنوا مستقبل العراق بأيدي المستعمرين.
ورغم عدم نجاح الإنتفاضة الباسلة في تحقيق اهدافها السامية وإعادة ألق ١٤ تموز، فقد بقيت على مر الزمن، محطة صدق متميز في تاريخ بلادنا، ووساماً للشيوعيين والديمقراطيين على وطنيتهم وشجاعتهم وقدرتهم على تحدي الطغاة، وتجسيداً لثقتهم بما يكتنزه شعبنا من تقاليد ثورية، ترفض الظلم والظلمة وتتصدى ببسالة لإسقاطها، حتى عندما يكون حزبهم مثخناً بالجراح، كما كان حينها جراء طعنات القتلة والمجرمين، إعداء العراق والعراقيين.
وعكست الإنتفاضة ايضا علاقة الشيوعيين التي لا تنفصم بوطنهم وشعبهم. فالعراق بالنسبة لهم لم يكن يوماً مجرد وطن، بل وارضاً تتشابك فيها الأحلام الجميلة، وفناراً للحرية، ومنارة للحضارة، ونبعاً للسلام والجمال والوفاء، بحيث بات بديهياً أن يعمّدوا إنتماءهم له بالدم، كي يتمكن اطفاله من أن ينسجوا لهم وطناً من عطر الزهور ورقة الفراشات وزرقة الماء وخضرة النخل، وطناً خالياً من الطغاة على اختلاف تلاوينهم، ومن نشيج الإمهات.
وإذ يستذكر العراقيون المخلصون لشعبهم ووطنهم، والأجيال الشابة منهم بشكل خاص، في ذكرى الإنتفاضة، ذاك التواضع الشيوعي الذي عكسه ابطالها في تعاملهم مع الناس، والكبرياء والشموخ الذي جابهوا فيه الطغاة، سواءً في المعركة أو عند صدور وتنفيذ حكم الإعدام بهم، فإنهم يعيدون تأكيد حقيقة ادركوها خلال تسعة عقود، ووثقوا بها في كل المنعطفات. حقيقة أن قيم حزب الشيوعيين واهدافه وسياساته، إنما انبثقت منهم وبقيت عصية على الذبول بوفائهم لها، وبأن الحزب الذي رفع عالياً راية الكفاح الوطني والطبقي وقاوم المستعمرين والمعاهدات الإسترقاقية، وتصدى للنهب الإمبريالي لثروات الشعب وخاض مئات المعارك الطبقية ضد الإستغلال والظلم الذي تعرض له العمال والفلاحون وشغيلة اليد والفكر، سيواصل مساره العذب والشاق، من أجل التغيير الشامل، الذي ينهي الأزمة البنيوية التي تعيشها البلاد، جراء هيمنة منظومة المحاصصة والفساد واعتماد نهج الليبرالية الجديدة في الاقتصاد وما سببه من تفاقم الفقر وارتفاع معدلات البطالة وتدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والحياتية والخدمية للمواطنين، ويسعى لإقامة تحالف واسع، سياسي وشعبي، لفرض إرادة الشعب في بناء الدولة المدنية والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.
من ذكرى الانتفاضة الباسلة، ومن دروسها الغنية، بايجابياتها وثغراتها، نستلهم اليوم -منظمات الحزب ورفاقه وأصدقائه، والوطنيين الخلص والمتطلعين لعراق حر ومزدهر- الكثير من الثقة بالمستقبل.
المجد لشهداء حركة حسن سريع، وليبقَ العشب أخضرَ على قبورهم، شارة الإقامة في قلب وعقل الأجيال المتعاقبة من العراقيين.
المجد لانتفاضة ٣ تموز ١٩٦٣ الباسلة
ستبقى ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ رمزا وطنيا خالدا
الظفر لإرادة الشعب
****************************************************************
راصد الطريق.. من المسؤول والملام؟
كشف عضو في لجنة التعليم العالي البرلمانية عن ان نسبة النجاح في الامتحان التقويمي الوزاري للجامعات الحكومية والأهلية، في ثلاث مواد بقسم الهندسة المدنية، بلغت في الكليات الأهلية (0%) و(9.1%) و(29.2%). وبيّن أن أوطأ نسبة نجاح في الجامعات الحكومية هي أعلى من أعلى نسبة نجاح في الجامعات الأهلية.
الحديث عن هزال مستوى التعليم في الجامعات الأهلية ليس جديدا في العراق، خاصة وأن أغلب هذه الجامعات هي مجرد مشاريع تجارية لا تعنيها الرسالة العلمية للجامعات، ولا يهمها مطلقاً تمكين الطلبة وتهيئتهم لسوق العمل.
والملام الأول عن انتشار هذه الكليات والجامعات «الجوفاء» هو بالطبع وزارة التعليم العالي، فهي الجهة القطاعية المعنية بهذا الميدان وبانتشاله، لكنها للأسف لم تنهض بدور يذكر طيلة السنوات الماضية، وصولاً إلى الوزارة الحالية.
إن الارتقاء بواقع التعليم في الجامعات عموما وبضمنها الأهلية ورفع مستواه، يأتي عبر خطوات علمية مدروسة، من بينها ربما توحيد المناهج الدراسية في الكليات المتناظرة وعدم تركها لرغبات أساتذة المادة، وتعميم تجارب التوأمة الحقيقية مع جامعات عالمية ومحلية، على أن تكون وفق منهاج حقيقي لا صوري كما الحال الآن.
***********************************************************************
الصفحة الثانية
خمسة أحزاب تشرع في تدويل المخاطر المحدقة بالمكون الكلداني السرياني الآشوري
بغداد ـ طريق الشعب
التأمت أحزاب وطنية ديمقراطية لمناقشة الانتهاكات المحدقة بالمكون الكلداني السرياني الآشوري، ومخاطر توغل الجيش التركي في الأراضي العراقية. وعقدت الحركة الديمقراطية الآشورية، حزب بيت نهرين الديمقراطي، المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، اتحاد بيث نهرين الوطني، والحزب الوطني الآشوري، الاثنين الماضي، اجتماعاً اعتيادياً ناقش بعض النقاط المتعلقة بالواقع القومي والوطني الكلداني السرياني الآشوري، والمستجدات السياسية والأمنية المتسارعة في المنطقة.
وأصدر الاجتماع الذي اقيم في دهوك، بلاغا تضمن “توجيه رسالة إلى الشرعية الدولية لشرح المخاطر الوجودية التي تهدد وجود الشعب الكلداني السرياني الآشوري”، مؤكدا ان “ملف التجاوزات بات يترسخ يوما بعد يوم دون أن يكون للسلطات المختصة في المركز والاقليم اي إجراءات مناسبة”. وطالب البلاغ بـ”إيقاف الممارسات التي تقوم بها جهات مشبوهة في مناطق الموصل وسهل نينوى والمتعلقة بالأراضي وتغيير صنفها وديموغرافيتها”. وتناول الاجتماع مسألة “توغل الجيش التركي ورفض نقل الصراع إلى الأراضي العراقية”. و أقر “الاستعدادات لاحياء الذكرى العاشرة للتهجير القسري والإبادة الجماعية والتأكيد على المواقف السابق للأحزاب الخمسة في مقاطعة انتخابات برلمان الإقليم، بعد الظلم الكبير الذي لحق بالأقليات القومية في التمثيل النيابي في السلطة التشريعية”.
**************************************************
في بغداد والبصرة وكربلاء.. الاحتجاجات تتواصل.. وتثبيت المحاضرين والكهرباء تتصدران لائحة المطالب
بغداد – طريق الشعب
لم تتوقف التظاهرات المطلبية خلال الاسابيع الماضية في مختلف المحافظات. وخلال اليومين الماضيين تجددت في البصرة للمطالبة بحفظ حقوق ملحق المحاضرين ضمن ملف “52”، والكشف عن مصير التعيينات الخاصة بهم، اضافة الى التلويح بالتصعيد الاحتجاجي من قبل اهالي قضاء الصادق، شمالي المحافظة، بحال انتهاء المدة الممنوحة للحكومتين المحلية والمركزية دون تحقيق أية إنجازات خدمية.
وفي بغداد خرجت تظاهرة اخرى للمحاضرين، بينما ندد أهالي كربلاء باستمرار سوء التجهيز للطاقة الكهربائية خلال ايام الصيف.
ملحق محاضري البصرة
وجدد عدد من محاضري ما يسمى “ملحق 19 ألف ضمن ملف 52” تظاهراتهم من خلال تنظيم وقفة احتجاجية أمام مديرية تربية البصرة، للمطالبة بحقوقهم ورفض تهميشهم، والوقوف على هذا الملف بتشكيل لجنة جديدة لمتابعة مطالبهم.
وأكد المتظاهرون، أنهم يطالبون بنشر قاعدة البيانات والكشف عن مصير ملف الدرجات الوظيفية المخصصة لهم، ووضع الحلول الملموسة، مطالبين بالاعلان عن كافة التفاصيل كونهم يحاضرون في المدارس بالمجان، ولأكثر من 4 سنوات. فيما دعوا إلى تشكيل لجنة جديدة أو إرجاع القديمة ليتم الإعلان عن الأسماء بأسرع وقت ممكن.
“حراك الصادق”: ستعود التظاهرات
وفي الأثناء، حذر الحراك الشعبي في قضاء الصادق شمالي البصرة من العودة مرة أخرى لتنظيم الاحتجاجات والتظاهرات في حال عدم إلتزام الحكومتين المحلية والمركزية بمهلة الـ 4 أشهر التي حددتها لتلبية مطالب أهالي الناحية.
وقال مسؤول الحراك الشيخ هيثم المنصوري في تجمع شعبي وسط القضاء، أنهم سيمنحون السلطات شهرين إضافيين لتحقيق هذه المطالب، وفي حال لم يتم تحقيقها خلال هذه الفترة فإنهم سيبدأون ثورة جديدة وبمطالب جديدة أكثر قوة. وحذر المنصوري من تهميش أهالي القضاء وعدم الالتزام بالمدد التي حددتها اللجان الحكومية، واعتبار ما قاموا به فورة شعبية وستنتهي، لافتا إلى أن أهالي القضاء لم يلحظوا أي تنفيذ لتلك المطالب، والتي كان من ضمنها البدء بإنشاء المستشفى العام.
ووجه المواطنون رسائل إلى الجهات الحكومية ومنها الدوائر في القضاء بضرورة التخلص من سطوة بعض الشخصيات والأحزاب السياسية وتسخير جهدها لخدمة المواطنين. كما دعوا سكان القضاء إلى الإبتعاد عن بعض السلوكيات التي تعتبر أحد أسباب تراجع الخدمات ومنها التجاوز على خطوط الكهرباء والماء والطرق، مطالبين الحكومة المركزية بالابتعاد عن الاتفاقيات المشبوهة.
تظاهرة “احتياط الكرخ الثالثة”
إلى ذلك، نظم العشرات من احتياط تربية الكرخ الثالثة، وقفة احتجاجية امام مجلس محافظة بغداد، للمطالبة بتعيينهم.
وقال المحتجون إن أسمائهم ظهرت ضمن المقبولين ولكن بمرور الوقت تم تحوليهم الى الاحتياط، وبالتالي الى المرفوضين. وذكروا أن حقوقهم سلبت وأن أكثر من 20 تظاهرة خرجت ما بين مديرية الكرخ الثالثة ووزارة التربية دون جدوى، لافتين أن تظاهرتهم أمام مجلس محافظة بغداد هي للتعويض والاستثناء على عقود الـ50 الف درجة وظيفية التي ستنطلق خلال الأسبوع الحالي كباقي المحافظات التي تحصل على الاستثناءات.
واكد المتظاهرون: “اخر امل لنا هذا، فالدولة عاجزة عن توفير فرص عمل او تعيين للشباب خلال الفترة المقبلة”.
غضب كربلائي
من جانب آخر، تظاهر مواطنون في محافظة كربلاء وسط فلكة التربية للتعبير عن سخطهم من سوء التجهيز الكهربائي خلال فصل الصيف الحالي.
وحمل المتظاهرون لافتات وشعارات نددت بأزمة الكهرباء المستشرية، والتي لم تجد الحلول اللازمة طيلة 20 عاما، بينما ينشغل الكثير من المسؤولين بسرقة المال العام وتجاهل مصلحة الشعب.
******************************************************
الشيوعي العراقي يهنئ حركة نازل آخذ حقي بذكرى تأسيسها الرابعة
بغداد – طريق الشعب
زار وفد من لجنة العلاقات الوطنية في الحزب الشيوعي العراقي، أمس الأربعاء، مقر حركة نازل اخذ حقي الديمقراطية، لتقديم التهنئة بمناسبة مرور 4 أعوام على تأسيس الحركة.
وقدم الوفد الذي ضم كلا من عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق ياسر السالم وعضو اللجنة المركزية الرفيق وسام الخزعلي، وعضو لجنة العلاقات المركزية الرفيق سعد ناموس الموسوي الى أمين عام الحركة السيد مشرق الفريجي، التهاني بالذكرى الرابعة لتأسيس الحركة. كما ناقش الجانبان خلال الزيارة أهمية تعزيز العلاقات الثنائية والمضي في تحالف قيم المدني، إلى مزيد من العمل، وبما يصب في اتجاه تجميع القوى المدنية الديمقراطية والدفاع عن مصالح الشعب العراقي.
وسلّم الوفد إلى أمين عام حركة نازل اخذ حقي برقية التهنئة، والتي نصها:
السيد مشرق الفريجي
أمين عام حركة نازل احذ حقي الديمقراطية
السادة قيادة وأعضاء الحركة..
يطيب لنا ان نتقدم اليكم، بأحر التهاني والتبريكات، بمناسبة الذكرى الرابعة لتأسيس حركة نازل اخذ حقي الديمقراطية، متمنين لكم مزيداً من التقدم والنجاح. ان هذه المناسبة تعد محطة مهمة في مسيرة الحركة، التي تسعى الى تحقيق الكثير من الإنجازات، وتسهم بفعالية في تطوير المشهد السياسي، وتحقيق تطلعات القوى المدنية الديمقراطية. نحن على ثقة بأن حركتكم ستظل أمينة لخدمة الوطن والمواطنين، ونسعى معاً لتحقيق مستقبل أفضل وازدهار مستدام لأبناء شعبنا.
تقبلوا منا خالص التحايا والتقدير.
المكتب السياسي
الحزب الشيوعي العراقي
30/6/2024
******************************************************
لا لقمع المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم
مع تنامي تردي الاحوال المعيشية والخدمية لشعبنا المكتوي بنار الازمات، التي أنتجتها منظومة الحكم المحاصصاتية، فمن الطبيعي ان يواصل المطالبون من أبناء شعبنا ومنها محافظتنا العزيزة بابل حراكم الاحتجاجي السلمي للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
فبدلا من ان تكون للقوى الماسكة بالسلطة اذن صاغية لسماع المطالب واتخاذ اجراءات حقيقية وفاعلة لمعالجة الازمات وتحقيق طموحات الجماهير وتطلعاتهم، قامت بقمع التظاهرات في المدن المنتفضة بوسائل تتنافى مع ابسط حقوق الانسان وما ينص عليه الدستور العراقي من حق التعبير عن الرأي والتظاهر. ان مؤسسات الدولة بدلا من أن تكون إلى جانب توفير المستلزمات الادمية والضرورية لتحسين حياة المواطنين، تمارس الاجراءات القمعية وانتهاك الحريات العامة، بل إنها عاجزة عن تخليص المواطنين من بؤسهم ومعاناتهم، ولا تكترث لمطالبهم. ويبدو أن السلطات المتعاقبة لم تتعلم من دروس انتفاضة تشرين المجيدة، ولا من الهبات الجماهيرية.
نحن في محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي ندين ونستنكر بشدة تلك المظاهر والإجراءات القمعية المنافية لابسط حقوق الانسان سيئة الصيت. ونطالب بشدة بفتح تحقيق شفاف مع المسؤولين عن هذه الاجراءات القمعية في المحافظة ومحاسبتهم قضائيا.
وفي الوقت نفسه ندعو قوى شعبنا الوطنية والمدنية والديمقراطية إلى وحدة عملها وكفاحها ضد منظومة المحاصصة والفساد، والتضامن مع ابناء شعبنا من اجل حريتهم في التعبير عن مطالبهم بحقوقهم الاساسية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
اللجنة المحلية
للحزب الشيوعي العراقي في بابل
٢٠٢٤/٧/٣
**********************************************
كل خميس.. حسن سريع .. غير المتسرع
جاسم الحلفي
لافتةٌ هي الفطنة الشعبية العراقية التي أضافت كلمة “سريع” الى اسم العريف البطل حسن، وسمته “حسن سريع”، ولم تقل “المتسرّع” كما “قيّمه” بعض المتثاقفين الذين وجهوا سهام نقدهم الجارح للجسور المقدام، الذي باغت أقذر من انتظموا في حزب البعث الفاشي وحلفائه، وفاجأهم يوم 3 تموز 1963 بحركته العسكرية الباسلة، التي جعلتهم يرتجفون هلعا.
لم يتحمل نائب العريف حسن سلمان محسن السكوت على الجرائم التي اقترفها الفاشست بانقلابهم الدموي يوم 8 شباط 1963، وقتلهم الجبان زعماء ثورة 14 تموز المظفرة، وقادة الحزب الشيوعي العراقي البواسل، والشخصيات الديمقراطية المكافحة من أجل إحلال الديمقراطية في العراق. كان ذلك فوق طاقة ابن العائلة الفقيرة، المولود عام 1937 في كوخ من الطين يعلوه سقف من قصب البردي في إحدى قرى السماوة، وهو الذي وجد في ثورة تموز أملاً بتحقيق حلمه في العيش الكريم والاستقرار، بعد ما عانى أهله الأمرَّين من ظلم الإقطاع وتسلطه. فهو لم ينسى إبعاد أبيه بقرار تعسفي إلى مدينة عين التمر في كربلاء، ولا عسر الحال وشظف العيش، واضطراره للتطوع في الجيش من اجل اعانة أهله على مواجهة الفقر المدقع، دون أن يتخلى عن طموحه الى إكمال دراسته التي اضطر إلى قطعها، وعاد لمواصلتها في المدارس المسائية.
لست ميالًا إلى السيناريوهات الافتراضية، سواء من المتخيلين نجاح محاولته بإسقاط حكم الفاشيست الدموي، أو من يرون أنه استعجل المحاولة وكان عليه أن ينتظر، كي يستكمل التهيئة وينسق أكثر مع أصحاب المصلحة في التغيير. لذا أرى أن الضرورة تستدعي إعادة قراءة انتفاضة الجنود البواسل يوم 3 تموز، قراءة طبقية بعد أن شوهتها السلطات الحاكمة وأقلام مرتزقتها لسنوات طوال. وإذ تتعذر هنا الإحاطة بكل جوانبها وفواعلها وسير أحداثها، تبقى الحاجة قائمة الى دراستها وفق المناهج العلمية، وتحليل أحداثها ارتباطًا بزمانها ومكانها وتأثيرات الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في تلك الحقبة الزمنية، وأن تشمل دراسة أوضاع فقراء العراق، وقسوة الأنظمة المتسلطة التي لم ترحمهم، حيث تولد عندهم وعي طبقي عميق لا يمتلكه أدعياء الثقافة، ولا يمكن للمتحذلقين وحملة اقلام الطبقات المترفة استيعابه. وهم الذين لا يدركون أبعاده على النفس البشرية التي عانت من قسوة الفقر والاضطهاد الطبقي، ونظرات الاشمئزاز التي تلاحق أبناء بيوت القصب والطين في هوامش العاصمة. تلك النظرات التي لم يكن يخفيها رجال السلطة والإقطاع بفوقية تجاه أبناء الجنوب الوافدين إلى بغداد.
عندما تُقدَّم دراسة مستفيضة شاملة بمنهج علمي، تحيط بكامل صورة المشهد بعناية واهتمام يليق بمن امتلكوا الجسارة والتصدي باقدام، ولم يجدوا غير كوخ صغير في منطقة (كمب سارة) ملجأ سريا للاجتماع أقسموا فيه (بتربة هذا الوطن أن نحرره من رجس المجرمين)، حيث خططوا وليس فيهم من تخرج من كليات الأركان العسكرية، ونفذوا انتفاضتهم بعد السيطرة على مشاجب السلاح والحراسة في معسكر الرشيد، وأسروا وزراء وضباطا كبار.
حينما تُجرى الدراسة التاريخية بعمق، تكون الإجابة كاملة باستحالة صبر حسن سريع ورفاقه يوم 3 تموز 1963 على جرائم الفاشست بحق العراق. وعندها يمكن أن نستوعب تلك الحركة الفريدة بجرأتها، إذ لم تسجل كتب التاريخ أن جنودًا قاموا بفعل ثوري هزّ أركان نظام فاشي، وتصدرهم قائد فذ جسور صلب، وقف بمنتهى الشجاعة أمام المحكمة الصورية ليقول: “أنا المسؤول الأول عن الحركة، وأتحمل كافة عواقبها”.
قائد راح يردد عندما نفّذ فيه القتلة قرار الإعدام يوم 31 تموز 1963، وبصوت هادر:
السجن لي مرتبة والقيد لي خلخال
والمشنقة يا شعب مرجوحة الأبطال
***********************************************************
الصفحة الثالثة
نهبها ضياع للتراث وتدمير للهوية الحضارية آثار العراق وكنوزه تجارة غير مشروعة في مزادات عالمية
بغداد ـ محمد التميمي
يطفو العراق على آثار تتصل بحضارات عريقة وحقب مختلفة، في كافة ربوع أراضي البلاد الشاسعة، لكن في خضم الصراعات والحروب والانفلات الأمني باتت تلك الكنوز الأثرية، عرضة للنهب والاتجار غير المشروع في المزادات العالمية.
وتزداد حدة هذا الخطر مع تصاعد عمليات تهريب الآثار العراقية إلى الأسواق العالمية، حيث تُقدر قيمة تجارة الآثار غير المشروعة في العراق بمئات الملايين من الدولارات سنوياً، إذ يتم تهريب آلاف القطع الأثرية إلى الأسواق الدولية.
وتعرض ما يزيد على 15,000 موقع أثري في العراق للنهب، وفقًا لتقديرات اليونسكو والمنظمات المعنية بالتراث. ونجح العراق بالتعاون مع المجتمع الدولي في استعادة أكثر من 17,000 قطعة أثرية مهربة من مختلف دول العالم خلال العقدين الماضيين، إلا أن هذه الأرقام تظل ضئيلة مقارنة بعدد القطع المسروقة.
وإبان سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من العراق بين عامي 2014 و2017، قام التنظيم بنهب وتدمير العديد من المواقع الأثرية، واستخدم تهريب الآثار وبيعها مصدرا رئيسا لتمويل أنشطته الإرهابية. بينما تجد حوالي 80% من الآثار العراقية المهربة من جهة اخرى طريقها إلى السوق السوداء، حيث يتم بيعها بشكل غير قانوني لمقتنين من مختلف أنحاء العالم.
مشكلة عالمية
وكيل وزارة الثقافة قاسم السوداني، قال ان كل دول العالم تعاني من مشكلة الاتجار بالآثار؛ فهي مشكلة عالمية، لم يكتو العراق لوحده منها.
واضاف قائلاً لـ”طريق الشعب”، ان “العراق من اكثر الدول التي تعاني من هذه المشكلة، نظراً لما مر به من ويلات وحروب وصراعات وانتهاكات للموروث الثقافي و الحضاري”، مبيناً ان العراق بعد العام 2003 تعرض لنوعين من السرقات الاول هو سرقة الاثار التي تحمل ارقاما متحفية. والنوع الاخر هو سرقة الاثار التي لا تحمل ارقاما متحفية، حيث سرقت وهربت عن طريق النبش العشوائي من التلول والمواقع الاثرية”.
وتابع السوداني قائلاً: ان “العراق تمكن من استعادة عدد كبير من الاثار المسلوبة، كما نجح العراق في تعبئة الرأي العام العالمي لاستحصال قرار من مجلس الامن الدولي، جرم فيه المتاجرة بالآثار العراقية والسورية، وحذر دول الجوار من ان تكون ممراً لعبور الاثار العراقية عن طريقها. كما تمكن العراق ايضاً من استقطاب مدير عام منظمة اليونسكو آنذاك السيدة الينا ابوكوفو، التي زارت البلاد مرتين، وتم رفع هاشتاك (من اجل الحفاظ على الموروث الثقافي للعراق)”.
وأشار الى ان “العراق تمكن تباعا من استعادة الكثير من الاثار، الا انه لا تزال هناك اثار اخرى مهربة خارج العراق، ويعمل قسم الاسترداد الخاص في الهيئة العامة للآثار والتراث باعتبارها السلطة الاثرية في العراق، على ملاحقة اي قطعة اثرية في اي مجال من مزادات العالم السرية او العلنية ومتابعتها وملاحقتها بالتعاون مع سفاراتنا في مختلف الدول”.
18 ألف موقع اثري معلن
من جانبها، قالت مدير عام دائرة المتاحف لمى الدوري، ان “تجارة الاثار تنشط وتنتعش عندما تمر الدولة في ازمة وتعاني من ضيق امني، وتخفت حين تفرض الدولة سيطرتها، وفي واقع الحال لا يمكن السيطرة عليها بالكامل”.
وفي حديثها مع “طريق الشعب”، اكدت ان “العراق يطفو على اثار. في ظل هذا الوضع من الصعب السيطرة على المواقع الاثرية. حتى الان لدينا 18 الف موقع معلن. وما غير المعلن منها فكثير جداً، لكن نحن لا نعرف عنها شيئاً إلى الان، ولم نتوصل لها”.
وأشارت الى ان “هذه المواقع غير المعلنة ليس لدينا فكرة عنها او نعرفها، فهنا يبرز السؤال عن كيفية حمايتها وسط الصحراء او بأماكن اخرى؟”.
وأضافت أن “الـ 18 الف موقع قسم منها منقب وأخرى لا تزال فيها اثار. نحن بالنهاية بلد يعج بالآثار، فأي تجريف بسيط للتربة سيميط اللثام عن اثار دفينة، تنتظر من يستكشفها، كما حدث في العديد من المحافظات بعد هطول الامطار حيث كشف عن الكثير من الاثار، لهذا من الصعب فرض السيطرة بشكل كامل”.
أرقام فلكية
ونوهت المتحدثة الى انه ليس هناك رقم محدد للآثار التي تسرق، فما يسرق هو من المواقع الاثرية التي ليس لدينا فكرة عنها، وتلك القطع غير مرقمة لا نملك إحصائية كاملة عنها، ولكنها أكدت وبشكل قاطع ان عددها كبير جداً.
ولفتت الى انه “عند مراقبة المزادات والسوق السوداء، نرى مجموعة وكمية آثار كبيرة مسروقة من العراق، حيث وصل سعر تمثال صغير من المرمر من الناصرية قبل سنوات إلى 7 مليون دولار، وهذا رقم يعتبر بسيطا”، موضحة أن “تهريب الآثار والمتاجرة بها، تقودها عصابات منظمة، وليس عملا عشوائيا”.
وعن أكبر عملية استرداد، كشفت الدوري عن “استعادة 14 ألف قطعة أثرية من الولايات المتحدة، و6000 قطعة استردت عام 2023 من بريطانيا. كذلك استعدنا من دول الجوار الكثير من الاثار. وبالنسبة للقطع المرقمة فان استردادها يكون أسهل، فقد استعدنا 4800 قطعة اثرية تقريباً”.
كيف نكافح الاتجار بالآثار؟
من جهته، قال المنقب الآثاري، جنيد عامر ان “نهب الاثار العراقية يشكل كارثة. هذا اقل ما يعنون به ما يحصل لهوية البلاد الحضارية، وهذا الامر له تاريخ يمتد الى ما قبل تأسيس الدولة العراقية وما بعدها”.
وأشار عامر في حديثه مع “طريق الشعب”، الى ما حصل ايضاً “لجامع النوري ومنارة الحدباء ومتحف الموصل الحضاري ومرقد النبي يونس وغيرها من المواقع في اماكن سيطرة داعش في محافظات العراق، لذلك تتحدد اولويات هكذا اعمال من خلال سياسات معينة منها داخلية واخرى خارجية. منها ذات منفعة شخصية تارةً وتارة أخرى تسهم في تشويه وهدم حضارة البلد”.
وتابع قائلاً ان “فؤوس ومعاول المنقبين والفرق المنظمة في الجهات الحكومية تعمل بوتيرة وسياسة واضحة تجاه حفظ الإرث العراقي، ليأخذ نصيبه بالعرض المتحفي، وليكون متاحا أمام عامة الجمهور والمختصين”.
ونوه عامر الى ان “المادة 38 من قانون الآثار العراقي رقم 55 لسنة 2002، حددت العقوبة بالسجن 10 سنوات والتعويض بضعفي القيمة المقدرة للآثار، على كل من لديه قطع أثرية ولم يسلمها للدولة خلال 30 يوماً. والمادة (40) حددت عقوبة السجن مدة لا تقل عن 5 سنوات، ولا تزيد على 15 سنة لكل من سرق أثرا أو تراثا، وغيرها من المواد العقابية”.
وعزا المتحدث استمرار تهريب الاثار العراقية، الى مجموعة من الاسباب منها “غياب الوعي والتخطيط والتقنيات الحديثة، وعدم رصد الميزانية المناسبة وجوانب امنية عديدة”، مبينا ان هناك سبلا لمكافحة هذه العمليات الاجرامية عبر فرض القانون، وتحديداً قانون الاثار العراقية وتفاصيله، واعداد البرامج المحلية او الدولية للحد من الاتجار واستسهال هكذا عمليات مشينة. وللوازع الديني أيضا دور في مكافحة هذه العمليات، فهناك فتاوى عديدة للمرجع الديني السيد علي السيستاني، الذي افتى بعدم جواز الاحتفاظ بالآثار وتجب إعادتها إلى المتحف العراقي، وحرم شراءها او امتلاكها”.
****************************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
حين لا تُحترم الحدود
كشفت تقارير ومقالات مختلفة، نشرها عدد من المواقع الإلكترونية والصحف الأجنبية في الآونة الأخيرة، عن مجموعة كبيرة من الخروقات التي تعاني منها حدود العراق الشمالية والشرقية، وتشكل انتهاكاً لسيادة البلاد وعلاقاتها الخارجية.
عربدة تركية
فقد أشار تقرير نشره موقع (باس نيوز) إلى أن العمليات العسكرية التركية في المناطق الحدودية لإقليم كردستان غالباً ما تُبرر بالسعي للقضاء على حزب العمال الكردستاني، وهي ذريعة لا تمثل الأهداف الحقيقية لحكومة أنقرة، من وراء تواجد قواتها العسكرية في الأراضي العراقية، والتي تتمركز في أكثر من 80 موقعاً وقاعدة عسكرية.
ودعا مراقب سياسي كردي، تحدث معه كاتب التقرير، جميع الأحزاب السياسية في المنطقة إلى إظهار التزامها باحترام سلامة الأراضي من خلال حث هذا الحزب على إخلاء هذه المناطق، وذلك لتفويت الفرصة على حكومة أنقرة، التي تتذرع بنشاط الحزب في تجاوزاتها على السيادة العراقية.
وحذر التقرير من مخاطر احتلال تركيا بشكل نهائي لهذه المناطق، مدعّياً وجود اتفاق إقليمي بين تركيا والعراق يهدف إلى مكافحة حزب العمال الكردستاني، وهو ما دفع تركيا إلى القيام بعمليات عسكرية أكثر نشاطًا في المنطقة في الآونة الأخيرة. ونسب التقرير إلى الرئيس التركي تأكيده على التزام العراق بالقضاء على حزب العمال الكردستاني، وذلك غداة زيارته لبغداد ولقاءاته مع المسؤولين فيها. وأشار إلى أن رئيس الحكومة العراقية، كان هو الآخر قد أكد في الشهر الماضي، لوسائل الإعلام التركية، على عزم العراق تكثيف الجهود ضد حزب العمال الكردستاني، متعهداً بتعزيز التعاون مع تركيا في مكافحة الإرهاب، وإدارة المياه، وطرق التجارة، وقطاعات الطاقة في الأشهر المقبلة.
جرد بالإعتداءات
وحول ما شهدته محافظة دهوك من تفجيرات وغارات جوية خلال نهاية الأسبوع، نشر موقع (أخبار آسيا) جرداً بالإعتداءات والخروقات التي ارتكبتها القوات التركية على السيادة العراقية، تضمن حرق كنيستين وتدمير عدة منازل في ميسكا والرباطكة، مما أبقى السكان في خوف وقلق متواصل.
وذكر الجرد بأنه ومنذ 28 حزيران، شنت القوات الجوية التركية سلسلة من العمليات في وادي نهلة وقراه الآشورية الكلدانية التي لا علاقة لها بالميليشيات الكردية، مضيفاً بأن هذه الميليشيات لم تتضرر، رغم ادعاء تركيا بأن قواتها تدخلت للقضاء عليها. وأضاف بأن قوات أنقرة شنت 840 «هجومًا وتفجيرًا» خلال النصف الأول من العام الحالي، أدت إلى مقتل أعداد من المدنيين العراقيين ونشوب حرائق هائلة في الغابات الجبلية وتدمير العديد من منازل وممتلكات السكان المحليين. واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى ما يعانيه القرويون من صدمة وخوف كبير، دفعهم للاستنجاد بالمسؤولين وإطلاق وسم هاشتاغ # تركيا تحتل دهوك# على مواقع التواصل.
وعلى حدودنا الشرقية
ونشر موقع (إيران إنترناشيونال) تقريراً كشف فيه عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 10 من العتالين الأكراد عبر الحدود العراقية الإيرانية خلال شهر حزيران، مشيراً إلى أن 90 بالمائة من هذه الحوادث ناجمة عن إطلاق نار مباشر من قبل حرس الحدود الإيرانيين.
ونقل الموقع عن منظمة هينجاو لحقوق الإنسان خبر مقتل ثلاثة من أفراد عائلة واحدة وجرح آخرين، بنيران مباشرة من قوات حرس الحدود، وقد تم الإبلاغ عن غالبية الحوادث دون أن يكون هناك رد فعل ما من قبل المسؤولين العراقيين، علماً بأن الضحايا هم من العمال الفقراء، الذين ينقلون البضائع للتجار وحتى المهربين، من إيران، في وقت يجبرهم فيه الفقر على ركوب مخاطر جمة وقطع مسافات طويلة عبر المناطق الجبلية بين العراق وإيران.
وأشار التقرير إلى مقتل وإصابة 444 كردياً عراقياً خلال الفترة آذار 2023 وآذار 2024، منهم 373 شخصاً بنيران القوات الإيرانية، فيما سببت الانهيارات الجليدية، وقضمة الصقيع، والدوس على الألغام، والسقوط من الجبال والمرتفعات، موت الآخرين.
***************************************************
عين على الاحداث
فاسدون ومجرمون
أكدت لجنة النزاهة النيابية على أن سيطرة اللجان الاقتصادية للكتل والأحزاب على بعض الوزارات هي التي تؤدي إلى فشلها في أداء أعمالها، خاصة حين تتحول تلك الوزارات لساحة صراع بين هذه اللجان على المشاريع والمقاولات. وضربت اللجنة مثالاً على تشخيصها، بعدم تحسن واقع الكهرباء رغم مرور عقدين من الزمان وهدر أكثر من 80 مليار دولار على هذا القطاع. هذا ويتساءل الناس الذين يقاسون منذ أسابيع حرارة صيف لا تطاق، عن حجم الإجرام الذي يتسم به هؤلاء الفاسدون، بحيث لم يترددوا في سرقة هذه الأموال، بغض النظر عما سببته من عذابات لا حصر لها للبلاد والعباد.
حرائق مقصودة
بلغ عدد الحرائق التي نشبت في المزارع والبساتين والمراكز والمخازن والمحال التجارية، خلال الخمسة أشهر الأولى من هذا العام، 5544 حادثاً، موقعةً خسائر بملايين الدولارات وتاركةً تأثيرات سلبية على التجارة والسياحة والمصالح العامة. وفيما يشير المراقبون إلى أن أسباب ذلك تكمن في مساعي التغطية على الفساد والمنافسة غير المشروعة بين التجار ودور بعض العملاء في تعطيل الإنتاج الوطني خدمة لمصدّري البضائع إلى العراق، وأخيراً الاعتداءات العسكرية لتركيا وإيران على أراضينا في كردستان، يطالب الناس “أولي الأمر” بالمزيد من حملات التوعية بين المواطنين وتطوير وسائل السلامة والدفاع المدني لتقليص المشكلة.
قمرچية
أكد مجلس محافظة بغداد، على وجود صالات قمار غير مجازة في عدد من مناطق العاصمة تعود لجهات متنفذة، وتشكل مقرات لغسيل الأموال، فيما تختص بعضها بالترويج للمخدرات والدعارة. وبين المجلس بأن خطورة هذه الأوكار تشتد حين تنتشر داخل الأحياء السكنية، وتقوم مافيات ومجاميع مسلحة بحمايتها حين تقوم بخرق القوانين والأعراف الاجتماعية، مقابل ما تجنيه منها من ملايين الدولارات شهرياً. هذا ويلاحظ الناس بأن الأجهزة الحكومية التي لديها معلومات متكاملة عن هؤلاء، تتجاهل وجودهم لأنها تخشى محاسبتهم، فيما تشن الجحوش الإلكترونية حملات تشويه ضد من يكشف الحقيقة ويفضح هذا النوع من الفساد.
اعترفوا حين تفشلون
كشفت محافظة بغداد عن نيتها تحديد تسعيرة الأمبير لشهري تموز وآب، محذرة أصحاب المولدات الاهلية من استغلال معاناة المواطنين في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والتراجع الملحوظ في تجهيز الكهرباء الوطنية، ومهددة باستعدادها لمحاسبة المخالفين محاسبة شديدة. هذا وفيما يفتضح بهذا الإعلان فشل المحافظة في تنفيذ خطة نصب العدادات ودفع أثمان ما يستهلكه المواطن من طاقة خلال الشهر، وعدم الإعتراف بهذا الفشل والظروف التي أدت له، تساءل الناس ساخرين، عمن سيحاسب “أولي الأمر” عن كل ما سببوه لهذا الشعب الطيب من عذابات وخراب، ليس أقله مشكلة النقص المريع في الطاقة الكهربائية.
جياع على بحيرات النفط
اظهرت بيانات احصائية عالمية عن بلوغ متوسط ما ينفقه الفرد العراقي الواحد على طعامه 3000 دينار في اليوم، مما يضع البلاد في المرتبة 81 عالمياً من أصل 103 دولة، وفي المرتبة العاشرة عربياً بعد كل من الامارات والسعودية وعمان والكويت وقطر ومصر ولبنان والبحرين والأردن. ويعتمد تقدير المبلغ على أساس قيمة الطعام الذي يتم شراؤه للاستهلاك في المنزل. هذا وفيما يمثل ذلك انخفاضاً بنسبة 10 بالمائة عما كان عليه قبل سنتين، فإنه يكشف تدهوراً سريعاً في المستوى المعاشي للعراقيين، حيث يعيش أكثر من ربعهم دون مستوى الفقر المحدد بثلاثة دولارات للدخل اليومي.
*****************************************************
الصفحة الرابعة
ماذا عن استراتيجية الوقاية؟ ارتفاع مقلق لحالات الانتحار ودعوات لمواجهة الضغوط النفسية لدى الشباب
بغداد – تبارك عبد المجيد
تزايدت حالات الانتحار في العراق بسبب تفاقم الأزمات السياسية والمعيشية والاجتماعية والنفسية وفشل الحكومات في السيطرة على مستويات الفقر والبطالة بعموم العراق، حيث سجلت محافظتان (7) حالات في غضون الـ72 ساعة الماضية.
ويقول كثير من المتابعين، إن الأرقام المعلنة لحالات الانتحار في العراق أقل بكثير من الأرقام الحقيقية، إذ تُسجل الكثير من الحالات على أنها حوادث عرضية، أو أن الموت نتج عن مرض معين.
والجمعة الماضية، تم تسجيل اربع حالات انتحار خلال 24 ساعة، حيث أقدم شاب في منطقة اليرموك غربي العاصمة على الانتحار بإطلاق النار على رأسه، وذلك بعد ثلاثة حوادث متتابعة في بغداد، إذ قامت فتاة بعمر الـ 17 عاما بشنق نفسها بمنطقة سبع قصور شرقي العاصمة، وسبق ذلك حادثان متشابهان لشابين بمنطقتين مختلفتين.
وفي المثنى، أكدت مصادر أمنية تسجيل حالة انتحار لفتاة عشرينية في منطقة الرميثة، في ثالث حالة تشهدها المحافظة ذاتها خلال 72 ساعة.
يقول باحثون إن أسباب ارتفاع حالات الانتحار في العراق تعود إلى البطالة وعدم تكافؤ الفرص في التوظيف وتوزيع الثروات، وكذلك بسبب انتشار تعاطي المخدرات.
وسبق ان حذرت منظمة الصحة العالمية، من تزايد مقلق لحالات الانتحار في العراق، مشددة على أنه لم يعد من الممكن تجاهل تزايد حالات الانتحار في البلد الذي يعاني الكثير، وأنه إذا لم يتم التصدي لهذه الظاهرة، فسوف تستمر في إلحاق خسائر كبيرة بالأفراد والمجتمعات في البلاد.
الاسباب
يقول حقي كريم هادي، رئيس جمعية حماية وتطوير الأسرة، أن «أسباب الانتحار في العراق تختلف من منطقة إلى أخرى؛ ففي بغداد، قد تكون الأسباب مختلفة عن مدينة الناصرية أو البصرة»، مضيفاً أنه «وفقًا للمؤتمرات والتقارير الجنائية التي تابعناها من خلال عملنا في منظمات المجتمع المدني والإعلام، نجد أن معظم حالات الانتحار في الناصرية، التي قامت قيادة شرطة ذي قار بالتحقيق فيها، كانت نتيجة لجرائم قتل متعمدة بدواعي غسل العار، لكنها تسجل على انها حالات انتحار، خشية من الملاحقة».
ويضيف هادي لـ»طريق الشعب»، أن «ارتفاع عدد حالات الانتحار يرجع الى عدة أسباب منها انتشار المخدرات بين الشباب، والضغوط الاقتصادية والاجتماعية. كما أن هناك حالات انتحار بين الفتيات، نتيجة الابتزاز الإلكتروني والحرمان من التعليم».
ويردف بالقول: أن «العنف ضد المرأة يزداد بفعل ضغوط العائلة، سواء من الزوج، الأخ، الأب، أو الابن. هذا العنف المستمر يؤدي إلى الانتحار بين النساء. هناك أيضًا قضايا أخرى مثل ‹النهوة العشائرية› أو ‹الفصلية› التي تؤدي إلى الانتحار، رغم أنها أصبحت أقل شيوعًا بسبب تأثيرات العولمة والتوعية الدينية».
في الختام، يؤكد هادي «وجود العديد من العوامل التي تساهم في حالات الانتحار في المجتمع العراقي، ونحن بحاجة إلى مزيد من الجهود لمعالجتها والحد منها».
دور الحكومة
يقول د. علي البياتي، متخصص في الجملة العصبية (عضو سابق في مفوضية حقوق الانسان)، إنّه «في فترة جائحة كورونا، قمنا بإطلاق حملة صحية افتراضية عبر الهاتف ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قدمنا النصائح والخدمات الصحية. ثم دخلنا في مشروع ‹صحتك أهم›، الذي كان الهدف منه تقديم المشورة والدعم والعلاج النفسي بواسطة فريق متخصص عبر الإنترنت، وما زال مستمراً بشكل تطوعي، حتى الآن».
وبالحديث عن أسباب ازدياد حالات الانتحار، يبين البياتي لـ «طريق الشعب»، أن «الأزمات السياسية والأمنية المتكررة والكوارث التي مر بها المجتمع العراقي، والتي أدت إلى حروب وهجرة ونزوح وفقدان ضحايا، اظهرت مشاكل نفسية كبيرة. وتشير الدراسات إلى أن أي مجتمع يتعرض لأزمة أو كارثة يترك ما لا يقل عن 35 في المائة من الأفراد يعانون من مشاكل نفسية»، بالإضافة إلى ذلك، «يعاني العراق من الفقر الذي يصل إلى 50 في المائة في بعض المحافظات الجنوبية، والبطالة التي تتسبب في مشاكل اجتماعية ونفسية وفراغ كبير، يقابله عدد كبير من الاحتياجات للفرد العراقي، خاصة في مرحلة الشباب».
ويشير البياتي إلى أن «غياب التوجيه الحقيقي لفئة الشباب فاقم اعداد الحالات، سواء من المؤسسات الحكومية أم من العائلة أم حتى المؤسسات الدينية؛ اذ لا يزال المجتمع يتمسك بالتقاليد الدينية»، مؤكدا وجود «مشاكل نفسية عميقة داخل المجتمع والفرد العراقي، مما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية وفوضى فكرية وعدم القدرة على مواجهة التحديات والمصاعب التي تزيد يومياً».
وعلى صعيد آخر، يوضح البياتي أن «البنية التحتية الصحية في العراق تعاني من تهالك شديد، فالخدمات الصحية فقيرة مثل باقي الخدمات والمؤسسات»، معللا ذلك بـ»غياب التنظيم، وغياب دور القطاع الخاص، وغياب الأولويات لدى الدولة في دعم القطاع الصحي وتوفير كوادر بشرية»، لافتا إلى وجود استراتيجية للوقاية من حالات الانتحار، اقرت قبل سنتين من قبل وزارة الصحة، الا انه كالعادة لا نرى أي تطبيق على ارض الواقع او نتيجة».
ولحل هذه المشاكل، يرى أن «العراق بحاجة إلى استجابة مؤسساتية حكومية ومجتمعية. وعلى الرغم من إطلاق عدة مبادرات من قبل وزارة الصحة والمؤسسات الأخرى والمنظمات الدولية، إلا أننا لا نرى أي تنفيذ فعلي».
ويكمل، ان «السبب يعود إلى غياب الأولويات، وغياب الكوادر والميزانيات، وعدم استثمار العالم الافتراضي الذي يحقق نتائج كبيرة في مجال الصحة النفسية دولياً».
تحديات اقتصادية
أما الباحثة النفسية إيناس هادي، فأفادت في حديث مع «طريق الشعب»، بأن «زيادة حالات الانتحار بين صفوف الموظفين والطبقة المثقفة قد تكون ناجمة عن عدة أسباب ودوافع، منها ضغوط العمل والمسؤوليات الكبيرة التي تعد من أبرز العوامل المؤثرة، حيث يتعرض هؤلاء لضغط نفسي كبير، ومسؤوليات متزايدة ما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق».
وقالت هادي: إن «التوتر الاقتصادي يلعب دوراً مهماً في زيادة حالات الانتحار؛ إذ يواجه الموظفون والطبقة المثقفة تحديات اقتصادية مثل فقدان الوظيفة، الديون المالية، وعدم القدرة على تحقيق التوقعات المالية، ما يؤدي إلى الإحباط واليأس».
وأضافت، أن «العوامل الاجتماعية والعلاقات الشخصية الصعبة، أو الانعزال الاجتماعي، يمكن أن تكون عوامل مؤثرة في زيادة حالات الانتحار، خاصة إذا لم يكن هناك دعم اجتماعي كافٍ»، مبينة أن المشاكل الصحية النفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق واضطرابات الشخصية الأخرى تزيد من احتمالية التفكير في الانتحار.
وأوضحت الباحثة، أن «نقص الوعي بمشاكل الصحة النفسية وتجاهل التوجيه النفسي، تشكل عوامل أخرى تسهم في زيادة حالات الانتحار».
ومن أجل مكافحة هذه الظاهرة، توصي هادي بـ«توفير خدمات الرعاية النفسية والاجتماعية وسهولة الوصول إليها، تشجيع الوعي بمشاكل الصحة النفسية والمساعدة المتاحة، توفير برامج الدعم النفسي في أماكن العمل، تعزيز ثقافة العناية بالصحة النفسية وتخفيف الضغوطات في بيئة العمل، تقديم الدعم والمساعدة للأفراد الذين يعانون من مشاكل اقتصادية أو شخصية، تعزيز التواصل والدعم الاجتماعي بين الأفراد».
واختتمت حديثها بالتأكيد على «أهمية استجابة المؤسسات الحكومية والمجتمعية لمشاكل الصحة النفسية، وتوفير الدعم اللازم للأفراد لتحسين الصحة النفسية، والحد من حالات الانتحار».
ويلاحظ أن حالات الانتحار في ارتفاع مستمر، فبحسب إحصائيات للفترة من 2016 الى 2022، كانت على التوالي: 343، 449، 519، 588، 644، 863، 1073. وهذه الأرقام لا تشمل الحالات في إقليم كردستان العراق، وفقا لاحصائية عن وزارة الداخلية.
***************************************************
وقفة اقتصادية.. دور الحكومة في تنظيم السوق
إبراهيم المشهداني
يعد تنظيم الأسواق والسيطرة على حركتها، في معظم المذاهب السياسية والاقتصادية، واحدا من أولويات الحكومة، ويشمل من بين أمور عديدة حركة الأسعار وحركة الأموال وقياس جودة البضائع بأنواعها واختلاف مناشئها بما يصب في الحفاظ على حياة الناس وصحتهم ومسكنهم ومواجهة المخاطر التي تنغص حياتهم الناتجة عن أشكال الاستغلال ومصادر الاحتكار وأساليب التداول النقدي وانعكاسها على مستويات الأسعار وعلى عملية التنمية الاقتصادية في نهاية المطاف.
إن البحث في كل هذه التفاصيل يستلزم تناول العوامل المباشرة وغير المباشرة المؤثرة فيها، فعلى سبيل التوضيح أن تناول مستويات الأسعار بوصفها مؤثرات مفصلية مباشرة في حياة المواطنين وضمان العيش اللائق من خلال وفرة مستلزماتها، فبين العوامل المؤثرة فيها بصورة غير مباشرة الضرائب والرسوم التي تفرض على السلع والبضائع المستوردة والتي تنعكس لاحقا على مستوى الأسعار وتؤثر في نهاية الأمر على حماية المستهلك من الآثار السلبية الناتجة عنها والموازنة الفعلية لبرمجة استهلاك الفرد في ضوء مستوى دخله وأن زيادة هذه الرسوم او تخفيضها في الدوائر الكمركية على سلع الاستيراد على سبيل المثال تتحدد في مدى الحاجة لأغراض الاستهلاك الشخصي الضروري والحاجة لسد الطلب لغرض الإنتاج وحاجات التنمية الصناعية.
والعامل الثاني المؤثر في حركة الأسواق والحاجة إلى تنظيمها يتمثل في شكل تداول العملة بين الأطراف الفاعلة في حركة السوق لتنظيم عملية التبادل، غير أن ضبط هذا العامل والسيطرة على آثاره يتحدد بطريقة إنفاذ مبدأ ما يسمى بالسيادة النقدية التي تمنع تحكم أية عملة أجنبية بالتسعيرة داخل البلد ومنع ما يسمى بالازدواج النقدي، ومن المعروف أن هناك سوقين للصرف الأول السوق النظامي يتمثل بالبنك المركزي كمنصة تتحكم في بيع العملة الأجنبية لأغراض استيراد البضائع من قبل القطاع الخاص، والسوق غير النظامي المسمى بالسوق الموازي وهذا الأخير يمثل 10 في المائة من حجم التداول النقدي في السوق العراقية، ولكنه يمثل الخاصرة الأكثر خطورة على مستوى الأسعار التي تصاعدت بصورة كان ثمنها غاليا على أصحاب الدخول الواطئة والمحدودة، ما يضع حماية المستهلك في الهدف، ومن هذه الزاوية أظهرت ظاهرة استخدام الدولار في السوق العراقية ضعفا حاكما في سياسة الدولة المتعلقة بحماية المستهلك، ومن هنا يبرز التهاون في اتساع ظاهرة الدولرة في التعاملات الداخلية التي تتعارض مع مبادئ الدستور العراقي الذي أكد على حماية العراقيين وتوفير العيش الكريم لهم.
والعامل الثالث المؤثر في تنظيم السوق وضمان سلامة البضائع والسلع المتداولة يتمثل بالتقييس والسيطرة النوعية سواء المستوردة منها او المنتجة محليا ما يدخل منها في الاستهلاك الشخصي من غذاء ودواء وملبس او ما يدخل منها في العمليات الإنتاجية او الخدمية، لكن الوقائع على الأرض تشير إلى ارتباك في إدارات الموانئ والمنافذ الحدودية وارتباك في طبيعة الإجراءات المتخذة وفشل في السيطرة النوعية وتفتقر إلى النزاهة والانضباط، فغالبا ما يصار إلى تأخير انسيابية البضائع وتأخيرها لأيام وبالتالي تسببها في تلف البضائع خاصة التي تدخل في غذاء المواطن او علاجه او ربما تكون بالأصل غير صالحة للاستهلاك او الاستخدام لأغراض خدمية او صناعية، وكل ذلك ناتج عن تقصير الجهات العراقية المعنية بفحص وتقييس جودة تلك البضائع او التعاقد مع شركات متخصصة في أداء هذه الوظيفة.
إن تنظيم السوق مهمة الدولة بما فيها السلطة التنفيذية وأنها مطالبة باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لهذا الغرض ونقترح من بينها:
- الانتهاء من ظاهرة الدولرة والازدواج النقدي في التعاملات الداخلية ومنعها قانونيا وتفعيل التوجيهات الحكومية السابقة المتعلقة باعتماد الدينار في التعاملات اليومية.
- تشكيل مجلس أعلى لحماية المستهلك المشار له في قانون حماية المستهلك رقم 1 لسنة 2010 ليكون الجهة الرسمية الوحيدة المعنية بالتخطيط وقوننة الدفاع عن حقوق المستهلك ومراقبة سير اتجاهات السوق بالتنسيق مع وزارة التجارة.
- تشكيل جهاز مركزي لتحديد الأسعار يتولى مهمة حركة الأسعار والحد من محاولات التلاعب بها وإلزام أصحاب المولات التجارية وتجار الجملة بالالتزام بالقوائم التي يحددها الجهاز.
**************************************************************
الصفحة الخامسة
حُرموا من زراعة الشلب خطة وزارة الزراعة تخيّب آمال فلاحي المشرّح
متابعة – طريق الشعب
بعد 4 سنوات من الانتظار، أجهضت الخطة الزراعية الصيفية لهذا العام، حلم المزارع هاشم الساعدي في العودة إلى زراعة محصول الشلب في ناحية المشرّح شرقي ميسان. فقد شملت الخطة 800 دونم فقط من أصل 6500 دونم كانت تزرع بمحاصيل مختلفة، بضمنها الشلب.
وخلال السنوات الماضية حرمت الخطط الزراعية الأراضي الصغيرة في الناحية، والتي لا تتجاوز مساحاتها 50 دونما، من زراعة الشلب، في حين سمحت لأصحاب الأراضي الواسعة بزراعة هذا المحصول في أجزاء صغيرة من أراضيهم، ومنعت فلاحي مناطق أعالي دجلة شمالا، كقضاء علي الغربي وناحية علي الشرقي وقضاء كميت، من زراعة هذا المحصول.
وبفعل نسب الأمطار الجيدة في الشتاء الماضي، توقع مزارعو ميسان أن تتيح لهم الخطة الزراعية الصيفية استئناف زراعة الشلب، لكن الخطة جاءت خلافا لتوقعاتهم.
وسمحت الخطة هذا العام بزراعة 5 آلاف دونم في عموم ميسان، بمحصول الشلب، ومعظمها تقع جنوبي العمارة، في أقضية الميمونة والمجر وقلعة صالح. ووصفت جمعية الفلاحين في المحافظة، هذه الخطة الزراعية بـ”الجائرة”، كونها حرمت ناحية المشرّح، من زراعة الشلب، رغم انها من أهم مناطق العراق في إنتاج هذا المحصول.
يقول الساعدي في حديث صحفي، أن أرضه البالغة مساحتها 50 دونما، كان يزرعها سنويا بالشلب، حتى حلت أزمة الجفاف خلال السنوات الأخيرة، مبينا أن وزارة الزراعة منعتهم من زراعة هذا المحصول بسبب شح المياه، لتكون هذه السنة هي الرابعة التي تحرم فيها مناطق مويلحة والملهود وشط الأعمى في الناحية من هذه الزراعة.
من جانبه، يقول مدير الناحية منير الساعدي، أن “المشرّح تعد من أهم مناطق العراق في زراعة الشلب، لكون أراضيها مطلة على الأهوار الشرقية، لكن موجة الجفاف أوقفت زراعة هذا المحصول، وأبقت على محاصيل أخرى مثل البرسيم والحنطة والشعير”.
ويضيف في حديث صحفي، أن “خطة هذا العام جاءت مغايرة تماماً للتوقعات، وأقصت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ولم تشمل إلا 800 من أصل 6500 دونم ضمن حدود المشرح”، مؤكدا أنه “سعينا إلى الإبقاء على الزراعة عبر الاستعانة بنظام المراشنة من بداية نهر المشرح حتى نهايته، بهدف إيصال المياه لأبعد نقطة ممكنة”.
إلى ذلك، يقول أمين سر اتحاد الجمعيات الفلاحية في ميسان، أحمد جاسم، أن “الخطة الزراعية للموسم الصيفي كانت جائرة بحق فلاحي ميسان، خصوصا أصحاب أراضي الشلب”.
ويشير في حديث صحفي إلى ان “هناك أراضي محاذية للأهوار منعت من الزراعة، وأبرزها في ناحية المشرح التي تعتمد عليها ميسان في إنتاج محصول الشلب”، لافتا إلى ان “المساحات المسموح لها بزراعة الشلب تقع جنوبي دجلة”.
**********************************************
أمام أنظار وزارة العمل
اني المتقاعد سامي حاتم. كنت منتسبا إلى دائرة ماء بغداد وأحلت على التقاعد بتاريخ 29 أيلول 2023، لبلوغي السن القانوني. وقد أنجزت معاملة التقاعد بتاريخ 16 كانون الثاني الماضي، لكن بتاريخ 10 من الشهر نفسه كان قد صدر تعميم ممن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية/ قسم تقاعد وضمان العمال، يقضي بإيقاف استلام وترويج المعاملات التقاعدية، لحين نشر تعليمات خاصة بذلك في الجريدة الرسمية.
وقد مضت شهور عدة وحتى الآن لم تُنشر تلك التعليمات، ونحن كبار سن ولا زلنا ننتظر بفارغ الصبر إقرار رواتبنا التقاعدية، كونها المصدر الوحيد لمعيشتنا.
أناشد الحكومة ووزارة العمل الإسراع في نشر التعليمات في الجريدة، ووضع حد لمعاناتنا.
*************************************
محلة في السيدية تعاني العطش!
بغداد – طريق الشعب
يشكو أهالي الزقاق 83 – المحلة 827 في منطقة السيدية في بغداد، من انقطاع مياه الإسالة عن محلتهم يوميا طيلة ساعات النهار، الأمر الذي يضاعف معاناتهم في ظل درجات الحرارة المرتفعة وكثرة انقطاع التيار الكهربائي.
وقال المواطن طارق طاهر من أهالي الزقاق، ان الماء يعود إلى المحلة ليلا، ويأتي ضعيفا جدا ولا يصعد إلى الأنابيب المنزلية إلا بعد تشغيل المضخات الكهربائية، لافتا في حديث لـ “طريق الشعب”، إلى ان عودة الماء تتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي الوطني، لذلك يتعذر على الأهالي تشغيل مضخاتهم، وبالتالي يُحرمون من الماء.
وأوضح ان الأهالي لا يشغلون المضخات على كهرباء المولدات الأهلية، لأن أصغر مضخة تحتاج من أمبير إلى أمبيرين حتى تعمل بشكل طبيعي، مطالبا الجهات المعنية، بمعالجة هذه المشكلة التي تتكرر سنويا في فصل الصيف.
*************************************************
قطارات تعيق وصول المواطنين إلى سوق القيّارة!
متابعة – طريق الشعب
شكا العديد من أهالي قرية حي القصبة والسكك، في ناحية القيارة جنوبي نينوى، من صعوبة ذهابهم إلى السوق في مركز الناحية، بسبب توقف القطارات فترات طويلة على السكك الثلاث الفاصلة بين القرية والمركز.
وأوضحوا في حديث صحفي، أنه في السابق كانت القطارات التي تمر على هذه السكك الثلاث، تتخصص في نقل المسافرين، وكانت قليلة، ونادرا ما تتوقف في هذه المنطقة، أما اليوم فالقطارات تسحب مقطورات محملة بالنفط الخام، لنقله من مصفى القيارة إلى بغداد والمحافظات الجنوبية، مؤكدين أن القطارات باتت تقف في المنطقة على مدار 24 ساعة، لغرض التحميل والتفريغ في المحطة القريبة، ما يعرقل عبور المواطنين إلى الجهة المقابلة، للتوجه نحو السوق.
من جانبه، يناشد الشيخ عمر أبو الرواس الجبوري، أحد وجهاء القرية، الجهات المعنية إيجاد حل لمشكلة توقف القطارات، مبينا أن القطارات باتت تحيط بالقرية، وتقطع الطريق إلى السوق.
ويشير إلى ان «أربعة قطارات تذهب وأربعة مثلها تعود. لذلك أصبح الذهاب إلى السوق أمرا صعبا، خاصة بالنسبة للنساء والأطفال وكبار السن».
أما المواطن أحمد خضر الجبوري، فيشكو من رائحة النفط التي باتت تتصاعد في القرية بسبب توقف القطارات المحملة به، داعيا إلى تغيير موقع وقوف القطارات، ليكون في الجهة المقابلة لمصفى القيارة.
*************************************************
مواساة
- بمزيد من الحزن والاسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، الرفيقة نجاة (ام رائد) التي توفيت بعد معاناة مع مرض عضال.
للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها وذويها الصبر والسلوان.
كما تتقدم اللجنة المحلية بالتعزية والمواساة الى الرفيقة وحيدة عليوي (ام علي) بوفاة شقيقها محمد عليوي. وتعزي ايضا الرفيقين علي وفاطمة ناصر، بوفاة الفقيد، كونه خالهما.
الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.
****************************************************
مياه الإسالة آسنة في قرية شفتة
بعقوبة – طريق الشعب
يشكو أهالي قرية شفتة في بعقوبة، من عدم نقاوة مياه الإسالة، مبينين انها تصلهم آسنة ما أضر بخزاناتهم وتسبب في انسداد الأنابيب.
وقال المواطن طاهر أحمد زيدان لـ «طريق الشعب»، أنه «قبل فترة قامت مديرية ماء ديالى بصيانة أحواض الإسالة، ووقتها قطعت الماء أياما عدة، وبعد إتمام الصيانة أعادت ضخ الماء لمنازل القرية، لكنه لم يكن نقيا، إنما آسنا ثقيلا».
وطالب المواطن باسم أهالي القرية، بمعالجة هذه المشكلة عاجلا، وإنهاء معاناتهم تحت وطأة الصيف اللاهب.
**************************************************
يتوقع أن يبلغ 5 آلاف دينار سعر قالب الثلج يتضاعف في خور الزبير
متابعة – طريق الشعب
سجلت أسعار قوالب الثلج في ناحية خور الزبير غربي البصرة، هذه الأيام، ارتفاعا ملحوظا. فبعد أن كان باعة الثلج يبيعون القالب بـ1250 دينارا، باتوا يبيعونه اليوم بـ3 آلاف دينار، بسبب زيادة سعره في المعامل. فيما يتوقع باعة أن يصل سعر القالب إلى 5 آلاف دينار عند حلول شهر محرّم.
aلنا بـ750 دينارا، ونحن بدورنا نبيعه للمواطن بـ1250 دينارا. أما اليوم فقد بلغ سعر القالب في المعمل 1250 دينارا، ولدى الباعة بـ3 آلاف دينار».
ويشير إلى ان الكهرباء مستقرة في الناحية، ومن المفترض أن يساهم ذلك في انخفاض سعر الثلج، ورفع القدرة الإنتاجية للمعامل، مشيرا إلى ان «أصحاب المعامل يتحكمون في الأسعار ويصرّون على زيادتها بسبب عدم وجود رقابة عليهم من الجهات الحكومية».
ويؤكد أن زيادة سعر الثلج أثقلت كواهل أصحاب محال الغذائية والمطاعم والمقاهي، الذين يعتمدون على الثلج في الحفاظ على برودة المياه والمشروبات الغازية والعصائر».
ويتوقع الشمري أن يصل سعر قالب الثلج، مع حلول شهر محرم وبدء نشاط المواكب الحسينية، إلى 5 آلاف دينار، كما حصل في العام الماضي.
*******************************************************
منطقة في السماوة تطالب بإكساء طرقها
متابعة – طريق الشعب
طالب العديد من أهالي منطقة الشرقي في مدينة السماوة، بشمول منطقتهم بحملات الإكساء أسوة بالمناطق الأخرى في المدينة.
وقالوا في حديث صحفي، أن المنطقة لم تشهد أي أعمال إكساء منذ إنشائها، مبينين أنه في فصل الشتاء تمتلئ الأزقة بماء المطر والأوحال، فيما يتطاير منها التراب خلال فصل الصيف.
*******************************************************
الصفحة السادسة
مسؤولون أمريكيون: لا يمكن إنكار دعم واشنطن لإبادة الفلسطنيين
آلة الحرب الصهيونية تواصل القتل والتجويع والتهجير
متابعة – طريق الشعب
يواصل جيش الاحتلال الصهيوني، قصف مختلف مناطق قطاع غزة، رغم الأوضاع الإنسانية البائسة وانتشار الأمراض الجوع والعطش، وفرض على آلاف الفلسطينيين النزوح مجدداً من المناطق التي ينوي قصفها.
وبينما تنتشر الأمراض بشكل سريع بين صفوف الفلسطينيين، قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 150 ألف شخص في القطاع، مصاب بأمراض جلدية بسبب الظروف غير الصحية التي يعيش فيها النازحون في الملاجئ والخيام.
وفي شأن التضامن مع الفلسطينيين، أصدر قاض في مقاطعة أونتاريو الكندية أمرا يقضي بضرورة مغادرة المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين مخيمهم الذي أقاموه منذ شهرين في جامعة تورنتو بحلول مساء أمس.
الأسرى.. دروع بشرية
بعد الفضيحة التي انتشرت في اليومين الماضيين، بخصوص استخدام جيش الاحتلال الصهيوني، أسري فلسطينيين كدروع بشرية، خوفاً من استهداف آلياتهم من قبل المقاومة الفلسطينية، دعت الخارجية الأمريكية، دولة الاحتلال إلى التحقيق بسرعة وضمان المساءلة عن أي تجاوزات وانتهاكات، وقالت في بيان إنه تمت مشاهدة التقارير التي وصفتها بالمزعجة عن استخدام جيش الاحتلال للمدنيين دروعا بشرية.
وأضافت الخارجية الأميركية، أن «واشنطن ستواصل التوضيح لحكومة إسرائيل، أنها تتوقع منهم التصرف بما يتفق مع قانون النزاعات المسلحة».
«تواطؤ لا يمكن إنكاره»
في الأثناء، نشر اثنا عشر مسؤولا حكوميا أميركيا، استقالوا بسبب مواقف إدارة بايدن إزاء الحرب في غزة، بيانا مشتركا نددوا فيه بسياسة بايدن تجاه غزة التي قالوا إنها فشلت، كما أنها تشكل تهديدا للأمن القومي الأميركي.
وأضاف، البيان أن «الأزمة الحالية تفسر الضرر الذي تلحقه السياسة الأميركية الحالية في غزة بالفلسطينيين وإسرائيل وبالأمن القومي الأميركي».
واعتبر البيان، أن «الغطاء الدبلوماسي الأميركي لإسرائيل وتدفق الأسلحة المستمر تواطؤ لا يمكن إنكاره في عمليات القتل والتجويع للسكان الفلسطينيين المحاصرين في غزة».
وأضاف البيان، إن «هذه السياسة المتعنتة تهدد الولايات المتحدة وحياة جنودها ودبلوماسييها»
نهج القتل سيتواصل
ولم تكف آلة الحرب الصهيونية عن قتل الفلسطينيين، إذ واصل الجيش الإسرائيلي قصف مناطق عدة في قطاع غزة، أمس الأربعاء، مع استمرار القتال في الشمال خصوصاً، فيما فرّ آلاف الفلسطينيين من الجنوب إثر أمر بالإخلاء يثير مخاوف من عملية جديدة واسعة النطاق في المنطقة تعمّق الأزمة الإنسانية الحادة.
وحتى مع إعلان انتهاء المرحلة الكثيفة من الحرب، بحسب رئيس حكومة دولة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، قال: إن «الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق أهدافها، بما في ذلك القضاء على حركة حماس واستعادة جميع الرهائن الذين خطفوا خلال هجوم الحركة قبل تسعة أشهر على إسرائيل».
وأقرّ رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي بأن «الجيش يخوض حرباً طويلة الأمد».
وفي جنوب القطاع، تتواصل حركة النزوح، منذ الاثنين، من المناطق الشرقية في رفح وخان يونس مع فرار العائلات بحثا عن ملجأ بين الأنقاض والدمار، وفي ظلّ شحّ الماء ونقص الغذاء مع استمرار القصف والمعارك.
وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو 250 ألف شخص كانوا في المنطقة التي أمر الجيش بإخلائها بعد إطلاق صواريخ منها باتجاه إسرائيل.
اشتباكات مع المستوطنين
وفي أنباء ذات صلة، اندلعت اشتباكات، صباح أمس، في البؤرة الاستيطانية عوز تسيون في الضفة الغربية، حيث قامت العشرات من القوات الإسرائيلية بإخلاء مبان أقامها المستوطنون على أراض فلسطينية خاصة.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن «المستوطنين أضرموا النار في إطارات وسيارة، ورشقوا الحجارة على الشرطة التي استخدمت وسائل تفريق المظاهرات ضد المتظاهرين».
وبعد عملية الإخلاء، بدأ إسرائيليون ملثمون في إلقاء الحجارة على عربات القوات الإسرائيلية التي غادرت المنطقة.
وقد تقرر نشر القوات في منطقة إخلاء البؤرة الاستيطانية، التي لم يتم تنفيذ القانون فيها منذ أكثر من عامين، بسبب توقع حدوث مقاومة عنيفة ونشاط إجرامي قومي – متطرف في المنطقة.
****************************************************
أمنستي: النشطاء في العالم يواجهون الاضطهاد السياسي
متابعة – طريق الشعب
قالت منظمة العفو الدولية « أمنستي»، إن «3 من كل 5 نشطاء شباب يواجهون مضايقات عبر الإنترنت على مستوى العالم لنشرهم محتوى يتعلق بحقوق الإنسان». وفقاً لاستبيان جديد أجرته في 59 دولة، وشارك فيه 1400 شاب ناشط، ضمن حملة المنظمة (لحماية الاحتجاج)
وبحسب التقرير، أن «الشباب اشتكوا من مضايقات في شكل تعليقات بغيضة وتهديدات وقرصنة» وربط ذلك بـ»الاضطهاد السياسي الذي غالبا ما ترتكبه الجهات الحكومية مع استجابة قليلة أو معدومة من منصات التكنولوجيا الكبرى، مما يؤدي إلى إسكات الشباب».
ويقول 21 في المائة من المشاركين إنهم يتعرضون للتصيد أو التهديد أسبوعيا، ويقول ما يقارب من ثلث النشطاء الشباب إنهم فرضوا رقابة على أنفسهم ردا على العنف الذي تيسره التكنولوجيا، بينما قال 14 في المائة آخرون إنهم توقفوا عن النشر بما يتعلق بحقوق الإنسان ونشاطها بشكل عام.
وقال المشاركون في الاستطلاع إنهم واجهوا أكبر قدر من الإساءة على فيسبوك، حيث أبلغ 87 في المائة، من مستخدمي المنصة عن تعرضهم للتنمر.
وأفاد ثلث الشباب المشاركين، أنهم «يواجهون أشكالا من المضايقات خارج الإنترنت، كاستجواب الشرطة والاضطهاد السياسي».
ووفق المنظمة، يبدو أن التهديد بالمضايقات عبر الإنترنت منتشر في كل مكان في جميع قضايا حقوق الإنسان الرئيسية. وكان السلام والأمن، وسيادة القانون، والمساواة الاقتصادية والمساواة بين الجنسين، والعدالة الاجتماعية والعنصرية، وحماية البيئة، بمثابة (مواضيع محفزة للهجمات).
*********************************************************
اليوم.. الناخبون البريطانيون يتوجهون إلى التغيير
لندن - وكالات
يتوجه الناخبون في بريطانياً إلى صناديق الاقتراع، اليوم، لانتخاب المجلس التشريعي، اذ يتوقع مراقبون، أن «يلحق حزب العمال هزيمة فادحة بالمحافظين الذين يتولون السلطة منذ 14 عاما في انتخابات تشريعية شهدت تصاعد اليمين المتشدد».
وبعد سنوات صعبة عايش خلالها البريطانيون خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي والأزمة الاقتصادية والاجتماعية وانتشار كوفيد وفضائح وعدم استقرار سياسي مع تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء محافظين عام 2022 وخمسة منذ عام 2010، يتطلع الناخبون إلى شيء واحد فقط، وهو التغيير.
وتقول التوقعات، إن «البريطانيين على استعداد لمنح فرصة لكير ستارمر زعيم حزب العمال وهو محام سابق مدافع عن حقوق الانسان شغل منصب المدعي العام قبل ان ينتخب نائبا قبل تسع سنوات.
وحذر ستارمر، الثلاثاء، من أن» حزبه لا يملك عصا سحرية»، وقال: «أول شيء سأفعله عند تولي رئاسة الحكومة سيكون تغيير عقلية السياسة التي يجب أن تكون سياسة في خدمة الشعب مذكرا بالفضائح العديدة التي طالت في السنوات الماضية سلطة المحافظين».
وأضاف «البلاد أولا، ثم الحزب».
من جهته، بذل ريشي سوناك، رئيس الوزراء كل جهوده لإقناع مواطنيه بعدم تقديم شيك على بياض لحزب العمال، وأعلن عن خفض الضرائب ووعد بأيام أفضل مع التلويح في الوقت نفسه بزيادة هائلة للضرائب في ظل حكومة حزب العمال.
لكن كل ذلك لم يعط النتائج المرجوة، وقد يواجه المحافظون أسوأ هزيمة في تاريخهم.
وبدأ سوناك، حملته الانتخابية صباح الثلاثاء، سعيا لاستمالة ناخبين مترددين بين حزب الاصلاح البريطاني وحزب المحافظين في دوائر ستكون فيها المنافسة حامية.
وقال: «سأحارب من أجل كل صوت، حتى نهاية الحملة الانتخابية».
***********************************************************
تونس.. تحديد موعد الانتخابات الرئاسية
تونس- وكالات
أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، تحديد يوم 6 تشرين الأول 2024 موعدا للانتخابات الرئاسية، وذلك وسط مخاوف لدى المعارضة من اقتراع غير نزيه.
ولم يعلن سعيد، عن ترشحه رسميا، لكن من المتوقع على نطاق واسع أن يعلن ذلك لاحقا سعيا لولاية ثانية في المنصب.
وتطالب المعارضة بتنقية المناخ السياسي، وإطلاق سراح السياسيين المسجونين، ووقف الضغوط على وسائل الإعلام لإجراء انتخابات نزيهة وذات مصداقية.
وتؤكد أحزاب المعارضة، أن «هناك محاولة لإقصاء المنافسين البارزين المحتملين للرئيس».
وانتقد سعيد هذا العام ما وصفه بتهافت السياسيين على الترشح للانتخابات الرئاسية، قائلا: إن «هدف أغلبهم هو الكرسي، معتبرا أن الذين قاطعوا الانتخابات البرلمانية سابقا أصبحوا يتهافتون على المنصب الآن».
***************************************************************
الأجيال الجديدة تهزم المؤسسة الحاكمة.. في كينيا.. احتجاجات الشباب تمنع «الإصلاح» الضريبي
رشيد غويلب
شهدت كينيا في الأسبوع الفائت أحداثا اعتبرها العارفون بشؤون البلاد غير مسبوقة، وستدخل كتب التاريخ، باعتبارها حدثا استثنائيا. خرج ملايين من شبيبة البلاد، ينتمي الكثير منهم إلى ما يسمى بالجيل الجديد، يومي الثلاثاء والخميس الفائتين، إلى شوارع كبرى مدن كينيا وقراها وطالبوا برفض «قانون المالية 2024» المقترح (قانون الموازنة). لقد أثار القانون، الذي اقترحه رئيس لجنة المالية والتخطيط الوطنية التابعة للجمعية الوطنية في 13 ايار2024، حال طرحه استياءً بين الشباب، إذ تضمن خططا لرفع جديد لأسعار المواد الغذائية الأساسية مثل السكر والخضروات والخبز.
وكانت البداية إجراء مناقشات واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وتيك توك. وتصدرت المطالبة بـ: رفض قانون المالية، احتلال البرلمان، والإغلاق العام. وبلغت التعبئة ذروتها في مسيرات سلمية جيدة التنظيم في جميع أنحاء البلاد، عكست وحدة أكثرية الكينيين من أجيال مختلفة، وأنهم متحدون في معارضتهم لما يسبب معاناة المواطنين العاديين. وكان للمتظاهرين هدف واحد فقط، تمثل في إرسال رسالة إلى الحكومة مفادها أن قانون المالية المقترح سيؤدي إلى شل الاقتصاد ويزيد من تكاليف المعيشة، التي وصلت بالفعل إلى مستوى لا يطاق.
إن الشيء الذي لم يتوقعه الكثير من ساسة البلاد وخبراؤها هو إسماع الجيل الجديد صوته بشجاعة لا توصف، وسعيه الحثيث لتحقيق العدالة الاجتماعية. غالبًا ما يُنظر إلى الشبيبة على أنهم قليلو تجربة، وغير ناضجين، ومشكوك بعمق وعيهم، وبكونهم شاردو الذهن ومنشغلون بوسائل التواصل الاجتماعي، وقد تفاجأ الكثيرون بمدى عمق وعي هذه الفئة العمرية عندما يتعلق الأمر بضرورات الحياة وسياسية الحكومة التي تجعل مستقبلهم ضبابي. لقد أوضح أبناء هذا الجيل تمامًا أنهم لن يقبلوا القمع فقط، بل كانوا على استعداد للدفاع علنًا عن حقوقهم ومحاسبة ممثليهم المنتخبين في البرلمان.
وفقًا لوثيقة صادرة عن المجلس الوطني للسكان والتنمية بعنوان «فائض الشباب في كينيا: نعمة أم نقمة»، فإن قرابة 80 بالمائة من سكان كينيا دون سن 35 عامًا، ويطلق عليهم هناك: «جيل الألفية»، «الجيل اكس» و»جيل ألفا». ويتمتع هذا الجيل في كينيا بمستوى بتعليم جيد للغاية، وبفضل الاستخدام المستمر لشبكات التواصل الاجتماعي، في نقل المعلومات وتبادل الرؤى، أصبحت البلاد تملك أجيالا مستنيرة للغاية.
يشار إلى أن العديد من خريجي هذا الجيل يعانون من البطالة وضعف فرص العمل بالإضافة إلى عدم الرضا عن فرص العمل المتاحة. وبالنسبة للبعض منهم، فان العمل الحر غير الآمن هو الخيار الوحيد الممكن. ولا ينبغي لمعارضتهم القوية لمشروع قانون المالية المطروح أن تفاجئ أحدا. ولا سيما حكومة الرئيس ويليام روتو، الذي ادعى خلال حملته الانتخابية سيعمل من أجل المحتاجين والطموحين، الذين لا يملكون سوى قوة عملهم، لأنهم ليس من أبناء الأثرياء أو ورثتهم.
وبعد أن أقر البرلمان الكيني القانون مع بعض التعديلات يوم الثلاثاء الماضي، بدأت التوترات تتفجر، واخترق المتظاهرون الحواجز المحيطة ببناية البرلمان لاقتحام المبنى. ردت الشرطة بإطلاق النار، فقتلت بعض المتظاهرين وأصابت آخرين. ومن أجل تهدئة التوترات، أعلن الرئيس روتو في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الفائت أنه سيسحب مشروع قانون المالية. وأنه يريد استئناف الحوار مع الشباب الكيني. ويبدو أن الرئيس ينوي تمرير إجراءات التقشف بطريقة ما.
إن الوحشية التي واجهت بها قوات الأمن المتظاهرين، خصوصا في ضواحي العاصمة نيروبي، موثقة جيدًا. ونتيجة لذلك، يبدو أن الكثيرين فقدوا الثقة في الرئيس ويطالبون باستقالته وإجراء تعديل وزاري كامل. ويقول متابعو الأوضاع إن الرئيس أصبح في وضع صعب، وستكشف الأيام المقبلة قدرته على الخروج منه من عدمها.
*******************************************************
الصفحة السابعة
أمام المراكز الامتحانية للمرحلة الإعدادية أمهات الطلبة يستعرضنَ معاناة أبنائهن وقهر الخصوصي والكهرباء
بغداد - نورس حسن
تمثل الامتحانات الوزارية للمرحلة الإعدادية تحدياً مقلقاً للكثير من الأمهات والأبناء، خاصة في أجواء الحر الشديد الذي يرافقه الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. وقد حّملت الأمهات وزارتي التربية والكهرباء مسؤولية الاوضاع الصعبة التي يعيشها طلبة السادس الاعدادي خلال فترة الامتحانات منبهات إلى غياب التعاون بين الوزارات.
وتتحدث المواطنة رغد خالد، بهذا الصدد، وهي موظفة وأم لولدين يخوضان هذه الامتحانات النهائية، عن أنها حرصت ومنذ حزيران العام الماضي على التفرغ من كافة الالتزامات التي تترتب عليها وضمنها الوظيفية، كي تتفرغ لمتابعة الوضع الدراسي لأبنائها.
وتفيد لـ”طريق الشعب” أن “مرحلة السادس الاعدادي مصيرية لحياة الأبناء، وهي ليست يسيرة أمام تلاميذ المرحلة. فبالإضافة إلى قلق الدراسة، يعاني التلاميذ خلال العام الدراسي من تبعات القرارات المتضاربة التي تصدرها وزارة التربية ومن عدم استقرار التعليمات، إضافة إلى عدم إكمال أغلب المدارس للمناهج الدراسية، الأمر الذي يجبر العوائل على تحمل مصاريف الدروس الخصوصية، فضلا عما يشكله الانقطاع المزمن للتيار الكهربائي الوطني، من معاناة شديدة للتلاميذ خلال الامتحانات”. وبخصوص دورها تذكر أن معاناتها مضاعفة لكونها أم لطالبين توأم في ذات المرحلة فساعات “القلق التي أعيشها على مستقبلهما كبيرة بحيث صرت ومنذ حزيران العام الماضي حبيسة المنزل من أجل توفير متطلباتهما”.
مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات الخاصة بطلبة السادس الاعدادي، تضج هي الأخرى بالعديد من مواقف الأمهات حول طبيعة الأسئلة وأجواء الامتحانات والذي كان في مقدمتها توزيع التلاميذ على مراكز امتحانية بعيدة عن مناطق سكنهم.
وتقول المواطنة آلاء فاضل وهي أرملة وأم لأربعة أبناء بضمنهم شاب يخوض امتحانات السادس الأدبي، إن “من أبرز التحديات التي تواجهها الأم مع أبنائها هي المصاريف الدراسية”. وتذكر لـ”طريق الشعب” أنها تعتمد مع أبنيها على راتب الرعاية الاجتماعية الذي تتقاضاه شهريا لتدبير المتطلبات المنزلية، مشيرة إلى أن “مجانية التعليم التي تتحدث عنها وزارة التربية غير واقعية، فأغلب الكتب المدرسية لم يتم توفيرها مما اضطر الطلبة إلى شرائها، الأمر الذي أثقل كثيرا على كاهل أولياء الامر”. وتعلق على الدروس الخصوصية قائلة: “إنها ظاهرة أصبحت واقع حال على جميع الطلبة بسبب عدم جدية التدريس في المدارس”.
وتحدثت المواطنة عن ابنها “أشعر بالقلق على مصيره، لكوني لم اتمكن من توفير دورات للدروس الخصوصية له كزملائه”، منبهة إلى أن ولدها “اعتمد على نفسه في دراسة أغلب المواد بالرغم من عدم اكمال المناهج الدراسية من قبل مدرّسي المدرسة”. وتوضح أن ولدها واجه صعوبة في اتمام مادة اللغة الانكليزية، الأمر الذي أجبره على العمل أيام العطل لجمع تكاليف المدرس الخصوصي وبالتالي دراسة المادة.
وبخصوص انقطاع التيار الكهربائي تقول المواطنة آلاء “أجبرت على تقليل امبيرات سحب المولدة إلى ثلاثة امبيرات بعد ان كانت خمسة، لمساعدة ابني على بعض المصاريف المتعلقة بالنقل، خاصة وأن التيار الكهربائي الوطني غير متوفر أيام الامتحانات وأن صاحب المولدة رفع سعر الاشتراك إلى 15 ألف دينار شهريا”.
وتعاني المواطنة أوراس سلمان، وهي أرملة وأم لأربع بنات، من نوبات توتر وعصبية بدأت معها مع بداية الامتحانات النهائية لطلبة السادس الإعدادي. وتقول لـ”طريق الشعب” إن “تكاليف دراسة ابنتها لمرحلة السادس الاعدادي، تجاوزت 10 ملايين دينار بسبب معاهد الدروس الخصوصية”.
وتؤكد أن “مجانية التعليم شكلية، وللتباهي امام المجتمع الدولي، فأغلب المدارس تعاني من ازدحام الصفوف وافتقارها إلى أجواء الدراسة المناسبة فضلا عن قلة الكادر التدريسي مما يجبر ذوي الطالب على التوجه إلى المدارس الأهلية والدروس الخصوصية”.
وتذكر ان “مدرسة ابنتها لم تنجز المواد الدراسية للتلاميذ، الأمر الذي أجبر الطلبة على الالتحاق بمعاهد الدروس الخصوصية التي تفرض مبالغ كبيرة على الطالب”.
وبخصوص واقع حالها تقول المواطنة أوراس “تمكنت من الحصول على إجازة من عملي خلال فترة امتحانات ابنتي والتفرغ لمتابعة متطلباتها، كما تفرغت ايضا من الالتزامات المنزلية وامتنعت عن استقبال الضيوف بغية تجنب ابنتي الانشغال بجوانب أخرى غير الامتحانات”.
وتذكر أن “مرحلة السادس الاعدادي مصيرية لحياة الأبناء، وتقع مشكلة تجاوز تلك المرحلة بنتائج غير مرضية على عاتق الأم بالدرجة الاولى”، منبهة إلى “ضرورة احتواء المرأة ورعايتها وتقبل انفعالاتها خلال ايام الامتحانات المدرسية”.
وتحمل المواطنة أوراس وزارتي التربية والكهرباء مسؤولية الواقع المرير الذي رافق امتحانات السادس الاعدادي، وتقول “للأسف الشديد تشتد أزمة التيار الكهربائي الوطني خلال ايام الامتحانات التي تتزامن سنويا مع ارتفاع درجات الحرارة. كما أن إجراءات وزارة التربية هي الأخرى دون المستوى المطلوب، حيث جعلت طلاب السادس الاعدادي في حيرة من أمرهم خاصة بما يتعلق بإجراءات الحذف والاستحداث في المواد الدراسية”.
وتحاول وزارة الكهرباء توفير التيار الكهربائي خلال ساعات أداء الامتحان إلا أن الطالبة هديل أرشد ترى بان هذه الإجراءات “غير كافية في هذا الجو الحار، وأن أغلب مراكز الامتحانات تعاني من غياب مكيفات الهواء”. وتقول لـ”طريق الشعب” إن والدتها تعيش ذات القلق الذي تعاني منه هي كطالبة بسبب الامتحانات المصيرية للسادس الاعدادي.
وتفيد بهذا الخصوص “تحرص والدتي على النهوض مبكرا معي لمراجعة المادة قبل التوجه إلى الامتحان، كما تحرص على ايصالي إلى المركز الامتحاني وانتظاري في هذا الجو الحار أمام باب المركز إلى حين انتهائي والعودة سوية إلى المنزل”.
وتقول هديل عن والدتها إنها “تبدي قلقا كبيرا، وأجدها دائمة السهر هذه الايام، حتى أنها أجبرت إخوتي على عدم إحداث اي ضوضاء داخل المنزل أثناء اللعب”.
