اخر الاخبار

 مهداة إلى الذكرى الثامنة والثمانين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي

لدى وقوع انقلاب شباط الاسود عام 1963 وبمساعدة من الشرطي السجان عضو الحزب الشيوعي العراقي الرفيق عيدان استطاعت مجموعة من الرفاق مغادرة السجن لتلتحق بالجمهور ومن ثم تتوزع على مدن مختلفة.

الشهيد محمد أحمد الخضري توجه صحبة الراحل أحمد شهاب العبيدي والراحل شاكر محمود التميمي إلى محافظة الديوانية والتحقوا بتنظيمات الحزب في ريف الشامية، التي رفعت السلاح بوجه الفاشية ووفرت الملاذ الآمن للرفاق المطاردين واستضافت المركز القيادي للحزب الذي تشكل على نطاق الفرات الاوسط بعد استشهاد قائد الحزب سلام عادل. الراحل أحمد شهاب التحق بقطاع ناحيتي المهناوية والصلاحية شمال مدينة الشامية أما الشهيد محمد أحمد الخضري فالتحق بقطاع جنوب مدينة الشامية أيمن شط الشامية إذ أن الرفيق الراحل أبو يحيى زكي خيري سعيد بعد نقله من قضاء ابي صخير إلى ريف الشامية استقر في منطقة الخشانية أيسر الشط.

اواخر عام 1963 قامت شرطة الشامية بتطويق دار الرفيق الشهيد هادي الكعبي حيث يتواجد الشهيد محمد الخضري. الشهيدان قاوما محاولة اعتقالهما فاستشهد الكعبي واعتقل الخضري حيث نقل إلى مركز شرطة الشامية وهناك واجه وببسالة نادرة التعذيب الوحشي الذي مارسه معه جلاد الأمن المعروف محسن فرحان، وكونه سجينا هاربا من السجن نقل إلى سجن العمارة لقضاء ما تبقى من محكوميته.

عام 1971 امضيته في منظمة الشامية – قائدا فعليا لتنظيمات الحزب في قضائي الشامية -ابي صخير إذ أن السكرتير الراحل أحمد شهاب العبيدي استقر في مدينة كربلاء وكان شديد الاحتراز في حركته وتحولت الصلة بيننا إلى المراسلة من خلال البريد الحزبي. وفي إحدى جولات الاشراف في جنوب الشامية صادف أن أمضيت إحدى الليالي في بيت الرفيق الكادر الحزبي الذي يسكن منطقة العين – نعمة كاظم عبد له العمر المديد. وقد فاجأتني زوجته بعد ان تناولنا طعام العشاء بأن وضعت امامي فرشة اسنان ملفوفة جيدا للحفاظ عليها من التلف والضياع. وعندما سألتها عنها أجابت انها فرشة اسنان الشهيد محمد أحمد الخضري بقيت لدينا لدى اعتقاله اواخر عام 1963.

أما موضوع الكامرة فهذا ايضا موضوع يبعث على الاعتزاز الكبير. في كربلاء حتى يوم 18/12/1978 كنت في مقر منظمة الحزب الشيوعي العراقي باعتباري سكرتيرا للمحلية.

ذلك اليوم ليلا، غادرنا المقر أنا والرفيق الراحل أحمد هادي سعود وتوجهنا إلى منطقة الصلامية الغربية في ناحية الحسينية للاختفاء والانتقال إلى العمل السري وصادف أن أمضيت فترة كانت بالأشهر وليس بالأيام في دار عائلة الرفيق عدنان كحيص. الذي تظهر والدته في الصورة المرفقة تجلس إلى جواري، التي اخذت للتذكار في احدى زياراتي للعائلة بعد سقوط نظام الاستبداد.

بعد السقوط توجهت ذات يوم إلى مقر منظمة حزبنا الشيوعي العراقي في كربلاء للسلام على الرفاق والتهنئة بالسلامة، تجمع الرفاق وأصر الرفيق الراحل ابو حازم الاستاذ حميد المسعودي الذي يسكن الصلامية ان نتوجه جميعا إلى داره لتناول طعام الغداء عصرا انتقلنا إلى دار الرفيق الراحل ابو عدنان الشيخ حسين كريم عواد لتناول طعام العشاء والمبيت لديه.

اتصلوا تلفونيا بالرفيق عدنان كحيص وابلغوه بوجودي في دار الرفيق ابو عدنان فحضر هو وعمه وكم سرني ذلك الحضور من جانبهما.

بعد تناول طعام العشاء مد الرفيق عدنان كحيص يده نحوي ووضع امامي كاميرة، سألته عنها، اجابني انها امانتك تركتها لدينا عام 1979 عندما غادرت إلى بغداد.

وها أنا بعد ان حافظنا عليها نعيدها اليك سالمة، شكرته على ذلك. وتذكرت حينها حفاظ عائلة الرفيق ابو كامل – نعمة كاظم عبد الحصموتي – على فرشة اسنان الشهيد محمد أحمد الخضري.

اتطرق إلى ذلك الان كمثال عن الرفقة الحقيقية التي كانت تشد الشيوعيين العراقيين إلى بعضهم البعض.

المجد للذكرى الثامنة والثمانين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي.

عيدان كان عام 1961 شرطيا سجانا في سجن الكوت، أقام الرفيق السجين من عين التمر – نعمة الحاج سطاي علاقة صداقة معه تطورت إلى ان يصبح عيدان عضوا في الحزب الشيوعي العراقي وقد علمت لاحقا بانه تلك الصلة تطورت لتتكون من ثلاثة شرطة سجانة اوكلت مهمة الصلة معهم إلى الرفيق الشهيد محمد أحمد الخضري عندما اعتقل عام 1962 وسجن وأودع سجن الكوت.

عرض مقالات: