اخر الاخبار

“ رجل فقأ عيون الموت” عنوان لمسرحية بفصل واحد لعبد الحكيم الوائلي، اصدار  رؤى- بغداد.

زين الغلاف بلوحات متدخلة للفنان العالمي محمود صبري والتي هزت مشاعره صورة استشهاد المناضل الشيوعي سلام عادل وتعذيبه بشكل بشع.

قدم للمسرحية الأستاذ مفيد الجزائري الذي وجد ان الكاتب ومنذ السطور الأولى ( يبوح بما يعتمل في دواخله هو أيضا، بل وما اعتمل دائما كلما استحضر الصور المتخيلة لتلك الواقعة الاستشهادية).

معجزة الصمود الأسطوري للشهيد في مواجهته الهمجية وتحويل البلد الى اقبية مظلمة تفوح منها رائحة الموت إثر الانقلاب الدموي الفاشي عام 1963.

اما المقدمة الثانية فهي للمؤلف وفيها بدايات التعرف على شخصية البطل الخالدة.

 اول الامر لم يصدق رواية جليسه حسين علي شبر لان ما يورده عن سلام عادل هو أقرب الى الخيال!

 وكيف لأنسان تكسر عظامه وتقلع اظافره وتسمل عينيه من دون ان يخون قضيته؟

تلك هي العظمة والسمو التي تجعل جلاده يرتجف وتنتابه هستيريا تقوده الى  الجنون !

عبد الحكيم الوائلي كتب مسرحيته  بفصل واحد ليشكل نصا مركزا يأخذ القارئ والمشاهد الى النهاية من دون انتظار شخص الراوي الذي يدخل قادة الحزب وثمينة زوجة الشهيد ورجال الامن والجلادين وأسماء أخرى سياسية أمثال عامر عبد الله وكمال نظمي إلى جانب دور لعنصر من الحرس القومي.

الراوي يستعيد احداث  تاريخ العراق ارتباطا بشخصية سلام عادل ورفاقه الميامين والسيرة النضالية الطويلة لتكوين ونشأة الحزب الشيوعي العراقي وكفاحه بلا هوادة ضد الاستعمار والاستغلال والتسلط حتى لحظة القبض عليه وتعذيبه بقسوة لا نظير لها، وهنا ويحاول في اللحظات الحرجة يعمد الكاتب الى استحضار شعراء للمشهد مثل الشاعر الراحل عريان السيد خلف مخاطباً الزعيم الراحل:

منك.. ماهي منك.. طب حراميها

ولعب بيها وخبطها.. وشرب صافيها.

وبعد ان يصل الجلاد الى النقطة الفاصلة التي يفقأ فيها عيني الشهيد الذي كان بدوره فقأ عيون الموت . وهنا يطلب الكاتب من  الشاعر مظفر النواب الجالس بين الجمهور  ليرتقي المسرح ( بحركة بريشتيه ) لينشد بناي عراقي حزين:

“لحظة ان سملوا عينيك العاشقتين

اضاء النفق المظلم بالعشق الأحمر

واحتضر الموت...”

لينتهي العرض باغنية لفؤاد سلام  في الوقت الذي يشير الراوي الى لوحة كتبت باللغة الروسية  الى شارع سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي العراقي 1963 م.

عرض مقالات: