الصفحة الأولى

كتب المحرر السياسي: في ضوء التقرير السياسي الصادر عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي (٢):

لا لتكميم الأفواه.. لا لتقزيم الديمقراطية

تتسع يوما بعد آخر مساعي التضييق على الحريات، وعلى حق التعبير عن الآراء والمواقف السياسية والفكرية وحق الاجتهاد، وغير ذلك مما قضى به الدستور، الى جانب ازدياد القيود على عمل منظمات المجتمع المدني وكيل الاتهامات لها. ويجري هذا وذاك وغيرهما باتخاذ إجراءات واعتماد توجهات تصادر الحياة الديمقراطية. اجراءات تفرضها جهات متعددة، حكومية وغير حكومية، مع محاولات تشريع قوانين تستند الى هيمنة كتل متنفذة في مجلس النواب.

وتؤشر التطورات ومجريات الاحداث، كذلك الإجراءات التنفيذية والتشريعية، وجود نهج يسعى إلى تقويض مساحات الحريات المدنية، وقضم ما هو محدود من هامش ديمقراطي في البلد، وفرض نمط تفكير اقصائي، وتنميط حياة المواطنين.

كل هذا وغيره ينم عن ضيق بالرأي الآخر المختلف، وعدم تقبل الانتقاد، وملاحقة العديد من الناشطين والمدونين، فيما التهم جاهزة استنادا لما تركه النظام المقبور، الذي فصّلها في زمنه على مقاساته، لخنق ايّ صوت لا يسبّح بحمده. والغريب ان حكام اليوم - معارضي ذلك النظام، يلجأون الى تلك الفبركات القانونية لتبرير اجراءاتهم المنافية لحقوق الانسان، ولما جاءت به مواد الدستور النافذ.

وتشهد الجامعات ملاحقةً لمواقف الأساتذة والطلبة، وفرضا لقيود ثقيلة على الرسائل والاطاريح، التي لا تمر اذا حملت ولو إشارة نقد خفيفة للمنظومة الحاكمة. وفي الوقت الذي تجري فيه متابعة منظمات طلابية معينة ويحظر نشاطها، يسمح لمجموعات طلابية أخرى واضحة في توجهها الذي يتوافق مع خيارات السلطة والمتنفذين. بل وتقدم لها المساعدات السخية، بجانب اقامة فعاليات لاحزاب نافذة في حرم الجامعة، فيما تزداد مساعي تأطير التعليم باتجاهات طائفية معينة.

من جانب اخر تتواصل محاولات الكتل البرلمانية المتنفذة لتمرير قوانين تصادر الحريات (قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي وقانون حق الحصول على المعلومة وقانون جرائم المعلوماتية)، كما جاءت في المادة ٣٨ من الدستور. كذلك اجراء تعديلات على النافذ منها، يعود بها سنوات الى الوراء، كما هو الحال مع التعديلات المراد فرضها على قانون الأحوال الشخصية لسنة ١٩٥٩. وهي تعديلات ذات نفس طائفي مقيت ومرفوض.

واخذت وزارات في الدولة تتفنن في تكميم الافواه، ومن ذلك اعمام وزارة التربية بمنع  منتسبيها من ابداء الرأي بالشان السياسي على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تراجعت عنه امام الرفض الواسع ضده. كذلك قرار وزارة التعليم العالي بمنع أي نشاط لمنظمات المجتمع المدني، دون الحصول على ترخيص من جهاز الاستخبارات.

وتزامنت تلك الممارسات الممنهجة مع أخرى تحاول النيل من كل الأصوات الناقدة للوضع العام، بحجة «التشويش على الاستقرار» و«الإضرار بسمعة الدولة» و«الحفاظ على تقاليد وعادات المجتمع» والتي يتم التعامل معها انتقائيا، وغير ذلك من المبررات التي تسوقها قوى السلطة ومسؤوليها.

ولم يكف هذا، بل عمدت السلطات إلى قمع الاحتجاجات في اكثر من مناسبة ومكان، الأمر الذي مرّ من دون عقاب لمن وجه القمع ونفذه، وأمام مرأى ومسمع أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس المحافظات والسلطة القضائية، الذين لم يحركوا ساكناً. وما زالت تُمارس عملية انتزاع التعهدات المشينة، وتقوم بها جهات وعناصر تحسب على الأجهزة الأمنية، كما حصل في كربلاء مؤخرا، وقبله في محافظات ومناطق أخرى. كما يحصل ان تُرفع دعاوى كيدية ضد بعض الصحافيين ومقدمي البرامج، وان يُمنع ناشطون من الظهور في وسائل الاعلام، وتُحجب مواقع الكترونية، ويحظر بعض البرامج السياسية وتجري ملاحقة مقدميها. هذا إضافة الى بروز ظاهرة شراء ذمم الكثير من المدونين، وشراء صفحات بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وتسخيرها لخدمة متنفذين في السلطة وخارجها.

وواضح  أن القوى والأحزاب القابضة على السلطة باتت تضيق أكثر بالنقد، وتحاول جاهدة منع عودة الحراك الى الشارع العراقي، عبر شراء الذمم تارة وبالتضييق والتهديد تارة أخرى، غير متورعة حتى عن استخدام العنف ضد الناشطين والمحتجين والمطالبين بحقوقهم، في مشهد يعيد الى الاذهان ما مارسته القوى المتنفذة من قمع وعنف وقتل عمد بحق المشاركين في انتفاضة تشرين ٢٠١٩، والتي تنصلت الحكومة عن تعهدها اواخر السنة الفائتة بكشف مرتكبي تلك الجرائم.

ان هذه الممارسات والانتهاكات الفظة لحريات وحقوق أساسية، تبيّن وجود محاولات ممنهجة لفرض هيمنة ثقافية معينة، ولإلغاءٍ فعلي للتعددية الفكرية والقومية والدينية والسياسية في مجتمعنا. كما تشير الى مدى الانحراف عن مسار بناء دولة ديمقراطية، يتمتع كافة أبنائها بالحقوق والحريات كاملة، وفقا لما ينص عليه الدستور، وتؤشر بإلحاح ضرورة العمل على مختلف المستويات، لوقف ما يجري وفرض احترام الدستور ومواده، والتوقف عن التعامل الانتقائي معها.

ان هذا العمل الكبير يتطلب توحيد جهود جميع القوى، أحزابا ومنظمات مجتمع مدني ونقابات واتحادات وشخصيات وطنية، من اجل وقف ما يجري من عبث، ولحماية الحقوق والحريات الديمقراطية كما نص عليها الدستور.

************************************************************

مطالبات بتنظيم عمل العمالة الأجنبية

بغداد – طريق الشعب

يسجل العراق تصاعدا ملحوظا في أعداد العمال الأجانب الوافدين، في الوقت الذي تتزايد فيه نسب البطالة بين أوساط الشباب والخريجين الذين يفترشون الأرض بحثا عن فرص العمل. وترتبط عملية استقطاب العمالة الاجنبية بأسباب عديدة، لكنها في المجمل تظهر عمليات استغلال واسعة واجورا ضئيلة وظروفا قاسية لأكثر من مليون عامل أجنبي.

ويدعو مختصون للتأكيد على أهمية تنظيم هذا الجانب، وفرض سياقات سليمة للحد من الاستغلال واستقطاب العمالة المطلوبة فعليا في السوق المحلية.

وتزايدت العمالة الأجنبية في السنوات الأخيرة داخل العراق، مسجلة أرقاما كبيرة لكن القسم الأعظم منها خارج اطار الاجازات والتراخيص الرسمية، ما يجعل من عملية الاستغلال سهلة جدا بالنسبة لأصحاب العمل.

ووفقا لأرقام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، يعمل في العراق حوالي مليون عامل أجنبي، لكن المسجلين منهم بأوراق رسمية يقدر عددهم بحوالي 71 ألف عامل فقط، يحولون أموالا إلى خارج البلاد بقيمة تقدر بحوالي 600 مليون دولار سنويا.

ويمارس العمال الأجانب في العراق مهناً متنوعة، فيما يرغب أصحاب المشاريع الخاصة في توظيفهم نظراً لاستعدادهم للعمل لساعات طويلة جدا مقابل أجور زهيدة. ويضطر بعض العمال الأجانب إلى المبيت في مكان العمل لتوفير تكلفة السكن، إضافة إلى ظروف أخرى صعبة ومرهقة تخلو من التعامل الإنساني أو الحفاظ على حقوق العمال بالشكل السليم.

وبحسب خبراء ومختصين، فإن أبرز المشاكل التي تواجه تنظيم العمالة الأجنبية وحمايتها تتعلق بعدم وجود بيانات رسمية ضمن هذا الميدان، إضافة إلى أن الجهات الحكومية لا تقوم بدورها المطلوب في تنظيم سوق العمل، ما يجعلها تخفق بالحفاظ على حقوق العمال.

*******************************************************

راصد الطريق.. .. وماذا عن عُقدتي كركوك وديالى؟

انقضت 8 أشهر على إعلان نتائج الانتخابات في المحافظتين، وما زالت الكتل السياسية الحاصلة على مقاعد في مجلسيهما عاجزة عن تشكيل الحكومتين المحليتين، في تجلٍّ واضح لفشل نهج المحاصصة في إيجاد حل للأزمات، حتى بين المتحاصصين أنفسهم.

وبجانب تأكيد عضو في مجلس النواب على وصول سعر منصب المحافظ في ديالى إلى 100 مليون دولار، تبقى الصراعات تعصف بالقوى السياسية المتنفذة في كركوك، ما حال دون التوصل إلى صيغة مناسبة لتشكيل الحكومة المحلية في المحافظة، رغم تدخل رئيس الحكومة بنفسه!

وجليّة هي الآثار السلبية لعدم تشكيل الحكومات المحلية، وانعكاساته على المواطنين، وارتداداته الأمنية والاجتماعية، وبضمنها الخروقات الأمنية خلال الفترة الماضية.

وهذا يؤشر فشل المتحاصصين أنفسهم في حل أزماتهم السياسية، حيث بات خرق الدستور والقانون عندهم أمراً اعتيادياً، ما دام الأمر يتعلق بحفظ مكتسباتهم.

هذا علما أن تشكيل الحكومات المحلية هو استحقاق قانوني، وفي المحافظتين يكتسب أهمية استثنائية.

أن تعنت الكتل المتنفذة يبيّن بشكل قاطع أن المناصب هنا تُجَيَّر وتُستغل لاكتناز الثروات وتنميتها، لصالح المتنفذين وأحزابهم ومجاميع السلاح .. وليذهب المواطن وأمنه واستقراره الى الجحيم!

*******************************************************

الصفحة الثانية

مركز: انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكاربون في العراق

زادت سبعة أضعاف بغداد ـ طريق الشعب

قال رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان فاضل الغراوي، أمس السبت، ان تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ارتفع من حوالي 278 جزءًا في المليون في العام 1750 بداية العصر الصناعي إلى 427 جزءًا في المليون في العام 2024.

وأضاف الغراوي في بيان ورد لـ”طريق الشعب”، ان العام 2021 سجل انبعاثات في تركيز ثاني أوكسيد الكربون في العراق بنسبة 177.8 مليون طن، في حين شهدت السنوات الثلاث الماضية لغاية 2024 تسجيل 27.1 مليون طن، اي ان انبعاثات الغاز زادت سبعة اضعاف وتزيد الآن سنويا بنسبة 4.88%.

وتابع، ان العراق يحل في المرتبة الخامسة في اكثر الدول تلوثا بانبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكاربون ومؤشرات الاحتباس الحراري، وتاتي بغداد في المرتبة الـ 13 لأكثر المدن تلوثاً بانبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكاربون، واربيل في المرتبة الـ 336.

ونبه الغراوي الى ان اهم مصادر لارتفاع انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون في العراق هي قطاعات النفط والكهرباء والنقل حيث تحتل الغازات المصاحبة لحقول النفط المرتبة الاولى بنسبة 450%.

وطالب الغراوي الحكومة ووزارتها المعنية باطلاق المبادرة الوطنية للغابات والزام المحافظات كافة بزراعة الطوق الأخضر ومصدات الرياح، كما دعا الى الاستثمار في المناطق الصحرواية وخصوصا المشاريع التي تساهم في تعزيز الغطاء الاخضر.

****************************************************

إزالة العشوائيات وتردي الكهرباء والخدمات يصعدان سخط المواطنين

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الفعاليات الاحتجاجية المطلبية في مناطق مختلفة من مدن البلاد، احتجاجا على تردي الخدمات وتراجع ساعات تجهيز الكهرباء وارتفاع أسعار الماء وإزالة منازل المتجاوزين دون توفير البدائل المناسبة. فيما توعد وكلاء الغاز بتنظيم إضراب شامل في عموم المحافظات، ابتداء من اليوم الأحد، مطالبين بإلغاء الضريبة المفروضة عليهم.

الكمالية تحتج

ونظم العشرات من أهالي منطقة الكمالية في العاصمة بغداد وقفة احتجاجية ضد تلكؤ مشروع الجسر في منطقتهم.

وذكر المتظاهرون في بيان ان “الوقفة امام مقر الشركة المنفذة للمشروع هي بوابة لتكوين تظاهرات او اعتصام مفتوح في حال تم تسويف مطالبنا المشروعة او التهاون بالعمل”.

وأضاف البيان، ان “الهدف الأساسي من الوقفة هو إيصال رسالة مهمة إلى المسؤولين ان هناك شبابا من مناطق شرق بغداد غير راضين عن الأداء من ناحية الخدمات، وآخرها مجسر ٧٧”.

إضراب وكلاء الغاز

من جانبه، كشف ممثل وكلاء الغاز محمد كاظم عزمهم تنظيم إضراب شامل في عموم المحافظات، ابتداء من اليوم الأحد، ويستمرون بإضرابهم لحين تلبية مطالبهم المتمثلة بإلغاء الضريبة الجديدة وفرض البيع بتطبيق “قنينة”.

وقال كاظم، ان وزارة النفط فرضت عليهم ضريبة جديدة، كما انها فرضت عليهم البيع ضمن تطبيق قنينة ما يتطلب تنصيب منظومة انترنت. كما فرضت على الوكلاء غرامة تصل إلى 50,000 دينار لمن لا يلتزم بالبيع ضمن التطبيق.

وأشار إلى ان هذا التطبيق فيه ثماني فقرات، وسيرفع قيمة الأسطوانة الغازية على المواطن إلى ان تصل الى 8000 دينار بدلا من 6000 دينار حاليا، لافتا الى ان الوزارة بفرضها الضريبة الجديدة تكون قد فرضت على الوكلاء ثلاث ضرائب تتمثل بضريبة الجسور بقيمة 150,000 وضريبة المنتج بقيمة 350,000 بالإضافة إلى ضريبة السيارة بقيمة 100,000 دينار سنويا.

غضب في النجف والبصرة

وفي محافظة النجف، نظمت تظاهرات في ناحيتي الحرية والمشخاب، بعد تراجع تجهيز الكهرباء من 4 الى 6 ساعات انقطاع مقابل تجهيز لا يتجاوز الساعتين. وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق تظاهرات مناطق ومحافظات الفرات الاوسط المستمرة منذ بدء الصيف، احتجاجا على سوء تجهيز الكهرباء.

ونظم العشرات من أهالي منطقة الجمهورية الأولى في قضاء الزبير غربي البصرة، وقفة احتجاجية على قرار البلدية بإزالة منازلهم م اجل إنشاء محطة وقود ومواقع تجارية استثمارية.

وطالب الاهالي في وقفتهم الحكومتين المركزية والمحلية ووزارة البلديات بالتدخل وإيقاف قرار الإزالة لمنازلهم وتهجيرهم، بحسب قولهم.

وأكدوا أنهم يسكنون المنطقة منذ عام 2003 ولا يوجد هناك أي تعارض مع مشاريع الدولة العمرانية والخدمية، مبينين أنهم تم إبلاغهم بالإزالة خلال 72 ساعة من قبل لجان البلدية، لغرض إنشاء مركز تجاري ومحطة للوقود.

المثنى ومعضلة الكهرباء

وتظاهر مواطنون في مناطق المجد بالمثنى، احتجاجا على تذبذب تجهيز الكهرباء وضعف الفولتية، حيث قاموا بقطع الطريق العام بالإطارات المحترقة.

وذكر عدد منهم، أن مطالبهم هي تحسين تجهيز الطاقة الكهربائية في مناطقهم التي يسكنها الآلاف، مشيرين إلى أن مناشداتهم السابقة للمسؤولين لم تلق أي استجابة، الأمر الذي دفعهم للاحتجاج في الشارع.

وتظاهر مواطنون من أهالي منطقة المملحة في المثنى، مطالبين بتحسين واقع الكهرباء وزيادة ساعات التجهيز وذلك امام إحدى محطات الكهرباء في منطقتهم.

وذكر أحد المشاركين في التظاهرة، ان مطالبهم هي تحسين الشبكة وزيادة ساعات التجهيز، مشيرين إلى أنهم ينتظرون أحد ممثلي الحكومة المحلية لتسليمه تلك المطالب.

ارتفاع أسعار الماء

ونظم أهالي مجمع هواري زانكو في السليمانية، وقفة احتجاجية ضد تردي وارتفاع أجور خدمة الماء في المجمع الذي يعد واحدا من المشاريع الحكومية.

وقالت ئالا عارف، وهي احد سكان هذا المجمع: “أسكن في هذا المجمع منذ أكثر من خمسة أعوام وكانت سابقا أجور الماء بصورة مقطوعة بكلفة 15 الف دينار شهريا فازداد المبلغ ليصل إلى 25 ألف دينار شهرياً، علما ان خدمة الماء كانت سيئة من حيث النوعية والكمية وكنا ملزمين بشراء ماء الاستخدام اليومي وماء الشرب”.

وأضافت أن “أهالي المجمع طالبوا بتحسين خدمة الماء من إدارة المجمع، وطلبنا تحويله إلى أمتار كما هو موجود في بعض الأحياء وبسعر لا يتجاوز 400 الف دينار للمتر الواحد، لكن تفاجئنا هذا الشهر بأن أجور الماء ارتفعت لتصل إلى 175 ألف دينار، علما ان أسبوعاً مر ولم يتم تجهيز المنازل بالماء بمعدل أكثر من 5 ساعات. واتضح ان المتر الواحد تم احتساب 750.000. 1 دينار، وهذا هو أكثر مما يتم احتسابه للمشاريع التجارية وليس السكنية”.

بدوره، أكد كمال محمد، وهو أحد مواطني المجمع، أن “راتبي التقاعدي لا يتجاوز 230 الف شهريا لذا أطالب من إدارة المحافظة والجهات الرسمية حل مشكلة الماء وتخفيض سعر المتر إلى 400 الف دينار أسوة بباقي مناطق المحافظة”.

وبيّن، أن “المجمع يعاني من مشاكل خدمة أخرى لكن في فصل الصيف تظهر مشكلة الماء جلية بسبب الطلب المتزايد على استخدام الماء”.

الغاء حل قوة التركمان

وتظاهر العشرات من أهالي قضاء طوزخوماتو شرق صلاح الدين، مطالبين بإلغاء قرار حل قيادة محور الشمال أو ما يسمى “قوة التركمان”.

وقال محمد اوغلو وهو أحد المتظاهرين: إن “العشرات من أهالي قضاء طوزخوماتو والمناطق القريبة خرجوا في تظاهرة سلمية سرعان ما تحولت الى اعتصام سلمي مفتوح للمطالبة بإلغاء قرار قيادة عمليات الشمال بحل قوة التركمان التي تأسست قبل سنوات”.

وأشار إلى، أن المعتصمين طالبوا القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بالتدخل.

وتابع، ان “القرار الذي صدر من رئاسة الحشد الشعبي ربط القوة بقيادة عمليات كركوك وشرق دجلة”، مؤكدا ان “القيادة لها خصوصياتها وقدمت دماء زكية في حماية المناطق من الارهاب”.

******************************************************

إضاءة.. إمعان يلحق فادح الضرر بالشعب والوطن

محمد عبد الرحمن

تثير مشاريع القوانين التي  تقدم هذه الأيام الى مجلس النواب بهدف تشريعها، الكثير من القلق ويشمل هذا حتى جداول موازنة ٢٠٢٤، والتي آقرها مجلس النواب وصادق عليها رئيس الجمهورية ، ليتفاجأ المواطنون بوجود مشكلة فيها، وان الحكومة ارجعتها لهذا السبب الى مجلس النواب . وذكرت المعلومات ان الفرق بينها وبين الجداول التي خرجت من معطف مجلس النواب يصل الى  ١٥  ترليون دينار. وهذا مبلغ ليس بالقليل ولم نسمع بعد عن مصيره، فيما ترد مصادر مجلس النواب قائلة ان الجداول المرسلة من الحكومة هي عينها التي أُقرت!

فهل حصل تلاعب؟ وأين؟  ومن المسؤول عنه ان وجد، حتى وصل الى موازنة الدولة ؟

الصمت هو سيد الموقف، وبانتظار انتهاء التراشق بين الجانبين الحاكمين ، تشريعا وتنفيذا .

الأمر الآخر يتعلق بالمفاجآت التي جاء بها قانون العطلات  وقد ضُمّن عطلا ومناسبات عديدة بعد ان جرى التوسع في ذلك، علما ان بعضها موضع جدل على نطاق واسع، فيما الأيام او المناسبات ذات الطابع الوطني الجامع  ، فقد تم الغاؤها، ومنها يوم ١٤ تموز، وبذرائع ومبررات واهية لا تصمد امام الجدل الموضوعي.

ويبدو ان هذا القرار المجحف اتُخذ بموقف واضح  وإصرار مسبق، وهو ليس ببعيد عن توجه معين، لتكريس الفرعيات وطمس معالم أي بعد وطني يؤشر الى فعل نضالي، من شانه ان يكون حافزا لتوعية وإلهام وتعزيز الثقة عند المواطنين، من ان بإمكانهم ان يفعلوا شيئا بإرادتهم.

فثورة ١٤  تموز ١٩٥٨ التي جرى شطبها في القانون بناء على مشروع الحكومة، ما كانت الا تتويجا لنضالات ووثبات وانتفاضات وتضحيات جسام ، تكللت بهذا الانتصار الكبير الذي حمل قبل كل شيء ابعادا وطنية لا احد يستطيع إنكارها. لكن  البعض المتنكر ربما يحمل تصورا او مفهوما جديدا للوطنية، غير الذي جاءت به الثورة المجيدة!  ويبدو ان هذا  التصور الخاطيء المتجسد في خطوات بيّنة، هو الذي يفسح في المجال واسعا لمختلف التدخلات في شؤون وطننا، ويثلم السيادة الوطنية ويصادر القرار الوطني المستقل .

وثالثة الأثافي هي ما عرض على مجلس النواب يوم الأربعاء الماضي من نائب واحد، بعكس المعتاد بان تقدم المقترحات  من عشرة نواب، وان تحظى بالنقاش على الأقل في اللجان  الممتخصصة التي لها علاقة بالموضوع، وهو ما لم يحصل.

ولا نعرف ان كان هذا النائب مخولا حقا بالحديث عن موقف المرجعية العليا الكريمة، أم لا؟ فاوساط المرجعية كررت في العلن، ان المرجعية سدت أبوابها امام السياسيين،  فهل تُراها فتحتها لهذا النائب كي ينطق باسمها؟ أسئلة تبحث عن إجابات .

 ان هذه التعديلات  يراد اقحامها على قانون الأحوال الشخصية النافذ من ٦٥ سنة. وعن هذا القانون الساري يقول  قانونيون ومتابعون، انه من افضل قوانين الاحوال الشخصية في بلداننا العربية، ويؤكدون انه «خلال سنوات العمل بالقانون لم تظهر أية إشكالية شرعية في الاحكام التي أصدرها  القضاء « .

كل هذه المزايا موجودة في القانون من الناحيتين الشرعية والقانونية، فلماذا اذن يراد تعديله بعد محاولات سابقة عدة، احبطها الرفض الواسع. وهو الذي فرض رفعها من جدول عمل مجلس النواب في هذه المرة، على أمل ان تحبط أيضا ومرة والى الابد، عبر حراك واسع حريص على احترام المرأة وحقوقها، وحماية الاسرة العراقية، وتطبيق لائحة حقوق الانسان، وتمتين الوحدة الوطنية، ومنع حصول المزيد من التخندقات الطائفية والانغلاقات المذهبية. لكن البعض  يعيد محاولاته ، وكأن  الشعب العراقي باطيافه المختلف لم يعان الويلات من  سياساتهم العرجاء، ومن حفرهم الهوّة بعد الهوّة بين أبناء البلد الواحد .

متى يدرك هذ البعض، هذا المغترّ بأغلبية كتله المتنفذة في دورة مجلس النواب الحالية، بان شعبنا بحاجة الى قوانين أخرى مختلفة تماما، قوانين تعزز وحدته ونسيجه الاجتماعي، ولا تفككهما؟  .

وبعد، فمن الواجب التحذير من الامعان في المساومات والتخادم وسياسة غضّ الطرف، من اجل منافع ومكاسب ضيقة، فهذه اضرت كثيرا بالمواطن والوطن، وليس الإصرار عليها سوى الخطيئة بعينها .

***************************************************************

مواساة

الرفيق العزيز

راهي مهاجر خضير (ابو ربيع) المحترم

نشاطركم الأحزان بوفاة عقيلتكم ورفيقة دربكم (ام ربيع) بعد معاناة مع المرض.

في هذا الخسارة الكبيرة نقدم لكم وللعائلة الكريمة خالص التعازي والمواساة، متمنين لكم الصبر والسلوان وللفقيدة عاطر الذكر.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

25-7-2024

***********************************************************

الصفحة الثالثة

لمواجهة الاستغلال وإنصاف الأيدي المحلية مراقبون يطالبون بتنظيم عمل العمالة الأجنبية

بغداد – طريق الشعب

يسجل العراق تصاعدا ملحوظا في أعداد العمال الأجانب الوافدين، في الوقت الذي تتزايد فيه نسب البطالة بين أوساط الشباب والخريجين الذين يفترشون الأرض بحثا عن فرص العمل. وترتبط عملية استقطاب العمالة الاجنبية بأسباب عديدة، لكنها في المجمل تظهر عمليات استغلال واسعة واجورا ضئيلة وظروفا قاسية لأكثر من مليون عامل أجنبي.

ويدعو مختصون للتأكيد على أهمية تنظيم هذا الجانب، وفرض سياقات سليمة للحد من الاستغلال واستقطاب العمالة المطلوبة فعليا في السوق المحلية.

لا توجد أرقام رسمية دقيقة

وتزايدت العمالة الأجنبية في السنوات الأخيرة داخل العراق، مسجلة أرقاما كبيرة لكن القسم الأعظم منها خارج اطار الاجازات والتراخيص الرسمية، ما يجعل من عملية الاستغلال سهلة جدا بالنسبة لأصحاب العمل.

ووفقا لأرقام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، يعمل في العراق حوالي مليون عامل أجنبي، لكن المسجلين منهم بأوراق رسمية يقدر عددهم بحوالي 71 ألف عامل فقط، يحولون أموالا إلى خارج البلاد بقيمة تقدر بحوالي 600 مليون دولار سنويا.

ويمارس العمال الأجانب في العراق مهناً متنوعة، فيما يرغب أصحاب المشاريع الخاصة في توظيفهم نظراً لاستعدادهم للعمل لساعات طويلة جدا مقابل أجور زهيدة. ويضطر بعض العمال الأجانب إلى المبيت في مكان العمل لتوفير تكلفة السكن، إضافة إلى ظروف أخرى صعبة ومرهقة تخلو من التعامل الإنساني أو الحفاظ على حقوق العمال بالشكل السليم.

وبحسب خبراء ومختصين، فإن أبرز المشاكل التي تواجه تنظيم العمالة الأجنبية وحمايتها تتعلق بعدم وجود بيانات رسمية ضمن هذا الميدان، إضافة إلى أن الجهات الحكومية لا تقوم بدورها المطلوب في تنظيم سوق العمل، ما يجعلها تخفق بالحفاظ على حقوق العمال.

ويرى أستاذ الاقتصاد الدكتور علي تويج، أن «السوق المحلية بحاجة إلى الأيدي العاملة الماهرة. بينما نرى أن أغلب العمال والعاملات الأجانب هم من غير الماهرين، وعملية استقطابهم لا تنسجم من الحاجة الفعلية للسوق»، لافتا إلى أن أغلب هؤلاء العمال «يدخلون العراق بتأشيرات للزيارات الدينية، ويبقون بعدها في البلاد، كما أن آخرين كثيرين يدخلون بدون تأشيرات عن طريق التهريب».

ويبيّن تويج لـ»طريق الشعب»، أن «غياب التخطيط والانفتاح الفوضوي لاستقطاب العمالة الأجنبية والمنافع التي تأتي من خلالها لأطراف داخلية، أضرت بالقوى العاملة المحلية أيضا، وانعكست على الاقتصاد والجوانب الاجتماعية والأمنية، ما يستدعي اتباع خطط وسياسات لتنظيم العمالة الأجنبية وتحويلها إلى سلوك طبيعي ضمن سوق العمل وليس كما يجري حاليا»، مشيرا إلى أن «وزارة العمل تتحمل جزءا كبيرا من هذه الفوضى كون أصحاب المكاتب التي تستقطب هؤلاء العاملين يدعون امتلاكهم تراخيص رسمية، الأمر الذي لا يجد حلولا ملموسة بين هذه الوزارة والجهات الأمنية التي تعمل على الحد من الظاهرة».

ويوضح تويج لـ»طريق الشعب»، أن التقديرات تشير إلى وجود حوالي «مليون عامل أجنبي غير مسجل رسميا باستثناء نسبة 10 في المائة فقط مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم وجود ارقام رسمية دقيقة تخص هذا الجانب، الأمر الذي يوضح مدى عشوائية وفوضوية إدارة ملف العمل».

وأعلنت مؤخرا وزارة العمل عن قرب إطلاق حملة كبرى لتنظيم العمالة الأجنبية في بغداد والمحافظات، فيما حددت شروطاً وآليات جديدة للاستقدام، لكن تويج يرى بأنها «لا تتعدى مجرد تصريحات لأن هذا الملف بحاجة الى قرار حاسم وإرادة حقيقية وتنظيم سليم يضمن حقوق هؤلاء العمال الأجانب ويفسح المجال أيضا أمام الأيدي العاملة المحلية التي تبحث عن فرصها في السوق».

ظروف ملائمة للاستغلال

ويعتبر المواطن علي رأفت (صاحب مشروع خاص) أن التعامل مع الأيدي العاملة الأجنبية له أوجه عديدة ولكن يمثل تحديا حقيقيا، كون «الكثير من العمال يأتون من بلدان فقيرة ويقبلون بكل أنواع العمل بغض النظر عن الظروف القاسية».

ويقول رأفت لـ»طريق الشعب»، إنّ «العمال الأجانب الذين يدخلون بشكل غير رسمي (وهم الأغلب)، لا يستطيعون الشكوى ضد ظروف القهر والاضطهاد بسبب عدم امتلاكهم تراخيص العمل وحاجتهم إلى المال، لذلك نراهم يعملون بأجور زهيدة وأوقات طويلة جدا، ويتحملون مهاماً شاقة».

ويشير المتحدث إلى أن «الكثير من أصحاب العمل يحترمون العمال، لكن عددا غير قليل أيضا يستغل حالة العوز لهؤلاء العمال. وبما أن الإجراءات القانونية تغيب عن تنظيم هذا الجانب، فإن الاستغلال يبقى احتمالا واردا جدا في جميع الأماكن».

واستطلعت «طريق الشعب» ظروف عدد من العمال الأجانب الذين يخشون التحدث بصراحة عن أحوالهم، لكنها رصدت أن الكثير منهم يعملون لحوالي 10 و12 ساعة أو أكثر في بعض الأماكن وأن اجورهم شحيحة جدا، ويواجهون استغلال حقيقي.

وتقول وزارة التخطيط، أن أرقام البطالة في العراق تبلغ أكثر مما أظهره تقرير موقع World of Statistics المعني بالاحصائيات الاقتصادية للدول. وقبل أقل من عام، أظهر هذا الموقع بأن العراق بات كثالث أعلى معدل بطالة على مستوى العالم وأعلى معدل في العالم العربي، حيث بلغ 15.55 في المائة لكن الوزارة أشارت إلى أن آخر احصائية للبطالة كانت في عام 2022 وبلغت 16.5 في المائة والعراق.

«نقابات العمال» يؤشر الخلل

من جانبه، يراقب اتحاد نقابات العمال هذه الظاهرة ويطالب الجهات المعنية بتعزيز الحماية للعمالة المحلية وعدم استغلال الأجنبية في الوقت ذاته.

ويرى الاتحاد، أن العراق يشهد ازدياداً ملحوظاً في أعداد العمالة الأجنبية الوافدة من الخارج، ما جعله في قائمة الدول الجاذبة لها، بينما تُعاني البلاد في الوقت نفسه من ارتفاع معدلات البطالة بين أوساط الشباب، خاصةً بين الخريجين.

ويؤكد الاتحاد تضامنه مع العمالة الأجنبية في البلاد والتي تُواجه أسوأ أنواع ظروف العمل، بسبب الدخول غير الرسمي لعدد كبيرٍ منهم، مبينا أن قانون العمل العراقي ينظم عمل العمالة الأجنبية، ويُتيح لهم الحقّ بالشمول بالضمان الاجتماعي وبأجرٍ أدنى.

وبحسب الاتحاد، فإن الغاية من تواجد العمالة الأجنبية في البلاد هي اكتساب الخبرات. ولكنّ فوضى دخول العمالة الأجنبية أدّت إلى نتائج سلبية على العمالة المحلية، ما أدّى إلى تفاقم التنافس على فرص العمل. كما أنّ بعض مؤسسات البناء تُعامل العمال الأجانب بشكلٍ غير عادل، حيث تُجبرهم على العمل لساعاتٍ طويلة مقابل أجورٍ زهيدةٍ، دون شمولهم بالضمان الاجتماعي.

من جانبه، يقول ناصر عبد الجبار رئيس نقابة البناء والاخشاب في الاتحاد العام لنقابات العمال، أن الاتحادات ليست ضد العمالة الاجنبية، انما تقف ضد عمليات الاستغلال ولكنها مع عملية التنظيم والحصول على تراخيص رسمية.

ويوضح عبد الجبار خلال حديثه مع «طريق الشعب»، أن «هؤلاء العمال الأجانب أصبحوا مفضلين لدى الكثير من أصحاب العمل بسبب قلة أجورهم والفترات الطويلة التي يقضونها بالدوام الرسمي»، مبينا «أنهم يدخلون إلى البلاد كسائحين أو زائرين للأصدقاء، والقسم الاكبر منهم ضمن جوانب السياحة الدينية».

ويعتبر رئيس النقابة أن «هذا الأمر أضر كثيرا بحقوق العمال الأجانب وبالعمال العراقيين الذين يسعون الى كسب رزقهم اليومي المحدود أمام جيوش كبيرة من العمالة غير المرخصة».

ويشير المتحدث إلى أن ترشيد هذه الظاهرة وفرض القانون بشكل سليم «سيجعل من العراق بيئة لائقة للعمال الأجانب، وعند استقدام الحاجة الفعلية للأيدي الماهرة، سنرى أن اعدادا هائلة من العاطلين عن العمل في العراق يلتحقون بالسوق المحلية من أوسع أبوابه».

***********************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

انسحاب تام أم صيغ جديدة؟

لصحيفة (ذي ناشيونال) الناطقة بالإنكليزية كتبت هاديا العلوي وسنان محمود وتوماس واتكنس مقالاً عن العلاقات العراقية الأمريكية، ادعوا فيه اقتراب بغداد وواشنطن من التوصل إلى اتفاق، ينهي تواجد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، بعد يومين من المباحثات بين وفدي البلدين، أجريت في واشنطن.

انسحاب أم تغيير؟

وأشار المقال إلى ما تعانيه الولايات المتحدة من قلق كبير بشأن الانسحاب من العراق وسط استمرار وجود داعش وما تعانية حكومة بغداد من ضغوط داخلية متزايدة للاتفاق على جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية، والتي يّشكل الأمريكيون معظم أفرادها.

ورغم أن الجانبين باتا يعتقدان بأن مهمة هذه القوات تقترب من نهايتها، فإن هناك فقرة هامة على جدول التفاوض تتعلق بتحويل التواجد الأجنبي لشراكات أمنية مع كل دولة ممثلة في التحالف الدولي اليوم، في وقت لازالت تعتقد فيه واشنطن بأن انسحاب قواتها يجب أن يقترن بعدم تمكن داعش من الظهور مرة أخرى، وهو ما ذكره السكرتير الصحفي للبنتاغون الميجور جنرال بات رايدر في معرض تعليقه على المباحثات التي اجراها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في الأسبوع الماضي، مؤكداً على قدرة داعش على العودة وتمسكه بها، وهو ما تعكسه هجماته المتواصلة وتحريضه المستمر.

صيغة جديدة

وأضاف المقال بوجود يقين لدى الحكومة العراقية في قيام بعض القوات الأمريكية العاملة تحت مظلة التحالف البدء بالإنسحاب في القريب العاجل، وذلك بعد أن تُنظم لبعضها الآخر اتفاقيات أمنية جديدة، تبرر بقاءها كتكليفها بتدريب قوات الأمن العراقية على سبيل المثال. ونسب المقال لأربعة مصادر عراقية وجود اتفاق بين بغداد وواشنطن على منح صفة استشارية للقوات التي لن تنسحب.

وذكر المقال استناداً إلى مصادر عراقية، بإن واشنطن منفتحة على سحب قواتها من قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار غربي العراق، إلاّ أن الإنسحاب من قاعدة الحرير الجوية في أربيل لا تزال نقطة خلاف بين الجانبين.

كما لا تزال واشنطن مصّرة على أن وجودها هناك ضروري لتنسيق العمليات ضد داعش في سوريا، وهو مبرر لم تكن بغداد قد حددته عند دعوتها لقوات التحالف القدوم إلى العراق في عام 2014، تلك الدعوة التي تم خلالها إعادة نشر الآلاف من القوات الأمريكية والدولية في المنطقة للمساعدة في قتال داعش، إثر استيلائه على جزء كبير من العراق وسوريا.

معارضة متباينة

وتطرق المقال إلى تواصل المعارضة للوجود الأمريكي والدولي، من أطراف متعددة، بعضها حليف لرئيس الحكومة، واستمرار المطالبة بسحبها. واضاف بأن لهذه المعارضة تمظهرات مسلحة كقصف قاعدة عين الأسد مؤخراً بطائرتين بدون طيار، وقبلها القيام بموجة من الهجمات على المصالح الأمريكية، خاصة بعد بدء الحرب على غزة في تشرين الأول الماضي.

ورغم توقف هذه الهجمات في اتفاق غير معلن في شباط الماضي، بحجة مساعدة الحكومة في مفاوضاتها حول جدولة الإنسحاب، فقد راح الهدوء يتلاشى ببطء في الأونة الأخيرة، وسط تحذيرات شديدة من عودة القتال إذا ما فشلت بغداد وواشنطن للتوصل إلى اتفاق.

*****************************************************

عين على الأحداث

انتو مصدگين روحكم!

إثر نجاح الحملة الشعبية في إجهاض مؤقت لمؤامرة استبدال قانون الأحوال الشخصية بمدونات كيفية، تنتهك حقوق النساء والأطفال وتدمر العائلة والمجتمع، حاول البعض اللعب على الأوتار الطائفية، معززاً القناعة بأن الهدف الأبرز لهؤلاء لم يكن سوى إحياء الاستقطاب الطائفي الذي ينتعشون في ظله ومنع تفعيل الهوية الوطنية الجامعة. الناس الذين دعوا إلى اليقظة من تكرار هذه المؤامرات، تساءلوا عن مدى شرعية القوانين، حين يقرها نصف عدد أعضاء المجلس الذي يمثل بمجمله 19 بالمائة من الناخبين، أي أنها لن تمثل سوى 9.5 في المائة من العراقيين مقابل معارضة محتملة من 90.5 في المائة منهم.

من المسؤول الحقيقي؟

كشف تقرير للأمم المتحدة عن قيام السلطات العراقية بمصادرة 24 مليون قرص كبتاغون، يفوق وزنها 4.1 طن، وقيمتها أكثر من 100 مليون دولار خلال العام 2023 اي أعلى بـ 34 مرة مما صودر في عام 2019، محذراً من تحول البلاد إلى محور مهم في الشرق الأوسط لمنظومة تهريب المخدرات. العراقيون الذين تقلقهم هذه التطورات الخطيرة على مصير بلادهم وشبيبتها بشكل خاص، يطالبون بإستراتيجيات مكافحة شاملة، لا تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل تمتد للجوانب السياسية والتربوية والاقتصادية والقانونية، وإلى اعتماد شفافية تفضح شبكات الإتجار بالمخدرات التي بلغت 224 شبكة، ومن يقف لحمايتها من المتنفذين.

«عدالة ومساواة»!

كشفت إحصائيات اقتصادية، عن بلوغ الفجوة بين أعلى الرواتب وأدنى الرواتب أكثر من ثلاثين ضعفاً وبين متوسط الرواتب وأدناها أربعة أضعاف. وبينت بأن 85 في المائة من الموظفين يتقاضون رواتب تقع بين الدرجتين الخامسة والعاشرة، مقابل تمتع الأقلية برواتب ومخصصات فاحشة. هذا وتؤكد هذه المعطيات الارتفاع الخطير في التفاوت الطبقي في المجتمع، والذي يجهض أية أحلام بالاستقرار والتنمية والتقدم، ويرمي بالملايين في جحيم الفاقة والفقر، في ظل غياب الخدمات التعليمية والرعاية الصحية المجانيتين، في وقت تنهب فيه حفنة من الطفيليين والبيرقراطيين واللصوص، يقل عددها عن 1 في المائة من الشعب، ثروة البلاد ويستغلون عبادها.

چا وينه حچيكم ذاك؟

اعتقلت قوات الأمن الوطني خمسة موظفين في شركة نفط الشمال، بتهمة الفساد والتلاعب بعدادات النفط الخام، مما سبب في خسائر تصل لملايين الدولارات، وقد تثبت التحقيقات فيها وجود متورطين كبار، لا يقتصر نشاطهم على هذه المواقع، بل يمتد إلى مواقع ومحافظات اخرى، ويكشف عن سرقات تضاهي سرقة الأمانات الضريبية المعروفة بـ(سرقة القرن). هذا وفي الوقت الذي تثبت فيه هذه الفضائح، التفشي العمودي والأفقي لآفة الفساد في دولتنا العتيدة، تؤكد على أن التصدي لهذه الظاهرة يحتاج إلى حملة وطنية شاملة وتفعيل القوانين النافذة وان تطال جميع الأطراف المتورطة، بعيداً عن التسيّس والمحاباة والمعايير المزدوجة.

يا حكومة وينچ؟!

كشف الصابئة المندائيون، عن تعرض معبدهم الرئيسي (المندي) إلى اعتداء غادر وتلقيهم تهديداً بتفجيره من قبل متجاوزين مجاورين للمعبد، دأبوا على مهاجمة المكان ورواده من المتعبّدين وشتمهم والاساءة لمعتقداتهم. وبيّنوا بأن الأجهزة الأمنية لم تتخذ اي إجراء لحمايتهم، فيما أُجبر رجال الدين الذي اشتكوا المعتدين لدى القضاء على التنازل عن شكواهم. هذا ولم يدهش الخبر الكثير من الناس، في ظل ضعف هيبة الدولة واللامساواة أمام القانون وهيمنة السلاح المنفلت واستهتار الطفيليين وعصابات الحواسم، الذين يحميهم متنفذو المحاصصة والفساد، لاسيما بعد أن أًجبرت الأغلبية الساحقة من أبناء هذا المكون العراقي الأصيل على الهرب للمنافي.

*******************************************************

الصفحة الرابعة

 

المنتجات المحلية تغطي 15 المائة من الحاجة أسعار الأدوية المستوردة تثقل كاهل ذوي الأمراض المزمنة

بغداد – تبارك مجيد

يؤشر مواطنون ارتفاعا في أسعار الأدوية بشكل ملحوظ، وهو ما يضع عبئاً كبيراً على كاهل الكثيرين منهم لا سيما أصحاب الأمراض المزمنة، وذوي الدخل المحدود.

يقول مراقبون إن هذه الأزمة تعود إلى عدة عوامل، من بينها سوء برامج توطين الصناعات الدوائية، التي لم تنجح في توفير الأدوية محلياً بأسعار مناسبة، إلى جانب هيمنة بعض الجهات الحزبية والمسلحة على معامل الأدوية وشركات ومجمعات طبية، ما يقود إلى تحكمها بالأسعار واحتكار الأدوية.

ضغوط مالية

تقول سعاد خير الله، إن مشكلة ارتفاع الأسعار يضعها هي والكثير من المواطنين في موقف صعب، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يحتاجون إلى علاج مستمر.

ويضيف، أن العديد من الأدوية الأساسية غير متوفرة في المستشفيات الحكومية، ما يضطر المرضى إلى اللجوء إلى الصيدليات الخاصة؛ حيث تكون الأسعار مرتفعة بشكل كبير. وهذا الوضع يسبب لها ضغوطاً مالية إضافية على الأسر ذات الدخل المحدود.

وتؤكد سعاد لمراسل «طريق الشعب»، أن «هذه المشكلة تتفاقم في ظل غياب الرقابة على الأسعار والتواطؤ بين بعض المستوردين والصيدليات لرفع الأسعار بشكل غير مبرر».

 وطالبت سعاد الحكومة والجهات المعنية باتخاذ إجراءات فورية لضبط أسعار الأدوية وتوفيرها في المستشفيات والمراكز الصحية بأسعار معقولة، لضمان حق الجميع في الحصول على العلاج اللازم دون تمييز أو عوائق مالية.

أطباء الحكومة وصيدليات القطاع الخاص

يقول حمزة محمد، الذي يعمل صيدلاني: «غالبا ما يصف الأطباء في المستشفيات الحكومية ادوية ضمن الأصناف التي تعتمدها وزارة الصحة، لكن غالبيتها غير متوفرة في المستشفيات، انما تتكدس في الصيدليات والمذاخر التابعة للقطاع الخاص».

ويضيف محمد في حديث لـ»طريق الشعب»، أن «عدم توفر الادوية في المستشفيات الحكومية أرهق المواطنين اقتصاديا، كونها باهظة الثمن، ما يضطر بعض المرضى للاستغناء عن الدواء في أحيان كثيرة».

ويؤكد، أن «صناعة الأدوية في العراق شهدت تراجعاً كبيراً وصل إلى درجة الشلل التام، بعد عام 2003، بسبب الضرر الكبير الذي لحق بالمصانع، فضلاً عن عمليات التخريب والنهب التي تعرضت لها تلك المعامل»، مشيرا إلى أن الضرر الذي لحق بها كلف البلد أموالاً طائلة على استيراد الأدوية من الخارج» طبقا لرأيه.

ويؤشر محمد «عدم وجود رقابة حماية حقيقية للدواء، كما ليس هناك احصائيات حقيقية عن حجم الاستهلاك وحاجة السوق لمنتجات دوائية محددة»، مضيفا ان «المشاريع الحكومية المتعلقة بتوطين الصناعات الدوائية في العراق لن ترى النور في ظل وجود هيمنة من قبل الأحزاب وبعض الجهات المتنفذة على المنافذ الحدودية وبعض المعامل والشركات الدوائية».

وتعد تجارة الأدوية في العراق من بين الأشياء الأكثر تحقيقاً للأرباح، وتسيطر عليها مافيات وعصابات تملك بعضها امتدادات سياسية وحزبية، وتحظى بتنسيق مع شخصيات في الوسط الصحي والطبي.

وكان نقيب الصيادلة السابق مصطفى الهيتي، كشف خلال العام الماضي عن وجود 20 معملاً لإنتاج الأدوية في العراق، نصفها لا يعمل، لأسباب ارجعها إلى البيئة الاستثمارية في العراق وموضوع البنى التحتية وغيرها.

الصناعة تنتج 270 مستحضرا

من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الصناعة والمعادن، ضحى الجبوري، إن «الشركة العامة لصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية في سامراء التابعة للوزارة، مستمرة في تجهيز المستحضرات الطبية التي تنتجها مصانع الشركة إلى وزارة الصحة والقطاع الخاص. ويتم تجهيز هذه المستحضرات بحسب الطلبات والعقود المبرمة بين الطرفين».

وأضافت الجبوري في حديث خصت به «طريق الشعب»، أن «عدد المستحضرات التي تنتجها الشركة يصل إلى حوالي 270 مستحضراً بين شراب وحبوب وكبسول ومرهم وقطرات»، مبينة انها علاجات لمرض السكري، الفشل الرئوي، ارتفاع ضغط الدم، قرحة المعدة، التهاب المفاصل، والعديد من الأمراض الأخرى.

وأوضحت، أن «إنتاج مصانع القطاع الخاص والشركة العامة لصناعة الأدوية لا يغطي أكثر من 15 في المائة من احتياجات وزارة الصحة، ولكن هناك العديد من الطلبات المقدمة إلى الوزارة لإنشاء مصانع جديدة للأدوية، ما سيرفع هذه النسبة في المستقبل».

وأشارت الجبوري إلى أن «الشركة حققت إنجازات جديدة بإنتاج مستحضرات طبية حديثة. حيث نجحت مؤخراً في إنتاج مستحضر جديد باسم «ريبا روك سام»، وهو عبارة عن حبوب تستخدم لعلاج تخثر الدم والوقاية من الجلطات الدموية الوريدية. هذا المستحضر أثبت فعاليته العالية مقارنة بالمستحضرات الأجنبية المستوردة، وذلك بناءً على نتائج البحث والتجارب الاستطلاعية التي أُجريت وفقاً للدساتير الدوائية العالمية».

وأكدت، أن «الشركة مستمرة في تطوير وإنتاج مستحضرات جديدة تلبي احتياجات وزارة الصحة والسوق المحلية. كما أن هناك مشاريع بناء جديدة تضم مصانع أدوية تم إنشاؤها وفق متطلبات الجودة التي فرضتها وزارة الصحة، وقد وصلت نسبة إنجاز هذه المشاريع إلى مراحل متقدمة».

*******************************************************

اخبار المحافظات

بابل

شهدت المحافظة عددا من المظاهرات المطلبية حول انقطاع التيار الكهربائي والمطالبة بتوفير فرص عمل للعاطلين وخاصة من الخريجين، في وقت يشتد فيه الصراع بين المتنفذين على المشاريع والموارد المالية، وصلت حد هيمنة إحدى الكتل على أغلب المناصب الإدارية وعدم حصول الآخرين على حصصهم، فيما يجري الحديث عن سحب عضوية اثنين من أعضاء مجلس المحافظة بتهمة تقديمهم شهادات مزورة. وكانت هناك تلكؤات كبيرة في تنفيذ المشاريع الكبيرة والصغيرة بسبب تفشي الفساد وتدنى كفاءة المنفذين وضعف المتابعة.

في الوضع الأمني حدث العديد من الحرائق في بنايات أهلية وحكومية، منها مستشفى ومحلات وسوق وبعض المنازل، لأسباب تشير إلى تماس كهربائي في العلن وإلى قضايا فساد في الحقيقة. كما شهدت المحافظة جرائم سرقة في بعض المناطق، يبدو أن لتعاطي المخدرات وتفشي البطالة دورا في حدوثها. وعموما تتردى الأوضاع المعاشية للناس بشكل مستمر بسبب الغلاء الفاحش وارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية المهمة كالأسماك واللحوم الحمراء والدواجن وبيض المائدة، فيما يتأخر توزيع البطاقة التموينية وتتناقص مفرداتها.

كانت هناك في المحافظة نشاطات ثقافية متنوعة منها استعراض أدائي بعنوان (براءة الحيوان في الأدب العربي) للفنان المسرحي ثائر جبارة والناقد زهير الجبوري في أمسية اقامها اتحاد أدباء بابل، تضمنت قراءات للشعراء موفق محمد وكاظم الحجاج وأحمد مطر وكزار حنتوش وحنين محمد ونجيب سرور. كما ضيّف اتحاد أدباء وكتاب بابل الروائي والقاص أحمد خلف احتفاءً بتجربته السردية في جلسة حوارية حضرتها نخبة من المثقفين والأدباء ونقاد وأساتذة أكاديميون وأدارها الناقد عبد علي حسن. واستضاف الاتحاد في أمسية ثقافية منتدى المحاويل الثقافي، حضرها عدد من الأدباء والشعراء وأدارها الشاعر ركن الدين يونس، تضمنت سيرة ذاتية عن المشهد الثقافي والأدبي لمدينة المحاويل قدمها الدكتور وليد جاسم الزبيدي والقاء عدد من القصائد للشاعرين محمد الوائلي ومعاون عبد الله. كما تم تقديم درع المحاويل الثقافي للشاعر محمد علي محي الدين، وتوقيع كتاب (حلي بابلية .. نصوص مترجمة من الشعر الحلي) لمحمد جودة العميدي. ملتقى العشرة كراسي ضيّف الدكتور وليد خضير الجبوري بمحاضرة بعنوان (النحلة صديقة البيئة)، وأقام أمسية بعنوان (أحكام المرور والطرق العامة في الشريعة الاسلامية) للدكتور حمزة حسن عباس الموسوي)، تضمنت توزيع نسخ من كتاب المحاضر. وكانت للملتقى أمسية أخرى بعنوان (الدارمي - وما قيل فيه وبعض من قصصه وطرائفه) للشاعر حامد كعيد الجبوري، وأدارها الأستاذ نبيل الربيعي.

ميسان

تشوب الوضع السياسي في المحافظة الضبيابية، بعد تغير القوى السياسية المهيمنة على حكمها، مما يبقي كل الأوضاع على حالها، من الخدمات والإعمار من جهة وحتى طرح خطط شفافة لوضع المحافظة في الفترة المقبلة من جهة اخرى.

ومازالت المحافظة مبتلاة بالنزاعات العشائرية حيث أصيب مواطن في حي الشهداء وسط العمارة بسبب ثار عشائري وقتل منتسب في الجيش أثناء مطاردته أحد تجار المخدرات، في وقت يتندر فيه الناس على وجود أسلحة خارج إطار الدولة اقوى وأشد مما تملكه السيطرات الأمنية التي تنتشر في كل مكان.

لاتزال الأسواق والمحال التجارية تنتعش فقط عند توزيع الرواتب على الموظفين وخلال فترة قصيرة لا تتجاوز العشرة أيام، يعقبها ركود واضح في السوق طيلة باقي أيام الشهر، وتبدو هذه الحالة متواصلة منذ عامين، علماً بأن صرف الرواتب يتأخر بعض الوقت ليتسنى لأصحاب الصيرفات من المتنفذين الفاسدين الإستفادة من الأموال في عملهم.

وشهد قضاء الكحلاء مؤخراً احتجاجات شعبية ضد قطع الكهرباء عن الناس بحجة عدم دفعهم الفاتورات، رغم عدم انذارهم قبل الإقدام على هذا الفعل المؤذي في هذا الصيف اللاهب. كما نظمت محلية الحزب الشيوعي العراقي وتنسيقية التيار الديمقراطي وقفة احتجاجية امام مبنى المحافظة مطالبة بمعالجة مشكلة تردي التجهيز بالكهرباء في ظل الارتفاع المريع في درجات الحرارة. كما زار وفد من المحلية دائرة توزيع كهرباء ميسان في مسعى لحل المشكلة التي باتت من أكثر المشاكل ايلاماً للناس، وتلقى الوفد وعوداً بمتابعة الموضوع مع كبار المسؤولين عنه.

********************************************************

تعتمد على مبادرات فردية لتوفير الكهرباء والمياه وشبكات المجاري مناطق قضاء المدائن.. ورقة انتخابية تحظى بخدمات في مواسم الانتخابات فقط

بغداد – طريق الشعب

يشهد قضاء المدائن واقعاً مريراً، حيث يعاني من نقص الخدمات وتلكؤ المشاريع. وهذا حال تكاد غالبية الأقضية والنواحي تتشارك فيه، ما يضطر المواطنين للاعتماد على جهودهم ومبادراتهم في توفير الخدمات الاساسية لها.

ووفقاً لمواطنين في المدائن، فإن سوء الخدمات لا يتوقف عند قطاع معين، بل يشمل الكهرباء والماء والصحة، حتى الواقع الترفيهي لم يسلم من الانهيار.

ويعد قضاء المدائن أحد الأقضية الواقعة جنوب شرق بغداد، مركزه مدينة المدائن، يحدّه من الشمال الشرقي محافظة ديالى ومن الجنوب الشرقي محافظة واسط ويبلغ عدد سكانه حوالي 434 ألف نسمة، وتتبع له ناحيتا جسر ديالى والوحدة.

جهود شخصية لتوفير الخدمات

وقال الناشط المجتمعي أحمد الدليمي، وهو أحد مواطني قضاء المدائن، أن «القضاء عانى كثيراً من نقص كبير في الخدمات منذ سقوط النظام وحتى عام 2018»، موضحا أنه «في عام 2018 دخلت بعض احياء القضاء خدمات المجاري والتبليط بعد متابعة من قبل احد النواب، لكن لم يجر انشاء شبكة كهربائية متكاملة في المنطقة، ما اضطر السكان إلى الاعتماد على محولات كهربائية».

وأضاف الدليمي في حديث لـ»طريق الشعب»، أنه «بعد عام 2018 أيضا تحولت بعض المناطق الزراعية الى سكن في ظل الزيادة السكانية، وحاجة الناس إلى خدمات أساسية مثل شبكات المجاري وأنابيب المياه والتبليط».

الكهرباء تتصدر قائمة المعاناة

فيما أكد ياسر عماد، الناشط المدني الذي يشتغل في مستشفى المدائن، أن «خدمات الكهرباء تعد من أبرز المشكلات التي تواجه المنطقة، حيث تصل نسبة توفر الكهرباء إلى مستويات متدنية».

وكشف عماد في حديثه مع «طريق الشعب»، عن مجموعة من التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع المدائن، تشمل شبكات المجاري والخدمات البلدية والمدارس والقطاع الصحي ووسائل النقل وتعبيد الشوارع وغيرها.

كما سلط عماد ضوءا على مشكلة المياه، موضحاً أن «المياه غير متوفرة بشكل دائم، وإن توفرت فهي ملوثة وغير نظيفة».

وتطرق ياسر إلى قلة فرص العمل وصعوبتها في المدائن، مبيناً أن «الأجور منخفضة جداً ولا تتناسب مع الجهد المبذول في العمل.

واستطرد أن «الانتماء العشائري يلعب دورًا كبيرًا في الحصول على الخدمات والدعم»، مشيرا الى ان عددا من النواب جعلوا كثيرا من المناطق أوراقا انتخابية رابحة، حيث تحظى بخدمات ترقيعية تنشط في أيام الحملات الانتخابية فحسب.

وأشار الى ان «أعمالا مثل تبليط الشوارع قد تستمر لبضعة أشهر فقط، وحتى المحولات الكهربائية التي يتم توفيرها فانها تُقدم وكأنها هدية من النائب الفلاني وليس من الدولة».

وفي ما يخص الواقع الصحي، وصفه ياسر بأنه «كارثي»، اذ تنعدم اغلب الخدمات الصحية من الادوية والتحليلات المرضية وحتى اللقاحات الخاصة بالأطفال، ما يجعل المواطن يشعر بالإهانة وهو يأخذ حقه من الصحة»، مبينا أن «الادوية والمستلزمات الطبية تتوفر غالبيتها عند القطاع الخاص وبأسعار تثقل المواطن البسيط».

وسلط ياسر الضوء على الواقع الترفيهي في المدائن، قائلا انه «لا توجد اماكن ترفيهية سوى المقاهي، التي لا توفر شيئا غير «الاركيلة»، وهو شرط الجلوس في المقاهي، وفي احسن الأحوال يتم توفير لعبة البليارد»، ولفت الى خطورة هذا الواقع على الشباب الذين لا يجدون متنفسا حقيقيا، في ظل ارتفاع نسب البطالة والفقر بين هذه الفئة من المجتمع المدائني.

وتابع: «لم يتبق في المنطقة سوى ملعب واحد لكرة القدم، وهو غير مجاني».

وفي الختام، أكد ياسر عماد أن الوضع في المدائن يتطلب تحسينات جذرية وحقيقية لتحسين حياة السكان، مشدداً على أهمية تقديم خدمات أساسية وخلق فرص عمل مجدية اقتصادية لسكان المنطقة.

************************************************************

الصفحة الخامسة

بسبب تقصيرالرقابة الصحية.. تزايد حالات التسمم الجماعي في المطاعم الشعبية

 متابعة – طريق الشعب

بين فترة وأخرى تسجل مدن ومحافظات عديدة حالات تسمم غذائي بين المواطنين، وذلك إثر تناولهم وجبات طعام في مطاعم شعبية تفتقر لشروط النظافة والإجراءات الصحية المطلوبة. وبينما يؤخذ على المؤسسة الصحية في البلاد تقصيرها في متابعة المخالفين لتعليمات الرقابة وعمل تلك المطاعم، والتأكد من التزامها بالتعليمات الصحية، ومحاسبة أصحابها المخالفين، تتصاعد المطالبات الشعبية إثر كل حادثة تسمم، بتشكيل فرق للرقابة الصحية تقوم بتنظيم جولات ميدانية يومية على المطاعم. 

وتعتبر مطاعم الأكلات السريعة المنتشرة في الأسواق والأحياء الشعبية ومرائب نقل المسافرين، من المطاعم الأقل التزاما بالشروط الصحية، لا سيما انها موجودة أساسا في أماكن غير مناسبة لتناول الطعام. حيث تعرض الأطعمة في الهواء الطلق فتتعرض للأتربة وأشعة الشمس، بينما لا يلتزم العاملون بنظافتهم ونظافة أدوات الطهي والأطباق والمكان.

مئات الحالات

في العام 2021 أصيب أكثر من 500 شخص بالتسمم وتوفي واحد منهم، إثر تناولهم وجبات سريعة في مطعم شعبي في ميسان، في ما أطلق عليه وقتها «فاجعة الفلافل»! كما تم تسجيل 35 حالة تسمم بين مواطنين تناولوا الطعام في مطعم يقع شرقي بغداد. فيما أعلنت دائرة صحة كربلاء نهاية العام الماضي، تسجيل 42 حالة تسمم بسبب تناول الطعام في مطعم شعبي شرقي المحافظة. وقبل ذلك تكررت هذه الحالات في محافظتي كركوك وديالى وغيرهما.

أما آخر تلك الحالات، فهو ما حصل قبل نحو أسبوعين حينما سجلت محافظة ديالى تسمم نحو 70 مواطنا نتيجة تناولهم وجبات سريعة في مطعم محلي في قضاء المنصورية.

وقال المتحدث باسم صحة ديالى فارس العزاوي في حديث صحفي، أنه «تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمعالجة المصابين. حيث جرى تقديم الرعاية الصحية لهم في المستشفيات والمنازل وفقا للحالة الصحية لكل مريض».

فيما ذكر عضو مجلس المنصورية راغب العنبكي، أن «الفرق الصحية في قطاع المنصورية قامت بجهود مكثفة لمعالجة حالات التسمم تلك، حيث تم تقديم العلاج اللازم للمصابين واتخاذ الإجراءات الرقابية اللازمة تجاه المطاعم الشعبية التي تقدم الوجبات السريعة. كما نظمت فرق الصحة جولات ميدانية لمتابعة حالات المرضى».

إدارة صحة ديالى بدورها أقدمت على إغلاق المطعم الذي تسبب في تلك الحالات. وقالت في بيان صحفي ان «الرقابة الصحية في المنصورية أغلقت أحد المطاعم في مدينة دلي عباس لمخالفته الشروط الصحية وورود حالات تسمم غذائي بسبب تناول الطعام في هذا المطعم»، مؤكدة أنه «تم فرض غرامة مالية على صاحب المطعم، وعلى عدد من العاملين في المطعم لعدم امتلاكهم البطاقات الصحية وشهادات التربية الصحية».

ولم تعلق وزارة الصحة رسميا على الحادث، بالرغم من الأعداد الكبيرة للمصابين، إلا أن مسؤول دائرة التفتيش في الوزارة حسن العبودي، قال ان «الوزارة لديها لجان خاصة بالتفتيش والتحري الوبائي في عموم المحافظات، تواصل تنفيذ مهامها من ناحية الرقابة والتفتيش»، مؤكداً في حديث صحفي أن «أي مطعم مخالف للشروط الصحية تتم محاسبته وفقا للائحة القوانين التي نعمل بها».

وبيّن أنه «خلال الفترات السابقة تم إغلاق الكثير من المطاعم الشعبية في بغداد والمحافظات بعد رصد حالات تسمم فيها، والتأكد من مخالفتها للشروط الصحية»، لافتا إلى أن «تلك اللجان تواصل أعمالها، وهي تتابع وتتلقى بلاغات من مواطنين بتقصير وإهمال صحي في مطاعم معينة، وعند ذلك تجري بشكل مباشر عمليات التفتيش».

وشدد العبودي على أهمية أن يتعاون المواطنون مع اللجان الصحية في الإبلاغ عن المطاعم المخالفة للشروط الصحية.

الوزارة مقصرة

لكن عضو نقابة الأطباء العراقيين عدنان البياتي، رأى أن «هناك تقصيرا واضحا من قبل وزارة الصحة في إدارة ملف الرقابة الصحية على المطاعم»، مشيرا في حديث صحفي إلى ان «الكثير من المطاعم في البلاد، خاصة مطاعم الوجبات السريعة، تعمل من دون رخص، وأن هذا الواقع المؤلم مستمر منذ العام 2003. فهناك أعداد كبيرة من تلك المطاعم أصبحت بؤرا للأوبئة ونقل الأمراض وحالات التسمم، كونها لا تلتزم بأدنى مستوى من النظافة والإجراءات الصحية، وهذا أمر لا يمكن استمراره بأي شكل من الأشكال».

ولفت إلى أن «العمل الرقابي في وزارة الصحة ضعيف، وأن الوزارة تعمل على غلق المطعم المخالف بعد تسجيل حالات التسمم، وهذا إهمال واضح، إذ إنها لا تطبق القوانين على المطاعم المخالفة للشروط إلا بعد أن وقوع كوارث التسمم والتي تتسبب بعضها في حالات وفاة».

وشدد البياتي على أهمية أن تنفذ الفرق الصحية جولاتها الميدانية بشكل يومي، وتداهم المطاعم بصورة مفاجئة لمعرفة مدى التزامها بالتعليمات الصحية، مع محاسبة المخالفين دون أي مجاملات، مضيفا أنه لا يمكن التساهل في هذا الملف الذي يمس صحة المواطن بشكل مباشر.

وفي العام الماضي وجهت وزارة الصحة فرق الرقابة الصحية بتكثيف حملاتها لمراقبة مدى التزام المطاعم بالشروط الصحية، بعد اكتشافها مخالفات كثيرة. وشددت في بيان صحفي، على أهمية أن يلتزم أصحاب المطاعم بالشروط الصحية والضوابط الوزارية الخاصة بتجديد الإجازات الصحية للعاملين فيها ومتابعة صلاحية المواد الغذائية والالتزام بنظافة المطاعم واماكن إعداد الأطعمة، مشيرة الى انها تتخذ الإجراءات القانونية بحق المطاعم المخالفة، بإغلاقها وفرض غرامات مالية على أصحابها.

مطاعم جوالة

إلى ذلك، يقول المواطن محمد علي شهاب، أن هناك فقراء وعاطلين عن العمل يضطرون إلى افتتاح بسطات أو عربات جوالة لبيع الأطعمة والمرطبات والشاي والمعجنات في الشوارع والأسواق، معرضين أطعمتهم للهواء الطلق، ما يتسبب في تلفها وتعرضها للجراثيم، مشيرا في حديث لـ «طريق الشعب»، أن الكثيرين من هؤلاء يهتمون بنظافتهم ونظافة أدواتهم، لكن هذا لا يمنع تلوث الأطعمة، كونها تُعرض في الهواء الطلق.

ويرى شهاب أن «المطاعم الجوالة موجودة في جميع دول العالم. إذ توفر سبل معيشة لأصحاب المشاريع الصغيرة. لكنها تخضع لتعليمات وضوابط صحية تحددها السلطات، لمنع تلوث الأطعمة. أما في العراق، فلا يبدو أن هناك متابعة حقيقية لتلك المطاعم».

***********************************************

سنتان وأهالي «آل حنف» ينتظرون تحسين شبكة الكهرباء

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي «منطقة آل حنف» الواقعة بين مدينة السماوة وقضاء الخضر، من تردي شبكة الكهرباء في منطقتهم، مبينين في حديث صحفي أن الشبكة تحتاج إلى نصب محولات إضافية وأعمدة جديدة.

وقالوا في حديث صحفي، أنهم قدموا في العام 2022 طلبا إلى الجهات المعنية، بتحسين شبكة الكهرباء في المنطقة، ووقتها تمت الموافقة على الطلب، لكن حتى الآن لم ينفذ شيء على أرض الواقع، مبينين أن منطقتهم زراعية وتوجد فيها عشرات المضخات الكهربائية، وهذه يتطلب تشغيلها طاقة مستقرة.

***************************************************

شح المياه.. يقتل ملايين الأسماك في ميسان

متابعة – طريق الشعب

كشفت مديرية زراعة ميسان، الخميس الماضي، عن نفوق ملايين الأسماك جنوبي المحافظة، داعية الحكومة الاتحادية إلى التدخل.

وقال مدير الزراعة ماجد الساعدي في حديث صحفي، أن «الفرق الجوالة التابعة للمديرية رصدت نفوق ملايين الأسماك والاصبعيات التي أطلقت في الربيع الماضي»، لافتا إلى أن «اكثر منطقة شهدت نفوقا للأسماك هي ناحية الخير».

وبيّن أن «هذه المشكلة سببها شح المياه الذي تعانيه المحافظة حاليا»، لافتا إلى أن «الخطة الزراعية الصيفية استهلكت الكمية المائية المتاحة».

وطالب الساعدي الجهات المتخصصة في الحكومة الاتحادية بـ»ضرورة التدخل وانقاذ الثروة السمكية في المحافظة قبل نفوقها بشكل تام نتيجة شح المياه».

**************************************************

المثنى.. موظفو الاقتراع يطالبون بمستحقاتهم المالية

متابعة – طريق الشعب

شكا موظفو اقتراع عملوا في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، من تأخر صرف مستحقاتهم المالية، مشيرين في حديث صحفي إلى ان المفوضية سبق ان أعلنت عن صرف تلك المستحقات اعتبارا من مطلع تموز الجاري، لكن حتى الآن لم يتم تسليمهم إياها.

ولوح الموظفون بتنظيم تظاهرات في حال عدم الإسراع في صرف مستحقاتهم.

*****************************************************

اكول.. سوء الخدمات الصحية  إلى متى؟!

طارق العبودي

تشكو الطبقات الفقيرة في بلدنا من سوء الخدمات الطبية وضعف الرعاية الصحية في المستشفيات والمستوصفات الحكومية. والأمثلة على ذلك كثيرة، منها عند مراجعة المواطن إحدى المستشفيات يلاحظ زحاما كثيفا للمراجعين، نساء ورجالا بمختلف الأعمار، ويشاهد ملامح التذمر والاستياء والبؤس بائنة على وجوه غالبيتهم. فبينما يعانون آلام المرض، يواجهون تأخيرا في الدخول إلى الطبيب بسبب الزحام الكثيف، وإن دخلوا لن يجدوا فحصا جيدا وتشخيصا دقيقا للمرض نظرا لكثرة أعدادهم. كما يواجهون شحا في الأدوية، ما يضطرهم إلى التوجه للعيادات والصيدليات الخاصة، وبالتالي يتحملون مبالغ باهظة لا يقوى على تأمينها الفقراء وذوو الدخل المحدود، وهم في الحقيقة أكثر مراجعي المؤسسات الصحية الحكومية.

وعندما يتطلب من المريض الخضوع لعملية جراحية في إحدى المستشفيات الحكومية، يتم تخييره بين الجناح العام أو الخاص. وعندما يختار الأخير يتطلب منه دفع مبلغ لا يقل عن 500 ألف دينار لإدارة المستشفى، عدا مبالغ شراء الأدوية والمستلزمات الطبية التي غالبا لن تكون متوفرة في صيدلية المستشفى، وهذا يثقل كاهل الطبقات الفقيرة.

أما إذا تطلب من المريض أخذ أشعة الرنين أو المفراس الحلزوني في مستشفى حكومي، فعليه الانتظار نحو 30 يوما حتى يأتي دوره، نظرا لكثرة أعداد المراجعين مقابل قلة أعداد الأجهزة. لذلك يضطر المريض، خصوصا من ذوي الحالات الحرجة، إلى التوجه للعيادات الخاصة، وإجراء تلك الفحوصات مقابل مبالغ باهظة جدا.

هنا يتساءل المواطنون: هل الدولة عاجزة عن توفير اجهزة حديثة لفحص المرضى؟ أين تذهب الأموال الضخمة التي تُخصص للقطاع الصحي من الموازنة العامة؟ اين تذهب رسوم التذاكر التي يدفعها المواطن عند دخوله إلى المستشفى، والتي تصل إلى 3 آلاف دينار للمريض الواحد؟!

يعلم الجميع أن أغلب مراجعي المستشفيات الحكومية هم من الشرائح الفقيرة وذات الدخل المحدود، التي ليس باستطاعتها مراجعة العيادات الخاصة، كونها تستنزف من المريض مبالغ خيالية، بدءا من المعاينة والأشعة والتحاليل والسونار وانتهاء بشراء الدواء، حتى يخرج المريض فارغ الجيب، وهذا ما لا يستطيع الفقير تحمله!

متى تلتفت حكومتنا إلى معاناة الناس جراء سوء الخدمات الصحية وشح الأدوية في المستشفيات الحكومية؟ أليست الرعاية الصحية من الحقوق الأساسية للمواطن، والتي تقع في صلب مسؤولية الدولة، ويجب توفيرها لعموم أبناء البلد من دون تمييز؟!

يكون الإنسان سعيدا ومطمئنا عندما يراجع إحدى المؤسسات الصحية ويجد النظافة والعناية والاهتمام من الكوادر الطبية والطبيب المعالج. فهذا ينعكس على نفسية المريض وراحته ويعد عاملا أساسيا لتماثله للشفاء.

**************************************************

مواساة

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الهندية الرفيقين هادي وخالد الكفري بوفاة ابن عمهما الفقيد رحيم عباس الكفري اثر نوبة قلبية.

************************************************

في الشرقاط شباب يتطوعون لردم حفر في شارع عام

متابعة – طريق الشعب

بادر 12 شاباً من قضاء الشرقاط في صلاح الدين، إلى معالجة حفر ومطبات منتشرة على الشارع العام المؤدي إلى «قرية شكرا» شمالي القضاء، فضلا عن الشوارع الفرعية، وذلك بمادة الاسفلت.

ويقوم الشباب بطلب مادة الاسفلت من الشركات المنفذة لمشروع تبليط عدد من الشوارع  الرئيسة في القضاء، فينقلونها بسياراتهم الخاصة، ويستخدمونها في ردم الحفر.

يقول مسؤول الحملة عبد الله دعبول، انهم يسعون إلى ردم جميع الحفر المنتشرة على الشوارع، والتي تتسبب في حصول حوادث مرورية، مؤكدا في حديث صحفي ان حملتهم ستتواصل من أجل معالجة جميع الشوارع المتضررة في القضاء.

**************************************************

في قضاء الدورة «شقق الصحة» خارج نطاق الخدمات!

متابعة – طريق الشعب

يشكو سكان مجمع «شقق الصحة» في قضاء الدورة جنوبي بغداد، من تدهور واقعهم الخدمي، مشيرين إلى ان المجمع يغيب عنه أبسط الخدمات، من ماء إسالة ومجارٍ وكهرباء مستقرة، وان النفايات تتراكم في أرجاء المجمع، الذي يفتقر للشوارع المبلطة والأرصفة النظامية.

ويعد هذا المجمع واحدا من أقدم المناطق السكنية في الدورة، ويقيم فيه عدد كبير من المواطنين  يقدر بالآلاف، وبالرغم من ذلك يعاني إهمالا خدميا واضحا، في الوقت الذي تكتفي فيه فرق البلدية أحيانا برفع النفايات التي يرميها السكان في الطرقات.

يقول المواطن سجاد، أن «المجمع يعاني نقص الخدمات وإهمال البلدية. إذ لا توجد كهرباء مستقرة ولا ماء. أما الشوارع والأرصفة فهي سيئة والنفايات متراكمة في كل مكان»، مبينا في حديث صحفي أن «هناك نفايات متراكمة في المجمع منذ سنوات، لا تقوم البلدية برفعها، إنما تكتفي برفع النفايات الجديدة».

ويلفت إلى انه بسبب تراكم النفايات بات السكان يصابون بأمراض مختلفة، مشيرا إلى ان المجمع يحتاج إلى جهود خدمية مستمرة، وإلى شموله بمشاريع البنى التحتية وتنظيم شبكتي الكهرباء والماء.

********************************************************

الصفحة السادسة

أمريكيون يطالبون بحظر الاسلحة عن الكيان الصهيوني: تُستخدم لمحو أجيال من الفلسطينيين بريطانيا لن تتحفظ على مذكرة الجنائية الدولية هل سيُعتقل نتنياهو؟

متابعة – طريق الشعب

أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى قرابة 40 ألف شهيد وأكثر من 90 ألف جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء، في وقت تصاعدت فيه وتيرة هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق.

وتراجعت الحكومة البريطانية عن قرار سابق استشارت فيه المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقال رئيس وزراء الاحتلال البريطاني حال دخوله أراضيها.

لن نتحفظ على مذكرة اعتقال نتنياهو

وفي تطور لافت في العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، قالت بريطانيا إنها «لن تمضي قدما في الجهود الرامية إلى التشكيك في ما إذا كانت المحكمة الجنائية الدولية لديها السلطة القضائية لإصدار مذكرتي اعتقال، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت». وبذلك تكون قد تخلت عن طلب الحكومة السابقة بشأن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية «تماشيا مع موقفها الراسخ بأن هذه مسألة يعود القرار فيها للمحكمة». وفقاً للمتحدث باسم حكومة كير ستارمر.

وأضاف المتحدث للصحفيين، أن «الحكومة تؤمن إيمانا قويا بسيادة القانون، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، وبفصل السلطات».

وفي الأسبوع الماضي، أخبر ستارمر زعماء أوروبيين بأن حكومته ستبدي «احتراما شديدا للقانون الدولي». وقال في أيار الماضي: «يجب أن تكون المحكمة قادرة على اتخاذ قرارها عندما يحين الوقت. أنا أؤيد المحكمة والقانون الدولي».

ومن غير المرجح أن يؤدي قرار المملكة المتحدة إسقاط الإجراء القانوني إلى تسريع قضية المحكمة الجنائية الدولية حيث أن هناك أيضا أكثر من 60 من الدول والأطراف المهتمة سُمح لهم بتقديم حججهم القانونية للقضاة الذين يدرسون طلب إصدار أوامر اعتقال لكبار المسؤولين من إسرائيل وحماس.

موجة نزوح جديدة

أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 180 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح خلال 4 أيام من القتال العنيف حول مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن «الأعمال العدائية المكثفة الأخيرة في منطقة خان يونس، عقب أكثر من 9 أشهر على بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، أسفرت عن موجات جديدة من النزوح الداخلي في جميع أنحاء غزة».

وأضاف أن «نحو 182 ألف شخص نزحوا من وسط خان يونس وشرقها بين يومي الاثنين والخميس الماضيين، في حين لا يزال مئات آخرون عالقين في شرق خان يونس».

حظر فوري للأسلحة

ويتصاعد صوت المجتمع الأمريكي للضغط على الحكومة من أجل وقف دعم دولة الاحتلال الإسرائيلي، فقد طالبت 75 منظمة أميركية الرئيس الأميركي جو بايدن والكونغرس بتنفيذ حظر فوري على الأسلحة إلى إسرائيل.

وقالت المنظمات في بيان مشترك إن «وقف إطلاق النار الدائم يتطلب أن تمارس واشنطن الضغط على رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلال إنهاء تدفق الأسلحة».

وأضاف البيان أن «حكومة نتنياهو لا تستجيب للتحذيرات واستخدمت الدعم والأسلحة الأميركية لقتل نحو 40 ألف فلسطيني في قطاع غزة، بينهم 15 ألف طفل».

وشدد البيان، على أنه «لا يمكن ادعاء العمل من أجل السلام في وقت يتم فيه إرسال أسلحة تُستخدم لمحو أجيال من الفلسطينيين وتمكّن من ارتكاب الفظائع». وأضاف «على الحكومة الأميركية إنفاق الأموال على ملفات داخلية مثل الرعاية الصحية والإسكان بدل دعم العنف في الخارج».

مشاهد قاسية من العنف

وقّع 45 طبيبا وممرضا أميركيا متطوعا رسالة مفتوحة موجهة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس تضمنت شهاداتهم أثناء عملهم في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ نحو 300 يوم.

وشدد الأطباء على ضرورة عدم التزام الصمت إزاء ما رأوه، وقالوا إنهم لا يمكنهم نسيان المشاهد القاسية للنساء والأطفال في غزة.

وعبروا عن اعتقادهم بأن عدد الشهداء في غزة أعلى بكثير مما أعلنته وزارة الصحة في القطاع، ورجحوا أن عدد ضحايا الحرب أكثر من 92 ألفا، وهو رقم مروع يمثل 4.6 في المائة من سكان غزة.

وقال الأطباء الأميركيون في رسالتهم إن «ما رأوه يمثل دليلا دامغا على الانتهاكات واسعة النطاق في غزة للقوانين الأميركية والقانون الإنساني الدولي».

ودعوا إلى حظر تصدير الأسلحة لإسرائيل ووقف الدعم الدبلوماسي والاقتصادي حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق نار.

وأكد الأطباء في رسالتهم أن إسرائيل دمّرت بشكل مباشر وعن عمد نظام الرعاية الصحية في غزة، ووجهوا اتهامات لقوات الاحتلال باستهداف متعمد لزملائهم العاملين في القطاع الصحي في غزة بالموت أو التغييب القسري أو التعذيب.

.************************************************************

مجموعة العشرين تتعهد بفرض ضرائب على «أثرى الأثرياء»!

ريو دي جانيرو – وكالات

وافقت مجموعة العشرين على مقترح الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بشأن فرض ضرائب على (أثرى الأثرياء) لكن دون أن تتوصّل لاتفاق حول نظام ضريبي عالمي، وفقاً لإعلان صدر في ختام اجتماع وزراء مالية دول المجموعة في ريو دي جانيرو.

وقال الإعلان: «مع الاحترام الكامل للسيادة الضريبية، سنسعى إلى المشاركة متعاونين لضمان فرض ضرائب فعالة على صافي الثروات العالية للأفراد».

وأضاف أنّ «عدم المساواة في الثروة والدخل يقوّض النمو الاقتصادي والتماسك الاجتماعي ويؤدي إلى تفاقم نقاط الضعف الاجتماعية». ودعا الإعلان إلى «سياسات ضريبية فعّالة وعادلة وتصاعدية».

وقال وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد إنّه «من المهمّ، من وجهة نظر أخلاقية، أن ترى أغنى عشرين دولة أنّ لدينا مشكلة تتمثّل في فرض ضرائب تصاعدية على الفقراء وليس على الأثرياء».

وعلى الرغم من أن الإعلان النهائي لا يشمل أي إجراءات محددة، فقد وصفه الوزير البرازيلي بأنه «خطوة مهمة إلى الأمام».

وكان المفهوم الذي طرحته البرازيل بادئ الأمر يتضمن أن يدفع المليارديرات 2 في المائة من أصولهم في صورة ضرائب سنويا.

وذكرت البرازيل أن «هذا من شأنه أن يؤدي إلى إيرادات تصل إلى 250 مليار دولار يمكن استخدامها لمواجهة الجوع والصراعات، والوقاية من الأوبئة وحماية المناخ».

غير أن الاقتراح تسبب في انقسام بين دول مجموعة العشرين، فبينما أعربت فرنسا وإسبانيا وجنوب أفريقيا ودول أخرى عن دعمها له، عارضته الولايات المتحدة.

أرقام عن أغنياء العالم

وكشفت أوكسفام قبل أيام أن ثروة 1 في المائة من أغنى أغنياء العالم قد زادت بمقدار 42 تريليون دولار خلال العقد الماضي. وجاءت هذه المعلومات قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين في البرازيل.

وأوضحت المنظمة أنه «على الرغم من هذه المكاسب الهائلة، فإن الضرائب على الأغنياء انخفضت إلى أدنى مستوياتها التاريخية، محذرة من تفاقم عدم المساواة في الوقت الذي يعاني فيه بقية العالم من الفقر ونقص الموارد».

كما أكدت أن 42 تريليون دولار أميركي هي أكثر بـ 36 مرة من الثروة التي يجمعها النصف الأفقر من سكان العالم، ومع ذلك يدفع أصحاب المليارات نسبة ضرائب تعادل أقل من 0.5 في المائة من ثرواتهم على مستوى العالم.

وأشارت أوكسفام أيضا إلى أن حوالي 80 بالمائة من أصحاب المليارات العالميين يتخذون من دول مجموعة العشرين موطنا.

********************************************************

ماذا بعد بايدن؟ هاريس تتلقى دعماً كبيراً من الحزب الديمقراطي والحركات الاجتماعية

رشيد غويلب

بعد مرور أقل من 24 ساعة على إعلان الرئيس الأمريكي بايدن عن سحب ترشيحه لولاية ثانية في انتخابات 5 تشرين الثاني المقبلة، أعلن العديد من الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي، بضمنهم زعماء الحزب الديمقراطي الخمسين في الولايات الامريكية، عن دعمهم لترشيح نائبة الرئيس كاميلا هاريس. على أن يتم ترشيحها رسميا في مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي سيعقد في أيام (19 – 22) آب في شيكاغو. لقد اتصل فريق حملتها بمئات المندوبين وطلبوا منهم التصويت لصالحها وعدم دعم مرشح آخر. وفقًا للمتحدث باسم بايدن، فقد تلقوا قرابة 50 مليون دولار من التبرعات في غضون ساعات قليلة، وتشير آخر الأنباء إلى أن الرقم تجاوز ضعفه.

هاجم ترامب خصمه السابق وكتب على منصته الخاصة: لقد استثمر فريقه الوقت والمال في «المعركة ضد المحتال جو بايدن « والآن يجب أن «يعود إلى نقطة البداية»، وتابع: «لم يكن الفاسد جو بايدن في وضع يسمح له بالترشح للرئاسة، وهو بالتأكيد ليس في وضع يسمح له بتولي المنصب، ولم يكن كذلك أبدًا بايدن لا يتذكر أنه انسحب من السباق بالأمس»!

من جانبها قالت هاريس: «يشرفني دعم الرئيس ونيتي هو كسب هذا الترشيح والفوز به.» وبحسب تقارير شبكة سي إن إن، أمضت كامالا هاريس ما يزيد على عشر ساعات في مكالمات هاتفية. وفي كل من هذه المكالمات أوضحت أنها ممتنة للغاية لدعم الرئيس، لكنها تريد العمل بجد للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي بقواها الشخصية.

دعم

تدخل كامالا هاريس، السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة بقوة كبيرة. إعلان بايدن عن دعمه الكامل لنائبته، تبعته كل دقيقة تصريحات من ديمقراطيين بارزين، ولكن أيضًا من المنظمات التقدمية التي تحدثت أيضًا لصالح هاريس. بالإضافة إلى عائلة كلينتون والعديد من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ، كانت المنظمات غير الحكومية والمجموعات «الشعبية» هي التي تعهدت بدعمها للمرشحة البالغة من العمر 59 عامًا. وأصدرت المنظمات القريبة من اليساري بيرني ساندرز، والتي تمتلك بنية تحتية سياسية تقدمية، بيانات أولية لدعم هاريس، مثل قيادة اتحاد المعلمين الأمريكيين، ثاني أكبر نقابة للمعلمين الأمريكيين تضم 1,7 مليون عضو، التي قررت بالإجماع دعم هاريس، وكذلك نقابة كاليفورنيا الصغيرة «عمال المزارع المتحدون». ومن بين صفوف «الفرقة» اليسارية في الكونغرس، وقفت إلهان عمر (مينيسوتا) وألكساندريا أوكازيو كورتيز (نيويورك) خلف هاريس. ودعت الأخيرة في تغريدة لها على موقع «اكس» إلى “توحيد الحزب والبلاد بشكل فوري لهزيمة دونالد ترامب وتهديد الديمقراطية الأميركية”. بالإضافة إلى العديد من جماعات الحقوق المدنية وكذلك المنظمات النسوية.

لكن دعم كامالا هاريس لم يكتمل بعد. وقد مارس زعيما الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ حتى الآن ضبط النفس. وقال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما انه: «واثق بشكل غير عادي من أن زعماء حزبنا قادرون على بدء عملية ستنتج مرشحا ممتازا». واضح أن تصريح أوباما يشير إلى تنافس حاد محتمل. على سبيل المثال، تمت تسمية السيناتور الديمقراطي المحافظ جو مانشين من ولاية فرجينيا الغربية، كمعارض يرفض الأفكار التقدمية ويمكنه الترشح ضد هاريس.

الاتحاد ضد ترامب

إن الحزب الديمقراطي ليس حزبًا منظمًا بشكل محكم، ووجوده ومهمته الأساسية هو الفوز على المرشحين الجمهوريين. وبدلاً من ذلك، فإن الديمقراطيين عبارة عن مجموعة من السياسيين المحترفين الموهوبين إلى حد ما من مختلف المشارب، مدعومين بموظفي المكاتب والمانحين المؤثرين والشركات الاستشارية، ويقضي معظمهم وقته في الصراعات الداخلية من أجل السلطة والنفوذ أو التخطيط لفرص صعود تالية.  لا توجد حياة حزبية، مثل الاجتماعات المنتظمة للمجموعات الحزبية. ولكن في بعض الأحيان، كما هو الحال الآن، تتداخل مصالح هذه المجموعة الفضفاضة لهزيمة الجمهوريين في الانتخابات العامة. ويجب التمييز دائمًا بين النخب الحزبية والقاعدة. هناك الملايين المسجلين كديمقراطيين، وهذه حدود علاقتهم بالحزب، إنهم م يريدون التغلب على ترامب حتى يمكن، على سبيل المثال، حماية الحقوق المدنية والمناخ، وخيارات الناس الشخصية.  وفي النهاية، الحزب الديمقراطي ليس حزبا بالشكل التقليدي المعروف.

إذا كان هذا هو حال التقدميين واليساريين الذين يعملون في إطار الحزب الديمقراطي، فإن حال القوى التي تقف على يسار الحزب الديمقراطي، سوف لن يكون مختلفا، لأن هذه القوى مهما كانت ثورية ستكون أمام خيارين لا ثالث لهما، أما انتخاب مرشح الحزب الديمقراطي، او الامتناع عن التصويت ما يعني عمليا المساهمة بعودة ترامب إلى البيت الأبيض، لهذا سيصوت الكثير من اليساريين ضد ترامب، فهو بالنسبة لكل القوى التقدمية واليسارية والإنسانية في المجتمع الأمريكي يعد خطر فاشيا مقبلا.

***********************************************************

الصفحة السابعة

في ندوة حوارية أقامها المجلس العراقي للسلم والتضامن.. مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد يرسخ الهوية الطائفية ويمزق الوحدة الوطنية

بغداد – نورس حسن

ضيّف المجلس العراقي للسلم والتضامن، السبت 27 تموز، القاضي هادي عزيز، للحديث في جلسة حوارية عنوانها «مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد يرسخ الهويات الطائفية ويمزق الوحدة الوطنية»، حضرها جمع من المعنيين بالشأن القانوني والسياسي.

الجلسة التي احتضنتها قاعة المجلس في بغداد، أدارها الدكتور احمد علي إبراهيم، الذي تحدث عن المساعي السياسية التي تكمن وراء التعديلات المراد فرضها على قانون الأحوال الشخصية.

افتعال أزمات مجتمعية جديدة

وشدّد على أن «قانون الأحوال النافذ لا يخالف بنود الشريعة الإسلامية، وان الغاية من تعديل القانون الإساءة لواقع المرأة وافتعال أزمات مجتمعية جديدة»، منبهاً الى ان «الجهات التي عملت على صياغة مقترح القانون، يعون جيدا الاختلافات المذهبية بين الوقفين السني والشيعي، الأمر الذي أرغمهم على تنبيه الوقفين وفق مسودة مقترح التعديل على إجراء حوارات واتصالات لمدة شهرين، للتوصل الى صياغة مذهبية تنسجم مع مقترح القانون».

بعدها بدأ القاضي هادي عزيز حديثه حول قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، الذي كان وما زال المرجعية القانونية التي يُعتمد عليها في تنظيم أحكام الأسرة واستقرارها منذ اكثر من ستة عقود.

وأفاد القاضي بأن «قانون الأحوال هو احد القوانين التي ساهمت في البناء المؤسسي للدولة العراقية الحديثة»، مؤكدا ان «القانون يتماشى مع القواعد الشرعية دون تقيد بمذهب معين».

سلطة تشريعية موازية؟

وقال القاضي في الندوة التي حضرتها «طريق الشعب»، انه في حال المضي بإقرار مقترحات تعديل القانون سيغادر المجتمع الهوية الوطنية، ويذهب باتجاه ترسيخ الهوية الطائفية، فضلا عن ان مقترح التعديل يعطل المساواة امام القانون التي نصت عليها المادة (14) من الدستور».

وأفاد بأن «مقترح القانون يذهب أيضا باتجاه خلق سلطة تشريعية رديفة موازية لمجلس النواب متمثلة بفتاوى الوقفين الشيعي والسني»، موضحا ان «الفتوى لديهم بمثابة تشريع، وبذلك تكون هناك سلطة تشريعية أخرى تمتلك ذات القوة القانونية التي يصدرها مجلس النواب»، مؤكدا أن الوقفين بموجب قانونيهما هما مؤسستان حكوميتان منسوبتان الى السلطة التنفيذية».

وأضاف، أنه «حسب مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية فإن زواج البنت حسب المذهب الحنفي يكون بعمر 17 سنة وحسب المذهب الجعفري بعمر 9 سنوات، وفي حال زواج البنت وفق مقترح القانون بعمر 9 سنوات تكون قد ارتكبت مخالفة شرعية في مذهبها، وخالفت أيضا احكام القانون التي اعتبرها قاصرا. اما اذا كان الزواج على المذهب الجعفري فسيكون هناك قبول شرعي وقانوني، الامر الذي يسهم في ترسيخ الهوية الطائفية بشكل كبير في مجتمع يتميز بتعدد الطوائف».

وتطرق القاضي الى المادة (5) من الدستور، موضحا «انها تنص على سيادة القانون على جميع فئات الشعب العراقي دون تمييز، وان مقترح القانون تضمن انتهاكا صريحا لحقوق المرأة بصورة عامة».

ونبّه الى ان «المجتمع اليوم بحاجة الى صياغات قانونية تجعل من المواطنين ينحنون الى النصوص القانونية، معترفين بسيادة القانون».

مقترح «سيئ الصيت»

وخلال الجلسة قدّم عدد من الحضور مداخلاتهم بضمنهم رئيس تحالف قيم المدني د. علي الرفيعي الذي اشار الى ان «توجهات الجهات التشريعية ليست جديدة، انما هي تعمل كما تعودنا بعيدا عن الإنسانية، وفق مقترح تعديل القانون، وان قانون الأحوال الشخصية النافذ باعتراف الجميع شامل، وبنوده تحقق الاستقرار، وتوحد جميع أطياف الشعب العراقي».

وذكر الرفيعي، ان «الساعين وراء تعديل القانون يطمحون من وراء هذه الخطوة لتحقيق مصالح خاصة وإلغاء قانون الأحوال الشخصية عبر تشكيل لجنة تعمل على صياغة مدونة للحقوق الشرعية يتم تقسيمها بين المذاهب الدينية».

وأفاد بأن «ما يجري اليوم داخل مجلس النواب بشأن تشريع القوانين يتم وفق اتفاقات ومساومات ضيّقة على حساب مصلحة الوطن والعلاقات الاسرية الزوجية».

ووصف الرفيعي مقترح القانون بأنه «سيئ الصيت»، معللا ذلك بأنه «يتيح الزواج خارج المحاكم وقد يلزم المحكمة بالمصادقة على عقد زواج السيد»، محذرا من أن «القوى التشريعية الحالية مستمرة في مساعيها لتشريع القانون، على الرغم من سحب المسودة من جدول الاعمال، الا ان ذلك غير كاف».

دعوة لحملات توعية مكثفة

بدورها، تحدثت المتخصصة بعلم الاجتماع د. لاهاي عبد الحسين خلال الندوة، قائلة ان «اغلب البحوث الاجتماعية تقف بالضد من أي مشروع لتعديل قانون الأحوال الشخصية»، مشيرة الى ان «المواطنين اليوم يعانون من تحديات مجتمعية كثيرة كزواج القاصرات وارتفاع نسب الطلاق وأيضا الولادات غير الشرعية التي ارتفعت نسبها بعد احتلال داعش الارهابي، وان المجتمع اليوم بحاجة الى تكييف قانوني للخلاص من هذه التحديات التي تواجه المجتمع».

وقالت عبد الحسين، ان «مجلس النواب يتغاضى عن تشريع العديد من القوانين التي تهم المجتمع كقانون العنف الأسري، ويذهب للانشغال بتقديم مقترحات قانونية ترفع من نسب ما تواجه العائلة العراقية من معاناة يومية، كارتفاع نسب الفقر الذي يعد عنصرا أساسيا في زواج القاصرات وعمالة الأطفال والتسول»، مشددة على ان «الحكومة بدلا من الذهاب باتجاه مناقشة التحديات المجتمعية والعمل على إيجاد الحلول تذهب الى افتعال أزمات مجتمعية اكبر».

وأضافت عبد الحسين، ان «المجتمع بحاجة الى حملات توعية مكثفة حول اهمية المشاركة في الانتخابات واختيار من يمثلهم وفق المصلحة الوطنية، بعيدا عن المصالح الشخصية الضيّقة، ما يتيح إمكانية الخلاص من قوى الفساد التي تهيمن على المفاصل الحكومية منذ عقود طويلة، والتي وصل بها الحال الى تقديم مقترحات قانونية غير إنسانية، تتضمن توجها صريحا لترسيخ الخطاب الطائفي».

من اجل ابعاد التشريعات ذات الطابع الطائفي او التمييز بين الشعب العراقي    

طرحت في الأيام الماضية وبشكل يخلوا من تعريف الرأي العام بما ينوي المشرعون تقديمه من قوانين او تعديلات للتشريع كما حصل في أيام الفصل التشريعي الجديد تموز 2024، لكنه انه من البديهي ان يكون عمل أعضاء مجلس النواب متسما بالشفافية والوضوح؛ لذلك اوجب الدستور ان تكون جلسات مجلس النواب علانية وهذا ينطبق على جميع اعمال الأعضاء أيضا، علما ان حق الجمهور الاطلاع على كافة اعمال المؤسسات التشريعية أيضا ضمن حق الحصول على المعلومات.

وقد اتسم موضوع تقديم تعديلات على قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 صفة العجالة الشديدة المريبة فقد جرى تثبيت مناقشة التعديلات بطلب نائب واحد، اما قانون النفط والغاز الذي يتعلق بالاقتصاد العراقي ما زال مركونا في ادراج رئاسة المجلس منذ سنوات مع مطالبة الرأي العام والاقتصاديين وبعض النواب بدتشريعه السريعة، إن ذلك يوحي بمزاجية اختيار القوانين للمناقشة وفرض ارادات بعض القوى على المصالح العليا للشعب العراقي.

كما نعلم ان قانون الأحوال الشخصية الذي يتعلق بالعائلة وافرادها وبالتالي المجتمع بكامله قد استمد اغلب مواده من مختلف المذاهب والفقه الإسلامي بما يتلائم مع العصر واستقرار العائلة العراقية والمواثيق الدولية أيضا، اما التعديلات المطروحة من قبل قوى دينية سياسية تعمل على إعادة المجتمع العراقي الى احكام واراء فقهية دينية لعصور متنوعة بعضها منغلق على مذهبه او ثقافة عصره لذلك فيمكن اجمال ملاحظاتنا الأساسية على التعديلات المطروحة بالنقاط التالية :-

1- عند قراءة التعديلات نجد انها حملت العديد من التوجهات الطائفية بمسمياتها ولأول مرة تتم فيها محاولة تقنين الفرقة الطائفية في داخل العائلة العراقية، حيث يكون لديوان الوقف الشيعي والوقف السني دور في التشريع، وهما مؤسسات لادارة الأوقاف.

2- التمييز لصالح الرجل ضد المرأة بنص التعديل المقترح مادة ب2اضافة فقرة 3 ((عند حصول خلاف بين الزوجين بشأن المذهب الذي جرى ابرام عقد الزواج وفقا لاحكامه، يعد العقد وفقا لمذهب الزوج...)) وهذا خلافا للمادة 14 من الدستور العراقي التي تنص ((العراقيون متساوون امام القانون دون تمييز...)).

3- يدعو التعديل لتكوين (مدونة الاحكام الشرعية) خلال 6 اشهر من بعد تشريع تعديلات القانون وهذه المدونة المزمع تنظيمها سوف تكون بمثابة القانون البديل الذي تطبقه المحاكم فعليا.غير اننا يجب ان نعلم ان بعض موظعوا الوقف منهم رجال دين لم يدرسوا القانون ولا علم الاجتماع سيضعون فقرات المدونة وأحكامها.

4- إن مقترح التعديل يدعو الى رجوع المحاكم المختصة للوقف الشيعي والسني للفترة ما بين تشريع التعديلات واكمال المدونة الشرعية أي لفترة ستة اشهر والحكم بآرائهم وبالتالي إيقاف العمل بالقانون النافذ رقم 188 لسنة 1959 فيكون العمل برأي موظفين حكوميين في الوقفين وليس بقانون مشرع قد استقرت عليه الاحكام والقضاء والعائلة العراقية لعقود طويلة.

5- منح تخويل اجراء عقود الزواج من قبل دواني الوقف الشيعي والسني الى اشخاص اخرين وما على المحكمة إلا تصديق العقد وبالتالي اضعاف المؤسسة القضائية وإطلاق عقود زواج أخرى غير الزواج الدائم - وهو من ثوابت احكام الإسلام—وبالتالي ستكون مشاكل اجتماعية كبيرة منها زواج القاصرات وتعدد الزيجات علما ان القضاء صاحب الصلاحية منفردا للتوثيق والاحصاء وما يحصل من متغيرات على العقد بعد ذلك.

لذلك ندعو الى الغاء مقترح التعديلات لقانون الأحوال الشخصية النافذ كونها طائفية تمييزية غير دستورية

جمعية المواطنة لحقوق الانسان

***************************************************************

مسودة التعديل تكرّس النزعة الطائفية المقيتة

محاولة يائسة لتغيير قانون الأحوال الشخصية انطلاقاً من احترامنا لوحدة النسيج العراقي، وسعينا لنبذ التفرقة على أساس الجنس، أو العرق، أو القومية، أو الأصل، أو اللون، أو الدين، أو المذهب، أو المعتقد، أو الرأي، أو الوضع الاقتصادي، أو الاجتماعي؛ وواجب الالتزام بما نصّ عليه الدستور العراقي بهذا الخصوص؛ فإننا نضمّ صوتنا إلى جانب الأصوات الخيرة المنادية برفض (مُسَوَّدة تعديل قانون الأحوال الشخصية) التي ناقشها البرلمان العراقي قراءة أولى، يوم أمس الأربعاء، 24-7-2024، بناء على طلب من نائب واحد؛ خلافاً للقانون. إن ما جاء بتلك المُسَوَّدة من تعديلات يهدد السلم والاستقرار السياسي والاجتماعي، وبالتالي الأمني والاقتصادي، ويكرس النزعة الطائفية المقيتة التي ما زال شعبنا يعاني من آثارها حتى اليوم، وينتقص من حقوق المرأة والطفل، ويهدد بناء العائلة والمجتمع، ويتعارض والمواثيق الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان. نرفض رفضاً قاطعاً هذا التعديل الذي جاء بدوافع ونزوات فردية من أشخاص أو تيارات معروفة؛ مهما كانت مبرراتها، وندعو كل القوى الخيرة، والأوساط والشخصيات الثقافية والاجتماعية لإيقاف أية محاولة لزرع الفتنة والصراع الطائفي البغيض. المركز العراقي الكندي لحقوق الإنسان.

 

المركز العراقي الكندي لحقوق الإنسان

الخميس 25-7-2024

*********************************************************

لتتوحد جهودنا جميعا لمواصلة رفض تعديل قانون الاحوال الشخصية

تثمن رابطة المرأة العراقية عاليا الموقف الانساني الذي تحلى به السيدات والسادة اعضاء مجلس النواب العراقي الذين شاركوا في جمع التواقيع لسحب مقترح تعديل قانون الاحوال الشخصية (رقم 188 لسنة 1959) من جدول اعمال جلسة يوم الاربعاء الماضي 24 تموز 2024، كما نثمن الدور الكبير الذي لعبته مختلف وسائل الاعلام العراقية والمدونين والنشطاء المدنيين والقوى والشخصيات السياسية المدنية والديمقراطية والوطنية التي ساهمت بحشد الرأي العام لرفض ادراج مسودة التعديل في جدول اعمال مجلس النواب، ونؤكد على أن التضامن والتواصل والمشاركة الفعالة كانت وستبقى العامل الاساس في تسليط الضوء على هذه القضية المهمة والدفاع عن حقوق جميع المواطنين وبالاخص الحقوق القانونية والمدنية.

كما ونثمن الدور الذي لعبته منظمات المجتمع المدني والشبكات وبالتعاون مع المؤسسات القانونية والمحاميات والقضاة لتضامنها مع الحملة التي اطلقتها الحركة النسوية العراقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات والتصريحات الإعلامية، والمشاركات والمشاركين في الفعاليات المختلفة التي أسهمت في إيصال صوتنا ورسالتنا إلى مستويات متعددة من المجتمع والى المسؤولين. إن هذا التضامن يبرهن على الالتزام الجاد بالدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة، ويعزز من قوة حركتنا الجماعية نحو تحقيق العدالة وحفظ الكرامة الانسانية لكل العراقيين.

ان المقترحات التي قدمت لتعديل القانون تشكل خطوة للوراء في مجال حقوق المرأة والاسرة والطفولة وتناقض مبادئ الدستور وتتنافى مع العدالة والقيم الاساسية التي وفرها قانون الاحوال الشخصية العراقي السائد واهمها أنه قانون يحمي ويضمن حقوق الجميع دون تمييز أو تفرقة.

سنواصل نضالنا ووحدة جهودنا والاصرار على مطالبنا بضرورة رفض اي مسعى لاعادة مناقشة القانون دون ان يكون لاصحاب الشأن رأي واضح فيه، واجراء حوار مجتمعي شامل وشفاف حول هذه التعديلات وضرورة مراعاة آراء جميع الاطراف المعنية قبل اتخاذ اي قرار نهائي بهذا الخصوص.

كلنا أمل بالاصغاء وسماع صوت المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان، وأن تتخذ رئاسة مجلس النواب والحكومة الاتحادية القرار الأمثل الذي يحافظ على حقوق الفرد ويعزز العدالة في المجتمع بما يضمن وحدته.       

رابطة المرأة العراقية

26 تموز 2024

**************************************************************

الصفحة التاسعة

إنجاز تاريخي للاعب كرة السلة الإسباني فيرنانديز في الأولمبياد

باريس ـ وكالات

أصبح الإسباني رودي فيرنانديز، أول لاعب كرة سلة يشارك في 6 نسخ مختلفة من دورات الألعاب الأولمبية الصيفية.

وسجل فيرنانديز، 39 عاما، إنجازه التاريخي أمس السبت بمشاركته بعد مضي 5 دقائق من الربع الأول لمباراة إسبانيا أمام أستراليا في افتتاح مشوار الفريقين في أولمبياد باريس 2024.

وستحقق الأمريكية ديانا تاوراسي نفس إنجاز فيرنانديز وستصبح أول لاعبة تشارك في 6 نسخ للأولمبياد حينما تشارك مع بلادها أمام اليابان الإثنين المقبل.

وشارك الإسباني خوان كارلوس نافارو وتيوفيلو كروز من بورتو ريكو والأسترالي أندرو جاز والبرازيلي أوسكار شميت والأرجنتيني لويس سكولا في 5 نسخ أولمبية ضمن منافسات كرة السلة.

***************************************************

في أولمبياد باريس الارجنتين تتفوق على العراق بثلاثة أهداف مقابل هدف

بغداد ـ طريق الشعب

خسر منتخبنا الأولمبي امام المنتخب الارجنتيني بثلاثة أهداف مقابل هدف، في الجولة الثانية من منافسات كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية، باريس 2024.

وظهر المنتخب العراقي بشكل جيد في الشوط الأول، ورغم أنّ الفاعلية كانت عند المنتخب الأرجنتيني، لكن أسود الرافدين رفضت الخروج متأخرة في النتيجة خلال الـ45 دقيقة الأولى.

وجاء التهديد الأول في المباراة عبر أسود الرافدين بعد مرور أربعة دقائق، وسُنحت فرصة خطيرة للعراقيين، بعد خروج حارس الأرجنتين من مرماه خارج منطقة الجزاء لمحاولة إفساد هجمة خطيرة، وصلت عند نهاد محمد الذي حاول تسديد الكرة في المرمى الخالي، ولكن تدخل الدفاع الأرجنتيني في الوقت الحاسم وشتت الكرة.

ونجح المتألق في المباراة، تياغو ألمادا في إحراز الهدف الأول مع حلول الدقيقة (14) بعدما حصل على الكرة من جوليان ألفاريز، ثم أطلق تسديدة أرضية رائعة سكنت الشباك العراقية.

وجاء رد أسود الرافدين الأول في الدقيقة (28) عبر زياد تحسين الذي سدد كرة رائعة ولكن حارس الأرجنتين وتصدى لها، في الوقت ذاته أشار الحكم المساعد إلى وجود تسلل.

وبعدها بدقائق، حاول المنتخب العراقي تهديد مرمى التانغو من جديد، بعد عرضية من ايمن حسين في الدقيقة (32) عبر الجبهة اليمنى مرت صعبة على حارس المرمى، لتصل إلى علي جاسم الذي يسدد كرة ولكن يتصدى لها حارس التانجو.

واثمر ضغط أسود الرافدين عن هدف التعادل للعراقيين قبل ثوانٍ من نهاية الشوط الأول وتحديدًا عند الدقيقة (45+5) بعد عرضية من أحمد حسن مكنزي، ارتقى لها أيمن حسين وضرب الكرة برأسه وسكنت شباك التانغو.

دخل المنتخب الأرجنتيني بشكل ضاغط من أجل التقدم في النتيجة من جديد، وحصد أول 3 نقاط في مرحلة المجموعات، وسط تراجع تام للاعبي المنتخب العراقي.

وضغطت عناصر التانغو بقوة على أسود الرافدين، وأثمر الضغط عن هدفًا ثانيًا للمنتخب الأرجنتيني في الدقيقة (62) عبر البديل لوتشيانو غوندو الذي شارك قبل الهدف بدقيقتين فقط (60) بدلًا من سانتياغو هيزي برأسية قوية بعدما وصلت له عرضية عبر البديل أيضًا كيفن زينون، حولها غوندو برأسه في الشباك، مُستغلًا خروج خاطئ للحارس حسين من مرماه.

وجاء الهدف الثالث للمنتخب الأرجنتيني بعد كرات رائعة كرة وتمريرات متناغمة على حدود منطقة الجزاء، وصلت عند إزيكويل فرنانديز بعد تمهيد للكرة من قبل كيفن زينون، سددها لاعب بوكا جونيورز بطريقة رائعة في شباك العراقيين.

*******************************************************

نساء غاز الشمال يواصلن التحضير للبطولة العربية

متابعة ـ طريق الشعب

يواصل فريق غاز الشمال النسوي لكرة السلة استعداداته تحضيراً للمشاركة في منافسات البطولة العربية للأندية التي ستقام في العاصمة الأردنية عمان مطلع أيلول المقبل.

وقال الأمين المالي للنادي حسين ضاحي للوكالة الرسمية إن «فريق السلة النسوي يواصل استعداداته بقيادة المدرب رزكار رؤوف في محافظة السليمانية تحضيراً للمشاركة في منافسات البطولة العربية النسوية للأندية المزمع إقامتها في العاصمة الأردنية عمان مطلع ايلول المقبل، مؤكداً أن الفريق سيدخل معسكراً تدريبياً داخلياً ضمن منهاجه الفني الذي وضعه الملاك التدريبي لخوض عدد من المباريات التجريبية قبل دخول البطولة».

واضاف أن «الفريق سيعزز صفوفه بلاعبتين محترفتين الأولى أميركية الجنسية والثانية كندية، إضافة إلى لاعبة عراقية الأصل مغتربة في السويد، موضحاً أن الفريق يضم أفضل اللاعبات المحليات على مستوى العراق وسبق له المشاركة في البطولات الخارجية وحقق نتائج جيدة، فضلاً عن حصوله على بطولة الدوري العراقي النسوي».

**********************************************************

بغداد تستضيف بطولة آسيا للمبارزة

بغداد ـ طريق الشعب

أكد رئيس اتحاد المبارزة زياد حسن استضافة العراق بطولة آسيا تحت سن 23 عاما في العاصمة بغداد.

وبين في بيان للجنة الأولمبية أن «الاتحاد القاري وجه إشعاراً إلى الاتحادات الآسيوية بالمشاركة في منافسات هذه البطولة التي ستنطلق في التاسع عشر وتستمر حتى الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول المقبل».

وأشار حسن إلى أن «الاتحاد أنهى جميع الترتيبات لاستضافة الوفود وإنجاح البطولة التي تعد مناسبة كبيرة للاحتكاك، وإعطاء فرصة لظهور الأبطال وتعارفهم واكتساب الخبرات من بعضهم البعض في هذا الحدث الرياضي القاري الكبير». وأعرب عن «سعادته في احتضان بغداد تجمعاً آسيوياً كبيراً لأبطال القارة الصفراء، تحت سن 23 عاما، مضيفاً أن تواجد المنتخبات الآسيوية خلال تشرين الأول المقبل دليل على المكانة الكبيرة والسمعة الرياضية التي يتميز بها العراق. مؤكداً ثقته بالاستعدادات التي هيأها اتحاد اللعبة لإظهار البطولة بما يليق بمكانة العراق».

وأوضح أن «اتحاد المبارزة شكل عدداً من اللجان على وفق تخصصاتها والعمل من الآن لوضع برنامج مشترك ورسم استراتيجية مدروسة، وأن الجميع يطمح لإنجاح بطولة آسيا وإخراجها بالصورة التي تنال إعجاب الوفود المشاركة».

****************************************************

الألعاب الأولمبية.. أرقام قياسية مرتقبة في دورة باريس 2024

باريس ـ وكالات

انطلقت الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس بزخم كبير، حيث تتوجه الأنظار إلى العديد من الرياضات الفردية والجماعية التي ستكون حاسمة في تحديد الأبطال الجدد، في الكثير من المنافسات.

مع حفل افتتاح مميز بطريقة مبتكرة، وتحت الأمطار على ضفاف نهر السين، تنطلق منافسات هذا الحدث العالمي في دورة باريس 2024، لتجذب اهتمام الجماهير حول العالم.

تحديات ليديكي في السباحة

في هذه الأجواء المشوقة، تبدأ السباحة الأمريكية كايتي ليديكي سعيها لتحقيق إنجاز تاريخي، قد يجعل منها المرأة الأكثر تتويجًا في تاريخ الألعاب الأولمبية.

لكن ستكون المنافسة شديدة مع السباحات الموهوبات، مثل الأسترالية أريارن تيتموس والكندية سامر ماكينتوش في سباق 400 متر، ما يضفي مزيدًا من الإثارة على المنافسات.

يمكن أن تصبح ليديكي الحائزة على عشر ميداليات أولمبية، بما في ذلك سبع ذهبيات، في غضون أسبوع المرأة الأكثر تتويجًا في تاريخ الألعاب الأولمبية.

وفي سباق 400 متر الذي سيبدأ، اليوم السبت، تواجه السباحة الأمريكية البالغة من العمر 27 عامًا منافسة قوية مع الأسترالية أريارن تيتموس، والكندية سامر ماكينتوش التي لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها. يمكن أن تساهم هذه المنافسة في تقديم واحدة من أكثر اللحظات إثارة في الألعاب.

الأولى لويمبانياما في الألعاب الأولمبية

قبل أن يدخل منتخب أحلام ستيفن كوري المنافسة بقمة ضد صربيا بقيادة نيكولا يوكيتش الأحد، تفتتح فرنسا، الحائزة على الميدالية الفضية في طوكيو قبل ثلاث سنوات، المسابقة ضد البرازيل في ملعب بيار موروا في ليل.

ورغم الأداء المخيب في المباريات التحضيرية، يسعى الفرنسيون، بقيادة نجمهم الشاب فيكتور ويمبانياما، إلى تحقيق النجاح في الألعاب الأولمبية باريس 2024.

نيكولا كاراباتيتش يبدأ جولته الوداعية

يبدأ الفرنسي نيكولا كاراباتيتش، البالغ من العمر 40 عامًا، سعيه للحصول على لقبه الأولمبي الرابع أمام الدنماركي ميكيل هانسن، وهو أيضًا أيقونة في عالم كرة اليد.

قد تكون هذه المباراة الأولى ضد الدنمارك، والتي يمكن أن تُعد مباراة نهائية قبل الأوان، حاسمة في تحديد طموحات المنتخبين الفرنسي والدنماركي في السباق على الذهب.

هل يتوج دوبون بالذهب؟

بعد عروض مخيبة للآمال في الدور الأول، استعاد منتخب فرنسا للريغبي السباعي بقيادة النجم أنطوان دوبون، توازنه أمام الأرجنتين في ربع النهائي، ويواجه الآن جنوب أفريقيا في نصف النهائي.

وفي حال الفوز، سيتأهل إلى النهائي، بينما سيلعب في حال الهزيمة مباراة الميدالية البرونزية. وفي المباراة الأخرى لنصف النهائي، ستتنافس فيجي ضد أستراليا.

الميداليات الأولى في شاتورو

سيتم منح الميداليات الأولمبية الأولى في شاتورو، التي تبعد أكثر من 250 كيلومترًا عن باريس، حيث يتنافس المشاركون في مسابقة الرماية. ستُمنح الميدالية الأولى في مسابقة بندقية هواء مضغوط 10 أمتار مختلط.

هدف ديوكوفيتش والثنائي نادال وألكاراز

في رولان غاروس، يبدأ الصربي نوفاك ديوكوفيتش، صاحب الألقاب الكبرى الأكثر عددًا، سعيه نحو نيل الذهب الأولمبي الوحيد الذي ينقصه. كما سيبدأ الماتادور الإسباني رافاييل نادال، الذي سيتنافس في الزوجي مع مواطنه كارلوس ألكاراز، الفائز بلقبي رولان غاروس وويمبلدون هذا العام، مشواره أيضًا في الفردي. وستبدأ البولندية إيغا شفيونتيك، المصنفة الأولى عالميًّا، منافساتها أمام الرومانية إيرينا كاميليا بيغو.

****************************************************

 وقفة رياضية.. حتى نحقق الإنجاز.. يجب إعداد أبطال الرياضة مبكراً

منعم جابر

 

الكثير من بلدان العالم المتحضرة عرفت الطريق الصحيح لتطورها الرياضي وبدأت خطواتها العملية مبكراً وفق القاعدة العلمية والواقعية (خذوهم صغاراً) أي أن اختيار الأطفال لألعابهم وتجاربهم الرياضية يجب أن تبدأ مبكراً، ومع أعمارهم الصغيرة نجدهم يختارون ألعابهم وبشكل مبكر مع توجيهات معلميهم ومدربيهم وكل حسب هواياته وقابلياته البدنية والجسمانية، وهذا لا يتم إلا من خلال معرفة معلميهم ومدربيهم وقابلياتهم، أي لا يتم الاختيار بشكل عشوائي وارتجالي. فالعمل يجري مبكر في السنوات الأولى والعمر المبكر لأن الاختيارات المبكرة تدفع بالمتدرب لتحسين أدائه وإتقان مهاراته والتعرف على أسرار ومهارات اللعبة التي عشقها واقتنع بها. فالكثير من بلدان العالم تترك الأطفال بهواياتهم وتراقب أفعالهم ثم يبدأ المعلمون بمساعدة الأطفال بأفعالهم وهواياتهم وممارستهم، عندها تحصل الفرصة الذهبية بين القابلية البدنية والرغبة وحب ممارسة هذا النوع من الألعاب او ذاك، عندها يتحقق الهدف وتنمو القابلية البدنية وتتحقق الخطوات الأولى نحو البطولة والمجد الرياضي. لذا أقول لأحبتي قادة الاتحادات الفرعية في المحافظات والمركزية في العاصمة (بغداد) عليكم ان تعملوا بجد وهمة عالية كل في مجاله واختصاصه بالبحث عن الأطفال وبالأعمار المبكرة لاكتشاف المواهب الرياضية في المدارس الابتدائية لأنها الأساس المناسب للموهبة الرياضية، اما اذا تجاوزتم هذه الفترة من أعمار الفتوة يعني اكثر من 10-12 سنة فإنكم تضيعون جهودكم وأيامكم، وضمن هذه الفئة العمرية نجد أن الأطفال جميعاً يحبون أن يمارسوا كرة القدم وعلى معلميهم ومدربيهم أن يلعبوا ادواراً مهمة في توجيه الأطفال نحو هوايات أخرى وألعاب متنوعة، وهذا ما يوجه أفكارهم وتوجهاتهم نحو ألعاب متنوعة وعند ذاك نستطيع ان نكتشف بعض القابليات والمواهب الفذة وغير الطبيعية نحو ألعاب جديدة. عليه اقول لأحبتي قادة الاتحادات الرياضية المركزية وقادة الاتحادات الفرعية في محافظاتنا العزيزة ان يساهموا كل باختصاصه لافتتاح مركز تدريبي في العاصمة بغداد ومراكز المحافظات لغرض تدريب وتعليم أساسيات لعبة او أكثر خاصة بالألعاب المحددة لتعليم وتدريب الأطفال من الموهوبين لهذه اللعبة او تلك، عندها سنقدم لفرقنا العراقية أفواجاً من الموهوبين والمهارات المتطورة للكثير من الألعاب. وبهذا العمل والتوجه نكون قد قدمنا لوطننا خدمات كبيرة وعطاء لا ينضب من مبدعي الرياضة والمشاريع الوطنية لرياضة المستقبل. وهنا سنعطي الفرصة لأبنائنا في المحافظات من الكوادر التدريبية ومعلمي ومدرسي التربية الرياضية لأن يجتهدوا ويعملوا من أجل النهوض بالواقع الرياضي في محافظاتهم ويقدموا للوطن نماذج من الأبطال والنجوم اللامعة في الساحة الرياضية. وهذه الفكرة أتمنى دراستها من قبل الاتحاد العراقي المركزي لكل لعبة رياضية من أجل تقدمها ورقيها وأن لا يبقى الاتحاد الرياضي الفرعي (في المحافظات) قاعداً عن العمل وكسولاً وليس أمامه إلا انتظار الانتخابات والسفرات (الترويحية) في بعض الحالات لأن المنافسات بشكل بسيط وفي بعض المحافظات والمدن العراقية.

أحبتي يا قادة الاتحادات الرياضية المركزية إننا نطالبكم بأن تحركوا الاتحادات الرياضية الفرعية (المحافظات) وان تضع هذه الاتحادات برامج سنوية وان تقيم بطولات لأنديتها ولكل ألعابها (حسب الاختصاص) وان تشرف على العابها وللفئات العمرية لأن هذا الواجب سيساهم في تنشيط الدور الرياضي لهذا الاتحاد او ذاك وان يقيم الاتحاد المركزي (في بغداد) والاتحادات الرياضية (في المحافظات) وكذلك ان يشرف هذا الاتحاد او ذاك عن إقامة مركز تدريبي (للفئات العمرية) بغية السعي لتنشيط اللعبة المشرف عليها في محافظته. وبهذا العمل والواجبات تساهم هذه الاتحادات الرياضية بتطوير ألعابها وكوادرها. وبهذا العمل والواجب نقدم لعراقنا خدمة كبيرة وللرياضة المساعي الناجحة وممكن أن تقيم الاتحادات المركزية في بغداد مهرجانات سنوية وأيام العطلة الصيفية لألعابها في جميع المحافظات وفق برامج سنوية تعتمد على المواهب والكفاءات والأعمار دون الـ 15 عاماً لتنشيط عملها الرياضي السنوي من أجل غد رياضي مشرق وسعيد.. ولنا عودة.

********************************************************

الصفحة العاشرة

الملامح الرئيسية للاقتصاد الريعي في العراق وإشكالياته الكبرى.. تأثيرات الريوع النفطية على الاقتصاد والطبقات الاجتماعية في العراق

د. صالح ياسر

تدفعنا الملاحظات السابقة الى التساؤل التالي: هل هناك تأثيرات للدخول الريعية، والتي تمثلها بشكل اساسي الريوع النفطية، على الاقتصاد والطبقات الاجتماعية قبل وبعد 2003؟

الجواب على ذلك: نعم. الفكرة بسيطة: فالنظام في العادة لا يقيم سيطرته على العنف فقط ولكن أيضاً على توزيع العطايا والمنافع لفئة (أو مجموعة فئات وشرائح) تصبح هي قاعدته الاجتماعية. فعند تعاظم الموارد المالية الآتية من الريوع النفطية تحديدا، يربح النظام قواعد يضمن ولائها بالمال.

وبالمقابل فالفئات والشرائح الاجتماعية التي تشكل قاعدة النظام تتألف عادة من «جماعات وطوائف وأفراد»، وهي تتصارع مع بعضها البعض، وفي صراعها يستخدم البعض علاقاته بالسلطة الحاكمة من أجل الحصول على موارد أو امتيازات لا يحصل عليها منافسوه. الكل تقريباً يحاول ممارسة ذلك، البعض ينجح تماماً والبعض الآخر ينجح بدرجة اقل والبعض الثالث يفشل فينزوي في ركن بعيد. بعبارة أخري هناك الكثير من «رجال الأعمال» الجدد متورطون مع النظام ومع السلطة، حتى ولو كانوا يقضون الليل والنهار في الدعاء عليهما !

أولا: تأثيرات الريوع النفطية خلال حقبة النظام الدكتاتوري

تستهدف هذه الفقرة متابعة مسار القوى المسيطرة على السلطة خلال الفترة 1968 - 2003، والتي استمرت لثلاثة عقود ونصف كي يمكن فهم جذورها وطبيعة النظام الذي انشأته مستفيدة من الريوع النفطية لبناء سلطة استبدادية دكتاتورية وقطع الطريق امام اي تطور ديمقراطي. تاريخيا، ولأسباب متنوعة لا مجال للدخول في تفاصيلها «الملتبسة» تهيمن الدولة في العراق على المجتمع المدني. غير أن هذه الهيمنة اتخذت صيغتها الصارخة بسيطرة الائتلاف العسكري/الحزبي الذي جاء الى السلطة في 17/تموز/1968. ولأسباب تاريخية/سياسية معروفة أيضا، انتهت هذه الهيمنة بسيطرة العائلة الحاكمة على كل شيء.

ولفهم هذه «المفارقات» لابد من تتبع التطور التاريخي لعمليات التمايز التي حدثت في تلك السلطة منذ 17 تموز 1968.

لبناء أسس السلطة الجديدة، التي ولدت بعملية ملتبسة ومركبة، ولضمان إعادة إنتاج سيطرته، على مختلف الصعد، لجأ الإئتلاف الطبقي/السياسي الجديد الى الاستيلاء السريع على المفاصل الأساسية لسلطة الدولة وأجهزتها المختلفة، مبتدئا بتأمين السيطرة الاقتصادية وشروطها عبر الهيمنة على الحقول الاساسية لإنتاج الثروة وتحديدا الثروة النفطية، واستخدام هذه العناصر كأداة لـ «توليد» الفئات الجديدة التي ارتكز عليها فيما بعد لبناء «السلطة الجديدة». غير إن السيطرة الاقتصادية لم تكن كافية لإعادة إنتاج السلطة الجديدة في حينها، بل إن ذلك تطلب تعزيز هذه السيطرة بإحكام القبضة على مواقع إعادة إنتاج السيطرة السياسية والإيديولوجية وإحكام الهيمنة على هذه الاجهزة الضرورية لديمومة استمراره.

وأثناء عملية بلورة شروط وعناصر الهيمنة الطبقية بتجلياتها الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية، كانت تجري عملية استقطاب وتركز عالية الحدّة، تمازج بين الإرغام الاقتصادي والعنف المادي واللفضي، والأشكال الاعتيادية لتحقيق هيمنة الائتلاف الجديد، الطامح لتذويب الجميع في « بوتقة واحدة «.

على المستوى السياسي بدأت كل العلائم تشير الى جنوح طاغ لدى «السلطة الجديدة» لضمان سيطرة الحزب الواحد على مقاليد الحياة الاجتماعية بكل ابعادها وفروعها، بدون منازع، وخلق حالة من الوعي المفوت بأهمية وضرورة حزب واحد ووحيد، الى حد الاعلان عن دور قيادي للحزب الحاكم بنص دستوري!. وبموازاة الجنوح نحو أحادية حزبية صارخة كانت تجري عملية أخرى بالغة التعقيد داخل «الائتلاف المسيطر» تسعى لضمان تركز للسلطة وحصر عملية اتخاذ القرار في أيدي جماعة قرابية من منطقة جغرافية واحدة (بل وحتى من قرية واحدة هي قرية العوجة في تكريت).

ويتعين التأكيد على أن هذه السيرورات لم تتم بدفعة واحدة، بل شهدت مراحل عدّة، كما أنها كانت معمدة، كاتجاه عام، بالعنف بشكل أساسي. وبحسب الراحل د. فالح عبد الجبار فقد مرت هذه العملية ، تقريبا، بثلاثة أطوار (1) :

- الطور الأول ويمتد من لحظة سيطرة هذا الائتلاف في عام 1968 وحتى عام 1973، والتي يمكن تسميتها بمرحلة التشارك، وتمتاز بسيطرة الحزب، وبتنازع بين العسكريين والمدنيين انتهى بفرض السيطرة المدنية على المؤسسة العسكرية بهدف قطع الطريق على أية محاولة انقلابية لاحقاً، وخلق جيل جديد من العسكريين في إطار ما سمي ّ بـ «الجيش العقائدي».

وخلال هذه الفترة اتخذت قيادة الحزب الحاكم جملة من الاجراءات التي أصدرها «مجلس قيادة الثورة» لتأمين الهيمنة التامة على البلاد من خلال مركزة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والإعلام والصحافة والفكر بيد المجلس المذكور لضمان اعادة انتاج النظام القائم دون عوائق.

سعى النظام خلال هذه الفترة الى توسيع قاعدته الاجتماعية حيث يلاحظ النمو السريع لقطاع الدولة الرأسمالي وأجهزة الادارة الاقتصادية وبقية أجهزة الدولة المدنية والعسكرية التي جعل من العاملين فيها قوة كبيرة تسند حكمه وإجراءاته. وأدت تلك الاجراءات الى عملية تمايز طبقي يتمثل معلمه الاساس في تحسن اوضاع البرجوازية الصغيرة والفئات الوسطى وتحسن مواقعها الطبقية وتعزيز مصالحها. وبدأ من النصف الثاني من عام 1973 بدأت بالتبلور ملامح تحالف سياسي يستند الى قاعدة اجتماعية بين البرجوازية البيروقراطية التي تعززت مواقعها في الحكم والبرجوازية المحلية الكبيرة والطفيلية. علما ان تأميم النفط في عام 1972 قد أمّن امكانيات كبيرة سمحت للنظام الحاكم حينذاك بتوظيف الريوع النفطية في تعزيز مواقعه، فبدأت تنساب الى جيوب الحاكمين والأجهزة البيروقراطية والشرائح الطفيلية كميات كبيرة من الموارد المالية.

  

- الطور الثاني ويشمل الفترة 1973-1979 في هذا الطور يلاحظ تبلور مرحلة نمو السيطرة القرابية بلا منازع وخلق مجموعة من التشابكات الجديدة.

خلال هذه الفترة أدى تعاظم الريوع النفطية بنتيجة زيادة اسعار النفط الخام في السوق الدولية وزيادة انتاجه وتصديره، الى عدة نتائج من الناحية الاجتماعية، تمثلت في التالي:

أ. ضعفت حوافز العمل المنتج عند السكان؛

ب. انتشار الطفيلية حيث توسع نطاق المنتفعين غير المنتجين من المقربين للسلطة وعند العاملين في مؤسسات الدولة ومشاريع القطاع الحكومي؛

ج. طغيان النفوذ السياسي للحزب الحاكم في مؤسسات الدولة وفي اوساط المجتمع عموما.    

أما على الصعيد الاقتصادي فقد تم اعتماد اسلوب «التنمية الانفجارية» القائم على مبدأ «حرق المراحل» الذي ادى الى تسريع عملية توسع القطاع الحكومي وإقامة القاعدة الاقتصادية – الاجتماعية للسلطة المطلقة التي اراد حزب البعث فرضها على المجتمع.

لقد خلقت الاوضاع الاقتصادية الجديدة مراكز قوى فرعية لفئات وشرائح اقتصادية وسياسية وقوى وسيطة وطفيلية في نشاط الاستثمار في قطاعات المقاولات والصناعة والزراعة وتجارة الاراضي والتي ظلت تتأرجح في حلبة الصراع الدائم لاحتلال مواقع افضل في البنية الهرمية للسلطة. وشهدت هذه الفترة المزيد من التمايزات والاستقطاب الطبقي تمثل في انتقال اوساط من « الشرائح الجديدة « الى مواقع البرجوازية المتوسطة او حتى الى مواقع البرجوازية البيروقراطية والطفيلية وساعدها في ذلك انتماؤها للحزب الحاكم ومسقط رأسها وكذلك الطائفة الدينية التي تنتمي إليها وازدادت مداخيلها، سواء «المشروعة» او غير المشروعة، وتنامت مكاسبها وامتيازاتها. وأفضت هذه الاصطفافات والتمايزات الطبقية الى نشوء تحالفات طبقية وسياسية جديدة. وكان هناك تحالف اساسي فرض نفسه موضوعيا (وإن لم يعلن عنه رسميا) هو التحالف الذي نشأ بين فئة البرجوازية البيروقراطية، التي هيمنت على سلطة الدولة وقطاعها الاقتصادي والقابضة بيدها على سلطة اتخاذ القرارات، والبرجوازية المحلية (فئات المقاولين والعقاريين والزراعيين والتجارة) من طرف آخر، تلك الفئات التي نسجت وشائج قوية مع الاحتكارات الامبريالية ممثلة بالشركات المتعدية الجنسية التي اتسع نشاطها في العراق نتيجة تعاظم الريوع النفطية وما ارتبط بذلك من مشاريع اطلقتها خطة « التنمية الانفجارية».

- الطور الثالث ويشمل الفترة التي تلت سيطرة صدام حسين على السلطة في عام 1979، حيث تم حسم الأمور لصالح أحادية مطلقة، وتسمي هذه المرحلة بمرحلة نمو السيطرة العائلية (أشقاء الرئيس، أبناؤه، أبناء عمومته) كنواة للقيادة الجماعية. في هذه المرحلة، وكما يشير الباحث زهير الجزائري بصواب تصبح قرابة الدم المتراس الامني أمام قرابة العقيدة (2). نحن هنا شهود تضاؤل دور الحزب (المقصود الحزب الحاكم آنذاك) ككيان سياسي محدد حيث يتشضى دوره ويضمحل لصالح توطد مواقع القرابة، التي تصبح قادرة على الصياح بأعلى صوتها – إنها الحزب !!. شهدت هذه الفترة إعادة هيكلة للمناصب الامنية الحساسة بتوزيعها بين أقرباء الدرجة الاولى والثانية، وفي فترة لاحقة جرى تعزيز وترسيخ العلاقات العائلية في السلطة بسلسلة من الزيجات، وبهذا نشأت تحالفات جديدة واتسعت دائرة الماسكين بالسلطة أفقيا ولكن الجميع يضمنون الولاء لرأس واحد ، للأب الرئيس – «عم الجميع»!.

هكذا، إذن، نحن شهود عملية أو مشهد رباعي الابعاد:

هيمنة متعاظمة للحزب (البعث) على الدولة؛

تمركز مفاصل السلطة الاساسية بيد الجماعة القرابية الاوسع؛

تمركز القرار بين النخبة العائلية؛

الهيمنة على كل مفاصل صناعة القرارات السياسية الكبرى وتوزيع الثروة وصناعة الموت وحصرها بيد رئيس كلي القدرة والجبروت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش:

(1) قارن: فالح عبد الجبار، «من دولة الحزب الواحد الى دولة الحزب/الاسرة». الثقافة الجديدة، كانون الاول/1995 – كانون الثاني/1996، ص 7 ولاحقاً.

(2) قارن: زهير الجزائري، «الدولة والحزب والقبيلة»، الثقافة الجديدة، العدد 259/حزيران 1994، ص 62.

*************************************************************

جورج لوكاش: لينين صاحب رؤية سياسية ومصدر إلهام لتجديد الماركسية / روديغر دانهمان*

ترجمة: رشيد غويلب

لقد تم النظر إلى الماركسية الجامدة، أو الماركسية العالمية، كما يطلق على الماركسية اللينينية الأرثوذكسية او النقية، بشكل نقدي لعقود من الزمن. وبناء على ذلك، فإن لصورة لينين انعكاسا سلبيا إلى حد ما على اليسار غير العقائدي، وهناك، في سياق النظرية النقدية، نقص كبير بالاهتمام به. ولهذا من غير المتوقع ألا يطلق حزب اليسار الألماني على مؤسسته البحثية اسم روزا لوكسمبورغ، بل اسم زعيم ثورة أكتوبر. ولكن إذا كان لينين دوغمائيا، فلماذا اهتم مفكر مثل جورج لوكاش، الذي أصبح عمله «التاريخ والوعي الطبقي» مؤثرا على الماركسية الغربية وأيضا النظرية النقدية، طيلة حياته بلينين، باعتباره أهم الماركسيين في القرن العشرين؟

لوكاش وصورة لينين

بالرغم من ذلك، يرسم لوكاش صورة مختلفة تماما عن لينين. قبل 100 عام، وبعد وقت قصير من وفاة لينين، أصدر الفيلسوف المجري عمله الصغير «لينين. دراسة في سياق أفكاره». وفيه يعبر لوكاش بوضوح عن إعجابه واصطفافه الى جانب «صانع» ثورة أكتوبر، وهو ما سبق أن عبر عنه في كتابه «التاريخ والوعي الطبقي». على الرغم من تعاطف لوكاش المبكر مع روزا لوكسمبورغ والتوبيخ القاسي الذي وجهه له ولمقاله عن البرلمانية، الذي رسم، بالمناسبة، الصورة الزائفة للماركسي المتطرف جدا، التي سترافق لوكاش طوال حياته، عد لوكاش لينين عبقريا. إنه أحد «المنظرين المساوين لماركس الذين أنتجهم النضال التحرري البروليتاري حتى الآن».

كان لوكاش قد شهد لينين شخصيا. وأعجب بالطريقة التي قدم بها تحليلا متعمقا لقضية سياسية معقدة بشكل عفوي (استنادا إلى ملاحظة صحفية)، أخذا بالاعتبار السياق العام («الكل») والملموس والواقع للقضايا اليومية. بالنسبة للينين، وفقا للوكاتش، كان واقع الثورة دائما النقطة المرجعية الأساسية. وفي الصراع حول هل الثورة البروليتارية ممكنة في روسيا، أو وجوب اتباع المسار الكلاسيكي للتطور الرأسمالي في البلد المتخلف ايضا، أظهر لينين وجهة نظره غير الميكانيكية وغير الحتمية (ليست رؤية مسبقة) للواقع والتاريخ. لقد أدرك الديالكتيكي لينين - على خطى هيجل وماركس - أنه إذا أخذنا في الاعتبار «واقع العملية الشامل» في نهاية الحرب العالمية الإمبريالية، فيجب على البروليتاريا أن تخوض النضال ضد البرجوازية أو النضال لاستلام السلطة. لأن البرجوازية لم تعد طبقة ثورية. يجب على البروليتاريا أن تتولى مهام الطبقة البرجوازية الثورية سابقا من أجل تحقيق مطالبها الثورية القديمة.

كان لينين هو الذي استوعب الإمكانات الثورية للوضع بطريقة غير مسبوقة. ووفقا للوكاتش، فإن أفكار لينين التنظيمية مصممة لتناسب مثل هذه الأزمة، وتأخذ في الاعتبار أن العمل الجماعي للطبقات يلعب دورا حاسما فيها. لقد رأى لينين بوضوح الصعوبات التي تنشأ من عادات الفكر وأساليب الحياة الصنمية المجردة للبروليتاريين في عصر الرأسمالية الإمبريالية: هذه جعلت من الضروري بناء حزب طليعي «يتقدم دائما بخطوة على الجماهير المناضلة، ومع ذلك، فهو دائما لا يتقدم إلا بخطوة واحدة لكي يكون قادرا دائما على البقاء قائدا لنضالها.» ولا يمكن للحزب أن يلعب هذا الدور إلا إذا سمح لرؤيته النظرية «أن تبلغ ذروتها في التحليل الملموس للظرف الملموس، إذا فالصحة النظرية هي دائما وحدها التي تعبر عن معنى الموضع الملموس».

كان لوكاش يعني حزبا لينينيا يتمتع، من ناحية، «بالوضوح النظري والحزم»، و»من ناحية أخرى، يجب أن يكون مرنا جدا وقادرا على التعلم». «من اجل ان تقرأ الجماهير في كل تصريح، حتى وان كان مشوشا، الإمكانيات الثورية، التي تظل الجماهير غير واعية بها». يجب أن يكون الحزب جدليا بمعنى عبارة ماركس بأن المربي نفسه يجب أن يكون متعلما، ويجب أن يكون، في الوقت نفسه، منتجا ومنتجا (بكسر التاء في الأولى ونصبها في الثانية- المترجم). إن كون الحزب قد أصبح «الشكل المرئي لوعي البروليتاريا الطبقي» يجب إثباته باستمرار في علاقته المتبادلة مع الطبقة.

لينين الديالكتيكي

بالنسبة للوكاتش، أثبت لينين، السياسي الثوري وقارئ هيغل، قدراته كديالكتيكي للملموس في جميع النقاط المذكورة: لقد رأى من خلال ذلك أن النظرة الحتمية (المسبقة) غير الديالكتيكية للتاريخ أدت إلى سياسة الإصلاح التي تبنتها الأممية الثانية. لقد ضحت هذه السياسة بالمصالح العامة للبروليتاريا من أجل المصالح اليومية للمجموعات منفردة؛ لقد كان الأمر يتعلق فقط بـ «تحسين وضع البروليتاريا داخل المجتمع البرجوازي».

كما حلل هيلفردين (نمساوي وأحد منظري الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني – المترجم) وروزا لوكسمبورغ، فقد خلقت الإمبريالية وضعا جديدا عرف لينين كيف يقدم إجابة على نتائجه العملية والسياسية. لقد ايد نضال التحرر الوطني في المستعمرات، وقبل كل شيء كان على جدول الاعمال، ان البديل حرب عالمية أو حرب أهلية. بالنسبة للينين، كان هذا بمثابة بداية المرحلة الثورية للنضال من أجل استلام سلطة الدولة. ووفقا له، خدمت الديمقراطية البرلمانية الشكلية هدف تشويش البروليتاريين والفئات الوسطى لتأمين قيادة للبرجوازية. ومن ناحية أخرى، فإن نظام المجالس في الدولة الاشتراكية المنتصرة يتجاوز العالم البرجوازي، إذا نجح «في التغلب تربويا على بلادة وتشرذم هذه الفئات، وفي تعليمها لتكون نشطة وتشارك بشكل مستقل في حياة الدولة».

إن إحدى أهم وظائف نظام المجالس هي ربط لحظات حياة المجتمع التي تمزقها الرأسمالية، كما كتب لوكاش، صاحب نظرية التشيؤ. إن انتقال لينين من شيوعية الحرب إلى السياسة الاقتصادية الجديدة في الاتحاد السوفييتي يظهر له، قدرة لينين على تنفيذ الممارسة المرنة وغير العقائدية المطلوبة: كانت شيوعية الحرب «إجراء مؤقتا» ضروريًا، أملته الظروف.

وبالنسبة لجورج لوكاش، ما كان يميز «السياسة الواقعية الثورية» للينين هو أنه لم يلتزم بشكل صارم بالمبادئ ولم يتصرف بطريقة غير مبدئية. تنشأ «حقائقه» من التحليل الملموس للظرف الملموس من منظور رؤية جدلية وغير حتمية (غير مسبقة) للتاريخ. وينطبق هذا أيضا على «الشكل التنظيمي الذي وضعه لينين»، والذي «يرتبط ارتباطًا وثيقا بالثورة الوشيكة». وقد حذر لوكاش في وقت مبكر من عام 1924 قائلاً: «إن التعميم» الميكانيكي لأعمال لينين أو قراراته لا يمكن أن يؤدي إلا إلى صورة كاريكاتورية، وإلى لينينية مبتذلة»، وكما نعلم اليوم، فقد ذهب تحذير لوكاش دون استجابة. وأصبحت اللينينية صورة كاريكاتورية ستالينية.

لوكاش يصطف مع لينين

في مناقشة برنامج الحزب الشيوعي المجري، والتي دافع فيها لوكاش عن دكتاتورية ديمقراطية للبروليتاريا باسم حزبي «بلوم»، وبعد الهجرة إلى موسكو، ظل التزام لوكاش تجاه لينين قائما. ولم يكن بأي حال من الأحوال تكيفا تكتيكيا مثل اعترافه القسري بـ «أهمية «المادية والنقد التجريبي» في بلشفية الأحزاب الشيوعية». وقد جاء هذا في محاضرة ألقاها على مضض، في اجتماع للمعهد الفلسفي في موسكو عام 1934.

بالنسبة للوكاتش، ظل لينين يستحق الاحترام غير المشروط باعتباره منظّرا للممارسة، وقد عكس ذلك في نصه «منبر الشعب أم البيروقراطي؟»، الذي كتبه في ثلاثينيات القرن العشرين، والذي قدم فيه رؤيته بشأن لينين، باعتباره استمرارا لتقليد اليعاقبة ضد نموذج السياسيين البيروقراطيين. وقد أشار إلى كتابات لينين الفلسفية مرة أخرى في مناقشته للوجودية بعد الحرب العالمية الثانية، بعد أن عكس حسيا الكتابات الفلسفية الأساسية في ارث لينين في كتابه «هيغل الشاب». وفي عمله الأخير يوصل رؤيته للينين باعتباره الرابط الوحيد بين النظرية والممارسة. في كل من «أنطولوجيا الوجود الاجتماعي» وفي عمله «الاشتراكية والديمقراطية»، يعد لينين على أنه النقيض النظري والعملي والسياسي لسلطوية ستالين، و»الاشتراكية» التي تنفي استقلال النقابات العمالية وكل تقاليد المجالس والديمقراطية في الحياة اليومية. ويتلاءم مع هذه الصورة أن لوكاش، الذي كان معتقلا في رومانيا، كتب رسالة إلى أغنيس هيلر (فيلسوفة وعالمة اجتماع مجرية – المترجم) في عام 1957، يوصي فيها بإجراء دراسة مكثفة عن لينين وأخلاقياته الثورية.

في عام 1967، كتب لوكاش خاتمة جديدة لكتيبه «لينين»، كما كان يفعل دائما عند إعادة نشر كتاباته المبكرة. لقد أكد بعده القاطع، وأشار الى ان صورة لينين ليست ابدية، ومرتبطة بظروفها، فضلاً عن تفاؤله المبالغ فيه بشأن الثورة. لكنه احتفظ بالمحتوى الأساسي لنص 1924. بالنسبة له، ظل لينين منظر الممارسة القادر على التعرف على الإمكانات الثورية والعملية والسياسية لكل موقف تاريخي. بعيون لوكاش، لينين نموذج للمثقف الثوري: معطاء ثالث، مقارنة بدانتون وروبسبير؛ منبر متواضع للشعب، يكره كل البيروقراطية؛ المتعلم مدى الحياة الذي لا يدعي بأي حال من الأحوال أنه كلي المعرفة وخالٍ من الأخطاء؛ نقيض لستالين، لأنه يرفض صنمية أي شكل تنظيمي ويعترف بوضوح بالطبيعة غير المثالية للثورة الروسية. بالنسبة للوكاتش، فإن لينين «حقق أكثر من ماركس نفسه أطروحة فيورباخ الأخيرة».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*روديغر دانهمان هو رئيس جمعية جورج لوكاش العالمية.

صحيفة «نويز دويجلاند» الألمانية - 26 حزيران 2024 (مقتطفات ضافية)

*****************************************************************

الصفحة الحادية عشر

 

لغة الصورة

الصورة توثق وتتكلم.. تبوح بالحقيقة، وتعلن عن واقع مرير نعيشه اليوم. واقع نجد فيه قوماً يموتون من التخمة، وقوماً - وهم الكثرة – يموتون من الجوع وفقدان الأمن والقهر والسقم والتهجير والبطالة والمرض.. يموتون كمداً وحسرة على واقع مرً يعيشونه من دون ان يتنبه الى وجودهم احد.

ترى متى تبني دولة الحق والعدل والخير والمساواة، متى نحقق دولة الرفاهية والسعادة والأمان للجميع.. متى؟

 

 

مسرحية «بنادق السيدة كارار».. دور المرأة في أعمال برتولد برشت

بهاء محمود علوان*

تعكس مسرحية (بنادق السيدة كارار) الموقف السياسي والأيديولوجي لبرتولد برشت، المعروف بمنهجه النقدي الاجتماعي وأعماله المسرحية المبتكرة. كان برشت رائداً في المسرح الملحمي، والذي كان يهدف إلى تحفيز المتفرجين على التفكير وجعلهم يدرسون بشكل نقدي المشكلات الاجتماعية والسياسية في ذلك الوقت. وتعد مسرحيته (بنادق السيدة كرار) مثالاً على استخدام المسرح كوسيلة للتثقيف السياسي وتشكيل الرأي العام.

في السياق التاريخي للحرب العالمية الثانية والحرب الأهلية في إسبانيا، كانت دراما برشت ذات أهمية كبيرة. أثار أداء المسرحية نقاشاً وجدلاً ساخناً لأنها تناولت بشكل نقدي ميزان القوى السياسي وتأثير الحرب على السكان المدنيين. نظر الكثيرون إلى عمل برشت على أنه استفزازي سياسياً لأنه يتحدى النظام السائد ويدعو الجماهير إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة.

من الشخصيات المؤثرة التي ساهمت في نجاح (بنادق السيدة كارار) هي شخصية بطلة المسرحية السيدة كارار، التي لعبتْ دوراً محورياً، وأجادت إتقان ما طُلِبَ منها من مبادئ تتماشى مع متطلبات المسرح الملحمي.  بالإضافة إلى الممثلين والمخرجين الذين قاموا بأداء المسرحية. ساعد عرض الدراما وتفسيرها من قبل فنانين موهوبين في نقل رسالة برشت وآلية الوصول إلى الجمهور. بالإضافة إلى ذلك، أدرك نقاد المسرح والمثقفون أهمية هذه المسرحية بوصفها دراما سياسية مهمة وأبرزوا أهميتها للمجتمع المعاصر.

وتعدْ شخصية السيدة كرار شخصية معقدة ومتعددة الأبعاد. وقدْ تم تصويرها على أنها امرأة قوية وحازمة ستفعل كل ما بوسعها لحماية أطفالها. وفي الوقت نفسه، تم تصويرها أيضًا على أنها ممزقة بين غرائزها الأمومية ومعتقداتها السياسية. تواجه السيدة كرار القرار الصعب المتمثل في دعم القضية الجمهورية والمخاطرة بسلامة أبنائها، أو البقاء على الحياد وحماية أسرتها. على الرغم من بذل قصارى جهدها لحماية أبنائها من أهوال الحرب، ذلك إن أطفال السيدة كارار ينجذبون حتماً إلى الصراع. أبنها الأكبر، مثالي ومتحمس وملتزم بشدة بالقضية النضالية ضد الفاشيين والطغاة من جنرالات الحرب. أصبح عضوا في الألوية الدولية ويقاتل إلى جانب الحركات الشعبية ضد الجنرالات. ومن ناحية أخرى، فإن أبنها الأصغر أكثر تشككاً في الأيديولوجيات السياسية المحيطة به. تم تصويره على أنه شخصية مدروسة ومتأملة تتساءل عن الدوافع وراء الحرب ودور العنف في تحقيق التغيير الاجتماعي.

طوال المسرحية، تتصارع السيدة كارار مع المعضلات الأخلاقية التي فرضتها الحرب. إنها مجبرة على مواجهة حقيقة تورط أبنائها في الصراع وتأثير ذلك على أسرتها. ومع تصاعد العنف وتفاقم الوضع السياسي، تواجه السيدة كرار سلسلة من الخيارات الصعبة التي تختبر مبادئها وولائها لأطفالها. أحد المواضيع الرئيسية التي تم استكشافها في (أولاد السيدة كارار) هو التأثير المدمر للحرب على الأفراد والعائلات. تسلط المسرحية الضوء على التكلفة الإنسانية للصراع السياسي والطرق التي يمكن أن تمزق بها الحرب نسيج المجتمع. إن كفاح السيدة كارار لحماية أطفالها في مواجهة الصعاب الساحقة هو بمثابة تذكير مؤثر بالأضرار التي تلحقها الحرب بحياة الأبرياء. بالإضافة إلى استكشاف الأبعاد الشخصية والأخلاقية للحرب، يثير (أولاد السيدة كارار) أيضاً أسئلة مهمة حول طبيعة المشاركة السياسية ودور الأيديولوجيا في تشكيل السلوك البشري. تتصارع الشخصيات في المسرحية مع معتقداتهم السياسية والطرق التي تشكل بها هذه المعتقدات أفعالهم. تسلط المسرحية الضوء على الطرق التي يتشكل بها الأفراد من خلال بيئتهم الاجتماعية والسياسية، والطرق التي يجب عليهم بواسطتها التعامل مع الولاءات والقيم المتضاربة.

إن تصوير برشت للسيدة كارار وأبنائها يتردد صداه لدى الجماهير لأنه يتحدث عن موضوعات عالمية مثل الحب والتضحية والمرونة في مواجهة الشدائد. تعد المسرحية بمثابة تعليق قوي على التجربة الإنسانية والطرق التي يتنقل بها الأفراد في تعقيدات الصراع السياسي. إن قصة السيدة كرار هي شهادة على قوة ومرونة الروح الإنسانية، حتى في أحلك الأوقات. يمتد تأثير (أولاد السيدة كارار) إلى ما هو أبعد من مجالات الأدب والمسرح. تم تحويل المسرحية إلى وسائل إعلام مختلفة، بما في ذلك السينما والتلفزيون، وتمت دراستها من قبل العلماء والطلاب في جميع أنحاء العالم. تكمن أهميتها الدائمة في استكشافها للموضوعات الخالدة التي لا يزال يتردد صداها مع الجماهير اليوم.

ان أحد الأفراد المؤثرين الذين ساهموا في انتشار هذهِ المسرحية هو كاتب المسرحية نفسه، والذي أجاد في كتابتها بأسلوب يتماشى مع الطابع السياسي للمسرحية. كما أن برشت أظهر لنا السيدة كارار وهي تلتزم مبدأ الحياد، وإجبار أولادها على عدم المشاركة في الحرب، رغم الضغوطات التي يتعرضون لها من قِبل أصدقائهم في المحلة التي يسكنون فيها. وأراد أن يثبت لنا نظريته السياسية من خلال موقف السيدة كارار، بحيث أظهرت لنا أحداث المسرحية بأن (الموقف الحيادي) هو الموقف الخاسر، وأن على المرء أن يتخذ موقفاً يتماشى مع المبادئ التي يحملها. وقد ظهر جلياً في آخر العرض المسرحي كيفية انقلاب الموقف لدى السيدة كارار من الموقف (الحيادي) غير المشارك في الحرب، إلى الموقف المبدئي والحاسم من خلال إخراج البنادق التي كانت تخبئها ولم تعطها إلى أخيها (العامل)، ولا إلى أبنائها حين طالبوها بذلك. وهذا الموقف بحدِ ذاتهِ هو أشاره قوية وواضحة لمبدأ التغريب الذي يدعو إليه المسرح الملحمي. كان برشت معروفاً بأساليبه المبتكرة في الدراما والتزامه بالمشاركة الاجتماعية والسياسية. أحدث استخدام برشت لتقنيات المسرح الملحمي في مسرحية (بنادق السيدة كارار) ثورة في الطريقة التي يتفاعل بها الجمهور مع الوسيط، متحدياً المفاهيم التقليدية للسرد وتطور الشخصية.

ومن الشخصيات الأخرى المؤثرة في المسرحية هي السيدة (هيلينا فايكل)، وهي ممثلة ومخرجة مشهورة عملت بشكل وثيق مع برشت في العديد من إنتاجاته. لقد كان تفسير فايكل لشخصية السيدة كارار فعالاً في تشكيل الطريقة التي يتم بها أداء المسرحية وفهمها. وقد ساعد تصويرها الدقيق والرنان عاطفياً للبطل على إعادة الحياة إلى الشخصية على المسرح والشاشة.

وفيما يتعلق بالتطورات المستقبلية المتعلقة بمسرحية (بنادق السيدة كرار)، فمن المرجح أن تستمر المسرحية في إثارة أحاديث مهمة حول الحرب والسياسة والحالة الإنسانية. مع استمرار الصراعات العالمية وتعمق الانقسامات السياسية، لتصبح الموضوعات التي تم استكشافها في المسرحية ذات أهمية اليوم كما كانت عندما تم إصدارها.

إن مسرحية (بنادق السيدة كرار) لها جوانب إيجابية وسلبية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. فمن ناحية، ساعدت المسرحية في رفع مستوى الوعي بالمظالم السياسية والاجتماعية وشجعت الجمهور على التفكير في آثار الحرب والعنف. من ناحية أخرى، اعتبر البعض الدراما متطرفة للغاية ومثيرة للجدل، مما أدى إلى الرقابة والحظر. أثار استفزاز وتحدي المعايير السائدة من خلال أعمال برشت ردود فعل مستقطبة وأثار الشكوك حول نزاهته الفنية.

وفيما يتعلق بالتطورات المستقبلية في مجال المسرح السياسي والفن النقدي الاجتماعي، يمكن أن يستمر (محتوى الدراما بنادق السيدة كرار) في تقديم نموذج ملهم للفن الملتزم. أظهرت القطعة كيف يمكن استخدام المسرح كوسيلة للتغيير وتحفيز النقاش الاجتماعي ويمكن أن يكون بمثابة نموذج للأجيال القادمة من الفنانين الذين يرغبون في الدفاع عن العدالة الاجتماعية والتغيير السياسي.

وبشكل عام، يمكن القول إن محتوى الدراما في “بنادق السيدة كارار” له أهمية ثقافية كبيرة ويعد علامة فارقة في المسرح السياسي. لقد كسر عمل برتولت برشت حدود المسرح التقليدي وفتح إمكانيات جديدة لإجراء فحص نقدي للتحديات الاجتماعية. كما إن استقبال القطعة وتفسيرها متنوعان ومثيران للجدل، مما يؤكد اهميتهما الفنية وتأثيرهما السياسي. وبالنظر إلى المستقبل، يمكن أن يستمر تأثير مسرحية (بنادق السيدة كرار) في لعب دور مهم كمثال ملهم للفن المنخرط سياسياً وتشجيع الجماهير على التفكير في العالم الذي نعيش فيه.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

* أستاذ الأدب الألماني الحديث / جامعة بغداد

***********************************************************

النحات جونسون تسانغ الحركة الجسدية في الوجوه المشوّهة

سفانة عذبي

يقول النحات جونسون تسانغ  “ان أعمالي التي تصور الأطفال كانت تعبر عن وجهة نظري للعالم من خلال عيون طفل؛ انه طفلي الداخلي”، فقد كإنت منحوتات جونسون تسانغ المذهلة تدفع حدود الخيال، وأحيانًا الجاذبية، عبر التحولات الغريبة والغنائية والاستفزازية، تجسد أعماله سيولة الحركة الجسدية والعاطفة الإنسانية بينما تتحدىنا لرؤية العالم بطريقة مختلفة. يواصل النحات جونسون تسانغ دفع حدود الواقعية في منحوتاته للوجوه الممطوطة والمخترقة والمعرضة للألم والتعذيب بطرق سريالية، وهي سلسلة انجزها مؤخرا تحت عنوان (Open Mind)؛ حيث يدمج حركات اليد، والمواد المجازية مثل: أوراق الشجر المتنامية، وامواج المياه المتلاطمة في محاولة لنقل إحساس بالانفتاح الى خارج الحدود التقليدية للنحت؛ مما يجعل منحوتاته منفتحة الى فضاءات وأماكن أوسع من الحدود المادية لمنحوتاته. نشأ نشأة فقيرة، وكان يعاني من ضعف درجاته في المدرسة؛ فركز في البداية على العمل التجاري، ثم تصليح مكيفات الهواء، واحيانا بيع رقائق البطاطس والتحق لأول مرة بفصل دراسي في عرض نماذج الطين في عام 1991، خلال حياته المهنية التي استمرت ثلاثة عشر عامًا كشرطي، يصف تجربته الأولى مع مادة الطين: “بدا الطين ودودًا للغاية بالنسبة لي، لقد استمع إلى كل كلمة في ذهني وفعل بالضبط ما كنت أتوقعه. كل لمسة كانت مهدئة للغاية. أشعر وكأنني ألمس جلد الإنسان. لقد وجدت السلام والفرح فيه. لقد شعرت بالحب معه منذ ذلك الحين”.

في حوار معه أجرته (جولي أنتوليك) تحدث فيها عن النحت وكيف أصبح وسيلته المفضلة لخلق الفن:

“لقد أحببت مراقبة كل شيء من حولي منذ أن كنت في الرابعة من عمري. كان العالم جميلًا جدًا بالنسبة لي، وخاصة الطبيعة الأم. لقد رسمت قدر استطاعتي. وبعد مرور عشر سنوات، قال الناس إنني كنت جيدًا جدًا في ذلك. ومع ذلك، لم أكن راضيًا عن التعبير ثنائي الأبعاد لأن كل ما رأيته كان ثلاثي الأبعاد. لم أجد طريقة لالتقاط جمال الطبيعة على الرغم من أنني كنت قادرًا على الرسم بشكل واقعي للغاية، ومثل الأطفال الآخرين، بدأت ألعب بالطين. أنا فقط أحب ذلك. الفرق بيني وبين الأطفال الآخرين هو أنني عندما وجدت شيئًا يعجبني، لم أرغب أبدًا في التوقف”.

“هناك شيء عميق في روحنا يجيب على جميع الأسئلة والمشاكل التي تحدث الآن. هذا هو الحب. أتمنى أن أصنع عالمًا أفضل. بطريقة ما، لم أتمكن من العثور على طريقة أفضل للقيام بذلك، لأنني لست جيدًا في أية منطقة أخرى. ولحسن الحظ، وجدت الفن. مؤخرًا، عندما أتيحت لي الفرصة لإلقاء نظرة على أعمالي السابقة، بينما كنت أستعد للحديث عن أعمالي، اكتشفت أن لدي نمطًا في الإبداع. لقد وجدت أنني قمت بإنشاء أعمال تتعلق بموضوع الحب بعد أن قدمت بعض الأعمال التي تعبر عن بعض الرسائل السلبية. يبدو أنني كنت أجيب “بالحب” على الأسئلة المطروحة في عملي”.

***************************************************

الفقر بلغة حنا مينه

محمود خيون

قرأت كثيرا للكاتب والروائي اللبناني حنا مينه وتذوقت طعم اسلوبه الشيق وسردياته المتميزة والمتلاحقة مثل (المصابيح الزرق والشراع والعاصفة والثلج يأتي من النافذة وبقايا صور وحكاية بحار وغيرها) لكنني توقفت عند روايته الأخيرة(عاهرة ونصف مجنون) الصادرة عن دار الآداب والتي تحدث فيها وبكل صراحة عن الفقر وتأثيراته على المجتمع والعائلة الواحدة.. خاصة تلك العوائل التي تعيش في غرفة واحدة تضم الآباء مع الأبناء بحيث يشعر الأبناء بالأسى وتطرق اسماعهم أنفاس أمهاتهم وآبائهم ، حيث يشعرون بالضيق والحرج. (وكانت البنت لورنس تسمع ما يجري بشكل مبهم والى بعض الكلمات المعروفة بأسمائها، تحبس قدر المستطاع، تتعذب تحب امها، تكره والدها، تريد أن يموت، وأن يكف عن النوم مع امها ولا تعرف سبب هذه الشتائم البذيئة المتبادلة، لا تعير اهتماما لضيق الغرفة، لنوم أخيها أو اختيها، تفضل النوم في السرير إلى جانب امها، وعندما تنتهي (المعركة) بين والديها، تضع يدها أسفل بطنها، تحس على نحو ما، أن هذه النقطة، هي التي كان يجري فيها أمر غريب)...كان هذا شعور البنت لورنس شعلول الطفلة التي كانت تتألم لما يجري بين والديها ستحمل ذكرى هذا الذي كان يجري في مراهقتها وصباها، ونضج أنوثتها، وتجد أن العدوانية، مدفوعة بالنشوة الجنسية، تكف عن أن تكون عدوانية، وانها هي لورانس شعلول من حقها وبأندفاع اني أن توغل في طلب اللذات مع رجل وآخر، بالزواج وغيره، وأن يصبح حقاً مكتسباً، مثلما كان لوالدتها في صباها. متعة الجسد تؤدي للتناسل كقانون طبيعي ما دامت المرأة من ضلع الرجل لتكون لعبته وشريكته في الكفاح على الأرض، بعد هبوط آدم وحواء من السماء، أثر تذوق التفاحة الأولى...

أراد حنا مينه في روايته (عاهرة ونصف مجنون) أن يقر بأن الفقر يولد الكثير من المشكلات بين الأسرة الواحدة ويتبين ذلك على سلوك كل فرد من افرادها ويتضح ذلك جليا من خلال شعور بطلة الرواية بأنها كانت ضحية لتصرفات والديها وممارستهم للجنس على مرآى ومسمع أولادهم إذ يعيشون جميعهم في غرفة واحدة وهذا هو حال أكثر الأسر الفقيرة.. وفي الأمثال أن البرد سبب كل علة، هذا صحيح إلى حد ما، إلا أن الأصح هو الفقر فالاغنياء لا يرتجفون من برد الشتاء ولا يكتوون بالحر صيفا، انهم يملكون المال، مادام المال موجودا فالانتصار على القر والحر من البديهيات، إننا في الزمن الرديء، والانسان السلبي نتاج تاريخ اجتماعي قلق وغير مستقر. الى جانب الوهم والحقيقة ومتعة الأحلام التي تظل هواجس الناس تتأرجح بين حجم المعاناة وحجم الأمنيات التي أراد لها حنا مينه أن تكون هي المحور الرئيسي والمهم في روايته هذه.

************************************************

الرِياحُ تَتْرِكُ اليَباس

عادل الياسري

أيَّتُها الأرْضُ لاتخْنِقي أغْنِيَةَ الراعي

لاتَدَعي الرِياحَ تَتْرِكُ اليَباسَ على زَهْرَتي

فَيَهْجِرُ العُشْقُ البَساتينَ

فَوْقَ خَدَّيْهِ دَمْعَةٌ تُغازِلُ الشَمْسَ

دمُ العُشْبِ نَسْغٌ

يَشْرَبُهُ المَدى

أيَّتُها المُدُنُ المَمْشوطَةِ الخُصُلاتِ

أيَّتُها العاشقاتُ اللَّواتي

على رؤوسِهِنَّ المِظَلاّتُ عَنِ الأكاذيبِ

أيَّتُها القِطارات السائراتُ على سِكَّةٍ مِنْ رِؤوس

أيُّها الشاعِرُالَّذي نَسِيَ الوَرْدَةَ بَيْنَ الخَمْرَةِ وَالمِرْآةِ

أيُّها الجالِسُ قُرْبَهُ

هَلْ رأيْتَ الوَرْدَة فَوْقَ رأسي

على خدِّها دَمْعَةٌ

سَرَقَ الحُزْنُ البَياضَ مِنْ فَرَحٍ كانتْ تُخَبِّئُهُ

دَعا النَّمْلَ في غَفْلَةٍ

لِيَأكُلَ العُشْبَ مِنَ الأسْماءَ

وَيَمْسَحُ اللاّهِثينَ مِنْ تَعَبِ المَحَطّاتِ

عَنْ خَرائطِ القِطَطِ الّتي

راكَمَتْ خَوْفَها

في زَمَنٍ لايَعْرِفُ أنّ العُشْبَ خُبْزاً

أوْ جَسَداً لِا مْرَأةٍ

خَبَّأتْ قَمْحَها عَن العاشِقينَ في لَيْلِ الشَتاءْ

******************************************************

دار الوالي

عبدالحسين بريسم

على مقياس التخريب

أطلقت يد الهوى

لتساقط سبع زهرات

من جوع الكلام

وامرأة تسألها صبية

لماذا تهجر الناس المنازل

**

 شرطي يوصلني الى

بواية

التاريخ ولاتدخل

خوفا من شبح حافلة

- غالوي

التي أكلها تنين النار

وباعة الكتب القديمة

**

الوقت صامت وقدميه

كسيحة

وساعة القشلة دليل

اواصل سيرة الخوف

في جامع الوالي

انا

اصلي

**

صرخات الحريم

يطلقها جدار  قديم

عليه علقت

عباءة الوالي

الذي فر الى النهر

لكي يكتم الأصوات

*******************************************************************

الصفحة الثانية عشر

استنكروا عدم اعتبار 14 تموز عيداً وطنياً شيوعيو الكرخ الأولى يحتفلون بعيد الثورة المجيدة

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

تحت شعار «ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ ثورة الشعب»، أحيت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى الذكرى الـ66 لثورة 14 تموز المجيدة في جلسة حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم.

أدار الجلسة الرفيق باسم المنذري، واستهلها داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت اكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية.

ثم تحدث عن ثورة تموز، وقال: «انها ثورة وطنية تحررية، واستكمال لثورة العشرين وما أعقبها من نضالات وطنية ضد الاستعمار الرجعي وأعوانه»، مضيفا قوله أن «ثورة تموز انهت حكم النظام الملكي الرجعي، وخلصت الشعب العراقي من تسلط هذه السلطة المستبدة ومن سيطرة الاستعمار الغربي على البلاد ونهبه ثرواتها وخيراتها».

وأشار المنذري إلى ان «هذه الثورة تعد انعطافة تاريخية في حياة الشعب العراقي وثمرة من ثمار كفاحه المرير على مدى عقود طويلة من الزمن، بعد ان عانى الظلم والاستبداد وسلب الحريات العامة وتكميم الافواه الوطنية التي كانت تطالب بحقوقه على مختلف الصعد»، متابعا القول أن «الثورة استعادت لشعبنا سيادته الكاملة على ارضه وثرواته».

واستدرك «لكن اليوم، وبعد مضي ٦٦ عاما على قيام هذه الثورة المجيدة، لم يتحقق للاسف الشديد لأبناء شعبنا ولو جزء بسيط مما تحقق خلال تلك الفترة. فبدلا من أن يعمل المتنفذون في الحكم من أجل الشعب وكرامته وحريته، باتوا يتصارعون من اجل البقاء على الكراسي، املا في الحصول على المزيد من اموال شعبنا الذي التف حوله الفقر والحرمان والمرض وقلة الخدمات والبطالة».

هذا وتخللت الجلسة مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين.

وفي الختام، شدد الجميع على رفضهم الخرق الدستوري الذي اقترفه البرلمان بعدم إدراج يوم 14 تموز في قانون العطل الرسمية.

************************************************

يوميات

  • احتفاء بالذكرى الـ89 لعيد الصحافة الشيوعية العراقية، تنظم رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، بعد غد الثلاثاء في «غرفة الأنصار الشيوعيين» على منصة «زووم»، ندوة حوارية تضيّف فيها الكتاب والصحفيين: د. حميد الخاقاني ليتحدث عن «طريق الشعب في السبعينيات/ الدور والمعنى»، والأستاذ رضا الظاهر ليتحدث عن «التنوير في صحافة الحزب الشيوعي العراقي/ مثال: الثقافة الجديدة»، والأستاذ داود أمين منشد ليتحدث عن «الصحافة الأنصارية في عقد الثمانينيات».

تبدأ الندوة التي سيديرها الصحفي مزهر بن مدلول، في الساعة 8 مساء بتوقيت وسط أوربا و9 مساء بتوقيت بغداد.

***************************************************

في اتحاد الأدباء العراقيين ورشة حول «ترميم وحفظ الكتاب»

متابعة – طريق الشعب

احتضنت قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أول أمس الجمعة، ورشة حول «ترميم وحفظ الكتاب»، وذلك ضمن برنامج ورش العمل الثقافي والإبداعي الذي أطلقه الاتحاد بالتعاون مع مؤسسة «أنا عراقي.. أنا أقرأ».

وشاركت في الورشة التي حضرها جمع من الشباب المهتمين بالكتاب والشأن الثقافي، دار المخطوطات في وزارة الثقافة، ممثلة بالسيدتين هديل عبد حمادي وآيات علي نعمة عبيد.

وقد تحدثت السيدتان عن أهم الطرق والوسائل التي انتهجتها الدار منذ سنوات في الحفاظ على المخطوطات التي تعود لآلاف السنين، عبر مشفى تخصصي يعمل بالتقنيات الحديثة.

فيما ألقيتا الضوء على طريقة تصليح الأجزاء التالفة من المخطوطات المحفوظة في الدار، مبينتين أن التصليح تم بالاعتماد على جودة الورق والحبر المستخدم في الكتابة، مع مراعاة درجتي الحرارة والرطوبة في المخازن، واللتين يؤدي ارتفاعهما او انخفاضهما عن المستوى المطلوب، إلى تلف المخطوطات.

ونوّهت ممثلتا الدار إلى ان تصليح المخطوطات تم بالاستعانة بفريق إيطالي متخصص، وهو ما زاد من خبرة العاملين في الدار، عبر تنظيم دورات في هذا الشأن.

كذلك تطرقت المتحدثتان إلى أنواع الأحبار المستخدمة في المخطوطات. فيما دعيتا المشاركين في الورشة إلى زيارة الدار لغرض المعاينة المباشرة لعملية تصليح الكتب والمخطوطات الأثرية.

جدير بالذكر، أن هذه الورشة هي الثانية التي تنظم ضمن برنامج الورش، وان هناك 6 ورش أخرى ستنظم تباعا، يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، بعناوين ومحاور مختلفة تخص الكتاب.

****************************************************

في ستوكهولم الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم يحتفلون بذكرى ثورة 14تموز

ستوكهولم - عاكف سرحان

احتفل الشيوعيون العراقيون في ستوكهولم وأصدقاؤهم بالذكرى 66 لثورة 14 تموز المجيدة، وذلك في سفرة عائليةعلى شاطئ»بحيرة ليلياهولمن» الواقعة جنوبي العاصمة السويدية، وبحضور عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق د. علي مهدي.  ونصب المحتفلون خيمة قرب البحيرة، ورفعوا أعلام الثورة وشعاراتها.

عريف الاحتفال الرفيق بهجت هندي، رحب بالحاضرين، ثم دعاهم إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الثورة والشعب.  بعدها ألقى الرفيق د. علي مهدي كلمة قصيرة أشار فيها إلى أن تأسيس الجمهورية شكل منعطفاً تاريخياً في حياة الشعب العراقي على مختلف الصعد، متطرقا إلى منجزات الثورة العديدة.  فيما ألقى سكرتير لجنة العاصمة الرفيق جاسم هداد، كلمة قال فيها ان «الطغمة المتنفذة تحاول محو ذكرى 14 تموز من وجدان وذاكرة الشعب العراقي. ولقد حاول قبلهم نابليون في فرنسا عام 1804 تغيير تاريخ احتفال الشعب الفرنسي بثورته، لكن بعد زوال نظام حكمه عاد الشعب ليحتفل بالثورة بتاريخها في 14 تموز».

وجرت خلال الاحتفال قراءة برقية التهنئة التي أرسلها الرفيق الخالد سلام عادل لقيادة ثورة 14 تموز، صبيحة يوم الثورة.

وتخلل الإحتفال تكريم عدد من الرفيقات والرفاق والصديقات والأصدقاء المتبرعين، بميدالية الذكرى التسعين لتأسيس الحزب. وقد تناوب على توزيع الميداليات للمكرمين، كل من الرفاق د. علي مهدي، جاسم هداد، خولة مريوش وفيصل الفؤادي.

وسادت البهجة والفرح بين الحاضرين من خلال المائدة الجماعية ومسابقةأسئلة وأجوبة تخص ثورة تموز، فضلا عن لعبة الدمبلة ومسابقة في الغناء والشعر.

******************************************************

انتهاء تدريبات الجزء الثاني من «الخيط والعصفور»

متابعة – طريق الشعب

أعلن الكاتب والمخرج المسرحي مقداد مسلم، عن انتهاء تدريبات مسرحية «أحوال وأمثال»، التي تمثل الجزء الثاني من المسرحية الشعبية الشهيرة «الخيط والعصفور».

وقال في حديث صحفي ان «الخيط والعصفور» قدمتها فرقة مسرح بغداد على خشبة مسرح المنصور في ثمانينيات القرن الماضي، وهي أيضا من إخراجه.

وأضاف قائلا أن «أبطال العمل الجديد هم أحفاد عصفور وماذي أبو الدكايك وجرادة، شخصيات الخيط والعصفور»، مبينا أن «محور العمل سيكون حول ضياع الأحفاد في مواقع التواصل الاجتماعي وابتعادهم عن الحياة الأسرية وتراثهم وأمثالهم وقصصهم الشعبية. فيظهر لهم جدهم عصفور ويطلب منهم تخصيص يوم أسري يجتمع فيه الأحفاد».

ونوّه إلى ان العمل ستشارك فيه نخبة من نجوم المسرح العراقي.

**************************************************

تحت عنوان «الشاعر – الثورة».. بيروت تكرّم الشاعر الكبير الراحل مظفر النواب 

بيروت – شاكر القريشي

برعاية وزارة الثقافة اللبنانية، أقامت «جمعية أسفار» للثقافة والفنون والإعلام بالتعاون مع اتحاد الكتاب اللبنانيين والملتقى الثقافي اللبناني، يوم 22 تموز الجاري، حفل تكريم للشاعر الكبير والمناضل الراحل مظفر النواب.

حضر الحفل الذي أقيم على قاعة المكتبة الوطنية – الصنائع في بيروت، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين علي الفواز ورئيس اتحاد الكتاب الجزائريين د. يوسف شقرة ورئيس اتحاد الأدباء العرب في سورية د. محمد الحوراني، وجمع من الأدباء والمثقفين من لبنان والعراق ودول عربية أخرى.

استهل الحفل بتقرير مصوّر عن حياة النواب وسجنه وترحاله بين بغداد وبيروت ودمشق ومدن أخرى. ثم توالت الكلمات عن الفقيد، والتي ابتدأها المنسق العام لـ»جمعية أسفار» الأديب عبد القدوس الأمين، الذي قال: «ليتنا نحتفي بمظفر النواب في بغداد، أو القدس أو عيتا أو معبر رفح أو في غزة الأسطورة.. لن تقفل بوجهك حدود الأنظمة، فقد شُرعت القلوب وعبرت حروفك إلى الشجر فاخضّر والحقول فأزهرت». ثم جاءت كلمة رئيس اتحاد الأدباء العراقيين علي الفواز، الذي قال: «إننا نحتاج إلى مظفر النواب اليوم في هذه اللحظة القومية الإنسانية المفصلية في تاريخ الأمة العربية، فنحن نحتاج إلى المقاومة مثلما نحتاج إلى القصيدة، نحتاج إلى الفكر الثقافي بأنّ يكون مدركاً ورَائياً حول ما يجري من مؤامرات كبيرة».

وكانت لرئيس اتحاد الكتاب الجزائريين د. يوسف شقرة ورئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية د. محمد الحوراني والأمين العام لاتحاد الكتّاب اللبنانيين أحمد نزال ومنسق «مؤتمر مناهضة الغزو الثقافي الصهيوني» هاني مندس، وممثل وزارة الثقافة اللبنانية شوقي ساسين، كلمات استذكروا فيها النواب ومنجزه الشعري الثوري. بعدها ألقى الشاعر السوري حسن بعيني قصيدة مهداة إلى النواب.

وفي سياق الحفل الذي أداره الإعلامي روني ألفا، قدم لوح تكريمي إلى عائلة النواب، تسلمه إبنا شقيقه علي وعدنان النواب.

كما أعلن النائب إيهاب حمادة عن إقامة مهرجان سنوي في ذكرى رحيل النواب عن بيروت.

***************************************************

كركوك تستذكر قارئ المقام علي مردان

متابعة – طريق الشعب

احتضنت باحة المركز الثقافي في مدينة كركوك، أخيرا، حفل استذكار لرائد المقام العراقي، الكردي علي مردان، في مناسبة الذكرى الـ43 لرحيله.

الحفل الذي نظمه «مركز علي مردان» للمقامات، أقيم عند النصب التذكاري للفقيد، الذي ينهض في باحة المركز.  واستهل الحفل بكلمة لمسؤول «مركز علي مردان» الفنان نور الدين الجاف، أشار فيها إلى الدور الكبير الذي لعبه الفقيد طوال حياته، في خدمة فن المقامات الكردية والعراقية، مبينا أنه برحيل مردان فقدت كركوك أبرز رموزها الغنائية، الذي ترك وراءه ارثا غنائيا مسجلا لا يزال عشاق المقام يستمعون إليه.

وفي سياق الحفل قدم عدد من الفنانين الشباب، أغنيات مقامية للراحل.

******************************************************

التقاط صورة للمشتري تشبه لوحات فان غوخ!

متابعة – طريق الشعب

التقطت المركبة الفضائية «جونو» التابعة لوكالة ناسا الأمريكية، صورة معززة بالألوان لنصف الكرة الشمالي لكوكب المشتري، خلال تحليقها حول الكوكب العملاق، الذي ظهر شبيها بلوحات الرسام الهولندي الشهير فان غوخ!

وتوفر الصورة رؤية مفصلة للسحب الفوضوية والعواصف الإعصارية في منطقة معروفة للعلماء باسم «المنطقة الخيطية المطوية». وتدور السحب الزاهية عبر سماء المشتري، حسب ما ظهر في الصورة، مثل ضربات الفرشاة الملونة في لوحات فان غوخ.

وكانت المركبة تتحرك على بعد نحو 29 ألف كيلومتر فوق قمم سحب المشتري، وذلك يوم 12 أيار الماضي، عندما التقطت هذه الصورة.

وتسلط الصورة الضوء على العواصف المستمرة للكوكب والأشرطة الملونة التي أنشأتها الرياح القوية في غلافه الجوي.