******************************************************************
بعد لقاء مع طالبان قلق أممي من وضعية النساء في أفغانستان
متابعة - طريق الشعب
قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، مؤخرا، إن مبعوثين دوليين أبدوا مخاوف بشأن القيود المفروضة على النساء والفتيات في أفغانستان. وأضافت ديكارلو في بيان لها عقب اجتماعات في العاصمة القطرية الدوحة مع مسؤولين من حركة طالبان، “لا يمكن لأفغانستان أن تعود إلى الساحة الدولية، أو أن تتطور اقتصاديا واجتماعيا بشكل كامل إذا حُرمت من مساهمات وإمكانات نصف سكانها”.
وتابعت ديكارلو “ظهر خلال جميع المناقشات قلق دولي عميق، من المبعوثين الخاصين، بخصوص القيود المستمرة والخطيرة المفروضة على النساء والفتيات”.
وأوضحت ديكارلو، أن التواصل الذي جرى الأحد والاثنين مع سلطات طالبان لا يعني الاعتراف بحكومتها، لكنه كان جزءا من جهد أوسع للمجتمع الدولي لحل القضايا التي تواجه ملايين الأفغان. ويّعد الاجتماع الذي قادته الأمم المتحدة على مدى يومين، الأول من نوعه الذي تحضره حركة طالبان التي لم تحظ باعتراف دولي منذ استيلائها على السلطة عام 2021 مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة بعد 20 عاما من الحرب.
ومنذ عودة طالبان إلى السلطة، مُنعت معظم الفتيات والنساء من الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات. كما منعت حركة طالبان معظم الموظفات الأفغانيات من العمل في وكالات الإغاثة، وأغلقت صالونات التجميل، ومنعت النساء من دخول المتنزهات، واشترطت وجود محرم ذكر للسماح بسفر النساء.
*************************************************************
نساء يتحولن ضحايا لعمليات تجميل وجراحات فاشلة
بغداد – طريق الشعب
لا يختلف اثنان على أن اهتمام المرأة بشكلها وجمالها، غريزة فطرية لدى جميع النساء، إلا أن من غير الطبيعي، الإفراط في الاقبال على مراكز التجميل ضمن جدول دوري. يحدث ذلك على الرغم من تعرض الكثير من النساء إلى عمليات تجميل جاءت بنتائج سلبية على واقعهن الصحي، حيث تنقل مواقع التواصل الاجتماعي العديد من تجارب النساء، اللواتي وقعن ضحية غياب الرقابة الصحية على العديد من مراكز التجميل.
المواطنة نور سامي، والتي كانت قد خضعت مؤخرا إلى عملية تجميل الانف، تعبر عن ندمها على ذلك، وتقول لـ”طريق الشعب” لم أفكر يوماً بتغيير شكل أنفي، غير أني كنت بحاجة إلى إجراء عملية للجيوب الانفية، فقامت زميلاتي في العمل بتشجيعي على إجراء عملية تجميل للأنف على اعتبار أنى في كل الأحوال سأخضع لعملية جراحية، الأمر الذي سبب لي صعوبة في التنفس ومشاكل صحية اخرى”.
ولا تنصح نور النساء بعد تجربتها تلك على “الخضوع إلى أي شكل من أشكال العمليات التجميلية باستثناء الحالات المستعصية”. وتستطرد قائلة “ إن عمليات التجميل باتت تُجرى من قبل الأطباء بناء على رغبة المريض وبغية الربح المادي لا أكثر دون تقديم أي شكل من أشكال النصيحة الطبية “.
ولم يقتصر إقبال النساء على عمليات تجميل الوجه بل تجاوز واقع الحال إلى إجراء عدة عمليات جراحية بغية الحصول على جسم مثالي. المواطنة آية حيدر، والتي سبق وأجرت قبل عدة سنوات عملية تحويل مسار، لم تحصل منها على النتائج المطلوبة بنزول الوزن فخضعت مؤخرا إلى إجراء عملية قص المعدة، تقول إن “عملية قص المعدة وعلى الرغم من نتائجها السريعة بنزول الوزن إلا أنها سببت تدهوراً في وضعي الصحي، حتى خضعت مؤخرا بسببها إلى عملية رفع المرارة”.
وتنصح آية النساء بالسعي إلى التخلص من الوزن الزائد عن طريق اتباع الحميات الغذائية وممارسة الرياضة بشكل منتظم والابتعاد عن العمليات الجراحية التي تأتي في الغالب بنتائج عكسية.
بدورها، تعلل الباحثة الاجتماعية د. ندى الكرعاوي سبب لجوء بعض النساء لعمليات تجميل مفرطة، بما تسميه “الانفتاح التكنولوجي”، الذي جعلهن يتأثرن بغيرهن من عارضات الأزياء وبعض المشاهير، وهذا ما يجعل بعض النساء يشعرن بالنقص وعدم الثقة بجمالهن”.
وتقول لـ “طريق الشعب”، إن “بعض الفتيات يتعرض لأزمة نفسية بسبب تنمر الزوج والأقرباء والأصدقاء، كانتقاد لون البشرة أو شكل الوجه، وهو سبب آخر للاتجاه صوب التجميل”، منبهة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا في التأثير على فئات كبيرة من الإناث، خاصة شريحة المراهقات”.
وتؤكد أن هناك ضرورة للقيام بحملات توعوية في مواقع التواصل الاجتماعي، التي تنتشر فيها العشرات من الإعلانات والدعايات الممولة، العائدة لمراكز تجميل، بعضها غير مرخص، وغالبية العاملين فيها يفتقدون للمؤهلات العلمية والعملية للقيام بمثل هذه الأعمال. كما لا يملكون إجازات عمل رسمية.
***************************************************
عين المرأة.. ثورة 14 تموز وحقوق المرأة العراقية
انتصار الميالي
تبقى الذاكرة غنية بالدور الذي لعبته المرأة العراقية إلى جانب الرجل في النشاط الثوري المطالب باستقلال العراق والرافض للاحتلال البريطاني. وكان هذا الدور بارزاً في ثورة العشرين، فتميز برفع حماسة الرجال للدفاع عن الوطن. كما ساهمت المرأة، وبموقف شجاع في النضال ضد المعاهدات العراقية البريطانية، وفي دعم حرکة مايس 1941 ووثبة كانون لإسقاط معاهدة “بورتسموث” الإسترقاقية في العام 1948. وأشتد نضالها للتنديد بالاحتلال والمطالبة بالاستقلال وفي المشاركة بانتفاضة تشرين الثاني 1952، بالإضافة إلى معارضتها لاشتراك العراق في حلف بغداد.
وأسهمت المرأة بشكل كبير وفاعل في ثورة 14 تموز عام 1958 المجيدة، التي تعّد بحق نقطة انطلاقة کبرى للمشارکة السياسية للمرأة. ففي آذار عام 1959 أصدرت الحکومة العراقية قوانين جديدة تهدف لتحقيق تطور سياسي واقتصادي في العراق، ومنح المرأة حقوقها السياسية التي حُرمت منها زمنًا طويلاً. وقد تجسد ذلك عملياً، من بين وقائع أخرى، باستئثار الدكتورة نزيهة الدليمي، التي كانت أول وزيرة في التاريخ الحديث للعراق والمنطقة، وبسن قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959.
ويعّد جميع المنصفين هذا القانون خطوةً متقدمة ومكسباً حقيقياً للنساء. وتبقى الذاكرة العراقية، وخصوصا القانونية والسياسية، تشهد على ما جرى من نقاش واسع وجدال حاد حول بعض الإشكاليات، وهو أمر لايزال مستمراً حتى الآن، حيث يثير بعض المعادين لحقوق النساء تلك القضايا بين الحين والآخر، كما يحصل مع المادة 57 وحضانة الاطفال، علماً أن قانون رقم 188 تعامل بعدالة مع العراق كدولة وليس مجموعة طوائف، وكحكومة واحدة وليس مجموعة مذاهب، فيما يريد البعض اليوم جعل حياة العائلة وحقوق الفرد غير مستقرة ولا مضمونة، عبر تعدد مصادر القضاء واختلاف الأحكام.
لقد ظلّت قضية حقوق المرأة والموقف من القانون رقم 188 لعام 1959 نقطة خلاف جوهرية وإشكالية تكاد تكون مستعصية بين الفعاليات والأنشطة السياسية والثقافية منذ ذلك الوقت وحتى اليوم. وتعد حقوق المرأة حقلا شائكا للاشتباك، فالعراق شأنه شأن دول العالم يحاول تطبيق حقــوق الانسان في جميع النصوص القانونية، إلا أن حقوق المرأة وكرامتها تنتهك وتصادر وتستغل، بل ان العراق يتصدر قائمة الدول التي تشهد انتهـاكات خطيرة لحقوق الإنسان والمرأة مع غياب لتشريعات الحماية والوقاية من العنف.
وعلى الرغم من التنظيم الدقيق لحقوق المرأة في الوثائق الدولية ومنظومة القوانين الوطنية، إلاّ أن هنالك الكثير من الدلائل الواضحة على انتهاكها المستمر والمخالف لمبادئ حقوق الانسان رغم تطبيق مبادئ الديمقراطية في القواعد الدستورية التي تعطي المجال المناسب للمرأة في المجتمع، كما في قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969، الذي يتضمن موادا تشكل تمييزاً بحق المرأة فرضته الحكومات المتعاقبة، فيما تبقى الفجوة واضحة بين بعض النصوص القانونية والممارسة الحقيقية.
*********************************************************
بائعات يدفعن الإتاوات ولا يسلمن من المضايقات
متابعة – طريق الشعب
في كل صباح، تفترش العشرات من النساء البائعات لمنتجات الألبان، الأرصفة في سوق الملحاني وسط منطقة الكاظمية، لبيع ما تنتجه أياديهن، إلا أنهن على الرغم من دفع مبالغ شهرية لجهات لم يفصحن عنها، يتعرضن للتهديد بإخلاء المكان دون توفير أي بديل لهن.
البائعة أم زينب تقول انها تعمل في هذا السوق منذ 40 عاما، وتنقلت بين أماكن كثيرة حتى قررت الاستقرار في هذا السوق مع الكثير من النسوة ممن يمارسن المهنة ذاتها.
وتذكر "نتعرض باستمرار إلى مضايقات من قبل جهات واشخاص، يطالبونا بإخلاء المكان، لكننا في النهاية لن نترك مكاننا هذا، كما أننا ندفع مبلغ 60 ألف دينار شهرياً لأحد الأشخاص"
أما البائعة أم جودت والتي أكدت خلال حديثها على كثرة المضايقات بالرغم من الإتاوات المالية الشهرية التي تمنح إلى جهات ترفض المواطنة ذكرها، فتفيد بأن "هناك الكثير من المشكلات التي تواجهنا، إلا أن آخرها قيام البلدية بحفر الرصيف الذي نشغله، دون أن تعيد إكساءه حتّى الآن ورغم انتهاء الأعمال، مما سبب معاناة كبيرة لنا".
وتشير إلى أن الشخص الذي يأخذ الإيجار لم يوفّر لنا أية خدمة، فقد قمنا بتشييد سقيفة من الحديد بعد أن جمعنا مبلغاً بيننا، لتحجب عنا اشعة الشمس.
*********************************************************
الصفحة الثامنة
لمناسبة الذكرى 61 لانتفاضة حسن سريع الباسلة «طريق الشعب» تعيد نشر بعض المواد المنشورة سابقا في ذكراها
******************************************
في ذكرى حركة المناضل حسن سريع.. «انتفاضة معسكر الرشيد»
فيصل الفؤادي
تحل هذا الايام ذكرى حركة المناضل (حسن سريع) في 3 تموز 1963، هذه الحركة التي أرعبت حكام البعث والقوى القومية الموالية لها وكانت بحق بطولة وشجاعة تفوق التصور لمجموعة من الجنود الأوفياء لشعبهم.
فبعد انقلاب البعث 8 شباط 1963 واعتقال الآلاف من أعضاء الحزب الشيوعي العراقي وقتلهم في أقبية التعذيب والسجون بادرت مجموعة من الشيوعيين وأصدقائهم إلى تشكيل منظمة تضم مدنيين وعسكريين من مختلف المستويات وكان هدفها رد الاعتبار إلى الحزب والعمل على الاستيلاء على السلطة، لهذا عملوا على الاتصال بالمنقطعين عن التنظيم الحزبي والإعداد إلى عمل مباغت وجريء. واتخذت هذه الحركة اسم حركة (حسن سريع) فيما بعد.
في يوم 3 تموز 1963 سيطرت هذه المجموعة على مشاجب السلاح والحراسة في معسكر الرشيد واحتلت مطار الرشيد، ولكن بسبب مقاومة حرس السجن عجزوا عن احتلاله وتحرير الضباط الشيوعيين منه. وقد قمعت الحركة وأعتقل قائدها نائب العريف حسن سريع وأعدم بعد صموده البطولي، وفي بيان للحزب في تقييم هذه الحركة (عجز أعنف موجة ارهابية على قتل الروح الثورية للشعب العراقي.). لقد أثبت الجنود وضباط الصف قدرتهم على رسم الخطط الثورية، فقد جاء في التقرير الذي قدمه أحد قادتها للحزب الشيوعي (... كانت الخطة تعتمد على التحرك الشامل لجميع المعسكرات واحتلال محطة الاذاعة من أجل دعوة الجماهير لإسناد الانتفاضة واذاعة البيان الأول للثورة وأسماء الوزراء الذين يشكلون الحكومة الثورية. اختير معسكر الرشيد للبدء بالانتفاضة وكون نائب العريف حسن سريع أحد قادة الانتفاضة، كان يعمل قائد وحدة عسكرية في المعسكر نفسه ولوجود عدد كبير من القادة العسكريين والفنيين والطيارين الشيوعيين والثوريين في سجن رقم واحد (1) ويربو عددهم على (900) شخص فضلا عن وجود مطار الرشيد الذي يمكن استخدامه كقوة ضاربة واستخدام اجهزته الفنية للاتصال بالوحدات أثناء التنفيذ). وبعد فشل الانتفاضة قامت سلطة البعث يوم 7 تموز بترحيل هؤلاء الضباط الشيوعيين والقاسميين (520 سجينا سياسيا) إلى نقرة السلمان في قطار سمي يومها قطار الموت، حيث تم حشرهم وفي شهر تموز القائظ في قطار لنقل البضائع وبعربات حديدية مقفلة، ولولا اكتشاف سائق القطار لحمولته، والذي دفعه لزيادة سرعت القطار والوصول إلى مدينة السماوة بسلام وفتح أبواب العربات. فقد جاء الأهالي حاملين صفائح الماء البارد والملح وأخذوا برشه على المعتقلين، ولولا هذه المبادرة لهلك الكثير من هؤلاء السجناء، ومع هذا فقد أستشهد الرئيس الأول يحيى نادر ولهذا سميً بـ (قطار الموت).
كما تعرض الكثير من أعضاء القيادة وكوادر الحزب العسكرية والمدنية إلى السجن والاعتقال ومنهم من أستشهد تحت التعذيب وفي مقدمتهم اعضاء المكتب السياسي محمد صالح العبلي وجمال الحيدري والصحفي عبد الجبار وهبي وعشرات الكوادر.
لقد أثبتت التجربة أن أي عمل بدون التنظيم والتعبئة الجماهيرية لا يمكن أن ينجح، فعندما أتصل قادة الحركة (حسن سريع) بقيادة الحزب أي باللجنة المركزية للحزب لإخبارها بموعد تنفيذ الثورة، عارض الحزب ذلك (يجب الالتحاق بالتنظيم الحزبي والتوقف عن التنفيذ ... إن عملكم هذا يشكل خرقا للمبادئ ومنافيا للضبط الحزبي). وحتى عضو المكتب السياسي للحزب جمال الحيدري طلب منهم التريث وإعطاء فرصة للحزب لكي يعيد ترتيب أوضاعه.
وكان للحركة نواقص كثيرة كان بالإمكان تلافيها لو استفاد المنتفضون من خبرة الحزب وكوادره وضباطه، حيث كان هناك ضعف في الكفاءات العسكرية والتنظيمية، وتسرع في القيام بالعمل العسكري، هذا إضافة إلى قلة خبرة الجنود وضباط الصف، في هكذا عمل ثوري يحتاج له التحضير الجيد والتوقيت الدقيق.
تتميز حركة تموز (حسن سريع) كونها عملا جريئا قام به مجموعة من الجنود وضباط الصف وهم من الفقراء والمعدمين الذين لا يملكون أي شيئ سوى الإرادة والمعنويات العالية، وكانت حركتهم لرد الاعتبار للحزب الذي تأثر بشكل كبير في انقلاب 8 شباط بعد الاعتقالات والإعدامات لقيادة الحزب كوادره، حيث انشطرت التنظيمات الحزبية وانقطعت الخلايا واللجان عن بعضها البعض.
كانت للحركة صلات واسعة مع العديد من الخلايا الحزبية بعضها مقطوع عن التنظيم في بغداد والفرات الاوسط بين العسكرين والمدنيين، والأمر الآخر أن حركة حسن سريع بقيادتها (اللجنة الثورية) التي كانت أقنعت نفسها بأنها قيادة الحزب نفسه لأنها لم تحصل الموافقة من قيادة الحزب على هذه الحركة بعد الاتصال غير المباشر مع اللجنة الثورية (حبيب – سريع) (ويذكر أن موعدا مباشرا كان قد تقرر بين محمد صالح العبلي وقيادة الحركة، لكنه أعتقل قبيل الموعد مع جمال الحيدري وعبد الجبار وهبي في دار والد الدكتور عطا الخطيب، وهكذا لم ينته شهر تموز الا وكان الطرفان (العبلي –الحيدري وتنظيم (حبيب – السريع) قد سحقا وأعدم أغلبيتهم. وقد قيم الكونفرنس الثالث للحزب المنعقد في 1967انتفاضة حسن سريع بانها: (جسدت ارادة وتصميم الشيوعيين العراقيين على أستلام السلطة في العراق).
وتعتبر هذه الانتفاضة أول عمل مسلح يقوم به الحزب بتنظيماته لاستلام السلطة. وبرغم ضعف الصلة والمخاوف من انكشافها فهي حركة مسلحة ذات مضامين شيوعية وديمقراطية وذلك من خلال تشكيل الحكومة التي اراد المنتفضون تشكيلها.
وعند البحث في أسباب فشل الانتفاضة فانه يمكن القول إن الظروف الذاتية والموضوعية لم تكن مهيئة للقيام بعمل من هذا النوع أطلاقاً، فالتنظيم مشتت وأغلب القيادات العسكرية من الضباط كانوا في السجن وكذلك القيادات المدنية بين الاعتقال والسجن والقتل والاعدام، ولم يعد التنظيم يمثل قوة ما قبل شباط 1963، وكان لبعض المنتفضين ضعف الثقة بانتصار الحركة وحالة من التردد، في حين أن قائد الحركة والبعض الآخر كانت لهم الثقة الكبيرة في أمكانية التغير والسيطرة على بعض المؤسسات العسكرية والمرافق الاخرى، وقد عبر قائد الحركة ومجموعته عن موقفهم في المحكمة .
والظروف الأخرى كانت صعبة ايضا، فحزب البعث المنبوذ (بحرسه القومي) سيطر بالقوة على كثير من مرافق الدولة من المخابرات وأجهزة الأمن والاستخبارات والجيش والطيران والقصر والاذاعة وغيرها. إضافة إلى دور المخابرات الأمريكية والبريطانية والعربية في المنطقة والتخوف من مجيئه الحزب الشيوعي للسلطة في العراق.
وكما هو معروف أن الانتفاضة هي شكل من أشكال النضال الأرقى، وللانتفاضة قوانينها ومنها:
1 - عدم التهاون بالانتفاضة وضرورة السير بها إلى النهاية.
2 - عندما تبدأ يبدأ معها الحزم والجرأة والهجوم، والاندفاع يعني موت الانتفاضة المسلحة.
3 - المفاجأة عنصر أساسي في الانتفاضة.
4 - الوقت المناسب والزمن المناسب والنجاحات المهمة والنوعية
وقد ذكر الاستراتيجي دانتون حول الانتفاضة المسلحة (الجرأة، الجرأة أيضا، الجرأة أبداً)، وهي عملية ثورية مستمرة.
يقول لينين في الانتفاضة (إن الانتفاضة فن وأن القاعدة الاقدام والشجاعة صفاتها) ويضيف في تحليله لتطبيق المنهج الماركسي، وفي تحليل الظرف الملموس، والواقع الثوري، يرى في هذا الجانب ضرورة الأخذ بتطور الاحداث السياسية والواقع العملي وتطور الظروف الموضوعية والذاتية وميزان القوى الاجتماعية المحركة للفعل الثوري ورد فعل السلطة. ولهذا كان ينبغي على المنتفضين أخذ هذه الشروط والقوانين بنظر الاعتبار.
ـــــــــــــــ
المصادر:
- عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي عزيز سباهي ج2 ص 574.
- نفس المصدر السابق.
- الثقافة الجديدة 144ص 122 عشرون عاما على انتفاضة معسكر الرشيد – سعاد خيري.
- من حوار المفاهيم إلى حوار الدم، الدكتور علي كريم سعيد ص 305
- جاء في بيان للحركة تشكيل الحكومة على الشكل التالي (رئيس الجمهورية كامل الجادرجي ورئيس الوزراء المقدم سليم الفخري ونائب رئيس الوزراء مصطفى البرزاني أما بقية الوزراء فهم أما ديمقراطيون من الحزب الوطني الديمقراطي أو من الحزب الديمقراطي الكردستاني أو من الحزب الشيوعي العراقي وكذلك من المستقلين ومن مختلف أطياف العراق وقومياتها بما فيها جلال الطالباني يكون وزيرا للإسكان ورحيم عجينه وزيرا للصحة ومحمد مهدي الجواهري وزيرا للثقافة ... الخ).
*كان لسائق القطار عبد عباس المفرجي دور كبير في انقاذ السجناء السياسيين من خلال سرعته في قيادة القطار والوصول إلى محطة السماوة.
***********************************************************
«حركة الشهيد حسن سريع» ما لها وما عليها
عباس حسن أبو وفاء
تمكن انقلابيو ٨ شباط الاسود 1963 من الانقضاض على ثوره ١٤ تموز 1958 الخالدة والبدء بحملة واسعة لاعتقال الشيوعيين والمواطنين بحيث امتلأت السجون والمعتقلات ومراكز الشرطة بمختلف شرائح المجتمع، وتم استخدام أساليب فاشية في التعذيب والترهيب والقتل وخصوصا بعد صدور قرار رقم ١٣ الذي اباح للحرس القومي وعصابات البعث بتصفية كل من يتصدى للانقلابيين، كل هذا أدى إلى التذمر ورفع مستوى معارضة الانقلابيين من قبل أبناء الشعب، وكان الجميع ينتظر ويأمل بالتغيير في حين تفككت تنظيمات الحزب نتيجة اعتقال أغلب قيادات الحزب واختفاء عدد آخر منهم في الداخل واللجوء لكوردستان، كما تم انهيار بعض الشيوعيين في تنظيمات بغداد والتعاون مع لجان التحقيق التي كان يرأسها ناظم كزار وفاضل جلعوط وخالد طبره وعلى رضا الباري والذين كانوا يجوبون الشوارع ومقاهي وأسواق بغداد للتعرف وإلقاء القبض على من يتعرفون عليه، في حين بدأ بعض الرفاق بالعمل لإعادة التنظيم من خلال الاتصال الفردي والعناصر الموثوق بها. وهكذا بدأ الرفيق حسن سريع مع الرفيق حبيب الخباز وآخرون للتخطيط للقيام بثوره للانقضاض على مجرمي البعث، وتم تحديد يوم ٥تموز ١٩٦٣ موعدا لانطلاقها وتم تكليف مجموعة للسيطرة على معسكر الرشيد وإطلاق سراح الرفاق العسكريين من سجن رقم ١ بغرض المساعدة في السيطرة على بغداد لأن أغلب المعتقلين من العسكريين، وتمت السيطرة على معسكر الرشيد الا أنه تعذر إطلاق سراح الرفاق من السجن بسبب مقاومة آمر السجن، وبذلك فشلت الصفحة الأولى، في حين تم اعتقال عدد من قياديي الحرس القومي ومسؤولين ووزراء من قبل الثوار، وخلال ساعة وصل عبد السلام عارف مع دبابتين إلى معسكر الرشيد مع مجموعة من الحرس القومي، وتوهم الثوار أنها جاءت لإسنادهم وبذلك تمت اعادة سيطرة الانقلابيين على مدخل معسكر الرشيد، فأجهضت الانتفاضة وتم اعتقال الثوار وجرت محاكمتهم والحكم عليهم بالإعدام وتم تنفيذ الحكم الجائر.
وهنا لابد من الإشارة إلى نقاط مهمه أدت إلى فشل الحركة:
١- غياب قياده الحزب للتخطيط والمشاركة في الانتفاضة.
٢- ضعف تهيئه قوى ساندة من الجماهير بسبب فقدان الثقة بين الرفاق وقيام المجرم ناظم كزار بتشكيل تنظيم وهمي للحزب بالتعاون مع الذين تخاذلوا وتعاونوا مع لجان التحقيق.
٣ - في بغداد أربع معسكرات (الرشيد-الوشاش-أبو غريب -التاجي) تم الانطلاق من معسكر الرشيد وتم تنفيذ الواجب وحسب معلوماتي تم تكليف الرفيق (لازم سدخان) للسيطرة على معسكر الوشاش (منتزه الزوراء حاليا) والتحرك بدبابة وسيارة عسكرية إلى الإذاعة في الصالحية للسيطرة عليها وإذاعة بيان مع إعلان بيان منع التجوال ولغرض نجاح هذه المهمة تم تواجد عدد من الرفاق في مقهى الكريمات لمساندة الثوار حال وصول الدبابة من معسكر الوشاش.
وقد تواجد في المقهى بحدود ١٥ رفيقا وتمت تهيئة خمسين قطعة قماش حمراء لربطها على أذرع الرفاق المساندين مكتوب عليها (م. ش) إلا أن الوقت كان يمر بدون آن تباشر مجموعه معسكر الوشاش مهمتها، وبحدود الساعة ١١ بدأت قوات كبيرة من الحرس القومي تطوق الإذاعة وحي الشاكرية مما اضطرنا للانسحاب والاختفاء عن عيون البعثيين والحرس القومي.
ومن خلال معلوماتي التي حصلت عليها خلال فتره اعتقالي أن سبب فشل الحركة.
١- التخطيط والتنفيذ كان بدون علم قيادة الحزب في حينه للأسباب المذكورة أعلاه.
٢- موعد الحركة كان يوم ٥ تموز الا انه تم تقديم الموعد إلى يوم ٣ تموز وذلك لحصول بعض المعلومات غير المؤكدة الى اللجنة التحقيقية بواسطة أحد الذين تعاونوا معهم وهو (عباس الخفاجي) مدير مدرسة المهدية وعضو لجنة بغداد في حينها.
٣- الرفاق الذين قاموا بالتخطيط لم يعتمدوا ويأخذوا بنظر الاعتبار نظرية الاحتمالات ولو فكروا بذلك لتم تعديل الخطة في حال فشلهم في إطلاق سراح سجناء معسكر الرشيد وكذلك بالنسبة لعدم تمكنهم من السيطرة على الإذاعة من قبل رفاق معسكر الوشاش.
وهنالك ملاحظة لابد من ذكرها أن المكلف بالتحرك في معسكر الوشاش (لازم سدخان) لم يذكر اسمه او يتعرف عليه أحد من المشاركين في الانتفاضة رغم مرور هذه السنوات في كل الجلسات والندوات التي عقدت للحديث عن انتفاضه ٣ تموز.
ستبقى انتفاضة ٣ تموز (حركة حسن سريع) صفحة خالده من صفحات تاريخ حزبنا وشعبنا العظيم.
المجد والخلود للشهيد حسن سريع ورفاقه الابطال.
**********************************************************
الشهيد حسن سريع
جاسم هداد
تمر هذه الأيام الذكرى الخالدة لانتفاضة معسكر الرشيد في الثالث من تموز 1963، والتي خطط لها ونفذها وقادها الشهيد البطل نائب العريف حسن سريع، ومجموعة من رفاقه العسكريين والمدنيين ضد قادة انقلاب شباط الأسود الفاشي.
ولد الشهيد حسن سريع (الاسم الصحيح له: حسن سلمان محسن الزيرجاوي، ولقب بـ (حسن سريع) لامتلاكه قدرة كبيرة على المشي السريع). في مدينة السماوة عام 1937، في عائلة فلاحية وترعرع في كوخ من القصب. أبعد ابوه وكل العائلة (بقرار اقطاعي) الى مدينة شثاثة (عين التمر) في كربلاء، أكمل دراسته الابتدائية، وبسبب ظروف عائلته الاقتصادية انتسب الى الجيش العراقي متطوعا في مدرسة قطع المعادن في معسكر الرشيد ببغداد، وصار نائب عريف ومعلما بنفس المدرسة، والتحق بإحدى المدارس المسائية لإكمال دراسته واقام في حي الشاكرية.
مدبر ومنفذ وقائد انتفاضة معسكر الرشيد في 3 تموز 1963. قام بتهيئة مكان اختباء المنفذين في وحدته، ثم أعتقل ضابط خفر المعسكر وقام بتوزيع السلاح على المنتفضين. أبت روحه النضالية وشرفه العسكري ان يخضعا لسيطرة القتلة انقلابي 8 شباط، فأعد وبالتعاون مع عدد من رفاقه خطة انتفاضة المعسكر. قبل مغادرته الاجتماع الأخير في الساعة الثانية عشرة والنصف ( ليلة تنفيذ الانتفاضة)، في ذلك الكوخ الصغير في منطقة ( كمب ساره) الذي أحتضنه ورفاقه الثوار، أقسم الشهيد حسن سريع ( نقسم بتربة هذا الوطن ان نحرره من رجس المجرمين). قال عنه الفقيد نعيم الزهيري الذي شاركه زنزانته: كان حسن ذا شخصية فذة ، الكل يحترمه في وحدته العسكرية ويستمع اليه بتقدير حتى المراتب الذين هم أعلى منه رتبة، وقد تميز بقدرة فائقة على الحوار والإقناع، بعد اعتقاله وفي زنزانته تميز حسن سريع بضبط الأعصاب والهدوء، ولم يفقد ثقته بشعبه وحزبه. وكان يذود عن رفاقه امام المحكمة الصورية بقوله: أنا المسؤول الأول عن الحركة، وأتحمل كافة عواقبها، وقد أرغمت الآخرين على حمل السلاح، انهم أبرياء. في المحكمة العسكرية سأله رئيس المحكمة شاكر مدحت السعود: لماذا قمتم بهذه الحركة؟ أجاب البطل حسن: ردا على ظلمكم وثأرا لشهدائنا في انقلاب 8 شباط.
وسأله هل تريد أن تصبح رئيس للجمهورية وانت النائب عريف؟ اجابه: ما اردت ان أكون رئيسا للجمهورية أو ضابطا كبيرا في الجيش انما أردت ان أسقط حكومتكم!! ما اردت شيئا لنفسي. ما اردت غير تخليص العراق من زمرتكم، كنت اريد إطلاق سراح الضباط المعتقلين ظلما وأسلمهم المسؤولية، وسأله رئيس المحكمة أيضا: شلون شديتوا النجمات، شلون بكيفكم؟ فأجابه حسن: كيف صار عبد السلام عارف من عقيد الى مشير برمشة عين، ونحن شديناها مؤقته، فسأله السعود وماذا كنتم ستفعلون؟ أجاب حسن: نسلمها للحزب. وماذا بشأن الذين اعتقلتموهم؟ فأجاب: كنا سنحاكمهم. وقف برباطة جأش وشموخ شيوعي وهو يستمع الى حكم الإعدام الصادر بحقه من المحكمة العسكرية الصورية، وتم تنفيذ الحكم فيه في 31 تموز 1963، وعند تنفيذ الحكم به ترنم بصوت مسموع:
السجن لي مرتبة والقيد لي خلخال والمشنقة يا شعب مرجوحة الأبطال
واستشهد ابنا بارا لحزبه وشعبه العراقي. ترك وراءه زوجته وطفلة عمرها ستة أشهر.
المجد والخلود للبطل حسن سريع ورفاقه وستبقى انتفاضة معسكر الرشيد عنوانا وفنارا تنير الطريق للثائرين من اجل وطن حر وشعب سعيد.
*****************************************************
الصفحة التاسعة
فعاليات
طاولة «طريق الشعب» في السماوة السماوة ــ عبد الحسين ناصر السماوي
نظمت اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في السماوة، عصر أول أمس الثلاثاء، طاولة إعلامية في تقاطع السينما وسط المدينة.
ووزع كادر الطاولة على المواطنين نسخا من «طريق الشعب» ومن البيانات الأخيرة الصادرة عن الحزب، ومنها البيان الخاص بأزمة الكهرباء.
كما تبادل الكادر مع جمهور من المواطنين، الحديث حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والخدمية في البلد وموقف الحزب منها. وجرى الحديث أيضا عن مشكلة تردي الكهرباء، التي تواصل إرهاق المواطنين دون أن تضع الدولة حلولا ناجعة لها، رغم ما أنفقته من مليارات طائلة على هذا القطاع.
**********************************************************
شيوعيو ألقوش يستقبلون وفدا من الديمقراطي الكردستاني
ألقوش ــ طريق الشعب
استقبلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، صباح أول أمس الثلاثاء، وفدا من اللجنة المحلية للحزب الديمقراطي الكردستاني في الناحية، برئاسة السيد محمد سليم شرفاني.
وخلال اللقاء تبادل الجانبان الحديث حول الوضع العام في البلاد، وفي ألقوش بصورة خاصة، مشيرين إلى أهمية التعاون والعمل المشترك من أجل معالجة المشكلات التي تعانيها الناحية.
وكان في استقبال الوفد سكرتير المنظمة الرفيق عامل قودا وسكرتير رابطة الأنصار الشيوعيين في ألقوش سمير توماس والرفيق وديع دكالي.
*********************************************************************
شيوعيو النجف يستذكرون انتفاضة حسن سريع الباسلة
النجف ــ نعمة ياسين
نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، أمس الأربعاء، جلسة استذكار لانتفاضة حسن سريع الباسلة في مقر المحلية، حضرها عدد من الرفاق والأصدقاء.
أدار الجلسة الرفيق عليوي الميالي، وفتح باب الحوار، حيث تحدث في البداية الرفيق كريم بلال عن الانتفاضة وشجاعة من قام بها من رفاق الحزب، الذين يجمعهم الانتماء الطبقي.
وأشار إلى أن الانتفاضة كانت ستنجح لولا قلة الخبرة في التخطيط لمثل هذا العمل الكبير، وعدم وجود بدائل عن الخطوات التي لم تُنفذ، مثل تخاذل سائق الدبابة عن فتح باب السجن.
بعد ذلك، كانت هناك شهادات حية للانتفاضة من قبل الرفاق، عادل باقر الشام (أبو وليد)، ورزاق سبيس (أبو عادل) وعبد علي وهب (أبو شجن) ود. سوادي الفضلي، الذين تحدثوا عن ذكرياتهم في سجون نقرة السلمان وأبو غريب، ولقاءاتهم ببعض من شاركوا في الانتفاضة.
ثم تحدثت الرفيقة ملاذ الخطيب عن الانتفاضة، وذكرت بعض ذكريات والدها (أحمد صبحي الخطيب) الذي كان أحد سجناء السجن رقم 1 وأحد ركاب قطار الموت.
وختامًا، شكر الرفيق أحمد تويج، سكرتير اللجنة المحلية، الحاضرين وذكرهم بالتحدي الكبير في الاحتفال بثورة 14 تموز، التي تحاول الرجعية طمس تاريخها.
***************************************************************
طاولة «طريق الشعب» في السماوة السماوة ــ عبد الحسين ناصر السماوي
نظمت اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في السماوة، عصر أول أمس الثلاثاء، طاولة إعلامية في تقاطع السينما وسط المدينة.
ووزع كادر الطاولة على المواطنين نسخا من «طريق الشعب» ومن البيانات الأخيرة الصادرة عن الحزب، ومنها البيان الخاص بأزمة الكهرباء.
كما تبادل الكادر مع جمهور من المواطنين، الحديث حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والخدمية في البلد وموقف الحزب منها. وجرى الحديث أيضا عن مشكلة تردي الكهرباء، التي تواصل إرهاق المواطنين دون أن تضع الدولة حلولا ناجعة لها، رغم ما أنفقته من مليارات طائلة على هذا القطاع.
****************************************************************
الصفحة العاشرة
يمنى العيد لـ «المجلة»: لدينا رواية عربية لها قيمتها ونسيجها الخاص
لوركا سبيتي
يمنى العيد (حكمت الصباغ) روائية وناقدة وأستاذة جامعية لبنانية، أغنت المكتبة العربية بمؤلفات أدبية ونقدية، ونجحت في مسيرتها الغزيرة بالمؤلفات والكثيفة بالمعرفة أن تكون من المؤثرين الفاعلين في دراسة الأدب العربي. ما انتجته الدكتورة يمنى العيد يفصح عن وعي عال بمناهج النقد الحديثة، وحرص واضح على الجمع بين النظرية والتطبيق، رفيقة درب المثقفين الشيوعيين والماركسيين، من مهدي عامل وحسين مروة إلى الجزائري كاتب ياسين. عن تجربتها منذ الطفولة مرورا بالكتابة وركونا إلى الخيال، كان هذا الحوار.
-بعد تجربتك الممتدة في العمر كيف تنظرين الى الماضي، وهل الحاضر هو ما توقعته؟
*ربما في كلامك عن العمر، تبادرت إلى ذهني عبارة وضعتها عنوانا في القسم الثاني من السيرة الروائية “زمن المتاهة”، أي بمعنى أن الزمن هو كثافة لحظوية، والماضي بالنسبة الى هذه اللحظة هو مجرد ذاكرة وذكريات موجودة في ذهننا وفي مشاعرنا وفي لاوعينا وفي ما نكتب مدوناتنا، والمستقبل بالنسبة إليّ هو الحلم، المجهول، هو ما نصبو إليه، هو ما نتأمل فيه، هو ما نخافه، هو ما نتوقعه، هو مشاعر تربطنا بما نريد، بما نحلم، لكن ليس له وجود فعلي الا عندما يصبح الآن. في هذا المعنى قلت الزمن هو الآن وعبره سأشكل مدخلاً لأقول لك من أنا.
سؤال الهوية
-”من أنا؟”، هكذا تستهلين كتابك “أرق الروح”. هل توصلت إلى جواب؟
*عندما أفكر بعمق في “الأنا”، لا من موضع التعريف البيوغرافي أو السيرة الذاتية، أشعر أنني أنا أكثر من أنا وربما أقل من أنا. الأكثر هنا ليس بمعنى التضخيم بل التعدد والتناقض والاختلاف والتنوع. أنا كل زمني الذي عشته واختلفت فيه بين مرحلة وأخرى، كنت وصرت، وأطمح أن أصير. فأنا هذه الصياغة الدفينة في نفسي والتي أسعى انطلاقا منها ومن مجموعة التنوع الذي يشكل كيان الإنسان وحلمه وعلاقاته وحبه وكراهيته. نحن لا نتكرر، لا أشعر بأنني أتكرر، إنما أتجاوز، أصبح مختلفة، كائنا يحمل في داخله مكانا ويحلم بما سيأتي ليكون هو هذه اللحظة. الإنسان حالة من النمو والاختزان، من العطاء والتلقي، من التناغم والتناقض. يوجد دينامية داخلنا، تنمو بما نقرأ وبما نشاهد، بما نكتسب. مثلا أنا قبل أن أسافر وأحب وأتألم وأتامل وأكتب، ما صرته ليس ما كنته. في هذا المعنى، أحاول أن أفكر من أنا وربما لا ألقى الجواب النهائي.
-شخصياتك الكثيرة فيها شيء منك، هل ما زلت تتواصلين مع هذه الشخصيات؟
*عندما أنظر إلى المرآة وأقول لها من أنت؟ تجيبني: أنا التي دفنتني في الكتاب. أشعر أنها هنا وأنها لا تزال موجودة، لكنني أصبحت مختلفة، وهي كذلك، أنا التي كنتها قبل هي بداخلي وليست أنا، تصر وتحاورني من دون أن تحاسبني، والتي كتبتها لم تتصنم بل هي تكبر أيضا وتنضج فيها أفكارها. في دواخلنا حوارات لا نعيها دائما إلا إذا فكرنا فيها وأنصتنا اليها وتوقفنا عند ما تقول.
الحرب الأهلية
-في روايتك “زمن المتاهة”، سيرة روائية للحرب الأهلية، ونرى حياتك الشخصية أيضا، وتفاصيل حياة البلد بناسه ومقاهيه وحروبه، هل أردت ان يكون نصك شاهدا وذاكرة؟
*كتاب “زمن المتاهة” هو إحساس تام بالمأساة الوطنية، هو تصوير لمشاهد الحرب من عين مناضلة، عندما كان النضال على مستوى الكتابة والأغاني والشعر والحب والانفتاح على الآخر المختلف. الرواية شاهد على الحرب الأهلية وما أفرزته، وتأريخ لذاك الزمن. أروي سيرتي كتلميذة وأستاذة ومديرة ودكتورة انتمت إلى جيل لا خيارات له في بلاد لا تحدث فيها إلا الحروب التي تجسّدت بشتى الأشكال، يروي الكتاب مرحلة صعبة وقاسية في حياة المثقف الثوري الذي هو أنا ورفاقي، والصراع بين التحرر الوطني من العدو الإسرائيلي وبين التحرر الاجتماعي والاقتصادي والطبقي.
-ما الذي يدفعك إلى الكتابة؟
*أنا امرأة أرقة، بمعنى أن ما يتحرك في داخلي له معنى الأرق، وهو أرق روحي وليس ماديا، وأرقي لا يطمئنه الكلام، لذا من يتعرف اليّ يراني صامتة، لطالما ايقنت أن الكلام دون ما نريد أن نقول، وأن فيّ تجول عوالم لا تصفها العبارة. لهذا نكتب ونحاول أن نقول كل ما لدينا، وفي كل نص ننجزه نظن أننا فرغنا من المعاني وستخفت الأصوات، ولكن عبثا نحاول. فنحن في كل مرة نمتلئ من جديد. أترك للقارئ أن يشاركني توليد المعاني وبلورتها في النص، غالبا ما تكون كامنة ولكن ليست واضحة، وتحفيز خيال القارئ هو الهدف الرئيس بالنسبة إليّ.
المدينة الأولى
-أهديت سيرتك إلى “صيدا المدينة التي رأيت فيها النور”، ما الذي يخطر في بالك عن طفولتك؟
*ترعرعت في مدينة صيدا، ومن بعدها انتقلت إلى بيروت في مرحلة الجامعة والزواج، ولكني أجبرت على العودة إلى صيدا لأكون أستاذة في مدارسها، وقبلت بهذا. تلك مرحلة اتسمت بالتنوع والتغير، مرحلة انتقال من التقليد إلى الحداثة. ففي طفولتي كنت أنظر إلى المدينة الساحلية الصغيرة صيدا، كفتاة تجلس في الصمت ليست مرئية و لا حضور لها، لكن ذاكرتي كانت تسجل كل تفصيل. لا أنسى صورتي مريضة بالحمى، لا أنسى موت ابن عمي وابن خالتي، فالطب في تلك المرحلة لم يكن متطورا والمرضى يموتون دون معرفة السبب. وعلى الرغم من ذلك، كان الناس سعداء راضين بواقعهم وممتنين. كان هناك تجاور بين الناس، وكان المسيحي يجاور المسلم، لم يكن هناك كراهية، لم يكن هناك تعصب أو حقد، كأن نوعا من المصالحة الفطرية والمحبة الخالصة كانت تفرض سلطتها.
-ذكرت أنك عشت طفولة مكبلة تحت سقف التربية التقليدية، وعلاقتك بأهلك وخاصة بأبيك كانت معقدة وذلك واضح من خلال نص رثيت به والدك، هل هذا الواقع حملك على الكتابة؟
*نعم، كانت طفولة محرومة، كنت ممنوعة من أشياء أحبها، من ممارسة حريتي بشتى الأمور، من أن أكون منطلقة من دون روادع. تربية تقليدية رسخت بي، متوارثة من منطلق نيات حسنة، لكني كنت أشعر بضيق وبحرمان وبأفق مغلق أمامي وبحواجز تمنعني من الانطلاق. أنا لا أتهم أو أحاسب أو أدين أهلي لأنها تربية فئة اجتماعية سائدة.
بداية، لم تتح لي فرصة التعبير، لم يكن أحد في المنزل يحاورني، لم يقل لي أحد إنني أنثى ولم يسألني أحد عن مشاعري، فالجميع مشغول بقضايا المنزل. حتى في الثانوية لم تكن ثمة صفوف للبنات في صيدا. البنت تختم القرآن وتلزم البيت أو تتزوج. بعض البنات كنّ يدرسن سنوات عدة في مدرسة “المقاصد” الإسلامية والخيار الآخر كان متوافرا في “المدرسة الإنجيلية”، لكن كان من المستحيل أن أنتسب إلى مدرسة الكفار بحسب تعبير أهلي.
اكتشفت نفسي وحدي وكبرت في الصمت. ورثت عن أمي إرث الأخلاق والمشاعر، لم أشعر بالرجل الأب، تعرفت إلى الرجل بالزواج، وهذا ما ولد لديَّ عدم ثقة بالآخرين. لطالما عشت تغيرات داخلية، الأشياء العميقة كنت أبقيها غارقة في عمقها وربما تعتقت و خرجت الكتابات، لغتي قابلة للتأويل كدواخلي.
قتلة ومتعصبون
-انتسبت إلى الحزب الشيوعي وربطتك صداقة بمهدي عامل وحسين مروة وغيرهما من المفكرين اللبنانيين والعرب، من تتهمين بمقتلهما وكيف وجدت أداء الحزب الشيوعي خلال الحرب؟
*هناك تقديرات وتوقعات تبقى تهما ولم تثبت بقرائن، ولكن المؤكد أن المتعصبين دينيا آنذاك والذين لا يريديون للفكر الحر أن يحكم هم السبب بملاحقة وتهميش وقتل المثقفين الأحرار. حسين مروة، كان يزورنا دائما في بيتنا، مرة شهد بي شهادة جميلة “يمنى العيد تُغني الماركسية بالبنيوية”. كانت العلاقات الثقافية جميلة وحميمية وتحمل قضايا الحق والعدل والحرية. حزنت كثيرا عندما قتل، أما مهدي عامل (حسن حمدان) فقد دفع حياته ثمنا لآرائه وهو يواصل إزاحة اللثام عن جوهر الطائفية، بوصفها نزاعا سياسيا أصيلا ينتمي إلى النضال ضد الرأسمالية. كان هناك نوع من حلق الرؤوس ذات الفكر اليساري، فالمسيطر في تلك الفترة هو الذي قتلهما. انتسبت إلى الحزب الشيوعي ولكني كنت مهتمة بالأنشطة الثقافية اكثر منها بالسياسية، عارضت دخول الحزب في الحرب الأهلية.
-حتى في الكتابة والنقد، فعل القتل موجود ومباح كما هو في الحياة، وفعل الفشل أيضا، كيف ترين الأمر؟
* ترافق الرغبة في القتل، رغبة في الحياة، والرغبة في الحب رغبة في الغياب. فعل القتل في الحياة هو فعل عنف وأنا لا أبرره قطعا، ودائما أفكر أنه في لحظة القتل عند الإنسان لا يكون هو ذاته. واملي بإنسان صحيح وبحياة لا يبرر فيها القتل كان دائما يطلع من الوعي ويتكئ عليه. لن نبني أوطانا إلا عندما يكبر الوعي ويتعاظم ويتراكم، حينها تتغير شعوبنا وتتحرر من العقل العشائري والتعصب الديني، وسترتقي إلى التأويل الديني التي تقتضيه غالبا ظروف آنية وزمنية وتاريخية. على المستوى الشخصي لا أؤمن بالفشل، كل محاولة لخلق أي فعل جميل هو نجاح. الدليل أني لا ازال أكتب، اولد من جديد وتصدح صرخاتي في كل مرة أعرف أكثر وأكتب أكثر.
-بوصفك ناقدة في الأدب العربي، هل هناك نقد حقيقي في بلادنا أم أن كل المشهد عبارة عن مديح أو تجريح؟
*كنت أعلّم مادة النقد، نبدأ بكيف نقرأ النص، ونصير إلى كيف نفهمه، وبالتالي كيف نناقشه ونجيب عن الأسئلة المقترحة حوله، كنت أعلم تلامذتي كيفية اختيار زاوية الرؤية، التي تحتم علينا فهم الآخر ومناقشته بنقده، كما كنت أعلمهم عن السرد الروائي، وأصعب أداة فيه وهي الزمن، وما الماضي وما الحاضر. أنا لا أجامل، وقد كان لدي مشروع في النقد، ودائما أطرح سؤالا ما قيمة الرواية من حيث قدرتها على كتابة الحكاية التي ترويها والتي لها علاقة بنا وبمجتمعاتنا فنيا، لأن المستوى الفني الذي يتحقّق فيه العمل الروائي هو موجه الى مجموعة الناس، وفي هذا المعنى كنت أتأمل العلاقة بين الحكاية والروائيين الذين يبتدعون وسائل فنية لرواية الحكاية، أي العلاقة بين الواقع والشكل الفني، ونهوض الرواية العربية وتحررها من تقليد الرواية الغربية، وقد توصلت بأننا لدينا رواية عربية لها قيمتها ونسيجها وشكلها الخاص والمبهر في الكثير من التجارب.
-كيف ترين روائيات اليوم؟
*هناك حضور جميل ولافت للمرأة في العالم العربي على صعيد الكتابة، شعرا ورواية وقصة، والأسماء التي تثبت هذا كثيرة والتجارب متنوعة ومختلفة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجلة “المجلة” – 27 أيار 2024
*************************************************
هنري مور.. كيف رأى الجدار في الحروب؟
في نهاية الشهر الجاري، يصدر عن “منشورات بول هولبرتون” كتاب “هنري مور: ظلال على الحائط” لمجموعة من الباحثين ومؤرخي الفن، هم: بينيلوبي كيرتس، وألكسندرا غيرستين، وكيتي غوتاردو، وشارلوت دي ميل، ويتضمن قراءة جديدة لسلسلة “المأوى” الشهيرة للفنّان البريطاني (1898 – 1986).
السلسلة رُسمت بعد تدمير مرسم مور في بدايات الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ في رسم شخصيات تحتمي بالجدران من غارات القنابل، ليستحوذ الجدار بوصفه مساحة يلوذ بها البشر على انتباهه بطريقة جديدة تماماً، ويهيمن كمشهد وتكوين على رسوماته.
يُنشر الكتاب الذي يضم خمسين رسماً توضيحياً بالتزامن مع إقامة معرض يحمل العنوان ذاته، والذي انطلق في الثامن من الشهر الجاري في “غاليري رسوم غيلبرت وإلديكو بتلر” بالعاصمة البريطانية والذي يتواصل حتى الثاني والعشرين من أيلول المقبل.
تكشف رسومات الكتاب والمعرض مدى افتتان مور بالجدار الذي بات بكتلته وحجمه والطوب المبني منه مرجعية بصرية لمشاريعه النحتية في فترة ما بعد الحرب، وانبثقت الفكرة لديه في أثناء هجوم القوات الجوية الألمانية على لندن ما بين أيلول 1940 وأيار 1941، حيث لجأت حشود من الناس إلى محطات مترو الأنفاق هرباً من القصف الليلي.
وثّق الفنان هذه المشاهد في مئات الرسومات التي تُبرز أشخاصاً يقفون ملتصقين بالجدار أو يرتمون على الأرض ورؤوسهم عند أسفل الجدران، أو أناس ينامون و يستلقون على الفراش بالقرب من جدران الملاجئ التي اختبؤوا فيها، وتتنوع التقنيات والمواد المستخدمة بين أقلام الحبر والرصاص والطبشور الملون والشمع والألوان المائية وغيرها.
ركز هنري مور على الدراما الإنسانية للغرباء الذين أجبروا على التجمع في مكان معاً، ثم بدأ بتطوير المشهد عبر رسم المساحات الضيّقة والجدران المبنية من الطوب في رسومات تخطيطية ظهرت لاحقاً في أعماله التي نفذها بعد انتهاء الحرب، ومنها نقش جداري على مبنى في روتردام، وكذلك في منحوتة برونزية صغيرة لشخصية جالسة أمام جدار، وُضع في مقدمة مقر اليونسكو بباريس.
المعرض والكتاب يضيئان ثيمة لم تدرس في تجربة الفنان من قبل، إذ انتقل في رسومات ومنحوتات نفذها نهاية الأربعينيات، وفي الخمسينيات، إلى تصوير شخصيات تنتمي إلى فترات زمنية مختلفة ومنها هناك امرأة ترتدي قبعة وتريح رأسها بضجر على الحائط؛ لكن لباسها أقرب إلى أزياء القرن الخامس عشر، مع تعابير وجهها البائسة بجانب جدار دمرت أجزاء منه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“العربي الجديد” – 17 حزيران 2024
************************************************
دراسة: ليس البشر فقط... النباتات تمتلك «ذكاءً خاصاً» ولديها مهارات لحل المشكلات!
أظهرت دراسة جديدة، أن النباتات مثل “عصا الذهب” (Goldenrods)، “ذكية بما يكفي” لاكتشاف النباتات الأخرى القريبة دون الاتصال بها على الإطلاق، والتكيف مع المواقف المهددة، مثل أكل الحيوانات العاشبة لها.
ويُعرّف العديد من العلماء الذكاء على أنه وجود جهاز عصبي مركزي، تقوم الإشارات الكهربائية من خلاله بتمرير الرسائل إلى أعصاب أخرى لمعالجة المعلومات. ورغم أن النباتات ليس لديها دماغ مثل البشر، لكنها تمتلك نظاما وعائياً، وهو عبارة عن شبكة من الخلايا التي تنقل الماء والمعادن والمواد المغذية لمساعدتها في النمو.
وفي هذا السياق، يدعو العلماء إلى إعادة تعريف الذكاء ليشمل حل المشكلات كعلامة.
النباتات تُصدر “أصوات استغاثة عالية”
صرح أندريه كيسلر، أستاذ علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة كورنيل: “هناك أكثر من 70 تعريفاً منشوراً للذكاء، وليس هناك اتفاق على ماهيته، حتى في مجال معين”.
وقد وجدت الدراسات السابقة، أن النباتات تصدر أصوات استغاثة عالية التردد عندما تتعرض لضغوط بيئية، مثل تلف أوراقها وسيقانها.
ورجح العلماء أيضاً، أن النباتات قد تكون قادرة على العد واتخاذ القرارات والتعرف على أقاربها وحتى تذكّر الأحداث.
دراسة “عصا الذهب”
جاء الاكتشاف الأخير من دراسة “عصا الذهب”، وهي زهور موجودة في جميع أنحاء أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا، حيث لاحظ الفريق كيفية استجابتها عندما تأكلها الخنافس، إذ تفرز مادة كيميائية تخبر الحشرة أنها تالفة وأنها مصدر فقير للغذاء.
وتمكن العلماء بعد ذلك من اكتشاف المركبات العضوية المتطايرة (VOC) بواسطة “عصا الذهب” القريبة التي أنتجت آلية الدفاع عن نفسها لتجنب التعرض للأكل.
وأوضح كيسلر: “هذا يناسب تعريفنا للذكاء. اعتماداً على المعلومات التي تتلقّاها من البيئة، تغير النباتات سلوكها القياسي”.
اكتشاف الضوء
وفي هذا الإطار، أجرى الفريق تجارب في عام 2021 أظهرت أن بإمكان “عصا الذهب” أيضا اكتشاف نسب أعلى من الضوء الأحمر البعيد، أو ضوء النهار، المنعكس عن أوراق النباتات المجاورة.
وعندما تشعر النباتات المجاورة بأن نباتات قريبة من “عصا الذهب” يتم أكلها، فإنها تتكيف من خلال النمو بشكل أسرع وإطلاق المزيد من المواد الكيميائية الدفاعية، وعندما لا يكون هناك جيران قريبون لتحذيرها من تهديد محتمل، لا تنخرط النباتات في نمو متسارع، وتكون الاستجابة الكيميائية التي ترسلها مختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، تكتشف “عصا الذهب” المواد الكيميائية المنبعثة من الآفة وتستخدمها كإشارات للتهديد الذي قد يهاجمها.
وأظهرت دراسات أجراها باحثون آخرون، أن كل خلية نباتية لديها إدراك واسع الطيف للضوء وجزيئات حسية للكشف عن مركبات متطايرة محددة جداً قادمة من النباتات المجاورة.
واعتبر كيسلر، أن تطبيق مفهوم الذكاء على النباتات يمكن أن يلهم فرضيات جديدة حول آليات ووظائف التواصل الكيميائي النباتي، بينما يغير أيضاً تفكير الناس حول ما يعنيه الذكاء حقاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“النهار العربي” – 19 حزيران 2024
**************************************************
الصفحة الحادية عشر
د. عماد عبد السلام.. وداعاً
ودعت الأوساط الثقافية العراقية مؤخراً، المؤرخ المعروف د. عماد عبد السلام. وقد عرف عنه توثيقه لعشرات الكتب التاريخية، الى جانب كتبه التاريخية الغنية بالمعلومات الموثقة.
وكان قد اشرف على العديد من رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه.. كما عمل في لجان فحص وتقييم البرامج والأفلام التاريخية والمعرفية.
وكان صاحب ذهنية منفتحة على التيارات الفكرية والابداعية والتنويرية..
لروحه السلام والطمأنينة.
***************************************************
محور
“شكلت ثورة 14 تموز 1958 تحولاً اساسياً في تاريخ العراق، وباتت عيداً وطنياً للشعب العراقي. الآن.. يجري تغييب هذا العيد الحي في ذاكرة العراقيين! ان هذه الثورة العظيمة ستظل راسخة في مسيرة شعبنا، لذلك آثرنا ان نقدم هذا المحور في الصفحة الثقافية، وسننشر ما يردنا تباعاً”
المحرر الثقافي
***********************************************************
ثورة 14 تموز 1958 عبد الكريم قاسم استمد وجوده من الشعب وليس من السلطة
عباس عبد جاسم*
لعل أكثر الثورات في العالم الثالث إشكالية من حيث الالتباس السياسي والاجتماعي – ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958.
انها ثورة في التغيير المتدرّج للبنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فما تعليل التغيير الذي بدأ الاطاحة بالبنى الفوقية قبل تغيير البنى التحتانية ؟
وبمعنى آخر: أكانت “ الفئات الفقيرة “مهيأة لقيادة هذا النوع من التغيير الدراماتيكي أم انها لا تمتلك أدوات التغيير، فقامت القوة المسلحة نيابة عنها بقيادة التغيير؟
ينبغي فك الإلتباس بين نهج الانقلاب وبين منهج الثورة على الاحتلال ، فإن كان تنظيم الضباط الأحرار من قام بالانقلاب ، فلماذا قام بتصفية الملك فيصل الثاني، وتعليل هذا السلوك الخشن في تاريخ العراق السياسي؟
لقد كان الانقلاب نقيض الثورة ومحتواها الاجتماعي في التغيير، فقد فككت الثورة سلطة المشايخ ملاّكي الاراضي وتجارة المدن الكبيرة ، وانحازت الى العمال والشرائح الدنيا والوسطى ، وتحالفت مع الفلاحين والعمال والكادحين ، وهذا أول إصطفاف طبقي سياسي مع الشعب .
وعلى الرغم من تنازع المد القومي والمد اليساري على مبادئ الثورة ، فقد كانت الثورة أقرب الى الطبقات الشعبية المقهورة من التنظيمات والقوى السياسية ، مما أنجزت أهم المشاريع التنموية وقوانين الاصلاح الزراعي، والجمعيات الفلاحية والثقافية، وألغت أشكال الاستغلال الاقطاعي ، بما في ذلك قانون رقم 80 لعام 1961 لتحرير الاراضي العراقية من سيطرة الشركات النفطية العالمية ، وسنّت قوانين شركة النفط الوطنية وقانون الاحوال المدنية الشخصية ، واعلنت الخروج من حلف بغداد ، وانتهاج سياسة الحياد الايجابي والانحياز الى قوى التقدم ، وقد أنجزت هذه المشاريع والقوانين وغيرها في خمسة أعوام ، وتلك علامة فارقة في تاريخ الثورات في العالم الثالث .
وعلى الرغم من ان الخطأ الأكبر يكمن في ان عبد الكريم قاسم قد تمسّك بمبدأ “ الفردية” فيما القاعدة الشعبية العفوية غير مؤهلة لقيادة الثورة بالاتجاه الصحيح والواقعي .
وبذا كانت الثورة اكثر استجابة لاستراتيجية تغيير النظام بالقوة المسلحة ، وإلا ّ فما تعليل الانقلابات العسكرية المضادة للثورة من الداخل ؟
أذن إستخدام القوة المسلحة – كانت ضرورة حتمية، لأن النظام الملكي والقوى الرجعية المرتبطة به لا تسمح بأي شكل من أشكال التغير السياسي للواقع في العراق المحكوم بالاستعمار البريطاني .
وكان ينبغي أن تُعنى الصفحة الأولى من الثورة بـ “ تبديل رجال الحكم “ بالقوة المسلحة من خلال الانقلاب على الواقع الفاسد أصلا ً ، وآن تعنى الصفحة الثانية من الثورة بالانتقال من نظام ملكي منتدب الى نظام جمهوري حرّ ، وأن تقوم بتقويض نظام الاقطاع في ريف الكفاف ، والانحياز الايجابي الى قوى التقدم في الخارج .
وأن كان البعض يرى بأن ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ؛ لم تخرج عن إطار الانقلاب العسكري، فإن تاريخ العراق السياسي كلّه تاريخ مأساوي من أجل الوصول الى السلطة ، وغالبا ً ما يتعرّض الثوّار الى التعذيب حتى الموت في السجون أو يعدمون.
اما الثورات ومنها ثورة 14 تموز 1958، فإن “ بئر التآمر “، غالبا ً ما يطلع منه الخونة الذين يلعبون بمقدرات السرد الثوري أو بما يصطلح عليه بـ “ الثوري اللاثوري”.
لقد أراد عبد الكريم قاسم أن ينأى بالثورة خارج المزادات الحزبية والسياسية ، وخاصة بعد أن تقدّمت الثورة بخطى راسخة في طريق الانجازات الدالة ، كما قاوم قوى الرَّدة والانحراف وحده حتى النفس الأخير.
انتهج عبد الكريم قاسم – حكما ً فرديا ً ، ولكنه لم يكن حاكما ً دكتاتوريا ً ، لهذا إنماز عن القادة الذين حكموا العراق بانه أكثر وطنية وشعبية بين الجماهير ، وإلاّ فما تعليل شخصيته الكارزمية في المخيال الشعبي ؟
كما انه شخصية إشكالية إختلاقية مثيرة للجدل ، وخاصة في كيفية إدارة الثورة ، والكيفية في مواجهة القوى المضادة لها ، كما انه شعبي ولكنه غير شعوبي ، متوازن وسط مراكز قوى غير متوازنة ، يستمد حيواته المتجدّدة في الثورة من الشعب وليس من السلطة ، لهذا لم يمت في التاريخ .
اذن المنجزات التي حققتها الثورة – تفوق سنوات عمر الثورة الخمس ، لأنها تكشف عن تحولات نوعية مستوعبة لتناقضات الواقع العربي ومتقدِّمة عليها ، وأكثر استجابة لتحديات الاستعمار البريطاني في التمسّك بهويتها الوطنية والانفتاح على قضايا الأمة العربية ، ودعم حركات التحرّر في بلدان العالم الثالث.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*ناقد وقاص/ رئيس تحرير مجلة “الاديب الثقافية”.
**********************************************************
نقر النوارس
كرم الاعرجي
يرزح تحت قبعة صغيرة من امجاده، لم يكن ثرثاراً لكن عقله دائماً يثرثر، قلقا من مجهولية ما يُستل من حياته باحثا عن جوهر خساراته، يخبئ جبن حقيقته وهو ينظر نحو سرب مجند للهتاف، مستترا خلف الحشد المتهور، الحامل ليافطات لا ترسل الا الشتائم.. يخدشه شعور حاد بسبب هتاف الغائبين في اللحظة الصاخبة متفائلين بالقرار الذي لا ينفذ، الا على اساس هذه الصيحة ـ انسل خارج الضوء نحو صفناته الهادئة فاغراً فاهُ باللعنة على ما يحدث، انها خديعة اخرى.. طينتهُ المجبولة من الحياء تدهس روحه الاشف من رائحة الطيب، الشعور يتجه نحو مكامن تدفعه بتسلط في هاوية اللوم، كان منجذبا لحرائق الاكتشافات الروحية من اسرار باطنه المنحوت من الدهشة التي لا تستقر، شعور مجازي مخيف -الحياة بقعه سوداء من الموت- مدَّ يدهُ في جيب سترته القديمة، مخرجا علبة النشوق، يشمها بنفس عميق بحيث تغيب احداقه في غفوة سريعة ودامعة ترافقها عطسات متواتره تنتشله من وهم اللوم، الذي لا يزال يطارده منذ شبة فكره الملوث بقراءات ضلّلتهُ بفلسفاتها فآنبهر بالعماء -الحياة بقعة سوداء من الموت- لم تكن المسألة عميقة بقدر ما يتصور، طأطأ راسه ومضى يبحث عن حذاء قديم من (سوق البالة) كانت تستهويه الاحذية النسائية بجلدها الطري الاصفر الفاقع، نادراً ما يعثر على احجام كبيرة تناسب اقدامه التي اكلها زمن المشي الطويل فوق اعتق جسر يفصل ضفتي النهر، هذا بالاضافة الى نفسه اللوامة المعاتبة والمعاندة في تأنيب ضميره المتأرجح بين السلوك والوعي، لم يقل للحياة نعم هذا لانها جزء منسحق ينتظره الموت..ـ قلب الحذاء الاصفر الفاقع والمبطن بصوف الكنغر، ارسل ابتسامته لصاحب (البالة) كشر مستجيبا لدعوته المبتسمة قائلا هذا نسائي من النوع الجيد بـ(250ر1) دينار، كل تلك المعرفة حطمتها جملة شعرية والتي بالغ في ترديدها البائع المقهقه (لا يربطني في هذه الارض سوى الحذاء) عرفه منذ اعوام الدراسة الثانوية ايام كانت لثغه الادب المتأثرة تجوب السنة الطلبه، تبادل معه القبل بعناق حار حتى انهما كادا يختنقان بعبرتهما، كان صديقاً حميماً..ـ ـ اتذكر ـ نعم اتذكر ـ أتدري ان فلانه تزوجت ـ ومن تزوجت - انها زوجتي ـ جميل مع انها لم تكن راغبة بك ـ هذا هو النصيب..ـ ـ هنيئاً لك فأنها تستحقك ايها المثابر بالعمل الشريف - ماذا نفعل هذه هي الحياة، حكمت علينا بالركض خلف الرزق الحلال ـ امنياتي لك بالتوفيق ـ وانت ـ اكلت الشوارع اقدامي، وها انا ادور مكاني باحثا عن مبهم، - الم تتزوج ـ النصيب، مع ابتسامة خفيفة اظهرت له تجاعيد وجهه هذه التظاهرة ضد البطالة... ـ ضحك عميقاً وهو يلقي عليه تحية الرحيل، هزّ الصديق راسه مهموماً دون ابداء اي طرح مغري لهذا المستقبل الباهر.. المفاهيم نفسها الضيقة يحملها هذا الصديق، يتصور كما تصوره من قبل اصدقاء الشارع والمقهى وصاحب المنزل، راح يفتش بين الوجوه المكتظة في المكان عن ابتسامة حقيقية خارجة بلا تصنع، اشتعل شعوره وهو ينفض عن يده وسخ رماد سكارته التي بالغ في استنشاقها حدّ احتراق العقب، هذه العادة الازلية لا تفارقه منذ ربع قرن هدراً، تفرقت حشود المتظاهرين والابتسامة الخفية لم تظهر بعد على محيا احد من المارة، اختنق بالزحام الذي يشبه قطيعاً يخرج من زريبة، آخذا به الفيضان البشري نحو سوق (الصيرفة) حيث الغش والكساد، ودموع المساكين، استل من جيبه محفظته الاثرية التي ورثها عن جده يبحث في جيوبها المتعددة عن ريالات قد تبقت من رحلته الى الديار المقدسة، ربما كان احمقاً يجره الخيال نحو ابتكار حقائق جديده فيها تجاويد لمعناه بهذه الديمومة الفوضوية، ربما سيبدأ حياته، على نغمات هذه الوريقات او سيكشف لعبة السوق المتداول، او يلجأ الى مدارك حديثه فيها من الخبث الماكر ما يجعله يمسك بسحرية الحياة من ركنها المالي، (لم يكن لعلماء الاقتصاد بصمة بهذا السوق) حتى لو كان ـ ( ديكارت) حاضراً لبصق على نظريته وغاب في الابعاد، مازال يحاول ان يرى نفسه بوضوح، لكنه مشطور وفيه من الازدواجية ما يشبه بطولة (بودلير) بازهاره، هذه الشرور الغامضة في الجسد البشري من يستطيع ان ينتزعها في خضم هذا الاضطراب النفسي القمئ والمرعب،ـ ليضج به المكان وضوحاً، عرفه كثيرون في ذلك السوق، حدَّد بصره باتجاه احدهم كان مبتسما احس بسمته كما حكة بلسم على جدار قلبه، (الخباز) الوسيم الملفوف من عسل الطين الابيض الذي يقف امام كوة النار- النار- المفتوحة على وجهه طوال الوقت وبعد كل وهلة يفرك يديه بالماء البارد وانا ارتدي معطفي المزركش بلمعان النظرات من حدقات الطابور..ـ المسافة حكاية مأسورة بين نظرتين، تعارفا عن بعد، ثم حرك انامله المغسولة من ضياء ابيض.. لم يكن الخباز ملاكاً طينياً كما يفهمه الاخرون من خلال لغته التي سخرها للاصلاح، الجميع يراه مستبشرا برغم الالم، وبقدر هذا الوصف كانه يحسه آدمياً مجبول من طينه الطيب لذا اسرج كل مراسيمه الانيقة بالتحايا ليقترب منه ناسيا وريقات جده، تعانقا بحرارة الامتثال للماضي المقرون بدعابته للناس حين يصفهم بجملته الاثيرة على قلبه - نحن ارواح متطايرة ارتبطنا بالجسد وقعنا في فخ الحياة - تذكرها والدموع انهمرت بهدوء زهرة النرجس عندما يبللها الندى، خدشته اللحظة حين فاجأه بخدر الاحساس، انا مريض جداً واعيش الان في ازمة نفسية قاسية، ارجو ان تنظم حملة دعاء من كل من تحسه قريبا الى الله بأن يأخذ امانته ولاني اعرفك بأنك من ورثته اخترتك، ادعوه قد تخرق الاثير، ارجوك (افعلها وخلصني) والدموع تجرًف ما علق في لحيته، داست اصابعه منكبيه وابتسم مصبرا اياه بحكمة العارف، اخذهما صراخ المارة الخائفين من صوت الانفجار نحو الجسر القديم وهو ينتظر درة الحكمة ان تخرج من فاه الصغير المرسوم على محيا ابيض كورده الشقيق وسط خضرة الربيع..ـ اللعنة على الحرب..ـ .. افترقا وبعد منتصف الجسر اخذ يردد هامساً في اذن الهواء- نحن ارواح متطايرة ارتبطنا بالجسد وقعنا في فخ الحياة ثم نثر وريقات جده في فضاء الجسر، اراد ان يصنع له مجداً، قفز محدثا من خلفه ضجة والموج يفور طينا حتى غاب مع الغياب، وبدأت تتجمع حوله النوارس تنقر من راسه..ـ ايقظه من نومه عراك ونقر العصافير المفروشة اجنحتها على زجاج النافذة، والعرق المالح يبلل فراشه، هز راسه بصبر، تمنى وجود ابن سيرين في تلك اللحظة، قرأ المعوذتين ونهض منشرحاً مستبشرا ومبتهجا بالحياة وسار في شوارع المدينة حاملاً (يافطة) البطالة ومن خلفه الطابور.
*******************************************************
قصائد نثر
عبد العظيم فنجان
استنارة
استنرتُ برؤيتكِ تخرجين من العطر إلى الوردة ، من يأس الحب إلى الحب ، منتشية بالوهم أو بالحلم ، انتشاء العشب بسقوط المطر، تحملين الصباح على كتفيكِ ، كما لو كان طفل ، ومن ابتسامتكِ تشرق شمس الشبابيك ، والنهار والحدس !
رؤيتك كانت لحظة عابرة ،
لكن ما بقي ، بعد انفجار رؤيتكِ ، هو الزمن ، وهو الأبد !
اسطورة الجندي والمرأة العارية
جنودٌ هاربونَ من جميع الحروب شاهدوكِ تسبحين عاريةً ، ولمّا شعرتِ أنهم ينظرون إليكِ نظرةَ الرجاء الأخير ابتسمتِ ، وغطستِ عميقا في النهر ، النهر الموجود في كل بلاد ، المرسوم في خواطر كلّ فنان ..
آه ، خلع الجنودُ ملابسَهم ، وتركوا خُوَذَهم مُعلّقةً على أغصان الأشجار، ثم هبطوا أملا في اصطيادِ وجهكِ على صفحةِ النهر، لكنهم عادوا مغسولين بالدموع ، فارتدوا ملابسَهم ، خوذهم وغادروا .
هناك ملابسُ مُهملةٌ تحت شجرة ، وخوذةٌ وحيدةٌ بقيتْ وحدَها، مُعلّقةً على غصن ، من جوفها، كلّ صباح ، تنبثقُ وردة ،وتسقطُ على الملابس في الغروب .
خوذة الغريق الذي وجدكِ !
حسرات ونجوم
أتذكرُ تلك الليلة ، في الحانة ، عندما احتدم النقاش حول المرأة ، التي خرجتْ من احدى الاغاني ، ومشتْ بثياب النوم ، في الأزقة ، تحرسها الموسيقى ، يغسلها البرقُ ويؤنسها المطرُ . كان الحوار هادئا في البداية ، لكنه تحوّل إلى صراخٍ في ما بعد ، لأن أجراس خطواتها اخترقتْ دوي الحرب ، وتحوّلُ القبو ، الذي كنا نسكرُ فيه ، إلى مدينة متوّجة بالنور وبالحمائم ، لكننا لم نتوقف عن النقاش ، ذلك النقاش اليائس ، الذي يطحنُ القلبَ ، بين جنديين هاربين من ثكنة .
كنتُ مصرا على أن المرأة تمثل الحرية في شعلتها ، فيما صاحبي كان يرى أنها امرأة عادية ، امرأة هاربة من القصف ، وليست ملاكا ، بل ربما كانت عاهرة . هذا بالضبط ما جعلني أرفع قبضتي وألكمه ، لكنه لم يأت بحركة ، بل فتح ذراعيه ، فجأة ، وقام واقفا ، إذ ظهرتْ المرأة ، لا أعرف من أين ، بكامل جمالها ، وتجاوزتنا ، مضيئة ، بين الطاولات ، حتى اختفتْ في ظلام الحانة ، مثل نيزك يجرّ وراءه مجرةَ من الحسرات والنجوم ..
عاشق من ذلك الزمان
حبه السري فاض عن السر فصار شائعا ، مما الجأه إلى ابتكار عدة اسماء ، يعرف الجميع أنها أنتِ .
كانت حياته مغلّفة بالحنين ،
وكان حنينه يزداد كلما أصرّ على تفاديه ..
ذات ليلة ، وقد طوّحه الهيام والسكر ، اعتلى سطح المنضدة ، في الحانة ، ليلقي خطبة عن الألم والحب ، فتلعثم ولم ينطق ، لكن الجميع شاهد طيفكِ يحوم حول رأسه ..
**********************************************************
الصفحة الثانية عشر
جلسة حوارية عقدتها «مسارات» «عشر سنوات على مواجهة خطابات الكراهية في العراق»
متابعة – طريق الشعب
عقدت “مؤسسة مسارات” للتنمية الثقافية والإعلامية في بغداد، أخيرا، جلسة حوارية بعنوان “عشر سنوات على مواجهة خطابات الكراهية في العراق”، شارك فيها نحو 50 شخصية دينية وسياسية واجتماعية وأكاديمية.
وتأتي هذه الجلسة ضمن برنامج أطلقته “مسارات” قبل عشرة أعوام، لرصد خطابات الكراهية في العراق ومواجهتها.
وناقش المساهمون في الجلسة التي افتتحها بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم لويس ساكو، بيانات حول مستويات خطابات الكراهية التي رصدها “المركز الوطني لرصد ومواجهة خطابات الكراهية في العراق” عام 2023. وقد شهدت الجلسة مداخلات مثلت رؤى طوائف وأديان مختلفة حول خطاب الكراهية. حيث أوجز رئيس الطائفة المندائية في العراق الريش أمة ستار جبار الحلو، مخاطر تلك الخطابات، من حيث تهديد التماسك المجتمعي بالتفكك، والإضرار بالتعايش السلمي.
فيما أشار عضو الهيئة العليا للمجمع الفقهي العراقي الشيخ د. عبد الوهاب السامرائي، إلى خطورة تصاعد خطابات الكراهية المنظمة، وإلى غياب الرادع أو التنظيم القانوني الخاص بمواجهة هذا النوع من الخطابات.
إلى ذلك، طالب مدير “دار العلم للإمام الخوئي” في النجف، السيد زيد بحر العلوم، بالعمل على إيجاد تعريف محدد وشامل وواضح لخطابات الكراهية، يتسنى لجميع الناس فهمه، ما يتيح لهم إدراك مخاطر هذه الخطابات على حياة الإنسان، مهما كان دينه أو مذهبه أو قوميته.
كما دعا إلى العمل المشترك بين الجميع، من أجل مواجهة هذه الخطابات.
وساهم في الجلسة أيضا قانونيون وإعلاميون، طرحوا مقترحات ورؤى لتعزيز القدرات التشريعية والتنفيذية من أجل مواجهة خطابات الكراهية.
************************************************
رابطة الأنصار في هولندا تقيم تجمعاً عائلياً
أمستردام – طريق الشعب
على مدى ثلاثة أيام، بدءا من يوم 28حزيران الفائت، التم شمل أنصار شيوعيين عراقيين وعائلاتهم من هولندا وألمانيا والسويد، في أحد المجمعات السياحية الهولندية، كتقليد سنوي دأب فرع رابطة الأنصار في هولندا على تنظيمه.
وفي اليوم الأول جلس الجميع حول مأدبة عشاء، تخللتها أحاديث عن ذكريات العمل الأنصاري. بينما أقيمت في اليوم الثاني احتفالية بذكرى ثورة 14 تموز المجيدة وبمكانتها المتأصلة في ضمير الشعب العراقي، ردا على تجاهل البرلمان هذا الحدث الوطني المهم بعدم إدراجه في قانون العطل الرسمية الذي صوّت عليه أخيرا.
وتخللت الاحتفالية ندوة حول ذكرى الثورة، تحدث فيها النصير علي بداي (أبو وليد) عن الاستقبال الشعبي للثورة لحظة اندلاعها ومساندته إياها ودفاعه عنها. فيما قرأ النصير علي محمد (ابو سعد إعلام)، مقطعا من رواية له ستصدر لاحقا، يتحدث عن تكالب قوى الردة في انقلاب 8 شباط 1963، والأوضاع التي شهدتها مدينته العمارة في تلك الفترة.
وختم النصير القادم من السويد حميد مطلب (أبو نغم)، الاحتفالية بقراءة مقاطع من أشعاره يتناول فيها مأثرة 14 تموز.
وخلال الاحتفالية عرضت لوحتان فنيتان تجسدان شعار الجمهورية وجزءا من نصب الحرية، قام بتنفيذهما بنات وأولاد من عائلات الأنصار، بإشراف النصير الفنان سمير جاسم (وسام سكيري).
بعدها تم منح وسام النصير الشيوعي لنصيرة وعدد من الأنصار الحاضرين، عرفانا لمساهمتهم في الحركة الانصارية، وتنفيذا لقرار اللجنة التنفيذية للرابطة بمنح الوسام لكافة النصيرات والانصار.
وبعد العشاء التأم الجمع مجددا ليستمع إلى وصلات موسيقية - غنائية أدتها فرقة فنية قادمة من ألمانيا، وانتقل صداها إلى بعض الهولنديين والألمان المتواجدين في المجمع، ما دعاهم إلى الانضمام للجمع.
وفي مساء اليوم الثالث والأخير، وبعد جولات نهارية فردية نظمتها العائلات، التم الجميع حول مائدة عشاء. وبعدها جرت تهنئة النصير هشام خلف (علاء الطريق) بعيد ميلاده الذي يصادف الأول من تموز، وكذلك بتقاعده. وقد وزعت عائلته في هذه المناسبة الحلوى على الجميع.
هذا وشكرت الرابطة جميع المساهمين في إنجاح الفعالية، ومنهم النصير آري الذي تبنى إتمام إجراءات حجز المجمّع، والنصير أبو سامر الذي وثق اللقاء بالتصوير.
****************************************************
على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي.. اتحاد الأدباء العراقيين يحتفي بتجارب سردية
متابعة – طريق الشعب
أقامت أمانة العلاقات الدولية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، الاثنين الماضي، جلسة ثقافية بعنوان “تجارب سردية”، احتفت فيها بالقاصة فرح تركي والشاعر والقاص علي الحديثي والروائية سارة الصراف والقاص ثائر إبراهيم.
الجلسة التي حضرها جمهور من الأدباء والمثقفين، أدارها الروائي والإعلامي خالد الوادي، الذي قدم السير الذاتية والإبداعية للمحتفى بهم.
وكان أول المتحدثين في الجلسة القاص الحديثي، الذي قال أن “الكتابة رغبة تتحرك فينا، ونحن لا نذهب إليها بقدر كونها شيئا يتململ في داخلنا”. فيما رأى أن كل الأدباء في العالم دخلوا إلى الوسط الأدبي عن طريق الشعر، ثم كتبوا الرواية أو القصة وغيرها من الأجناس الأدبية.
بعدها قرأ مختارات من نصوصه القصصية.
أما الروائية سارة الصراف، فقد تحدثت عن روايتها الصادرة حديثها “سمعت كل شيء”، مبينة انها استلهمتها من أحاديث جدتها التي كانت كثيرا ما تزور بيوتات المحلة.
وأضافت ان الرواية تتحدث عن واقع المجتمع العراقي في ثمانينيات القرن الماضي. وتلقي الضوء على الحرب والعلاقات الاجتماعية في تلك الفترة، لافتة إلى ان روايتها ليست وثائقية “فالروائي غير مطالب بأن يكون مؤرخا. لأن السرد أوسع من أن يحبس الإنسان نفسه في حقل التوثيق”.
وبعد أن قرأت الصراف سطورا من روايتها، تحدث القاص ثائر إبراهيم عن بداياته الأدبية، موضحا أنه في البداية كتب الشعر، ثم نصحه أحد الكتاب بتركه والتوجه إلى القصة.
وتابع قوله ان العام 1989 شهد ولادة أولى قصصه، ثم توالت كتاباته القصصية بعد ذلك، مبينا أنه واصل الكتابة القصصية ولم يتجه إلى أجناس أدبية أخرى، كونه يؤمن بالتخصص.
آخر المتحدثين كانت القاصة فرح تركي، التي ألقت الضوء على مجموعتها النثرية “أغصان العنب”، مبينة ان إنجازها استغرق منها 10 أعوام. وبعد إصدار هذه المجموعة اتجهت إلى السرد فأصدرت مجموعة قصصية عنوانها “حب يزهر في عتمة الموت”.
وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الأدباء الحاضرين.
*********************************************************
في اليوم العالمي للموسيقى أوركسترا سريانية تعزف وتغني في أربيل
متابعة – طريق الشعب
في مناسبة اليوم العالمي للموسيقى 21 حزيران، احتضنت “قاعة بيشو” في أربيل، حفلا موسيقيا - غنائيا أحيته “أوركسترا كنارا” السريانية، وأقامته المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في وزارة الثقافة والشباب في كردستان. الحفل الذي حمل اسم الموسيقار السرياني الراحل نوري اسكندر، والذي حضره جمهور كبير من متذوقي الموسيقى والغناء، قدمت فيه الأوركسترا، بـ26 عازفا على مختلف الآلات، مقطوعات موسيقية منوعة وأغنيات باللغة السريانية.
وفي ختام الحفل، قدم وكيل الوزارة آريان صلاح الدين، مجسما على شكل قيثارة سومرية، إلى قائد الأوركسترا الأب دريد بربر.
********************************************
اما بعد.. هويتنا.. والعالم غير المحدود
منى سعيد
طالما شغلنا موضوع الهوية الوطنية وما نواجه من تحديات عميقة للإبقاء على بعض سماتها الايجابية، التي من شأنها الحفاظ على الموروث الثقافي والاجتماعي بما يميزنا عن باقي شعوب الأرض.
وأخيرا أثير الموضوع بطريقة علمية لافتة عبر محاضرة لمنبر ( حوارالتنوير) الرقمي، قدمها الدكتور سلام العبادي بعنوان” الهوية وصورة الآخر” وبمشاركة عدد كبير من الباحثين الاجتماعين ومن مختلف الاختصاصات الاخرى.
ولعل أبرز ما جاء في المحاضرة أن الهوية أصبحت ديناميّة غير مستقرة وتتغير زمانا ومكانا بفعل العولمة، وان ما بين التغيير والثبات تتشكل أزمة حادة بفعل أدوات التغيير الكثيرة والمتنوعة. فالتغيرات التقنية جعلت العالم أرضا وثقافة بلا حدود.
هذا المفهوم الحديث شكل واقعا جديدا ضرب كل شيء، بل وشكك حتى بانتماءاتنا!.. من جانب آخر طُرح السؤال التالي: ترى لماذا تقود بعض الهويات العالم دون غيرها، بعدما غيرت وجهات النظر حول الثوابت التي نؤمن بها؟!
هناك من يذكر أن العولمة كشفت عن “ وهم” الهوية، وهي غير موجودة أصلا، بل تشكلت اجتماعيا فقط.. مثلما لا وجود لمستوى ثقافي ثابت ، إنما هو متغير . ولذا لابد لنا من التفاعل مع المنجز الحضاري الجديد ولا سبيل غير ذلك.
من هنا فأن الثقافة ليست نشاطا فكريا حسب ، بل هي مجموعة نشاطات ثقافية اجتماعية وفردية، وأن الإنسانية لا بد من أن تحمل شيئا من الخصوصية ، أي ان هناك تداخلا حميما بين العالمي والخاص المحلي، وأن حصيلة العلم مصدرها الذاتي ، وهذه الحصيلة أفعال تكررها الجماعة.
كما يُطرح سؤال آخر حول إمكانية الوصول إلى ثقافة عالمية واحدة؟ والجواب هو أن الثقافة لا تُعولم بل هي مستمدة من الاقتصاد ، وإنها باقية طالما بقيت الفروق البشرية.
هناك من يدعي أن الطريق نحو الحداثة يمر عبر التخلي عن الهوية. وهذا وفق رأي “ الحداثيين”. في المقابل يدعي آخرون أن ما يحدث هو اختراق للبنية المحلية ويشكل تفاقما للغزو الثقافي، ومحوا للهوية القومية والدينية وفق نظرية المؤامرة ..
في العموم الهوية لا تعني الثقافة حسب، بل تخضع للشروط السياسية والجيوسياسية والاقتصادية، و ليست لها خصائص ثابتة بل متحولة ومتشظية ، وأن الإنسان ضائع اليوم بين وعي فردي ومنظومة فكرية من المفاهيم الجديدة التي ليس لها داعم تاريخي ، بل أن أكثر الهويات أصالة يجب أن تخضع لنوع من التحديث ، ولا توجد مناطق معزولة دون الأخرى. وقد تطلب هذا المفهوم إعادة إنتاج كم من الموروث الثقافي، مع التأكيد على الثقافة الفرعية عن الجماعية بعيدا عن الشعور الوطني كرد فعل مقابل. كما تراجعت المصلحة المشتركة أمام تنميط الاستهلاك، حتى أن بعض المجموعات أصبحت مرشحة للانسلاخ عن هويتها.
في العموم فأن الاعتراف بما يميزنا عن الآخر وبخصوصيتنا يؤدي للاعتراف بهويتنا لا محال، مع الاحتفاظ بنقد الذات والمراجعة الذاتية لمواطن الضعف فيها ، وأن المستقبل يحتم التحاور مع الأخر والانفتاح عليه والتكيف معه، وبهذا نتطور بصورة متوازية صحيحة.