من يسافر من مطار بغداد سيصطدم بمشاهد غريبة وعجيبة لا تنم عن أي تنظيم وسيطرة وآلية لإظهار المطار بالشكل الحضاري.
المطار يفتقد الكثير من الأمور، بل هو فاقد سمات ومعايير التنظيم العالمي للطيران المدني، في كل الجوانب .
وانت تصل إلى المطار ستشاهد أشخاصا ببدلات رسمية، يتوجهون إليك ويطلبون منك ان تتفق معهم على إيصالك إلى "البوردنك" من دون اي تعب، لكن مقابل مبلغ من المال تدفعه لهم! والأدهى من ذلك يرغّبونك بأنهم سيحجزون لك في مقاعد رجال الأعمال (VIP)، وهذا يعني ان هناك تنسيقا بينهم وبين كادر العمل داخل المطار، وهو شكل فاضح من أشكال الفساد!
وانت تتخطى حدود التفتيش وتدخل الى صالة المغادرة، ستجد أن بعض المرافق الصحية مقفل تحت ذريعة اجراء الإدامة، ناهيك عن التأخر في انطلاق الرحلات لأوقات طويلة. ومما يلفت أنظارك وانت عائد إلى المطار، هم سواق الأجرة لتاكسي المطار. حيث تجدهم في صالة استلام الحقائب يتعاملون مع المسافرين حسب امزجتهم. كيف يُسمح لهؤلاء السواق أن يتسابقوا على المسافرين من أجل ايصالهم إلى بيوتهم من داخل المطار، وكأنك في كراج العلاوي او كراج النهضة؟!
هذه ظواهر غير حضارية في مطار يعد الوحيد في بغداد ويسافر منه جميع المسؤولين بمن فيهم رئيس الوزراء والوزراء والنواب وكل الدرجات العليا في البلاد.. انه في وضع مأساوي من ناحية النظافة والخدمات المطلوبة التي يجب توافرها فيه .
امر مخزٍ لو قارنت مطار بغداد بأي مطار آخر في الدول التي تسافر إليها. حيث ستجد ان مطار بغداد لا يصلح ان يكون مطارا للرحلات الداخلية في تلك البلدان.
يتوجب على سلطة الطيران المدني ووزارة النقل التفكير جدياً في إنشاء مطار يليق ببغداد وتاريخها الحضاري العريق، وفق المعايير الدولية، بدلاً من إجراء الإدامة الدورية على المطار الحالي، والتي يبدو ان الغاية منها الحصول على "الكومشنات" دون أي اعتبار لمصلحة الوطن وما يعانيه من هدر أمواله بيد أناس هيمنوا على مشهده السياسي!