الرياضة، يا سادتي، هي جميع الألعاب التي يعشقها أبناء المجتمع في أي بلد من بلدان العالم، ولا يمكن أن نختصرها بلعبة واحدة أو اثنتين أو ثلاث. فلكل أبناء وبنات المجتمع هوايات ورغبات متنوعة، وعلى الدولة أن تعمل على تنفيذ هذه الرغبات والهوايات، وهذا ما نجده معمولاً به في أغلب الدول المتقدمة.
أما أن نجد لعبة واحدة هي السائدة ونشاطاً رياضياً مميزاً يطغى على باقي الألعاب، فذلك خطأ كبير لا نراه في البلدان المتطورة. لذا أقول لأحبتي المشرفين على الرياضة في بلدي، والقائمين على شؤونها: عليكم الاهتمام والعناية بجميع الألعاب الرياضية بعين واحدة، ورعايتها دون تمييز، كما هو معمول به في الأنظمة والقوانين الرياضية المعتمدة في العالم، إذ تشترط هذه القوانين على الأندية ممارسة خمس ألعاب على الأقل للسماح لها بالاعتماد والترخيص الرسمي.
أما أن نجد نادياً يمارس لعبة واحدة أو لعبتين فقط، فذلك لا ينسجم مع مفهوم النادي الرياضي الحقيقي، ولا يحق له الحصول على الإجازة. لكن ما نلاحظه اليوم أن بعض أنديتنا تمارس لعبة واحدة فقط، وتركز عليها دون سواها، مما يحرم المؤسسة الرياضية من القدرة على استقطاب مختلف فئات الشباب من البنين والبنات، ويؤدي إلى خسارة طاقات وقدرات شبابية كبيرة بسبب حصر النشاط بلعبة واحدة.
من هنا، أدعو أحبتي في الأندية الرياضية إلى توسيع نشاطاتهم وتعدد ألعابهم، وتشجيع الشباب على ممارسة الألعاب المتنوعة، لأن الاهتمام بالفئات العمرية المبكرة والرياضات المختلفة يساعد الأندية على صناعة أبطال جدد في ألعاب جديدة، ويشكل نواة حقيقية لأجيال قادمة قادرة على الإبداع والتميز.
إن قيام الأندية بتشجيع أشبالها والناشئين فيها على تنوع الألعاب والممارسات الرياضية سيعزز هواياتهم ويدفعهم إلى الإقبال على ميادين جديدة من الرياضة، مما يضمن لنا مستقبلاً زاهراً لأبطال الغد. وعلى الأندية الرياضية أن تخطط بوعي لمستقبلها، وأن تهتم بتعدد الألعاب والنشاطات، وتسعى إلى إقامة بطولات ومسابقات في الألعاب الجديدة، الأمر الذي يساعد على اكتشاف ورعاية المواهب وتنميتها وصقل قدراتها لتكون نواة لجيل رياضي متميز.
إن صناعة الأبطال هي المهمة الأساسية لأي نادٍ رياضي، ونجوم الرياضة هم الأساس المتين الذي تنهض عليه الأندية وتزدهر به الرياضة الوطنية. لذلك يجب أن يحظى هذا الموضوع باهتمام خاص من إدارات الأندية والمؤسسات الرياضية، لأن تركه للصدفة أو للاجتهادات الفردية سيؤدي إلى خسارة كبيرة للرياضة في وطننا.
أعزائي قادة الأندية الرياضية، أنتم مدعوون إلى رعاية أنديتكم والاهتمام بفرقها الرياضية، والوقوف إلى جانب الرياضيين ودعمهم ورعايتهم رعاية أبوية صادقة. فأنتم في قلب الوسط الرياضي، ومن خلال مواقعكم القيادية في هذه المؤسسات يقع على عاتقكم الدور الأكبر في النهوض بالرياضة وتطوير مستواها.
لقد أصبحت الأندية الرياضية جزءاً من مسؤولياتكم المباشرة، وما عليكم إلا أن تتحملوا هذه الأمانة، وتسعوا إلى الارتقاء بها وبأبطالها، والاهتمام بجميع الألعاب والرياضات المتنوعة داخلها.
إن الاهتمام بواقع الأندية الرياضية هو الخطوة الأولى والأساسية للنهوض بالواقع الرياضي العراقي، وهو الأساس الذي تقوم عليه نهضة الوطن ورياضته. وما عليكم إلا أن ترعوا الألعاب والرياضيين جميعاً، ليكونوا الحافز لمستقبل رياضي مشرق، يسهم بفاعلية في تحقيق الإنجاز والتميز في مختلف الألعاب والميادين.