اخر الاخبار

مقهى

شتاء المدينة لم يحن بعد،

هكذا بدا المشهد،

مع نسيم هواء برائحة النهر.

دافئة بدت ظهيرة كانون،

والباعة في استراحة الغداء.

عند ركن مسطبة قديمة،

 في مقهى السعادة،

أجلس في صمت كأمير  كوتي،

منتشيا بالشاي الأسود،

مصغيا لمطرقة الاسكافي الطيب،

لضجة المكان، لحيرة روحي،

متطلعا لوجوه المارة.

في مقهى السعادة،

سأحلم بالمطر،

عسى أن يحط الزائر يوما،

 كما الهدهد في ثياب السعد.

نصفان

في محنة المفاضلة،

سأشطر قلبي نصفين

ليكونا مسكنين

واحد لأهلي القريبين،

وآخر، لأهلي البعيدين.

ليس ذنبي يا صاحبي،

أن للنهر جرفين،

أن للنهر ضفتين،

وليس من خيار،

سوى اللوذ بشاطئين.

غنى

وسط شوارع المدينة العريضة

سأسير كأمير اسبارطي

متفاخرا بحدائق شاسعة

وبساتين من حب البشر 

ثروتي صندوق طبيعة هائل

مزدحم بفراش ملونة

وحمائم بيض تجيد التحليق

شموسي دافئة

وسمائي دون حدود

وضوح

كسفك دم حمامة بيدر

سفكوا حلم المدينة

ولا حاجة لنا بعد

لفذلكات كثيرة

في تصوير المشهد

ولا لنصوص غامضة

في توصيف الحالة

شيوعي

ليست لي قصور جبارة

تشبه ابراجك العاجية.

ولا مركبات هائلة،

مثل جنياتك العجيبة. 

كفي معتادة

على العناية بزهرات البنفسج

وحكيمة في تشذيب الغصون

وليست لي حاجة لكفوف مطاطية

لعد الورق وحساب الدنانير...

ضحية

دون ضجة، حسب الفرمان،

مضى كل شيء امتثالا للسياق

عبرت المذيعة الخبر

وانتهت النشرة.

تلميذة بريئة مشاكسة

راسبة في درس القبيلة

تساق كنعجة أضاحي

صوب مصير مجهول

تيه

نجمتي البعيدة ابتلعتها العتمة...

بين جنون الموج،

دون مجداف،

في زورق تائه

وسط عاصفة البحر،

من أين لي بأنيس

يسمع غيثي

طقس

في وئد، وسط طقوس النهار

يمضي باص الكيا المتهالك،

مزدحما بالبشر الصامتين

الوديعين رغم الألم

حنين

ربما، سأجتاز امتحان الحنين

ولكن، كيف لي

مع فصول الذكرى

وكل ركام المكان

وأخبار هذي الرسائل

تحملها الريح

مكتظة بنشيج فيروز

(أنا يا عصفورة الشجن

مثل عينيك بلا وطن).

اختلاف

لا تشبهني ولا أشبهك.

وسط كوابيس الخوف

والمصائر المجهولة

تمضي ليلتك.

وبحلم يشبه الورد

تمضي ليلتي

مزركشة بطقوس الناس

وألوان الصباح النقية

عشب

على طول الليل

ظلت خراف الراعي ساهرة

منتشية بموسيقى المطر

يعزف في صمت

فوق سطح زريبة التنك،

حالمة بنهار قادم

وبمزيد من بقع الماء

وبعاقول رطب أخضر

عرض مقالات: